جده، الثالثة عصراً
شايك برد..
رفعت رأسها لأخوها اللي طلعها من شرودها وأخذت منه كاسة الشاي الأخضر بإبتسامه/يسلمو حبيبي.
رد لها الإبتسامه وبتساؤل/اللي مأخذ عقلك.
رفعت اللي بين إيديها قدامه وبتكشيره/بدور على فضولي ولذحين مالقيته.
سحب منها مجلة ماجد وطالعها بصمت للحظات قبل مايأشر لها عالصفحه اللي كانت فاتحه عليها وبهدوء/كيف هتلاقيه وأنت جالسه بترسمي بدل ماتدوري عليه!
ردت بإستغراب/أرسم أي--
قطعت كلامها لما شافت رسمتها اللي ملت الصفحه وقفلت المجله وحطتها جنبها وشربت شايها بهدوء قطعه عبدالرحمن بكلامه/ذي نفس الرسمه اللي بترسميها كل مره لما تكوني سرحانه ومو داريه عن نفسك.. أيش قصدك بها!
شتت نظراتها بعيد عنه وبهدوء/أنتي هتعملي زي ياسمين !
رد بثقه/أنتي مالك في الرسم ولما بترسمي شي فبيكون شي معين داخلك وله معنى وقيمه عندك، زي حقنا السلسال وإسورة علي وكوب قهوتك وغيرها.
إلتفت له وقابلت نظراته المتسائله بصمت وهي فاهمه تلميحه وعارفه إنه ساكت بسبب وعده لها وأخوها مايستاهل منها ذا الغموض وبإبتسامه/ اسأل ياعبادي قبل مايطق لك عرق .
إتعدل في جلسته بسرعه وكإنه ماصدق وبثقه/أنتي تقصدي صاحب الشال برسمتك ذي صح!
ردت بتنهيده/واضحه لذي الدرجه!
إنصدم بتنهيدتها القويه وبتردد/أنتي تحبيه!!!
أتوسعت عيونها وطالعته بصدمه/أحبه!! أحب--
ماقدرت تكمل كلمتها وإنفجرت في ضحكه عاليه من قلبها لين نزلت دموعها وعبدالرحمن يطالعها براحه " الحمدلله مدام ضحكت يعني كلامي مو في محله وصدمها"
راقبها بصمت لين قدرت تتمالك نفسها وتوقف ضحك وراحت غسلت وجهها ورجعت وصوت غناها سابقها/حب أيه اللي أنتا قي تئول عليه أنتا عارف ابلا معنى الحب أيه .. حب أيه أيه أيه.. حب أيه أيه أيه.. حب أيه اللي أنتا قي تئول عليه.
سحبها وجلسها جنبه بنفاذ صبر/ ذحين وقت ظرافتك وخفة دمك يام كلثوم.
رجعت تضحك من جديد وبعدم تصديق/أنتا كمان مو سامع نفسك بذمتك ذا كلام !
رد بحده/كيف تبغيني أفكر ! أنتي موشايفه نفسك كيف بتتصرفي! شاله معك زي ظلك وكلامك الغريب عنه قبل وذحين رسمتك هذي.
ردت بإستغراب/وأنا علشان كلمتك عنه وجبت سيرته خلاص معناته حبيته! أنتا أساساً كيف قدرت تنطقها بذي الإريحيه الغريبه! أنا موقادره أصدق إن ذي الكلمه طلعت منك أنتا بالذات!
رد بضيق/ والله أختي وأبغى أطمن عليها والحب مو بيدك ولا عيب دامه بأدب ومافيه شي يغضب الله .
سكت للحظات وتابع بغيره/بعدين هذا مو أي واحد ذا صاحب الشال اللي ماترضي عليه.
وقفت ومشيت في الصاله بصمت وهي تفكر لفتره قبل ماتأخذ نفس عميق وتلتفت له بهدوء/وقت ماحصل الحادث صحيت ولقيت خالد وندى مغمى عليهم حاولت أصحيهم وناديتهم بس هما ماسمعوني ،خالد كان جنبي ويده باين إنها مكسوره وندى ماكنت قادره أشوفها ولا أوصلها وراء لإني كنت محشوره في السياره.. الكبوت كان مغروز في رجولي ومقيد حركتي وأنا كنت مشوشه ودايخه وبنزف وكتفي مخلوع والوجع اللي حسيته كان مو طبيعي وماأدري كم مره أغمى عليا ولا أدري كم مر عليا وأنا في ذيك الحاله..
سكتت للحظات وهي تتأمل ملامح أخوها الشاحبه كانت ذي أول مره تتكلم معاه عن الحادث وكانت ناويه تحتفظ بتفاصيله لنفسها للأبد لكن حالته وشكوكه وتحليله الغلط ماترك لها حل ثاني غير إنها تصارحه لكن مع تعديل وإخفاء شوية تفاصيل، أخذت نفس وتابعت/لما صحيت لقيت أثنين رجال بيحاولوا يساعدونا طلعوا خالد وندى وإتصلوا عالإسعاف والدفاع المدني.. واحد منهم حاول يساعدني بس أنا وقتها كنت كاشفه وحالتي حاله وماخليته يقرب مني و--
قاطعها عبدالرحمن بقهر/أنتي غبيه ماتعرفي إن الضرورات تبيح المحظورات .
