لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 






الفصل السادس والعشرون









مر أسبوع وعمته رفيقة وحدتي الوحيدة لازالت عند شقيقها لترى

ابنتها ولازال حالي معه كما هوا متغيب أغلب النهار وفي وجوده

لا شيء سوا الجمود والصمت وإن اضطرته الضرورة للتحدث تحدث

بنبرة جافة باردة ولا أعرفه شخصا مختلفا إلا في الليل وكأنه ليس هوا

ففي بعض الليالي أراه رجلا عطوفا متعطشا لشيء فقده من سنوات

طويلة وبعضها يأتي منهكا لينام من فوره من أول ما يسقط جسده على

السرير ويغمض عينيه ولم أسمع ولا شيء من كلام زوجته عن تحدثه

في نومه ومناداته لؤلئك الأشخاص فهل كانت تكذب عليا في كل ذلك ؟؟

وبالنسبة لها فقد أحضرها هنا منتصف ذاك اليوم وأصبحت قابعة في

الغرفة التي في الأسفل وهي غرفة ابنة عمته سابقا ولا تخرج ولست

أعلم رضا منها أم أنه هوا من يسجنها لأني لم أعد أسمع طرقها للباب

وصراخها العالي والأمر الآخر الذي لفت انتباهي هوا همس الخادمات

عن أنها أصبحت تأخذ الطعام وتأكل دون أن ترميهم بشيء منه أو تطرد

من أحضرته بعدما تضعه بل وحتى ضربه لها لم أعد أسمعه وكأنها

عادت من المستشفى شخص آخر بل وتراجعت عن أقوالها وعن اتهامها

لي , وقفت أمام باب مكتبه ونظرت لكوب الشاي الذي أحضنه بين يداي

والبخار يتصاعد منه ثم تنهدت بأسى , لما يطلب مني أنا جلبه وينزلني

من الأعلى ولديه بدل الخادمة ثلاثة ؟ لو لم يكن معي قبل قليل لقلت أنه

يشتاق لي ! ابتسمت بسخف على أفكاري ومددت يدي للباب وأمسكت

مقبضه وكنت سأفتحه لولا أوقفني صوته الغاضب ويبدوا يتحدث في

الهاتف قائلا " ومن أين جئتُ صعلوكا وفاشلا وعاقا أليس منه

أخبريه أني أسمع ما يقول ولا أعترف به أباً كما لا يعترف بي

ابناً وما يريده لن أفعله "

فتراجعت حينها مبتعدة حتى اختفى الصوت عن مسامعي أو لم أعد

أفهمه إلى أن توقف سيل صراخه الهادر فاقتربت من الباب مجددا

طرقته ودخلت فكان ممسكا لرأسه بيده تتخلل أصابعه في شعره الأسود

القصير ورفعه ما أن شعر بدخولي وكان الاستياء لازال باديا على

ملامحه فاقتربت ونظري على يداي حتى وضعته له أمامه وكنت

سأغادر فأوقفني صوته قائلا " لا تخرجي اجلسي "

فالتفتُّ أنظر له باستغراب وكان ينظر للورق أمامه ويكتب فيه فما

يريد مني وما يفعل بي وهوا يبدوا مشغولا بما بين يديه ومتضايقا

أيضا ؟ جلست منصاعة ولا شيء غير الانصياع لدي وبدأتُ بتمضية

الوقت على أظافري فلا شيء هنا غير الصمت وهوا على حاله منغمس

في أوراقه , أحيانا يمزقها ويرميها بغيظ وأحيانا يجعدها ويقذفها في

سلة المهملات والتأفف لا يمكنني حصره من كثرة ما خرج منه ولم

أستطع ولا قول ( إن لم ترد شيئا سأغادر ) كي لا يفرغ باقي هذا

الغضب بي , رفعت نظري له وقلت " هل أساعدك في شيء فأنا

أفهم حتى في جرد البضائع "

هز رأسه بلا دون أن يرفع نظره بي فتنهدت ونظرت للثريا في

الأعلى ثم عدت لتفتيش أظافري , لو أفهم فقط سبب تركه لي هنا

دون شيء أفعله ولا أن يتحدث معي ؟؟ بعد وقت نظرت خلفي

وقلت " هل أرى الكتب في المكتبة تبدوا كثيرة ومتنوعة "

فهز رأسه مجددا دون كلام فوقفت وتوجهت نحوها وبدأت أنظر

لها نظرة شاملة أرى عناوين الكتب وعمّا تتحدث ثم قلت وأنا

أسحب أحدها " ألا يوجد لديك كتب دينية "

وصلني صوته قائلا " من النوع الذي تقرئيه لا "

نظرت أمامي بصدمة فما عرّفه بنوع كتبي وما أقرأ ؟؟ آه أجل لابد

وأنه رآها عندما جلب الأشرطة فلما لم يجلبها أيضا !! أعدت الكتاب

مكانه قائلة " ولكني لا أرى أي نوع منها "

سمعت بعدها صوت فتحه لدرج مكتبه لأقفز بشهقة حين تحركت

أرفف المكتبة جانبا وكشفت عن أرفف أخرى خلفها ففتحت عيناي

على اتساعهما وأنا أرى الكتب الموجودة فيها ثم اقتربت منها

قائلة بدهشة " رائع لما تخفي كل هذا "

وبدأت بالنظر لعناوين الكتب , الرد على الحلبي الرد على الملحدة


وغيره وغيره وحتى كتب المداخلة جميعها وكنت سأمد يدي لها

فعادت الرفوف مكانها وأخفتها عني فنظرت له وقلت

" لماذا أغلقتها ؟؟ "

أغلق الدرج وعاد لأوراقه قائلا " لا تنغمسي في هذا العالم

كثيرا كغيرك وتصبحي نسخة عنه "

قلت باستهجان " من الذي تفسده هذه الكتب ؟؟ هي ترينا الشبهات

وردود العلماء عليها وأنا أعشق هذه الكتب "

نظر لي نظرة حادة وقال بحدة " ويجب على هذه الخصلة فيك أن

تتغير فوحدها أخذتها منه ولا أرى هذه الكتب نفعته في شيء فبدلا

من أن يستفيد من كلامهم وردودهم على المبتدعة ذهب يقرأ كتب أولئك

المخالفين الذين كانوا يحاربونهم في هذه الكتب وأصبح نسخة عن

أولئك ويدافع عنهم أيضا "

بقيت أنظر له بصدمة فعاد بنظره لورقه وقال

" إنسي أمر هذه المكتبة مفهوم "

لويت شفتاي بامتعاض ثم مررت أصابعي على الكتب المسموح

لي قراءتها بالطبع حتى أخرجت كتابا يتحدث عن الأدب وورقت

فيه قليلا وشعرت بالملل منه فأعدته , لو فقط سمح لي برؤية تلك

الكتب فلن أخرج من مكتبه أبدا بعد اليوم لكنه عاد لألغازه المبهمة

مجددا فهل جدي كان يحبها ويقرئها وتحول لكتب المخالفين ؟؟ فيبدوا

لا عدو له غيره هوا ووالده , التفت جهته واتكأت على الرفوف خلفي

ودسست يداي خلفي وقلت " أواس هل لي بسؤال ولا تغضب مني "

أبعد الورقة جانبا وبدأ بالكتابة في الأخرى قائلا

" ابتعدي عن جدك واسألي "

قلت ببرود " ليس عنه سأسأل بالتأكيد "

هز رأسه بالموافقة دون كلام فقلت بهدوء وترقب " لما علاقتك

بوالدك سيئة هكذا ؟؟ لما لا تحاول تحسينها "

رفع نظره بي سريعا فشعرت بأني سأخترق الرفوف خلفي

وأهرب ثم بلعت ريقي وقلت " أعني لما لا تسايره وترضيه

لتكسب أجر بِره "

رمى القلم من يده وقال بسخرية " ولما لا تُعلميني كيف "

علمت حينها أن نهايتي قد اقتربت لكني بدأت الأمر وعليا إكماله

للنهاية ولن أقف أتفرج على حاله معه وآخذ إثم أني لم أنصحه

قلت بثبات " لا تعامله بالمثل ولا تخسر آخرتك مثله "

وقف حينها على طوله فسقط آخر حصن لي وشعرت أنه الخطر

قد دنى مني , كيف وأنا أعلم جيدا غضب هذا الرجل ونتائجه

أخفضت رأسي وأخرجت يداي وشبكت أصابعهما ببعض وقلت

" لا تنسى أنك قلت لن تغضب إن كان الموضوع لا يخص جدي "

بقي واقفا مكانه وهذا ما زاد فرص نجاتي منه وقال بسخرية

" أعطني مثالا لهذا البِر لنرى "

رفعت نظري به فكان ينظر لي عاقدا حاجبيه ومتضايقا بالفعل

فبلعت ريقي وقلت " { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } "

وكنت سأقول باقي الآيات لكن الكلمات توقفت في حلقومي حين

خرج من خلف مكتبه ووقف أمامي وقال بحدة " نعم وأَقبل الرشوة

من أجله وأتعامل بالربا لكي يُسير أمور صديق له يمسك مصرفا

تجاريا ربويً , وأُدخل بضائع مهربة مع شحنات البضائع

ليرضى عني "

تنفست بقوة محاولة تبديد خوفي من ملامحه الغاضبة وإيجاد كلمة

تخففه فرمى يده جانبا وتابع بصراخ غاضب " يكفي أني لم أقدمه

للعدالة أو أورطه وأكشفه , فأي بر تتشدقين به عليا يا فاضلة "

قلت بشيء من الهدوء وإن كان مليء بالتوتر والخوف

" لا أقصد هذا "

قال بذات غضبه " إذا لا تتحدثي ثانيتا في شيء لا تعلميه "

قلت من فوري " ولكن طريقتك معه لن تثنيه عن أفعاله "

غادر من أمامي عائدا لمكتبه قائلا " أخرجي لم أعد أريدك

معي .. أخرجي الآن "

كنت سأتحدث فاستدار لي وقال بحدة " لا تعاندي يا دُره وتحركي "

فتأففت وتحركت بضيق وخرجت من هناك وتركته منصاعة

لأوامره طبعا








*~~***~~*





لبست تنوره يصل طولها تحت نصف الساق مع حداء طويل لأكثر

من نصف الساقين وقميص ضيق مع سترة قصيرة , رفعت شعري

قليلا من الأمام بدبوس شعر رقيق أسود وتركته مفتوحا ثم رفعت

حقيبة يدي وهاتفي الذي لا يتوقف عن الرنين ونزلت مسرعة بل

أركض الدرجات ركضا حتى وصلت لعمتي في الأسفل تنتظرني

عند الباب وأنا أدس الهاتف في الحقيبة وخرجنا معا قائلة

" ابنك لا يعرف الصبر أبدا لقد أحرق هاتفي "

قالت مبتسمة ونحن نتوجه للسيارة " عادته طول

الصبر في الانتظار فما غيره الآن "

آه نعم فكل الحسنات عندي تصبح عيوبا فلو أفهم مزاج ابنك فقط

فكل ما يفعله هذه الآونة لا يريحني وآخرها أمس حين ألبسني أمامهم

سلسالا ذهبيا أحضره , ولا أعلم أين ضاعت كل تلك القسوة والتعجرف

والغرور , ركبنا السيارة وأصررت على عمتي أن تركب في الأمام

وانطلقنا قائلا " أمي كم مرة قلت انزلي عتبات المنزل برفق ولا

تتهاوني على العملية التي أجريت لركبتك فهذا يضر بها "

نظرت له وقالت " استعجلتني ترجمان لأنك تريد أن

نخرج بسرعة "

لف بالسيارة وقال " لم أستعجل أحدا وتعرفينني أراعي مسألة

حركتك جيدا "

قلت من فوري حيث كنت جالسة خلفه " ومن كاد يحرق لي

هاتفي أليس أنت "

نظر لي في المرآة وقال " بل كنت أريد أن أقول لك شيئا قبل

أن تنزلي لكنك كعادتك لا تجيبين حين يكون في المسألة خروج "

نظرت له بحقد فغمز لي ضاحكا بصمت وقالت والدته

" من المفترض بك أن أجبتِ عليه وعلمتِ ماذا يريد "

فضربته بقبضتي على كتفه وأشرت له بأن حسابي معك فيما

بعد فعاد للضحك صامتا وأنا اشتعل منه غيظا فكم يحب وضعي

في موقف الكاذبة أمام أهله ويستمتع بذلك كثيرا ويبدوا أني بدأت

أقبلها كمزاح منه وإن كان باردا مثله , وصلنا منزل عمه فاليوم

قررت عمتي أن نزورهم قبل زواج ابنتيها بما أنهم يبدوا سيعلنون

غضبهم عليهم وبما أن سدين وسلسبيل لا يمكنهما الخروج هذه الفترة

ورغد رفضت رفضا قاطعا فأنا من عليها الذهاب مع عمتي في كل

الأحوال لكني أردت أن تكون إحداهن معنا فالمؤكد أنه لن يستلطفني

أحد هناك وأجد على الأقل مع من أتحدث , نزلت عمتي قبلي ثم

فتحت الباب لأنزل فأوقفني صوته قائلا " ترجمان لا تكترثي لكل

ما يقال عندهم لا نريد مشاكل مع عمي "

نظرت له في المرآة وقلت " ما تقصد بهذا "

قال بهدوء ونظره للبعيد " أقصد ما فهمته "

لويت شفتاي وقلت " تعني نورس "

نظر لي حينها بسرعة في المرآة وقال ببعض الضيق

" أعني الجميع فقد يكونوا متضايقين من رفض

سدين لابنهم وأعرفك بعشر ألسن "

فتحت الباب أكثر وقلت بضيق مماثل وأنا أنزل " لن أسمح

لأحد بأن يهين عمتي ويهينني وأسكت عذرا لا أستطيع "

