كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
أول أيام العشر
دقت باب الغرفه ودخلت بهدوء/ياسمينتي مارح تساعديني في الفطور!!!
ردت بغصه/ماله داعي تسوي فطور..أحنا بنروح نفطر عند بابا وتقدري تفطري مع خالوا في الطريق براحتكم بدون مانضايقكم
جلست على طرف سريرها ومسكت يدها بحنان/إحنا مو اتفاهمنا وخلصنا..ليه مصره تزعلي نفسك وتزعليني.
سحبت يدها وبعصبيه/احنا ماتفاهمنا على شيئ..أنتي قررتي ونفدتي بدون مايهمك رأيي ورأي قصي.
ياسمين...
ألتفتت لعبدالرحمن اللي صرخ بحده وواقف جنب الباب ومعاه قصي،جوري بإبتسامه/سيبها عبادي خليها تطلع اللي في نفسها.
عبدالرحمن بحده/ذي أسمها قلة أدب..مسوي إنها معصبه وماتنتبه لكلامها.
طالعت فيه ياسمين بصدمه ونزلوا دموعها وبقهر/أنا مو قصدي كدا..أنا بروح معاكم مابجلس هنا.
جلس قصي جنب جوري وبحزن/أمي أنا كمان بروح معاكم..كيف يجي العيد وأحنا مو مع بعض.
مسكت يده وبلعت ريقها بصعوبه وبهدوء/حبيبي أنا مو فهمتكم ..يعني أنتوا تفتكروا إني موحابه أعيد معاكم ولا إني هنبسط وأنا هناك وأنتوا هنا؟
بعدت ياسمين عن عبدالرحمن وببكاء/أجل ليه سايبتنا ورايحه لوحدك..دي أسبوعين.. تعرفي يعني أيه أسبوعين؟
وقفت وسحبتها من يدها وجلستها عالسرير جنب قصي ومسكت أيديهم بحنان وهي تشرح لهم بهدوء/ لازم تعيدوا مع أبوكم وأخوانكم وجدتكم،ماشفتوا العيد اللي فات نادر كيف كان زعلان لإنكم مو معاه،مو فاكرين كلام جده لما كانت تبكي وهيا تكلمكم في العيد..لاتكونوا أنانيين وتفكروا بس في نفسكم..فكروا في أبوكم وأخوانكم.
ياسمين بزعل/وأحنا مين يفكر فينا؟ ليه لازم نسعدهم ونزعل نفسنا..نبسطهم بقعدتنا كيف وأحنا أساساً مو مبسوطين؟
قصي بتساؤل/طيب نجلس هنا ونعيد أول يوم وبعدين نسافر نعيد هناك الباقي،ماينفع؟
مسحت خده بحنان/وجود تعيد بدون أبوها كيف،مولازم يروح ويشتري لها ملابس العيد ويعيد معاها ومع خاله غنى..موكفايه إنه جالس معانا وسايبهم طول السنه..أكيد هوا كمان أشتاق لهم ونفسه يعيد معاهم.. زي مانحب الخير لنفسنا لازم نحبه لغيرنا حبيبي.
فكر للحظات وهز رأسه بموافقه ووقفت ياسمين بعدم إقتناع وبلوم/أنتي خليكي بس كذا..فكري في كل الناس وساعديهم وأحنا وانتي مو مهم..ننحرق.
طالعت فيها بترقب وصمت وهي متوقعه الأسوء جاي في الطريق.
عبدالرحمن بحده/بنت..أنتي وبعدين معاكي..قسم بالله أنعطيتي وجه ولسانك طول..
ياسمين بهستيريا/علشان جالسه أقول الحق.. هيا طول عمرها تفكر دايماً في الكل..سبنا بابا والبيت وقالت بنجلس معاها ومارح تسيبنا ودحين تفكر في جده وأخواني وفيك وفي جود وكيف تبسطكم وتريحكم..وهيا أساساً مو مرتاحه..أنا عارفه إنها ماتبغانا نعيد هنا وتسيبنا لوحدنا..بس هيا دائماً تفكر بغباء دائماً تهتم بالناس وتنسى نفسها..ليه ماتكون أنانيه مره وحده وتفكر فيها وفينا بس وطز في الباقيين..ليه لازم تسعدهم على حساب نفسها وهما محد فكر فيها----
شهقت بصدمه من كف عبدالرحمن المفاجئ وشحب وجه جوري وقصي من شكله المعصب وصوته القوي/أنتي ياجاهل
جايه تقلي أدبك على أمك والله لكسر رأسك قبلها..
