لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-15, 08:07 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307692
المشاركات: 75
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 297

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطرةندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطرةندى المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: خدعة مصيرية

 

الفصل الثاني
لم تشعر بأي حيرة لاختيار ملابسها لأنها ارتدت المجموعة الوحيدة الانيقة التي تملكها .انها كناية عن تنورة وسترة , ذات لون بني غامق , يناقض بشرتها الفاتحة ولون شعرها الطويل الذهبي الذي ينسدل امواجا على كتفيها . وارتدت تحت السترة قميصا من اللون الكريمي .غير أنها قطبت حاجبيها عندما نظرت في المرآة .لا شيء في هذه البزة الكلاسيكية يلفت الانظار .واذا صدق ما قالته زميلاتها من أن صاحب الاعلان ليس سوى ثري مضجر , سيكون حظها قد خانها.
"اللواتي يتحملن اعباء الاسرة ."
رددت هذه الكلمات في فكرها .اذا كان الرجل الذي ستلتقي به يفي بوعده واذا حصلت على هذه الوظيفة الغامضة, ستضمن مستقبل الطفلة .القت ليندا نظرة على ساعتها .لم يبق سوى عشرين دقيقة للوصول الى الفندق .ستصل سيارة التاكسي في أي لحظة الان .وبعدما نظرت مرة اخرى الى المرآة , حملت حقيبتها وعلقتها بكتفها وهبطت السلالم .
أوقفها التاكسي امام باب فندق امبريال الرئيسي .وكانت مبكرة فتوجهت الى مكتب الاستقبال بأنفاس متقطعة من شدة الانفعال .طلبت ان يصار الى اعلام صاحب الغرفة رقم 1005 بحضورها .كان الموظف يراقبها خلسة . فجأة اشتعل وجهها احمرارا ,لانها انتبهت انه لا شك موظفي الفندق على علم بسبب وجودها هنا .وخلال بضع دقائق جاء صبي الفندق وطلب منها ان تتبعه .شعرت بقدميها ترتخيان فجأة ,لكنها تمكنت من عبور البهو المفروش ارضه ببساط واسع مزين بألوان ورسوم فنية . ولما انفتح باب المصعد من دون أي ضجة ,خيل اليها أنها تغادر العالم المتزن الواضح ,لتدخل عالما آخر غريبا و مروعا.
أنها تنتمي الى عالم حيث لا يمكن لأي انسان ان يخطر في باله شراء انسان حي ,حسب ما يمكن للاعلان ان يفصح عنه .فهناك وعد بالاستقرار "طيلة حياتها" وبالتالي فهي أسيرة سجن ذهبي .لكن ماذا سيحصل في مقابل ذلك ؟
الغم يضغط حنجرتها وهي تحاول جاهدة ان تنطق من دون جدوى .الطريق تمر امامها وهي عاجزة ان تطلب من صبي الفندق ان يعيدها الى المدخل .
توقف المصعد وخرج الصبي امامها .تبعته وقدماها تدوسان البساط الازرق السميك بينما كانا يتوجهان نحو الغرفة المصيرية .اخيرا توقفا امام غرفة كتب على بابها رقم 1005.

 
 

 

عرض البوم صور قطرةندى   رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 07:15 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307692
المشاركات: 75
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 297

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطرةندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطرةندى المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: خدعة مصيرية

 

