كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما أسفل من الكعبين من الازار في النار ) . متفق عليه
-----------
الورقة الستون
آقول أنا بس إستريح ماينفعك دور الجريح
عنتر زمانك مستوي مــرّه تحب مرّه تشيح
لاهي وعودك بإلتزام ولا أنتا بعد قد الكلام
ماعاد لك قدر ومقام بارد وأنا شوقي صريح
ياما على الزله سكـت وإنته مكانك ماحتركت
راجعت نفسي ثم ضحكت وش لي بحبّـك يامليح
مانته على حبي تروم وآنا من كبار القروم
ولاني على مثلك لزوم يامـدوّر الدرب المريح
لو كان ذا غير الزمان وما كان به غيرك حنان
مابيك دام الأصل بان الحر ماعمره يطيح
كم لي تمنّوا يوصلون والزين ما يأتي بهون
حنّا إذا نعـشـق نصون يا راعي القلب الشحيح
عشقي أنا عشق الشيوخ مافـيه معنى للرضوخ
ماعاش حـب بـلا شمـوخ هـذا هـو الحب الصحيح
لا لا تفكّر أو تقول ماني على وصلك ميـول
مـادام عندك ألف قول خلّك مكانك واستريح
جده،الحادية عشره مساءً
قفلت الجوال اللي رن وإتقلبت في السرير بكسل/الحمدلله الذي أحياناً بعدما أماتنا وإليه النشور.. .أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين
إلتفتت بإستغراب لجوالها اللي رن من جديد وسحبته علشان تقفله و--
عقدت حواجبها بعدم إستيعاب من الرقم اللي طلع عالشاشه!
كانت مفكره إن اللي قفلته هو المنبه اللي حاطته لقيام الليل و
أتوسعت عيونها بصدمه لما ركزت في الرقم
خالد!!
طار النوم من عيونها وخرجت من سريرها بقفزه سريعه وهي ترد بخوف/ عيالي فيهم شي!
ماسمعت غير صدى صوتها بيتردد بدون رد على سؤالها الي كررته وبرجفه/ألوو..خالد رد عليا.. ياسمين وقصي فيه--
قاطعها بسرعه/حبيبتي مافيهم شي لاتخافي.
ماركزت في كلمته وصرخت برجاء/ خالد لاتكذب
عليا وقولي إيشبهم.. تعبانين!! حصلهم شي! ف--
قاطعها بثقه/والله العظيم إنهم بخير ومافيهم شي
ورايحين في سابع نومه.
نزلت دموعها بغزاره وحست بقلبها رجع يدق من جديد وإنهارت عالأرض بعدم تصديق/ الحمدلله الحمدلله رب العالمين.
عدلت وضعيتها وصارت تتنفس بعمق وهي تمسح دموعها وتردد داخلها الحمدلله لين رجع تنفسها وسيطرت على أعصابها ورجفتها، طالعت في الجوال المرمي جنبها عالأرض وإتذكرت خالد!
مدام عيالها بخير أيش اللي خلاه يتصل لها قرب الفجر وبعد كل ذي بالفتره!
أخذت نفس عميق وزفرته بقوه ومسكت جوالها وشافت المكالمه مستمره وبهدوء/ عسى ماشر يابو قصي ليه متصل في ذا الوقت!
رد بلهفه/ أنتي بخير ماصار لك شي!
ردت بهدوء/الحمدلله خ--
قاطعها بعدم تصديق/بس صوتك مو عاجبني وتنفسك كان --
قاطعته بهدوء /حالتي الصحيه ماتعنيك وبيتهيألي أنتا ماأتصلت ذحين علشان تتطمن عليا فلو سمحت قول الكلمتين اللي متصل علشانها ولا بقفل.
رد بلهفه/بالعكس ياقلب--
قاطعته بأمر/أم قصي.. أنا بالنسبه ليك أم قصي وياسمين وبس وذا الشي الوحيد اللي خلاني أرد عليك فلاتنسى ذا الشي.
رد بإرتباك/طيب أنا أسف بس ممكن تهدي وتعطيني فرصه أتكلم وأقول اللي عندي!
