صنعاء، أول أيام رمضان
كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتجد أنك قد أضعت جزء منك!!!
جزءً لايعلم بوجوده أحداً غيرك !!
ولايشعر بفقدانه سواك!!
كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتفاجأ بإن داخلك قد أصبح أشبه بلعبة تركيب الصور!!
مهما قمت بجمعها وإعادة ترتيبها..
لاتكتمل !!
لإن أهم قطعة هي القطعة الأخيرة..
وبدونها..
ينتهي الأمر بمجرد إطارٍ لصورة مبعثره..
بأجزاء صغيرة لا معنى لها..
هكذا أنا..
منذ أستيقظت ولم أجدك بجوراي كما إعتدت..
قد أبدو أمام الجميع قطعة واحدة..
واثقة..
هادئة..
متماسكة..
إلا إني لست كذلك..
فأنا بدونك أشعر أني ..
ناقصة !!
خاوية !!
مبعثرة !!
أنا حقاً....
....أفتقدك..
وبشده....
(خياله والخيل عشقي)
قفلت دفترها وضمته لصدرها بقوه للحظات قبل ماتخبيه بين ملابسها وتطلع من غرفتها وهي تفكر فيه بمراره.. كم مره من وقت رجعت لوعيها ضبطت نفسها وهي بتدور عليه بغباء وهي ناسيه إنها ضيعته وفجأة تتذكر ذا الشيئ وترجع تكتئب..
ومهما حاولت تنساه إلا إنها فشلت في ذا الشيئ لإن كل شيئ بيفكروا بيه..
إفتقدت وجودها تحت مخدتها وهي نائمه..
وإشتاقت لملمسه وهو ملفوف على رقبتها..
ولحواراتها المجنونه معاه..
مرت خمسة أيام على وصولها لصنعاء مع معاذ وعلي اللي قال إن عبدالرحمن جاه شغل برا جده علشان كذا حجز لها ورجعت بدري وعلي أستقبلها في المطار أما معاذ فراح من المطار على مكتب المحاماة تبعه ورجع البيت في وقت متأخر وكإنه جاي من السفر.
حالتها النفسية والجسديه كانت أكثر من سيئه بعد ماإتلقت صدمتين في نفس الوقت..
الصدمه الأولى تخلي عبدالرحمن عنها..
والثانيه ضياع شالها..
ماكانت متذكره أشياء كثيره عن اللي صار بعدها لكن علي قلها إنها ظلت يوم ونص نايمه بسبب المنوم والحمى اللي خلتها أشبه بالجثه وبعد ماصحيت كانت لازالت بتعاني من أثار المنوم والمرض لدرجة إنه أضطر يشيلها شيل للسياره لما رجعوا على جده وفي بيتها قضت يومين في السرير لين إتخلصت من الحمى نهائياً وسافروا ومن يوم ماوصلت ومعاذ بيعاملها بأسلوب أقرب للتجاهل.. إذا كان الكل موجود بيوجه لها كلمتين أوثلاثه تجنباً للفت الأنظار وهي عاملته بهدوء وخففت من إريحيتها وحركاتها المعتاده معاه مو لإنها زعلانه منه لكن مراعاة لمشاعره وماحبت تضغط عليه.. أما عبدالرحمن فكانت تأخذ أخباره من غنى وأمها بطريقة غير مباشرة ومتأكده إنه بيتصرف بالمثل وبيتطمن عليها من بعيد لبعيد..
دخلت المطبخ وإبتسمت لمالقت ياسمين وغنى ونادية وبناتها منار ونهى وكل وحده مشغوله بشيئ والمطبخ حايس كعادته قبل الفطور مابين تسخين وقلي وتجهيز سفره، رفعت ملعقة الشربه في وجه البنات بتهديد/ياويلكم إن طلعتوا شقتكم وفي ملعقه وسخه في المطبخ.
غنى بلعانه/مع نفسش من اللي قالت مابلا (لازم) نتجمع في
مطبخ واحد! خلاص إتحملي.
ناديه بتفكير/مش كان احسن ياجوري لو كل وحده طبخت في شقتها وبعدين نزلناه وقت الفطور !
ردت منار بضحكه/كل اول يوم في رمضان بتقولي نفس الجمله يمه..
ضحكت ياسمين ونهى وأيدوا كلامها وجوري ترد/مو أمك ياحبيبتي عندها ضعف في الذاكره لإن الأم بتفقد جزء من ذاكرتها في كل مره بتحمل فيها وأنتوا أربعه ماشاء الله يعني الله يستر لاتنسى أسمها.
ناديه بملل/بحجر الله كن بطلي حقش الدراسات والخباله اللي بتقريها، جدتي الله يحفظها عمرها تسعين وولدت عشره وسقطت ثلاثه وعادي ذاكره ماوقع لها وهي بنت سبع سنين
عمي عبدالرحمن جاء
إلتفتوا كلهم لما سمعوا صراخ صالح ورمت غنى السكين من يدها ووقفت تغسل وناديه تسألها بمكر / هيا مالش قمتي ياقمر هوذا أنتي زعلانه منه وقلتي ماهتحاكيه !
