كاتب الموضوع :
فيتامين سي
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي
جلس قدامها وهو يحاول يتمالك نفسه وما يعصب عليها/لا تحاولي تستفزيني ،لإن ذا مو في صالحك..
طالعت فيه بإستغراب/أستفزك؟ أنت قلت بتمارس حقوقك وأنا موافقة.. وين الأستفزاز بالضبط..
خالد بعصبية/من وين جبتي الحبوب،وليه أستخدمتيها..
وقفت بتوتر/جبتها من الدكتورة بشرى. وليش أستخدمتها! أعتقد أنت شفت اللي حصل لي بدونها ،فما له داعي تسأل..
خالد بعصبية أكبر/أنتي هبلا من جد.. ولا مو فاهمه اللي سويتيه.
دارت في الغرفة وهي تحاول تجمع أفكارها وبعصبيه /أنت مش كنت زعلان ومتضايق علشان ما..ما..قدرنا..
.المهم..وأهلي منتظرين.. وأهلك مثلهم.. كلكم كنتوا تشوفوني بنظرات غريبة وتتهموني..أنا شفت عيونكم.. شفتها..كيف تشوفني ، كوني هاديه وصبوره.. زوجك هيتصرف واتحملي..شرفك سلميه لزوجك ..وزوجك له حقوق.. حقوق..حقوق.. حاولت أسوي كل اللي قالوه.. حاولت مرة وأثنين وثلاثة..وماقدرت.. أيش اللي كان بيدي أسويه وماسويته..وأنتوا كلكم بتحملوني مسؤلية شيئ مش بيكفي..مالي ذنب فيه..أنا كذا جبانة، خوافة،مريضة..ولما فكرت مالقيت غير ذا الحل.. الحل اللي هيريحني ويريحكم قبلي..
وذا اللي حصل.. أنت خلصت مهمتك..وهم أتأكدوا من تربيتهم وشرفهم وأهلك أطمنوا وفرحوا بأختيارهم.. جاي تزعل ذحين ليش..ليش..
إنهارت عالأرض وبكيت من قلبها.. كان الكلام يخرج منها بسهولة وعفوية .. كل اللي حست فيه الفترة اللي راحت والضغوط اللي عانت منها ومحد حاس فيها.. خرجت كل شيئ وحست بحمل أنزاح عن كتفها..
راقبها خالد وأنصدم من كلامها وإنفجارها المفاجئ..زعل من اللي عملته وأعتبره طعن لرجولته وكرامتة..بس هو ما فكر فيها ولا كيف حاسه..ما فكر أيش اللي وصلها للحالة ذي وخلاها تلجأ لذا الحل الجنوني..
طاحت عالأرض وبكيت بهستيريا وصارت تشهق بقوة..خلاص بكيت وأنكسرت..ذا اللي كنت مستنيه منها..طيب ليه ما أرتحت ولاهديت..ليه حاس بدموعها نار تحرقني.. قرب منها وشالها وحطها عالكنبة وهي مو حاسه فيه ومستمرة في بكاها،مسك وجهها بين أيدية وبأمر/طالعي فيا..جوري طالعي فيا وأهدي.. خلاص.. أنا مو زعلان.. والله مو زعلان..
