جده، الخامسه والنصف مساء
دق الباب بإزعاج متعمد وبصراخ/جوريييييي خلصيني وجيبي القميص.
سمع ضحكة ياسمين وراه وألتفتت لها بضيق/إن شاء الله مبسوطه.
هزت رأسها بموافقه وبضحكه/كل ماأفتكر شكلك ووجهك كله طين.. ههههههههههه.. الحمدلله إن قصي صورك.
صرخ بحقد/قصي صورني!! ياويله مني ال---
قطع كلامه لما لقى قميصه في وجهه شاله بسرعه وطالع في جوري اللي واقفه عند الباب بعد ماتروشت وغيرت ملابسها وتطالعه بلامبالاة /وذا قميصك اللي طفشت أهلي بيه.
طالع فيها بحده/ أنا اتروشت في عشر دقايق وأنتي ساعه تتروشي!!! أيش لصقتي في الصابون ولا أنحشرتي في فتحة تصريف المويا!
ردت بغيض/تستظرف أنتا ووجهك! اصلاً كله منك يا سخيف.
عقد حواجبه بعدم تصديق/فوق ماخليتني أرجع اتروش واغير ملابسي واخرتيني عن شغلي بهبالتك وجنانك وفي الأخير ياريت القميص مكوي وكمان انا اللي أستظرف!!
رمى قميصه في وجهها بأمر/بسرعه خمس دقايق لو مالقيته في غرفتي مكوي وناشف ومافيه نقطة مويا ياويلك مني.
بعدته عن وجهها بعيونها وكرمشته بين أيديها بسخريه /أيش رأيك ياسي السيد أعطره وأبخره بالمره ولا يمكن ماعندك وقت.
أتذكر إهتمامها ورعايتها له وكإنه أصغر عيالها وكيف بتهتم بملابسه وتعطرها وتبخرها وماقدر يخفي إبتسامته العريضه /لا حبيبتي المره ذي سماح بس لاتولفي وتأخذيها حلا.
أعطته ظهرها علشان لايشوف كيف إبتسمت بمجرد مارد عليها بحنان،وتابعت دور الزعلانه وببرود/طيب سيبك من الهرج الفاضي ترى اتأخرت.
هز رأسه بنفاذ صبر من عنادها وبنفس برودها/على يدك يختي تبغى شغلك أكوي القميص وخارجينا.
حقدت عليه من جد والتفتت بحده/فوق ماعدمتني بالطين وماأهتميت بعيوني اللي لسا في فترة نقاهه عاد ليك عين تلوي ذراعي وتتأمر!! بعدين كل ملابسك مكويه في دولابك ماحبكت على ذا.
حط أصبعه على جانب رأسه وبتحدي/حر.. كيفي ومزاجي اليوم ألبس ذا القميص وماهلبس غيره.. وترى غثيتي أهلنا عيوني وعيوني أنتي وعيونك اللي تقول فنجاجين قهوه.
إبتسمت بإستفزاز وسبلت بعيونها/صلي عالنبي وأذكر الله.. عارفه إنك قهران علشان عيوني أحلى من عيونك، يلا كفايه عليك اللون وخليك قنوع.
رد بغيض/لا إله إلا الله وعليك الصلاة والسلام يانبي الله محمد،طابت نفسك ذحين..انقلعي أكوي القميص.
أخذت ياسمين القميص من امها وبضحكه ما قدرت تمسكها/بطلوا بزرنه خلاص أنا بكويه..
التفتوا لها أثنينهم وصاحوا فيها بحده/مالك دخل.
قصي كان يصورهم بإنبساط وبضحكه /ياليل عليكم.. اتخاصموا زي الناس ولا فكونا من قروشتكم ذي.
جوري بلوم/خليك محضر خير.
سحب عبدالرحمن القميص من ياسمين ورجع رماه في وجه جوري اللي بعدت بسرعه وطاح وراها وبأمر/اللي وسخه يغسله ويكويه غصباً عنه.
قربت منه وأتخصرت قدامه بتحدي/ ماهكويه لو أنطبقت السماء عالأرض فاهم.. وسختك ووسختني وحده بوحده، وأحمد ربك إني اتنازلت وغسلته بسرعه قبل الطين ماينشف ويبقعه.
نزل إيديها من خصرها وبحده/أوقفي سوا لاأعدلك ياقرده.
