كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
عن أبي هريره ـ رضى الله عـنه ـ قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم
يقول الله تعالى :
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ؛ ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلى شبراً ، تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلى ذراعاً ؛ تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة)).
رواه البخاري وأخرجه مسلم.
---------------
الورقة الخامسة والأربعون
جده،العاشره ليلاً
طالع في الفلوس اللي داخل الظرف بإستغراب/حق أيش الفلوس ذي ياأمي.
ردت بهدوء/أبغاك تجيب برادة مويا وتحطها في الحاره صدقه عن أبوك الله يرحمه ويغفر له.
رجع لها الظرف/خلاص بكره إن شاء الله تكون موجوده.
حطت الظرف في يده بإصرار/أنا أبغاها من فلوسي.
أخذ الفلوس وإتنهد بإستسلام/طيب براحتك.
اخذ الريموت ورجع يقلب في التلفزيون بملل وباله مو معاه، طالعت أم خالد فيه بحسره على حاله اللي اتغير.. صحيح ماعاد يغلط بأسم جوري كل شويه زي بداية طلاقهم وبيحاول يبين طبيعي قدامهم، لكن كانت متأكده إنه عكس مابيحاول يوهمهم، كان في أشياء بيعملها ومحد أنتبه لها غيرها.. زي تأمله لقصي اللي يشبهها.. كلامه عنها لما يلعب مع نادين.. زياراته السريعه والسريه لغرفتها وندى غافله عنه، أشياء صغيره كانت بتأكد إفتقاده لوجودها في تفاصيل حياته مهما أدعى العكس، إتنهدت بصوت عالي/الحمدلله إن أبوك مات قبل مايشوف الحال اللي وصلت له مع جوري.
ألتفت لها ببطئ/أكيد كان زعل زي ماأنتي زعلتي.
هزت رأسها بموافقه/أنا صح زعلت بس زعلت عليك اللي ضيعت حياتك وهدمت بيتك في لحظة تهور وغضب.
طالع فيها بعدم تصديق ومر في باله فيلم الرعب اللي عيشه فيه أخوها علي وبإستنكار/لحظة تهور وغضب!!!
سكت للحظات وتابع بعصبيه/أنتي موعارفه أخوها الزفت أيش سوى فيا علشان أطلقها وجايه تقولي لحظة تهور وغضب!
طالعت فيه بهدوء/وكيف هعرف إذا أنتا ماقلت اللي صار.. كل اللي قلته إنك أكتشفت إنك ماتحبها وإنك كنت غلطان لما أستمريت معاها كل الفتره ذي، وأنا عارفه زي ماأنت عارف إن كل ذا كذب في كذب وإنك تحبها بس تكابر.
إنتشرت أجزاء الريموت في الصاله لما رماه عالجدار بعصبيه/أحبها على أيه، هيا فيها شيئ ينحب من أصله.
طالعت فيه ببرود/الله يالدنيا، ذحين جوري ماتنحب! جوري مافيها شيئ حلو!
رد بحقد/أكيد هتدافعي عنها.. حبك ليها خلاكي ماتشوفيها على حقيقتها زي ماأنا شفتها.
إبتسمت بسخريه/طيب قول لي على حقيقتها.. علمني حقيقتها اللي محد عرفها غيرك.
سخرية أمه الواضحه ضيعت باقي التفكير والهدوء اللي حاول يحافظ عليهم وبغضب/الحقيقه إنها وحده مريضه ومغروره وشايفه نفسها.. مفكره نفسها أحسن مني وعامله روحها كبيره وعاقله.. الحقيقه إن عندها إنفصام في الشخصيه، مسترجله وكل إهتمامها بالسلاح والسواقه والرياضه، وساعات تلعب وتجري وتتهبل ولا كإنها وحده متزوجه وأم لطفلين..
