سبحان الله وبحمده،سبحان الله العظيم
عدد خلقه..ورضا نفسه..وزنة عرشه..ومداد كلماته.
---------------
الورقة السادسة والعشرون
أنا لا أريد منك حباً..ولاحتى مجرد إهتمام ..أريدك فقط أن تهديني نسياناً يمحو لك أي ذكرى أو وجود في حياتي.
(جوري)
الأثنين، الساعة 6المغرب
جوري بضحكة/حبيبتي أنتي..بس أستقر بكلمك بس لاتنسي هدية البيت الجديد ولاترى مابدخلك.
ساره/أقول طيري بس،قسم برفس الباب وأدخل،ولا أقلك بخلي سعد حبيبي يداهم بيتك وعاد وقتها بتترجيني.
جوري/ووووي عشتوا،سعد حبيبي..ترى ماهي راكبه سعد وحبيبي..ههههههههههههه.
ساره بزعل/قسم بالله سخيفة..الشرهه على اللي يبي يجيكي.
كتمت ضحكتها وبجدية/خلاص سوسو.. أصلاً الدلع ما يركب إلا على سعودك..عيشي حياتك ياقلبي..حبيبك وعمرك وكل شيئ،الله لا يحرمكم من بعض ويسعدكم يارب.
ساره بضحكة/أيوه..خليكي كذا عسوله وحبابه فديتك..يلا ياقلبوو لازم أقفل وبينا ألو.
جوري/ يلا بوسي لي عبودي وأنتبهي لنفسك.. إذا فضيت بدخل القروب..السلام عليكم.
طالعت في ساعتها بلهفه"كأنهم اتأخروا"
فكت سلسله من رقبتها وفتحت بالمفتاح المعلق فيها قفل دفترها الجلدي الأسود اللي في حضنها،.فتحت صفحة عشوائية مسكت قلمها للحظات وكتبت بخطها الجميل والمرتب..
(هناك أشخاص كلما تذكرت أنهم معي،أرمي همومي وراء ظهري..وأبتسم)
قلبت في صفحات دفترها بإبتسامة وهي تتذكر المواقف اللي مرت فيها وسبب كتابتها كل خاطره فيه..
قفلت دفترها وأتنهدت براحة أفتقدتها من زمن طويل..راحت للشباك وفتحته وصارت تتنفس بعمق وكأنها كانت محرومه من الهواء اتأملت قرص الشمس اللي بدأ رحلته للغروب وبهمس"الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. زي ماغابت ذي الشمس وأنطوى نورها..رح أطوي كل صفحاتك معايا..ومع شروقها بكره هيكون مالك وجود في حياتي.. كأنك ماكنت فيها في يوم من الأيام.. كل شيئ هيكون بخير،أنا متأكده من ذا الشيئ"
رجعت بذاكرتها ليومين مضت وسرحت في أحداثها..
(الجمعة..الساعة11ظهراً)
صحيت من غفوتها القصيرة بتفاصيل أوضح وأكثر خاصةً إن نفسيتها أتحسنت من وقت اللي زاروها أولادها وأمها والبنات أمس.. تلفونها ما وقف رنين وإتصالات من أهلها و صديقاتها.. واليوم الفجر أصرت على صوفي علشان تفك عنها القسطرة.. غثيانها خف والزغلله والتشويش أختفى مع لبسها لنظارتها اللي جابها عبدالرحمن في الليل كان إطارها بلون وردي ومزخرف بورود من الجانبين وقزازها بتدريج وردي،إستغربت اللون لإن عبدالرحمن عارف إن الوردي مو من ألوانها المفضلة.. ولما سألته قال/علشان تشوفي الدنيا بنظرة وردية ومتفائله.. ماسمعتي سعاد حسني لما قالت: الحياة بئا لونها بمبي ،وأنا قنبك وأنت قنبي، بمبي،بمبي،بمبي.
جوري بضحكة/ صراحةً أقنعتني..مقبوله حبيبي وتسلم.
إبتسمت ولبست نظارتها ومسكت طرحتها اللي حاطتها جنبها أستعداد لدخول الدكاتره، تأملتها بتمعن لأول مره لعدة دقائق قبل ما تستدعي صوفي اللي جاتها بسرعة.
