كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير - ديانا هاملتون ( كاملة )
فأجاب باسماً : " لقد ظننت أن هذا ما كنت تحبين سماعه ، ولا علاقة له بخطتي المزعومة في أن أنجب منك طفلاً ، ثم أطردك في ليلة ممطرة . ذلك أنه بعد حوالي ستة أشهر من زواجنا ، كنت قد أخبرتني ذات مرة أنك تريدين طفلاً ، أم أنك نسيت ؟ كان يبدو عليك ، في ذلك الحين ، غاية التشوق للحمل "
وتذكرت الآن أن هذا كان صحيحاً ، فقد كانت في ذلك الوقت ، تظن أن وجود طفل قد يزيد من القرب بينهما ، دون أن تعلم أن عدم نضجها ، والشعور بعدم الثقة الذي غرسته في نفسها جوليا هو الذي كان يجعلهما متباعدين .
فتحت انجيلا عينيها عند سماع زقزقة العصافير ، فارتسمت على شفتيها ابتسامة حالمة ما لبثت بعدها أن نزلت من السرير ، فارتدت معطفها المنزلي واتجهت نحو المطبخ لتضع الشاي . سمعت طرقات .
وكان كالعادة .. بول محملاً بصندوق كرتون يحوي أطعمة أرسلتها أمه ، واتسعت عيناه وهو يراها في ثيابها المنزلية وشعرها الأشعث وعينيها الحالمتين وكريس خلفها يقول : " شكراً ، لا نريد شيئاً لهذا اليوم " وذلك بلهجة من يقول أتظن نفسك بشراً ؟ وغالبت انجيلا رغبة في الضحك وهي تقول للفتى بلطف : " هذا جميل جداً من والدتك ، ولكن عندنا ما يزيد عن كفايتنا ، وأنا وزوجي سنرحل إلى فالنسيا اليوم أو غداً ، إنني سأزوركم قبل الرحيل ، وشكراً لكم جميعاً لكل العون الذي اسديتمون إلي ّ " ثم أغلقت الباب بهدوء في وجهه الذاهل ، بينما قال لها كريس : " إنني أحس اليوم بكرم أخلاق يجعلني أشعر بالأسف لأجله . فهو قد فتن بأكثر النساء جاذبية في العالم ، ليرى بعد ذلك أنني أخذتها منه "
فقالت : " إن ابريق الشاي على النار "
أجاب : " هذا حسن . إننا سنعود إلى فالنسيا غداً . وبإمكانك أن تكتبي رسالة إلى خالتك . أو أن تتصلي بها هاتفياً من المطار ، أما اليوم فأنا بحاجة إلى الراحة ، هل نسيت ؟ إنك أنت التي أصررت على أن أرتاح ليلة قبل أن أذهب إلى المطار ، ولكنني سأصنع الشاي أولاً والخبز المحمص ، بينما أنت تذهبين وتبقين في غرفة الجلوس قرب المدفأة ، فلا شيء أفضل من ذلك في مثل هذه البلاد الباردة الممطرة "
وهكذا أطاعته إذ عليها أن تهتم براحته من الآن فصاعداً ، وهذا وعد منها أفصحت عنه نظراتها إليه وهو يلحق بها بعد ذلك بدقائق . وعد منها حفظته على الدوام ، بمباهج حبهما المتبادل ومسراته ، وذلك في مستقبل خال من الغيوم يضمهما معاً .
تمت
|