كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
قال صالح الدمشقي لإبنه:
يابني إذا مر بك يوم وليله قد سلم فيهما دينك..وجسمك.. ومالك..وعيالك، فأكثر الشكر لله.
فكم من مسلوب دينُه، ومنزوعٌ ملكه، ومهتوك ستره، ومقسومٌ ظهره في ذلك اليوم وأنت في عافيه.
(حركوا ألسنتكم بذكر الله وأحمدوه، وأكثروا من الإستغفار)
---------------
الورقه الحادية والأربعون
أخوي من كثر ماهو في عيني كبير، أحس مانخلق بعده على هالأرض رجال
جده،بعد المغرب
ودعت ياسمين وقصي ونادر ونادين اللي كانوا عندها من العصر، بكره الجمعه والليله بيناموا في بيت أبوهم بم إنهم طول الأسبوع ماباتوا هناك بسبب إمتحانات الترم الأول وبمجرد خروجهم حست بفراغ في البيت خاصةً بعد ضحكة وشقاوة نادين وجريها في كل مكان، أستودعتهم الله ودخلت المجلس بتنهيده خلت عبدالرحمن يشيل عينه من اللابتوب وبهدوء/لحقتي تفقديهم.
إبتسمت/مو القصد بس بمجرد مايروحوا البيت فجأه يهجد وتحس مافيه حياه ولاروح.
سألها بهدوء/كلمتي خوله؟
هزت رأسها بموافقه/مع إني ماكنت مقتنعه بس على قولك أنا مرسال.. وماعلى الرسول إلا البلاغ.. وخوله كبيره وفاهمه ماشاء الله عليها وإن شاء اللهلا؟صرف صح.. وبالمره أشوف نهاية إصرارك في إني أكلمها.
إبتسم بصمت وتابع شغله عاللابتوب، جلست جنبه وطالعت في الشاشة بتكشيره/أنا موعارفه أنتا كيف متحمل جلستك كذا وأنتا محنط بالساعات.. حاسه لوكنت مكانكx بيجرالي شيئ.
حفظ البيانات وقفل اللابتوب بضحكه/أكيد القرود من نوعك مايقدروا يثبتوا في مكان واحد لمده طويله.
ضربته على كتفه بغيض/ذي حق علي مالك صلاح فيها.
إتنهد بحسره/الله لنا.. ذحين علي صار أحسن مني.
إبتسمت/ترى مو لايق عليك المسكنه، بعدين أنتا غير وعلي غير ومعاذ تاج رأسي غير ونور ومروان وعبدالملك غير.. أحبكم كلكم بس كل واحد فيكم ليه ميزه عندي.
طالع فيها بضحكه/عاد فيها تصنيف معين.. سمعيني تصنيفي مع معاذ وعلي وخلي البقيه على جنب.
هزت رأسها بموافقه وبهدوء/أنتا توأم روحي وأقرب واحد ليا وتفكيرنا وإحساسنا مرتبطين ببعض بشكل موطبيعي.. علي أمممم.. علي الأمان ومثلي الأعلى في صبره وشخصيته القويه ، أما معاذ بحبه وتفهمه ومحاولته إنه يشيل مسؤلية الكل.. تربيته لنور وإهتمامه بينا حتى بعد ماكل وحده فينا أتزوجت خلاني أعتبره أبويا لإنه بيفكرني بيه وفيه كثير من صفاته.
عبدالرحمن بحذر/وخالد؟
رددت وراه بعدم إستيعاب/خالد!!
هز رأسه بتساؤل/خالد أيش كان موقعه من ذا كله.. أيش كان بالنسبه لك.
وقفت وصارت تتحرك لدقايق بصمت قبل ماتتكلم بشرود/المفروض إنه كان زوج وحبيب وكل شيئ ليا بعدكم.. بس هوا ماكانxكذا بالنسبه ليا، كان بينا حاجز من أول يوم قابلته فيه، بس بعد ماحملت بياسمين حاولت أحسن علاقتنا وأسوي كل اللي قالت عليه دكتوره بشرى.. حاولت بكل جهدي وأفتكرت إنه خلاص كل شيئ صار تمام.. بنيت وهم وعشت فيه لسنين وأنا فاكره إني أحبه..بس هوا اللي صحاني وخلاني أهد كل الأوهام اللي كنت معيشه نفسي فيها..
سكتت للحظات وعينها تطالع في الفراغ قبل ماتابع بشرود ورجفه أكبر/xقلت لنفسي أيش يعني حب! الحب مومهم..أولادي أهم هعيش وأكمل معاه علشانهم وعلشانكم، بسx هوا أخذها عاده وأستمر في الغلط لين في الأخير أتخلى عني بكل ببساطه.
كان عبدالرحمن يسمعها وهو مصدوم من كلامها وملامحها اللي كانت تدل على إنها في عالم ثاني ، كانت تتكلم بتوهان وكإنها بتعيش كل لحظه بتحكيها لدرجة إن وجهها صار شاحبx وأنفاسها ثقيله، عقله وقف على كلمه وحده "أتخلى عني" قرب منها بهدوء/كيف أتخلى عنك خالد..
هزت رأسها بتأكيد وبهمس/ بس هوا لا.. هوا مسك يدي وقال لي مارح يسيبني.. قال لي أوثق فيه وماأخاف منه.. أنا أصلاً ماكنت خايفه منه وصدقته.. وهوا ماكذب عليا وماتخلى عني.. حتى بعدين كان معايا وما سابني أبداً.
جلس جنبها بخوف لما نزلت عالأرض بهدوء وهيا تعيد نفس كلامها الغريب، طالع فيها بإستغراب" كيف تقول أتخلى عنها وبعدها تقول لا ماأتخلى عنها.. أنا موفاهم شيئ" مسكها عبدالرحمن من كتفها وهزها بشويش/ جوري.. حبيبتي أنتي ذحين في بيتنا وأنا هنا معاكي.. أنا ماتخليت عنك أنا هنا.
أضطر يعيد كلامه أكثر من مره لين ركزت معاه ورجعت نظراتها تركز عليه وإن كان جسمها لسا بيرجف بوضوح، كان يظن إنها نوبه من نوباتها المعتاده، بس اتفاجأ إنها ماإنكتمت ولا أتشنجت، كانت زي ماتكون إندمجت في ذكرى معينه وبتعيش لحظات منها بدون تفكير، وحاول يفهم منها أي شيئx بس بدون فايده.
بعد دقايق كان يشربها مويا، همست بألم/عبادي رأسي وجسمي كله يعورني.
رفعها من الأرض وشالها بهدوء/أنتي طول الأسبوع مشغوله بإمتحاناتك وإمتحانات العيال وكمان صاحيه من الفجر وأكيد تعبانه.. ذحين تنامي ولما تقومي هتكوني بخير.
وداها غرفتها وحطها على سريرها وغطاها مسكت يده وبهمس/أبغى شنطتي.
ناولها الشنطه بإستغراب وشغل التكييف وراح جاب مويا حطها جنبها عالكومدينه، طلع جواله وشغل سورة البقره بصوت السديس اللي تحبه، إتنهد بصمت بعد ماعرف أيش تبغى بشنطتها، في الفتره اللي عاشها معاها ومن وقت ماخرجت من المستشفى أتعود على شوفتها وهي متمسكه بشالها بحرص وإهتمام في أكثر من موقف، وذحين وهي لافته عليها بقوه وضامه مخدتها لصدرها ومغمضه عيونها بإستسلام غريب مو من طبعها اتأكد إن وراء ذا الشال حكايه ومايدري متى هيعرفها، جاب فرشتها وجلس جنبها يمشط شعرها بهدوء لين سمع أنفاسها إنتظمت وراحت في النوم، جلس عالأرض قدامها بتفكير" أنا عارف إنك ماكنتي تحبيه ولا مرتاحه معاه ومهما سويتي وضحكتي كنت متأكد إنك كذابه.. بس أيش اللي حصل بينكم وخلاكي في ذي الحاله..x والشال ذا أيش حكايته.. لمتى هتجلسي كاتمه كل شيئ في قلبك ورافضه إن أحد يساعدك.. أخاف في يوم ماتتحملي كل ذا الوجع ويجرالك شيئ"x
بعد شعرها عن وجهها قبل مايبوس رأسها ويروح يجيب فراشه ولابتوبه ويفرش له في الأرض جنب سريرها، طفى النور ورجع يشتغل في صمت وباله معاها.