ثم ضربت باب السيارة ودخلت خلف عمتي وتركته , تخاف على

مشاعرهم كثيرا درجة أن تريد أن نتركهم يهينون والدتك ونسكت

إن كان يرضاها لي فأنا لن أرضاها لعمتي قبل نفسي ولو كان الأمر

بيدي ما أتيت لكن من أجل عمتي ومن أجل أن لا يمنعني من الذهاب

لدُرر غدا , دخلنا واستقبلتنا زوجة عمه وابنتين عرفتني عليهما عمتي

كانت واحدة أسمها ريحان والأخرى حلى ويبدوا أن المدعوة نورس

معتصمة عنا , دخلنا منزلهم وأخذونا لغرفة الضيوف وكانت زوجة

عمهم تحاول أن تكون طبيعية لكن الاستياء باد عليها واضح جدا

ريحان كانت تلتزم الصمت أغلب الأحيان وتستمع فقط فهي تبدوا في


الثانوية ولا أحد هنا في سنها أما حلا فكانت تبادلني الأحاديث وتبدوا

بشوشة ومرحة , كنت أراها في الجامع مع سدين أو مع صديقاتها لكني

لم أحتك بها يوما ولم نتحدث هكذا , بعد قليل قالت عمتي

" أين نورس لم أراها هل هي خارج المنزل "

نظرتا ابنتيها لبعضهما وقالت والدتهم " اليوم لم تنزل من

غرفتها أبدا لديها بحوث كثيرة تعمل عليها "

وما أنهت كلامها حتى سمعنا صوت في الخارج مناديا الخادمة ليصبح

لون وجه والدتهم كفستانها الذي تلبسه ثم وقفت وخرجت من الغرفة

وعادت بعد قليل للجلوس معنا وكنا نسمع صوت ابنتها في الخارج

ويبدوا تتعمد إسماعنا صوتها ولا تريد أن تأتي وتجلس معنا ولا حتى

أن تسلم على زوجة عمها , بعد وقت قالت زوجة عمهم " ما كنا

نتوقع أن ترفض سدين ابن عمها أيضا وكأنهم لا يعجبونكم "

قالت حلى من فورها " أمي "

فنظرت لها بحدة وأسكتتها فيبدوا أنها صبرت كثيرا ولم ترتاح حتى

أبردت على قلبها , قالت عمتي " أمين خطب رغد ثم سلسبيل ورفضناه

لا لعيب به وكان إياس يريده لكل واحدة منهن وحين خطب سدين لم

نستطع رفضه أيضا ولا هي كانت ترضاها لشقيقها والزواج

نصيب يا عالية ولو لهم نصيب في بعض لن يمسكه أحد "

قالت ببرود " معك حق لم يكن بينهم نصيب ولن يكون "

كان تلميحا قويا واجهته عمتي بالصمت ثم قالت تلك

" وبسام سنخطب له قريبا ابنة شقيقتي "

قالت عمتي من فورها " تمم الله على خير "

ويبدوا أنها ترميها بالكلام أي لا تطمعوا أن يتزوج رغد بعد طلاقها

انفتح بعدها الباب ودخلت منه فتاة وكانت أجمل من أختيها فمؤكد هذه

نورس فأول ما قابلتنا نظرت لي وحركت شفتيها بضجر ثم اقتربت

وسلمت على عمتي وبعدها مدت أطراف أصابعها لي فنظرت جهة

حلى وتحدثت معها ولم أسلم عليها , الوقحة هل تراني خادمة عندها

أو جارية تعاملني باستعلاء وتضن أني سأكون أقل منها , وكزتني

عمتي وتجاهلتها فأعادت تلك يدها بعدما تعبت من الانتظار وجلست

في مقدمة الأريكة بتململ ولاذت بالصمت وعدت أنا للحديث مع حلى

وعمتي ووالدتهم منسجمتين معا حتى قالت نورس " غريب إياس

ترك زوجته من دون حجاب هكذا "

نظرت لها ببرود وقلت " غريب كيف عرفت أنني جئت بلا حجاب "

صدمت من كلامي بادئ الأمر ثم قالت " سمعت عنك "

هه مسكينة تضننا صدقنا ذلك بل يبدوا أنك أنتي من كنتِ

تراقبينا من نافذة غرفتك , نظرت جهة حلى مجددا وقلت

" إياس لا يفرض عليا شيئا لا أفعله باقتناع "

أذكر في آخر خروج لنا للسوق نبه سدين على أن مقدمة شعرها

مكشوفة من حجابها واستغربت أنه لا يتحدث عن تحجبي ويبدوا

لا أعنيه ولا يعتبرني شيء يخصه ولا أفهم حقا لما لم يفعل كزوج

سراب , رن حينها هاتفي وكان إياس , ما يريد بي الآن ؟؟

ياله من توقيت سيء وسيجعلني سخرية لابنة عمه هذه بالتأكيد

أجبت عليه فقال من فوره " ها كيف الأجواء عندكم "

أنزلت رأسي لينزل شعري مخفيا ملاحي وأجبت بصوت منخفض

" وما بك مشغول هكذا على ما سيجري "

قال بنبرة باردة " لأن والدتي لديها الضغط يا نبيهة وأعرفها

لا تدافع عن نفسها وأخاف أن تمرض "

قلت بابتسامة جافة " إذا اطمئن ضغطها معتدل تماما هل

تريد السؤال عن شخص آخر "

قال بنبرة فيها استغراب " شخص آخر مثل ماذا "

قلت ببرود " مثل نورس "

ضحك وفاجئني حقا بردة فعله ثم قال " هل نغار يا ترجمان "

شهقت بصمت من الصدمة وأغلقت عليه الهاتف !! لقد جُن هذا

الرجل بالتأكيد , رفعت رأسي وعدلت شعري فوجدت المدعوة

نورس تنظر لي فابتسمت لها ابتسام باردة فنظرت جانبا

وأعادت حركتها تلك متململة وضجرة من وجودي , وقحة

وتحتاجين من يكسر لك رأسك ولولا أن الجالس بجانبي

عمتي ولا أريد أن أحرجها لعرفت كيف ألقنك درسا جيدا





*~~***~~*









لأني اليوم عدت من عملي فجرا ولم أنم طوال النهار فما أن

صليت العشاء حتى نمت من فوري وما كدت أغرق في النوم

حتى أيقظني صوت المطر الذي هطل اليوم قويا لأول مرة في

هذا الخريف فقفزت واقفا فها قد بدأت أيام الشقاء مع المطر في

هذا المنزل , فتحت باب الغرفة ووجدت وسطه كالعادة في ظرف

ثواني امتلأ بالماء فأمسكت رأسي بيدي ثم خرجت صارخا

" سرااااب "

ففتحت باب غرفتها من فورها فقلت راكضا جهة الحمام

" أحضري شيئا تفرغي به الماء معي كي لا يدخل المطبخ "

ودخلت الحمام وأخرجت الدلو المخصص بالغرف وخرجت وكانت

هي خارجة من المطبخ تضع صينية تقديم على رأسها لتمسك المطر

عنها وفي يدها طبق حديدي غارق قليلا فتوجهتُ نحو بقعة المياه

وبدأت بإبعاده والمطر يسقط فوقي ولحقت هيا بي وبدأت تفعل مثلي

تثبّت الصينية ثارة وتغرف ثارة أخرى وحاولنا قدر الإمكان أن لا

يدخل الكثير من الماء للمطبخ لأنه حينها ستخرب الأرضية والمئونة

وجدارها الآخر كان قديما بسبب الرطوبة وصاحب المنزل نبه كثيرا

على دخول ماء المطر له ورغم أنه صنع له عتبة لكن الماء لازال

يدخل له بسبب انخفاضه , بعد وقت وجهد توقف المطر فرميت الدلو

ووقفت على طولي أمسح الماء من وجهي وقد تبللت بالكامل ثم

نظرت لها في الأسفل وقلت " لقد توقف يكفي لن تدخل هذه "

لكنها لم تقف بل أبعدت الصينية عن رأسها ووضعت فيها الطبق

ثم نظرت للسماء وقالت " هل تفعل هذا طوال الشتاء "

قلت متوجها لغرفتي " نعم "

ودخلت وأغلقتها خلفي وغيرت ملابسي فالجو يبرد ليلا ومع هذه

الأمطار ستزداد برودته , خرجت بعدها بالملابس لأنشرها خارجا

فسمعت صوت عطس سراب المتلاحق في غرفتها فذهبت جهة

الحبل عند الباب نشرت ثيابي بعدما عصرتها جيدا وعدت ولازالت

تعطس باستمرار فتوجهت نحو غرفتها وطرقت الباب وقلت

" غيري ثيابك ولا تبقي بها ستمرضين "

قالت من الداخل " ليس لدي غيره سيجف فليس مبتلا كثيرا "

قلت بضيق " أنتي من الآن تعطسين كيف ببعد وقت , أخرجي

للحمام واستحمي بماء دافئ والبسي عباءتك حتى يجف الفستان "

قالت " لا تقلق لن يحدث شيء "

قلت بضيق أكبر " لا أريد أن نقضي الليلة في المستشفى

يا سراب فتحركي "

فتحت حينها الباب تضع عباءتها على جسدها وخرجت متوجهة

للحمام تركض في بقعة الماء على رؤوس أصابعها وما أن تخطت

الباب بقليل حتى انزلقت قدمها ووقعت وكانت النتيجة أن أصبحت

جالسة في بقعة الماء مع صرختي " انتبهي "

وأنا أنظر لها بصدمة فرفعت رأسها ونظرت لي وقد تبللت بالكامل

والعباءة سقطت معها لتفاجئني بضحكتها التي تحولت لضحك هستيري

فابتسمت وهززت رأسي ثم توجهت نحوها أمسكت يدها وأوقفتها

قائلا " أدخلي الحمام سأتدبر الأمر "

لفت نفسها بالعباءة المبللة وقالت وهي تركض له

" في الغرفة ثياب أحضر لي منها "

نظرت جهتها باستغراب فوقفت عند الحمام جسدها في الداخل

ورأسها خارجا وقالت " ترجمان أصرت على تركهم لي رغم

أني رفضت لكنها باغتتني وتركتهم وغادرت "

لولا الموقف وأنها لم تلبس منهم أبدا حتى الآن وقد لجئت لعباءتها

ولم تأخذ منهم لكنت لا أعلم كيف ستكون ردة فعلي , قلت متوجها

لغرفتي " بل سأخرج وأجلب لك شيئا أنتي لست بحاجة لصدقة أحد "

قالت قبل أن أدخل " أحضر لي من ثيابك سيجف الفستان بسرعة

لا داعي لتخرج وتشتري "


أخرجت من الخزانة بنطلونا كان صغيرا منذ اشتريته وقميصا

وخرجت , طرقت باب الحمام ومددتهما لها فأخرجت يدها

لتأخذهم وأبعدت أنا نظري عنها وقلت " سأسخن لك الماء "

ثم غادرت للمطبخ وملأت القدر بالماء ووضعته على الموقد

وأخرجتها لها في تسط صغير وكان يخرج صوت سعالها وليس

عطسا فقط , كل هذا ونحن في الخريف كيف إن دخل الشتاء ؟

وضعته أمام الحمام وطرقت عليها الباب وقلت " الماء أمام

الباب , سأشعل المدفأة فما أن تخرجي تعالي لغرفتي "

ولم يخرج منها أي رد فتوجهت للغرفة وشغلت المدفأة البدائية التي

تعمل بالديزل كموفر للكهرباء فأحد شروط صاحب المنزل عدم

استخدام أي كهربائيات تعمل بالحرارة , توجهت بعدها للمطبخ

لأعد لها شايا ساخنا فلا نقود لدي لصرفها على الأدوية إن مرضت

وقفت أمام الموقد أنتظر الماء ليغلي فمر في بالي فورا موقف سقوطها

فابتسمت مستغربا استقبالها لكل الأمر بلا تدمر لكن سرعان ما ماتت

ابتسامتي حين عادت لي الأفكار عن أنها لم تتغير إلا بعدما علمت

حقيقة حياتي فهل كان تصرفها سيكون مشابها إن لم تعرف ؟ مؤكد

ستتذمر وتصفني بوجه الفقر وبمنزل الفقر , نظرت للماء الذي

بدأ بالغليان وتوجهت للخزانة لأخرج الشاي









*~~***~~*








ما أن هدأ المطر توجهت لمنزل عمي لأرجع بهما للمنزل وما

أن وقفت أمام الباب واتصلت بوالدتي حتى خرجتا فورا وهذه

المرة ركبت والدتي في الخلف متجاهلة طلب ترجمان أن لا

تركب إلا في الأمام وفي أي وقت لأن رأي والدتي كان العكس

ركبت ترجمان بجانبي وانطلقنا وما أن خرجنا للشارع وسلكنا

الطريق الرئيسي حتى نظرتُ لوالدتي في المرآة خلفي وقلت

بابتسامة ماكرة " أمي كم عدد الضحايا أم لا حروب هذه المرة "

ضحكت حينها والدتي ونظرت لي ترجمان نظرة حادة لكني

تجاهلتها ولم أنظر ناحيتها وقالت أمي " لا أضرار هذه

المرة لأنها قذائف بعيدة فقط "

كتفت حينها ترجمان يديها لصدرها وقالت بضيق

" عمتي ليست مقبولة منك أبدا "

قالت حينها ضاحكة " عنهم أتحدث فلا تفضحي نفسك "

ضحكت أنا حينها ونظرت هي للنافذة وتأففت وتمتمت بهمس

سمعته بوضوح قائلة " لا تنقص عن ابنها وكأنهما متآمران ضدي "

فشغلت حينها مسجل السيارة لأغنية عن الغيرة وبدأت أغني معها

وأسرق نظري لها وأمي تكز كتفي كل حين كي لا أضايقها أكثر

لكني لم أكترث لها حتى أشارت لي ترجمان بأصابعها أمام

جسدها تخفيهم عن والدتي ( واحد , اثنان .... )

فأغلقت المسجل وقلت ضاحكا " حسنا كله إلا عنقي "

ووصلنا حينها المنزل ونزلت ترجمان أولا ضاربة الباب بغضب

وقالت والدتي " لو لم أكن أعرفك من سنوات لقلت أنك لست إياس

ابني , منذ متى تحب حركات الإغاظة والمشاكسات أم تريد

قهرها فقط "

رفعت يداي وقلت " استسلم , لا تستلميني يا أمي أردت

ممازحتها فقط "

تنهدت وقالت وهي تفتح الباب " هي في النهاية امرأة وأنت

زوجها من الطبيعي أن تغار فلا تزيدها عليها "

ثم نزلت وأغلقت الباب فقلت بصدمة " ماذا قالت من

الطبيعي أن تغار "

فتحت حينها الباب وقلت بحماس نازلا من السيارة " يبدوا أن

الليلة ستكون حماسية ومشوقة "