سمعته بيأخذ نفس عميق قبل مايكلمها بتوتر/شوفي يابنت الناس أنا حالة التشتت اللي أحنا فيها مو عاجبتني! كل واحد مننا في جهه والأولاد ماهم مستقرين وكل شويه مسافرين بينا
ظل يتكلم عن الأولاد وحالتهم ونفسيتهم وهي معقده حواجبها بإستغراب من مقدمته الطويله والغريبه وهو يتلعثم بين كل كلمه والثانيه بطريقه ماريحتها وقررت تنهي المكالمه وبحزم/إذا أنتا حاب توصلي معلومه عن الأولاد فتراك ضيعتني بلفك ودورانك ذا، أختصر الطريق عليك وعليا وهات من الآخر.
رد بتوتر/أنا قاعد أشرحلك من ساعه ولذحين مافهمتي شي!
ردت بهدوء/أنا معاك إن نفسيتهم متغيره من فتره وخاصة قصي بس أنتا لذحين ماقلت شي مفيد ولا ينفهم وماني شايفه أي علاقه بين حالتهم وبين اللي أنتا بتحاول توصله ليا علشان كذا أنا بفضل إنك تقفل وتجلس مع نفسك وتراجع أفكارك أين كانت وإذا فهمت منها شي ماله داعي تتصل ويكفي ترسلي رساله تشرح فيها كل شي السلام ع--
أبغى أرجعك لذمتي
قاطعها بذي الجمله وخلاها تفقد تركيزها للحظات وهو يتابع بتوتر/جوري أنا عارف إني غلطت في حقك كثير وصدقيني أنا عرفت غلطي وندمت عليه بدل المره مليون مره ومن وقتها وحياتي مقلوبه لاليلي ليل ولانهاري نهار!
البيت بدونك ماله طعم ومايسوى شي!
جوري أنا مانسيتك ولا لحظه وصورتك دايماً في بالي أنا ليالي كثيره بنام في غرفتنا وعلى سريرنا وبستخدم عطرك علشان أحس إنك معايا و--
ماسمعت باقي كلامه وهو يوصف ويشرح وحست بصداع مفاجئ وغثيان من الصوره اللي إتخيلتها وبعدت الجوال عن إذنها لفتره وهي تحاول تتناسى اللي سمعته، رشت عطر على وجهها وإتنفست بعمق قبل ماتمسك جوالها وتسمع كلامه المستمر وتقاطعه ببرود/حابه أنبهك لكم حاجه أنتا ناسيها!
أولاً أنا اللي طلبت الطلاق وأصريت عليه لإني تعبت من التمثيليه اللي كنا عايشينها وماعندي أي نيه للرجوع ليها من جديد.
ثانياً أنتا مطلقني طلاق بائن لارجعة فيه وذا فضل من الله عليا علشان حتى لو لاقدر الله وإنضربت في عقلي وفكرت أرجعلك لأي سبب كان فالحمدلله ذا الشي هيكون مستحيل فأعفيني من هر---
محلل!!
قاطعها بذي الكلمه وتابع بإندفاع/أنا فكرت ولقيت إن ذي هيا الطريقه الوحيده اللي هتخلينا نرجع لبعض! تتزوجي ليوم واحد بس وتتطلقي وبمجرد ماتطلعي من العده هرجعك ونرجع زي ماكنا بس ذي المره أوعدك إني رح أحافظ عليكي و---
قاطعته بعد إستيعاب/محلل!!
محلل!!
فاجأتها ضحكتها المعتاده اللي بتسيطر عليها لفتره لين تستوعب اللي بتسمعه قبل ماتتابع بتفكير/المره اللي فاتت أتخليت عني وأنا بين الحياة والموت وتركتني للغرب يستروني وذحين هترميني لرجال غريب علشان يرجعني ليك! منتا ملاحظ إنك بتكرر نفسك بشكل بايخ و --
قاطعها بعصبيه/ أنا ماأتخليت عنك أنا كنت مصدوم ومو مستوعب ولاتنسي إن يدي كانت مكسوره وأنتي حالتك كانت صعبه وماكنت أقدر أساعدك بشي.