رجعت أيديها على خصرها بعناد ونفخت بقوه في غرتها اللي طاحت على وجهها وطالعت فيه بتحدي وقهر من اللي سواه فيها
.. كانت تسقي الزرع بشرود وبالها مع خوله وأمها لما صرخ في إذنها وخلاها تنط من مكانها وترشه باللي حق المويا بدون ماتنتبه وهو ماصدق قام أخذه منها وبللها وسط صراخها وهي تتوعده وفي ثواني كانت بترمي عليه كتل طين من الأرض اللي دوبها سقتها لين اتلطخ وجهه وملابسه واللي كان دوبه لابسها للعمل ، كانت اللعبه وقتها تحمس وتضحك خاصة مع نظراته المصدومه وهو يحاول يتفادى الطين اللي أصابه بكل دقه وسط ضحكها مع ياسمين وقصي، بس لما مسكها وانقلبت الأدوار وبدل ماكانت ترميه بالطين صارت هي الهدف حست إن اللعبه صارت بايخه ودمها ثقيل ومالها داعي خاصةً لما دفن وجهها وشعرها في الطين وهي تترجاه بصراخ (شعري لا.. عيوني لا) وماسابها غير وهو ميت ضحك بعد ماتأكد من إن الطين غطاها بالمره، وبعدها شالها وهي تسب فيه ورماها في البانيو كإنها خيشة رز وظلت لساعه كامله تحت الدش تغسل وتمشط شعرها لين نظف .ورجع يلمع من جديد
ركزت معاه لما مد أيديه لغرتها ونعكشها بإستفزاز/وغثيتيني بشعرك ذا كمان وشكلي بنتفلك ياه بمكينة الحلاقه حقي..
كانت تدري إنها بيستفزها ومسكت نفسها لاتضحك ودفته بقوه ومسكت شعرها ودورته في الهواء بيدها بسخريه/لا بالله، ومين اللي زعل وجلس مبرطم أسبوع وماكلمني غير بالقطاره لما قصيته ذيك المره..
كملت وهي تغني بإبتسامه/وإن كنت ناسي أفكرك.
مسكها بسرعه ولوا يدها وراء ظهرها ودفها قدامه على غرفتها وسط ضحك ياسمين وقصي وإحتجاجها/عبادي ترى ذا مو أسلوب نقاش حضاري خاصة قدام أطفال في عمر الزهور.. عيب عليك تراك قدوه.
رد بإبتسامه/ أي زهور يمه وقدهم بطولي وبعدا ولا يهمش لو فكروا يقلدوني مالهم غير اليسره(حزام البنطلون) وهاتهم ياجلد ولا ذمتي ماعاد تسمعي لهم حس.
ياسمين بضحكه/أيوه العرق اليمني أشتغل يعني شكلك ناوي لماما نيه سودا.
طالع فيها بنظره/ هو مانطفى علشان يشتغل، ولا علشان بتحاكى (بتكلم)زيكم تحسبيني نسيت أصلي.. هذا بس علشان أختصر على نفسي وماجلس أعيد وأزيد للي مابيفهم كلامي.
جوري بضيق/ممكن تعفيني أنتا وهيا من حصة اللغه وتفكني.. لاتخليني أمد يدي عليك قدامهم.
ضحك بنذاله لإنه عارف إنها ماتحب أحد يمسكها بذي الطريقه ويشل حركتها وباين إنها متوتره لكن مارح يمشي لها اللي سوته فيه بسهوله وبضحكه/لا بالله أشوف مدي يدك ووريني قوتك.. فاتكم ياعيال لما سافرنا آخر مره ، لو شفتوها وهي تتحاكى مع عمتي وأخوات غنى ولاكإنها جدتي مسعده الله يرحمها، قسم بالله كان يشتي لها تصوير لكن الوضع ماكانش يسمح.
قصي بإستغراب/جدتك مسعده مين؟
عبدالرحمن بضحكه/هذي وحده كانت ساكنه عندنا في الحاره وكلامها قروي من حق زمان وماكنا ندري مابتقول لدرجة إن أمك الخبلا ظنتها لغه أجنبيه وكانت تشتي تتعلمها.