ثم أغلقت الباب وتوجهت للداخل ويبدوا أني كما قالت والدتي بث

أعشق الحركات التي تغيظها بل وتقليدها في بعض الأمور




*~~***~~*



خرج أواس بعد خروجي من مكتبه وقد تناصف الليل ولم يأتي وهذه

ليست عادته فهوا يرجع للمنزل بعد صلاة العشاء وأذكر جيدا عمته

حين قالت لي إن تضايق سجن نفسه في الملحق في تلك الغرفة ولا

يخرج منها حتى الصباح ومؤكد سيدخن هناك فيبدوا أنه بعد مكالمة

والده زارته تلك الحالة وزدتها أنا بتدخلي , منذ ساعات كنت متجاهلة

الأمر لكن لا أعلم لما أنبني ضميري وكما قالت عمته وقوفنا نتفرج

أكبر خطأ نرتكبه في حقه فيبدوا أن ماضيه يحمل الكثير وأنه يسيطر

على حاضره , نزلت السلالم حتى وصلت المطبخ وقلت للخادمة

هناك " سيارة أواس في الخارج ؟؟ "

أشارت لي برأسها بمعنى نعم فتأكدت شكوكي فتوجهت لباب

المنزل فتحته وخرجت وسرت بخطوات متعثرة على الأرض

الزلقة بسبب الأمطار وحاولت الإسراع قدر الإمكان حتى وصلت

ووجدت باب الملحق مفتوحا بالفعل فدفعته ببطء ودون صوت ودخلت

فكان الظلام يعمه ولا نور منبعثا ولا من تلك الغرفة وكنت سأتراجع

لولا أن انغلق الباب خلفي بقوة وصرت سجينة السواد


بعد دقائق الفصل السابع والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 25-01-16, 09:09 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 






الفصل السابع والعشرون









خرجت من الحمام أمسك البنطلون كي لا يقع مني أما القميص فقد

ربطته ربطا لأجمعه على جسدي وتوجهت بخطوات راكضة نحو

غرفته ودخلت فكانت دافئة تماما وهوا ليس فيها فاقتربت من المدفئة

ومددت يداي ألتمس الدفء منها وكانت ثمة بطانية أمامها ومؤكد آسر

من وضعها هنا , لففت جسدي بها جيدا وجلست أمام المدفئة ولازالت

عطساتي تخرج بين الحين والآخر حتى دفع الباب ودخل وأغلقه خلفه

يحمل في يده كوبا تخرج منه الأبخرة فمسحت كفاي ببعض ثم مددتهما

للمدفئة وقلت " ليلة من ليالي الشتاء القارص , ما كل هذا البرد "

وضع الكوب أماي وقال " اشربي هذا ليدفئك , الجو ليس بذاك

السوء أنتي من يبدوا أنك لا تستحملين "

ضممت نفسي بالبطانية مخبئة نصف وجهي فيها وقلت ونظري

على المدفئة " في صغري كنت أرجع من المدرسة بلا مضلة كغيري

ولا أحد يوصلني , الجميع يحضر أبائهم عندما يهطل المطر أما أنا

وترجمان فنرجع للمنزل ركضا تحته ونصل مبتلتان تماما ولا نجد

ولا حتى مدفئة بل أغلب الأحيان تجف ثيابنا علينا إن كانت دُرر

خارج المنزل ومع مرور السنين أصبحت هكذا لا أتحمل

ولا نفحة البرد البسيطة "

لاذ بالصمت ولم يعلق بشيء وجلس على سريره وكنت أتوقع هذا

منه فنظرته لي لن تتغير أبدا ويظنني أستجدي عطفه بحديثي عن

تلك السنين لكنه مخطئ مخطئ تماما , ضممت نفس أكثر ولذت

بالصمت مثله عيناي تراقبان النار أشرب الشاي الذي أعدّه وعلى

دفعات حتى خرج من صمته قائلا " سراب سأسألك سؤالا

ولا تجيبي عليه "

نظرت باستغراب دون أن ألتفت له فكيف يسأل سؤالا ولا يريد

الجواب عليه ؟؟؟ تابع حديثه قائلا " لو لم تعرفي حقيقتي

هل كان سيكون موقفك مشابها اليوم "

التفت لها حينها أنظر له بصدمة وكنت سأتحدث لكنه سبقني

قائلا بجمود " لا تجيبي اتركي الجواب لنفسك "

فوقفت حينها وغادرت الغرفة وركضت لغرفتي ودموعي تجري

فوق خداي , نعم فهمت هوا لا يريد الجواب أيا كان وكل ما

يعنيه أن تصلني فكرته وقد وصلت







*~~***~~*








دخلت لغرفتي ونزعت السترة ورميتها وبقيت بالتنوره والقميص

الضيق الذي كان تحت السترة وخلعت الحداء ورميته أيضا فانفتح

الباب ودخل منه فالتفت له ووضعت يداي وسط جسدي وقلت

" هذه آخر مرة تأخذني لمنزلهم تفهم "

أغلق الباب وتوجه للأريكة ارتمى عليها وقال ساخرا

" بل ستذهبين كلما ذهبت والدتي هناك "

رميت أصبعي في الهواء وقلت " إذا تحمل النتائج

ولن أسكت مجددا "

وضع ساق على الأخرى وقال ببرود " ولما كل هذا

الغضب والصراخ الأمر لا يستحق "

قلت بضيق " بالنسبة لك لا يستحق أنا لا يهينني أحد وأسكت له "

ثم قلت مقلدة لها ولطريقة كلامها " آخر ما توقعت أن يتزوج

إياس مما يصفهم بالمترجلات "

ثم تابعت بغضب " أقسم لولا منعتني عمتي كنت سأريها

المسترجلة وأحول وجهها لخارطة ألوان "

قال مبتسما وكأني لا أشتعل أمامه " كنتِ قلتِ لها أعجبه

كما أنا وما كانت ستستطيع الرد عليك "

نظرت له بصدمة ثم رفعت الوسادة من على السرير ورميتها

عليه قائلة " هذا بدل أن تقول أني لست كما قالت تُعلمني

كيف أجيب عليها "

رمى الوسادة على السرير وقال " أريد أن أعلم ما يغضبك

في كل هذا "

قلت بسخرية " أغار طبعا "

ضحك ثم غمز لي بعينه وقال " أعلم "

ضغطت على أسناني بقوة ثم توجهت نحوه وبدأت في محاولة

خنقه قائلة بغيظ " وأنت اتفقنا أنك لن تكرر كلامك ذاك

مجددا أليس كذلك "

أمسك ذراعاي ورفعني بخفة ورماني جانبا لأصبح أنا الجالسة


على الأريكة شبه مستلقية وهوا فوقي وقال " وأنا عند الاتفاق "

قلت وأنا أحاول التحرر من قبضتيه " كاذب فتذكر كلامك وسؤالك

لوالدتك عن نتائج الحرب هناك وأيضا حين قلت كله إلا عنقي "

لوا شفتيه بعدم رضا ثم قال " حقا أنا قلت هذا ؟؟ "

قلت بجمود " نعم وعليك أن تتلقى العقاب "

قالت ببرود " حقا ؟ "

هززت رأسي وقلت " نعم ولا تنسى أنك من وضع

ذاك الشرط "

هز رأسه بلا وقال " لا أذكر "

قلت بضيق " أتركني وابتعد ألمت ذراعاي "

طرق حينها أحدهم الباب فابتعد عني وفتحه وجلست أنا أرتب

شعري لحظة دخول عمتي تتحدث معه وما أن رأتني حتى قالت

بابتسامة محرجة " آسفة جئت في غير وقتي "

فغمز لي من خلفها وقال ضاحكا " أمرنا لله والدتي لن

نستطيع طردك "

نظرت حينها له بضيق وضحكتْ هي وقالت

" تحملاني قليلا "

ثم نظرتْ له وقالت " ظننت أن ما حدث اليوم قد يتسبب بمشاكل

بينكما لكن يبدوا أني أخطأت ولم يعد من داعي لبقائي "

ثم قالت متوجهة للباب " تصبحان على خير "

وخرجت وأغلقت الباب خلفها فنظرت له وقلت

" هل أعجبك هذا "

قال ببرود " قوليها لنفسك فأنتي السبب "

قلت بضيق " بل أنت ولا تغمز لي بعينك مجددا أو فقأتها لك "

وضع يداه وسط جسده وتأفف وقال " ترجمان متى ستكبرين

وتعقلي ؟ أقسم أني تعبت "

قلت بجمود أخفي به الأسى " لا أعرف مسترجلة تعقل "

هز رأسه بيأس وقال متوجها للسرير " لننسى الموضوع برمته "

ثم أخذ كتابا من على الطاولة ألحضه يقرأ فيه دائما وجلس على السرير

فخرجت حينها من الغرفة وتركتها له لأني لا أحب مظهر الضعف

وأن أكون حزينة ومهزومة ولا أعلم لما أشعر بكل هذا السوء








*~~***~~*








مسحت جبيني وتأففت بقوة فقال العم عثمان بعدما وقف مستندا

بعصا المجرف " لم أتخيل أن يكون العمل فيه صعبا هكذا "

عدت للحفر مجددا قائلا " علينا إنهائه الليلة فقد ينزل المطر

مجددا ولا وقت لجلب عمال الآن بعد منتصف الليل "

عاد للعمل معي ولا شيء يسمع سوا صوت ضرب الحديد

للأرض وعادت الأفكار تراودني وكلام فؤاد اليوم لا يغيب عني

( اثنان يراقبان منزلك طوال الوقت فعليك أخذ الحيطة , هذا ما

علمته من مراقبتي ولا يحتاج الأمر لأن نتقصى عمن كلفهما

فهوا جد زوجتك بالتأكيد )

وقفت ومسحت قطرات الماء التي نزلت من شعري على وجهي

وزفرت بضيق , أعرفه جيدا لن يحاول محاربتي في تجارتي

لكان حاول ولو إحراق أحد محلاتي ولن يفكر في قتلي فهوا يهوى

التعذيب فتعذيب الأنفس هوايته المفضلة ولا ينتقم إلا بها ولابد وأنه

يفكر في شيء ما ومراقبته للمنزل أكبر دليل فهل يفكر في اختطافها

أم كما أتوقع لن يأخذها حتى يدمرني أولا ومن الداخل , رميت ما

في يدي وقلت وأنا أفض يداي " يكفي هذا يمكنك الذهاب

للنوم والراحة لقد أتعبتك الليلة "

وضع المعول جانبا وقال " أنا هنا من أجل هذا فما نفعي

إن لم تجدني الآن "

ربتّتُ على كتفه ثم غادرت من عنده عائدا جهة المنزل , دخلت

وصعدت لغرفتي من فوري وفتحت الباب ودخلت وكانت خالية

تماما , رميت سترتي بعدما أخرجت منها ساعة يدي ونظرت لها

فكانت الثانية بعد منتصف الليل , أين ذهبت هذه في هذا الوقت !!

لا تكون غاضبة وتريد النوم في غرفة عمتي , رميت الساعة على

الطاولة وغادرت الغرفة ونزلت السلالم مناديا " دُره "

كررت النداء مرارا ولا مجيب توجهت لغرفة عمتي ولم تكن فيها

فبدأت بمناداة الخادمات بالواحدة وبصراخ حتى خرجت إحداهن

ركضا بملابس نومها وقالت " نعم سيدي "

قلت من فوري " أين دُره "

قالت بتوتر " لا أعلم "

قلت بغضب " كيف لا تعلمين وماذا تفعلن هنا "

خرجت آني قائلة " رأيتها عند الثانية عشر إلا ربع سألتني إن

كانت سيارتك في الخارج فأخبرتها أنها هنا ولم أراها بعدها "

" لقد غادرت المنزل "

التفتتُّ لمصدر الصوت فكانت وجد فبعد عودتها من المستشفى

لم أعد أغلق عليها باب الغرفة فيبدوا أنها تأدبت ولم تعد ولا تتطاول

عليا بلسانها رغم أني أستغرب هذا منها ولا أصدق أن حالها قد تغير

التفتُّ لها بجسدي وفي صمت فقالت " رأيتها تخرج من باب

المنزل يبدوا هربت من هنا "

تركتهم حينها وخرجت من الباب ووقفت في الحديقة أفكر ما سأفعل

أين ستكون ذهبت ؟؟ لقد تركت الباب مفتوحا بعد عودتي أول المساء

وانشغلت مع العم عثمان في الخلف لساعات فإن خرجت فلن يشعر بها

أحد , رميت الحجر بقدمي بغيظ وقلت من بين أسناني " لن تفعلها لا

وكل خوفي أن تكون وقعت في قبضة من كانوا يراقبون المنزل

في الخارج "

خرجت من باب المنزل الخارجي بقميصي المهمل كماه مثنيان

للمرفقين وبنطالي الجينز مثنيا حتى نصف الساق وبدأت بالتحرك

حول المنزل لأرى إن كان ثمة أحد هنا فإن أخذاها سيختفيان , كانت

حركة غبية ومتسرعة مني وسيلحظون معرفتي بهم إن لم يغادروا

لكن عقلي يرفض أي فكرة غير إيجادها وإرجاعها لي , لففت حول

المنزل عدة مرات كالمجنون رغم اتساع مساحته وبلا فائدة فعدت

للداخل وآخر ما لدي الخروج بالسيارة والبحث عنها في الشوارع

وما أن وصلت السيارة حتى خطر في ذهني الشجرة وأرجوحتها

نعم كيف لم أفكر فيها فهي سبق وذهبت هناك ليلا , أغلقت باب

السيارة وتوجهت هناك راكضا حتى وصلت ولم يكن هناك أحد

فأمسكت الحبل الأرجوحة بقبضتي وشددت عليه بقوة غير مصدق

أنها اختفت , ضاعت مني هكذا بسهولة ودون عناء من أحد

وستفشل كل خططي فوحدها سلاحي لجلب جدها للبلاد وتنفيذ

باقي مخططاتي , خرجت بعدها بالسيارة وبدأت بلف الشوارع

شارعا شارعا وكل ما أمسك نفسي عنه هوا الاتصال بجدها

والصراخ فيه وتهديده لكني لن أفعلها مادام هوا لم يتصل

فقد لا يكون من أخرجها أو اختطفها رجاله









*~~***~~*










أيقظني صوت طرق الباب من نومي ففتحت عين واحدة وقلت

" من "