وقف ودار في الغرفه وتابع بغضب/وحده زي ذي كيف أحبها إلا إذا كنت مجنون زيها.. أنا احب ندى.. ندى وبس فاهمه..ندى وبس.
هزت رأسها بموافقه ووقفت بهدوء/أجل أفرح وانبسط وحب ندى بقوه وقد ماتقدر لإن المجنونه طلعت من حياتك وماعاد ترجع لها مره ثانيه.
راحت وسابته واقف بصدمه من كلامها اللي ضرب عقله زي الصاعقه، أخذ نفس ورمى نفسه على أقرب كنبه وغطى وجهه بأيديه اللي ترجف من إداركه المتأخر "جوري خلاص طلعت من حياته ومافي شيئ ممكن يرجعها ليه مره ثانيه"
----------------
الرياض،الثالثه صباحاً
سحب اللجام برقه أستجاب لها الأدهم بسرعه وقبل مايوقف تماماً كان سند ترك ظهره وأستقر عالأرض جنبه، مسح رقبته بهدوء وهو يهمس له بتشجيع أستقبله الأدهم بصهيل مرحب، ربط لجامه في فرع شجره وسند ظهره عليها وضغط على جبينه بقوه.. حس برأسه هينفجر من كثر الألم لازمته كوابيس عنها من وقت اللي اتأكد إنها قتلت الذيب، ماعرف هل هو إحساسه بالذنب بسبب اللي صار لها أو إحساسه بالشفقه ناحيتها كل ماتذكر صراخها وبكاها لما إكتشف نومها في سيارة أخوها، وبعدها الموضوع أتطور للأرق وهذي ثاني ليله يقضيها بدون نوم وبعد ساعتين قضاها يتقلب في سريره بدون فايده راح المزرعه وخرج يتمشى على ظهر الأدهم، لف شاله على رقبته وضم الجاكيت على صدره من البرد وطالع في النجوم المشعه بوضوح في عتمة الليل وبهمس/تظن إنها الليله بعد صحيت مفزوعه من كوابيسها ؟
زفر الأدهم بقوه وضرب بقوائمه عالأرض بخفه، ألتفت له سند بشرود/قلقان عليها؟ أكيد قلقان دامها صارت رفيقتك الجديده يافزاعها.
غمض عيونه وحرك رأسه بإنزعاج وهو يحاول يطرد صوت بكاها وشهقاتها العميقه اللي أترددت على مسامعه وفجأه لقي نفسه في مكان شبه ذا المكان.. وفي نفس الوقت.. معاها..
كانت الساعه أربعه الصباح لما رجع من تمشيته مع الأدهم اللي كان يصهل بحماس بعد المسافه الطويله اللي جريها معاه، ربط لجامه وقرب له المويا والأكل قبل مايفاجأه بقطعة شوكولاته أكلها بفرح وهو مستمتع بعناية وإهتمام سند، جفل الأدهم وصهل فجأه بطريقه خلت سند يتأوه بضيق/لاتقول إنها صحيت الليله بعد؟ المفروض إنها تنام لإن وراها سفر بكره وبتفكنا!!
وبحركه لاشعوريه لقي نفسه منزوي في الظلام وجالس على صخره ومشاعره مزيج من العصبيه والترقب، عقد أيديه على صدره وهو منتظر يسمع صوتها في أي لحظه، وفعلاً مامرت خمس دقايق إلا وصوتها واصله بكل وضوح/صباح الخير ياأجمل ماخلق ربي.
عقد حواجبه بضيق من نبرة صوتها المبحوح من كثر البكاء وبضيق" كنت أظنها أشجع وأقوى من كذا.. فعلاً بنات ماعندهم سالفه" ورجع يركز على كلامها الهادي/أنا عن جد ممنونه لوجودك هنا معايا، لولا صوتك اللي أنقذني من كابوسي كان ممكن أكون ميته ذحين.
