كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
ران صمت قصير ثم تابع قوله :"لا يتذكر حفيدي شيئا عن والديه .ولكن بمرور الوقت أصبح يذكرني كثيرا بوالده .لكن لا أعرف ماذا ستكون ردة فعله امام هذه المبادرة التي أقوم بها ."
فجأة أصبح نظره باردا وغير واضح التعابير وقال:
"لكنه في الاخير سيفعل ما أقوله له ."
شعرت ليندا بالشفقة تجاه الشاب الذي يعيش منذ سنوات عديدة تحت ظل هذا العجوز ذو السلطة المستبد .لا شك ان الخجل قد شله .لا بد ان يكون انسانا معقدا وحساسا للانتقادات ومكبوتا على ذاته .
غير انها ,بالرغم من الشفقة التي تشعرها تجاهه ,فليس واردا ان تقترن به .
اعلنت بهدوء تام :
"انا آسفة عليك ان تبحث عن زوجة لحفيدك بمكان آخر ."
"لماذا هل انت مغرمة بشخص آخر ؟"
"لا ليس هذا هو السبب اطلاقا "
"اذن لماذا تكذبين ؟الم تؤكدي لي انك ستفعلين أي شيء من أجل ايواء أختك ؟وما أقدمه لكليس أي شيء .فكري قليلا بالحياة التي تعيشينها و بالحياة التي أقدمها اليك."
احتجت قائلة :
"لكنك لا تفهم شيئا .لن اتزوج من رجل اجهل عنه كل شيء ولم يسبق لي ان التقيت به حتى ولم مرة واحدة ."
"غير انك ترغبين في الزواج يوما ."
"يعني ان...يوما ما ,اود ان ...نعم "
قاطعها بصوت ناعم :
"انت كثيرة التفاؤل يا آنسة , لكن هل تعتقدين حقا ان رجلا سيقبل ان يربي طفلة ليست منه ؟الرجال أنانيون يرفضون التضحيات ,هل تريدينني ان ارسم لك وضعك ,سترهقين باعباء الطفلة وستصبحين عجوزا قبل الاوان ,ستجدين نفسك غير محبوبة .ولا تعودين بحاجة للانتظار كي تشكرك اختك على اهتمامك بها هذا اذا كانت مختلفة وغير اعتيادية ."
غمرتها قشعريرة باردة فقالت :
"انت رجل قاسي "
"واقعي ,من الافضل لك ان تتبعي نصيحتي ."
ادار ظهره وخرج من الغرفة .نظرت حولها وراحت تقارن محتوى هذه الغرفة الانيقة والفاخرة بغرفتها الحقيرة الفارغة , الى متى سوف يدوم هذا الواقع المؤلم ؟ ربما ستشعر ويندي بعدم الاستقرار الذي سوف يترك فيها اثرا ابديا .
عندما عاد دون ادريانو الى الغرفة كانت ليندا تبدو هادئة جدا .اقترب منها فادارت وجهها نحوه .ورات في عينيه بريق امل ,ابتسمت له فقال :
"هل قررت يا آنسة ؟"
"نعم ,سيدي .قررت ان اقبل العرض .آمل ان يجدني حفيدك زوجة تناسبه ."
|