كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 -الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الاول )
حياة ابنة أختها الهادئة المجدة في دراستها والتي كانت بريئة إلى حد يدعو إلى الشفقة . هذا إلى جانب أنها كانت من الاستغراق في إدارة وكالتها الناجحة ، بحيث لم تكن تجد ما يكفي من الوقت لكي تحاول تغيير فتاة مثلها يبدو عليها الرضى التام بنفسها كما هي ، ولكنها كانت في ذلك الحين غاية في السذاجة ، وليس في مقدورها أبداً أن تفهم رجلاً مثل كريس فورد . إذ كانت عدة كلمات رقيقة كفيلة بأن تدير رأسها الأحمق البرئ ، فهو لم يكن بحاجة إلى بذل كثير من الجهد ليضمن الحصول على مايريد من امرأة هي من الغباء والخبل في حبه بحيث تقوم بالدور الذي كان يريدها أن تقوم به ضمن خطته الماكرة تلك .
أجابته هامسة بصوت عذب : " نعم ،لقد تغيرت "
ومن الغريب أن قولها هذا بما أظهرته من تحد وتمرد ، بعث في نفسها الارتياح وهي ترى نظراته تنصب عليها مقيمة من رأسها حتى أخمص قدميها لتستقر أخيراً في عينيها اللامعتين ولتخبرها بأن كلماته لم تكن تخلو من معنى ، وأنه اعتراف بذلك التغيير ، باستحسان تام .
وما دام قد أدرك الآن أنها لم تعد ممسحة للأقدام ، مستسلمة للآلام والاذلال الذي كان هو ورفيقته يعرضانها له ، وذلك في سبيل كلمات فارغة كان هو يتنازل في التفضل بها عليها . وما دام قد ادرك ذلك ، فإن بإمكانها الآن أن تتناقش معه على قدم المساواة ، وهذا وحده يستحق ما كلفتها هذه الرحلة ، والجدل الذي دار بينها وبين توم عندما أخبرته عن عزمها على مواجهة زوجها غير المرغوب فيه ، شخصياً وذلك بعد أن أصبحت الآن مساوية لذلك الرجل المخيف ، ولم يعد ثمة ما تخشاه . وبسرعة وقبل أن يحملها وجوده على تغيير رأيها في هذا الصدد ، قالت بصوت حازم : " أريد الطلاق " ولم يتغير التعبير الذي كان على وجهه بأكثر من رمشة في جفنه وهو يسألها قائلاً : " لماذا ؟ "
كادت أنفاسها تحتبس إزاء برودة جوابه هذا ، فقد اعتبرت هذا إهانة مما أثار غضبها وجعل صوتها متوتراً وهي تجيب بحدة : " هل ثمة حاجة حقاً لهذا السؤال ؟ لقد انتهى زواجنا في الواقع منذ أربع سنوات وقد حان الوقت لكي ننهي كل شيء "
قال بصوت ما زال يحمل عدم الاهتمام ، وعيناه لا تتحولان عن وجهها : " اتظنين أن الطلاق ينهي كل شيء ويمحو الماضي ؟ كان بإمكانك أن تطلبي الطلاق في اي وقت أثناء الأربع سنوات الماضية ، فلماذا لم تفعلي ذلك ما دام زواجنا لم يعد محتملاً بالنسبة إليك ؟ "
اسكتها قوله هذا . وحملقت فيه محدقة في تلك العينين السوداوين بعمقهما المخيف وكأنها تفتش عن جواب لسؤاله ذاك . ذلك أنها طوال الأربع سنوات الماضية ، لم تحاول أن تخفي زواجها ولكنها لم تتحدث عنه لأي انسان ما عدا ليلي ثم توم بعد ذلك بوقت طويل . ولكنها ، مع ذلك لم تتحدث بالحقيقة كاملة ، وإنما عللت الأمر بأن ثمة اختلافات بينها وبين كريس لا يمكن التغلب عليها . ولم تفكر بالطلاق إلا بعد أن تقدم توم إليها بعرض الزواج .
لم تعرف السبب في شعورها المفاجئ بالارتباك إزاء سؤاله هذا ، ولم تشأ الاعتراف بذلك ، إذ أن هذا سيكون معناه أن شرعية علاقتهما ما زالت تشدها ، ما يجعلها غير قادرة على مواجهة الانقطاع النهائي بينهما .
|