عندما وصلت جيداء الى مكتبها جلست و اخرجت من احدى الادراج ورقة
كانت قد كتبت بها بعض الاقتراحات لاستعادة تلك الديون و لم تعلم ماذا تفعل هل تعطيها لجاسر ام انها تخفيها عنه ببساطة
انتهى اليوم سريعا و عادت جيداء الى البيت و كان لا يزال يسيطر عليها التفكير فى الديون و الشركة و هنا فاقت من شرودها على صوت والدها يتلو ايات من القرءان ( ولا تستوى الحسنة و لا السيئة ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك و بينه عداوة كانه ولى حميم ) صدق الله العظيم قالتها جيداء و سالت والدها
جيداء : بابا هو ايه معنى الايه اللى حضرتك كنت بتقراها انا مافهمتهاش
الاب : ربنا هنا بيعلمنا اننا نقابل اللى اساء لينا بالاحسان فهمانى يا بنتى و لازم اننا نتقى ربنا فى معاملة الناس
جيداء : باستغراب صراحة مش فاهمة قوى يعنى ازاى لو شخص اساء لينا نعامله كويس
الاب : هو ده اللى بيقوله الدين بتاعنا تخيلى معايا انتى كده و انتى ماشى و جت بنت خبطت فيكى فى الطريق و انتى بهدلتيها حايحصل ايه
جيداء : تفكر قليلا اكيد حانتخانق
الاب : طيب يا بنتى و ده مش حاينرفزك و ياخرك على شغلك و كمان البنت ده حاتتاخر ووقتها انتوا الاتنين حاتخسروا واصلا ممكن هى ماتقصدش
جيداء : عندك حق يابابا بس ........
الاب : يقاطعها استنى بس قوليلى دلوئتى ايه اللى حايحصل اذا قولتيلها الحمد لله حصل خير و ابتسمتى ده تبسمك فى وجه اخيك صدقة
جيداء : دون اقتناع , يعنى يا بابا هى تغلط فيا و انا اللى اطمنها و كمان ابتسم ليها ازاى يعنى .
الاب : يا بنتى مهو لو كل واحد فينا رد الاساءه بالاساءه مش حاتبقى دنيا ده حاتبقى غابة و بعدين ده ثوابه كبير عند ربنا و كمان بكده حاتخلى اللى اساء ليكى يتكسف منك و من افعاله و جايز انك بموقفك ده تغيريه و يكون كويس بعد كده
جيداء : تبدا تقتنع تصدق يابابا عندك حق يعنى مثلا اذا فيه حد معايا فى الشغل و كان بيعاملنى وحش و دلوئتى هو واقع فى مشكلة و انا اقدر اساعده , اساعده بقى و لا يستاهل و خليه علشان يتعلم يعامل الناس كويس
الاب : (فى استياء ) لا حول و لا قدوة الا بالله لا يا بنتى اذا اللى بتحكيه ده حقيقى انا ازعل منك لانك بتقولى كده . يا بنتى هو انا ربيتكم على كده لا يا جيداء كله و الشماته يا بنتى انتى بتكرهى الشخص ده و بتحقدى عليه ليه ده و بعدين حتى لو عاملك وحش ترفضى تساعديه لا يا بنتى حرام عليكى كده ده فك كرب المسلم عند ربنا كبير قوى
جيداء : فك كرب يعنى ايه يابابا مش فاهمة
الاب : يعنى لما تكونى فى ازمة او مشكلة ده اسمه كرب و انك تساعدى حد فيها ده ثوابه عند ربنا كبيرو بعدين انا مش قولتلك نتقى ربنا فى معاملة الناس , تحبى انك تكونى فى ورطة و اللى يقدر يساعدك يفضل واقف يتفرج عليكى و انتى مش عارفة تتصرفى
جيداء : لا طبعا . ( تفكر و تحزن قليلا ) على كده انا كنت وحشه لما فكرت انى ماساعدش و اسيبهم فى المشكلة ده بس كمان محدش طلب منى مساعدة
الاب : يضحك هههههههههه يا بنتى انتى مش وحشة بس حاتكونى لو خليتى الحقد و الانتقام يعميكى و بعدين انا عارف بنتى حبيبتى ما تعملش كده انا حاقوم اكمل صلاتى ( و يقف و يربط على كتف جيداء ) حاسيبك لضميرك و انا عارف انا مربى بنتى ازاى