كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 -الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الاول )
جالت عيناها العسليتان في أنحاء تلك الساحة الجميلة ، وهي تتساءل عما إذا كانت تستسلم إلى إغواء الجلوس إلى إحدى تلك الموائد المنتشرة تحت العشرات من أشجار البرتقال ، حيث ترشف كوباً من عصير البرتقال البارد المنعش . ولكنها ما لبثت أن نفت هذا الخاطر لأنها كانت متأكدة من أن معدتها المضطربة سوف تلفظ أي شيء يدخل إليها ،حتى ولو كان شيئاً منعشاً مثل عصير البرتقال .
كانت قد سبق وسمحت لنفسها بهدر خمس دقائق توقفت أثناءها في ذلك الميدان ، وذلك من الوقت الذي يستغرقة الوصول سيراً إلى ذلك المنزل الذي عاشت فيه يوماً مع كريس ، حياة امتزجت فيها البهجة بالألم .
تصلب فمها وهي تدخل الشوارع الضيقة في الحي القديم من المدينة ، دون أن تهتم للعرق الذي كان ينضح من بين كتفيها . ففي هذه الشوارع البيضاء المتشابكة ، ذات الشرفات الزجاجية ، غمرها شعور بالحنين ، فقد كانت نسيت كم أحبت هذه المدينة البهيجة المليئة بالنشاط ، والتي اقيمت على هذا الرأس البحري .
لقد كان ثمة الكثير مما سبق وظنت أنها نسيته, الحسن منه والسيء ، فلم تعد ذكراه تؤلمها بشيء .
وكادت تعود أدراجها هاربة بعد إذ وقع بصرها على البوابة الحديدية المزخرفة التي تكاد تسد الشارع الضيق ، وتمنت لو كانت استمعت إلى نصيحة توم في ان تكلف محامياً بكل شيء . ولكنها قاومت هذا الدافع كما اعتادت ان تقاوم كل مخاوفها أثناء الأربع سنوات الماضية .
كان جسدها النحيل ، في الطقم الكتاني البني اللون الذي كانت اختارته للسفر ، متوتراً مليئاً بالعزم والتصميم ، فهذا لم يكن سوى منزل ، وإن يكن أجمل منظراً من الكثير من غيره ولكنه مع ذلك ، مجرد منزل لا أكثر. وكان يلي البوابة باحة واسعة يأتي بعدها سقف عتيق معقود من الحجر ، ثم بعد ذلك ، الحدائق تظللها أشجار المانيولا المزهرة حيث بإمكانها أن تجلس في انتظار عودة زوجها من مكتبه الفاخر في المنطقة التجارية خلف الأسوار الأثرية التي تحيط بالمدينة .
كما أن بإمكان آن أن تحضر لها صينية شاي .
ولم تكن تصدق أن من الممكن أن تكون صديقتها الأسبانية العجوز قد تخلت عن عملها في إدارة منزل كريس . ذلك أن آن كانت منذ أربع سنوات ، تحكم سيطرتها على إدارة المنزل بيد من حديد في قفازين من المخمل .
وكان لآن لسان سليط وقلب أسد ، ولكنها أحبت انجيلا ، والتي كانت عند قدومها بريئة إلى درجة مؤلمة . فقد كانت في التاسعة عشرة عندما أحضرها كريس عروساً له ، بينما مظهرها وخبرتها كانتا تماثلان فتاة في العاشرة كما سبق وأشارت إلى ذلك خالتها ليلي ذات يوم .
ولكنها ذكرت نفسها ، وهي تدفع البوابة الحديدية ، بأن هذه لم تعد هي المشكلة . ذلك أن سنة من الزواج أحدثت بها الكثير ولكنها لم تحطمها ، لأنها عادت بمساعدة خالتها ليلى ، تستجمع شتات حياتها ، لتخفي من ذهنها كل أثر لزوجها كريس وأفعاله ، وتبرز امرأة في الرابعة والعشرين لا يمكن أن يستغفلها أحد .
|