ردت ببرود/إذا كان المبرر التافه ذا بيخليك تنام مرتاح أخر الليل فماعندي أي مشكله و----
قاطعها بنفس العصبيه/خلينا في المهم .. أنتي هتتزوجي مازن وبيتهيألي ذا ماينقال عنه غريب.
أخترق الأسم عقلها زي الرصاصه وخلاها تجمد مكانها بصدمه وخالد يتابع كلامه بشرح/مازن هوا الوحيد اللي هكون واثق فيه .. هوا الوحيد اللي هكون مطمن وأنتي معاه .. مازن هوا آخر رجال ممكن يطمع فيكي ويفكر إنه يلمسك و---
قاطعته بصراخ/بس ياحيوان بس..
رد بإصرار/مازن هوا الوحيد اللي هيقدر يساعدنا والوحيد اللي هيطلقك ثاني يوم ---
حست بألم في صدرها وضغطت عليه بقوه وماعاد سمعت شي غير دقات قلبها الي صمت أذنها وشوشتها
مازن!!
مازن!!
يبغاها تتزوج مازن!!
نزلت دموعها وصرخت بقهر/ أنتا أيه! مخلوق من أيه! ذا اللي شايله بين ضلوعك قلب ولاحجر!
رد بتوتر/ أفهميني ياعمر---
قاطعته بصراخ/أنطم مابغى أسمع صوتك.. أنتا واحد مريض ومقرف..
خالد بشرح /ذي مجرد شكليات علشان ترجعيلي يعني موزواج زواج--
قاطعته بغضب/ يعني هنكذب على ربنا..
دارت في الغرفه وتابعت بعدم تصديق/أنا بس بعرف في أيش ضريتك! في أيش أذيتك علشان تعاملني بذا الشكل! ليه مصر تخرب حياتي وتشوه كل شي حلو فيها ليه! ليه مصر تخليني أكرهك رغم إني بمنع نفسي من ذا الشي بكل قوتي.
رد بلهفه/لإنك تحبيني بس تكابري و
صرخت برفض/الللي بينا عمره ماكان حب ولاحتى شبهه ذا كان وهم.. كذبه.. أخترعناها علشان نعيش والسلام..
أحبك! أنا أحبك! ليه وبأمارة أيه!
رد بثقه/لو ماكنتي تحبيني ماسامحتيني عاللي عملته معاكي زمان ولاكنتي أستنيتي معايا بعد زواجي بندى.. جوري أنا أتزوجتك وأنتي لساتك بزره وكبرنا مع بعض.. جوري أنا خالد.. خالد حبيبك وزوجك والرجال الوحيد اللي عرفتيه في حياتك .. لاتكابري وأفتكري أيامنا وحبنا اللي خلانا نستمر مع بعض لذحين رغم كل شي وساعتها هتتأكدي من كلامي وهتعرفي إن حبنا مو وهم ولاكذبه.
هزت رأسها بعدم تصديق من اللي قاله وبجديه /أنا كنت مفكره إني الوحيده اللي اتأثرت سلباً بزواجنا اللي طال ومسخ بس طلعت غلطانه.. أنتا اللي حالتك مستعصيه وميؤس منها! خالد أنتا لازمك دكتور وبأسرع وقت قبل مايجرالك شي.
رد بإنتصار/كيف ماتحبيني وأنتي خايفه عليا كذا و--
قاطعته بقوه/خوفي وإهتمامي مو أكثر من خوف وإهتمام طبيعي بإنسان كنت مرتبطه بيه لسنين .. إنسان كان زوجي ولازال أبو أولادي ولا متخيل إنه لمجرد إنفصالنا خلاص أنا هتمنالك الأسوء..
رد بإصرار/مهما قلتي أنا عارف إنك تحبيني زي ماأحبك بس زعلانه مني وتبغي تعاقبيني وأنا بقلك خلاص أنا أتعاقبت بمافيه الكفايه وعرفت غلطي وإذا وافقتي تتزوجي مازن وترجعيلي رح تشوفي بنفسك أنا كيف هعوضك عن كل شي و
قاطعته بصراخ/ياخي أنتا شارب شي وجاي تطلعه عليا!