ولم يجب أحد بل تكرر الطرق مجددا فنظرت للساعة ثم جلست

أرتب بيجامتي , من هذا الذي يطرق في هذا الوقت ولا يريد

الدخول ؟؟ لو فقط يبعدوا عنا الكوارث حتى يتم الزواج أولا

توجهت للباب وفتحته وأنا أتثاءب وأغلقت فمي فجأة حين

وجدت إياس أمامي فقلت باستغراب " إياس ماذا تفعل هنا !! "

قال ببرود " أقف أتحدث معك طبعا "

لويت شفتاي وتمتمت " أعان الله ترجمان عليك "

فقال بضيق " أعيدي فلم أسمع "

حككت شعري وقلت " لا تقل أنكما تشاجرتما وطردتك

من الغرفة "

نظر لي نظرة تحذير فتنهدت وقلت " آسفة تفضل إياس "

قال بذات بروده " انزلي لتدخل من البرد ستمرض ولن

ترحمني أمي إن علمت "

كتفت يداي لصدري وقلت " ولما لا تنزل لها أنت

فالحل لديك وليس لدي أنا "

قال بضيق " نزولي لها لن يزيد الأمر إلا سوءا ولا تفاهم مع

ابنة خالك كما تعرفيها فأقنعيها تنام معك على الأقل , لا مزاج

لي للمشاكل وأعرف والدتي ستلقي باللوم علي "

قلت مغادرة من أمامه " أمري لله ولا تنسى لي كل هذا

وحين سأتشاجر مع أمين أنت من ستصلح بيننا "

شعرت بشيء شدني من ظهري وأعادني للخلف فقلت بتألم

" آه إياس أتركني خنقتني "

تركني حينها وقال " لكي تحترميني مرة أخرى ولا أعتقد

أنك ستحتاجين لمن يراضيه مع لسانك هذا "

ثم غادر جهة ممر غرفته وتركني , ذهب لينام طبعا وترك لي

المهام الصعبة فما سيقنعها بالدخول الآن ؟ يفعلها هوا وأتورط أنا

نزلت وتوجهت للحديقة وكانت جالسة هناك بالفعل بل وعلى بساط

الأرض وتلعب بشيء بين أصابعها ونظرها عليه فاقتربت منها

وجلست أمامها وقلت " ما بها حرم شقيقنا المصون "

قالت ببرود " أُحصي عدد أعشاب الحديقة هل لديك مانع "

ضحكت وقلت " بل قسما أنكما تشاجرتما ومالا تعلميه أنه

يراقبك من بعيد ينتظر أن تدخلي "


ابتسمت بسخرية ولم تعلق فقلت " لا تصدقي لكنها

الحقيقة فعلا "

رمت ما في يدها وقالت " سدين فارقيني حالا "

تربعت وقلت " في منامك لن أدخل إلا وقدمي على قدمك وإن

ظهرتُ ببشرة شاحبة في زواجي ستكونين السبب "

قالت بسخرية " لا أعلم لما لا تتعلمن من تجارب غيركم

مالك والزواج ووجع الرأس "

لوحت بيدي قائلة " لا لا تلك أفكارك وحدك أنا أريد

زوجا يحبني وأبناء ومنزل "

نظرت للبعيد وقالت " غبية وستكتشفين ذلك يوما "

تنهدت وقلت بهدوء " ما المشكلة بينكما ترجمان أخبريني "

قالت ببرود " لا شيء "

قلت بإصرار " بل ثمة شيء فتحدثي "

لاذت بالصمت ولم تتكلم فقلت " هل زيارة منزل عمي

وراء كل هذا "

ولا جواب طبعا فقلت باستياء " ترجمان افتحي لي قلبك

هيا ولن يعلم أحد بما دار بيننا أقسم لك "

نظرت لي وقالت بضيق " تعلمين بدون سؤال فأنا لا أعجب

شقيقك أبدا , لست كما يريد ولن يسمح أحد بانفصالنا وحياتنا

معا أشبه بالمستحيل , فها قد علمتِ المشكلة لترتاحي "

قلت بهدوء " وما فيك لا يعجبه ؟ فتاة بجمالك وشعرك الرائع

وقوامك الممشوق ماذا يريد أكثر من هذا "

قالت بسخرية " كل هذا لا يعنيه يريد امرأة يقودها كالدّابة لا

شخصية لها ولا رأي لا معه ولا مع غيره "

قلت بشبه همس " لكني أراه يعاملك جيدا ويمزح وكأنه

ليس إياس والجميع هنا لاحظ ذلك "

قالت بسخرية " يريد إغاظتي فقط , هل صدقتم أنه

سيتغير في هذه المدة البسيطة "

هززت رأسي وقلت " وليس حلا أن تنفصلا يا ترجمان فأنتي

ستصبحين مطلقة وإياس لن يتزوج أبدا أعرف شخصيته

جيدا لا يدخل أي تجربة مرتين "

قالت من فورها " لا يهم مطلقة مطلقة "

تنهدت بيأس وقلت " أدخلي معي لغرفتي هيا وغدا ستهدئين

ويتغير كلامك "

نظرت للأرض وقالت " ادخلي وسألحقك أريد لعب الكرة قليلا "

فوقفت حينها وقلت " سأتركك ولكن لا تبقي في الحديقة فالجو

بارد فادخلي للملعب حسنا "

هزت رأسها بحسنا دون أن تنظر لي فدخلت وتركتها وأخشى حقا

على زواجهما ويبدوا أن جهود إياس لم تنجح حتى الآن فهل يفعل

ذلك لتحبه أم كما قالت ليغيظها ويسخر منها ليس إلا ؟؟ توجهت

لغرفتي أمسكت هاتفي وأرسلت له ( إياس لن أكذب عليك فلأول

مرة أرى ترجمان حزينة ومحبطة فخِفّ عليها قليلا , وقالت

أنها ستذهب لملعب السلة فحاول أن تتحدثا )








*~~***~~*








بعدما يئست من إيجادها عدت للمنزل وقد أيقنت أنها غابت

للأبد وانتهى كل شيء فلم تذهب ولا حتى لمنزل إياس ولا

آسر ولا منزلهم القديم حيث عاشوا ولا هاتف لديها وقد خرجت

في وقت متأخر فمن أين ستجد هاتفا عموميا ؟؟ عليا أن أستحم

وأذهب لأصلي الفجر ثم أرى ما سأفعل وكيف أعلم إن كان جدها

وراء الأمر أم لا وعليا تعميم أسمها في المطارات كي لا يخرجها

من البلاد إن كان وصل لها ولن يكون بعدها من حل سوا رجال

الشرطة لإيجادها وسأعمل جهدي ليكون الأمر محاطا بالسرية

فكم مرة سيسجل أسمها في محاضر لدينا ويكفي حتى هنا , ما أن

وصلت باب المنزل حتى أوقفني صوت العم عثمان مناديا فالتفت

له فوقف يتلقف أنفاسه وقال " أردت إرجاع الأدوات للملحق

فوجدت الباب مغلقا فافتحه لي قبل أن تذهب لعملك بعد الصلاة "

نظرت له باستغراب فأنا أعرف تصميم الباب جيدا لا يغلق من

تلقاء نفسه ولا حتى في الجو العاصف , قلت راكضا جانبا

بمحاذاة المنزل " عد لغرفتك أنا من سيرجعهم "

وتوجهت من فوري للملحق فهذا أملي الأخير رغم أني أستبعد

أن تذهب له فما ستفعله هناك ! وصلت الباب ووقفت أمامه ليصل

لمسامعي صوتها المنخفض وهي ترتل القرآن بصوت مرتجف

فأخرجت مفاتيحي وفتحت الباب بسرعة ليدخل النور منه قويا

ومستقيما أظهر جسدها النحيل وهي تقف مستندة بالجدار خلفها

تنظر لي بترقب لردة فعلي فتوجهت نحوها وأمسكت ذراعها

وسحبتها لحضني وضممتها بذراعاي بقوة وقلت " ماذا أفعل

مع غضبي منك الآن يا دُره ؟ لما تهوين إتعابي "

قالت بصوت مرتجف ضعيف " جئت أبحث عنك

خفت كثيرا لما لم تأتي لتخرجني "

زدت من احتضانها أكثر وقبلت رأسها وأخفيت وجهي

في شعرها قائلا بهمس " المهم أنك هنا وبخير "









*~~***~~*









ما أن سمعت حديثه والعجوز الذي يهتم بالحديقة والأشجار حتى

خرجت خلفه بمسافة كي لا يشعر بي فيبدوا أن ذاك العجوز أفسد

مخططي وسيخرجونها , كنت أريد أن تتعفن هناك لأرى ردة فعله

وصلت المكان ووقفت من مسافة قريبة أرى الباب من بين الأشجار

ليظهرا لي بالداخل يحضنها بقوة منزلا رأسه ووجهه في شعرها

بنطلونه الجينز المرفوع لنصف ساقيه وكما قميصه المرفوعان

يكشفان ساعديه القويان والنور المتسرب مشكلا حولهما مستطيل

طويل وكأنه يستقطعهما من جميع المشهد , كنت وكأني أشاهد فيلما

وليس واقعا أمامي , لقد عشت معه لأشهر أتمنى هذا الحضن وهذه

المشاعر النابعة منه ولم أحضا به يوما لتأتي هذه وتأخذ كل شيء في

شهرين فقط , ضغطت قبضتي بقوة أراقب كيف يدسها في حضنه

ولم يكتفيا حتى الآن وكأنهما يتعمدان قهري , ظننتك لا تعرف هذا

يا أواس , ظننتك آلة وكتلة من الحقد والبرود والصمت كما عرفتك

دائما وحين يئست منك وبحثت عن ذلك في غيرك ألقيت باللوم علي

كيف حضت هذه النتنة برجل مثله لا يحركه أي شيء ؟ كيف أخذته

هكذا شخصية جذابة ومال وكل شيء تقريبا مجتمع فيه حتى تشرده

هذا لم يزده إلا جاذبية وروعة , هي نعم هي نقطة ضعفك يا أواس

ودمارك سيكون على يدها وأنا من سأكون السبب فيه











*~~***~~*












بعد ساعتين وعند اقتراب وقت الفجر نزلت وتوجهت لملعب

سدين وهوا كان ملحقا فتحت له بابا خلف السلالم وحولته لملعب

كرة سلة صغير لحبها لهذه الرياضة , كان الباب مفتوحا وصوت

ضرب الكرة للأرضية واضحا فوقفت أمامه أراقبها وهي تركض

وترمي الكرة في السلة وشعرها يتطاير مع حركتها ويبدوا أنها

تفرغ غضبها في اللعب فهي لم تشعر حتى بوجودي , توجت جهة

السلة وكانت ترمي الكرة فنزلت منها أمامي فأمسكتها بيداي

ونظرتْ هي لي تتنفس بقوة بسبب ركضها وقفزها فضربت

بالكرة على الأرضية وقلت " ما رأيك في جولة "

استدارت ويبدوا ستغادر فقلت مستفزا لها " سبق وهزمت

سدين مرارا وقد أهزمك بسهولة "

وقفت وقالت دون أن تلتفت لي " أقطع يدي إن فعلتها معي "

قلت بابتسامة " لنجرب إذا والمنتصر يشترط على

الخاسر ما يريد "

التفتت لي وقالت بسخرية " رأيت وعودك سابقا ولم

أحضا بشيء فإنسا الفكرة "

ثم استدارت مجددا لتغادر فلحقت بها وأمسكت يدها وقلت

" دعينا نتفاهم إذا فهذا ليس حلا لمشكلتنا "

استلت يدها مني وقابلتني وقالت " لن ينجح الأمر لأنك

ستخل به ككل مرة "

قلت ببرود " أنا أخللت به ؟؟ "

قالت بجمود " نعم أنت وضعت شروطا ليلة زواجنا وأخللت بها

ثم وضعت أخرى كي لا أهينك ولا تسخر مني وأخللت بها

أيضا والثالثة لن تفرق عنهما "

تنهدت بضيق وقلت " وإن قلت أني آسف "

قالت بسخرية " على ماذا "

تأففت وقلت " على كلامي البارحة طبعا فلا تضيقيها

وهي واسعة يا ترجمان "


كتفت يداها لصدرها وقالت " لا أصدق أنك أنت إياس تعتذر

مني ففسرها لي رجاءً "

وضعت الكرة تحت ذراعي وقلت " ومن قال لك أني لا أعتذر

فارفعي أفكارك السوداء ناحيتي "

قالت مغادرة " أعرفك دون أن يقول لي أحد ولعلمك فقط إن

حملت فالطفل لي ولن تراه والاتفاق سنكمله في كل الأحوال "

ثم غادرت خارجة من الباب فهززت رأسي ورميت الكرة بقوة

وغيظ فلا يبدوا أنه هناك سبيل للتفاهم مع هذه المرأة







*~~***~~*










لا أنكر أني أحيانا أجد لنفسي تفسيرا في قسوتي عليها وفي أحيان

أخرى أرى أنه لا مبرر لها , فبث هكذا كالمربوط بين حبلين كل

واحد يشده لجهة حتى يمزقاه في النهاية , وقفت أمام باب الغرفة

وتنهدت بأسى وضيق والكثير من المعاني من ذلك فعندما سرقتْ

نظري البارحة بملامحها وهي تحمل كل البراءة تنعكس أمام ضوء

نار المدفئة وجذبتْ عطفي نحوها حين تحدثت عن تلك المعاناة في

طفولتها لم أجد حلا سوا إبعادها وإقناع نفسي أكثر أنها هي نفسها لن

تتغير ولن أغير نظرتي لها وكنت كمن يريد أن يُسكِت صراخا عاليا

في داخله ولا حل أمامه سوا الصراخ مثله , تنهدت مجددا وطرقت

باب الغرفة ففتحته لي نصف وجهها فقط يظهر منه تنظر للأرض

والحزن باديا على ملامحها فنظرت للكيس في يدي وقلت وأنا

أمده لها " هذا حجاب وجهزي نفسك لآخذك لشقيقتك "

توقعت أن ترفضه أن تأخذه وترميني به أن تثور وتذكرني بكلامي

البارحة لكنها خانت جميع توقعاتي ومدت يدها وأخذته وقالت

بهمس " شكرا "

فأبعدت نظري عن ملامحها سريعا وتوجهت لغرفتي







*~~***~~*








تحركت بعشوائية أمام باب المنزل وهاتفي في يدي ثم تأففت

وعدت للمنزل وكانت عمتي تنزل السلالم فقلت بضيق

" أين ابنك لم يأتي ولا يجيب على هاتفي "