(الكلام الإنقليش هيكون بالفصحى)
صوفي/صباح الخير..
جوري بغصة/صباح الخير صوفي.. هلا أخبرتني من أين أتى هذا الشال.
صوفي بإبتسامة/عندما أستيقظتي وتم نقلك من قسم العناية المركزة لهنا كان معكي..وأيضاً..في الحقيقة.. بعد حضورك أتى شخصاً ما لرؤيتى وأعطاني مبلغاً من المال مقابل إن أقوم بالإهتمام بإبقاء هذا الشال على شعرك دوماً.
طالعت فيها جوري بصدمة وعدم تصديق، مسكت الشال المقلم بالأبيض والأسود وتتحسسته بأصابعها بهدوء"هوا نفس الشال تبع الرجال اللي ساعدني،أنا متأكدة"غمضت عيونها وصارت تأخذ شهيق وزفير بعمق وهدوء في محاوله منها لتمالك أعصابها والسيطرة على أحساسها بالغضب..والخذلان..
صوفي بقلق/عزيزتي لاتبدين بخير.. سوف أستدعي الطبيب.
هزت رأسها بزفض وهمست من وسط تنفسها المضطرب/ دكتور لا ..دموع بسببه لااا..أضعف بسببه لااا..هوا ولاشيئ وما يستاهل مني أي شيئ،حتى التفكير فيه مجرد هدر للوقت.
صوفي بتوتر/لست أفهم ماتقولين..
جوري بهدوء/هلا ساعدتني لكي أتوضأ ثم تتركيني لوحدي قليلاً..
صوفي بشك/هل أنتي متأكدة؟
هزت رأسها بموافقة ،وبعد ماساعدتها وطلعت.. أخذت الشال بإبتسامة وغطت شعرها ومسكت مصحفها وقرأت سورة الكهف بخشوع وبعد ماخلصت حست براحة وبإنها عالطريق الصح بالنسبة لخالد ..بعدت الشرشف عنها وطالعت في رجلها المجبسة بتنهيدة كانت تحس بألم وثقل غريب في رجولها بس الدكتور ناصف قال لها إنه طبيعي بسبب نومتها الطويلة وإنها محتاجة كم جلسة خفيفة للعلاج الطبيعي علشان تنشط دورتها الدموية وتحرك عضلاتها.. مسكت لبس المستشفى بأطراف أصابعها بعدم رضى "أيش يحسوا فيه لما يلبسوا الناس كذا" طول الليل وهي تفكر كيف تأخذ دش بدون لاتبلل الجرح اللي في رأسها ورجلها المجبسة وطلعت لها بحل وباقي التنفيذ..دقت الجرس لصوفي وربطت شعرها بحماس لإنها أخيراً هتتحرك.
صوفي/هل أنتي بخير عزيزتي.
جوري/الحمدلله ،ولماذا لا أكون بخير.
صوفي بإستغراب/حسنا لا أعلم..ولكن كنتي تبدين بحالة سيئة منذ قليل .
إبتسمت بمرح/حسناً ،لقد تغير الكثير في هذا القليل.
صوفي/أنتي غريبة حقاً ولا أفهمكي جوري.
ضحكت على ملامحها المبوزه،وبجدية/أريد منك أن تساعديني لكي أستحم.. هل تسمحين بذلك.
هزت رأسها برفض/ هل جننتي..ماذا عن رأسك وقدمك أيضاً؟
إبتسمت بمكر/لا تقلقي،لقد وجدت الحل لذلك..كل ماعليكي فعله هو وضع كرسيين
وحقيبتي في دورة المياة ومساعدتي للوصول إليها.. أأمممم وكيس بلاستيكي .
إبتسمت صوفي/ما الذي تفكرين به إيتها الشقية.
حركت سبابتها بلا قدامها/ساعديني أولا.
اترددت صوفي للحظات وبعدها/حسناً .. لكن الويل لكي مني إن حصل شيئ سيئ.
جوري بضحكة/لاتقلقي،إن شاء الله لن أتسبب في فصلك من عملك.
راحت تجيب اللي طلبته منها وجابت لها عكاز يساعدها عالحركة وحطت لها الشنطة اللي جابتها ياسمين لما زاروها المغرب في الحمام (أكرمكم الله)..