مازن مين اللي أتزوجه!
مازن اللي ياما سهرت عليه في مرضه!
مازن اللي ذاكرتله دروسه!
مازن اللي ربيته وكبرته!
وأخترتله عروسته!
مازن ذا أبني! أخويا... تفهم أيش يعني؟
سكتت للحظات وهي تسحب أنفاسها بصعوبه قبل ماتتابع بمراره/لا طبعاً وهتفهم كيف!
إذا مافهمت أيش يعني زوجه وعرض وشرف وسبتني مرميه في الخلاء وسط الرجال هتفهم أيش يعني أبن وأخ!
خالد برجاء/حبيبت---
قاطعته بصراخ/أنا مو حبيبتك ولاكنت في يوم وأنتا أساساً مو رجال ومايشرفني إن أسمي يرتبط بيك بأي شكل من الأشكال
خلصت كلامها ورمت جوالها عالجدار بكل قوتها و ---
أيش اللي سواه وزعلك منه لذي الدرجه!
إنتشلها صوت عبدالرحمن من ذكرياتها الموجعه وطالعته بشرود/مين؟
رد بنفاذ صبر/مازن اللي صار له أسبوعين من يوم رجع وهو يبغى يسلم عليكي وأنتي تتهربي منه! مازن اللي كنتي منتظره رجعته على أحر من الجمر !! مازن اللي كل ماسألتك عنه تسرحي وتنسيني.
هزت رأسها بنفي/من قال إني بتهرب منا كلمته وأتحمدت له بالسلامه وكذا مره كلمته بعدها بس أنتا عارف الكافيه وحوستي فيه و--
قاطعها بهدوء/الكافيه مو أهم من مازن فدوري عذر غيره..
أخذت نفس وردت بإبتسامه/ دامك عارف إنه يهمني لذي الدرجه فأكيد عارف إنه مستحيل يسوي شي يزعلني منه.
عقد إيديه على صدره وبإصرار/طيب أيش اللي حصل بينكم ومنتي راضيه تقوليه.. لاتنسي إنك وعدتيني.
وقفت وواجهته بهدوء/وأنا عند وعدي وماسويت شي.. لا مشاكل.. ولاتهور.. ولاشغل روايات.
حاوط وجهها بكفوفه وبإمر/عيني في عينك.
إبتسمت وبحلقت عيونها وطالعته بثقه/هه إرتحت!
اتأملها للحظات قبل مايعجن وجهها وشعرها بنذاله/بتنوميني مغناطيسياً بعيون البسه هذي و--
صرخ ودفها لما عضته فجأه وبألم/يابنت اللذينا كم مره قلتلك بطلي العض..عاد آخر وحده معلمه في كتفي
تفت أكثر من مره وهي تسحب خصل شعرها من فمها وتمسح وجهها بقرف/وأنا كم مره قلتلك تبطل سماجتك ذي وتسيب شعري في حاله.
رد بإستفزاز/ مدام طولتيه كذا خلاص خلينا نلعب فيه و .
قاطعته بهدوء /ذا سلاح مو لعبه تتسلى بيها.
ماصدق اللي سمعه منها ورد بضحكه /أحلى يا سلاح وصرتي تعرفي لحركات الحريم و---
وقف ضحك لما أنتبه لبرودها المفاجئ وسألها بتردد/ماقصدك حركات حريم!
زحف الدم لخدودها وردت بغموض ساخر/أكيد مو النوع اللي عودتك عليه غنى.. تصبح على خير.
حاول يفهم معنى كلامها وتبعها بنظراته المحتاره لين أختفت ولمايأس أتصل بغنى علشان يسألها أيش تقصد أخته بكلامها الغريب.
،
،
،
،
،
،
الرياض، الرابعه صباحاً
مشي جنب الأدهم وبقهر / خنتها ! نسيت إنها أستئمنتني على نفسها وخنت ثقتها! أستغليت ضعفها وعجزها وماخفت الله فيها!