-------------------
الرياض،الساعه العاشره ليلاً
خرج شاهين بعد ماودع الجميع،إتنهدت الجده ومسحت دموعها بهمس/في حفظ الكريم.. الله يردك لنا سالم غانم.
ديما بضحكه/يمه اللي ييسمعك يقول راح يجاهد.. بعدين أنتي كل مره يسافر تسوين هالمناحه.
الجد بإبتسامه/لا كبروا عيالك وراح كل واحد منهم بصوب بتسوين سواتها وبتمين تحاتينهم لين يردون لحضنك.
ثريا بتريقه/أشك إن ديما تنزل دمعه وحده.. إذا هي كل ماسافر شاهين بدل ماتتأثر وهي تودعه تعطيه لستة باللي تبيه منه وبعد تهدد وتتشرط.
ديما بملل/وش أودعه واتأثر أنتي الثانيه.. تراه يلف العالم وفالها ومستانس وكل يوم ببلاد.. أنا اللي المفروض اتأثر وأنقهر من قعدة البيت.
الجده بحده/أذكري الله لايصيب وليدي شيئ.. ماكفانا إنه يسوق هالطياره ومعلق في السماء.. الله يلطف فيه ويحفظه من كل شر.. وأنتي يالعوبا متى قعدتي وأنتي من ديره لديره.
أنفجر الجد صقر بالضحك والكل يطالع فيه بإستغراب، أبوسند/ عساها دووم هالضحكه يبه وش اللي يضحكك.. ضحكنا معك.
مسح على لحيته وهو يتذكر كلام جوري عن الطياره وطالع في سند بإبتسامه/سلامتكم بس تذكرت شيئ خلاني أستانس.
طالع فيه سند بحيره من نظرته وضحكته اللي كأنها موجه له.. له أكثر من أسبوعين من وقت ماأخذ جوال ثريا وسمع اللي فيه، ومن وقتها وهو حاس بالضيق والإحراج من مواجهتهم.. حتى بعد ماجات ثريا وأعتذرت له على أسلوبها معاه إلا إنه ظل يتجنب الكلام معها ومع جده ومكتفي بالرسميات معاهم، وبشك/وش فيك تناظرني يبه.. لا يكون تضحك علي.
أتوسعت إبتسامة الجد وأتحولت لضحكه من جديد بدون مايعلق.
بدر بإبتسامه/يمه أسمه كابتن طيار .. الحين إن سمعك عمي شاهين تقولين عنه سواق بيزعل.
الجده/خل يزعل ويترك هالشغلانه ويقبض أرضه ويقعد مع أبوك وجدك يعاونهم.
ديما بضيق/يمه من يوم ملكت على ولد ولدك وهو مانعني من السفر.. يقول مافي سفر غير ورجله على رجلي.
أبوسند/وهوصادق، الحين أنتي مره متزوجه مايصير تسافرين كل مابغيتي.
ديما بزعل/يبه تونا ملكنا وبعدي عندك ليه يتحكم في طلعاتي.. شلون يعني ماأسافر ولاأستانس.. أبي أشتري أغراض لجهازي من برا.
أم سند/ولو يمه لازم تطيعينه، وهذا أنتي كل ماسافر أخوانك ماتقصرين في طلباتك وهم بعد موبحارمينك من شيئ كل اللي تبينه بيوصلك وفوقها حبة مسك.
حست ديما بضيق من كلامهم، مافي أحد قادر يفهم إنها تبي تطلع وتسافر وتختار جهازها بنفسها..تبي تحس بحريتها مثل قبل، من يوم ملكتها على مشعل وهو متحكم في طلعاتها وكل مكان تروح له لازم يدقق فيه ويعرف مع مين رايحه وليه ومتى بترد.. وخرجاتها معاه خارج القصر محسوبه والعين عليها وماتقدر تأخذ راحتها فيها، مسحت دموعها بسرعه وراحت جناحها بزعل.
إتنهدت أم سند/شكلها زعلت الله يعينا على دلعها.
أبوسند/ثريا يابوك قومي شوفيها وطيبي خاطرها.
وقفت بهدوء/أبشر يبه.
سند بهدوء/أنا مسافر بعد يومين وبكلم مشعل وبأخذها معي.
الجد/أنت لاتحكي معه، خل ديما تكلمه.
الجده بإستغراب/هوو، وليه مايكلمه؟
طالع الجد في سند بهدوء/يمكن مايبيها تسافر ويستحي يردك.
هز سند رأسه بموافقه/خلص أنا بقلها وهي تتفاهم معاه.
ألتفت لبدر وبتول/يلا عالنوم اتأخر الوقت وعندك إمتحان بكره يابدر.
وقفوا بصوت واحد/تصبحون على خير.
رن جوال أبوسند ورد بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، زان لونك بخير جعلك بأكثره........ شلون حبيبة أبوها اليوم........ وشلونك مع الإمتحانات هالأيام........ أيه أبي نسبه تبيض الوجه.
طالع سند في أبوه وهو يرد عالجوال ومااحتاج لذكاء علشان يعرف سبب الراحه والإنبساط اللي باين على وجهه،مافي غيرها اللي لها القدره على تغيير مزاج أبوه وجده بمنتهى البساطه.. شتت نظراته بعيد عنه وهو يحاول يشغل نفسه بجواله علشان لايسمع ردود أبوه عليها، ولسوء حظه ألتقت نظراته بنظرات الصقر وهو يراقبه بحده وهدوء..زفر بضيق بمجرد مافهم نظرة الجد اللي كانت تقول وبوضوح "أنت للحين ماأعترفت بغلطك ولاصلحته" وقف بعصبيه فاجأت جدته وأمه اللي اتسألت/وش فيك يمه..خير.
باس رأسها ورأس جدته وإبتسم بمجامله/الخير بوجهك يالغاليه مافيني شيئ، بس أتذكرت كم شغله لازم أخلصها قبل ماأنام.. تصبحون على خير.
لمح إبتسامة ترقص بأستفزاز على شفايف جده قبل ماينسحب بسرعه وضيق.
------------------
جده، الساعه الثانيه صباحاً
حست ريم بعيونها بدت تقفل وبتعب/حبيبي عدوله خلاص بنام وأنا مكاني.. يلا تصبح على خير.
عادل برفض/على وين لسا ماشفتك.
زفرت بملل/عادل وبعدين معاك، كم مره قلت كاميرا لا.
عادل بمسكنه/إخص عليكي يعني ماتوثقي فيا.. شوفي من متى نعرف ونحب بعض وللأن ماشفتك ولا أعرف غير صوتك.
ريم/وأنتا أيش يفرق معاك شكلي.. مو قلت الجمال مومهم وإنك حبيت أسلوبي وشخصيتي.
عادل بتإكيد/إكيد ياحبي، بس حاولي تفهميني.. أنا كل مأكلمك أحاول أتخيل شكلك ..ملامحك واكون صوره عنك، بس مو قادر.. أنتي لو مشيتي جنبي في الشارع مارح أعرفك.