قربت منها ونزلت رجلها المجبسة من السرير بشويش حركت جوري رجلها الثانية علشان تنزل بس ماقدرت حست بثقل فيها،مسكتها بيدها وحاولت تحركها بدون فايدة،طالعت في صوفي بتوتر/لا أستطيع تحريك قدمي.
صوفي بإبتسامة/لابأس لابد أن عضلات وأعصاب قدمك قد أصابها الخمول بسبب نومك الطويل إيتها الجميلة النائمة.
كانت جالسه عالسرير ورجولها عالأرض، لمست رجلها ومررت أصابعها عليها بهدوء وبغصة/إنه ليس خمول..أنا لا أستطيع... الإحس..اس بقدمي..لا أشعر بحركة أصابعي عليها.
صوفي بقلق/أهدي قليلاً..سوف أستدعي الطبيب حالاً.
مسحت دموعها وهزت رأسها برفض/ليس الأن..
حاولت تحرك رجولها وصارت تقرصها وتضربها بدون ماتحس فيها بأي شيئ من اللي سوته تحت نظرات صوفي المصدومة والحزينة على حالة جوري اللي كانت مصره تحرك رجلها أوتحس بيها عالأقل..
بعد دقائق من المحاولات الفاشلة بطلت اللي تسويه وإبتسمت بإلم وبهمس/يبدو إني أصبحت مشلولة.
رن جوالها لفترة قبل ماتنبهها صوفي،شافت تؤام روحي يتصل بك،مسحت دموعها اللي كانت تنزل بصمت لفترة وأخذت نفس/السلام عليكم..هلا عبادي.
عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أهلين ياقلبي صحيتك .
جوري ببحه/طول عمرك مزعج أتعودت خلاص.
عبدالرحمن/جزاتي اللي كلمت دكتورك وسمح لك تأكلي،وبعزمك عالغداء..
حاولت تكون طبيعية/أأمممممم طيب جاي على بالي أكل جاوي ..
عبدالرحمن بضحكة/كان من ضمن الخيارات، خلاص جاوي جاوي،من نفس المطعم؟
جوري/أيوه.. وممكن تمر ياسمين وقصي وتجيبهم معاك نتغدى سوا.
عبدالرحمن/خلاص أصلي جمعة وامرهم نجيب الغداء ونجيكي..السلام عليكم.
جوري/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
طالعت في صوفي اللي جلست جنبها عالسرير وماسكه يدها بحنان،إبتسمت لها وبمزح/لاتظني أني تخليت عن فكرة الإستحمام الأن..فأنا أنتظر أشخاص مميزون ويجب أن أبدو جميلة من أجلهم.
صوفي بموافقة/سوف يفقدوا وعيهم من شدة جمالك.
أشرت جوري عالعكاز بغصة/أظن إنه لن ينفعني بوضعي الجديد..سأحتاج لكرسي.
هزت صوفي رأسها وخرجت لفترة وبعدها رجعت وهي تدف كرسي متحرك قدامها،
طالعت جوري في الكرسي بصدمة ونزلت دموعها وهي تتخيل نفسها رهينة ليه لبقية حياتها،وبهمس/ إنا لله وإنا إليه راجعون.. لاحول ولاقوة إلا بالله..اللهم إني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه.
قربت صوفي الكرسي منهاوسألتها/هل أنتي مستعده؟
مسحت دموعها وضربت وجهها بكفوفها بخفه وأخذت نفس عميق،وبهدوء/سأستند على العكاز لكي أقف وستساعديني لأنتقل للكرسي..بسم الله.
مسكت العكاز بيدها اليمين بقوة وحطت صوفي يدها على خصرهاويد على ذراعها الشمال ووقفتها ..سندت جسمها عالعكاز لثواني لحد مالفتها صوفي للكرسي وجلستها قبل ماتطيح، صوفي/هل تألمتي؟
هزت رأسها بنفي وإبتسمت/ لو تحسي باللي فيا ذي اللحظه كان طحتي مكانك..
منعت صوفي من دفها بحركة من يدها وحطت العكاز في حضنها وبغصة/كلما أعتدت عليه أسرع،كلما كان أفضل.
