كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
يوم العيد
بعد الفجر
صحيت من النوم على ريحه حلوه ومألوفه نادت دينا لين جاتها/صباح الخير بتول،كل سنه وأنتي سالمه ياالبي.
إبتسمت بمجامله/وأنتي بصحه وسلامه.. وش ذي الريحه؟
ساعدتها تطلع من السرير وجلستها عالأرض وبحماس/ مدي أيديكي وبتعرفي شوفي هون.
مدت أيديها وحست بشيئ ناعم وطري بين أصابعها وبإبتسامه/ورد!!!!
شالت الباقه اللي أكتشفت إنها كبيره وقربتها من وجهها وأستنشقت عطرها بإستمتاع/غاردينيا..من زمان عنها.
دينا/مش بائه وحده..عشر بائات غادينيا.
حطت اللي في يدها واتحسست قدامها وأصطدمت يدها بالعديد من الورود والعلب المختلفة الأحجام، وبشك/من اللي أرسل هالأشياء؟
دينا بتنهيده/مسيو أبوبدر..بيك ومعن بطائه كمان..أبنتي ونور عيني بتول،كل عام وأنتي بخير.
وقفت برجفه وبأمر/بدخل أتسبح وأبي أطلع ماألقى شيئ من هالأشياء هنا.
دينا بإحباط/عالئليله أفتحي العلب وشوفي -----
قاطعتها بحده/سوي اللي قلت لك عليه.
دخلت وقفلت الباب بعنف وببكى/خلص مو بقادر تجاملني وتجبر نفسك على شوفتي أكثر من كذا، وبعد نور عيني!!
خرجت بعد ساعه واتصرفت كأنه ماصار شيئ رغم عيونها الحمراء اللي فضحت بكاها طول الساعه اللي فاتت، لبست فستان من أختيار دينا كالمعتاد وصلت وأستقبلت جدتها منيره و جدتها أم أمها وعماتها اللي عيدوا عليها بحب وإهتمام وبعد نص ساعه تركوها ونزلوا يشوفوا أشغالهم بعد ماحاولوا فيها علشان تنزل معاهم تستقبل باقي العيله وتعيد معاهم.
أستأذنت منها دينا علشان تنزل تحت، وطلبت منها تتصل على جوري قبل ماتروح، وبعد ماأتكلمت مع جوري وعيدت عليها حست براحه نسبيه وقفلت منها .
دخلت دينا وشافتها تبكي عند الشباك، وبرجاء/بتول الله يوفئك خلينا ننزل لتحت بس شوي نعيد معن وننبسط.
ردت بحزن/ماأبي أعيد معهم ولا أبي أنزل.
دينا بيأس/عالئليله تلفني لبدر من شان يجي لهون.
مسحت دموعها وبزعل/موبداقه عليه، أهو ماتذكرني ولاجاء يعيد علي .
دينا/أنا أكيده إنه متزكرك،بس بيكون إنشغل شوي بتعرفي عيد وأنتوا أهلكن وناسكن كتير، وأكيد في عجئه .
بتول برفض/وأنا ماأبي أثقل عليه، بعدين هو له فتره يجيني ويجلس معي من غير ماقول، يمكن بيفقدني قريب وبيجي لحاله.
يالساحره..وشلون عرفتي إني أبي أشوفك وأقعد معك.
ألتفتت للصوت المرح اللي فاجأها وبذهول/بدر!!! وش جابك هنا.
ضمها بشوق/قلبي جابني، بس أسمعك تناديني..بدر تعال بدر أبيك بدر أشتقت لك..
كل عام وأنتي بألف خير حبيبتي بتول.
اتفاجأت بضمته القويه وحست بالراحه ومانتبهت على نفسها وهي تضمه وتبكي بحرقه/وأنت بصحه وسلامه، بدر والله أشتقت لك ياخوي،لا تتركني لحالي.
بكت دينا من منظرها وبكاها اللي يقطع القلب وفضلت تتركهم لوحدهم وطلعت وقفلت الباب.