ثلعثمت وهي تفتش في حقيبتها عن بعض المال :
"شكرا."
لكن صبي الفندق رفض الاكرامية وعاد ادراجه نحو المصعد بعد ان رمقها بنظرة ازدراء .قربت ليندا يدها لتطرق الباب ,ثم عدلت في اللحظة الاخيرة .
وفجأة تذكرت حكايات تجارة الرقيق الابيض التي تتداولها رفيقاتها في العمل .قصص الفتيات اللواتي يلبين مثل هذه الاعلانات و مصيرهن الاسود .همست لنفسها وهي تهز قدميها اضطرابا :
"ليندا لاين ,انت حقا مجنونة ! لماذا تجازفين بنفسك؟ لا شك ان هناك وسائل أخرى للخروج من وضعك المالي الصعب في أيامنا هذه, من المستحيل ان يسمح للناس ان تعيش من دون سقف .فالمساعدة الاجتماعية موجودة حقا غير انها استاءت لفكرة وضع ويندي في دور الايتام , وبعد تردد طرقت الباب .وفي الحال فتح الخادم ودعاها الى الدخول بلياقة كبيرة .
كانت الغرفة واسعة واثاثها فاخرا. فعادت انفاسها تتوتر هناك. مقاعد مريحة وطاولة مستديرة موضوعة فوق بساط ابيض سميك ولوحات ونحوت ومرايا ذات اطارات مذهبة وكلها تزين الجدران المغلفة بالقماش الازرق الفاتح وبالرغم من الشمس التي تخترق اشعتها الزجاج الواسع , اكتشفت ليندا بدهشة وجود مدفئة يشتعل داخلها الحطب الكبير.
اقتربت بخطى مترددة وتوقفت امام احد المقاعد بينما توارى الخادم عن الانظار .تقلصت ليندا لا تعرف بماذا تفكر . لكنها شعرت بالارتياح وهي ترى رجلا عجوزا يدخل الغرفة ويقول :
"آنسة باين ؟"
كان صوته رنانا مع لكنة خفيفة. في بادئ الامر اعتقدت انه فرنسي الجنسية , لكنها غيرت رأيها عندما سمعته يسأل بتهذيب رفيع وعزة نفس ويقول :
"هل تتفضل الانسة بالجلوس ؟"
جلست ليندا في المقعد وراحت تجوب بنظرها وجه العجوز وملامحه النبيلة والرفيعة ,عيناه ثاقبتان .وتمكنت ليندا من ان تقرأ فيهما قليلا من الاستغراب ,غير ان فمه يعبر عن عطف وتسامح .وفكرت بأن شعره الابيض لا شك كان في الماضي أسودا كاملا .غير أنه ما زال يحافظ على قامته الطويلة ورشاقة رجل شاب .انتظرت ليندا منه ان يتابع كلامه .وبدأ غمها وتخوفها وقلقها بالا نحسار رويدا رويدا عندما لاحظت انه يبحث عن الكلمات المناسبة. ومن دون أي شك هذه خبرة جديدة على هذا الرجل النبيل الواثق من نفسه .وكي تشجعه ابتسمت له فأسرع بالقول :
"قبل كل شيء , يا آنسة , اسمحي لي بان اقدم نفسي ,انا الكونت ادريان ودي فالريفيا.وانت تدعين ليندا .اليس كذلك ؟"
قالت بصوت غير واثق :
"نعم, حضرت الكونت "
قام بحركة سلبية وقال :
"يكفي ان تناديني , دون ادريانو , يا عزيزتي .فانا انما افصحت عن لقبي , في حال اردت ان تستعلمي عني ."
قالت بعصبية خفيفة :
"شكرا ,دون ادريانو .لكن لن اجرؤ ابدا ان اقوم بشيء كهذا ."
قال رافعا حاجبيه :
" ولم لا ,انت لا تعرفين شيئا عني, الا اني ابحث عن فتاة شقراء .وقد كتبت الاعلان بكلمات تدعو للغموض والالتباس ,الا تعترفين بذلك."
وافقت ليندا بايماءة من رأسها وخاطرت تقول :
"بالمناسبة ,احب ان اطرح عليك بعض الاسئلة ."
"سأرد عليها بطيبة خاطر .لكن قبل كل شيء ,سنفعل بما ينص علينا التقليد البريطاني ونتناول القليل من الشاي ."

 
 

 

عرض البوم صور قطرةندى   رد مع اقتباس
قديم 29-12-15, 04:15 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307692
المشاركات: 75
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 297

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطرةندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطرةندى المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: خدعة مصيرية

 

