كاتب الموضوع :
همسة تفاؤل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: زيديني عشقا / بقلمي همسة تفاؤل (الفصل العاشر)
الفصل الحادي عشر
منذ عودته البارحة من السفر وهو منطوي على نفسه .. يتجنبني أحادثه فيرد برسمية واختصار .. لا يعجبني ذلك فأنا أفضل فارس الدافئ والحنون .. أفضله وهو يصغي لي ويحادثني يجتذب الكلام فقط ليبقي التواصل بيننا ..
لا أعلم ما الذي حصل معه في سفره ليعود بهذا الانطواء .. مهما كان فلا أريده أن يقاطعني وينزوي عني
أنا أحتاجه بجانبي .. فمنذ اكتشافي لسر الزهرات السبع وعقلي مشتت بين مصدق ومكذب .. إن كان يحبني لما لم يقلها مباشرة لما قالها بتلميح غير واضح
لاحظت سابقا أنه يحاول التقرب مني لكنه لم يقلها أبدا بشكل مباشر .. لم يتقدم بأي خطوة حقيقية تجاهي
لقد اعتدت على وجوده لم أعد أخجل منه كما السابق بل أصبح جزءا من حياتي لا أستطيع التخلي عنه بسهولة
اتمنى أن يحاول التقدم .. فأنا الأن على يقين أنه سيكون زوجا جيدا وسيحميني لأخر يوم في حياتي . فهو لم يتخلى عني وهو لا يعرفني فكيف وهو ربما يحمل لي المشاعر
نحن متزوجان و هو فارس أحلام أي فتاة ولو تقدم لي في ظروف عادية ما كنت ابدا سأرفضه
هل سيكون لنا حياة طبيعية يوما .. نتشارك في كل شيء فيها .. كذكرى ذاك اليوم عندما ساعدني في اعداد الحلوى
ابتسمت وانا اذكر الفوضى التي أحدثها .. وصلني صوته الأجش من خلفي
" ما سر ابتساماتك للنافذة دوما "
التفت اليه يرتدي سروالا قطنيا باللون الأسود وقميصا أبيض بلا اكمام وقطرات الماء تنساب من شعره المبتل
" بعض الذكريات "
اقترب أكثر ونظرة غريبة أشاهدها أول مرة في عيناه " وهل أنا سعيد الحظ لدرجة أن أكون في إحدى ذكرياتك الجميلة "
ابتسمت له مترددة " في الحقيقة نعم "
بدت عليه معالم المفاجأة " حقا اذن أنا سعيد الحظ فعلا "
أومأت بموافقة وأنا أتفادى النظر لعينيه فهما تحملان نظرة أخرى ارتعش لها جسدي كله
صوته انخفض بنبرة دافئة " هذا أخر يوم لنا هنا غدا سنكون في الوطن "
اقترب مني أكثر وأحاطت يداه بوجهي ورفعه لأنظر إليه " ألن تقولي شيئا "
هززت رأسي بالنفي وقد فقدت قدرتي على الكلام من قربه .. اقترب أكثر مطالبا
" رحيق .. أنا أريدك .. أريد أن امتلكك قبل عودتنا للوطن "
نظرت لعيناه التي تطالبني برجاء ولم أستطع النطق .. وأفقدني كل أفكاري بقبلة طبعها بخفة وابتعد قليلا
" ما عليك سوى قول لا وسأبتعد .. فقط قولي لا "
بقيت صامتة لم أستطع النطق بأي كلمة هل أقول لا أو أقول نعم الخيار بيدي .. لكني فضلت الصمت وليختر هو ..