ضحكت بخفه/المهم إني أنا هعرفك لاتقلق.
إتنهد بضيق/ريمي من جد بديت أتحسس من هرجتك ذي.. حاس إنك مومصدقتني ولاواثقه فيا وإذا كان كذا خلاص نفضها سيره ونخلص.
ريم بصدمه/يعني أيه.. نسيب بعض.
عادل بجديه/والله إذا مافي ثقه بينا يعني اللي بينا أساساً ماهو حب.. أنا أتكلمت عن نفسي وحياتي وصرتي تعرفي كل شيئ عني.. وفي المقابل أنا ماأعرف عنك غير أسمك الأول عمرك وإنك طالبة أدب إنجليزي.. وذا ماله غير معني واحد أنتي ياأنك مو واثقه فيا أو قاعده تتسلي معايا وتلعبي بمشاعري.
شهقت وبخوف/لا حبيبي لاتقول كدا.. أنتا عارف إنك الوحيد اللي حبيته وفتحت له قلبي.. والله أنتا فاهم غلط.
عادل بزعل/قصدك ولا لا خلاص يابنت الناس، أنا ماأقدر إجبرك توثقي فيا وأنا كمان مومجبور أستمر معاكي بذي الطريقه.. سلام.
طالعت في الجوال بصدمه لما قفل، عادت الإتصال لأكثر من مره وكان الرد نفسه "مغلق" نزلت دموعها بحرقه على غبائها اللي خلاها تخسر الإنسان الوحيد اللي حبها وأهتم فيها وملئ يومها بالفرح، حطت رأسها على مخدتها وهي تفكر بجديه في طريقه تعتذر فيها وتصلح فيها اللي صار.
---------------------
الرياض،قبل المغرب
دار سند بعيونه في المكان بتوتر وهو حاس بضيق من ضغط جده عليه، الجد ببرود/ولمتى بتظل على هالحال وعلى سواد الوجه.
سند بضيق/يبه قلت لك إني غلطان من ساسي لرأسي وش تبي أكثر من كذا.
الجد بإستنكار/وش أبي بقولك وأنا أدري إنك غلطان من غير لاتقول، واللي يغلط يتحمل نتيجة غلطه ولا أنت لك قول ثاني.
إتنهد بقوه هو يدري إن جده معاه حق لكن مابيده شيئ وببرود /وش تبيني أسوي..x أتصل عليها وأقلها أنا أسف إني كنت فاهمك غلط ولا تبيني أرسل لها ورد ورسالة إعتذار.. ولا أروح بيتهم وأحكي لأخوها عن اللي صار.. يبى قول كلام يدخل العقل.
ضرب الجد بعصاه على الأرض بغضب/ الحين تتكلم عالعقل.. وين كان عقلك يومx سودت وجيهنا وفضحتنا قدامها بسواتك، لاحشمت حرمة ضيف ولامره.. وين كان عقلك يوم إنك ترصدتها في المزرعه بدون مستحى وقطيت عليها حكيك اللي تطير فيه رقاب وأنت تزايد بالفلوس على شرفها وهي ياغافلين لكم الله.. والحين تحكي لي عن العقل.. أنت خليت فيني عقل بسواتك الرديه في الجوري..
وش سويت ياسند!!
ألتفت بصدمه لما سمع صوت أبوه الحاد وشافه واقف جنب الباب، وبهدوء/هلا يبه..أنت-----
قاطعه بحده/قلت لك وش سويت للجوري ياسند.
مرر يده على شعره بعصبيه"شكله سمع كل شيئ" زفر بقوه/يبه أنت موبفاهم شيئ.. كان سوء تفاهم لاأكثر.
الجد بهدوء/أدخل يامساعد وأقفل الباب،x كافي اللي سواه ولدك مانبي الكل يدري عنx السالفه.
قفل الباب بقوه ووقف قدام سند بعصبيه/ماتعلمني على سواد وجهك، وش سويت أنطق.
دار في المكتب بصمت قبل ما يحكي لأبوه بإختصار قد مايقدر.. حس بالخجل من نفسه وهو يسمع اللي سواه فيها وحس كأن المشهدx بينعاد قدامه بالحركه البطيئه.. مشهد حاول يمسحه من ذاكرته ويتناساه طول الفتره اللي فاتت بدون فايده تذكر.
ألتفت لأبوه اللي مانطق بعد ماخلص كلامه وقرب منه بقلق وهو يشوف ملامحه المصدومه، حواجبه معقوده بغضب ووجه أحمر ويتنفس بسرعه، طالع فيه أبوه بعدم تصديق/وش اللي خلاك تسوي هالسوات.. أنت ياسند.. أنت من بين الكل ليه ياسند؟
سند بتوتر/أنا.. أنا ظنيت إنها نصابه وتلعب عالكل.. كنت أبيها تطلع من حياتنا.. واللي سمعته ماخلى فيني عقل وفكرت إنها وحده ماتستاهل إني إحترمها وأسوي لها قدر.. نسيت عاداتنا وسلومنا ومافكرت زين.
هز رأسه بعدم إقتناع/وأنت وش شفت منها علشان تبيها تطلع من حياتنا.. وش سوت لك وش غلطت فيه وحنا ماشفنا منها إلا كل خير؟
مسح وجهه بكفوفه بقوه، كيف يشرح له فقدانه لإعصابه كل ماسمع أسمها ولا جات سيرتها.. كيف يوصف له اللي حس فيه وهو يسمع مكالمتها اللي خلته يكرها أضعاف ماكرهها أول مره، وبتبرير/أنا شفت وش أهديتها يوم جات وقبلها سمعتك وأنت تكلمها قبل ماتروح الحج وفهمت إنها ن----
قاطعه بحسره/كانت توصيني أدعي لها في الحج وماانساها يالغبي.. والهديه اللي زعلان عليها أرفضتها وماقبلت تأخذها.
وقف أبوسند وأتوجه للخزنه وطلع منها شيئ ورماه قدام سند بعدم إهتمام.
أنحنى سند وأخذ العلبه من الأرض وفتحها بصدمه/بس أنا شفتك وأنت مأخذها قبل ماتقابلها.. وظنيت------
قاطعه بغضب/ظنيت!! كل سواد وجهك لإنك ظنيت.. ونسيت إن بعض الظن أثم.. قذفتها في عرضها وشرفها لإنك ظنيت إنها طمعانه في شوية هالقزاز.
عقد حواجبه بقلق على حالة أبوه ومسك يده برجاء/أدري إني غلطان.. يبه واللي يسلمك السكر بيرتفع.. خلص أقعد وأرتاح وأنا بصلح كل شيئ.
دف يده برفض وجلس بدون مساعده وهو يفك أزرار ثوبه بيد ترجف وبحسره/بنيتي اللي موبعاجبتك.. النصابه اللي تحكي عنها
رفضت هالهدية بكل بساطه لإنها ماتبي مني فلوس.
رجع أبو سند بذاكرته لليوم اللي كانت فيه عندهم وحكى لهم كيف وحب يفاجئها بهدية نجاحها المتأخره وهدية شغلها الجديد..أتذكر كيف أخذها من وسط جلستها مع أبوه وامه قبل مايروحوا المزرعه وراح معاها على مكتبه ،فتح لها الباب ودخل قدامها بصمت، دخلت وراه ودارت بعيونها في الغرفه بذهول، اتأملت السقف العالي والرفوف الخشبيه بلونها البني الغامق اللي واصله للسقف وتضم في جنباتها مئات لا الآف الكتب مشيت بخطوات بطيئه وهي تمرر أصابعها على الكتب وتتصفحها بإستمتاع وإنبهار، اتأمل أبوسند رد فعلها برضى وهي تتحرك من رف للثاني وتطالع الكتب بسعاده واضحه، أبوسند/وش رأيك بمكتبي..إن شاء الله جاز لك؟
طالعت فيه بعدم تصديق/جاز لي!!! قول حبيته ..عشقته..ماشاء الله يجنن يبه يأخذ العقل.