رن الجرس فحضر الخادم في الحال .
"شاي للانسة ,يا بيدرو ,ولي ايضا .تقليدكم هذا يدل على لطف ولباقة ."
احنى الخادم رأسه وخرج من الغرفة .كان دون ادريانو يراقب ليندا بامعان دقيق .وبعدما تفحصها من قدميها الى راسها ,اشتبكت نظراته بنظراتها وتمكنت من رؤية الاعجاب في عينيه .واحمر وجه ليندا قليلا .فقال:
"سنيوريتا ,ارغب في معرفة ما الذي لفت نظرك في الاعلان .هل هذا يعود الى احتمال ان تتخلصي نهائيا من اعبائك المادية ؟"
ابتسم بسخرية وتابع قائلا:
"خلال الايام الاخيرة , جلست مكانك نساء كثيرات ,شابات .كلهن من الجنسية الانجليزية ,شقراوات ,ومحتشمات .حسب تصريحهن .ومن دون استثناء كل واحدة صرحت ان السبب الذي من أجله طرقن هذا الباب هو الحياة المترفة والاستقرار المادي طيلة حياتهن .غير اني أشعر , ان الفضائل التي يتحلين بها كانت خاطئة مثل ألوان شعرهن .صحيح أني رجل عجوز ,و تقليدي , ولكن ما زلت قادرا على الحكم اذا كان الشعر مصبوغا ام لا."
احتجت ليندا رافعة ذقنها بحماس وقالت:
"لون شعري طبيعي ,يا سيدي.وأريد ان تعرف شيئا مهما ,اذا كنت أبحث عن الحياة السهلة والاستقرار المادي ,فليس ذلك من اجلي ."
قال باستغراب :
"هكذا إذن !في هذه الحال, هل استطيع أن أسألك من أجل من تنشدين الاستقرار؟"
ترددت لحظة ,ثم اعلنت قائلة:
"ذكر الاعلان ان الطلبات مقبولة للواتي يتحملن أعباء الاسرة .معي,طفلة,عمرها سنة واحدة ,وصاحبة الغرفة التي أسكنها انذرتني بضرورة مغادرتها لأن الطفلة غالبا ما تبكي .لأنها تتألم من اسنانها التي بدات تظهر .واضافة الى ذلك علمت البارحة ان مصاريف دور الحضانة حيث أرسلت ويندي ارتفعت اسعارها .واخشى الا اقدر على مجابهة الوضع .هذا ما دفعني للمثول هنا اليوم. اني أبحث بشكل يائس عن سقف يمكنه أن يؤوينا ,أنا وويندي .واذا لم اتمكن من ايجاده سأضطر الى وضع ويندي في دار الأيتام.لكني مستعدة لكل شيء كي أتحاشى ذلك .مستعدة لكل شيء ."
وببطء رفعت عينيها .كان العجوز يحدق فيها ليس بتسامح, لكن باحتقار .قطب حاجبيه وقال بسخرية :
"وأنا الذي اعتقدت ان ابحاثي قد اعطت ثمارها في النهاية .لقد تأكدت منذ النظرة الاولى انك الوحيدة التي تلائم هذه الوظيفة .تبدين فتاة بريئة سليمة النية .لكن ,مع طفلة , بعد كل شيء !"
اطلق زفرة عميقة ثم أضاف :
"حتما الاخلاق تغيرت كليا ."
احمرت وجنتا الفتاة ,فنهضت فجأة وكانت تغلي من الغيظ قائلة :
"ليست ويندي ابنتي , بل شقيقتي ,كيف بامكانك ان تعتقد ان ..."
ظل دون البرتو جامدا ,ثم هز رأسه في حزن وقال:
"يا عزيزتي , لم اكن انتظر منك ان تجدي عذرا لما قلته ."
"لكن , ما تقوله خطأ .ولست بحاجة الى اختلاق الاعذار ."
ضربت قدمها أرضا بغضب .نسيت خجلها وقالت بصوت مرتفع :
"كنت في التاسعة عشر من عمري عندما عرفت والدتي أنها تنتظر مولودا سعيدا .وفترة الحمل كانت قاسية وخطرة , بسبب كبر سنها ,لست قادرة ان أدخل بالتفاصيل الآن .كل ما بوسعي قوله انها ماتت في الوقت الذي انجبت خلاله ويندي .وبعد اشهر قتل والدي في حادث سيارة . ومنذ ذاك وانا اهتم بأختي قدر المستطاع .للأسف راتبي غير مرتفع ويستحيل علي احيانا ان أوازي الدخل مع المصروف .لهذا السبب أنا هنا .اعلانك دفع بي الى أمل الخروج من هذا الوضع .ربما حياة جديدة ستنفتح أمام ويندي .غير أني لم آتي الى هنا من أجل الارتزاق .ببساطة,انا أبحث عن مكان يمكنني ان أربي فيه أختي من دون أن أضطر الى اسكاتها كلما بكت, الى مكان حيث يمكنها ان تتفتح وتعيش حياة طبيعية .هذا ما أرغبه ,يا سيدي , وهذا ما سأرغبه دائما ,الى اللقاء ."
ارتدت قفازيها وهي على وشك الانهيار من البكاء وانهت كلامها قائلة :
"لا سبب لآستدعاء الخادم , اعرف الطريق جيدا ."