سكت للحظات وهو يتذكر اللي صار وتابع بندم/بس يشهد علي الله إني ماكنت متعمد هالشي.. أنا كنت بس بشوفها وأتطمن عليها وقلتلها تغطيها زين.. بس هي اللي..وأنا ماكنت في وعيي ولاكنت أدري باللي أسويه..
إتذكر كيف رجع لعقله أخيراً وتركها وهو بيستعيذ بالله وكله ندم على ضعفه وإستسلامه لرغبته اللي كانت أقوى منه..
بس وش كان بيده وهي متمسكه فيه بذيك الطريقه!
وش كان بيده وهو أخيراً شافها عن جد!
بعد ما وصل لحافة الجنون بسبب طيفها اللي بيحاصره في أحلامه كل ليله.
فجأه صارت حقيقه وواقع قدامه !
بعد ماكان قلبه هينفجر من خوفه وغضبه وقلقه كل ماسمع صوت بكاها وصراخها وهو واقف على باب جناحها في المستشفى بعجز وقلة حيله..
فجأه لقيها بتبكي وتصرخ على صدره!
بعد ماكان أقصى طموحه طول اليوم هو إنه يلمحها بس بعيونه..
فجأه لقيها بين إيديه بكل ما للكلمه من معنى !
إتجسدت بين إيديه بكل تفاصيلها!
إرتباك!!
توتر!!
إختناق!!
كل ذي المشاعر عصفت داخله من قربها المتعب المريح وماقدر يقاوم رغبته في إنه يضمها لصدره ولو للحظات..
كان مسلوب الإراده !
منوم مغناطيسياً!
مسحور!!!
غمض عيونه لما وصل لذي النقطه وحاول يهدي دقات قلبه اللي بتقرع مثل الطبول وإنفاسه اللي إتسارعت وهو بيحس بحرارة إنفاسها وبيسمع همسها الباكي من جديد وكإنها حقيقه!
هز رأسه بعنف علشان يتخلص منها وأخذ نفس عميق وثاني وثالث وخمسين لين سيطر على نفسه وأرتمى على الأرض بتعب.. عقد إيديه تحت رأسه وطالع السماء بشرود وهو يفكر في اللي صار من زاوية مختلفه!
لولا هالموقف كان للحين على عماه ومكابرته وماكان رح يعرف الحقيقه أبداً..
طول الفتره اللي فاتت كان مقتنع إن إنشغاله وتفكيره الدايم فيها كان بسبب الذنب اللي كان حاس فيه ناحيتها ومخليها حاضره ليل نهار في خياله، وبعد ماسامحته ظن إنه خلاص رح يتخلص منها للأبد لكن ذا الشيئ ماصار!
صار يسأل نفسه بإستمرار ليه مانساها وأتخلص منها مدام سامحته وقبلت أسفه!
المفروض إن ذنبه زال وماعاد في أي مبرر لوجودها في حياته أكثر من كذا فليه لازالت للأن محتله تفكيره ليه!
أكثر من مره حاول يلقى جواب لسؤاله وفي كل مره يجن ويحتار أكثر!
لكن..
في اللحظه اللي ضعف فيها وأستسلم لرغبته وضمها لصدره في المستشفى عرف!
في اللحظه ذي بالذات لقي جواب لسؤاله اللي حيره من يوم ماعرفها!
في اللحظه ذي إكتشف سبب تشتته في النهار وأرقه طول الليل!
إكتشف السر وراء غضبه..توتره.. إهتمامه كل ماأنذكر أسمها قدامه صدفه!
إكتشف إنه كان جبان!
خايف!
كئيب!
حاس بالذنب!
متشائم
قلبه مات والبرود أحتله لسنين طويله!
علشان كذا كرهها!!
أيه كرهها!
كرهها من أول مره سمع صوتها فيه لما إتصلت تبلغه عن أبوه اللي طاح..
كرهها لما ردت عليه بإحتقار ورفضت تنصاع لأوامره.
كرهها لما وعد أبوه إنه يتركها في حالها ومايتحرى عنها وينساها..
كرهها لما إتحدته وإتجاهلت إتصالاته لأسبوع كامل..
