كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
تلعثمت وهي ترد على سؤاله قائلة
"كنت اعمل في مكتب واعيش مع ويندي في غرفة صغيرة قرب مركز عملي ."
"وماذا كنت تفعلين بالطفلة عندما تكونين بالعمل."
"كنت اضعها في دار الحضانة وآخدها في المساء لدى عودتي "
انها تعرف تماماعقلية الناس في امريكا الجنوبية وكانت متأكدة من رد فعل ماريو المصدومة لما قالته.
"لم يكن امامي أي خيار ,في انجلترامن عادة النساء ان يضعن اولادهن في دور الحضانة .على كل فالعاملون هناك يهتمون بالاولاد كل الاهتمام وكل العناية ."
لمعت عينا ماريو وقال:
"هكذا اذن ,انت تعتقدين انه بامكانهم التعويض عن حب الام ؟"
قالت ليندا وقد سئمت من هذا الحديث :
"كلا أبدا ! ولهذا السبب انا هنا .كنت اشغل وقتي وعقلي كله من اجل مصلحة ويندي وهذا الوضع كان مزعجا ,لأني لم اكن اربح المال الكافي .كنت امر بحالة نفسية سيئة عندما شاهدت الاعلان الذي وضعه جدك فلم اتردد في اللجوء اليه ."
توقفت عن الكلام لحظة وشعرت بانزعاج يحتلها .وماريو تشنج بدوره وقال بصوت فاتر :
"تابعي كلامك.كيف كتب الاعلان ؟هل ما زلت تتذكرين الكلمات التي استعملها ؟"
كادت ليندا ان تهرب بسرعة لكن نظرته القاتمة اقنعتها وراحت تتلو عليه بشكل آلي قائلة :
"وظيفة لفتاة شابة انجليزية شقراء ."
توقفت لحظة واختنق صوتها ثم اكملت :
"يجب ان تكون كتومة وديعة وطيعة ."
ابتسم ماريو بسخرية فتابعت تقول :
"وتقبل طلبات من يتحملن أعباء الأسرة "
تنهد قائلا :
"ألم يحذرك أحد من مخاطر هذا الاعلان ؟رميت بنفسك هكذا؟"
أجابت برصانة :
"لم يعرف احد بخطتي .ولم يكن لدي أصدقاء .وكنت مستعدة ان أفعل أي شيء لأبقى مع ويندي ."
نهض ماريو فجأة وراح يحدق بها ويقول :"مهما اصر جدي ,فلقد تزوجت الشيطان ."
فكرت ليندا بمرارة "كيف تنكر ذلك ؟"لكن لسبب غامض ,حاولت متابعة الحديث وقالت بحزم:
"كلا ,كلا,لكن جدك سخر مني .صحيح انه لم يكذب ,غير انه اعطاني صورة خاطئة عنك .فحسب قوله انك رجل خجول ومعقد تنقصك الثقة بالذات .ولقد اتفق معك على ان يجد لك زوجة .لو كنت اعرف اني خدعت لما وافقت على اقتراحه."
وبصوت مخنوق راح ماريو يشتم جده ولم ترى الرأفة والحنان في عينيه الباردتين عندما حدقتا بها وقال :
"اذن جئت الى شيلي باعتقادك انك ستجدين يمامة !غير انك التقيت بنسر تشبت بك بمخالبه ,لقد خدعنا معا .لكننا سنتأر منه في الوقت المناسب.وسأسهر على ان تكوني قد أخذت تعويضات كما يجب ."
ابتعد عنها لكنها احتجت قائلة :
"سبق واكرمني الكونت كثيرا ولا ارغب بشيء آخر ,و..."
قاطعها قائلا :
"لا تعتقدي ان ملابس أنيقة ومنزلا تسكنينه يكفيان لتكوني امرأة ثرية,حتى ولو اهداك الحلي والمجوهرات,فهذا بنظري كأنك لا تملكين شيئا."
بعد قليل من ذهابه ,توجهت ليندا الى غرفتها .كانت الشمس ساطعة ,لكنها كانت ترتعش بردا .لقد عاملها ماريو باحتقار حتى اصبحت باردة كالجليد.هذا التصرف ليس جديدا من قبله ,لكن هذه المرة ,بعد هدنة بعد الظهر في حوض السباحة دهشت ليندا فالصدمة كانت قوية.
بينما كانت تخلع ثوب السباحة ,سمعت وقع خطى خلف الباب .ليس امام ماريو سوى باب غير مقفل ليجتازه لكنه لم يغامر بدخول غرفتها منذ اليوم الاول لزواجهما.
ارتدت روبها وتمددت على السرير.مازال امامها ساعتان قبل موعد العشاء.اغمضت عينيها بعدما شعرت بثقلهما وغطت في نوم عميق لم تفق منه الا بعد ساعة ,وشعرت بالراحة ونهضت تأخد دوشا .احست بنشاط كبير وانتعاش.اختارت فستان احمر فاقع وضيقا ارتدته وشعرت بتحد سيساعدها على السيطرة على خجلها.ثم وضعت قرطين عريضين من الذهب .
ثم وقفت امام المرآة تنظر الى نفسها عندما دخل ماريو الغرفة .البساط السميك خنق صوت حركاته ,لكنها شعرت بوجوده والتفتت نحوه .محى ابتسامته في الحال.كانت نظراته تتفحصها بدقة,فستانها الاحمر ضيق يظهر تفاصيل جسمها .لكنها تسمرت مكانها عندما صرخ باشمئزاز:
"اخلعي هذا الفستان في الحال ."
رفعت رأسها غرورا وسألته :
"لماذا انه يليق بي تماما ؟"
قال بسخريته المعتادة :
"كما يليق جلد الذئب بالحمل ,فقط النساء المغريات يرتدين مثل هذه الملابس,يا عزيزتي,وانت لست منهن .انت تجهلين كليا معنى الاغواء."
وبحركة عنيفة انتزع القرطين ورماهما أرضا ,ثم امسك بكتفها ومسح الحمرة عن شفتيها .وأمرها قائلا :
"والأن ,اغسلي وجهك.ولا تنسي ان تغيري ملابسك ,انك غير محتشمة ."
واجهته ليندا بغضب :
"لا يحق لك التكلم عن الحشمة .رقصت كابرييلا امامك بوقاحة وانت شجعتها وأقنعت الحضور انك كنت تود الزواج منها ."
قاطعها بجفاف وغضب :
"لا تدخلي كابرييلا بالموضوع "
"لكن. لديك ضمير "
"بالطبع. عندي ضمير ."
وضع يده في جيب سترته الداخلية وأخرج منها علبة صغيرة مخملية وأضلف قائلا:
"ارفض استغلال الرعاة .ومثلهم انت تستحقين الاعتبار .هذا ملك والدتي .جئت به اليك تعويضا عن خدماتك .اصر ان أراك تضعينها .هذا المساء بالذات ."
"كلا شكرا انه لا يليق بفستاني ."
وفي اللحظة التالية شعرت بسحابة فستانها تنسحب .امسك ماريو بالقماش الناعم ومزقه على طوله وقال بلهجة قاتمة :
"المشكلة حلت .وكي تحافظي على فساتينك مستقبلا ,اعرفي ان من عادتي ان يطيعني الآخرون من دون نقاش ."
وبهدوء نظر الى ساعته ثم أضاف :
"يبقى امامك عشردقائق قبل العشاء .وهذا يكفي لتغييرملابسك."
|