وصلت للأسفل وقالت " قد يكون شغله شيء ما "

قلت باستياء " وما سيشغله وهوا يعلم أنه عليه أخذي لمنزل

دُرر , لا أعلم لما يحب قهري هكذا "

تنهدت وقالت " ولما ظن السوء هذا ؟ قولي عساه خيرا

هذا بدل أن ينشغل بالك عليه "

تركتها وعدت للوقوف خارجا , هي والدته في كل الأحوال

وستجد له ألف عذر أما أنا فلا أجد له ولا واحدا من مئة

وقفت قليلا وعيناي على الباب الخارجي ثم نظرت لساعتي

وضربت الأرض بقدمي متأففة ثم عدت للداخل وجلست على

الأريكة بالمقربة منها وقلت ببرود " عشر دقائق أخرى إن

لم يأتي اتصلت بعمي رفعت ليأخذني "

ثم وضعت حقيبتي في حجري بقوة وغيظ وتابعت بقهر

" يعلم أنه لن نحظى بموعد آخر من زوج دُرر المصون ولن

يوافق زوج سراب على أخذها هناك ثانيتا وسيضيعها علي

لا أعلم ما بنا حظ كل واحدة منا أردأ من الأخرى "

كانت ستقول شيئا لولا منعها دخوله من باب المنزل وقال

متوجها للسلالم " أنزل وأجدك في السيارة أو ذهبت وتركتك "

وصعد ونظري يتبعه , ما به عابس هكذا ويقول كلامه من رأس

أنفه ؟ حتى أنه لم يحيي والدته كعادته وهل يراني لست جاهزة

أمامه ؟؟ تجاهلت كل تلك الأفكار ووقفت وخرجت للسيارة وركبت

فالمهم عندي أنه جاء لأخذي لأنه إن فعلها بي لا أعلم ما ستكون

ردة فعلي , خرج بعد قليل وركب وخرجنا من فورنا ولم يتحدث

طوال الطريق بشيء حتى وصلنا منزلا أكبر وأرقى من منزلهم

ومنزل عمهم وعمي أيضا رغم كبر حجم منازلهم , وقفنا

أمامه وقال ببرود " اتصلي بي لآتي لأخذك "

فنظرت له بصمت وهوا ينظر أمامه متجنبا النظر لي فنزلت

دون أن أعلق على شيء , وما أن أغلقت باب السيارة حتى انطلق

بها مسرعا وصوت انزلاق عجلاتها على الطريق كاد يصم لي

أذناي فبقيت مكاني للحظات أراقب سيارته تبتعد مستغربة تبدل

مزاجه فجأة ثم رفعت كتفاي وتوجهت لجرس الباب وقرعته فالمهم

عندي أني أتيت والأروع من ذلك أنه ترك الوقت مفتوحا أمامي

ما أن رننت على الجرس حتى وقفت سيارة زوج سراب ونزلت

منها فنظرت لها مبتسمة وهي تنزل ثم اقتربت منها وهي تتوجه

نحوي وقد غادر زوجها فحضننا بعضنا وقلت بشوق

" اشتقت لك يا غبية هل تدركي هذا "

لتفاجئني دموعها وشهقتها الباكية وهي تضمني بقوة أكبر

فقلت ماسحة على ظهرها " سراب ما بك هل ضايقك

مجددا ذاك الأحمق "

قالت بهمس مخنوق " لا "

ثم ابتعدت عني عندما انفتح باب المنزل لنا









*~~***~~*











وضعت زجاجة العطر على طاولة التزيين بعدما رششت منها ثم

وقفت أنظر لملابسي وأرتبها جيدا , كنت أرتدي تنوره قصيرة

تحت الركبتين بقليل بقماش مبطن لها نقوش عريضة عند حوافها

السفلية , ضيقة عند الخصر ثم تتسع تدريجيا وقميص ضيق بدون

أكمام وفوقه طبقة من الشيفون بكمان دائريان وطوله لنهاية الخصر

ونصف مفتوح من الأمام وكان هذا أنسب ما وجدت ليكون مناسبا

لليوم , رفعت شعري بقوس فضي وجلست على حافة السرير خلفي

أنظر للأرض بحزن وحيرة ثم تنهدت بأسى وأنا أتذكر كل ما حدث

البارحة فبعدما عدنا هنا أنزل عليا سيل توبيخه ( ما الذي أخرجك

ذاك الوقت وكيف تغلقين الباب على نفسك وماذا إن لم أذهب هناك

من سيسمع حتى طرقك ومناداتك ) ولم يصدق حتى أني لم أغلقه

وفي النهاية نام غاضبا مني وخرج فجرا لعمله وكأنه ليس ذاك

الذي ضمني لحضنه هناك دون أن يصرخ ويغضب كعادته حين

أكون مخطئة في نظره , كم هوا معقد هذا الرجل وكم يصعب

عليا فهمه فهوا يجعلني عاجزة حتى عن فهم نفسي , أخرجني

من أفكار صوت طرق على الباب فتوجهت نحوه وفتحته

فكانت إحدى الخادمات وقالت من فورها " سيدتي

ضيوفك وصلوا "

فخرجت مغلقة الباب خلفي ونزلت السلالم مسرعة فاليوم من

الأيام التي تحسب في حياتي , وأخيرا سأراكما يا شقيقتاي

اللتان لم أرزق بهما يوما فلأول مرة نفترق كل هذا الوقت فلم

نغب عن بعضنا يوما , ما أن اجتزت نصف السلالم حتى ظهرتا

لي وكانت ترجمان تنظر من حولها وسراب تنظر ناحيتي مبتسمة

وتمسح دموعها فأكملت باقي العتبات ركضا وقفزت لحظن سراب

التي استقبلتني فاتحة ذراعيها لي وبدأت تشهق باكية وأبكتني معها

ضممتها بقوة وقلت " منذ متى أصبتِ حساسة هكذا

ومبارك ارتدائك للحجاب كم هذا رائع "

ثم ضحكنا معا من بين دموعنا وابتعدت عنها واحتضنت ترجمان

التي استقبلتني بذراعيها وضمتني بقوة وقالت من فورها " أول

مرة أرى أبوابا مرسومة وكأنها لوحات فنية وما هذه الملابس

الرائعة التي تلبسينها , لقد أخذتِ نصيب الأسد يا حمقاء

أوسمهم وأغناهم "

ابتعدت عنها ومسحت دموعي قائلة بابتسامة " قولي اشتقت

لك قولي كيف حالك , حسد هكذا من بدايتها "








*~~***~~*










ألبستها باقي ملابسها أستمع لحكاياتها الطفولية التي لا تتوقف

وبطلتيها طبعا ترجمان وسدين وذهني ليس معها أبدا بل مع

أولى جلسات المحكمة التي ستبدأ بداية الشهر ولم يتبقى عليها

سوا أيام ويبدوا أن مصطفى تراجع حتى عن تطليقي بمحض

إرادته وقد سئمت من نظرات الناس وكلامهم عن سبب تركي

لمنزلهم وزواجه من أخرى فقد كُتب لي أن تنزل فوقي ضرة

قبل أن أصبح مطلقة لأجرب جميع الأنواع , رن هاتفي وكان

ذاك الرقم الغريب مجددا ولم يكمل الاتصال كعادته ثم وصلت

منه رسالة ولأول مرة يفعلها ففتحتها فكان فيها

( رغد هذا أنا خالد )

فشعرت بجسدي كله ارتجف حتى وقع الهاتف مني وبدأت دموعي

بالنزول , لما يحدث معي كل هذا وما يريده بي بل وكيف يفكر هذا

المجنون فلو انتشر الخبر بين الناس فلن يرحمني أحد , طرق أحدهم

باب غرفتي فأمسكت الهاتف برجفة وأغلقته نهائيا ومسحت

دموعي وقلت " تفضل "

فانفتح ودخل منه إياس فوقفت ندى من فورها وركضت جهته

ضاحكة فحملها وقبل خدها وتوجه نحوي وجلس على الكرسي

وأنزلها للأرض وقال " اذهبي ونادي جدتك بسرعة "

فخرجت من فورها وقال ما أن غادرت " رغد هناك أمر

أريد أن تقومي به من أجلي "

نظرت له باستغراب وتابع قبل أن أعلق " أريد أن أتزوج "

نظرت له بصدمة وقد تاهت الحروف مني وبدأت بالتلعثم ولم

أعرف ما أقول فأشار لي بإصبعه على شفتيه وقال ناظرا للباب

" أش سنتحدث لاحقا وأمي آخر من سيعلم "

ولم أستطع قول شيء لأنها بالفعل دخلت وندى تسحبها من يدها

وقال إياس من فوره " سآخذ إجازة وبعدها سأنقل عملي من هنا

وسننتقل للمزرعة بعد زواج سلسبيل وسدين مباشرة فرتبوا أموركم "

ودخل هوا وأمي في نقاش حول الأمر ولا تبدوا أمي معترضة أبدا

أما أنا فلم أستطع قول شيء فصدمتي من كلامه لازالت تلجمني

عن الكلام حتى الآن









*~~***~~*










دخلنا مجلس الضيوف وقالت ترجمان ما أن جلسنا " كيف

أحوالك مع عريس السعادة يا دُرر فوحدك مجهولة

المصير حتى الآن "

قلت بهدوء " جيدة "

لوت شفتيها وقالت " كنت أعلم أنه سيكون جوابك في كل

الأحوال وأتوقع العكس فكل هذا الأمر كان فاشلا منذ البداية "

ولم تتركني أعلق بل تابعت قائلة " لو كنت أعلم أن كل هذا كان

سيحدث ما وافقتهم على ما فعلوه وبقيت للفضيحة فستنساها

الناس مع مرور الوقت "

نظرت للأسفل وقلت " الشرف لا يسامح فيه أحد ولا يُنسى يا

ترجمان , ثم هل ستختارين أفضل مما اختار الله لنا "

تمتمت بشيء لم أفهمه ثم قالت " أقنعيني أن حياتك أفضل من

حالنا وأنك راضية عنها فأنا أعرفك من سنوات يا دُرر

وأفهم نظرتك دون كلام "

تنهدت وقلت " قلت أن أموري جيدة وما كنت سأستبدلها

بالفضيحة أبدا "

تجاهلتني ونظرت جهة سراب الصامتة منذ أول الجلسة

وقالت " وأنتي من بلع لسانك فليست عادتك "

قالت بهدوء أقرب للبرود " حياتك جيدة يا ترجمان فلا تفسديها

بغبائك وطيشك وتندمي وقت لا ينفع الندم "

نظرتْ لها بصدمة وقالت " هل هذه سراب من تتكلم !! "

نظرت ليديها في حجرها وقالت بشيء من الحزن " نعم فقد

يكون حال أفضل من حال لو لم نفسده أكثر "

قالت بتذمر " بالله عليكما من ألقى عليكم تعويذته ؟ دُرر أعرفها

طوال حياتها ترضى بالتعب وتسكت , أنتي ما غيّرك فجأة "

نظرتْ لها وقالت بجدية " غيرني غبائي الذي دمرني وعليك

أنتي أيضا أن تستفيقي لنفسك فزوجك لا ينقصه شيء "

نظرت لي حينها وقالت " دُرر هل تصدقي أن هذه

سراب التي نعرفها "

هززت رأسي بلا في صمت فقالت سراب بضيق " وما في

الأمر إن غيرت قناعاتي وحياتي , هذا شيء عادي وطبيعي "

نظرت لها ترجمان بصدمة وقالت " سراب يا غبية هل

أحببت ذاك المعتوه "

قالت وعيناها قد امتلأت بالدموع " نعم بعدما أكرهته فيا أضعاف

ما كان , هل ارتحتِ الآن بمعرفة السبب "

أمسكت رأسها بيدها وقالت " غبية لقد أفسدتِ على نفسك "

أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت " بل أفسدت على نفسي حين

لم أرضى بواقعي منذ البداية فكل ما كان يحتاجه زوجة تفهمه

وتتفهم ظروفه وحياته ولم يجدها بي وحين استفقت لنفسي

كان الأوان قد فات ولم ينفعني الندم "

هزت ترجمان رأسها بيأس منها ثم نظرت لي وقالت

" وأنتي يا معدومة هل أحببته أيضا "

نظرت لها بصدمة فقالت " وصل الجواب لن تكوني

أفضل منها "

فقلت بصدمة أشد " ماذا أنا ..... "

ولم أنهي كلامي لأنها قاطعتني قائلة " وأين زوجته الأولى

لا تقولي أنها تعيش معك هنا "

وما أنهت جملتها إلا وانفتح باب المجلس ودخلت منه ...... وجد






نهاية الفصل .... موعدنا مساء الخميس إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 28-01-16, 09:00 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والعشرون)

 






الفصل الثامن والعشرون


النص بالمرفقات

<ترجمانتي كون بخير>
♥ أغاني الوفاء لأجلك♥



نهاية الفصل .... موعدنا مساء الأحد إن شاء الله

[/COLOR]

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 6.txt.zip‏ (17.1 كيلوبايت, المشاهدات 46)
عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 31-01-16, 09:02 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن والعشرون)

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعد مسائكم جميعا متابعي روايتي


بداية وقبل فصلنا اليوم أحب أن أوجه شكري الخالص والكبير للأخت

الغالية وحبيبة قلبي ( فيتامين سي ) على ما قدمته بل على أهم ما فعلته

من أجلي وأجلكم وأجل الرواية فلن أنسى وقوفها معي وموافقتها ما أن

طلبت منها مساعدتي في نقل الفصول لكم لِما رأيته من انضباط لديها

في نقل الفصول فهي والأخت لامارا لم ترى عيني في تفانيهما ونشاطهما

واهتمامهما بالقراء والنقل ورغم انشغالها وكثرة مشاغلها ونشاطها الذي

انشهرت به إلا أنها تفرغت من أجلي وأجلكم وأجل متابعيها هناك ورغم

أن الفصول تصلها مجزئة وهي تتعب في جمعها إلا أنها وافقت دون تردد

فأسأل الله أن يناولها كل ما تحب وتتمنى ولا يرد لها طلبا فلولاها بعد الله

ما نزل فصل الخميس الماضي لأني كنت غير موجودة ولا فصل الاثنين

لأن الكهرباء كانت مقطوعة وقت التنزيل وكنت وقتها مطمئنة ومرتاحة

البال لأني أعلم علم اليقين أنه بين أيديكم وقد قرأتموه فالفضل بعد الله لها

وتذكروها في كل فصل بدعوة صادقة مصدرها القلب كلما رأيتم اسمها

يعلوا الفصول ... شكرا فيتامين سي ولو نجوم السماء تهدا لأهديتها لك


الفصل التاسع والعشرون


المدخل
بقلم الغالية alilox


دعيني اعيش مع السراب من حصونك اخاف الاقتراب غيبتي عقلي اسرتي قلبي عقلي وقلبي بشأنك في اختلاف قلب بدأ يهواكي ويجد لكي الاعذار لكن عقلي يقول كفى هل سمعت احدا امسك السراب اني اخاف من حصونك الاقتراب
**
ماأعظم ذنبي في قلبك ياآسري أليس ذنبك أعظم من ذنبي ذنپك هدمت حصوني احتللت قلبي احتلال لكن عفوا ذنبي أعظم أضعاف أضعاف ذنبي عشقت من احتل قلبي من احتل روحي ومن متى يعشق المحتل من قام بفعل الاحتلال
مساء الورد
****