ما صدرت منها أي حركة تدل إنها سمعت كلامه، راح جاب كيس ورق وحاول،فيها لحد ماركزت معاه وبدأت تتنفس بالتريج لحد ما أستقرت حالتها وأطمن عليها..شالها للسرير وغطاها ،قفلها الستاير وطفى النور وسابها تنام وتهرب من مواجهته .. بعدها تركوا الفندق.. ورجعوا بيتهم،حس إنها هتكون مرتاحة أكثر وهم حولها و معاها ،خاصةً إنه قرر إنهم يرجعوا على جده وبلغهم بذا الشيئ وبعدها بأسبوع جهز كل أوراقها وحجز لهم.. انتبه لحالتها من وقت ما قال لها إنهم بيسافروا.. صارت تقريباً ماتنام تصحى من الفجر وتجلس مع أهلها قد ما تقدر أعتكفت في البيت وطلبت من أخواتها يباتوا معاها قد مايقدروا.. وماتتركهم غير آخر الليل لماتنام.. طول وقتها تضحك وتمزح بطريقة رعبتني ،صارت تتصرف زي الآلة وكأنها تحاول تخزن أكبر كمية ممكنة من وقتها معاهم وتحاول تستفيد من كل لحظه قبل السفر..وفي ذي الفترة ماخرجت من البيت غير مرة وحدة ،ويوم سفرنا أتوقعتها بتبكي وتسوي مناحه..بس صدمتني ببرودها وضحكها اللي ماوقف حتى لما بكيوا أمها وأخواتها أتريقت عليهم وجلست تنكت لحد ماضحكتهم غصب..حتى عبدالرحمن اللي أتوقعت إنها تنهار لما تودعه..أكتشفت إنها طلبت منه ما يجي معاها للمطار..وفعلاً ودعني في البيت ووصاني عليها.. في الطيارة اللي توقعتها هتبكي فيها ،أتبدل حالها وصارت وحدة ثانية.. وحدة جامدة وهادية ماأتحركت من مكانها ولا طلع منها صوت طول الرحلة ،وحتى لما وصلنا يادوب ردت على أسئلة الموظف في المطار.. أما في بيتنا صارت وحدة ثالثة..
----------------
(جوري)
صحيت وأنا حاسة بتعب.. نومي مو مريح وظهري فيه ألم مو طبيعي..صحيت خالد وأمي وأبويا والأولاد وقت الصلاة..ذي صارت مهمتي من يوم ماوصلت.. قاعده أحاول ماأغير شيئ من عاداتي عند أهلي..صليت وقرأت أذكاري ووردي اليومي،وخالد رجع ينام.. وبعدها رحت المطبخ أجهز القهوة و الفطور. لقيت أمي هناك ،وإبتسمت أول ماشافتني/صباح الخير..
بست رأسها/يا صباح النور على عيونك..الله. . أنتي مسوية فطاير؟
ردت بحنان/ روحي أجلسي عند أبوكي وأنا أجيبها لك برا..
أستحيت منها،صار لها فترة تدخل المطبخ من بدري وتجهز الفطور قبلي علشان تريحني، حطيت القهوة عالنار علشان أشربها مع أبويا
وبلوم/يمممه..ليه تتعبي نفسك.. مو كفاية دخلتك من الفجر كل يوم..كمان تسوي فطاير..هأكل أي شيئ.
خاصمتني كالعادة/طول عمري أدخل المطبخ وماسبته غير لما جيتي وماعد سبتيني أسوي شيئ..الفترة ذي أنتي تعبانه ولازمك راحة..ومدري كيف حملك ذا.. قربتي تولدي ولساتك ترجعي اللي تأكليه..
مررت كفي على بطني بشويش/ تستاهل حبيبة أمها أتعب علشانها..
أم خالد بحزن/كان ودي حملك يتأخر لين تكبري شوية،ماكان وقته ..بس الحمدلله. أخذت القهوة وإبتسمت/دام حملت فذا وقته..كل شيئ ليه حكمه..الحمدلله..
جلسنا في الصالة وفطرنا وبعدها راحت لبنى ومازن ومؤيد المدرسة ،وحلفت عليا أمي مادخل المطبخ ،رحت صحيت خالد واتجهز للدوام وأنا جهزت له القهوة.. دخل علينا بإبتسامة/يا صباح الخير..
ردينا عليه و جلس يشرب القهوة وسألني/فطرتي؟
أبويابعتاب/ أكلت فطيرة بالقوة..ليه ماتجلس معاها وتفطرها بالغصب..
خالد بزعل/جوري وبعدين معاكي..مو قلت لك تنتبهي لأكلك..نسينتي الدكتورة أيش قالت..وزنك نازل والبنت حجمها صغير..
اتنهدت بملل من السيرة اللي تتكرر كل يوم ،وبهدوء/ياجماعة أيش بكم..أكلت كفايتي.. لاتغصبوني برجع أنا اللي أتعب..
راح خالد ورجع بصحن فواكه/كلي ذا كله.. ولما أرجع أتفاهم معاكي..
طالعت فيه بقهر ،إبتسم وباسني و قبل ما يخرج ،قالت له أمي/لاتتأخر اليوم ،وجيب معاك غداء ..أحنا معزومين عالغداء عند أختك لطيفة ومابنطول.