ردت بهدوء/هوا كمان قلي نفس كلامك بس أنا أصريت وأترجيته علشان يروح.. كنت خايفه الله يأخذ أمانته وأنا بذاك المنظر.. عارف أيش سوا؟
هز رأسه بنفي وتابعت/ أعطاني شاله وقلي أتغطى فيه وبعدها حاول يساعدني هوا وصاحبه بس ماكان بيدهم شي وأضطروا يستنوا الدفاع المدني.. بس صاحب الشال ماسابني رجع كتفي مكانه وعالج رأسي .. مسك يدي وقلي أوثق فيه ووعدني إنه مارح يسيبني ولما فقت في المستشفى لقيت شاله معايا وإستغربت كيف ظل معايا كل ذا الوقت..
طالعت فيه بشرود / صاحب الشال وفى بوعده وماإتخلى عني وظل معايا عن جد.. صوفي قالت إني لما طلعت من العنايه المركزه وإستلمت حالتي جاها واحد وأعطاها فلوس علشان تهتم بغطايا وتخلي الشال على رأسي دايماً ولما سألت الممرضه اللي كانت مسئوله عني قبلها قالت لها نفس الكلام وفي الأخير إكتشفت إنه دفع لي مصاريف المستشفى من أول العمليه لأخر يوم خرجت فيه معاك.. قلي ياعبادي لو واحد عمل معاك ذا الشي وأنت مابينك وبينه معرفه كيف يمكن تفكر فيه أو تتعامل معاه!
وقف وصار يمشي في الغرفه وهو يحاول يستوعب كلامها وفي داخله" أنا أشهد إنه رجال من ظهر رجال" وبتفكير/ماعرفتي أسمه !شغله! أي شي يوصلنا له!
ردت بهدوء/ كل اللي قاله ليا إنه دكتور وأنا في المستشفى حاولت اسأل وأعرف شي عنه من الحسابات بس ماوصلت لشي وذحين خلاص ماعاد يهمني.
عقد حواجبه بإستغراب/ليه ماعاد يهمك!
ردت بإبتسامه/اللي زيه بيعمل الخير ويرميه البحر بدون مايستنى شكر علشان كذا ماخلى وراه طرف خيط علشان أوصله وأنا خلاص سميته فارس.
رد بعدم إستيعاب /وبعد كل اللي سواه علشانك كيف ماحبيتيه! إذا أنا حبيته خلاص.
ردت بضحكه/ عبادي فين ! وديت أخويا فين! أنتا مين بالزبط!
جلس وبتفكير/أنا أتكلم من جد.. يعني أنا ذحين بس فهمت سبب تعلقك بالشال وكلامك ا---
قاطعته بهدوء/عبادي أنتا فاهم غلط.. مشاعري ناحيته ماتتعدى الإحترام والثقه والإعجاب وذا شي طبيعي بعد اللي عمله معايا لكن إنها توصل لحب وكلام فاضي فذا اللي مو طبيعي بالمره.
طالعها بإستغراب/وليه مو طبيعي! والحب أيش هو غير كل اللي قلتيه!
هزت رأسها بعدم تصديق/بعد كل اللي حكيتلك ياه عني وعن خالد جاي تقول حب ثاني!
رد بحده/وخالد حقك ذا يتقارن بيه أصلاً !
ردت بهدوء/ أكيد مافي مقارنه.. عبادي أنتا لسا مصدوم من اللي قلته ليك بس أفهمني فارس بالنسبه ليا خيال وحلم مو أكثر واللي بحسه ناحيته مو أكثر من إمتنان وإعجاب برجولته وأخلاقه وإنسانيته.. فارس بطل من أبطال الروايات ال--
رد بإبتسامه/أيوووه سميتيه فارس على أسم فارس الأندلس.
سرحت بخيالها في سلسلة
روايات فارس الأندلس اللي بتقرأها من صغرها واللي بتحكي عن الحقبة الزمنيه اللي تلت سقوط الأندلس وإحتلالها من قبل الأسبان وعن (فارس) الأمير الأندلسي اللي وهب نفسه للدفاع عنها بسيفه وجواده الأبيض وردت بإبتسامه/ وهو فارس بكل معنى الكلمه والفروسيه ماإنخلقت غير ليه، لكن عقدة البطل وحبي وتعلقي بيه ذي شيلها من رأسك بالمره لإني مابفكر فيه بذا الشكل.
سألها بإصرار/متأكده من كلامك ولا بتكذبي عليا وعلى نفسك!!
ردت بثقه /أنا خلاص بطلت أكذب على نفسي من زمان وعمري ماكنت صريحه معاك زي المره ذي وذحين بعد ماجاوبت على كل اللي كان شاغل بالك ياريت ماعاد تعلق أو تتسآل كل ماشفت الشال معايا وياريت نقفل السيره ذي نهائياً إتفقنا!
هز رأسه بموافقه وفي داخله" أنا بعرف بس الزفت اللي كنتي متزوجته أيش اللي سواه وخلاكي تكرهي الرجال كلهم وعقدك منهم" وقف وطالع ساعته وبهدوء/طيب أنا بروح أصلي وأنتي جهزي نفسك سلام.
ردت السلام وتبعته بنظراتها لين أختفى وزفرت بعمق وراحه وهي حاسه بحمل إنزاح عنها بعد ماأعترفت له بكل شي وخلصته من كل حيرته.
،
،