وألتفت لجوري بغضب/كله منك..هذا أخر صبرك طول السنين ذي..ياما حذرتك وقلت إنهم مارح يقدروا أي شيئ سويتيه.. كل شيئ هينسوه بمجرد إنك هتسوي شيئ لنفسك..والأن وأنتي برضك بتفكري فيهم وفي مصلحتهم ماهو عاجبهم وجات اللي ماطلعت من البيضه تتفلسف عليكي.
راحت بعدت ياسمين المصدومه عنه وألتفتت لقصي/خليك مع أختك.
وسحبت عبدالرحمن من يده وخرجته بالقوه وقفلت الباب وبعتاب/أحنا في أيام فضيله وصايمين..ليه تضربها ..ليه تكسر بخاطرها كذا وأحنا مسافرين.
صاح فيها بغضب/أنتي هتجننيني ..مو سامعه قلة أدبها..عجبك اللي قالته ولا لايكون حسستك بالذنب بكلامها الغبي.
رمت نفسها على أول كنبه في الصاله وبشرح/هيا مو غبيه..هيا بس مو فاهمه..أنتا ليه ماتفهم إنها مشتته ومو مستوعبه اللي صار لهم ..هيا سابت بيتها فجأه بيتها اللي عاشت واتربت فيه كل حياتها..بعدت عن أبوها وأخوانها والناس اللي تعرفهم ولقت نفسها في مكان غير المكان..هيا لسا صغيره على كل ذا..
رد بغضب/بلا صغيره بلا أعذار غبيه..أنتي كنتي متحمله مسؤلية بيت بكامله ومتحمله مسؤلية أحلام وأنتي أصغر منها..أتزوجتي وأنتي بقدها و---------
حست بإنفاسها بدأت تضعف وهي تقاطعه بقوه/لاتدخل أحلام في الموضوع لإنك مو فاهم شيئ عنا..وزواجي اللي بتستشهد بيه كان الفشل نتيجته النهائيه والحتميه..فعن أي مسؤليه بتتكلم..لا تجلس تقارن بينا ....لإنها مو أنا ،ومارح أسمح لها تكون جوري ثانيه ولا------
سكتت وهي تجاهد علشان تأخذ نفس وتتحكم في شحوبها الواضح..جلس جنبها بقلق/خلاص أهدي شويه..اتنفسي..
صرخ بقوه/ياسمين ..قصي.
خرجوا بسرعه على صراخه وبنظره وحده لامهم جريوا في جهتين ،رجعت ياسمين بكيس ورق وقصي بكأس مويا ووجوههم شاحبه من الخوف، حاول عبدالرحمن يعدلها واتفاجأ بيها تبعده عنها وترمي الكيس عالأرض،حاولت تتحكم في نفسها وتتنفس بهدوء وهي توقف بصعوبه،مسكها وثبتها وبرجاء/جوري أجلسي وخليني أشوفك دقيقه.
دفت يده عن خصرها ومشيت وهي تسند نفسها على أي شيئ تلمسه يدها لين وصلت لغرفتها وقفلت بالمفتاح واتجاهلت دق عبدالرحمن عالباب ورجاء ياسمين علشان تفتح لها،إنهارت بمجرد دخولها الغرفه،سندت ظهرها عالباب ونزلت رأسها بين رجولها وصارت تحاول تتنفس بعمق وإنتظام وبعد فتره وأول ماأخذت نفس حقيقي همست بكل قوتها من وراء الباب/روحوا من هنا..أنا كويسه.
عبدالرحمن برجاء/حبيبتي فكي أشوفك بس..
ياسمين ببكى/مامااا فكي ..أنا أسفه..والله خلاص أنا غلطانه..