هز رأسه بموافقة وخرج، وأنا سبتهم ورحت أنام.. وقبل الظهر جات أمي تقول إنهم بيروحوا ..قمت وأناحاسة بمغص وألم في ظهري.. أتوضيت وسويت نعناع يمكن أرتاح شوية..صليت واستنيت الأولاد لما رجعوا من المدرسة وجاء خالد وحطت لبنى الغداء وبعد العصر جاتني لبنى/جوجو.. ممكن تذاكري لي ،عندي إمتحان أنجليزي..
هزيت رأسي بتعب و الألم قاعد يزيد..شكلي بردت.. وحاسه بسكاكين في بطني وظهري.. جلست أذاكر لها وأتضارب مع مؤيد علشان يذاكر
دخل خالد وبإستغراب/صوتك ليه طالع..
أيش فيه..
لبنى بحقد/مؤيد مو راضي يذاكر وطفش جوري ،وأزعجنا بالتلفزيون..
خالد بتهديد/مؤيد اترزع ذاكر بالطيب لاتخليني أجيك أوريك..
مؤيد بعصبية/كذاابه لاتصدقها..اسأل مازن.. طنشه مازن وجلس يحل واجباته..
جوري/خلاص بيذاكر ذحين ،روح لاتتأخر.
خالد بقلق/شكلك تعبانه حاسه بشيئ؟
جوري بتصريف/أتروشت ونمت..شكلي بردت.
خالد/أنا قدمت عالأجازة بس بكره بيوقعوا عليها.. يعني بجلس لك .
ضحكت بخفة/يا مكثر الكراسي..أجلس وارتاح..
راح شغله واتلهت مع المذاكرة.. وبعدها ماقدرت تجلس.. صرفت الأولاد وراحت تمشي في الحوش يمكن وجعها يخف بس،مافي فايدة..لها يومين تحس بألم وكل ماله يزيد.. بس ذحين ما عادت قادرة.. حاولت تتمدد ما أرتاحت ،حتى الجلوس والوقفه والمشي ما أرتاحت فيهم ..
دخلت تتوضا للمغرب وبعدها أتصلت لخالد لقت جواله مقفول..أتصلت على بيت لطيفه/السلام عليكم.. هلا لطيفه..كيفك.
لطيفه/وعليكم السلام.. الحمدلله بخير..
جوري/بالله أعطيني أمي..
جاها صوت أمها القلقان/هلا جوري..فيكي شيئ.
حست بغصه/يممه تعبانه.. وخالد مايرد تعالي..
صاحت بخوف/لاتكون ولادة..
جوري ببكاء/يمه ..في حاجات نزلت مني.. خايفة يصير شيئ للبنت.
هدتها/لاتخافي مابيصير شيئ..البسي وجهزي أغراضك وشوية وأحنا عندك..
قفلت منها ولبست وجابت شنطة البيبي اللي مجهزتها.. أتصلت لخالد أكثر من مرة وبرضه جواله مغلق.. حاولت تمسك دموعها علشان لاتخوف الأولاد اللي اتلموا عليها..
وبعد ربع ساعة وصل أبوها وأمها وودوها المستشفى..أول ما كشفت عليها الدكتورة قالت ولادة.. بكت وأترجت الدكتورة علشان أمها تجلس معاها..ووافقت الدكتورة لإنها تعرفها طول فترة حملها.. وبعد ساعة..
خرجت أم خالد والممرضة بإرتباك..
أبوخالد بقلق/بشري ...ولدت..
أم خالد ببكاء/ولادتها متعسره..ولازم عملية..
الممرضة/لو سمحت..زوجها لازم يوقع عالعملية..أو أحد مسؤل عنها..
أبو خالد/أنا عمها..أبو زوجها..بوقع لين يجي ولدي..
راح معاهم ووقع عالأوراق..ودخلوها عالعمليات..وفي الليل جاء خالد عالمستشفى..أتصل على أبوه/وينكم..
أبو خالد/تعال عالحضانة..
بعد دقائق كان عندهم وهو يتنفس بقوة/أيش صار.. وينها..