وبعد فتره من البكاء المريح، سألته بتول/لما تأخر الوقت ظنيت إنك نسيتني وموبجاي تعيد علي.
مسكها من كتوفها وبجديه/مهبوله أنتي،أحد ينسى تومه ونصه الثاني، أنا جيت بس شفتهم عندك ورجعت، ماكنت أبي أدخل وهم موجودين، كنت بجلس معك لحالي بدون مايقاطعنا أحد.
بتول بتساؤل/الحين أنت كنت تحكي من جد لما قلت لي إنك سمعتني أناديك.
مسك يدها وبهدوء/من جد، أنتي نسيتي إنا تؤام والتؤام يحسوا ببعضهم..نسيتي زمان لما كنت أمرض وأنا في مدرستي ولما كنت أرد البيت ألقاكي بعد تعبانه وراده من المدرسه.. ولا لما رحت المزرعه وركبت الخيل مع مساعد وبتال وطحت ولويت رجلي،جدتي قالت إنك قمتي من النوم تصارخين من رجلك..
وجلس يحكي لها كذا موقف وهيا مندمجه معاه وتصحح له التفاصيل وضحكوا من قلوبهم لما أتذكروا ذي المواقف، ولماخفت موجة الضحك،بتول بإبتسامه/تدري كنت حاسه بضيقه وملل، بس الحين لما قعدت معك أرتحت، من زمان ماضحكت بهالكثر..
بدر بهدوء/وأنا بعد مارتحت وضحكت هالكثر من سنين..
سحبت يدها وعقدتها في حضنها وبتردد/بدر أنت..تكرهني؟
طالع فيها بإستغراب/أكرهك!!أنتي من وين تجيبي هالأفكار الغريبه؟
أتنهدت بضيق/أنت قلتها لي مره ولا نسيت.
مسك أيديها وبإعتذار/أنا ماكنت أقصد،أنا بس كنت زعلان منك ومن أبوي لأنكم .. يعني كل شيئ تغير ، أمي ماتت وأنتوا فجأه تغيرتوا علي،أنتي حبستي نفسك هنا ورفضتي تقابلين أحد، وأبوي صار واحد ثاني، مو أبوي الأولي ماعاد يضحك ولايجلس معي شكله يخوف ولا أحد يقدر يحاكيه،منعني من كل شيئ ممنوع ألعب أوأخرج لحالي حتى الخيل اللي كان يغصبني عليه ويقول لازم تصير فارس مثل أبوك منعني عنه، حتى الكلام ماقام يتكلم معاي ،يسافربالأيام ويرد ولايدري عني، وحتى الحين سلم وعيد علي ببرود وكأني واحد غريب عنه ولا أعني له أي شيئ، يعني أنا صرت مثلك في حبس بس الفرق إني ماأبيه لقيت نفسي فيه ومجبور عليه و-----
ضمته فجأه وخلته يقطع كلامه وببكى/أسفه ياخوي أسفه،كل شيئ صار بسببي، أنا ماكنت أدري إن كل ذا صار لك أنا ماكنت أقدر أواجهك،كنت خايفه تلومني عاللي صار و-----
بعدها عنه بقوه وبحده/أنتي مجنونه،أنتي مالك دخل الموت موبيدنا، أنتوا كلكم أغبياء أنتي غبيه وأبوي بعد غبي،أصلاً هي عاشت ولاماتت مافي فرق في حياتنا.
بتول برجفه/بدر لاتقول كذا على ماما.
بدر بغضب/أنا ماكذبت، هي أمي وأنا أحبها، بس أنتوا ليه تكذبون على نفسكم،أنتي تدرين وأنا أدري وأبوي بعد يدري..لا البيت كله يدري إنها كانت.. ماتهتم فينا هالكثر، أمي يابتول كانت تتركنا مع المربيات طول الوقت،كنا نشوفهم أكثر منها كانوا يهتمون فينا وقت مرضنا وتعبنا أكثر منها،صح كانت تقعد معنا وتسافر وتشتري لنا وماتقصر علينا بس ذا كله لإن ------
قاطعته بحده/بدر لاتكذب على ماما وهي ميته حرام عليك..ماما كانت تحبنا وتهتم فينا أنا كنت كبيره وقتها وأفهم كل شيئ.