وقد إختار .. حملني بين ذراعيه و برجاء " لا تتراجعي حبيبتي "
**********
اراقب هشام يلاحق الكرة بعد أن رميتها له .. إن اللعب معه هواية جديدة لي .. طفلي .. نعم طفلي كلمة لها لذة أخرى على لساني .. ذاك الشعور إسمه الأبوة تغلغل لي دون علمي فقط رؤيته تملأ قلبي بالسعادة والرضا
عاد حاملا الكرة " بابا .. بابا مرة أخرى "
تلك الكلمة ما زالت غريبة على أذني لها وقع خاص مختلف .. ضحكت له والتقت الكرة لرميها مرة أخرى وعاد للركض خلفها
يدان صغيرتان تعلقتا بقدمي وضحكات صغيرة طفولية وصوته يناديني بلذغة طفولية
" بابا .. بابا "
نظرت للأسفل كان احمد يتعلق بقدمي و ابتسامة ترتسم على وجهه
" بابا "
غمرني شعور بالنشوة لا اعرف مصدره .. ربما لأن هذا الطفل يعتقد أني والده .. ابن ذاك الرجل الأخر .. لقد سرق ابني مني وأنا الأن أسرق ابنه أفعل كما فعل
نزلت لمستواه وأمسكته من تحت ذراعيه " ماذا تريد "
ضحك باستمتاع " كرة .. كرة "
ابتسمت له ابتسامة حقيقية فهو مجرد طفل يتيم ولن أحرمه من شعور أستطيع تأمينه له
" انت تريد اللعب بالكرة .. حسنا إذن .. لنلحق بهشام و نلعب معه "
حملته بين ذراعي ورفعته للأعلى فوق رأسي فتعالت ضحكاته الطفولية .. واتجهنا للبحث عن هشام فقد افتقدته
وجدته هناك يضع يده على صدره يسعل ويحاول التنفس بصعوبة .. أنزلت احمد والقلق انتشر لكامل جسدي اقتربت منه لأجده يتنفس بصعوبة وصفير منخفض يصدر مع تنفسه الصعب .. استنتجت بعد نظرة سريعة أنه يعاني من أزمة ربو
خلال لحظة واحدة كانت بتول تركع على ركبتيها بجانبي وبيدها جهاز الاستنشاق تضعه في فم هشام ليستنشق منه .. بعد لحظات عاد ليتنفس بشكل طبيعي
فحصته بشكل سريع لأتأكد ان كان بحاجة للذهاب الى المشفى
سألتني بلهفة " هل يحتاج لطبيب "
نظرت لها بحدة " أنا طبيب إن نسيت ذلك ولكنه لا يحتاج انها أزمة بسيطة وقد عدت "
تنهدت بارتياح " هذا جيد "
" منذ متى هو مصاب بالربو "
" عندما كان في السنة الثانية من عمره اكتشف غيث اصابته بالربو في احدى زياراتنا بسبب اصابته بالبرد "
قطبت حاجبي " من غيث "
" إنه زوجي الراحل "
عاودني شعور بالضيق بسببه " هل كان طبيبا "
أجابتني ببساطة وهي تحاول حمل هشام " نعم "
" انه ثقيل دعيني أنا أحمله لغرفته "
ابتعدت عنه باستسلام لمطلبي .. حملته بين ذراعي واتجهت للمنزل وفكري مشغول بها وهي تتبعني حاملة احمد ذكرى ذاك لها ولوجوده بحياتها
**********
انتشلت جسدي عن الكرسي المقابل للفراش .. لم أستطع النوم أو التوقف عن مراقبتها وهي نائمة .. رقيقة دوما حتى في نومها فهي لا تتحرك أبدا فقط تنام بهدوء وتتنفس بانتظام بدلت اتجاه نومها بضعة مرات بحركات هادئة وبطيئة كي لا تكسر نومها .. وفتحت عيناها أثناء نومها مرتين لبضع ثواني ولا أظنها ستذكر ذلك في الصباح
الذنب يتأكلني لامتلاكها هكذا .. منذ عودتي وأنا أتجنبها حتى لا تتغذى هذه الفكرة أكثر داخلي .. لكني إستسلمت في النهاية عندما لم أجد وسيلة أخرى لإبقاءها معي
هي الأن زوجتي بشكل كامل لم يعد مجرد زواج على ورق .. لن تستطيع أن تطلب الانفصال بسهولة عني فما بيننا أكبر وأعمق الأن وليس كالسابق
كنت أود أن امتلك قلبها أولا .. هل ما فعلته كان خاطئ أم هو الطريق لإنجاح زواجنا