دارت في الغرفه وهي تأشر على كل شيئ وبحالميه/أنا دخلت مكتبات كثيره بس أول مره أشوف مكتبه بالتنظيم والترتيب والتنوع ذا.. أدب وتاريخ وعلوم وسياسه.. ولا الكتب فيه كتب دخت وأنا أدور عليها ولالقيتها، أنا مستعده أعيش في المكان ذا طول عمري بدون ماأمل للحظه وحده.
طالع فيها بحنان وهي تتكلمx وتدور بحماس ويدها تقلب في الكتب، كان يدري عن حبها للكتب والقرايه علشان كذا حب يفاجئها بذا المكان، بس ردفعلها وفرحتها كان أكثر من اللي اتخيله بمراحل، وبهدوء/وبقي مفاجئه بعد..قربي هنا.
راحت له بحماس/يبه خف علي أخاف يصير لي شيئ من مفاجأتك الحلوه..أنا موقدها.
ناولها علبه مربعه من القطيفه السوداء و فتحتها بترقب/واوووو.
ماطلعت منها غير ذي الكلمه وعيونه عليها بإهتمام وهي تتأمل العقد الكريستالي بوردته الجوريه الحمراء ومعاه حلق وخاتم مطابق، كان شكله ناعم وقمه في الجمال والإضاءه بتنعكس عليه وتنشر ظلال في باقي الغرفه.
أبوسند بإبتسامه/هذا مني ومن جدك صقر بمناسبة نجاحك وشغلك الجديد.. إن شاء الله حبيتيه على قولتك.
هزت رأسها بإيجاب وبتأثر/جداً جميل يبه، ماكان في داعي لذا كله.
أبوسند برضى/تستاهلي يالجوري وأنتي مايليق فيكي إلا الألماس.
رفعت رأسها بصدمه/الماس!! ذا الماس؟
ضحك على صوتها وملامحها المصدومه اللي ماأخفاها النقاب وبتأكيد/ومو اي الماس ..ذا من مجموعتنا الجديده وأنا طلبته لك مخصوص.
أنتبه لها وهي تطالع في الكيس الفخم وشعار المنذر المطبوع بزخرفه إنجليزيه راقيه وشالت الكرت الصغير اللي في العلبه واللي مسجل عليه مواصفات العقد ونوع الألماس وباقي التفاصيل، حطت الكرت في العلبه بعد ماقرت اللي فيه وقفلتها ورجعتها له وبهدوء/مشكور يبه وماقصرت أنتا وجدي، بس أعذرني مقدر أقبلها.
أبوسند بإستغراب/وش صار،توك قلتي إنه أعجبك.
طالعت فيه للحظات قبل ماتكلمه بصراحه/وهوعاجبني عن جد بس كنت مفكره إنه ذهب أبيض مو الماس.
طالع فيها بعدم فهم/وش تفرق ؟
أعطتها ظهرها ومشت بهدوء/الفرق إن الذهب مقدور عليه وضمن إمكانياتي وممكن أقبله منك بطيب خاطر، لكن الألماس خلينا صريحين .. مارح أقدر أهديه لديما أو ثريا حتى لو قعدت أجمع في قيمته طول عمري..علشان كذا أعفيني وأعتبر الهديه وصلت.
أتنهد بضيق من نبرة التصميم في صوتها
واتأكد إنها مارح ترجع في قرارها، وبزعل/تردين الهديه!! وش بيقول جدك، إن درى بيزعل.
سكتت للحظات وبهدوء/ماعاش من يردكم يبه وأنا يكفيني إنكم فكرتوا فيا،ذا عندي أهم وأغلى من أي هديه.. بس إذا قبلت منكم هدايا من ذا النوع ماهكون مرتاحه وأنا أبغى علاقتنا تظل بسيطه ومريحه ومافيها ذي التعقيدات.. فاهمني يبه؟
ماأقتنع بكلامها وظل ساكت وهو يراقبها، غمضت عيونها بتفكير للحظات قبل ماتفتح عيونها وبإبتسامه/أيش رأيك أختار هديه ثانيه؟
طالع فيها بإهتمام/هدية ثانيه!!
هزت رأسها وهي تأشر على الغرفه وبحماس/ممكن أختار أي شيئ يعجبني في الغرفه واتأكد إن قيمته عندي هتكون في قيمة الألماس اللي جبته، أيش رأيك يبه.
حرك يده بتحذير/بالأول أشوف وش بتختارين وبعدها أقرر ينفع هديه ولا لا.
مشيوا في الغرفه وهي تبدي إعجابها بالديكور بدايةً بالمكتب الكبير من خشب الماهوغني للكنب البني وطاولات القهوه الزجاجيه للتحف الموزعه بتنسيق مع الأضاءه، وقفت فجأه وهي تشهق بإنبهار وعيونها على دولاب زجاجي ضخم بيضم أسلحه قديمه وحديثه معلقه بعنايه، طالعت فيها بإعجاب/الله يبه مجموعتك ذي تجنن ماشاء الله.
أبوسند بفخر/صار لي سنين أجمعها من كل مكان.. يلا بشوف أنتي مثل ماقال عبادي ولا لا؟
طالعت فيه بحذر/عبادي!! أيش هبب المره ذي؟
ضحك بإستمتاع/لاتحاتين ماطلع فضايحك كلها.. بس قال إنك حافظه دروسك زين وتعرفين أنواع السلاح.
إتنهدت براحه/إذا كذا بسيطه على بالي حكى لك شيئ ثاني.
طالعت في السلاح بتدقيق وأشرت بحماس/بصراحه المجموعه كبيره ومتنوعه وأنا ماأعرف منها غير القديم.. أأمممم ذا كلاشنكوف وماضيه أسود معايا..مسدس بيرتا الإيطالي .. وذا ماكروفا الروسي وذا غلوك ال-----
قاطعها بضحكه/بس بس وين أمي عنكي الحين، كان ذبحتك وخلصت.
هزت كتفها بلامبالاة وبمرح/هي لو عاشت مع علي كان عذرتني، هوا اللي خلاني أحب السلاح وعلمني عليه..
أتفحصت محتويات الدولاب بإهتمامx قبل ماتصرخ بحماس/خلاص أخترت هديتي يبه، أبى ذا.
تابع بنظرته يدها اللي تأشر على سكين جيب سويسري بمقبض أسود، وطالع فيها بضيق/هالحين ذا اللي أعجبك؟سكين!!
أشرت عليه بتصميم/بالله طالع فيه موحلو، أنا متأكده إنه رح يعجب علي من أول نظره. فتح الدولاب بمفتاح معاه وطلع السكين بعدم إقتناع/جوري عن هبالك ذا وش تبين في السكين.
فتحت كفها ومدتها قدامه وبصدق/يبه والله عاجبني ومن جد أبغاه، إلا إذا أنتا غيرت رأيك وسحبت هديتك.
أتنهد بضيق وحط السكين في يدها وجلس بزعل/ترى مني براضي عنك وعن هالهديه اللي مدري شلون صايره.
جلست عالأرض قدامه وهي تسبل له بعيونها وبضحكه/أفاااا يبه..وتقولها كذا في وجهي بدون مقدمات.. يعني أرجع جده ولا أرمي نفسي في البر ولا كيف.