شدت جوري على أسنانها وبتهديد/الله يرحمها وترى مو وقت ظرافتك ولا فصالحك تطلع الصنعانيه اللي جوتي ذحين و فكني أحسلك.
إبتسم ورد بأمر/ هيا ياملكة سبأ بسرعه شلي القميص وأكويه من سكات دام النفس عليش طيبه ماعاد إلا أنتي ياربع المتر تهدد ---
قطع جملته لما لقي نفسه طاير لثواني فوق كتفها قبل ماينبطح عالأرض بسرعه وقوه وسط شهقات ياسمين وقصي، طالع بعدم إستيعاب في جوري اللي منحنيه برأسها فوق رأسه بإبتسامه/الظاهر إنك فلت عقلك عند غنى قبل ماترجع وقدك فاقد لها قوي، ليش تباسل (تغامر)بنفسك وتداعيني بهذا اللقب وأنت داري إنه بيحمسني.
بعدت عنه بسرعه قبل مايوقف وجريت على حمام غرفتها ووقفت عند الباب وهي تطلع له لسانها وتضحك بإستمتاع/ أنا ما أهدد ياروحي أنا أنفذ على طول، هاا تكفيك هذي العينه؟ قوا (أرجوك) أتحاكى (اتكلم) ولا تخلي حاجه في نفسك.
طالع فيها وهو يفرك ظهره بإبتسامه/علمته الرمايه فلما أشتد ساعده رماني!! طيب ليش تهربي؟
رمت له بوسه في الهواء وبلكاعه/تلميذتك حبيبي،وذا مو هروب ذي سياسة دفاع عن رأسي لين القى ثغره للهجوم الجاي أنتا بس لاتستعجل على قضاك ..وبرضه مارح أكوي لك القميص وصرف نفسك.
صرخت بمرح وقفلت عليها باب الحمام أول ماجري عليها وردت من وراء الباب بضحكه / بعدين كم مره قلتك لاتحشني وتقول ربع متر.. هذا ومابينا غير خمسه سانتي، أيش حال لو كنت بطول علي الله يحفظه، كان ماتنازلت تكلمنا الحمدلله عالعافيه بس.
وقف لها عالباب وبنفاذ صبر/والله الخمسه سانتي هذي اللي مش عاجبتك تحلمي بها وماتلاقيها وبعدين هو علي حقك ذا يتصنف من البشر بجسمه ذاك..
شهقت بقوه/هييي عينك لاتصرع لي أخويا.
ضحك/ماشاء الله لاقوة إلا بالله ولا تخافي مابيقطع فيه، وبسرعه أخرجي وهتساهل معاكي ولا اخرجك أنا وساعتها ياويلك مني.
ردت بمرح/عبادي مالك ولعلي تلقاه ذحين جالس يكح من نقك وفارق من هنا ترى كلنا اتأخرنا على اشغالنا.. قال يخرجني ههههه أيش بتدخلي من تحت الباب ولا من خرم المفتاح
رمى قميصه لياسمين اللي راحت تكويه واتمدد على سريرها وعدل المخدات وراه وإبتسم/لا ذا وذاك، أنا ماورى أهلي حاجه اليوم وجالس لك وأبو فيصل لأبو الشغل وبشوف لمتى هتجلسي عندك..
ردت بضحكه/عبادي خليك أنتا الكبير والعاقل ولاتحط عقلك بعقل مجنونه وأطلع من غير مطرود من----
ماسمع باقي هبلها وضحكها اللي بين كل كلمه والثانيه وهو يشوف طرف الشال طالع من تحت مخدتها، سحبه ومسكه بين أيديه وطالع فيه بقهر ونفسه يقطعه ويرميه في الزباله لكن تعلق اخته فيه منعه وبهمس/ أنت أيش حكايتك ومن صاحبك! من وين أنحذفت علينا! هاا.. لاحقني في كل مكان ليه! متمسكه فيك لذي الدرجه ليه! صرت أقرب لها مني ليه.. ليه! ليه!
طالعه بحقد ورجع بذاكرته ليوم عمليتها ومرت تفاصيل ذاك اليوم في باله بكل وضوح وقهر وغيييييره
جلس معاها على حافة السرير وهي تتأمل الجهاز اللي جنبها بخوف وأيديها متمسكه في عبدالرحمن بقوه، ضغط عليها بحنان/ جوريتي لا تخافي إن شاء الله كلها عشر دقايق وكل شيئ ينتهي.