 
 

 

عرض البوم صور قطرةندى   رد مع اقتباس
قديم 29-12-15, 04:47 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307692
المشاركات: 75
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 297

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطرةندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطرةندى المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: خدعة مصيرية

 

بسرعة ورشاقة رجل من سنه,اقترب دون البرتو منها وقال:
"لا تذهبي , يا آنسة ,أرجوك .لقد أسأت الحكم عليك.ارجوك اقبلي اعتذاري .هل تتشرفين بالبقاء؟ لدي ما أقوله لك ."
وكان دخول بيدرو المفاجىء وهو يجرطاولة صغيرة قد افقد من عزيمتها عن مغادرة الغرفة فقال دون ادريانو بلهجة ملاطفة :
"من فضلك ابقي وقدمي لي الشاي ."
كان من الصعب مقاومة طلبه ,ولم تلبث ليندا الا ان استسلمت قائلة بعد لحظات مترددة :
"حسنا .اقبل اعتذارك, وساحتسي الشاي معك ."
بصوت رنان دعاها للجلوس .وبينما كانت تسكب الشاي العنبري في الفنجانين , راح يراقب بعينيه حركاتها الدقيقة .
وفي الحال اضاء بريق صغير عينيه .خلال الحديث بينهما ,استجوبها بلياقة ذكية وارغمها على البوح بكل تفاصيل حياتها من دون ان تشعر انها تخضع لتحقيق .بل شعرت بثقة تامة وراحت تقص عليه عذاباتها الماضية وامالها المستقبلية .دقت الساعة الرابعة ,قاطعة هذا الحوار الحميم وقالت ليندا مندهشة :
"كيف مر الوقت بهذه السرعة ؟ لم اكن أفكر اني سأغيب لاكثر من ساعة .يجب أن اعود الان ."
نظر لها دون ادريانو بدهشة وقال :
"لا يمكننا ان نختصر هذا الحديث الان .ما زلت في حاجة ان احدثك بالتفصيل عن العرض الذي كنت بصدد تقديمه لك ."
"اذن ,هل في نيتك ان توظفني عندك ؟"
"اخترتك ولن يقع اختياري على غيرك ."
ابتسم واقترب منها وقال :
"غير ان القرار النهائي عائد لك ,بكل تأكيد."
استرخت ليندا في مقعدها متاثرة بلهجة دون ادريانو الوقورة .فقد كانت على انتظار وترقب . سألها فجأة:" ماذا تعرفين عن تشيلي ؟"
قالت مندهشة ومستغربة :
"الشيء القليل .انها تقع في امريكا الجنوبية .اليس كذلك؟"

 
 

 

عرض البوم صور قطرةندى   رد مع اقتباس
قديم 30-12-15, 04:34 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307692
المشاركات: 75
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداعقطرةندى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 297

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطرةندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطرةندى المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: خدعة مصيرية

 