مسكت عجلات الكرسي وحست برجفه في قلبها قبل يدها من ملمسها البارد،سمت ودفت نفسها ببطء للحمام (أكرمكم الله)
لحقتها صوفي/حسناً مالذي تنوين فعله.
سحبت جوري كرسي وحطته تحت الدش مباشرةً وحطت الثاني على مسافة قدامه، جوري/ساعديني لأجلس هنا.
وقفتها بمساعدة العكاز وجلست عالكرسي تحت الدش ورفعت رجلها المجبسة عالكرسي الثاني ولفتها بالكيس البلاستيك بإحكام ..
صوفي/لم يخطر هذا في بالي.
جوري/سأحتاج مساعدتك لتغسلي شعري.
هزت صوفي رأسها بموافقة وبدأت جوري تفرق شعرها، وأتحسست بأصابعها الضماد اللي مغطي الجرح اللي محتل نص رأسها تقريباً وحست بأطراف شعرها اللي حلقوه علشان الجراحة واللي بدأت تنبت حول الضماد.. قسمت شعرها لجزء أمامي وخلفي علشان ماتبلل الضماد اللي في الوسط ، وغسلت صوفي شعرها بحذر ولفته بالمنشفة بتكشيره/لما لاتقومي بقصه،إنه طويل جداً وسيتعبكي في العناية به.
إبتسمت/لابأس ،فأنا أحبه هكذا..هلا فككت لي أربطة الرداء الخلفية وبعدها تستطيعي الذهاب حتى أنتهي.
صوفي/لماذا أذهب سأبقى لإساعدك على الإستحمام.
ضحكت جوري بخفه/كلا لن تفعلي..لاينبغي أنت تريني عارية..يكفي مافعلتي لمساعدتي حتى الأن،وعندما أنتهي سأطلبك لمساعدتي.
حاولت صوفي تقنعها ولما يئست قربت منها أغراضها ومنشفتها وطلعت... بعد ساعة نادتها جوري بتعب/لم أكن أتوقع أنه سيستغرق مني كثيراً من الوقت والجهد.
طالعت فيها صوفي ..كانت لابسة وخالصه من فوق ومغطيه خصرها بالمنشفه،وقفتها علشان تلف المنشفه حولها قبل ماتجلسها عالكرس اللي قربته منها وبعدها وقفتها لحد مالبست ملابسها الداخلية وتنورتها وطلعتها عالغرفة..
إبتسمت بتعب وإحراج/شكراً جزيلاً ،أنا ممتنه لمساعدتكي لي.. تستطيعين الذهاب فلن أحتاج شيئاً أخر للوقت الحاضر.
ردت لها صوفي الإبتسامة/لاتشكريني على واجبي إيتها الحمقاء الجميلة والعنيدة.
حطت لها شنطتها عالطاولة وخرجت..
طفت التكييف وأخذت الريموت وفتحت الستارة الكبيرة وبسرعة أنتشر نور الشمس في الغرفة.. دفت كرسيها لحد الشباك الكبير اللي مغطي الجدار تقريباً وتأملت المنظر بإبتسامة مصدومة..كانت بتطل عالبحر بوضوح من مكان مرتفع، أستندت عالكرسي ورفعت جسمها لفوق وشافت حديقة المستشفى تحتها بأشجار النخيل والورد
المنتشرة في كل مكان بتنسيق وترتيب.. فتحت الشباك بعد جهد وحست بتيار الهواء ،القوي يجتاح الغرفة.. غمضت عيونها وأستنشقت بعمق ريحة البحر اللي وصلت مع الهواء،ماكانت متخيله إن شغله بسيطة زي الأستحمام بتتعبها نفسياً وجسدياً لذي الدرجة.. جلست بجمود لأكثر من ربع ساعة تبكي قبل ماتبدأ في دشها،لأول مره تحس نفسها بالشكل ذا،حتى لما تعبت قبل زواجها وأنخرصت لشهرين تقريباً،كانت بتمارس حياتها بشكل طبيعي، لكن الأن وضعها غير.. حاسه بالعجز والضعف والمهانه، حاسه بقلق وتوتر من رد فعل عبدالرحمن والأولاد لما يشوفوها..أمها أخوانها..أم خالد ومؤيد ولبنى وفاطمه..أبوها مساعد وأهله..ساره وحنان وكل اللي تحبهم ياترى بيتحملوا الخبر لما يوصلهم ،هيتقبلوه بروح رياضية ..حست بالإنهاك من كثر التفكير من وضعها الجديد ،وبالإحراج من صوفي اللي شافتها بذاك المنظر المخجل بالنسبة لها، فتحت عيونها ومسحت دموعها اللي غافلوها ونزلوا بدون أذنها رفعت عيونها للسماء وبهمس "يارب..ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث..أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي أوغيري طرفة عين ياأرحم الراحمين..الحمدلله حمداً كثيراً طيباً ملئ السموات والأرض وملئ ماشئت من بعدي..اللهم أقسم لي الخير حيث كان ثم أرضني به" لقيت مرايه في شنطتها وطالعت في نفسها وشكلها وهي عالكرسي