هزت رأسها بموافقه وبرجفه/خليك معايا وياويلك لو سبت يدي..
ضحك الدكتور على كلامها/ يابنت الحلال ترى الشغله مو مستاهله بمجرد مانحط لك القطره في عينك مارح تحسي غير بشوية ضغط خفيف من فتره للثانيه وكإنها وخزة أبره و---
غطت آذانها وقاطعته برجاء /بس ما أبغى أسمع شيئ لو سمحت.
ساعدتها الممرضه وعدلتها عالسرير وهي تتأفف من حركاتها اللي ظنتها دلع ومن عبدالرحمن اللي ماسك يدها ويتحايل عليها وكأنها طفله وبعد غلبه حطت لها القطره في عيونها وأول ماقرب الدكتور منها حس بنفسها يتسارع وبأيديها وهي تشد عليه بقوه إبتسم لها وجلس يكلمها ويشغلها علشان يعطي مجال للدكتور يثبت لها جهاز صغير يبعد جفونها عن بعض ويثبتها علشان ماعاد تتحرك وتقفل أثناء العمليه، بس بمجرد مالمحت الجهاز اللي قرب منها بدأ جسمها يتصلب وبدأت تشهق وتحرك أيديها بعنف وهي تحاول تبعدهم عنها وفي لحظات قلبت الدنيا فوق تحت وصار الدكتور والممرضه يطالعوها من بعيد وكإنها وحده مجنونه، طالع فيهم بحده خلتهم يخرصوا ويوفقوا همساتهم اللي كانت واصلته عنها وأعطاهم ظهره وضمها لصدره وهو يقرأ عليها ويكلمها بهدوء لين هديت شويه واتمالكت نفسها وبهمس متقطع/ خلاص مابا ..أسويها مابا طلعني.. من هنا.
جلسها وشربها مويا وبحنان/خلاص حبيبتي طيب مو لازم تسويها إذا ماتبغي.
هزت رأسها بموافقه وهو يعدل طرحتها على رأسها وبعد ماهديت وقفها علشان يمشوا، مسكت يده بتردد/بس أنا.. وعدت بتول و..لازم أسويها..
رد بحده/أنتي مو ملزومه بأحد.. بتسويها سويها علشانك ولنفسك مالك ومال الخلق.
ردت بإصرار/بس أنا وعدتها ووعد الحر دين، إذا أنا الكبيره.. خفت وإتراجعت عن عمليه تافه زي ذي أجل هيا معذوره لو إتراجعت عن عمليتها.
قاطعهم الدكتور بضيق/إذا حابين تأجلوا موعد العمليه ترى عادي، بس في ورايا مواعيد وياريت تقرروا بسرعه.
طالعت في عبدالرحمن بتوتر/لا بسويها ذحين صح عبادي ؟
رد بهدوء/إذا حابه نسويها وإذا متردده نأخذ موعد ثاني.
هزت رأسها بنفي /خليني أخلص وأرتاح مابرجع هنا مره ثانيه..
سكتت للحظات وتابعت/ عبادي اوقف مكانك لحظه وغطيني.
وقف بينها وبين الدكتور والممرضه وطالع فيها بإستغراب وهي تلف وتعطيه ظهرها وشكلها تعدل ملابسها وبرجاء/ دقيقه بس.
زفرت براحه والتفتت وطالعها بصدمه وهي لافه الشال أياه على رقبتها وبدأت تتنفس بعمق، سألها بقهر/أنتي كنت لابسه الشال تحت عبايتك في ذا الحر؟
أتمسكت بالشال وهمست/مو مهم الحر فداه، المهم إنه معايا.
وقف بجمود للحظات من اللي سمعه قبل ما يمسك يدها بهدوء وهي مغمضه عيونها، مشيت معاه للسرير ومددها وغطاها وهو ملاحظ رجفتها وتنفسها السريع وعرف إنها غمضت علشان لاتشوف الجهاز وبحنان/أهدي أنا جنبك لا تخافي.
الدكتور بهدوء/معليش بس ماينفع تكون جنبها أكثر من كذا..
شدت على يده بخوف وهي لازالت مغمضه وطالع عبدالرحمن في الدكتور بإعتذار/طيب بس بجلس لما تركب لها الجهاز وبعدها هبعد.. مستعده جوريتي؟
هزت رأسها بموافقه ورسمت إبتسامه مهزوزه على شفايفها قبل ما تهمس بالشهاده وتقرأ سورة (يس)، الدكتور برجاء/ممكن تسترخي شويه وتفتحي عيونك بس أثبت لك الجهاز.
أخذت نفس عميق وفتحت عيونها بتردد ونظراتها عالسقف، طالعها عبدالرحمن بصدمه لما سحبت يدها من يده واتمسكت في شالها بقوه، وبعدم تصديق/ماتبغي أمسك يدك؟
همست بشرود من بين أنفاسها المتلاحقه/أنتا أصلاً ..هتروح بعد شويه.. بس هوا معايا وماسك يدي.. هوا وعدني.. وماتخلى عني..
مرر يده في شعره بقهر من طلاسمها اللي حفظها من كثر ماسمعها وهي تهذي بها في نومها بعد مافاقت من غيبوبتها وفترة مرضها اللي فات، أخذ ركن وعيونه عليها وعلى شالها اللي كان مستعد يحلف إنها مو متمسكه فيه بأيديها بس إلا متمسكه فيه بكل حواسها.. كانت زي الغريق اللي متعلق بقشه.. وكان الشال هو القشه بالنسبه لها.
أستقام في وقفته بصدمه من حالتها اللي أستقرت وتنفسها اللي إنتظم بعد فتره وبدأ الدكتور يشوف شغله.. كل خوفها وتشنجها ورعبها اللي مرت فيه من شويه أختفى وكأنه لم يكن.. كأنه كان كابوس وصحيت منه بمجرد مااتذكرت إن شالها معاها!
صار متأكد إن وراء شالها ذا سر ومو أي سر..
كان واضح من طريقة كلامها الغريبه إنه ماهو شالها.. من اللي على طول معاها وماتخلى عنها.. ومن اللي بتتفداه قدامه بدون ماتنتبه! أكيد تقصد صاحب الشال.. وبكذا يكون رجع لنقطة البدايه..
من هو صاحب الشال؟
معقول يكون خالد !!
إستحاله!!
لايمكن يكون خالد.. الوقت اللي جمعه معاهم الأثنين لما كانت على ذمته عمره ماحس فيها إن بينهم ذا النوع من الثقه العمياء.. لا.. هو عمره ماحس بأي ثقه بينهم ومن أي نوع عالأقل من ناحيتها.
جلس وعقله يدور في متاهات مالها نهايه وهز رأسه بعدم إستيعاب.. إذا ماكان خالد صاحب الشال ولا هو ولا معاذ ولاعلي اللي ثقتها فيهم مالها حدود، طيب من صاحبه اللي أحتل كيانها وسيطر على تفكيرها!!
من اللي قدر يكسب ثقتها لدرجة إنها تأمنه على نفسها في لحظات ضعفها اللي بتتجنب فيها الكل وحتى هم!
صارت ثقتها في صاحب الشال أكبر من ثقتها فيه هو..تؤام روحها!!
وكان السؤال الأهم واللي شاغله ليل ونهار هو كيف وصلها وليه متعلقه فيه وكإنه أغلى وأهم شيئ في حياتها.
رجع من ذكرياته على صوت شهقه حاده وصوت خايف/فكه هيتقطع في يدك.
حاول يستجمع أفكاره وهو يشوفها جالسه قدامه عالأرض وبتحاول تخلص شالها من بين أصابعه اللي شاده عليه بقوه وهي تترجاه/عبادي فكه الله يحفظك.. أنا أسفه أنا قليلة أدب واستاهل تعاقبني بس مو كذا..فك الشال.. عبادي فكه هتقطعه.
كلامها عصبه زياده وخلاه يتمسك فيه بقوه أكبر وهو يتمنى لو ينقطع عن جد ويخلص منه وبغيره/ خلاص أصلاً انقطع .
كررت وراه بعدم إستيعاب/أنقطع!!الشال أنقطع!!!
قام من السرير ودفها من قدامه ببرود/أيه أنقطع وبرميه وبكره بشتري لك عشره بداله.
مدت أيديها وحاولت تسحب الشال منه وبرجفه / قلتلك أسفه .. وحقك عليا وراضيه باللي تحكم فيه بس هات شالي طلبتك.
شد على أسنانه بقهر وبغضب/أنتي غبيه!!قلتلك أنقطع وماعاد ينفع لشي، من اليوم مافي شال خلاص أنسيه..أنسيه..
أنفجرت فيه بصراخ/بس أنا مابا أنساه ومابا بداله أبا شالي.. ليه قطعته ليه.. جيب شالي..ما هسامحك ما هسامحك ابداً..
طالع فيها بصدمه وذهول من هيجانها المفاجئ..
كلامه لها كان في لحظة غضب وغيره من إعتذارها ومن نبرة صوتها اللي كلها رجاء وخوف.. جوري اللي عمرها ماأتراجعت في لعبهم ومهما كان حكمهم قاسي عليها كانت تنفذه من سكات .. جوري اللي ماتترجى ولاتستعطف أحد ولو فيها موتها اليوم أتراجعت واتأسفت وغلطت نفسها وأترجته بكل صدق وندم.. واللي قهره ورفع ضغطه أكثر إن كل ذا علشان الشال!!
كل ذا بسبب خوفها عالشال!!
هي حتى سلسلتها اللي أهداها ياه قبل سفرها وبعدها عنهم لأول مره واللي كانت أغلى شيئ عندها ومافارقت رقبتها طول السنين اللي فاتوا لما لاحظ إختفاءها وسألها عنها ردت بكل ببساطه (طاحت عليا بدون ماأنتبه) ورغم إنه كان واثق من إنها بتمثل قدامه علشان لا يزعل ولا يسألها عن شيئ ، إلا إن طريقتها البارده واللامباليه في ردها حزت في خاطره وحس وكإن اللي ضاع شيئ تافه وماله قيمه عندها.
وذحين علشان ذا الشال والكلمتين اللي قالها زعلت واتأثرت لذي الدرجه وماأهتمت تخفي إنفعالها وأحساسها كالمعتاد.
دخلت وياسمين وقصي بخوف من صوت صراخها/ماما أيشبك.. خالوا عبادي!!
نقلوا نظراتهم المصدومه بين خالهم وأمهم اللي هاجمه عليه وهو واقف بإستسلام للي تسويه ، أشر لهم يخرجوا من الغرفه قبل مايثبتها بيد وبتحاول يلف شالها على شعرها ورقبتها باليد الثانيه وبتوتر/جوريتي والله ما قطعته كنت أمزح.. أمزح شوفيه شالك هنا معاكي..شوفيه.. شالك هنا.
حس كإنه صب عليها مويا بارده كتمت صراخها وماعاد يسمع غير صوت شهقاتها وتنفسها الحاد وهي ترتجف بقوه وتتفقد شالها بخوف غريب، جلسها عالسرير ومسح دموعها بندم/أنا أسف سامحيني، مدري ليه قلت لك ذا الكلام السخيف.. خلاص ماعد أمزح معك بذي السماجه مره ثانيه.
لفت أيديها على كتوفها وضمت شالها بقوه وغمضت عيونها وهمست بألم/أطلع برا مابشوفك..
رد بعدم تصديق/جوريتي قلت لك أسف لا تم---
قطع كلامه لماوقفت بترنح ودخلت الحمام بدون ما تطالع فيه.. ظل مكانه وعيونه معلقه بصدمه في الباب اللي انقفل في وجهه وهو مو مصدق إنها فعلاً طردته وماتبغى تشوفه.
،
،
،
،
،
الرياض،الثامنه مساءً
طالعت في أمها بملل/مام بطلع أنام ومابي أحد يصحيني حتى لو القيامه قامت.
التفتت لها بهدوء/أذكري الله ياشذى وأي نوم الحين تو الناس.
ردت بسخريه/وأنا وراي شيئ غير النوم من يوم اللي صدر قرار حجزي.
إنتبهت لمها اللي تطالعها بأسف وبوقاحه/شعندك أنتي بعد تناظرين وكإني موب عاجبتك.
ردت بهدوء/ماظنيت إعجابي أو عدمه بيفرق معك.
أم سلطان بنفاذ صبر/يالله صبرني على مابليتني.. أنتي شفيكي طايحه مناقر مع كل واحد بهالبيت.. مو بكافي أبوك اللي مقاطعك ومايحكي معك.. متى بتعقلين حسبي الله عليكي من بين البنات.
