كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل التاسع )
وكان هذا النهار هو أول نهار جميل مر عليها مما يعني انها لم تجد فرصة بعد لتطوف في الغابات ، وتتمشى على الشاطئ . وهكذا .. ذهبت بالسيارة إلى المدينة القريبة حيث أمضت الصباح في التسوق ،لتدخل بعد الظهر داراً للسينما حيث شاهدت فيلماً لم تستمتع به تماماً ، ما زاد في الضجر الذي يكتنفها . وعندما عادت إلى الكوخ اشعلت انجيلا النار في المدفأة ، ثم تحولت تسدل الستائر لتحجب هواء هذه الليلة البارد الرطب .
من المؤكد أن خالتها لا يمكن أن تنتظر منها البقاء في جو كهذا ، وحيدة دون أن يشغلها شيء فكرياً . كما أنها لم تستطع قبول الدعوات التي كانت أسرة طومسون توجهها إليها . لم تكن تريد صحبة أحد .. كان الوحيد الذي تريد صحبته هو .. وسرعان ما ابعدت عن ذهنها تلك الأفكار وجلست على السجادة تحتضن ركبتيها بذراعيها وتحدق في نيران المدفأة وهي تستمع إلى صوت انهمار المطر في الخارج .
وكان هناك شيء آخر ، شيء غير المطر أو الريح . كان صوت سيارة تقترب .
وقفت انجيلا وهي تتنهد ، انه بول ومن غيره يأتي بسيارته في مثل هذا الوقت من هذه الليلة الماطرة ؟ هل من الممكن أن يكون محملاً بالمزيد من الأطعمة بعد أن اخبرته هذا الصباح بأن ثلاجتها لم تعد تسع شيئاً ؟ كما وتمنت أن لا يكون آتياً لكي يذكرها بموعدهما صباح الغد لكي يأخذها إلى مناسبة قروية تقام مرة كل شهر وموعدها غداً مساء ، وكانت قد أخبرته بأنه إذا كان الجو سيئاً فلن تذهب . محاولة أن يكون رفضها ذلك رقيقاً مهذباً لأنها كانت تعلم أن نيته طيبة ويريد خدمتها . وربما يشعر بالأسف لأجلها لوحدتها هذه . ولكنها لم تكن لتتحمل هذه الشفقة منه كما أنها ستكون مرافقة غير مسلية .
وذهبت تفتح الباب وهي تحاول أن تبتسم مخفية ضيقها الذي تشعر به . ثم إذا بها تشهق ، وقد تجمد الدم في عروقها وهي تجد نفسها تواجه عيني كريس الكئيبتين .
كان كريس آخر شخص تتوقع رؤيته ولا بد أن الصدمة بانت عليها ، لأنه قال لها بلهجة باردة جادة جعلت قلبها يتلوى ألماً : " كان عليّ أن أخبرك مسبقاً بقدومي ، ولكن خالتك اخبرتني بأن الكوخ لا يحوي هاتف "
لا بد أنها هي التي أخبرته بوجودها هنا واعطته إرشادات الطريق . لا بد أنها هي من فعل ذلك . فلماذا وهي التي لم تكن موافقة قط على علاقتها مع كريس منذ البداية ؟ كما أنها ذعرت عندما عادت ابنة اختها في ايار (مايو) الماضي لتخبرها بأنها ألغت زواجها من ذلك الرجل المناسب والموثوق به توم ، ما جعلها تنصحها بأنها كلما أسرعت في نسيان ذلك الرجل ، كان ذلك أفضل لسلامتها النفسية .
" هل أستطيع الدخول ؟ " وذكرتها برودة لهجته بالمطر الذي ينهمر عليه ، وبوقفتها هذه عند الباب ، فوقفت جانباً وهي ترتعش ، شاعرة بالإحتقار لنفسها وهي ترى قلبها يخفق لحظة مروره بجانبها .
لم يكن لديها فكرة عن سبب قدومه ، فقد سبق وقال لها بلهجة قاطعة بأن كل شيء قد انتهى بينهما . ربما كان الأمر يتعلق بالطلاق ، وكانت تحدث نفسها بذلك وهي تغلق الباب خلفه .
ولم تشأ أن تسمح لنفسها بأن تأمل في سبب غير هذا ، وأنه قد يكون راغباً في رؤيتها . ومع ذلك فإنها لم تستطع منع خفقات قلبها الجنونية وهي تسير خلفه إلى غرفة الجلوس وساقاها لا تقويان على حملها .
كان شعره الأسود تبلله مياه المطر وكذلك كتفا بذلة العمل الأنيقة التي يرتديها . واستدار نحوها قاطعاً تأملاتها وهو يراقب النار ،وأخذ يتأملها وهي تدور لتقف خلف ظهر كرسي وكأنها تتخذ بذلك ، حاجزاً يمثل عدم رغبتها بوجوده .
|