غنى بضحكه/قلت إذا فطرت أول يوم من غيره والحمدلله ماقد أذن مغرب.. يلا خاطركم .
منار بتساؤل/ والسلطة من هيقطعها ياعمه !
لبست شرشف صلاتها ونقابها/ مادخلني إتصرفوا ولا أقلكم مش لازم سلطه اليوم.
ناديه بضحكه/هييي نهار رمضان صوموا
شهقت غنى وبإحراج/بس قلة أدب البنات هانا جوري ش--
قطعت جملتها لما مالقت جوري وردت ياسمين بضحكه/جوري سبقتك من زمااااان .
صرخت غنى بغيض وطلعت بسرعه وشافت جوري مستنده عالباب بإبتسامه وعبدالرحمن في حضن أمه اللي بتبكي كالمعتاد كل ماأستقبلت أو ودعت أحد فيهم .
،
،
أول ماسمعت اللي قاله صالح لقت نفسها بتجري بدون ماتحس!
كان قلبها اللي بيجري مو رجولها وبمجرد مالمحته عند باب الصاله بيسلم على أمها وقفت مكانها تتمتع بالمنظر اللي قدامها، أمها أختفت في حضن أخوها اللي ضامها بقوه /أنفداكي يمه فقدتك خيرات وفقدت ريحتك..
ردت أمها/حيا بقلبي وروحي وأنا والكل فقدتك قوي.. الحمدلله على سلامتك
باس رأسها وإيديها/الله يسلم من كل شر ياقلبي وكل وأنتي بخير و--
أنا بابا أنا
قطع كلامه لما سمع صوتها وهي تشد ثوبه ورفعها من الأرض وضمها بحنان/الله من هذي الحلوه !
إتعلقت برقبته وردت وبشقاوه /أنا أميرتك زودي
إبتسم/هلا والله باأميرتي جودي.
بعدت عنه ونفخت خدودها بغضب/ بس أنت ماعرفتني يابابا!
قرص خدودها الحمراء بضحكه/ لإنك بتكبري بسرعه و--
قاطعته بحماس/هيييييي زودي أميره كبيره.
هز رأسه بموافقه/باقي بس تضبطي الجيم و--
الحمدلله على سلامتك
إلتفت لغنى اللي واقفه متخصره ومضيقه عيونه عليه وإبتسم لها وسحبها بذراعه الثانيه وضمها لصدره/الله يسلمك ياروحي كل عام وأنتي بخير .
ردت بحب/وأنت بخير ياقلبي نور البيت بوجودك.
قبل مايرد كانت جود بتشد رأس أمها وبتحاول تبعدها عن أبوها بحده/أنا بس سيري من هانا.
ضحك عبدالرحمن وبعدت غنى بشهقه/جود ماما حبوه، عيب عليش.
إتعلقت في عبدالرحمن وبغيره/ أنا أميرة بابا .
عبدالرحمن بعتاب/هااا جودي أيش قلنا !
زفرت وردت بضيق/قصر الأميرات فيه.. الأميرة جده والأميرة ماما والأميرة جوري.
رد بضحكه/وأنا حق من!
كتفت إيديها على صدرها بزعل/حقنا كلنا..
ردت غنى /ماشاء الله باين ياغيوره
أخذت ام معاذ جود من عبدالرحمن وبتساؤل /تقولوا لمن طالعه !
إنفجروا من الضحك لإن غنى المقصوده وردت بإحراج/خلاص ماأفعلكم قده طبعي الجني.
وقف ضحك لما إنتبه لجوري اللي قربت منه وهي تبتسم/ الحمدلله على سلامتك وكل عام وأنت بخير.
شتت نظراته بعيد عنها وهو يرد/الله يسلمك وأنتي بصحه وسلامه.
صرخ جواد أبن معاذ/سبقتك ياعم عبدالرحمن مره ثانيه.
هز رأسه بمواقفه وإبتسم بشرود لحركتها المعتاده، كانت تحب تكون اول وحده تهنئ أبوه سواء برمضان أو العيد وعلشان كذا كانت تنتظر أول يوم في رمضان بحماس وبتحاول تقولها بسرعه بمجرد ماتلمحه قبل مايسبقها وصارت عاده عندها حتى معاهم وكانوا يتجاكروا كل رمضان وعيد علشان يشوفوا مين اللي هيسبق بالتهنئة و--
إنقطعت ذكرياته لما ضمته فجأه وهي تهمس له/ أنتا بخير !
كمية القلق والحنان اللي في سؤالها خنقته وحس لسانه لصق في سقف حلقه وماقدر يرد وإكتفى بهز رأسه بمواقفه، باست كتفه قبل ماتبعد عنه وتحط كفها على خده وهي تتابع بنفس همسها/أجل أنا كمان صرت بخير ذحين.
طالعوا في بعض بصمت للحظات..
كان في باله كلام كثير نفسه يقوله لها..
أسف..
ندم..
شوق..
غمض عيونه وأخذ نفس عميق/وحشتي--
قطع كلمته وأتوسعت عيونه بصدمه لما فتح عيونه ولقي نفسه لحاله
،
،
،
،