مر أكثر من شهر وقد انتقلنا هنا إلى مزرعة العائلة فبعد وفاة زوج

رغد بأسبوعين تزوجتا شقيقتيها زواجا عائليا بسيطا بسبب موت

نسيبهم بما أنها لم تُطلق منه ثم انتقلنا هنا على الفور , في البداية

أخذ منا المنزل هنا وقتا بين تجديد وتنظيف ودخلتْ رغد في حالة

هستيرية من أنهم سيأخذون ابنتها منها وأصبحت لا تنام إلا وهي في

حضنها وأغلب الوقت تسجنها معها في الغرفة مخافة أن يأخذوها دون

علمها خصوصا بعد زيارة جدتها التي صرحت فيها أنها ابنتهم وستتربى

لديهم خاصة أن الطلاق لم يتم بحكم المحكمة , وأصبحت عمتي تنام

معها أغلب الليالي بسبب استيقاظها مفزوعة من نومها , إياس انشغل

كثيرا في المزرعة ويبدوا أصبح يكرس لها جل وقته ويفكر جديا في

تطويرها وأن يتحول خارج قسم الشرطة لمزارع , أما علاقتي به

فعلى حالها منذ تلك الليلة التي خرج فيها من الغرفة ولحد هذا اليوم

لازال ينام بعيدا عني وكل في غرفة مستقلة ولازال متمسكا بقناع

بروده ذاك وأستغرب أنه فعلها ولم يأبه لكشف أهله للأمر وأستغرب

أكثر أن أحدا منهم لم يعلق بشيء وحتى عمتي التي بداية انتقالنا هنا

كانت تحاول التلميح لي بأن أرى ما يزعج زوجي وما يؤرق حياتنا

وأعالجه أصبحتِ الآن وكأن الأمر لا يعنيها ولا يحدث أمامها ومنذ

أيام بدأتُ ألاحظ الحركة الغريبة هنا اجتماعات سرية وحدي من لا

يحظرها ونقاشات تدور بهمس ولا أفهم لما أو عن ماذا ؟ وقد جعلتْ

تحركاتهم وأحاديثهم تلك عمتي منزعجة لأيام قبل أن تعود لطبيعتها

وأنا لم أسأل عن شيء خصوصا وأن إياس جزئا في كل ما يجري

أظلمت الدنيا في عيناي بسبب الشيء الذي وضع عليهما

فقلت مبتسمة " سدين طبعا "

أبعدت يديها وقالت ضاحكة وهي تلف حول الأريكة لتجلس

بجانبي " ومن غيري هنا يحبك ويبحث عنك طبعا "

برمت خصلة من شعري بين أصابعي ثم دسستها خلف

أذني وقلت " من الآخر ماذا تريدين "

قالت ببرود " مرحبا يا رئيس البلاد "

ضحكت وقلت " لو كنت رئيس البلاد لكنت سجنتك

حتى تتعفني في السجن "

وضعت ساق على الأخرى وقالت بغرور " وما يفعلان شقيقي

وزوجي الضابطان سيخرجانني طبعا "

قلت ساخرة وبقصد " ومتى رضينا على زوجنا ؟؟ يالك

من مسكينة بسرعة تنسي غضبك منه "

قالت ببرود " عذره معه "

فضحكت دون تعليق فهي غضبت كثيرا عندما رفض الدخول

ورؤيتها يوم عقد القران وقالت لماذا أتزين وأكلف نفسي إن كان

لن يراني لكن الغبية رضيت عنه بسهولة حين علمت أنه برر

لإياس بأن الأمر مراعاة لشقيقتها التي توفي زوجها حديثا

وصدّقته هذه الخائبة , نظرت لي بطرف عينها وقالت

" أرينا عجائب قدرتك أنتي في زوجك "

ضحكت ضحكة قهر أكثر من كونها سخرية وقلت " شقيقك

تعلمين جيدا أنه هوا من يرفضني ولا أعجبه "

رفعت غرتها ممررة أصابعها فيها ثم هزت رأسها بلا وقالت

" لن تنجحا وأنتما تنظران للأمر من هذا المنظور الضيق "

حركت كتفي بلامبالاة ولم أتحدث فقالت " لما لا تجربي "

نظرت لها باستفهام فقالت " أقصد أن يتنازل كل واحد

منكما قليلا "

اتكأت برأسي على يدي التي سندت مرفقها على ذراع الأريكة

وقلت ناظرة لها بجانبي " وأتحفيني بذوق شقيقك الذي سأتنازل

لأرضيه "

تنهدت بيأس وقالت " إياس طوال حياته يحب المرأة التي تشبه

شخصية رغد في هدوئها مع الثقة في النفس أكثر "

قلت بسخرية " لا هذا فوق طاقتي , رغد التي لا تعرف كيف

تدافع عن نفسها وحقها , أقسم لو كنت مكانها ما سكتّ لتلك

العجوز التي جاءت تتبجح عليها وتصرخ وتبلبل وهي صامتة

تبكي فقط , لو كنت مكانها لأخرجتها من هنا تبكي "


عبست وقالت " أرئيت أنكما لا تتفقان , صحيح أن الرجال

يحبون المرأة القوية التي تفرض شخصيتها لكن دائما

للقاعدة شواذ وإياس شذ منها "

قلت باستخفاف " هه قولي أن شقيقك يريد عديمة شخصية

يتحكم بها وتتعامل أمام الناس بثقة نفس ومعه قطة يأكل

عشائها وهي تنظر "

هزت رأسها بيأس وقالت " كنت أعلم أن هذا لن يجدي

معك ولا أعلم لما تكلمت "

ثم تابعت بجدية " ترجمان أنتي صديقتي قبل أن تكوني

ابنة خالي وزوجة شقيقي وأقول وأكرر لا تتركي طائرك

لغيرك وتداركي الأمر "

نظرت لها لوقت بتركيز وصمت من نبرتها الجادة وتحذيرها

المبطن بالكثير من المعاني ثم قلت " قرار شقيقك كان ثابتا

ومنذ البداية وعليه تنفيذه وأن يحررني منه "

تنهدت وقالت " وهذه المحاولة الأخيرة وباءت بالفشل فلا

تلوميني يوما "

نظرت لها باستغراب وكنت سأسأل شيئا لولا دخول إياس من

الباب الواسع للمنزل الذي يبعث النور لأرجائه جميعها رغم أننا

قاربنا وقت مغيب الشمس , ببنطلونه الجينز المرفوع لنصف ساقيه

ملطخ بالوحل وقميصه المهمل مفتوح الأزرار العلوية وفوقه

سترة جلدية سوداء , اقترب منا فأغلقت سدين أنفها وقالت

" يع ابتعد عنا "

فنزع سترته وقال ببرود " أسكتي أو حضنتك الآن "

فهربت حينها قائلة " حمدا لله أني لست زوجتك "

فقال وهوا يتوجه لممر غرفته " لا تخافي في هذه الحالة "

فلويت شفتاي بعدم رضا , ما أبردك وأسخفك يا رجل




*~~***~~*





مرت الفترة الماضية كما هي عليه سابقا وعادت عمته بعد أسبوعين

من غيابها هناك في منزل شقيقها , أواس لازال متغيبا طوال النهار

ولا يرجع إلا ليلا ووقت الغداء في أحيان قليلة جدا ولازال البرود

والصمت رفيقه وسرعة الغضب سلاحه الذي يهابه به الجميع وقد

سافر مرتين من أجل تجارته ووضع حراسة مشددة على المنزل ولا

أفهم لما ؟ هل يخاف أن يهرب أحد ممن في الداخل أم ليمنع أحدهم

من الدخول من الخارج ؟ زوجته بدأت بكشف خباياها وأصبحت

تلاحقه وقت وجوده هنا وتخترع الأمور لتتحدث معه ولازال هوا

في هدنته معها فلم يعد يضربها ولم تعد سجينة غرفتها ولازال ينام

معي والذي تغير فقط هوا أنه منذ تلك الليلة لم يعد يرضى إلا بالنوم

بتلك الطريقة التي يبدوا أني جلبتها لنفسي وكأنه لن يغمض له جفن إن

لم التصق بظهره حاضنة لخصره بذراعي حتى باتت تلك اللحظات

ليلا تسرق تفكيري أو أني اعتدتها أيضا أو لا أفهم ما يكون ذاك

الشعور !! طرقت الخادمة الباب ودخلت لتخرجني من أفكاري

ولتسرق نظري من مصحفي لها وهي تدخل بأكياس في يدها

وقالت وهي تضعهم على الأريكة

" السيد أمر بأخذهم لك هل أرتبهم في الخزانة "

نظرت لهم وعلمت ما يوجد فيهم من الاسم على الأكياس ثم

تنهدت وقلت " اتركيهم سأرتبهم بنفسي "

لا أعلم أين سأرتدي كل هذا ومتى فكلما جلب بضائع لمحلاته

أحضر لي منهم حتى امتلأت الخزانة فلو يبيعونهم هناك أفضل

له , قلت قبل أن تخرج " أين عمة أواس هل هي في غرفتها "

التفتت لي عند الباب وقالت " نعم سيدتي والسيد أواس

ذهب لها هناك "

وضعت حينها المصحف جانبا وغادرت الغرفة لأنزل لها فهي اليوم

لم تخرج من غرفتها وقد تكون مريضة أو منزعجة من أمر ما وعليا

رؤيتها والاطمئنان عليها , نزلت من السلالم وما أن وصلت لقرابة

نهايتها حتى وقفت مكاني وأنا أرى أواس وكان معطيا ظهره لي ووجد

تقف أمامه تكاد تكون ملتصقة به وتضع كلتا كفيها على صدره وتحدّثه

مبتسمة وما أن رأتني حتى ابتسمت بغرور وحركتهم على صدره صعودا

حتى طوقت بهما عنقه والتصقت به أكثر وهوا على حاله يديه في جيوب

بنطاله ثم التفتَ برأسه فقط ونظر لي فعدت للأعلى من فوري ولا أفهم

لما لم أكمل طريقي ؟ لما شعرت وكأن ثمة من قسمني نصفين ؟ لا أفهم

حقا سبب انزعاجي من اقترابها منه فكم في الإنسان من حب تسلط

وتملك لأشيائه , هل نحن أنانيون هكذا جميعنا معشر البشر أم أنها

لا تكون إلا في حالات دون الأخرى ؟؟!!




*~~***~~*





صعدت تلك للأعلى وأقسم أنها تشتعل غيرة وكان هوا يتبعها

بنظره حتى اختفت ثم عاد بوجهه للأمام ونظر لي مجددا وأخرج

يديه من جيوبه ورفعهما وأمسك بهما يداي وأنزلهما مبعدا لهما

عنه فقلت وأنا أبعدهم أكثر " يبدوا لي تغار مني وكأني

لست زوجتك مثلها "

أعاد يديه لجيوبه ولازال على صمته ونظره لي فقلت وأنا

العب بزر قميصه بإصبعي ونظري عليه " أنت لا تَعدل

بيننا أبدا يا أواس هل تلحظ ذلك "

أبعد يدي بقوة وقال " لا تحلمي بذلك "

رفعت نظري له بسرعة فأمسك ذقني بأصابعه ورفعه له وضغط

عليه بقوة ألمتني وقال بجمود " لن تأخذي ولا ربع مكانتها لدي

يا وجد تفهمي هذا أم أشرحه أكثر ؟ فحاذري من العبث معها

من ورائي وأَمضي وقت فراغك بشيء غيرها "

قلت ببرود ونظري على عينيه " إن هي أخبرتك أني أضايقها

فقد كذبت عليك "

أبعد يده وترك ذقني وقال بسخرية " إن اشتكت لي منك فلن

تكون دُرر "

ثم تابع مغادرا جهة الباب " هي لا تعرف اللعب بقذارة مثلك يا وجد "


وخرج من المنزل تاركا إياي أحترق بعده من الغيظ والكره , وتقولها

علانية يا أواس وتضعها فوقي وهذا يؤكد أنه إن هي أخبرته بحقيقة

مضايقاتي لها فسيصدقها على الفور ولن يصدق تبريراتي ولا كذبي

عن الأسباب مهما حاولت , غادرت من هناك لتوقفني الخادمة

التي وقفت أمامي قائلة " السيدة خديجة تطلبك في غرفتها "

قلت مجتازة لها " قولي لها أني نائمة "

ثم توجهت لغرفتي وأغلقتها بالمفتاح وتوجهت للسرير وتسللت تحته

لأخرج الهاتف المثبت فيه وفتحته وأنا هناك نائمة على ظهري على

الأرض , سأرسل رسالة لوالدتي أطمئنها عني وأتسلى بعدها قليلا

بما أن كثلة الثلج والغرور ذاك غير موجود ولا يوفر لي ما يسليني

اتصلت ليرن الهاتف مرتين ثم انفتح الخط وقال من في الطرف

الآخر مباشرة " ماذا حدث معك ؟ "

قلت بهمس " حيّني أولا يا وغد , هل هذا كل ما يهمك "

ضحك ضحكته الجهورية وقال " لأعلم المفيد أولا ثم ننتقل للمهم "

مررت أصابعي على خشب السرير فوقي وقلت " لم يحدث شيء

بعد , الأمر يحتاج لبعض الصبر لا يكون في يوم وليلة "

قال من فوره " حسنا اتركينا الآن في الأهم وأخبريني

أولا أين أنتي الآن "

ضحكت وقلت بذات همسي " أين باعتقادك تحت السرير طبعا "

