كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
وراحت تتخيل تلك الليلة عندماجاءت والدتها في المساء لتخبرها بقليل من الانزعاج و الخجل :
"ليندا,والدك وأنا لدينا خبر سعيد نريد ان نزفه اليك "
"وما هو ؟"
وكانت ليندا في هذه اللحظة تتفحص الاعلان في احدى الصحف المحلية, بعد ان نالت شهادة السكريتاريا بتفوق .فقالت لها والدتها :
"ضعي هذه الصحيفة جانبا,يا صبيتي, واصغي الي بانتباه ."
رفعت ليندا عينيها ولاحظت ملامح والدها المنفعلة ,فوضعت الصحيفة جانبا وسمعت والدتها تقول :
"لدى والدك شيء مهم يريد ان يفصح لك به "
قال الوالد للوالدة :"لا,قوليه انت"
"لا ,انت"
نهضت ليندا من مقعدها وقالت باستغراب :
"آه,هيا! عليكما ان تقررا من منكم سيعلن النبأ ,او ربما بالاحرى يمكنكما ان تعلناه معا ."
وهذا ما فعلاه .اعلنا بصوت واحد ,مليء بالفخر .
"اننا ننتظر مولودا سعيدا"
وفي ذهول حقيقي ,حدقت ليندا فترة طويلة في والديها, كانهما آتيان من كوكب آخر.كانت عائلتها الصغيرة المؤلفة من ثلاثة اشخاص على قدر واسع من الانسجام والاتحاد ,وظلت على ماهي مدة 19 سنة وهي الان مندهشة اذ تراها تتسع لمخلوق جديد آخر .لكنها سرعان ما ندمت على انفعالها الاناني لمجرد رؤية خيبة الامل ترتسم على وجهي والديها فاسرعت بالقول لتطمئنهما قائلة :
"هذا خبر رائع! حلمت مرارا ان يصبح لي اخ او اخت ."
تنفست والدتها الصعداء واطلقت زفرة بكاء وفرح .
فامسك والدها بكتفي زوجته وضمها اليه بحنان وقال :
"ألم أقل لك أنها ستسعد للخبر "
غير ان هذا الفرح بدأ يتخلله بعض القلق , في الاشهر اللاحقة .واصبحت والدتها تزور الطبيب مرات عديدة كلما اقترب موعد الانجاب. حتى افصح الطبيب مؤخرا عن خطورة الوضع .
ولما حان موعد الانجاب , انتظرت ليندا مع والدها في قاعة الانتظار في المستشفى ساعات طويلة .واخيرا جاء الطبيب عابس الوجه واعلن الخبر الرهيب.
|