"شكلي عادي أنا نفسي ما تغيرت..اللهم بدل ماأمشي برجلي بمشي بذا الكرسي من اليوم..بعدين الدكتور قال عملوا فحص كامل وطلعت بخير..يعني يمكن اللي فيا نفسي مو عضوي ..أكيد زي اللي حصل لي قبل..أجل كل اللي باقي هو إني أقنع البقيه بأني طبيعية وإن مافيا شيئ أتغير.. سهله" أتنهدت وشالت المنشفة من شعرها وسرحته
بشويش على وراء وأتحسست رأسها من الخلف وإبتسمت برضى لما لقت شعرها مغطي الضماد اللي بنص رأسها وموباين، ضحكت لما شافت أيش جابت ياسمين في الشنطة.. كانت جايبه شنطة مكياج فيها عطرها المفضل وبودرة وروج وكحل .. إبتسمت/ربي يسعدك ياسمينتي،على بالها رايحه زواج..يلااا ماورايا شيئ.
حطت روج وردي فاتح وأتخلت عن الكحل والعطر لإنها أتذكرت إن الدكتور فهد أكيد هيمرها بعد اللي صار،أختفت إبتسامتها بهدوء زي ما ظهرت ورجعت تشوف باقي الاغراض اللي طلبتها من ياسمين، عبايتها والنقاب والقفاز والشراب حطتهم عالطاولة..تنورتين وبلوزتين بأكمام طويلة.. غيارات داخلية..جلال صلاة وشنطة مستحضرات العناية الشخصية ..وأخيراً روايتين لأجاثا كريستي،وثلاث
روايات من سلسلة ماوراء الطبيعة ودفتر خواطرها المغلف بالجلد الأسود وقفله الذهبي الصغير حطته عالطاولة مع الروايات وقفلت شنطتها وحطتها في حضنها وراحت لجهة الباب اللي كان جنبه دولاب ملابس زي مافهمت من صوفي، كان دولاب مخفي في الجدار بلون الخشب رتبت أغراضها فيه وراحت لمت شعرها ولبست الشال وصلت الجمعة اللي دخل وقتها وبعد ماخلصت تستغفر وتسبح،نزلت الشال من شعرها وطالعت فيه بإبتسامة وطبقته وحطته على مخدتها،حررت شعرها من ربطته وخللت أصابعها فيه وعدلته وراحت للشباك ،اتأملت الناس والسيارات كيف كل واحد رايح لوجهته وهوجاهل باللي حاس فيه غيره..كلهم محملين بالهموم والمشاكل أكيد مافي إنسان مرتاح وخالي،ومافي إنسان ماقد مرت عليه مرحلة صعبة في حياته وأضطر يتعايش معاها .." لازم أكون أقوى من أي وقت قبل..لازم أقرر إذا كنت هستسلم وأعيش بقية عمري حبيسة ذي العجلات ولا أهزمها وأهزم أي شيئ ممكن يخليني أتراجع عن قراري في ترك خالد.. ياسمين ،قصي سامحوني..وعدتكم إني هضحي علشانكم بكل شيئ..بس خلاص ماعاد فيني أتحمل أكثر من كذا،رح أواجه الكل بقلب قوي وعزيمة أقوى..حياتي كلها رح تعتمد على قراري ذا..وخالد مارح يكون له أي وجود فيها،ووجودي في الكرسي مارح يغير قراري ،هيكون دافعي علشان أصير أقوى ،من اللحظه ذي ممنوع الدموع والحزن والضعف " أخذت نفس عميق محمل بريحة البحر اللي تعشقها،أخذت دفترها من الطاولة وفتحته بمفتاح صغير معلق في سلسلة معاه..مسكت قلمها للحظات وإبتسمت لنفسها بتشجيع وكتبت(مازالت هناك ضحكات لم أضحكها،وسعادات في جيب الأيام لم أعشها.. مازال هناك في العمر خبايا جميلة تنتظرني..فصبراً جميلاً وبالله المستعان)
أتوسعت إبتسامتها وتحولت لضحكة لما طير الهواء خصلات شعرها الطويل وأتبعثر حولها وصار يتحرك في كل جهه وهي تحاول تلمه وفي الأخير أستسلمت وتركته للهواء يحركه بحرية هي في أمس الحاجة لها..وبعد دقائق دخلت صوفي/يالجمالك تبدين فاتنة.