طالع فيها بإبتسامه/وش دخل البر في السالفه؟
حركت يدها بقلة حيله/ماعندكم بحر أرمي نفسي فيه..قلت البر يمشي أهم شيئ أريحك مني.
ضحك بخفه/أنا قايل إنك مهبوله..
وقفت وهي تجرب السكين وبهدوء/عارفه.. بس المهبوله ذي تحبك عن جد ومافي أي شيئ يسعدها أكثر من وجودك في حياتها.. علشان كذا مجرد حبك وإهتمامك وتفكيرك فيها يكفيها،x وشي بسيط زي ذا يساوي عندها ملايين وأحسن من القزاز اللي أنتا جبته.
طالع فيها وفي السكين اللي رافعته قدامه كدليل، اتاملها بصمت قبل مايبتسم "قزاز! بلاكي ماتدرين قيمة هالقزاز"x وبحب/x
أدري.. بس كنت أبي أبين لك غلاك عندي.
أتنهدت وبثقه/متأكده من ذا الشيئ ومايحتاج تبين.. القلوب عند بعضها.
مشيت تتفرج عالكتب وبمرح/وبما إن هديتي الأولى كانت منك ومن جدي،فرح أعتبر السكين منك وذحين بختار هدية جدي.
رد بضحكه/يالنصابه.. هديتين.
صاحت بإستنكار/وأنتا بعقلك تجيبيني لهنا وتبغاني أطلع بخفي حنين..لازم أستغل الفرصه وأطلع لي بكم كتاب، ولاتخاف بعتبرها سلفه من المكتبه وأخلصها وأرجعها ليك.
هز رأسه برفض/لا بتصير لك.
ضحكت بمرح/ومن قال إني أبغاها ليا،كذا أحسن.. هطبق نظام المكتبات عندك هأخذ كتب وأرجع كتب إلى ماشاء الله..
أخذ أبوسند نفس عميق بعد ماخلص يحكي لسند عن اللي صار، وبضيق /أظن الحين أتاكدت إنها ماتبي مني شيئ.. وكل اللي سويته كان ماله أي معنى.
أتحرك سند لاشعورياً لخزانة السلاح اللي في زاوية المكتب ودارت عيونه بتفحص عالسلاح المعروض فيها، بلع ريقه بصعوبه لما شاف مكان السكين خالي.. لأخر لحظه كان يتمنى يلقاه مكانه ويطلع كلام أبوه مجرد محاوله لتبييض صفحتها قدامه، لكن مع الأسف في كل مره يطلع هو الغلطان وكل غلط أكبر من الثاني، ألتفت لصوت أبوه الغاضب/خلص تأكدت من صدق اللي قلته.. تظن إني بكذب عليك؟
هز رأسه بنفي وهو يجلس جنبه ويطالع في جده برجاء علشان يتدخل، الجد ببرود/تحمل اللي يجيك.
طالع فيه للحظات قبل مايلتفت لأبوه اللي شكله تعبان، مسك سماعة التلفون وطلب أبرة السكر بسرعه، وبهدوء/يبه أنا أسف.. مهما قلت وعدت هالكلمه مارح توفي اللي حاس فيه الحين.. أدري إن غلطي كبير وموبهين وأنا مستعد أصلحه حتى لو أضطريت أروح لها بنفسي وأعتذر منها.. بس أنت هدي نفسك وأرتاح.
أكتفى أبوه بالصمت ووجهه مبين عليه التعب والضيق، مرت خمس دقايق قبل يحقنه بالإنسولين وهو يهمس له بكلمات إعتذار صادقه ويبوس رأسه ويطلع من القصر بحاله.
----------------
جده، الساعه الثامنه صباحاً
جهزت الفطور في الصاله لأخوانها ودخلت فطور أمها لغرفتها بإبتسامه/أحلى صباح لأحلى أم في الدنيا.
أم رشيد بتعب/صباح الورد ياقلبي.. ماقلت لك مو لازم تجيبي فطوري لهنا، أنا مافيا شيئ.
ساعدتها توقف علشان تغسل وجهها ورجعتها لسريرها بعتاب/هوا كل يوم نعيد نفس الكلام ياأمي.. الحمدلله إنك كويسه وأنا أبغاكي كويسه على طول علشان كدا بدلعك وأجيب لك كل شيئ لحدك.
مسكت يدها بحب/الله يرضى عليكي يابنتي ويعوض تعبك خير.
حطت لها الأكل عالسرير بهدوء/أنا بروح أخلص شغلي ناديني لماتخلصي.
رجعت لغرفتها الصغيره وجلست وراء مكينتها الجديده اللي أشترتها قبل أسبوعين.. لهاx فتره توفر مبلغ صغير كل ماجاتها فلوس لحد ماجمعت مبلغ تقدر تشتري فيه مكينه جديده بدل مكينتها اللي أكل عليها الدهر وشرب، دارت بعيونها في غرفتها بحسره.. الجدران متقشره وكلها رطوبه والفرش متأكل ولونه راح من كثر ماغسلته.. بعد ماأنعرف شغلها في حارتهم وصار يجيها زباين بدأت تجمع فلوس علشان تغير فرش البيت وعملت بنصيحة جوري وأول شيئ جددت غرفة أمها لإنها على طول قاعده فيها وشكلها وفرشها بيأثر في نفسيتها وبعدها بفتره جددت المجلس لإنها بتستقبل فيه الحريم وكانت منتبه لنظرات الشفقه والقرف اللي باينه في عيونهم من منظر مجلسهم القديم كل مازاروها.. كانت تتحمل وجودهم بالعافيه لحد مايطلعوا من عندهم علشان تبكي بقهر من حركاتهم.. ماكان بيدها شيئ وماعملته.. فلوس الضمان مع اللي بيطلع لها من الخياطه يادوب يكفي دواء أمها ومصاريف روحتهم عالمستشفى كل يوم والثاني علشان غسيل الكلى.. ولولا إنه بيجيهم مبلغ محترم كل أخر شهر من فاعل خير كان مساعدها في طلبات مدارس أخوانها ومصاريف البيت اللي ماتخلص كان حالتهم صارت ولا أسوء.
xx أتنهدت بعمق وهي تفتكر زيارة جوري الأخيره بضيق
حطت جوري فنجان القهوه وبهدوء/خوله أنا موغريبه علشان أتضيف.. أجلسي بقول لك موضوع مهم.
طالعت فيها بحذر/ خير خوفتيني.
إبتسمت تطمنها /لاتخافي والله يكتب لك الخير ياقلبي.. بصرحه أم فيصل صاحب عبادي اللي عرفتك عليها يوم إفتتاح الكوفي أتصلت سألت عنك وعن أهلك وحابه تخطبك لولدها فيصل.
وبإرتباك/أنا.. أنا موعارفه أيش أرد.. أول مره أنخطب.
جوري/أنا ماقلت لك تردي ذحين..وبصراحه ماحبيت أعطيها رقمك علشان ماتضغط عليكي.
خوله بشرح/أنا مابغى أتزوج..ماأقدر أسيب أمي وأخواني.. هما مالهم غيري.
طالعت فيها جوري وبجديه/بغض النظر عن ظروفك ياخوله، في أشياء لازم تعرفيها علشان تكوني على بينه وتعرفي أنتي على أيش داخله.
تابعت بعد ماهزت خوله رأسها بموافقه/فيصل متزوج براء من أربع سنين وربي ماكتب لهم يجيبوا أولاد لذحين، علشان كذا خالتي بتضغط عليه وحابه تزوجه.
رددت وراها بهمس/براء!!