ساد صمت غريب لفتره خلت سند يظن إنها راحت، أتحرك من مكانه وطالع بطرف عينه بحذر، جمد مكانه وهو يشوفها متمسكه برقبتة الأدهم وسانده رأسها على رقبته قبل مايتهدج صوتها بضعف/مهما جريت بكل سرعتي كان برضه ورايا.. وفي الأخير طحت وماقدرت أوقف.. قرب مني وهو يضحك.. قال زي ماأنا موته لازم .. يموتني.. كان قريب مني لدرجة إني شفت إنعكاس صورتي في عيونه اللي تطالعني بحقد.. أنفاسه الكريهه على وجهي والدم.. الدم يسيل من بين عيونه وغرقني معاه..
بكت وبقهر/الغبي.. أنا ساعدته.. هوا كان بيتعذب.. فكرت إن رصاصتي الثالثه لازم تنهي حياته وتخلصه من الوجع اللي سببته ليه.
بلع ريقه بصعوبه وهو يحاول يستوعب كلامها، هو اتأكد من مشط المسدس وكان ناقص ثلاث رصاصات وجسم الذيب كان فيه إصابتين والثالثه فعلاً بين عيونه وكان واضح للأعمى إنها كانت رصاصة رحمه.. رصاصه خلصت الذيب من عذابه بسرعه وبأقل ألم ممكن.
حرك رأسه برفض " أكيد السالفه أختلطت عليها من الصدمه، هي كانت مع ابوي وتدري صاوب الذيب بكم رصاصه.. لايمكن تكون قتلته بنفسها هالشيئ مستحيل"
عقد حواجبه بتركيز وهو يسمع أنفاسها وشهقاتها القويه وبقلق " وش مشكلتها بالضبط! الصبح لما وصلت لها ثريا السلسال صار لها نفس الشيئ"
كانت أصابعه بتضغط على رقم ثريا وترجع تقفل الإتصال بتردد، وش بيقول لأخته إذا كلمها الحين، شلون يبرر لها وجودهم مع بعض في نفس المكان وفي ذا الوقت المتأخر، سب نفسه على غبائه اللي خلاه يربط الأدهم في نفس المكان، كان لازم يتوقع رجوعها الليله بعد زيارة أمس، بس هو ماتوقع إنها بترجع للأدهم خاصة بعد ماشافته على ظهره وقت السباق اللي قرر يشارك فيه في أخر لحظه بعد ماسمع ردها على إعتذاره وبعد ماردت له ثريا سلسالها.. كانت مشاركته في السباق رد فعل في لحظة غضب، أتقصد إنها تشوفه مع الأدهم علشان تعرف إنه له.. كإنه بيعاقبها على رفضها إعتذاره وبيوجه لها رساله مفادها إن حتى الحصان اللي أعجبك وحبيتيه ملكي أنا مثل سلسالك.
صحي من أفكاره وراقبها بقلق وهي واقفه قبال الأدهم بصمت لفتره قبل مايسمح صوتها المبحوح/لاتخاف حبيبي ذحين صرت أحسن..
زفر براحه "الحمدلله صارت زينه" وفجأه كشر بإشمئزاز لما ركز في جملتها للأدهم واللي رد عليها تلقائياً وبهمس/أنا وش مقعدني هنا خل أروح أنام أحسن.
قرر يرجع لخيمتهم وأتحرك بحذر لخطوتين قبل مايوقفه عتابها للأدهم/عارف إنك صدمتني اليوم.. ماتوقعت ولا جاء في بالي إنك صاحب ذاك البني آدم.. الظاهر إن أمس كان يوم الصدمات العالمي.. في الأول سلسلتي وبعدها أنتا.. على قد ماكنت متلهفه وفرحت لما شفتك مع باقي الخيول، لا وكمان راهنت وبكل حماس إنك هتفوز عالكل.. على قد ماأنصدمت لما البنات اتكلموا عالفرسان والخيول وقالوا إن أسمك الأدهم وإن فارسك يكون ذاك.. عن جد أنصدمت وماصدقت، كيف يكون فارس ولحصان زيك وتكون أخلاقه وطبعه بذيك ال--
سكتت للحظات وتابعت بغصه/ حسيت بشيئ أنغرز في قلبي.. شيئ وجعني بقوه لإن فارسك اللي مو فارس مصر يتفنن في أذيتي حتى وهوا موعارف وكل مره بيأذيني بطريقه أحقر من اللي قبلها..لدرجة إني سبت السباق وماعاد شفته.. أنا ماكرهتك ولارح أكرهك مارح أخذك بذنبه لإنك غير وأحنا أصحاب.. أتفقنا!