ولما عرف إن اللي ساعدت أبوه وأنقذته من الموت هي نفسها اللي ساعدها هو في الحادث كرهها أكثر..
كره لامبالاتها برد زوجها اللي أتخلى عنها وقت حاجتها..
كره عزة نفسها وهي تقله إنها تفضل الموت ولا إنه يساعدها..
كره ثقتها بنفسها وهي تواجهه بحقيقته بكل برودة أعصاب..
كره شجاعتها اللي خلتها تقتل الذيب بدون مايرف لها جفن وتنقذ جده وأبوه من الموت للمره الثانيه..
كره شخصيتها المحبه والحنونه والكريمه اللي علقت أولاده وأهله فيها وخلاها جزء من حياتهم وحياته..
وكره فكرة إنه صار مديون لها بأكثر من جميل بدون مايملك القدره على رد أي شيئ لها..
وكل ماكان يسمع عنها أكثر كل ماكان يكرهها أكثر وأكثر!!!
كرهها لإنه كان يدري إنها أقوى منه بمليون مره!
كرهها لإنها رغم كل اللي صادفها عمرها ماأنكسرت وأعلنت إنهزامها !
كرهها لإنها كل ماكانت تضعف وتطيح كانت تتحدى كل شيئ وترجع توقف بقوه وثبات أكبر من قبل !
بيننا هو أستسلم ورفع الراية البيضاء من أول معركه ليه!
إستسلم للحزن وترك نفسه فريسه للألم واليأس!
أتخلى عن مسؤولياته كأب وأبن وأخ وأعتزل الناس والدنيا لمجرد إنه فقد إنسانه حبها!
كرهها لإنها حسسته بأنانيته وعجزه وضعفه وإستسلامه!
كرهها لإنها كانت عكسه في كل شيئ..
كانت قويه..
شجاعه..
مرحه..
واثقه..
متفائله..
قلبها ينبض بحب ودفا لكل اللي حولها..
كرهها وكرهها وكرهها لدرجه ماكان متخيل إنه يقدر يكره فيها إنسان.
لكن في اللحظة اللي زرعت فيها نفسها في صدره بالقوه وإتمسكت فيه بإصرار..
في اللحظة اللي فيها مسح دموعها وهي نايمه على صدره ومتعلقه فيه مثل الطفله..
في اللحظه اللي بعدها فيها عن حضنه ورجعها لسريرها وهو ندمان..
في اللحظه اللي ودعها فيها وخرج وهو كاره إن يتركها..
!!!!إبتسم
إبتسم بعدم إستيعاب لما أخيراً إكتشف إنه..
حبها!!!!
حبها من البدايه!!
من أول مره إتحدته فيها وقفلت الخط في وجهه أقتحمت عالمه البارد وقلبته رأساً على عقب!!
من أول مره سمع صوتها أحتلت لاوعيه وشغلت أفكاره !!
هزت كيانه وصحته من سباته الطويل !!
حركت مشاعره وبدأ الجليد يذوب عن قلبه مره بعد مره لحد مارجع ينبض من جديد!
لكن ماكان عنده الشجاعه الكافيه علشان يعترف بهالشيئ!!
كان يراوغ نفسه ويتجاهل دقات قلبه اللي بتزيد وتتسارع كل ماإنذكر أسمها!
كان ينفعل كل ماإنتبه لإنحباس أنفاسه المفاجئ أو لمح طيف إبتسامه بيلوح على شفايفه كل مافكر فيها أو مرت في باله!
لكن لما ضمها لصدره إكتشف فجأه إن كل الأشياء اللي كرهها بسببها هي نفسها الأشياء اللي علقته فيها.. وحبها بسببها!!!
أحبها..
أحبها..
كررها بهمس مره وأثنين وعشره وكإنه بيختبر وقع الكلمه على مسامعه.
وحس بإن الصحراء والدنيا بكبرها مو واسعته و وبقلبه هينفجر من المشاعر اللي إتزاحمت داخله ورنت ضحكته فجأه وأخترقت سكون الليل وهي تعلى وتعلى وخالطها صهيل الأدهم اللي كإنه حس فيه وحب يشاركه لحظات السعادة والحب.
،
،
|