تردد صوت في داخلي يقول لي أن ما فعلته هو من حقي كما أنها لم تعترض لو شككت للحظة بعدم موافقتها لتوقفت فأنا أبدا لن أفرض نفسي عليها
تمطت في نومها وزمت شفتيها وعيناها ترمشان .. توقف قلبي لاستيقاظها هل سأرى في عينيها نظرة رفض لي ولفعلي
جالت حدقتيها باستغراب في الغرفة ثم استقرت علي فأحمرت وجنتيها وأخفت وجهها بالغطاء
ابتسمت لخجلها وأنا أخلل أصابعي في شعري
**********
اشعر بالحرارة تغزو وجهي من ذكرى لقائي ببراء بغرفة الضيوف .. دقات قلبي تتسارع من ذكرى همسه لي وطلبه مني المغادرة .. يومها جمدت في مكاني وأنا أحدق به بصدمة من رؤيته وصدمة أكبر من مشاعره المفضوحة
لم يخيل لي يوما أن يواجهني بعينين تفضحان حبه بهذه الطريقة .. لقد شعرت بأن قدماي كانتا من هلام
لم أستطع الحراك فأبعدني بلطف عن الباب الذي أسندني عليه سابقا وغادر مسرعا .. وكانت تلك اشارة لقدماي لتفقدا توازنهما ومشاعر شتى تجول في صدري ..
أحضر العشاء لهم الأن .. فقد خرج براء ليستقبل رحيق وفارس في المطار وطارق يجلس في الداخل مع أبي أعلم أنهم يناقشون موعد زفافي القريب
لم أستطع البقاء جالسة معهم وطارق ينظر لي بخبث وبعض الملاحظات المحرجة دون انتباه من أبي ففضلت أن ألهي نفسي بالطهي
أشتاق لرحيق جدا واشتاق لجلساتنا في أخر الليل ومحادثاتنا .. أحتاج لها ولمساعدتها في الزفاف واريد معرفة أخبارها بعد زواجها فمحادثات الهاتف لا تجدي نفعا في الاطمئنان عليها بشكل سليم
انتشلني من سرحاني يد طارق التي امتدت للطعام الجاهز فضربته عليها
امسك يده " توقفي عن ذلك يا عروس هل تريدين أن يهرب عريسك من الليلة الأولى "
هتفت بتأنيب " طارق ... "
وابتدأنا بجولة أخرى من المشاجرات والتعليقات
**********
راقبت تحركات الناس من حولي منهم المسافر ومنهم العائد بعد غياب طال أو قصر وهناك المودعين لأحبابهم وهناك من هم مثلي ينتظرون عودة شخص غالي أقرب للقلب من نبضاته
الحرية شعور غريب من النشوة الغامرة الجميع حولي يمشون يتراكضون ويقفون في الانتظار .. أشخاص كثر وقصص أكثر في داخل كل منهم .. أحمل قصصي وحكاياتي الخاصة وكل من هؤلاء يفعل ذلك .. عالم غريب نعيش فيه لا أحد يهتم لقصة الأخر سوى عند القيل والقال
رفعت نظري للأعلى مثل كثيرين غيري أشاهد لوحة مواعيد الطائرات لقد وصلت طائرتهم منذ بعض الوقت فأين هم
شاهدتها من بعيد صغيرتي رحيق من كنت لها دوما الأب والأخ والصديق .. اليوم هي بجانب رجل أخر أتمنى من أعماق قلبي أن تجد فيه الحبيب والزوج المحب
عيناها تائهة تبحث عن أي وجه مألوف وفارس تمتد يده لتمسك يدها في عبورهم لحاجز التفتيش .. كم هما مناسبان لبعضهما .. يبدوان كزوجين جميلين فارس بهيبته ووقاره وهي برقتها وهدوءها
عيناها الضالتان وجدتاني أخيرا ووقفت جامدة للحظات لتلتفت لفارس ويومئ لها ليأكد ما تراه
ابتسمت لها بحنان كما أفعل دائما .. أفلتت يد فارس وركضت بإتجاهي متجاهلة للنظرات المتعجبة لفعلها وما كان مني سوى أن أركض لها أيضا فأشواقي قد سبقتني لها
رمت بجسدها بين ذراعي حال اقترابها مني .. دموعها بللت قميصي وقبضة يدها تضرب على صدري بعتاب لي
ربت على كتفها " صغيرتي كفي عن البكاء .. ها أنا أمامك ولن أبتعد مرة أخرى "
هددتني من بين شهقاتها " إن فعلت ذلك مرة أخرى ..."
