كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
"اني اسف يا سيد باين ويا انسة ليندا ,لقد بذلنا جهدنا ....لكننا تمكنا من انقاذ الطفل ."
"لن تنسى ليندا ابدا تعبير وجه والدها الكئيب الذي ارتسم في نفس اللحظة وظل اسابيع طويلة بعد وفاة زوجته في حال تشبه الخمول ,يرد بالرغم منه على اسئلتها .وبعد فترة غير بعيدة جاء شرطي ليعلمها بأن والدها قتل في حادث سيارة .
لم تسنح لها الفرصة للحسرة والحداد اذ ان ويندي الصغيرة كانت بحاجة الى الاهتمام في كل لحظة .
وبدأت المشاكل تنهر عليها.فاضطرت الى أن تبيع المنزل ومحطة الوقود حيث عمل والدها سنوات عديدة ,لتفي الديون والرهونات الكثيرة ,ولم يبق معها الا المال الكافي لتسديد المصاريف الضرورية ,الى ان وجدت غرفة صغيرة استأجرتها ودار الحضانة لويندي قرب مركز عملها , وهذا لم يكن باختيارها بل اضطرت الى قبوله ,لان الحاجة المادية بدأت تهدد اسقرارها .
وضعت ليندا ويندي في سريرها .ثم جلست على الكرسي امام الطاولة وراحت تقوم بحسابات المصاريف المتوجبة عليها .
وخرجت بنتيجة صعبة ,اذ عليها ان تخفف مصاريفها الى ادنى درجة لتتمكن من دفع أجرة دار الحضانة.
منذ الان لن تذهب عند المزين ,ولن تستعمل ادوات الزينة وستصلح احذيتها قدر الامكان حتى لا تحتاج الى شراء حذاء جديد . ولحسن حظها ,فشعرها الاشقر الطويل مجعد بشكل طبيعي وليس بحاجة الى شامبو خاص.
لكن لا يمكنها ان تحرم نفسها من الحساء وسندويش الغداء,والا لما تمكنت من التركيز .ورغم ذلك يشكو مديرها من النسيان الذي اصابها اخيرا وهي تعرف ان ذلك عائدالى نوع غذائها البسيط .
وجهت نظرها باتجاه ويندي .وبفخر راحت تتأمل فرحة ,خديها البارزين الحمراوين وجسمها الممتلئ وتبتسم .
فجأة عبست لدى سماعها صراخ الطفلة المتألمة .وبعد بضع لحظات دوى صراخها في ارجاء الغرفة .
"آه ,لا! عادت للصراخ من جديد !"
تناولت ليندا اختها بين ذراعيها لكن الطفلة لم تتوقف عن البكاء .ولم تكف عن الصراخ الا بعد ربع ساعة , وكانت تهم بوضع الطفلة في السرير من جديد حينما سمعت طرقا على الباب ,
|