أبو خالد بعصبية/جوالك ليه مقفول.. طول اليوم نتصل عليك وماندري وينك..
خالد بقلق/كان عندي مشوار برا الشركة وجوالي خلص شحنه..ولما رجعت البيت قالت لي لبنى..يادوب شحنت الجوال وجيت..جوري وينها..
مسحت أمه دموعها وأشرت على قزاز الحضانة/ولدت وجابت بنت زي القمر.
حط أيديه على القزاز وقرب وجهه منه وهويشوف الأطفال اللي موزعين عالأسرة بلفاتهم الوردية والسماوية ومو عارف أي واحد فيهم بنته،التفت لأمه/جوري كيفها.. أبو خالد بهم /لسا مافاقت من البنج،بس الدكتورة قالت إنها بخير..
خالد/بنج..ليه بنج..
أم خالد/ولادتها أتعسرت..كشفت عليها الدكتورة وقالت ولادة،وبعد شويه مدري أيش صار لها..أتشنجت وماقدرت تتنفس.. حتى أبرة المغذي ماقدروا يثبتوها في يدها جسمها صار زي الخشب..والدكتورة خافت وقالت لازم عملية ولا بتروح هيا والجنين فيها..
جلس بتوتر عالكراسي، كيف ماشكيت إنها بتولد ،تعبها كان واضح من كم يوم ،واليوم كان زايد عليها ..لعن نفسه على غبائه ..كان المفروض مايروح الدوام وهوشايف حالتها..وكان لازم يتأكد إنها مارح تشكي له ألمها ..وبتتحمل في صمت لحد الإنفجار كعادتها..نادى الممرضة وطلب منها تجيب بنته بعد ماأعطاها أسم جوري..وبعد لحظات خرجت وهي شايله معاها لفة وردية صغيرة وحطتها في يده بهدوء/هادا بيبي زوري، مبروك..
شالها بإرتباك وهو مو عارف كيف يمسكها بسبب حجمها الصغير..وساعدته أمه في حطها بوضع مريح لهم الأثنين،اتأملها بصمت وهو يدقق في كل ملامحها.. شعر أشقر خفيف وخشم وفم وعيون يادوب يبانوا.. إبتسم بفرحه وهو يضمها لصدره ويبوس عيونها المقفله.. وهو مو مصدق ،بنته ..ذي تكون بنته.. قطعة منه ..كيف ذا المخلوق الصغير كان السبب في تغيير حياتة وحياة جوري.. حس بحركة على كتفه والتفت لأبوه اللي يبارك له/مبروك ماجاك..والله يجعلها من عيال البر ..أنا أذنت في أذنها أول ماأتولدت.. بس أنت أذن لها كمان.. هز رأسه بإبتسامة وهو يأذن لها.. وبعد لحظات بدأت تتحرك بإنزعاج وطلع صوتها العالي..طالع فيهم بخوف/أيش بها ذي...أمي خذيها ما أعرف لها..يمكن تطيح..
أخذتها أمه بحنان وهي تسمي عليها وتهزها بلطف ،وجات الممرضة ورجعتها عالحضانة..
كلم أمه/أمي وديني لجوري بشوفها..
راحوا على غرفتها وبما إنها مستشفى خاصة محد دقق في دخولهم المتأخر..
كانت الغرفة تسبح في نور خفيف.. قرب من سريرها بهدوء ،وانصدم من شكلها..وجهها اللي عليه قناع الأكسجين وماأخفى شحوبها الشديد والهالات السوداء اللي تحت عيونها.. خصلات شعرها الخارجة من الطاقية البلاستيك ولاصقة على جبينها بفعل حبات العرق اللي عليه..أيديها اللي مغروزه فيه المغذيات،أخذ منديل ومسح جبينها من العرق ،رغم جو الغرفة المعتدل،جلس جنبها ورفع يدها لشفايفه وباسها بهدوء وبهمس/أسف أني ماوفيت بوعدي..أسف أني ماكنت معاكي زي ماطلبتي..
رجع يدها بهدوء وراح يسأل الدكتورة عن وضعها ،وبعدها رجع للبيت مع أبوه بعد ماعرف إنها بتفوق عالصباح..ونامت أمه عندها..
|