سكت للحظات وإبتسم بسخريه/قلت لك إنك غبيه وأنا بعد كنت غبي مثلك، كنت أظن إن مافي أم تحب عيالها كثرها،لليوم أتذكر وجودها معنا وسفراتنا برا وحياتنا قبل كنت حيييل أحبها وللحين أحبها، لكن.. لكن أنا عرفتها زين، أنا موبقاعد أكذب أنا بعد وقتها كنت كبير وأفهم ،وسمعتهم يتهاوشون بسببنا، عرفت إنها كل مره كانت تقعد معنا وتهتم فينا لإن أبوي طلب منها وبعد يزعل عليها إذا أهملتنا، وبعدها يعوضها عن الوقت اللي ضيعته معنا، يعني موبلإنها مهتمه فينا، أمي يابتول كانت تفضل إنها تتركنا للمربيات وتتفرغ هي للسفر والسوق وأم شيئ لصديقاتها،تدرين كم مره سمعتها تحن على أبوي علشان تسافر بدونه وبعد بدونا، كانت تقول إنها تبي تستانس ووجودنا بيقيدها ومارخ يخليها تتمتع في سفرتها، وإن المفروض وش سمتها وقتها؟ أيه قالت يترك لها مساحه خاصه ..مساحه خاصه.. أنا مافهمت وش يعني بس اللي فهمته إنه شيئ لازم مانكون فيه، بعدها ماصرت أهتم كثير وظنيت إن كل الأمهات كذا،حتى لما ماتت صدق إني حزنت وبكيت عليها بس مو كثير تدرين ليه؟ لإني أدري إن أبوي بيحبنا ويهتم فينا عنه وعنها وأنتي بعد كنتي موجوده وقلت خلاص أنتوا تكفون وكل شيئ بيكون بخير، بس كنت غلطان.. أنتي وأبوي تخليتوا عني وماأهتميتوا فيني وكان قدامي حل من الأثنين ياإني أصير مثلكم ولا أكمل حياتي بدونكم.
سكت يأخذ نفس ويجمع أفكاره للحظات وهو يشوف علامات الصدمه على بتول اللي تبكي بصمت كانت عن جد مصدومه من كلام أخوها،شلون يقول كذا عن أمها، أمهم أحسن أم في الدنيا.. مافي أم تحب عيالها كثرها كانت تدللهم وتهتم في كل شيئ يخصهم.. كل صديقاتها كانوا يحسدوها عليها ويتمنون أمهاتهم تكون نفس أمها، وبعدم تصديق/أنت كذاب يابدر ماما ماهيب مثل ماتقول..أنت تبي تعاقبني لإني تركتك كل هالسنين تبيني أكرهها علشان أترك غرفتي وأكمل حياتي..تبيني أصير قاسيه مثلك وأتصرف كإن مافي شيئ أتغير في حياتنا.
بدر بهدوء/كان زين لو كنت قاسي مثلك ولا مثل أبوي، بس أنا ما قدرت أكون مثلكم، ماقدرت أظل متمسك بصورتها القديمه وأتذكرها بالشكل اللي كنت أتمناه واحبس نفسي مع ذكرياتنا الحلوه، ولا قدرت أنسى اللي كنت أشوفه وأسمعه وأصير قاسي وأكمل حياتي مثل ماقلتي.. صرت واقف في النص.. تدرين إني الأول على المدرسه أنا كل يومي أقضيه مع الكتب والدفاتر، أحاول أكون أحسن واحد يمكن أبوي يلتفت لي ويتذكر إني موجود ويرد مثل قبل، أنا مالي أصحاب ولا خويان مثل الباقيين،أنا ماأطلع مع باقي العيال وممنوع من الخيل والدبابات ونص الألعاب اللي في المزرعه بأمر من أبوي، أنا حتى ماأعرف ألعب كوره، وفي الإجازه أتم في جناحي لحالي طول الوقت ألعب بلايستيشن ولا أتم عالجوال.. الوقت الوحيد الحلو هو اللي أقضيه مع جدي وجدتي وجدي مساعد،معاهم أحس إن في أحد يحبني ويفقدني لاغبت عنه.