كور أيديه بغضب وردد بعدم تصديق " فارس موبفارس!! هالحكي علي أنا!!"
تابعت/ بس البنات قالوا إنك فزت زي ماتوقعت، وذا الشيئ خلاني أجلس مع نفسي وأفكر بموضوعيه، وإتضح إن صاحبك في الأخير مو بذاك السوء..
قربت منه ومسحت على رقبته بهدوء/حصان جميل وذكي زيك أكيد هيختار فارس فيه شبه منه حتى لو شيئ بسيط.. مو يقولوا الخيل من خيالها وشكل خيالك بعد كل شيئ لسا فيه جزء إنساني شدك ليه وخلاك تحبه وتختاره من بين الناس.
سكتت للحظات وبتفكير/يمكن المشكله فيا أنا، خالد كان يقول إني بارده ومستفزه وبطلع أسوء مافيه وشكل صاحبك بيحس بنفس الشيئ، وأساساً أحنا ماأتفقنا من البدايه وصار بينا حساسيات بتأثر على أحكامنا.. عارف إن ثريا وأولاده بيمدحوه ويكتبوا فيه أشعار لدرجة إنهم خلوني أشك إنا بنتكلم على نفس الشخص!
تابعت بمرح/ الظاهر إن ذا تأثيري عالرجال من برا عيلتي، بس ذا مايمنع إن صاحبك برضه أكثر إنسان بارد ومستفز شفته في حياتي و---
قطعت كلامها فجأه وبتفكير/أمممممم لاااا صاحبك ثاني أكثر شخص بارد ومستفز شفته في حياتي لإن المركز الأول طبعاً لعلي وبلا منافس.. تعرف علي؟ أكيد لا من وين هتعرفه.. بس صدقني لو عرفته هتوافق وتبصم على كلامي بحوافرك الأربع.
ضحكت لفتره قبل ماتتابع بحب/بس علي قلبه أبيض وحنون بشكل مو طبيعي رغم بروده الظاهر وفوق ذا كله يحبني ومستحملني على علاتي وثقالة دمي معاه ويكفي إنه يسمع صوتي أو بس يلمحني علشان يعرف إذا كنت زعلانه أو فيا شيئ وبعدها مافي شيئ يمكن يمنعه إنه يكون جنبي مهما كانت ظروفه أو مشاغله.. إتنهدت وتابعت/أنا بحمد ربي اللي رزقني بناس يحبوني بذا الشكل أهلي وأهل خالد وأبويا مساعد وصحباتي وذحين أنتا.. وجودكم في حياتي رحمه وفضل من الله..
مرت دقايق بصمت غريب قبل ماتصرخ فجأه بحماس/خلاص عرفت أيش أسميك.. بسميك فزاع .. مره لايق عليك.. فزاع.. فزاعي الجميل.
تركها لجنانها المفاجئ وهي تنادي الأدهم بأسمه الجديد واتراجع لصخرته المعتاده بصدمه من كلامها، ذي البنت بتخالف كل توقعاته بشكل محير، ماتوقع إنها بتفكر بذي الطريقه وبإنها رغم كل اللي سواه فيها إنها بتراجع نفسها وتحاول تبرر له أسلوبه السخيف معاها لدرجة إنها تحط الحق والعله فيها، شد على أسنانه بقهر لإنه ماينكر إنه أتعمد يشارك في السباق نكايةً فيها.. أتوقع إنها إذا عرفت إنه صاحب الأدهم رح تزعل وتثور وتتخلى عنه مثل ماتخلت عن سلسالها الغالي عليها بسبب كبريائها السخيف.. يمكن كان يتمنى إن رد فعلها يكون كذا علشان ولمره وحده بس يكون ظنه فيها في محله، لكن وكالمعتاد خابت ظنونه فيها وماعرف يقرأها صح رغم إنها طولت لسانها مثل ماتوقع والظاهر ذا الشيئ الوحيد اللي صار متأكد من إنها ماتقدر تسيطر عليه.. كان في شيئ فيها بيخليه يتصرف بطريقه غير منطقيه ومحيره بالنسبه له وبدون مايعرف السبب.
فجأه عقد حواجبه بتركيز "منو علي اللي تتغزل فيه!! وبعد يحبها ويموت عليها" أنجرفت أفكاره لبعيد وبدأت ظنونه ترجع لسابق عهدها قبل مايهز رأسه بعنف وكإنه بيطرد كل شيئ سيئ يمكن يجي في باله، زفر بقوه وبعصبيه/أستغفر الله العظيم، هذي ماتتوب هي وأسلوب حكيها الغريب.. إلا تخلي الواحد يشك فيها غصب..
سكت للحظات وهو يسمعها تستأذن الأدهم علشان تصوره وهي لازالت في سواليف وضحك معاه، وبعصبيه/ الله يعني على هذرتها اللي ماتخلص، بس مضطر أتم هني بس علشان ماتركها لحالها بهالليل، موبناقص يصير لها شيئ وهي عندنا.. أخوها مستأمني عليها.
أتربع عالأرض وحبس أنفاسه بغيض و وهو يسمعها تنادي الأدهم بفزاع بين كل كلمه والثانيه واللي حره أكثر إن فزاع، قصده الأدهم متجاوب معاه بكل بساطه.
فتح عيونه لما حس برطوبه وأنفاس الأدهم على وجهه، وقف ومسح وجهه بشاله وفك اللجام بهدوء/لاتحاتيها إن شاء الله إنها زينه بين أهلها.. خل نرد المزرعه الصبح وراي إجتماعات مهمه.
حاول يطرد أي ذكرى لهذيك الإنسانه من باله ويركز على نفسه وقفز على ظهر الأدهم برشاقه قبل مايطلق له العنان في الصحراء
--------------------
صنعاء، الرابعه صباحاً
فتحت عيونها فجأه وعدلت جلستها وهي تشهق بقوه وتبعد الغطاء عنها وشفايفها تتحرك بالبسمله والمعوذات بهمس.. جسمها كان يرتجف وأفكارها مشوشه، حاولت تجذب أكبر كميه من الهواء لرئتها وتتنفس بعمق وفتحت شباك غرفتها ودارت عيونها بتوتر في عتمة حوشهم اللي أخترقه إنعكاس خفيف من إنارة حارتهم الضعيفه، سندت رأسها على الشباك وعدت عشر دقايق وهي على نفس وضعها لين حست بدقات قلبها أهدى وبتنفسها رجع لطبيعته رغم اللخبطه اللي حاسه فيها.