ضحك كثيرا ثم قال " لن ينفع الأمر هكذا "

فتحت زر القميص وقلت " سينفع كما في المرتين السابقتين "




*~~***~~*





وضعت الطعام على الطاولة وجلست آكل فاليوم عمله ولن يتعشى

هنا ورغم البرد لأننا أصبحنا في فصل الشتاء إلا أني أحب الأكل

هنا خصوصا بعدما أصبح لدي قميصا شتويا وبنطلون من الجينز

فقد أحضرهم مع مدفأة لغرفتي وغيّر باب المنزل أيضا فيبدوا أنه

استقطع جزءً من راتبه هذا الشهر لي ولتغيير ذاك الباب الصدئ

مؤكد تتساءلون عن حالي معه بعد تلك الليلة التي أنا من أصبت

بالحمى بعدها ولم أفارق الفراش ثلاثة أيام وآسر طبعا من قام بخدمتي

مع بروده وصمته اللذان لم يفارقانه ليرسل لي رسالة مفادها أنه مجبر

على ذلك , ولم ينتهي الأمر هناك بل بقي لفترة بعدها يقذفني بالكلمات

الجارحة بطريقة غير مباشرة من مدة لأخرى وأنا في صمت تام وكأني

تبلدت بل يبدوا أني أصبت بالبلد فعلا ولم يعد يؤثر بي شيء وأصبحت

أقابل إهاناته بالصمت والتغاضي أو التجاهل أو لا أعلم ما يصفه هوا

في عقله حتى توقف عن رميي بتلك الكلمات وأصبح الصمت المميت

أسلوب حياتنا هنا ولا أسمع صوته إلا إن كان يتحدث بالهاتف أو حين

نذهب لزيارة العائلة التي ربته ولا أعلم ما نهاية وضعنا هذا وما أنا

أكيدة منه أنها ستكون سيئة على هذا القلب لأنه من غبائه أحبه وحين

سيطردني من حياته سأعاني بالتأكيد , رميت الملعقة ومررت أصابعي

في شعري وأغمضت عيناي بقوة , كلما تذكرت تلك الليلة وتلك القبلة

أشعر بجسدي يرتجف , لم أكن أعلم أنها ستكون منهكة ومدمرة هكذا

ولا أن تنتهي بمأساة كبيرة كتلك وتمتد شظاياها للآن , نزلت دموعي

فوضعت يدي على عيناي من فوري وكأني بهذا سأمنعهما من البكاء

وسأغلق قنواتي الدمعية ولكن ما سيمسك الدموع حين تنهمر ؟ لا

شيء بالطبع ولا أحد بالتأكيد ولا حتى السبب فيها لن يستطيع ذلك

انتفضتُّ واقفة بفزع حين شعرت بخطوات أحدهم لأجد آسر واقف

أمامي ولأن باب المنزل تغير وهوا من عادته فتحه وإقفاله بهدوء

لم أشعر بدخوله ولم أتوقع أن يأتي الآن فهوا لا يفعلها عادةً !!

أشحت بوجهي أمسح دموعي وقلت ببحة " هل أعد لك العشاء "

والنتيجة كالعادة لم يجب ولم يتحرك من مكانه فمددت يداي لطبقي

وحملته من على الطاولة وتوجهت به للمطبخ هربا منه فلا حجّة

لدي غيره , وصلت الباب لتوقفني اليد التي أمسكت بذراعي

ولفني جهته وقال بجمود " ما يبكيك ؟ "

أنزلت رأسي للأسفل أكثر وقلت بهمس " لا شيء "

وكأنه لا يعلم أو لا يوجد شيء يستدعي للبكاء فهل هذا غباء منه

أم تغابي ؟ ترك ذراعي وامتدت أصابعه لذقني وأمسكه ورفعه

حتى تلاقت عينانا وقال بجدية " لا أحد يبكي من لا شيء "

أنزلت رأسي مع انفلات ذقني من قبضته برفق وقلت مجاهدة

دموعي كي لا تعود للنزول " اشتقت لدُرر وترجمان "

قال بعد صمت لحظة " فقط "

هززت رأسي بنعم دون كلام فتركني وتوجه لغرفته ودخلها

فوضعت الطبق في المطبخ وخرجت منه راكضة حتى دخلت

غرفتي وأغلقتها خلفي لأواصل بكائي الصامت هناك



*~~***~~*



بعد وقت خرجت من غرفتي لأنزل لعمته فعليا رؤيتها قبل أن

نجتمع على طاولة العشاء ويكون منظري سخيفا وأنا أسالها

هناك , وصلت للأسفل وتقابلت ووجد خارجة من الممر مبتسمة

تلعب بخصلة من شعرها بين أصابعها ووقفت ما أن رأتني وقالت

" لا داعي لأن تعكري مزاجه الليلة بسبب ما رأيته فأنا زوجته مثلك "

قبضت يداي بقوة وكنت سأغادر وأتركها ككل مرة لكن أوقفتني

كلماتها قائلة " لا أعلم كيف لامرأة يتشدقون بأنها حافظة كتاب

الله وتخافه تشد الرجل لها وحدها وتسرق ليلة ضرتها "

نظرت لها وقلت بسخرية " وما تفعليه أنتي برجل عاجز ؟ "

بقيت تنظر لي دون أي ردة فعل ولا كلام بادئا ثم

قالت بثقة " لم أكذب فيما قلت "

يبدوا أنها تتكهن أنه لم يقربني وخانها ذكائها في أن تترجم سبب

نقله لي لغرفته , هل ليتفرج عليا فيها مثلا ؟ قلت بذات سخريتي

" لعلمك فقط هوا أصيب بالزكام اليوم لأنه خرج فجر

أمس للمسجد وشعره مبلل "

ثم تركتها وأكملت طريقي , لا أعلم ما بي اليوم فلم أكن آبه لها

سابقا ولا أعلق على نغزاتها وتلميحاتها ومهما قالت لكني حقا

شعرت الآن بالغضب منها وإن لم أتكلم كنت سأنفجر , وصلت

غرفة عمته وطرقت الباب فوصلني صوتها قائلة " تفضل "

فتحت الباب ودخلت فكانت تجلس على الكرسي وتخيط شيئا في

يديها فقلت بابتسامة صغيرة وأنا أغلق الباب " لم تخرجي باقي

اليوم من غرفتك فضننت أنك متعبة "

قالت مبتسمة " وأنا ضننت أنك وجد التي أرسلت الخادمة

في طلبها ولم تأتي حتى الآن ويبدوا لن تأتي "

رفعت كتفاي بلامبالاة وجلست مقابلة لها وقلت

" قد تكون نسيت أو أن الخادمة لم تبلغها "

قالت بذات ابتسامتها " لاحظت أن أواس لم يعد يسجنها ولا

يضربها فقلت أنصحها بتعديل حياتهما أكثر ليَعدُل معها

وينقد نفسه من الإثم "

نظرت ليداي في حجري وأنا ألعب بأصابعهما وقلت

" نعم فهي لها حق عليه أيضا "

ضحكت وقالت " من قلبك تقولين هذا الكلام "

رفعت نظري لها مصدومة فعادت للضحك مجددا وقالت

" ما بك خُطف لونك هكذا "

قلت ببرود " من قلبي طبعا فأنا لا أريد أن يأثم

ولا أن أحمل الإثم معه "

عادت بنظرها للإبرة التي عادت تخيط بها وقالت " ظننت أن

الأمر سيزعجك خصوصا أنه يضعك في المرتبة الأولى "

نظرت بعيدا وقلت بابتسامة ساخرة " لا أعتقد أن أواس

لديه مراتب للناس "

رفعت رأسها بسرعة وقالت بنبرة استغراب " لما هذا الكلام

يا دُرر وأنتي تعلمي مثلي وأكثر مني أن تعامله معك مختلف "

عدت بنظري ليداي وقلت " لا شيء اعتبري أني لم أقل شيئا "

تنهدت بقوة وقالت " ظننت الوضع معك أفضل ونسيت

أنك أنتي من لا يتحدث "

قلت فورا " لا هوا لا يتعامل معي بسوء "

قالت بذات استغرابها " ماذا إذا ؟ "

لا أنكر أنه رغم بروده وجفافه الدائم في بعض الليالي يتحول

لشخص آخر وكأنه ليس أواس الذي أعرفه , وسخي جدا معي

وقد تكون خصلة فيه مع الجميع لكن .... تلك النقطة (الأبناء )

لازالت ترسم الحواجز بيننا وتؤكد لي أني في حياته شيء مؤقت

فقط , بقيتْ تنظر لي تنتظر جوابي فقلت مغيرة مجرى الحديث

" ماذا تخيطين ؟ "

ابتسمت وقالت " لا تريدين الإجابة ؟ لا بأس , وهذا قميص اشتريته

من هناك ووجدته مفتوحا من جانبية فسأخيطه لألبسه "

قلت مبتسمة " لهذا لم نراك اليوم منذ الغداء , كنتِ تركتِ

إحدى الخادمات فعلت هذا "



*~~***~~*




اعتصمت في غرفتي ولا أعلم حتى غادر أم لازال هنا فلن أسمع

الباب إن غادر ولا أريد مغادرة غرفتي لأتأكد منه فأنا أصبحت

أتجنبه كثيرا منذ تلك الليلة التي جرحني فيها بعنف وكأني أنا من

دخلت له متعمدة وقبّلته وليس هوا من أرغمني على ذلك , قفزت

واقفة لتقع البطانية التي كنت أضم بها جسدي خلفي ما أن سمعت

طرقات على باب الغرفة , لا أعلم ما به اليوم وما بي بث أتصرف

بحمق وكأني مرعوبة منه أو أتوقع أن يهجم عليا ويقتلني , عاد

للطرق مجددا فتوجت للباب وفتحته وكان أمامه ومد يده

لي قائلا " خذي تحدثي معهما "

نظرت ليده باستغراب وأنا أرى هاتفي فيها ثم رفعت نظري ونظرت

لعينيه فكان ينظر لي نظرة خالية من أي تعبير لا أستطيع تفسيرها

بشيء وكأنه يريد إعلامي بأن هذا الأمر ليس توددا منه وعليا أن لا

أفهمه هكذا , عدت بنظري ليده وأخذته منها بسرعة ودخلت الغرفة

دون حتى أن أغلق الباب أو أرى إن غادر أم لا وجلست على الأريكة

واتصلت بترجمان فأجابت سريعا وقلت بدمعة ملئت عيناي ما

أن فتحت الخط " ترجمان كيف أنتي "

قالت بلهفة " سراب يا حمقاء أمازلتِ على قيد الحياة "

مسحت الدموع التي غلبتني وقلت بعبرة " أنا بخير أين أنتي

لا تأتي ولا لزيارتي "

تنهدت وقالت " مؤكد لم تعلمي ولم يخبرك فارس أحلامك ذاك

أننا انتقلنا لمزرعة العائلة من أكثر من شهر "

قلت بصدمة " للمزرعة !! "

قالت " نعم وهي تبعد عن هناك مسافة طويلة "

قلت بحسرة يشوبها البكاء " لن أراك مجددا إذا , لماذا

نفترق هكذا "

قالت بحزن " فرقونا فرقهم الله "

قلت بشهقات متتالية " لا تدْعي عليهم هم أصدقاء أيضا "

قالت بضيق " ولما لا يقدّرون معنى الصداقة ؟ إن كانوا هم

أصدقاء فقط فنحن عشنا وتربينا معا , وما بك تبكي هكذا

ماذا يفعل لك ذاك المعتوه "

قلت بحزن " لا شيء مشتاقة لكما فقط ولم أستطع إمساك

دموعي ما أن سمعت صوتك "

قال بريبة " فقط ؟ "

قلت بهدوء " فقط وهوا لا يفعل لي شيئا أقسم لك "

ثم تابعت فورا " ودُرر هل رأيتها أو تحدثِ معها "

قالت بسخرية " أين يا حسرتي وحسرتها وذاك لا يخرجها ولا

يعطيها هاتفها , أجل كيف حدث وفك زوجك الحصار عن

هاتفك ؟ ظننته باعه كما قلتِ "

نظرت للشيء الذي تحرك عند الباب فكان هوا واقفا مستندا بكتفه

على إطاره ويده في جيبه فعدت بنظري أماما وقلت " لا أعلم وأنا

ظننت ذلك , أخبريني ما أحوالك أنتي هناك "

قالت باستياء " كما هي عليه وأسوء , لا أعلم متى تنتهي هذه

اللعبة السخيفة وهذه المهزلة وأتحرر منه "

ثم تابعت بضيق " وأنتي ماذا حدث مع حبيب القلب أم

ندمتِ وتوقفتِ عن حبه "

شعرت بحرارتي ارتفعت فالتفتت للباب فكان لا يزال واقفا هناك

فعدت بوجهي أماما بسرعة وقلت بتوتر " لا شيء ... أي لا أعلم "

لأشعر بالهاتف يُسحب من يدي فوقفت من فوري والتفت له وقد

أصبح على أذنه بعدما أخذه مني ولا أعلم ما تقول تلك الحمقاء

وهوا يستمع لها , ثم مده لي وقال مغادرا الغرفة

" جهزي نفسك سنذهب لمنزل عمي صابر "

راقبته حتى اختفي ثم أعدت الهاتف لأذني وقلت بهمس

" ماذا قلتِ يا غبية "

قالت ضاحكة " ولما لم تعلقي في وقتها يا جبانة "

شعرت بجسمي تحول لكتلة صخرية ساخنة وقلت بجزع

" أعيدي ما قلته بسرعة "

قالت بصوت مرتفع " هذاااا وهوا لاااا يبادلك المشاعر كيف

إن أَحبك أيضا , هل سمعتها الآن "

فانهرت جالسة على الكرسي ويدي على جبيني وقلت بصدمة

" يا فضيحتي "

قالت من فورها " فضيحة ماذا "

هززت رأسي غير مصدقة وقلت بصوت مخنوق

" وداعا الآن سنتحدث لاحقا "

ثم أنهيت الاتصال معها ووضعت يداي في حجري محتضنة

الهاتف بهما وأشعر أني لحظات وسأصرخ باكية من شدة الموقف

والإحراج , قطع الله لسانك يا ترجمان لقد فضحتني معه وكأنه

ينقصني مصائب , كيف لم تفهم من تلعثمي أنه قد يكون قريبا مني

" سراب "

