الحلقة الخامسة
لم تاخذ جيداء كثيرا من الوقت و اختارت ان تعمل و عندها وجدت ان الساعة اصبحت التاسعة و النصف قامت و تجهزت سريعا و ذهبت الى الشركة و كانت على استعداد ان تتحمل اى شئ من ذلك المدعو جاسر فى سبيل هذا العمل و عندما وصلت اعتذرت للموظف المسئول عن ذلك التاخير و لكنه بادرها القول : المدير عايز حضرتك
جمعت جيداء اعصابها و دخلت لجاسر جاسر : انا عارفت دلوئتى انى ليه اطردتى من شغلك السابق
جيداء : بتوتر ظاهر الموضوع مش كده بس
جاسر : قاطعها مش حاتتكرر تانى و بنفسى و حاحرص على ده بنفسى , لكن دلوئتى حايتخصملك يومين من مرتبك علشان مش تتاخرى تانى و بالنسبة للشغل انسى انك حاتشتغلى علاقات عامة زى ما انتى فاكرة وده لانى مش عايز اشوف وشك قدامى و مادام انك جيتى هنا فيبقى نظرتى فيكى صح حاخلى مرتبك الضعف هى مش الفلوس هى كل اللى انتى عايزاه ؟ و لكن شغلك حايكون بالارشيف حاه حاتقبلى و لا لا؟
جيداء : حبست دمعة قبل ان تظهر بعينها فانها كانت تحتاج الى العمل و بشدة حتى يستطيعوا ان يوفوا باقى الالتزام التى على العائلة و عليها الا تهتم بكلام او تفكير ذلك المغرور بها و ايضا هكذا لن ترى وجهه الا نادرا ردت عليه اه موافقه
جاسر : نظر اليها بسخرية انتوا بتعملوا اى حاجة علشان الفلوس !طيب و نادى على السكرتيرة و قال لها الانسة حاتشتغل فى الارشيف بالمرتب الذى اللى قلتلك عليه قبل كده نظر الى جيداء و الان روحى شوفى شغلك
ذهبت جيداء مع السكرتيرة الى غرفة اخرى فى مكان اخر و على بابا
الغرفة قالت لها السكرتيرة : استنى هنا , هنا مكتب مديرتك المباشرة حابلغها الاول انك هنا .. جيداء : انتظرت ومنعت نفسها من التفكير فى اى شئ لحين ان تكون وحدها رن هنا جرس هاتفها هى والدتها ردت وهى تحاول ان تطفى بعض السعادة على صوتها المختنق
ماما انا اتقبلت فى الوظيفة و من انهاردة حابدأ ان شاء الله مش تقلقى عليا علشان حاتاخر و عندما سالتها عن معاملة الناس قالت هنا الناس كلها بيعاملونى كويس جدا انا لازم اقفل دلوئتى علشان مديرتى جاية باى ماما
هنا كانت تقف امامها السكرتيرة : اتفضلى
بعدما قابلت جيداء المديرة نزلت الى غرفة اسفل الدور الاول كل ما بها عبارة عن الكثير و الكثير من الاوراق المكدسة و جهاز كمبيوتر و عدد من الارفف و مكتب صغير و كثيب المكتب يوضع عليه الكمبيوتر و التليفون فقط المنظر وحده كفيل باكتئاب اى احد لم يكن عليها سوى حماية تلك الملفات وان تاتى بالملف المطلوب وقتما يطلب منها وسط هذا الكم الهائل
احست جيداء بالاهانة و لكنها كانت بحاجة الى العمل او بمعنى ادق الى اجر هذا العمل خاصتا بعدما زاده المدير بغروره الى الضعف مسحت جيداء دمعة بيدها و لكنها قالت لنفسها لا لن استسلم هذا عملى و ساتقنه على اكمل وجه سواء طلب منى او لم يطلب