ردت بنفس الهمس/مادمت بكلمكم يعني أنا بخير..خلاص روحوا.
بعد لحظات سمعت عبدالرحمن يأيد كلامها بهدوء/معاها حق هيا ذحين بخير..خلوها لحالها وهي أول ماترتاح هتخرج من نفسها..هنتظركم في السياره علشان أوصلكم لأبوكم.
ياسمين بإعتراض/مابغى أروح..بستنى ماما لما تطلع و---
قاطعها بحده/أنتي بالذات تنطمي ولا أسمع صوتك..خمس دقائق وانتوا برا.
اتجاهلت جوري توسلات ياسمين ومشيت بخطوات مهزوزه للحمام(اكرمكم الله) دخلت البانيو وجلست تحت الدش بملابسها
عقدت أيديها حول رجولها وضمتها لصدرها بقوه وجسمها يرجف بقوه.. حاسه كلمات ياسمين بتضرب جسمها زي السياط.. حاده ومؤلمه زي سنينها اللي فاتت..كل اللي كانت خايفه منه وعامله حسابه حصل بس بسرعه أكبر من ماتوقعت .. أسترجعت تفاصيل أول سنتين من حياتها وهي تحاول تتقبل خالد لحد ماأقنعت نفسها وأوهمتها بإنها تحبه واتقبلت حياتها معاه، اتحملت غربتها عن أهلها عن قناعه بإن الحرمه والأخيردائماً مع زوجها حتى وإن كان الزوج ذا واحد زي خالد..وجات خيانته وزادت عليها ،أتذكرت حالتها كيف كانت وقتها وكيف كانت على وشك الإنهيار لولا رحمة ربها..أتذكرت أيام وليالي سهرتها بإحساس غريب مافهمته ولأول مره تحسه..إحساس كشف لها الوهم اللي بنته لنفسها وعاشت فيه سنين لدرجة إنها صدقته..ضحكت بهستيريا وذاكرتها ترجع بيها لنفس الموقف بشكل غريب، نفس حالتها ذي ونفس جلستها ووضعها ذا والأغرب نفس حالة الضحك الهستيري اللي بتضحكه ذحين،بس ضحكها ذاك كان لما أكتشفت واتأكدت إنها ماتحب خالد وعمر اللي بينهم ماكان حب،كان ممكن يتسمى أي شيئ إلا إنه حب..دورت وقتها على مسمى للي كانت تحسه ناحيته ومالقت مسمى أنسب من "الجنوووون" لإنها كانت عن جد مجنونه لما أتصورت إنها حبته في لحظه من اللحظات..كيف تحبه وهيا ماتقدر تعطيه ظهرها لثانيه بدون ماتتخيل هجومه عليها لأول مره وأتطورت حالتها لدرجة إن الكل صار يعرف بكرهها الشديد لأي لمسه لكتفها ومن أي شخص كان..كيف تحبه وهيا تكره لمساته وريحته وقربه لحد المرض لدرجة إنها بتهرب من سريرها جنبه في كل ليله وتحبس نفسها لساعه كامله بعيد عنه لحد ماتقدر تتمالك نفسها وترجع تكمل تمثيلها البايخ ليوم جديد..كيف تحبه وهي عمرها ماحست بشوق ليه.. بفراغ في غيابه عنها..لهفه لسماع صوته ..أو شيئ من اللي كانوا البنات يصدعوا رأسها بيه عن الحب والغرام والمشاعر اللي كانت كل وحده بتحسها ناحية زوجها ولاخطيبها..