هز رأسه ايجابا وابتسم قائلا:
"تماما ,انها بلاد بشكل حبة الفاصوليا الخضراء, تقع بين الانديس والمحيط الهاديء .من جهة ,هناك الجبال وثلوجها المستمرة ,ومن جهة أخرى ,البحر وأمواجه العالية .انها وطني وارض بلادي .وهي المكان المفضل لتربية شقيقتك."
توقف دون ادريانو لحظة ثم عاد يقول :
"اتت عائلتي الى هذه البلاد منذ القرن السادس عشر .اسلافي كانوا ينتمون الى المغامرين الذين غزوا أمريكا ,والذين جاؤوا من اسبانيا ,متعطشين لمغامرة البحث عن الذهب .ان الشباب منا يشبهون تماما "الكاوبوي "رعاة البقر الامريكيين العاملين في مزرعتي والذين يهتمون بالماشية .انهم صاخبون ,انفعاليون وتلقائيون .وهم يعكسون صورة بلادهم ."
توقف قليلا ثم أضاف :
"حفيدي يشبه هؤلاء العمال وهو الذي سيرأس المزرعة من بعدي , في السنوات المقبلة .ولكن ,بانتظار ان يخلفني ,سيعيش حياة رعاة البقر الى ان يحين اليوم الذي أقرر فيه ان أتقاعد ."
ران صمت قصير ثم تابع يقول :"ومن أجله,نشرت الاعلان في الصحف .واذا كنت أرغب في أن تأتي معي الى آخر العالم ,ذلك من أجل ان تصبحي زوجته ."
حدقت ليندا به مذعورة وقالت بتلعثم :
"م...ماذا؟"
اضاف دون ادريانو والحزن يملأ وجهه :
"نعم , هذا محتوى عرضي ,حفيدي بحاجة الى زوجة ,واعتقد اني الحيد الذي يمكنه ان يختارها له ."
اطلق زفرة وهمس بصوت يدل عن ارهاق وتعب :
"الان ,اصبحت رجلا عجوزا ,يا آنسة .وارغب وهذه امنيتي الغالية ,ان اغادر مزرعتي تاركا اياها في أيد صالحة .عندما يتزوج ,يصبح حفيدي قادرا ان يفرض سلطته على رجال الاعمال الناضجين الذين يتعامل معهم ويفرض الطاعة على العمال الذين في سنه والذين ما زالوا يعتبرونه واحدا منهم."
راح قلب ليندا يخفق بسرعة وهي تهز برأسها . كلمات دون ادريانو احدثت عندها نوعا من الدوار .كترة الصور تتداخل في مخيلتها .وتتصادم فوق بعضها البعض,قمم الجبال المثلجة ,والبحار الهائجة والصحاري الحارقة , حتى لهب الشمس والغابات الغارقة تحت المطر,لم تحدث فيها رعبا مثلما احدث عرضه غير المنتظر ,الزواج من حفيده, كانت مضطربة ومشوشة وكانت تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على تناغم افكارها .
العمال الذين يشبهون رعاة البقر ,هؤلاء المندفعون الصاخبون ,يعيشون نمط حياة مختلفة عن الحياة التي تعيشها .
صحيح انه تسنى لها ان ترىفي السينما المواشي المنتشرة على مد النظر في السهول ,وان تعجب بالفرسان والرعاة الذين لا يغادرون احصنتهم ليلا ولا نهارا .
لكن هذه المساحات الشاسعة التي كانت تشاهدها على شاشات الصالات المظلمة ,كانت تبدو صنع الخيال,اكثر من كونها واقعية .وها هي الان في وضع يقترح عليها رجل عجوز ان تتزوج من رجل ينتمي الى عالم آخر تجهل كل شيء عنه.
فتحت عينيها بقوة ,فاحدثتا عند الرجل العجوز دهشة قوية ,كأنها في حالة صدمة ما .وتمكنت من القول :
"هل انت تتكلم بجدية ؟"
اجاب بلهجة قاطعة :
"نعم .انا اتكلم بجدية تامة يا آنسة ."
اطلقت زفرة مؤلمة وقالت :
"لكن حفيدك هذا ...ماذا يفكر بمثل هذا التدبير ,أي نوع من الرجال هو كي يقبل ان يختار له جده زوجة ؟"
اجاب :"أي نوع من الرجال هو ؟انه نسخة طبق الاصل من والده .تألمنا لخسارته منذ سنوات عديدة .كان ابني الوحيد وقتل على اثر هزة أرضية .احب زوجته حبا كبيرا .وهي كانت رائعة الجمال.اراد يوما ان يقدم لها الملابس الجديدة ومساحيق الزينة,فاصطحبها معه الى المدينة .وهناك وقعت المأساة. كانا في الفندق عندما حدثت الهزة ,وسقطت الجدران عليهما كانا زوجين مثاليين متحدين بشكل لا يوصف.

 
 

 

عرض البوم صور قطرةندى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار النحاس, خدعة مصيرية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رويات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية