كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الرابع )
وعندما لم يعد بإمكانها احتمال الصمت الذي تلا ذلك ، قالت بحدة : " لقد أخبرتني جوليا بكل شيء عن هذا الأمر ، وعن علاقتكما المستمرة , وهي على حد علمي أكثر من مجرد صديقة عزيزة بالنسبة إليك " ثم أقفلت الخط وهي تقسم بأن لا تفكر في الماضي بعد الآن .
ولكن هاي هي ذي تقوم بذلك مرة أخرى ، وساورها الغضب من نفسها ، وصرفت كل شيء من ذهنها وهي تستدير لتطفو على ظهرها شاعرة بأشعة الشمس تحرق وجهها ، وهي تحاول ملء ذهنها تدريجيا ً بتوم آملة أن يطرد منه كل شيء آخر .
وشعرت به قريباً جداً منها وكانت مياه البحر تنساب من شعره وكتفيه ، وقطرات لا تحصى من المياه تلتمع على وجهه في أشعة الشمس مظهرة أياه بطلاً خرافياً صاعداً من أعماق البحر .
وأخذت تتحسس بقدميها القاع عبثاً ، وقد سادها الارتباك ، وكاد الذعر ينتابها وهي تفكر في أنها لا تفهم شيئاً . ولكنه كان يسندها دون جهد ، مجتازاً بها المياه ودفعها الخوف إلى أن تقول له بحدة : " لا تفعل ذلك . كيف تزحف نحوي بتلك الطريقة حتى كدت أصاب بنوبة قلبية ؟ "
وأسكتتها ابتسامته العريضة المخادعة . وانبسطت قبضتاها اللتان كانتا قد همتا بضربه ، لتدفعه براحتيها عنها . كان بإمكانها أن تشعر بخفقات قلبه ، كما أن خفقات قلبها قد تسارعت هي الأخرى ، قال ساخراً : " إن قلبك يخفق بجنون "
صدر عن انجيلا صوت مختنق ، وأخذت تقاوم باستماتة شعورها الذي كان يدفعها إليه .
ولكن ذلك كان شيئاً جنونياً لا ينبغي أن يحدث ، إذ لا يمكن أبداً أن تكون مازالت راغبة به .. كلا ، يجب ألا يكون هذا . إنه تدمير لنفسها وتحقير لها ..
وشهقت وهي تقول ثائرة : " لا بد أن جوليا غائبة منذ أسبوع أو أكثر ، ماجعل شعورك بالاحباط يدفعك إلى التنازل للتقرب مني " وأكملت في نفسها قائلة ، أو الحاجة إلى أن يصبح أباً لطفل لا تستطيع هي أن تمنحه إياه .
أجاب : " نعم . طبعاً جوليا " ونظر إليها وقد بان في عينيه عذاب سرعان ما تلاشى قبل أن تتمكن من معرفة كنهه ، وحدقت في سواد عينيه وهي تضرب المياة بذراعيها . لقد كانت توقعت منه أن يبدي الغضب أو الازدراء .. ولكن ليس العذاب أبداً .. إذا كان ما رأته هو عذاب حقاً . وظهرت الحيرة في عينيها وهو يقول : " والآن بما أن الشيء الذي فرق بيننا قد بان كذبه ، فعلينا أن نتحدث عن الشيء الآخر ، والذي هو جوليا ، لقد حان الوقت لذلك " .
وأدار رأسه الأسود الشعر ، وعاد نحو الشاطئ . وتبعته انجيلا ببطء وهي تفكر .
لقد كانت الآن على استعداد تام للاعتراف بأنها لم تصدق قط أن بإمكانه أن يقتل أخاه ، بصرف النظر عن كلام جوليا . لقد كانت جعلت من هذه التهمه ستاراً لكيلا يعلم أنه حطم قلبها الأحمق ، مفضلة على ذلك أن يأخذ عنها فكرة أنها أمرأة تقدم المبادئ العليا على العواطف ،امرأة اخرجت من قلبها آخر أثر من الحب والاحترام له ، لأن الجريمة التي كان ارتكبها أثارت اشمئزازها .
وما لبثت أن اعترفت بأن عملها ذاك كان مثيراً للإشمئزاز ، ولكنه كان الطريقة الوحيدة التي ساعدتها على احتمال ذلك العذاب الهائل الذي شعرت به وهي تدرك أنه لم يحبها قط ، بل كان يستغلها فقط .
|