وقفت بغضب/وأنتو خليتو فيا عقل، أكثر من أسبوعين وأنا محبوسه بالبيت لازيارات لصديقاتي ولا أسواق وهو حتى ماكلف على خاطره يقول وش مسويه علشان يعاقبني.. أصدر الأمر الملكي وطلع، وين حنا فيه وش هالظلم.
مها بحده/شذى أحترمي نفسك ولا تحكين عن أبوي بهالطريقه.
ردت بوقاحه/فكيني زين واللي يعافيكي، أبوي وأب---
شهقت من الكف اللي جاها وقطع كلامها طالعت في أمها بحقد/أنا تمدين ايدك علي..أنا ت--
قاطعتها بغضب/وأكسر رأسك ياقليلة الحيا، الظاهر ماعرفت أربيكي، شوفي وش سويتي وخلى أبوك يمنعك من الطلعه، أكيد مسوده الوجه وتستاهلين.
صرخت بحده/قلت لك ما سويت شيئ، شوفي من من بنات أعمامي دزت علي عنده والفت له
قصص وهو صدقها.
مها بنظره/اتأكدي لو وحده دازه عليكي عنده ماكنتي الحين بعدك واقفه على رجولك وأنتي فاهمتني زين.
طالعتها بكره قبل ماتخرج بسرعه، التفتت الأم لمها بشك/أختك وش مسويه يامها أنطقي، أنا ملاحظه إنكم ماعدتوا تقعدون سوا ولا تتكلمون مثل قبل.
إبتسمت بحسره/وشذى من متى يمه تتنازل وتقعد معنا مثل الخلق.
ردت بهدوء/صحيح إنك ماتتفقين وياها لكن كنتي دوم تحاولي تقربي منها، لكن من يوم رديتوا من جده آخر مره وحالكم موب عاجبني حتى بنات أعمامك معاملتهم ونظراتهم لها متغيره حيل عن قبل.
شتتت نظراتها بعيد عنها وهي تحاول تخترع لها قصه مقنعه، شلون تقلها عاللي سوته في جوري واللي كانت ناويه تسويه بعدها.. شلون تحكي لها عن فشيلتهم وإحراجهم قدام جوري اللي كرم أخلاقها معهم حسسهم بالخجل أكثر ماهم خجلانين من اللي سوته شذى فيها.
دخلت غرفتها وهي مهتاجه عالآخر وراحت المرايه وطالعت في خدها الأحمر بغضب/أنا شذى المنذر انضرب كف.. فوق حبستي هنا وإحراجي مع رقيقاتي كل يوم والثاني وأنا أتعذر لهم وألف لهم قصه عن رفضي لكل المناسبات والحفلات وآخرتها إنضرب بعد.
لبست عبايتها وشنطتها وجوالها الجديد اللي أشترته من جده بدل جوالها اللي طاح في المسبح بعد مواجتها المشؤمه مع جوري.
أتصلت وبعصبيه/وينك فيه....... مافيني شيئ بس هالشغاله الغبيه رفعت ضغطي........ إنزين أول ماأوصل رح أكلمك.
شيكت على مكياجها وشعرها للمره الأخيره وقفلت جناحها ونزلت تتسحب وخرجت من
الباب الخلفي، شافتها الشغاله بإستغراب/يبقى سي مدام.
مسكتها من يدها بقوه وبأمر/ماما بابا مها يسأل وين مدام شذى يقول سليب، أوكي..
دفتها بلامبالاة بعد ماهزت رأسها بموافقه ومشيت للبوابه وطلبت من الحارس يوقف لها ليموزين وراحت وهي تتوعد لأبوها وأمها بحقد/ تحلمون أتم محبوسه وغيري عايش حياته ومستانس ..
رجعت لجوالها وعملت عدة مكالمات لصديقاتها اللي سبق واتواعدت معاهم بعد ماقررت إنها رح تخرج كل يوم بدون علم أو أذن من أحد.. كانوا متفقين يروحوا الراشد يتسوقوا ويروحوا يتعشوا في أي مكان، وكانت مخططه تقفل جناحها بعد ماتوهم الكل بإنها نايمه وهي متأكده إنهم بيصدقوها خاصة وهي متعوده ماترد على أحد إذا قفلت على نفسها.
،
،
،