كانت متأكده من إستحالة رجوعها للنوم فقامت من فراشها وطالعت في الساعه وزي ماتوقعت كان نفس التوقيت اليومي تقريباً، شغلت نور غرفتها وغمضت بإنزعاج لما غمرها الضوء في البدايه وبعد لحظات فتحت عيونها ببطئ واتأملت غرفتها المتواضعه بهدوء.. كانت نفس غرفتها اللي أحتلتها مع أختها شيماء من صغرها، وكانت في زاوية البيت وبعد زواجها وسفرها نقلت شيماء أغراضها لغرفه قريبه من غرفة أمها وأبوها لإنها تخاف تنام لوحدها، ومن بعدها قفلت أمها الغرفه وماسمحت لأحد يستعملها وصارت تفتحها للتنظيف من فتره للثانيه أولما تزورهم، مررت أصابعها على طاولتها الخشبيه وكرسيها الصغير اللي لذحين بتستعمله.. رفوف الكتب اللي بتضم كل مجلاتها ورواياتها اللي جمعتها طول فترة طفولتها وقبل زواجها، فراشها ولحافها اللي عالأرض واللي كانت تشيلهم داخل دولابها طول النهار وتفرشهم وقت النوم.. إبتسمت لما أتذكرت رفضها بإصرار عرض أبوها إنه يشتري لها غرفة نوم جديده في زياره من زياراتها لهم، وقتها حست برعب من مسألة تغيير غرفتها وتخليها عن كل ذكرياتها دفعه وحده.. وبعد إلحاح أبوها جددت لون الجدران الأبيض وأحتفظت بنفس المكتب والدولاب ومساند الجدار والتكايات وإكتفت بتغيير قماشها القديم بقماش خليط من اللون الأزرق والرمادي والأبيض وموكيت بسيط باللون الأزرق..
إمتدت يدها لاشعورياً لرقبتها ورفعت الشال بين أصابعها ودفنت وجهها فيه وفلتت منها تنهيده عميقه وهي تتذكر حلمها بشيئ من الإرتباك والإستغراب.
في كوابيسها الأولى كان الرعب يشل أفكارها وحركتها ويقيدها عالأرض وكانت تغمض عيونها بإنتظار هجوم الذيب بكل إستسلام وبعدها تصحى مفزوعه وهي تصرخ وتبكي وأنفاسها مقطوعه، لكن أحلامها الأخيره كان فيها إضافه جديده وغريبه ومخيفه بالنسبه لها..
في اللحظه اللي كانت متوقعه هجوم الذيب عليها كالمعتاد حست بشئ يلف خصرها ويرفعها من الأرض بقوه وبعدها لقيت نفسها محجوزه بين ذراعين شخص يضمها بحنان.. إتنهدت براحه لما فكرت إنه عبدالرحمن جاء وأنقذها كالمعتاد وسندت رأسها على صدره بتعب وهي تسمع قلبه ينبض بجنون غريب، فتحت عيونها بإستغراب ورفعت رأسها لفوق وشهقت بصدمه من اللي شافته وبالأحرى من اللي ماشافته.. طالعت بحيره في الوجه الخالي من الملامح.. مجرد إطار لوجه مرسوم بدون أي تفاصيل، لاعيون ولا خشم ولافم! مجرد وجه أبيض بدون ملامح خلاه تتوتر وتتحرك بقوه وهي تحاول تخلص نفسها من الذراعين اللي مثبتتها بإحكام وفجأه جمدت مكانها بهدوء غريب لما شافت شالها ملفوف على رقبته.. مدت أصابعها وحاولت تأخذه منه واتفاجأت بيده تمنعها بهدوء خلاها تنزل يدها بصمت ورجعت نفس الذراعين تضمها بمزيج من القوه والحنان اللي بدد توترها وفي لحظات كانت لافه أيديها على رقبته وسانده رأسها على صدره بإستسلام وراحه غريبه.
فتحت عيونها فجأه وشافت إنعكاسها في المرايه وهي ضامه الشال لصدرها بقوه، إرتخت مسكتها عالشال وطاح على الأرض ورمشت بعيونها بإرتباك وأتحول وجهها للون الأحمر و مسحت وجهها بكفوفها ولاحظت رجفتها بشيئ من الضياع، وبدون ماتحس لمت شعرها المبعثر ولبست جاكيتها وكوتشها وخرجت الحوش وبدأت تجري وتفاصيل حلمها الغريب تمر في بالها بإصرار
|