كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل السادس )
ما الذي جعلها تفكر بالزواج منه ؟ هل كانت حقاً شاعرة بكل تلك الوحدة ، والاستماتة في سبيل امتلاك منزل خاص وأسرة ؟ .
إن عودتها إلى جونيز ورؤيتها كريس مرة أخرى وعودة رغبتها فيه كل ذلك جعلها ترى نفسها وعلاقتها مع توم على ضوء جديد . فاتحا عينيها على الحقيقة .
ان سحر الحب والشعور بالإنتماء إلى رجل واحد ما زال هناك بنفس العنف والقوة اللذين تملكاها لدى أو لقاء لها مع زوجها . ولا بد أنها شعرت بذلك إلى حد ما ، منذ اللحظة التي رأته فيها يتقدم لاستقبالها في تلك القاعة الضخمة لحظة ووصولها .
وفكرت يائسة في أن هنالك شيئا آخر ، وهو أنها ما زالت تحبه . لقد حاولت أن تنكر هذا ، ولكن أي شيء سوى هذا يفسر قبولها إصراره على بقائها معه تلك المدة التي اشترطها ، والإشمئزاز البالغ الذي شعرت به عندما كشف توم لها عن خطته لاستنزافه ماليا قدر إستطاعته ؟ ورفعت عينيها إلى توم بإكتئاب . كان يبدو عليه وكأن يجاهد في السيطرة على انفعالاته . وتساءلت عن السبب الذي تحطم فيه زواجه الأول . ولكنها لم تشعر باهتمام يدفعها إلى البحث في ذلك . وكررت قولها , وهي تعلم أن هذه هي نهاية كل ما كان بينهما من وهم وخداع بالراحة والاستقرار .. كررت قائلة : " كلا "
فقال : " اسمعيني " ورأت أنه يجاهد للاحتفاظ بصوته هادئاً ، وتساءلت كيف بإمكانها أن تخبره بانتهاء كل شيء بينهما ، وما سبق وقرراه بالنسبة لحفلة الزفاف .. آمالهما في المستقبل كل شيء . وفي النهاية لم يكن عليها أن تفكر في ذلك ، لأنه عندما رسم ابتسامة على وجهه وهو يقول لها :" إنني أعلم أن حب المال ليس من صفاتك ، وكان هذا ما يعجبني فيك على الدوام . ولكن يجب أن لا تسمحي له بأن يستغلك فهو مدين لك وأنا سأقوم بالأمر بنفسي لكي أجعلك تجمعين .. على كل حال ، يمكنك أن تطمئني إلى وضع هذا الجانب من أمورك بين يدي ، إذا كنت حساسة من هذه الناحية " وعندما قال ذلك . أجابته على الفور ودون تفكير :" إنني آسفة ولكن لم يعد هناك مستقبل يجمعنا " ولكنها لم تكن آسفه في الواقع ، إذ سرعان ما شعرت بنفسها حرة طليقة . كيف أمكنها قط أن تعتقد أن بإمكانهما العيش معاً بسعادة وارتياح ؟
وبدا عليه الذهول لحظة ، ما شعرت معه هي بشيء من الإشمئزاز من نفسها . كان بإمكانها أن تنهي ما بينهما بطريقة أكثر لطفاً ورقة ، بالنسبة إلى ما كان بينهما من صداقة ، ولكن هل بإمكانها أن تخبره بأن الساعات القليلة الماضية قد فتحت عينيها على صفات فيه إما أنها لم تلحظها من قبل ، وإما أنها كانت تختلق لها الأعذار ؟ وأنها الآن أصبحت تراه على حقيقته ، شخصاً خسيساً طماعاً مدعياً ؟ إنها لا تريد أن تؤلمه بذكر كل هذا .
وقال أخيراً وقد بدا عليه الغيظ أكثر من التألم : " إنني لا أدري ما الذي تتحدثين عنه ، لماذا لم يعد هناك مستقبل يجمعنا معاً ؟ هذا ما أريد أن أعرف ، لقد كان ذلك ممكنا ً قبل عشر دقائق .."
فقاطعته قائلة : " توم .. إن زواجنا لن ينجح ، إن الحب بيننا غير موجود ، وستكون النهاية أن يتسبب الواحد منا بتعاسة الآخر " .
|