طالعت فيها بنص عين/يالك من كاذبة سيئة صوفي..أنظري لوجهي الشاحب وأثار الكدمات والخدوش التي تغطيه..فعن أي فتنة تتحدثين.
مسكت خصلات شعرها وإبتسمت/شعرك لوحده حكاية جمال..أما وجهك فيحتاج القليل من المكياج وتصبحي قاتلة.. سأضع لكي بعض المستحضرات.
مسكت يد صوفي تمنعها وبضحكة/توقفي لاأستطيع وضع المكياج لإن الأطباء سيقومون بزيارتي لاحقاً.
صوفي/القليل لن يلاحظه أحد.
جوري بإبتسامة/إذا لا فائدة منه في كل الأحوال.
كشرت صوفي بزعل وأتغيرت ملامحها بسرعة/تذكرت..ألم يأتي الدكتور فهد ؟
جوري/كلا لم يأتي أحد.
صوفي/لقد كان في الخارج منذ قليل وسألني إن كنتي مستيقظه..وأخبرته بما حصل وكان قادم لرؤيتك.
هزت جوري رأسها بلا وأتنهدت بسخرية/ربما وجد إنه من الأفضل تشكيل لجنة طبية لإعادة الفحص،يبدو إنهم سيعانون من وجودي هنا.
صوفي بزعل/لاتتحدثي هكذا فأنتي ألطف مريضة صادفتها حتى الأن.
جوري بمزح/وأجمل مريضة..هل نسيتي.
صوفي بضحكة/والأجمل أيضاً لم أنسى ذلك وتابعت بجدية/أنتي دائمة الإبتسام ..لا تتذمري ولا تصرخي ولا تتصرفين كباقي سيدات الطبقة المخملية اللاتي يحضرن .
ضحكت جوري/ومن قال لكي أني منهم..أنا إنسانة عادية من طبقة متوسطة ولا أمت بصلة للطبقة التي تتحدثين عنها، وإلا لكنت مثلما قلتي.
صوفي/حقاً..لقد توقعتك مثلهن،فكل مرضانا من هذة الطبقة.
جوري بإستغراب/لماذا،نحن في أي مستشفى .
صوفي/ مستشفى*****
شهقت جوري بصدمة "أيش جابني هنا، أكيد خالد أتجنن بعد الحادث،معقول بيكفر عن اللي سواه ومالقي غير ذي الطريقة.. لااااا مو معقول..أسبوعين في العناية المركزة في ذي المستشفى غير الفحوصات والغرفة ذي أكيد كلفوه ثروة المجنون،من وين جاب الفلوس الغبي..أخذقرض؟أتسلف؟ باع السوبر ماركت؟" مسكت رأسها اللي عورها فجأة من الصدمة.
صوفي/ما الأمر.
دارت جوري بعيونها في الغرفة وبهمس/أنا كيف ماركزت إنها بذي الفخامة من قبل.. ولا أنتبهت لأهتمام الدكاترة المبالغ فيه وصوفي اللي معايا زي ظلي.. أنا لازم أخرج من هنا بأسرع وقت.