سكت وساد بينهم صمت حزين وبتول تبكي بصمت وتحاول تستوعب كلام أخوها القاسي واللي صدمها بقوه ، وقف بدر عند الشباك وعيونه عالسماء ويقلب في ذكرياته وبتفكير/ أنا سألتها مره وقلت لها أنتي ليه ماتحبينا؟ تدرين وش قالت!!!! قالت مافي ام ماتحب عيالها،ولما قلت لها عن اللي سمعته قالت لي مو معنى إني أحبكم إني أكره نفسي، أنا بعد ماجبتك أنت واختك تركت كل شيئ كنت أحبه وأتفرغت لكم ونسيت نفسي،بس الحين أنتوا كبرتوا وتقدروا تعتمدوا على نفسكم وماعاد تحتاجوني مثل قبل ،وأنا جايبه أحسن المربيات يعني بترككم وأنا مطمنه عليكم وأدري إنه مو قاصركم شيئ،أنت بعدك صغير وإذا كبرت رح تحب أشياء وتتعلق فيها مثلي ووقتها مارح تحب إنك تتركها علشان أي أحد، وأنت إذا تحبني بتفرح إذا شفتني مستانسه صح بدوري.
أتنهد وتابع بشرود/أنا وقتها مافهمت وش قالت،بس كلامها أنطبع في رأسي ومانسيته أبداً، ولما كبرت وقمت أشوف عيال عماني شلون عايشين أستغربت ،كلهم عندهم خدامات وأمهاتهم عندهم شغل بس أحسهم غير،في إهتمام وحب مابينهم أشوف أمهاتهم يتصلوا عليهم وحنا برا ويسألون عنهم ويهتمون فيهم، حتى مساعد ولد عمي صقر اللي ما عنده أبو أحسن مني، تدرين يوم سألته شلون عايش أنت ومريم مع زوج أمك زعل علي، قال أبوي راجح موبزوج أمنا هو أبونا ربانا وحبنا وماعمره حسسنا إنا موبعياله حتى يوم أمي ولدت أخواني مافرق بينا ويعاملنا كلنا نفس الشيئ، أنا قمت أغير منهم وخفت أحسدهم .
بتول بصدمه/علشان كذا صرت ماتروح معاهم، تركتهم وحبست نفسك في جناحك علشان ماتشوف شلون هم عايشين ومستانسين وأنت لا.
هز كتفه بيأس/ليه أقعد معهم وأنا أتحسر على شيئ أدري إنه مارح يصير لي،تدرين كم مره تخيلت أبوي يجي ويسأل علي.. يقول إنه أشتاق لي..يضمني ..نركب خيل سوا مثل قبل.. يجيني المدرسه ويشوف مستواي،اهوا حتى إجتماع الأباء مايحضر.. أبوي مساعد وعمي شاهين وكذا واحد من أعمامي حضروا حفل تكريمي في المدرسه إلا أبوي..كان مشغول وقتها وموبفاضي لي.
وقفت بإرتباك وتبعت صوته لين مسكت كتفه وألتف لها بصمت، مدت أصابعها ولمست وجهه واتفاجأت بدموعه وبصدمه/ تبكي يابدر!!!!
ضمته لصدرها بقوه وهي تعتذر له بهمس متقطع وإنهاروا عالأرض بعد ماتفجرت دموعهم بغزاره وأتحولت لفيضان من المشاعر والألم المكبوت لسنين في صدورهم.
|