سرحت ببالها وهي تسترجع شكل البنت الناعمه الشقراء اللي اتبادلت معاها الكلام لفتره يوم الإفتتاح وأرتاحت لها بسرعه،وبتوتر/وزوجته عارفه إن خطبني؟
إتنهدت جوري وبهدوء/بصراحه فيصل نفسه ماعنده فكره.
شهقت خوله وبعصبيه/يعني خطبتني لولدها بدون مايعرف.. ليه هوا بنت؟
جلستها جوري جنبها وبهدوء/ممكن تهدي علشان أعرف أكلمك..
خوله بقهر/أبله كيف أهدى أنتي موسامعه أيش تقولي.. كيف تخطبي لولدها المتزوج وكمان بدون مايعرف.. هيا سوت كدا علشان أنا يتيمه ومالي أحد.. عرفت إنا على قد حالنا قالت في بالها خلاص دي بتحمد ربها وتوافق وهيا مغمضه عيونها.
مسكت جوري وجهها وثبتته قدامها وبحزم/كونك يتيمه وعلى قدك فذا مايعيبك ياخوله، كفايه إن أمك موجوده وحسها بالدنيا وأنتي قايمه بأمك وأخوانك وبتصرفي عليهم بتعبك وشغلك، وأم فيصل ماخطبتك لإنها مستقله بيكي وبأهلك بالعكس هيا حبتك وعجبتيها وأتمنت إنك تكوني أم لأحفادها، وأنا إذا كان عندي شك بس واحد في الميه في تفكيرها ماكنت جيت كلمتك من الأساس.
شهقت خوله ببكى لما ضمتها جوري بحنان وصارت تهديها وبعد ماهديت ضغطت على يدها بحنان/ أنتي موناقصك شيئ متدينه وجميله ومؤدبه غير برك بأمك وأخوانك وأصلك الطيب.
خوله بشك/إجل ليه خطبتني وولدها مايعرف!
إتنهدت وبإبتسامه/فيصل وأبو براء كانوا جيران ومن وقت ماكبر وعرف شيئ أسمه حب كان قلبه ملك لبراء، وبعد مامات أبوها خطبها من خالتها وأتزوجها في ظرف شهر،
حبها أكثر وأتعلق فيها وهيا حبته بالمقابل وصار كل حياتها وأهلها.. أثنينهم حللوا ومافيهم شيئ وللأمانه هوا راضي بحالهم وماعنده مشكله، بس خالتي الله يهديها كل فتره والثانيه تفتح معاها سيرة الزواج وهوا رافض ومايبغى براء تعرف علشان مايكسر بخاطرها.
خوله بسخريه/وهيا مفكره إني ممكن أتزوج ولدها وأنا متأكده من حبه لزوجته.. لسا مايئست من حياتي للدرجه دي.
جوري بثقه/ ربنا قال(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) وأنتي مؤمنه ياخوله والمؤمن مبتلى.. ومهما زاد الحمل عليكي وتعبتي ذحين بيجي يوم ربي يعوضك فيه عن كل شيئ، وكل اللي مريتي فيه هيكون مجرد ذكرى تحكيها لأولادك وأحفادك بإذن الله.
طالعت فيها خوله بإبتسامه/أنتي عارفه ياأبله.. أنا قد ماأكون زعلانه ومتضايقه بمجرد ماأشوف إبتسامتك وأسمع كلامك أحس كل ضيقي وتعبي راح.
ضحكت جوري بخجل/طلعت مضاد إكتئاب وأن مدري.
هزت خوله رأسها بتإكيد/أنتي إنسانه متفائله ومرحه مهما كانت ظروفك علشان كذا بحس نفسي أحسن كل ماكنت معاكي.
جوري بإبتسامه/أنتي عارفه إن التفاؤل والضحك معدي.
ضحكت لما شافت عيون خوله أتوسعت بإستغراب وتابعت/ترى أكلمك من جد، الإنسان بيتأثر باللي حواليه ولما يكون في محيط كله ضحك وفرح طبيعي مزاجه بيتحسن والعكس صحيح إذا كان في محيط كله حزن وكآبه.
خوله بإبتسامه/علشان كذا على طول مبتسمه وبتضحكي.. بتحاولي تعدي اللي حواليكي!
صبت لها فنجان قهوه وشربتها بتلذذ/حبيبتي طالما الإنسان بصحته وفوق رأسه سقف يأويه وفي بيته لقمه تسد جوعه واللي يحبهم حواليه وبخير، ليه يحزن ويكتئب الدنيا مو مستاهله التعقيد ذا كله.. أحنا جايين عليها ضيوف ورايحين خلينا نسيب ذكرى حلوه تجيب لنا دعوه في ظهر الغيب.
هزت رأسها بموافقه وصاحت بتذمر لماحطت جوري فنجانها ووقفت/أبله على وين بدري ماقعدتي.
ضمتها بحنان/بدري من عمرك المهم شفت أمك وأتطمنت عليها ووصلت الإمانه والباقي عليكي،فكري على مهلك ولاتتسرعي وشيلي أي أفكار مالها داعي.. أنتي فاهمتني صح.
هزت رأسها بموافقه ووصلتها للباب وهي تنادي قصي من المجلس، طلع رشيد أخوها معاه وبهدوء/كيفك ياخاله.
جوري بحنان/الحمدلله بخير، أنتا كيفك وكيف المذاكره معاك.
إبتسم/الحمدلله كله تمام.. يلا أنا بمشي معاكم للبيت.
هزت رأسها بموافقه/تسلم ياأبوسعود، عقبال مانزفك يارب.
وخرجوا وسط تعليقات رشيد وقصي وضحكهم.
إتنهدت خوله ورجعت لحاضرها وهي تمسح دموعها بحسره "اليوم اللي يجيني عريس يطلع متزوج وكمان يحب زوجته ومايبغى يتزوج عليها.. أيش متوقعه ياخوله وأنتي بحالتك دي، لامال ولا تعليم ووظيفه زي الناس لا ومعاكي أهلك في رقبتك.. من اللي بيرضىx يربط نفسه بوحده زيك" أخذت نفس عميق وإبتسمت بهمس/مو مهم العريس.. المهم إن أمي وأخواني طيبين وموناقصنا شيئ وإن شاء الله هتخرج السنه دي وأقدر القى وظيفه بالثانوي وكل شيئ هيتحسن والله كريم .
--------------------
الرياض، الساعه التاسعه ليلاً
رد بضيق/عالأقل فكري زين وبعدها ردي موبتقفليها من أولها يالجوري.
جوري/أفاا يبه.. مدام قلت جوري حاف معناها زعلت مني ياتاج رأسي.
إتنهد بعمق/موبزعلان، بس أنتي نشفتي ريقي ولا براضيه تسمعي الكلام كإنك بزر.. خلص براحتك يلا في إمان الله.
قفل الخط بضيق ومسح وجهه وهو يستغفر، الجد بهدوء/علامك ياوليدي، أركد شوي الزعل موبزين لك.
زفر بضيق/أنت موشايف شلون موبراضيه تجينا، بالأول اتعذرت بالإمتحانات والحين يوم خلصت ألفت لي ألف قصه وقصه لأجل ماتزورنا..كل ذا من تحت رأس سند لابارك الله في شيطانه.
الجد بموافقه/بعد هي معها حق شلون تبيها تجينا بعد اللي صار منه.. إذا كان ولدك عنيد ورأسه يابس هي بعد أعند منه ويباسة رأسها تكسر الصخر، وماأظن نست يوم إنها طردها من المزرعه.