لم تستطع اكمال جملتها بسبب بكاءها وانفعالها بين أحضاني
اقترب فارس مبتسما لي وعيناه تنظر بقلق لشقيقتي " براء كيف حالك "
" الحمدلله أنا بخير .. أعذرني لن أستطيع احتضانك والترحيب بك الأن "
قلت ذلك وأنا أنظر لرحيق التي تدفن وجهها في صدري .. شاركني فارس النظر لها رفعت نظري له لألتقط تلك النظرة الأخيرة قبل أن يبعد عيناه .. رباه فارس مغرم بها وعيناه تفضحانه
ابتسمت لهذه الحقيقة و امتلأ قلبي فرحا واطمئنانا على صغيرتي ولكن هل هي أيضا مغرمة به علي أن أعلم بمشاعرها تجاهه كي لا أظلمها
**********
تلاعبت بسلسلة المفاتيح بعد اغلاق السيارة أقوم بزيارتي الاسبوعية لأمي
جمدت عن الحركة بوصول شهقات محرقة ونحيب مرتفع لشخص متألم بشدة لتصدر عنه هذه الشهقات المؤذية لحنجرته
بحثت بعيناي من حولي ولم أرى احدا .. عاد النحيب بصوت خافت مكتوم .. اتجهت لجانب المنزل ببطء لا اريد أن أبدو كمتطفل لكن تلك الشهقات المتألمة لمست وترا في قلبي فلم أملك السيطرة على فضولي
كانت هي هناك تجلس متكورة على الأرض تسند ظهرها للحائط وصدرها يستند على ركبتيها المثنيتان للأعلى .. تدفن رأسها بين يديها وتهتز كتفيها مع كل شهقة
مظهرها مؤلم جدا .. تبدو أتية من الخارج فهي ترتدي ملابسها الشرعية كاملة .. تبكي بحرقة دون اهتمام لأنفاسها التي ضاقت بسبب نقابها .. بنت لنفسها قلعة من الألم وخبأت نفسها بها
لاحظت باقة من الورد الجوري الأحمر ممزقة و ملقاة كل وردة في اتجاه .. مشهد محزن لورود بهذا الجمال .. هناك في الوسط بطاقة بيضاء مرمية باهمال
عدت بنظري لتلك المنزوية على نفسها لأجدها كما هي بعالم أخر لم تلحظ وجودي بعد .. فضول غريب حدني على الاقتراب والتقاط تلك البطاقة
ارتجفت يداي من محتواها وجحظت بنظري تائها بين البطاقة وكتلة السواد المستندة على الحائط
" وصلني رفضك الأخير لي .. ولكني أرفض تقبله هذه المرة ايضا .. لذا امنحك حتى صباح الغد للموافقة على زواجنا نهاية هذا الشهر أو أختطفتك من أمام والدك ولن يقدر على منعي وان اضطررت لقتله حتى ..
