كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل السادس )
فاستدارت قائلة : " ان ثمة أشياء كثيرة تستحق المشاهدة هنا في جونيز ، ويجب أن لا نضيع لحظه حيث ستكون هنا لوقت قصير فقط " أترى ذلك يبدو وكأنها تريده أن يعود إلى انكلترا بسرعة ؟ وكانت تتسائل عن هذا عابسة لنقص اللباقة في حديثها وقالت بسرعة : " إنني أعرف مقهى قريباً بامكاننيا أن نتناول كوباً من الشاي "
ولكن حتى هذا الاقتراح الذي قدمته بكل ما تملك من رقة ، لم يستطع أن يذهب بالاستياء الذي كان مرتسماً على ملامحه . وسرعان ما علمت السبب بعد أن خرجا من الفندق إلى الشارع حيث قال متذمراً : " إنني سأخرج من هذا الفندق حال استيقاظي من النوم غداً صباحاً . لقد أوشكت أن أصاب بصدمة حيث قرأت التعرفة . انني لا استطيع فهم السبب الذي جعل كريس يحجز لي غرفة في هذا المكان "
وفكرت أنجيلا في أن باستطاعتها هي أن تفهم ذلك ، لقد كان كريس قد جمع من المعلومات عن توم ما يكفي لكي يعلم كرهه لانفاق نقوده . ولكنها أبعدت عن ذهنها هذه الأفكار المرعبة وقالت : " فلنجلس هنا فترة ، ثم نتمشى بعد ذلك متنزهين أو نتفرج على الأشياء التي تفضلها ، يوجد هنا الكثير من المتاحف والأماكن الرائعة الجمال و ... "
فقاطعها معترضاً : " إن حرارة الجو لا تسمح بذلك " ولم تشأ أن تقول له أنه ينبغي أن يخلع سترته الصوفية هذه ويرتدي شيئاً أكثر بساطة وبرودة . ولكن إذا كان مصمماً على أن يكون نكد المزاج فإنها مصممة مثلة على أن تقابل ذلك منه ببالغ اللطف والهدوء . ذلك أنها ما زالت تشعر بالذنب لسلوكها مع كريس .
وكان مقهى الرصيف الذي جلسا فيه ، ما يزال كما تذكره منذ سنوات . وكان الشاي الذي يقدمه مازال شاياً انكليزياً حقيقياً حسب وصف توم له ، كما شعر بالرضى لثمنه المعتدل .
ابتسمت وهي تسأله : " هل تشعر بتحسن الآن ؟ "
فابتسم لها قائلاً : " آسف لكوني كنت نكداً ضيق الخلق ، عليك فقط أن تجدي لي مكاناً آخر أقيم فيه ، فما الذي يدفعني إلى دفع هذه الأجرة فقط للنوم . إن بإمكاني أن ألقي رأسي في أي مكان شرط أن يكون نظيفاً ومريحاً بشكل معقول "
فأجابت وهي تتنفس بعمق بذهن شارد : " طبعاً " ذلك لأن ابتسامته لم تبعث فيها أي احساس ، وتساءلت عن السبب في أنها لا تذكر أنه سبق وأثار فيها أي شيء من ذلك . أتراها وافقت على الزواج منه لاعتقادها في لحظة ضعف أنه ينقصها الشعور بالأمان في منزل خاص بها ، وكذلك لتكوين أسرة ؟ أترى تغير شخصيتها هذا الذي جاهدت في سبيل الحصول عليه قد أنساها جمال الحب وروعة نسيان العالم كله مع الحبيب ؟
وتحركت في مقعدها بضيق ، وقد توهج وجهها وهي تتذكر كيف أطلقت العنان لتصرفاتها ومشاعرها مع كريس منذ ساعتين ، وذلك بشكل لا يبرره أي عذر .
قال لها :" يبدو عليك أنك تشعرين بحر شديد ، كان ينبغي عليك أن تتناولي فنجاناً من الشاي فهو يبرد الجسم كما ثبت ، من أي شراب بارد " قال ذلك لأنها فضلت الشراب البارد عن الشاي .
فقالت بحدة : " أحقاً " انها ستصرخ لو قال الآن أن الشاي أرخص ثمناً .
|