فك أبوسند أزرار ثوبه برجفه وعصبيه/اللي قاهرني وحاز في نفسي إنها ماعلمتني ولاجابت لي سيره كاتمه بقلبها وأنا أشوفها متغيره يوم كنا بالمزرعه وماتبي تقعد ويوم سألتها قالت لي مشتاقه لعيالها وأنا صدقتها.. مادريت إنها إنهانت ببيتي ومن ولدي.. ولدي اللي الكل يحكي ويتحاكي بأخلاقه ومرجلته سود وجهي وفضحني قدامها يبه.. مالومها يوم إنها هجت وماعاد تبيx تدخل بيتي.. أكيد إنها ماتبي تقابلني.
ناوله الجد إبرة الإنسولين وشافه وهو يحقن نفسه وبهدوء/أنا قلت لك إنها مهيب زعلانه لا منك ولامني، حتى يوم إني تعذرت منها على سواته قالت أنتوا مالكم دخل باللي صار .. لكن يابوك الحكي اللي قاله سند موبهين وهي حره وماتقبل الذل والضيم، ولولا إنها بنت أصول وحاطه لي ولك قدر وحاشمتنا كان ماقعدت تحكي معنا للحين.
زفر بعصبيه/والحين وش السوات يبه أنا مابيها تقطعني.. هي الحين بحسبة بناتي وأغلىx وماقدر أخليها.. وهي شكلها ماعاد بتجينا أبد.
الجد بحزم/السوات بيد سند، هو اللي غلط وهو اللي يتحمل.. وأنا كنت ناوي أتدخل مير ماحبيت السالفه تكبر والكل يدري عنها، البنت ماتبي تصير علك بحلوق الناس.
x وقف أبوسند وصار يدور بغضب/خل واحد فيهم يقول نص كلمه على بنيتي وأنا بقص لسانه قص..
إبتسم الجد بمراره/أنت ماتقدر تمنع الناس من الحكي وإن ماحكوا قبالك بيحكوا في ظهرك، ولا نسيت حكيهم على ثريا بعد ماترملت وارفضت تتزوج بعد المرحوم رياض!
طالع فيه بشحوب وضعف، كيف ينسى كلام الناس اللي طال شرف بنته بسبب رفضها العرسان واحد وراء الثاني، والناسىقامت تألف حكايات وروايات عنها وعن خوفها من الزواج بعد رياض علشان تداري فضيحتها المزعومه مع إنه زوجها شرعاً.. لكن عقول الناس وعاداتهم فرضت عليهم هالشيئx ولولا ثقتهم في ثريا كان صارت علوم.
جلس بتعب وغطى وجهه بكفوفه بقهر وهو عاجز عن الرد، جلس الجد جنبه وأخذ يده بقوه وبثقه/سند غلط وغلطه كايد، وأنت تدري بولدك مايحب الظلم، أدري إنه الحين ندمان وموبقادر يسامح نفسه على سواته الرديه فيها ولزوم بيتصرف ويرد إعتبارها، أنت لاتحاتي.. صحتك ماتتحمل يابوك.. والجوري أتركها علي أنا اللي بخليها تجينا.
إتنهد بحرقه/مااقدر أقول غير الله المستعان يبه.x
طالع فيه الجد بقلق، من يوم ماعرف باللي صار والسكر مو مستقر غير إنه زعلان من سند ومايتكلمxمعاه إلا للضروره، إتنهد بعمق وهو يفكر في طريقه تقنع جوري بزيارتهم علشان ولده يتإكد إنها موبزهلانه ويقدر يرتاح شوي.
-----------------
روما، الساعه الخامسه مساءً
قفل الجوال مع جده بقهر وهو موعارف كيف يتصرف مع أبوه اللي صحته متدهورهx وزعلان منه ومو معطيه وجه من يوم ماعرف ياللي صار، صحيح كان يرد عليه بالقطاره ومن غير نفس لكن يظل أحسن من اللي صاير الحين، لإنه من يوم ماسافر إيطاليا مع ديما وهو رافض يرد على مكالماته أوحتى يكلمه من جوال جده، هو كان يدري إن أبوه متعلق بهذيك البنت ويحبها لكن ماتخيل إن علاقته فيها بذي القوة والعمق لدرجة إنه يقاطعه بسبب اللي سواه فيها.
مد يده لجواله وقلبه في يده لدقايق بتردد قبل مايشغل المقطع اللي سجلته ثريا للمره المائه، وفي لحظات إنساب صوتها الناعم وكسر صمت جناحه البارد وهي تكلم بدر بهدوء/ماشاء الله عليك يابدر لعبك أتحسن كثير عن أخر مره شفتك فيها.
بدر بخجل/ترى بصدقك ياخاله وأشوف نفسي.
ضحكت بنعومه/أنت ناسي كيف كنت قبل شهرين.. كنت ماتعرف تشوت الكوره في نفس المكان مرتين وذحين ماشاء الله صرت تنشن مزبوط وطيحت كل العلب من مسافه، يعني لك حق تنبسط بنفسك شويه بس مو مره
بدر/ أنا تميت أسوي كل اللي قلتي عليه هذاك اليوم وكل اللي علمني عليه قصي وخالي عبدالرحمن أتمرنت عليه زين وقمت أسويه وعيوني مغمضه.
جوري/ماقلت لك مافي أسهل من اللعب، كل اللي عليك إنك تستمتع باللي تسويه وفي الأخير رح تسويه صح، وذحين أنتا صرت لاعب كويس، صرت أسرع وتحكمك في الكوره أكبر ودفاعك وهجومك مره قوي.
سكت للحظات وبتردد/يعني الحين أقدر ألعب مع عيال أعمامي، بدون ماخسرهم اللعب.
جوري بتشجيع/حبيبي بدر أنتا مو بس مارح تخسرهم، انتا بإذن الله هتكون السبب في فوزهم، كل اللي عليك إنك تتشجع وتكون متأكد إنك هتلعب كويس وهتنبسط.. لاتفكر في أحد ولا في رأيه فيك، فكر في اللعب وبس وكل شيئ هيكون تمام.
بدر/بس أنا يهمني رأيهم وابيهم يقولون عني كلام زين قدام أبوي..
جوري بتساؤل/أيش دخلهم في لعبك وأيش أبوك في الهرجه؟
إتنهد وبحزن/أبوي مانعني من اللعب ومن كل شيئ البقيه يسووه.. دبابات ممنوع.. خيل ممنوع.. حتى السباحه مايخليني أسبح إلا إذا هو أوعمي وضاح موجود.. أبي ألعب قدامهم زين علشان يوصلون له الكلام.. أبيه يعرف إني كبرت ومليت من القعده لحالي وإني أعرف ألعب زين.
جوري بهدوء/بدر حبيبي لازم تفهم إن أبوك خايف عليك.. يعني هوا أكيد خايف تطيح من ظهر الخيل ولا الدباب، أنتا عارف ذي الأشياء ممكن تكون خطيره مره.
بدر بضيق/لا ياخالتي السالفه موبكذا.. أبوي أصلاً مايحبني ولا يدري عني شلون بيخاف علي.. هو من بعد أمي ماتوفت كرهني وكره بتول.
جوري بحزم/بدر بلا غباء أنتا الثاني.. أيش حكايتك أنتا وأختك كل شويه والثانيه مايحبنا مايحبنا.. ترى أبوكم لو سمع كلامكم ذا بيزعل منكم.
بدر بحسره/بتول حكت لك عن كل شيئ، صح؟
جوري بضيق/أيوه حكت لي، وكل اللي حكته بايخ وماله معنى لإنه مو حقيقي.. أنا موعارفه أنتوا ليه حابين تجيبوا الهم لنفسكم.. بعدين الأب والأولاد نفس التفكير ماشاء الله.
بدر بإستغراب/شلون يعني؟
جوري بهدوء/يعني أنتوافيكم طبع غريب، بتول كانت تحسب أبوك كارها ويلومها على موت أمكم، وأبوك يحسب العكس وإنك وبتول كارهينه وتلوموه على موت أمكم، وأنت تحسب أبوك وأختك كارهينك وماعادوا يحبوك.. والهرجه غير كذا تماماً.