ستعيشين معي بالحلال أو الحرام والخيار بيدك "
تسلل الغضب لي لهذا التهديد القذر .. فهتفت بها دون وعي لوضعها
" من هذا "
رفعت رأسها مجفلة .. توسعت عيناها المحمرتان لرؤيتي لأول مرة أركز في عينيها بلونهما الرمادي المتمازج باللون الأخضر الباهت .. عينان بلون غريب لإمرأة أغرب .. كانت دوما تشكل بالنسبة لي علامة استفهام
عيناها توسعتا أكثر وهي تركز على البطاقة في يدي .. هيأ لي أني رأيت ارتجافة مرت بكامل جسدها .. لا لم يهيأ لي ذلك بل هي حقا ترتجف ويزداد ارتجافها .. بحركة حماية سريعة أخفيت البطاقة خلف ظهري .. لا اريد معرفة سبب قيامي بذلك فقط لا اريدها أن تنظر لها أكثر
أخفضت نظراتها .. واحتضنت نفسها أكثر من السابق
" أخبريني من الذي أرسل لك هذا التهديد "
لم تجبني سوى بشهقة أخرى " رندة أخبريني كي أوقفه عند حده "
عاد الغضب ليتسلل لي من صمتها " رندة .. رندة .. أنظري لي .. هيا إرفعي رأسك "
احتضنت نفسها أكثر تكتم شهقاتها من أثر البكاء بغير فائدة
خاطبتها بهدوء ولين لأنتشل منها الكلام " دعيني أساعدك .. اسمحي لي بذلك "
خرج صوتها هامسا " لن تستطيع "
تكلمت أخيرا " بل أستطيع فقط أخبريني من هو واتركي الباقي لي "
هتفت بخوف " لا .. لا .. هو مجرم وسيقتلك وربما ينفذ تهديده ويقتل أبي أيضا "
" نحن قي بلد تحكمه القوانين لا يستطيع أن يقتل بهذه السهولة إنه مجرد تهديد فارغ فقط "
" لا .. هو يستطيع أن يفعل ذلك .. انه بلا قلب ولا يرحم "
انها خائفة منه وهذه الحقيقة ضربيتني كصاعقة " من هو رندة "
امتد الصمت بيننا لبعض الوقت لتهمس بعدها بخوف
" فهد "
تشتت عقلي مع الاسم " من فهد "
التزمت الصمت ولم تتكلم كأنها ندمت على ما نطقت به قبل قليل " رندة هل تقصدين فهد ابن عمك "
وقفت بهدوء وما زالت مخفضة رأسها و تتلاشى التقاء نظراتنا " أرجوك هلا أعطيتني البطاقة "
" لما تريدينها "
" أرجوك أعطني إياها ولا تتدخل فيما لا يعنيك "
هتفت بحنق لقولها " ما الذي تقصدينه بلا يعنيني "
عاد صوتها ليكون ثابتا " نعم .. لا دخل لك بهذا الأمر .. الأن أعطني هذه البطاقة لأغادر "
قوست حاجبي بتعجب " تريدين المغادرة .. وهذا التهديد ماذا ستفعلين به "
" ما سأفعله وقراري يعنيني وحدي "
تخلل الغضب لصوتي مجددا " هل أفهم من هذا أنك ستوافقين على الزواج منه "
نظرت لي بتشتت وشيء أخر لم أفهمه " نعم .. علي الموافقة فلا جدوى من الرفض سوى المزيد من الألم "
" لا .. الانصياع لهكذا تهديد دنيء ليس حلا .. أرجوكي دعيني أساعدك "
صوتها امتلأ بالألم " طارق .. أنا أرجوك ألا تتدخل فقط إنسى كل ما رأيته وما تحدثنا عنه .. إن كان قدري أن أتزوج به فلا مهرب لي "
عادت لتقول بسخرية ومرارة " كما أني سأتخلص من لقب عانس الذي تطلقه علي .. أليس كذلك .. وأيضا هو ابن عمي لا أظن أن الزواج به سيكون سيئا .. ما علي سوى الصبر وربما ننجح "
صوتها متألم وقد ضربني الإدراك بكم ألمتها بوصفي ذاك .. شتت أفكاري وغضبي مناشدتها لي بأن أطمأنها بأن زواجها سينجح .. ذكرى أخرى تداخلت بعقلي .. زمان أخر .. موقف أخر .. وانثى أخرى .. طالبتني بأن أطمأنها ..
انتشلتني مخاطبة " البطاقة من فضلك "
ناولتها اياها بذهن غائب والتفتت عني وغادرت .. لكني لن أتركها لتعاني هي أيضا ..
*********
قراءة ممتعة
نلتقي يوم الأحد المقبل أستودعكم الله لحينها
|