كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 -الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الاول )
قال يجيبها : " لم أكن في حياتي جاداً كما أنا الآن " .
كانت وقد التصقت بالجدار خلفها ولكنه وقف مكانه لا يتحرك ، وشعرت بالضعف والدوار ، حتى كاد يغمى عليها لأول مرة في حياتها .
لمعت عيناه السوداوان قليلاً وهو يتأملها وقد رفع حاجبه الأسود متهكماً ، وبان على ملامحه رضى خبيث وهو يلمس تفوقه عليها قائلاً : " وهكذا يا زوجتي ، مازالت أمامك سنة كاملة قبل أن تبدئي حتى بإجراءات الطلاق "
وضع راحتيه على الجدار فوق رأسها ما شعرت معه بالخوف وكأنها وقعت في الفخ ، ولكنها لم تشأ أن تظهر ذلك , وقالت له بعنف : " اتعد نفسك رجلاً ؟ انك لا شيء سوى دودة صغيرة حاقدة " وشعرت بالرضى وهي ترى جسده يتصلب وقد تجمدت ملامحه المتكبرة وهوينزل يديه ويتراجع إلى الخلف .
قال آمراً وقد بدا عليه الحنق : " اوضحي موقفك "
ولكنها لم تهتم ، لم تعد تخاف حتى من هذا الرجل الذي سفك دم أخيه في سبيل المال .
قالت بعنف تدافع عن نفسها :" ما هو السبب الذي يجعلك تتأخر في الطلاق ؟ انك لا تريدني . لم تردني من قبل قط . وأنت الآن لا تريدني أن أسعد مع رجل آخر ، وهذا ما يجعلك حقوداً كريهاً "
ان بقاء هذا الزواج الخامد سنة آخرى ، لا يعني له شيئاً ، فجوليا راضية بالبقاء طيلة المدة ، كما قالت لها مرة بوضوح ، فقد كانا حبيبين منذ زمن طويل قبل أن يخدعها هي ، بهذا الزواج السريع وسيبقيان كذلك ما داما على قيد الحياة ، سواء حملت جوليا اسمه ولبست خاتمه ، أم لا . وقالت له بازدراء وهي تتوجه نحو الباب مرة أخرى : " لا تظن أن امتداد زواجنا سنة أخرى سيهمني ويهم توم مثقال ذرة "
كانت متأكدة من ذلك ، على الأقل فقد كان توم رجلاً عملياً ، ويمكنه الانتظار . ولكن وجنتيها التهبتا عندما قال لها بعدم اهتمام : " ان توم ماكلين لا يهمني أبداً . فهو أقل أهمية من ان يشكل تهديداً "
حدقت فيه بعنف وقد شعرت باسوأ مخاوفها تتحقق ، ذلك انها لم يسبق أن ذكرت اسم توم كاملاً . لا بد أن جواسيسه قد اكتشفوا ذلك وابلغوه به . وهكذا كانت على صواب . إذ ينتابها الجنون وهي تعلم أنه قد جمع كل دقائق حياتها ، عالماً بالضبط متى قابلت توم وكم من المرات خرجت معه .
قال لها : " إذا كنت تريدين الزواج من محاسب صغير متوسط العمر ذي بطن متدلية ، رجل يكره إنفاق النقود ، ومعلق بأمه ، فإنني لا أملك إلا أن أرثي لهبوط مستواك . إذا كانت هذه هي رغبتك النهائية ، فأنا لا أستطيع منعك ، ولكن لا تنتظري مني أن أسهل لك هذا الأمر "
قالت وهي لا تستطيع منع شعور الاشمئزاز من أن يتملكها : " اوووه " ودار رأسها . كيف يتهمها بالعمل على تدني مستواها بينما هو أشد الرجال قسوة وخبثاً والذي شاء لها سوء حظها أن تعرفه ؟
كما أن توم لم يكن متوسط العمر . فقد كان في السابعة والثلاثين ،أي أكبر من كريس بثلاثة أعوام فقط ، كما أن بطنه ليست متدلية .
|