سكتت للحظات وتابعت/أنا زمان وانا صغيره صار لي حادث وكنت هغرق ومن يومها أبويا منعني من البحر والسباحه، ماكان مسموح أقرب من المويا حتى مع أخواني، هوا أتعقد وصار يخاف عليا من الغرق وأنا صرت معقده من البحر وأخاف منه بس ذا مامنعني من إني إنبسط بوقتي لما أروحه، وبعد فتره بديت أحارب خوفي وحاولت أكثر مره في أبويا وفي نفسي لين أقتنع وسمح لي أحاول أسبح.
بدر/يعني صرتي ماتخافين وتسبحين زين.
ضحكت بنعومه/لاحبيبي أنا وصلت تقريباً لنص المشوار.. البحر صار عشق بالنسبه ليا بس السباحه لسا بحاول أتعلمها ومارح أرتاح ولا أهدى لين أتعلمها.
بدر بتساؤل/يعني أبوي خايف علي يصير فيا مثل أمي.
جوري بهدوء/أبوك خسر أمك وأختك أنعمت وماعاد قدامه غيرك يحاول يحميه ويحافظ عليه، صح تفكيره غبي بس هوا أب وخايف على ولده وذا أحسن شيئ قدر يفكر فيه وقتها، وذحين جاء دورك علشان تساعده وتشيل كل الأوهام ذي من رأسه.
بدر بإهتمام/شلون أساعده، أنا بعدي صغير وهو مايسمعني ولايقعد معي أصلاً.
جوري/أنتا موتحبه وتبغى تقضي وقتك معاه! خلاص خليك صاحب الخطوه الأولى.. أعتبر نفسك أنتا الكبير والعاقل وخليك قوي، ،أجلس معاه على طول وحاول تكلمه في أي شيئ وكل شيئ.. حاول تبين له إنك مشتاق ليه ولوجوده معاك.. حاول إنك تدخله في حياتك بشكل مباشر وهوا مع الوقت إن شاء الله هيبدأ يغير نظرته للأمور وهيرجع زي ماكان.
بدر/تهقين ياخالتي إن أبوي بيتغير ويرد مثل قبل؟
جوري بتأكيد/إن شاء الله حبيبي.. إذا حس إن كل اللي خايف منه مجرد وهم عيش نفسه فيه وإنكم مو كارهينه ولازعلانين منه وإذا أنتا وبتول أتساعدتوا وشديتمx حيلكم شويه وغيرتوا نفسكم هتغيروه معاكم وأكيد هيرجع الأب اللي كنتوا تعرفوه..
x
قفل التسجيل بضيق وسند رأسه عالكنبه بتفكير " أستغفر الله العظيم.. أستعجلت وغلطت عليها وظلمتها بدون سبب ومع ذلك هي طلعت أحسن مني.. اتجاهلت سواتي الرديه فيها والكلام اللي سمعتها ياه ودافعت عني قدام بدر وبتول.. ألتمست لي إعذار وهونت كل اللي سويته فيهم وخلتهم يسامحوني ويردوا لي.. راعت عيالي وفهمتهم ودارت بالها عليهم أكثر مني.. شلون غلطت هالغلطه ياسند وشلون بتصلحها..شلون بتصرف الحين! شلون أعتذر منها! أتصل عليها! ولا أرسل لها ثريا! أنا موبقادر أستوعب وأفكر زين.. الحين كل شيئ تغير هي مو مثل ماكنت أظن ولاعاد أقدر أواجها أو أكلمها بسهوله مثل قبل، مخي وقف وأيديني أتربطت و---
صوت ديما العالي قطع أفكاره ورجع للواقع وخلاه يركز مع الباب اللي يدق، وبهدوء/أدخلي ياديما.
دخلت وإبتسمت ببلاهه/أسفه بس تميت أدق أكثر من خمس دقايق وأنت موبسامعني.
إبتسم بمجامله/لا عادي.. تبين شيئ؟
بحلقت عيونها وبإستنكار/أنت واعدني ننزل السوق نخلص باقي أغراضي اليوم.. لايكون نسيت.
ضغط على جبينه بقوه وبأسف/فعلاً نسيت.. أنتي متى بتخلصي شراء من هالأسواق..x مامليتي؟
هزت رأسها بنفي/وش منه أمل.. أنا جايه أشتري جهازي وأبي أخلص منه .
طالع فيها بإستغراب/صار لنا أربع أيام في ميلانو ماخليتي فيها محل أزياء ولامصمم إلا ورحتي له، والحين حنا في روما من البارحه وقضينا كل اليوم وحنا رايحين رادين في هالأسواق غير أسواق جده والرياض، لاجهازك خلص ولا أنتي تعبتي.
ضحكت بمرح/الله كل ذا بقلبك علي، وياترى ذا بخل ولاملل ياأخوي.
سند بإبتسامه/وقتي وحلالي كلها تحت أمرك، أنتي تدرين وش قصدي ياأميرتنا.
إبتسمت بفرح من دلعه اللي كانت ناسيته وقربت منه بإندفاع وحضنته بقوه/أشتقت لك ياسند.. أنت أحسن أخو بالعالم وعسى هالضحكه دايمه ياأخوي.
مسح شعرها بإرتباك من حركتها وكلامها اللي حسسه بالذنب والتقصير ناحيتها وناحية الكل.. الحين أقتنع فعلاً إنه كان غبي وجبان مثل ماقالت لإنه سمح لشوية أوهام بإنها تحرمه من أولاده وعيلته كل هالوقت، وبثقه/من اليوم ورايح بتشوفين عالضحكه دوم إن شاء الله، وكل شيئ بيرد مثل قبل وأحسن.
أنخرطت في بكاء حار ومريح وهي تسمع وعوده وبعد ماهديت بعدها عنه ومسح دموعها بشويش/خلص مانبي دموع روحي أجهزي علشان ننزل، إلا إذا هونتي وماعاد تبين السوق.
نطت من مكانها بصراخ/لاااا وش هونت، دقيقه وتلقاني وفي اللوبي.
طلعت بسرعه وهو يضحك بهمس/ أبي أعرف بس وش حكاية الحريمx مع هالأسواق، كإنه معمول لهم عمل ولا وش السالفه.
أتذكر لهفة ديما وحماسها البارحه وهم يتسوقوا في شارع (فيا كوندوتي) اللي يعتبر أشهر شوارع التسوق في روما والعالم كيف ماخلت محل ولاماركه غير لما أشترت منه، ومع ذلك مصره اليوم تروح شارع(في فينيتو) بحجة إن فيه أشهر محلات الجلد الطبيعي والأحذيه وهي بعدها ماشرت منها شيئ.
إتنهد براحه عالأقل قدر يسعد أخته بهالسفره ورجع يسمع ضحكتها ورسم الإبتسامه على ملامحها واللي كانت مختفيه من فتره، ورغم الوقت والجهد اللي لزمه علشان يرافقها لكل مكان إلا إنه ماندم على أخذها معاه، بالعكس فكرته بالوقت الحلو اللي كان يقضيه مع سمر في السفر .
رن جواله وردx بإبتسامه وهو يسمع صوت ديما المتحمس وهي تستعجله في النزول، أخذ جاكيته الجلد ومفاتيحه ونزل وفي باله يخلص من هالسفره على خير ، ويبدأ يشوف طريقه يصلح فيها غلطه مع هذيك الإنسانه
إنتهى البارت
أشهد إن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيً لا يموت.. بيده الخير كله وهو على كل شيئً قدير
|