والأهم من ذا كله بالنسبه ليها كان "الثقه" كيف تحبه وهي ماعمرها وثقت فيه حتى لثانيه،رغم كل وعوده وكلامه وتصرفاته اللي حاول من خلالها يبين لها أسفه وندمه عاللي صار بينهم أول مره.. إلا إنها في قرارة نفسها سلمت بإستحالة وثوقها فيه مهما عمل،وذا الشيئ اللي أتأكدت منه في الموقف الأول والأخير اللي أحتاجته جنبها وقت "ولادة ياسمين"وخذلانه ليها رغم إنها كانت في أمس الحاجه لوجوده الغير مرغوب فيه عادةً.. وذا اللي خلاها بعد كذا تقصيه عن دائرة إعتمادها عليه في أي شيئ.. صارت مهما كان الموضوع بسيط أو مهم تقوم فيه بنفسها، من تغيير أنبوبة الغاز وقارورة مويه الشرب للبراده.. لحد تغيير اللمبات وتبديل فيوز الكهرباء المحروقه..حتى أشياء السباكه والصيانه البسيطه اللي بيحتاجها البيت من وقت للثاني كانت هيا بتعملها بكل سهوله ويسر، و ساعدها في ذا الشيئ حياتها التنافسيه مع أخوانها اللي خلتها تحب تتعلم وتعتمد على نفسها في كل شيئ مهما كان صعب ومتعب ليها علشان بس تصير قويه زيهم ويسمحوا لها تخرج وتلعب معاهم..
زاد ضحكها بشكل غريب أضطرها تعض شفايفها بقوه لين نزفت علشان توقف ضحكها.. اتذكرت حبسها لدموعها وتحكمها فيها مره بعد مره لحد ما جفت واستعصى نزولها إلا فيما ندر وذا بيكون لما تفقد السيطره على نفسها عالأخر، أخر مره بكيت فيها كان في موت أبوها وبعدها لمافاقت من الحادث..صار بكاها زي موسم مطر في صحراء قاحله نادر وشحيح..أتمنت تبكي في ذي اللحظه عالأقل ترتاح من اللي حاسه فيه، كانت مقتنعه إنه بالرغم من تفاهة الدمعه وخفة وزنها إلا إنها بتزيح هموم بحجم الجبال وكانت تحس نفسها بترجع خفيفه وصدرها مرتاح بعد نوبة بكاء حاده هيا محتاجتها وبشده في ذي اللحظه..
كلام ياسمين حسسها بإن كل اللي عملته علشان تحافظ عليهم وتحاول تعيشهم في جو كله حب وإهتمام كل ذي السنين كان ماله أي قيمه تذكر ..كل سنين مراهقتها وشبابها اللي حاولت تعيشها ليهم وتعمل فيها شيئ مفيد كانت بدون فايده مادام في النهايه طلعت طريقتها غلط وكل اللي عملته راح أدراج الريح زي مابيقولوا، والأهم إنها طلعت مو مهتمه بأهم شيئ في حياتها زي ماقالت بنتها..ذي فكرة أولادها عنها "إنها بتفضل راحة الناس على راحتهم،وإنهم أخر إهتماماتها" قالتها في وجهها في لحظة غضب وهيا متأكده من صدق مشاعرها في ذي اللحظه..الإنسان مايعرف يكذب في لحظة غضب وكل اللي بيحس بيه مهما كان بيطلع بدون ترتيب وتجميل، والنتيجة بتكون دائماً صادقه وعالجرح بشكل يصدم ويخلي الشخص عاجز عن الرد بشكل غريب.. إبتسمت بسخريه من اللحظه اللي حذرها الكل منها وكانت في تحدي معاهم إنها مارح تجي من أولادها أبداً..مارح تجي بعد كل الحب والرعاية والإهتمام اللي حاولت توفرها ليهم حتى على حساب نفسها. أخذت نفس عميييييق وقررت تنسى اللي صار وترميه وراء ظهرها كالعاده..البكاء على الأطلال مارح يفيدها وكلام بنتها المراهقه وإن كان جرحها فهو مارح يغير اللي صار من سنين ، ولا هيحسسها بالندم عاللي سوته لهم ولغيرهم لإنها عارفه إن اللي عملته وقتها وذحين هوا القرار الصح والشيئ المناسب، ولو رجع بيها الزمن متأكده إنها هتتخذ نفس القرار..
غيرت ملابسها وإبتسمت وكلها ثقه إن كل شيئ رح يتحسن وإن بكره هيكون أحسن من اليوم وإن الله معاها وبيعوض كل صبرها خير ..
إنتهى البارت
سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
|