قفزت واقفة حين سمعت صوته فهذا ما ينقصني , قلت بصوت

مرتفع كي لا يأتي " سأحضره لك حالا "

قال من الخارج " أبقيه لديك الليلة سأتحدث مع أواس

يترك زوجته تكلمك "

ثم قال وخطواته تبتعد " انتظرك في الخارج "

ضممت الهاتف لصدري أمسح بيدي الأخرى دموعي التي بدأت

تتقاطر ولا أعلم لما وعلى ماذا بالتحديد , أيعقل أن تكوني عطشه

له لهذا الحد يا سراب ؟ هل سلب عقلك درجة أن تفرحي بكلمات

بسيطة منه وخدمة هي واجب عليه , نفضت تلك الأفكار من رأسي

وتوجهت لعباءتي ولبستها سريعا , فقد يكون حتى هذا الخروج ترفيها

لي لأنه وجدني ابكي , خرجت من الغرفة أبتسم بسخرية على أفكاري

وأنا أغلق الأزرار الأمامية للعباءة ولبست حجابي أمام الباب ثم خرجت

وأغلقته خلفي وكان هوا واقفا آخر الشارع تحت نور أحد المنازل الذي

عكس ظله الطويل فأنزلت نظري وتوجهت نحوه بخطوات سريعة حتى

وصلت عنده وتحركنا في صمت تام حتى وصلنا وكنت أشعر أني أمشي

على أرض طينية وعرة وأنا أسير بجانبه وسأمرض من الإحراج بعد

الذي سمعه والجيد أنه لا يعلم أني علمت ما قالت , يا إلهي ترى كيف

ينظر لي الآن ؟ هل علم بمشاعري نحوه أم فهم من كلامها شيء آخر

كأن تكون سخرية منه ؟ آخ مصيبة في الحالتين

" سراب ادخلي "

نظرت له من فوري وهوا واقف داخل المنزل وأنا كالحمقاء متسمرة

في الشارع , تحركت ودخلت خلفه لتستقبلنا فرحة الفتيات الغامرة

التي تعيد لك بهجة الحياة ولا أستغرب أن يدفع آسر من أجلهم كل

راتبه مهملا لنفسه وأنا معه , دخلنا للداخل حيث يجتمع الجميع في

الغرفة الواسعة التي تحوي مدفئة ووالديهما ليشعروك بالمعنى الحقيقي

للعائلة , كانت الأحاديث والضحكات تندمج وتتعالى وأنا ألود بالصمت

بينهم متجنبة النظر للجهة التي فيها آسر , قالت والدتهم " سراب ما

بك صامتة طوال الوقت هل أنتي متعبة "

هززت رأسي بلا مبتسمة بخجل منها ثم طأطأت برأسي للأسفل

حين أصبحت الأنظار جميعها موجهة لي وقالت هي ضاحكة

" لا تكونا متشاجران ؟ "

نظرت لها سريعا وقلت باستنكار " لا أبدا "

ثم نظرت ليداي في حجري وقلت " أنتي تعرفين آسر أكثر

مني ليس رجل شجارات "

قالت بحنان " بالتأكيد وكنت أعلم أنها محظوظة من ستفوز به "

بقيت أشغل نظري بيداي متجنبة النظر له بل وللجميع ووقفت

بتينة وبدأت تحاول سحب إسراء من حضنه الذي تجلس فيه

قائلة بضيق " ابتعدي هيا إنه دوري "

حيث كانت تكبرها بعام وعمرها خمس سنين فضحك والدهم

وقال " لا أعلم حين سيكون لك ابن كيف سنتصرف في مشكلة

من يجلس في حضنك "

ضحك الجميع عدى سراب طبعا التي تحولت لقالب ثلج من

الإحراج وقالت والدتهم " ألا يوجد شيء في الطريق "

لتضرب القالب الثلجي وتحوله لفتات , يا إلهي ما هذا اليوم المليء

بالإحراج , قال آسر بهدوء " الآن لا شيء لكن لن يكون بعيدا "

شعرت حينها بشعر جسمي وقف وكنت أريد النظر له ولم أستطع

مخافة أن يكون ينظر لي فما قصده بهذا ؟؟ أم ليحرجني فقط ويتسلى

بأعصابي بعدما علم ما علم من كلام ترجمان , ولم يكفيه ذلك

فأضاف قائلا " وذلك طبعا حسب وقت الهجوم والدفاع "

فرفعت هذه المرة نظري له مصدومة فكان يقبل يد إسراء ناظرا

لها وعلى شفتيه ابتسامة لم أفهم مغزاها وحمدا لله أنه لا أحد فهم

هذا بل يبدوا هكذا خُيّل لي حتى انطلقت تلك الضحكة وكان مصدرها

ويالا فضيحتي ( والدهم ) فوقفت من فوري وخرجت من الغرفة ولو

كان بيدي لهربت من المنزل بأكمله , توجهت للمطبخ الذي من حسن

حظي أن داليا فيه تغسل الأكواب التي شربنا فيها الشاي وقالت ما

أن رأتني " سراب ما بك وجهك مصفر "

هززت رأسي دون كلام ثم قلت ببحة وصوت مخنوق

" أعطني كوب ماء "

سكبت لي الماء في كوب وناولتني إياه فأخذته وما أن وضعت حافته

على شفتاي حتى نادى آسر من الخارج " سراب أين أنتي سنغادر "

فوضعت الكوب الذي لم أشرب منه شيئا وخرجت دون حتى أن

أودع داليا فيبدوا أن تصرفاتي خرجت عن تحكمي الليلة !! ودعت

والدتهم وصبا اللتان أوصلتانا للباب ولم أجرؤ على الدخول للغرفة

لأودع والدهم وما كنت سأفعلها الليلة ولو جروني هناك جرا , خرجنا

بعدها على صوت الصغيرات مودعات لنا من عند باب منزلهم حتى

اختفينا في نهاية الشارع ليعود الصمت رفيق طريقنا وخطواتنا كآلتين

موسيقيتين مختلفتا التناغم وهما تعزفان على الأرضية المرصوفة

بالإسمنت المتشقق يكشف عن التراب تحته بسبب الزمن والإهمال

شغلت نفسي بأنوار المنازل أتتبعها فوق الأبواب حتى اقتربنا من

المنزل الذي ظهر لنا ونحن نعبر بداية الشارع الطويل لينتفض قلبي

وتتلوى معدتي بعنف حين شعرت بأصابعه لامست طرف يدي

التي تيبست مكانها من الصدمة لتتسلل أصابعه بخفة تتلمس كفي

بطريقة مهلكة ومدمرة فسحبت يدي منه في حركة كانت دفاعية

من قلبي تحديدا وكنا حينها نقف أمام الباب فأدخل المفتاح

فيه وفتحه قائلا " لماذا ؟ "

ضممت يدي لصدري وقلت ونظري على الأرض تحتي

" لأني لا أريد أن تتكرر تلك الليلة وأصبح أنا الملامة

وتجرحني مجددا "

دخل حينها قائلا ببرود " ذلك ليس سببا لتُظهري عكس ما

تبطنين يا سراب "

وغادر للداخل تاركا لي واقفة مكاني أنظر لمكانه بصدمة , يا له

من وقح مؤكد يعني ما سمعه من كلام ترجمان عن مشاعري نحوه

ولم يضيع الفرصة أبدا لإهانتي , أغلقت الباب بقوة ودخلت لأجده

واقفا أمام باب غرفته ينظر لي بجمود فركضت جهة غرفتي وأغلقتها

خلفي , ليتك تُقدّر هذه المشاعر التي تتحدث عنها يا آسر , ليتك عرفت

فقط كيف تستغلها لصالحك دون أن تجرحني ككل مرة , لا أعلم حتى

متى سيستمر في إهانتي وحتى متى سيستمر هذا الغبي في حبه ؟؟




*~~***~~*




قالت بضحكة " دُرر فارقيني , أين زوجك عنك الليلة "

ضممت ساقاي أكثر وأنا أرفعهما معي على سريرها وقلت

مبتسمة " ليس هذا وقت عودته وستتحملينني فلا أحد

لي سواك أتسلى معه "

لينفتح باب الغرفة حينها ودخل منه أواس فأنزلت ساقاي

وقالت عمته مبتسمة وناظرة له " تعالى خلصني من زوجتك

التي جعلتني مصدر تسلية الليلة "

ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " أنتي السبب هل كان

عليك أن تحكي لي حكايتك تلك "

لكن الداخل يبدوا أنه لم يرق له شيء من هذا فقد نظر لي

بتركيز وجمود وكأنه قنبلة تحاول إخماد نفسها ثم خرج في

صمته كما دخل فنظرتْ لي عمته مستغربة وقالت " ما به ؟

خرج من عندي باكرا بمزاج جيد ! "

رفعت كتفاي وقلت " لا أعلم "

قالت من فورها " هل جاء بعدها ؟ هل تشاجرتما ؟ "

هززت رأسي بلا وقلت " منذ خرج وقت المغرب لم يرجع "

تنهدت وقالت " الحقي به إذا وانظري ما به وما يحتاج "

نزلت من السرير قائلة " حسنا رغم أني أعلم أنك تطرديني

كي لا أضحك عليك أكثر "

ثم خرجت على ابتسامتها لي وتوجهت للسلالم وصعدت متشهدة

على نفسي , ما أغضبه من دون سبب ؟؟ صحيح أنه سريع الغضب

لكنه لا يغضب بلا أسباب ! فحتى حين يدخل الغرفة يتحدث في هاتفه

عن مشاكل تجارته أو قسم الشرطة ويكون لديه مشكلة هناك لا تؤثر

على مزاجه ناحيتي أما الليلة فيبدوا معلنا لها حربا ضدي , أدرت

مقبض الباب ودخلت فكان صوته في الحمام فجمعت ثيابه المرمية

أرضا ووضعتها في سلة الغسيل ثم توجهت للخزانة وأخرجت بيجامة

حريرية ولبستها ومشطت شعري عند مرآة التزيين لحظة خروجه من

الحمام بالمنشفة على خصره فشغلت نفسي مولية جهة الخزانة ظهري

حيث توجه هوا هناك وفتح بابها بقوة وقال بضيق " أعتقد أني زوجك

حتى متى ستهربين من النظر لي وأنا أغير ثيابي "

لذت بالصمت ولم أتحدث فيبدوا أنه ينوي على شجار معي الليلة

أغلقها بعد قليل وبقوة أيضا وقال بذات ضيقه " وقمصان

النوم مصفوفة في الخزانة لمن "

ضغطت على المشط في يدي بقوة وقلت " أواس ما بك فليس

طبعك أن تغضب دون سبب وأنا لم أفعل شيئا حسب اعتقادي "

تحرك حينها جهة السرير قائلا بسخرية " نعم فمنذ متى كنتِ

مخطئة في نظر نفسك "

وضعت المشط وقلت ولازلت مولية ظهري له " إن كنت كارها

لوجودي الليلة فقل أخرجي ولن تراني قبل الصباح "

ليزمجر حينها غاضبا " نعم فهذا مناك ووجدتِ الحجة "

التفت له وقلت بضيق " لا أفهمك يا أواس فأخبرني ما فعلته

أزعجك وما الخطأ في كلامي "

قال بذات غضبه " هل يجب أن يكون هناك شيء تُقرّين به

أو لا يكون "

كنت سأتحدث فقال صارخا " لا تجادلي وتجنبي غضبي

كم سأقولها "

اندفعت حينها الكلمات مني كالسيل وكأنها كانت تنتظر الخروج

وقلت بحدة " أنت غاضب في كل الأحوال وأنا تعبت من الصمت

تعبت من المسايرة ومن تجاهل كل شيء , ضع لي حدا في حياتك

أو اطردني منها يا أواس ولا تعاملني كأجيرة لديك "

لوح بيده في الهواء وقال بغضب " تقتنعي أو تنفجري أنتي

وسيلة لغاية ما فقط , هل تسمعي "

نظرت له بصدمة وهوا يتنفس بقوة ولازال نظره معلق بعيناي

فقلت بهدوء حزين يخالف كل ما كنا فيه " وتنتهي بانتهاء

الغاية أليس كذلك "

بقي ينظر لي بجمود ويتنفس بغضب يكاد يحرق كل شيء حوله

فتابعت بنبرة متألمة " مجرد أداة انتقام وامرأة تنام معها ليلا

والنهاية ... ؟؟ ما نهاية كل هذا يا أواس "

وضع أصبعه على شفتيه وقال بهمس ممزوج بفحيح الغضب

" أشششش توقفي ولا كلمة "

تنفست بقوة أجاهد دمعتي التي تصارع للخروج وقلت بجمود

" تكلم أنت إذا "

قال من بين أسنانه " سأؤلمك كثيرا إن تكلمت يا دُره , ستري

أواس لم تعرفيه يوما "

هززت رأسي لتجري الدمعة الأولى على خدي وقلت بأسى

" لا يهم , أخرجه حتى إن قتلني فلعله يرتاح وأرتاح "

أشار لباب الغرفة بإصبعه وقال بكلمات تخرج متفرقة بسبب تنفسه

القوي " أخرجي .. من هنا , تحركي وابتعدي ... عني "

فبقيت مكاني أنظر له بجمود أحاول فقط أن أفسر خبايا هذا الرجل

غضبه العارم الذي يحركه الماضي وإبعاده لي عنه في مثل هذه

المواقف , وحش جبار يكمن في داخلك يا أواس ولا أعلم ما سيفعل

عندما سيخرج منك وأخشى أن تدمر به نفسك , طال وقوفي فقال

بحدة " فارقيني قبل أن أرتكب فيك جرما "

فخرجت حينها راكضة من الغرفة قبل أن تنزل باقي دموعي أمامه

ولأن الطابق العلوي لا شيء به سوا الغرف وذاك الجناح وجميعها

فارغة نزلت السلالم ودخلت مجلس الضيوف وجلست على

الأريكة ضامه ساقاي لحظني أبكي بصمت




*~~***~~*




طرق أحدهم باب غرفتي ودخل فكانت والدتي وقالت من

فورها " ألم تنم بعد ؟؟ "

عدت بنظري للأوراق في يدي وقلت " لا ليس بعد تفضلي يا أمي "

دخلت وأغلقت الباب واقتربت مني قائلة " لا تجهد نفسك كثيرا

بني , لا شيء ينتهي في يوم وليلة والمزرعة تحتاج للكثير "

وضعت الأوراق جانبا وقلت " عليا أن أنتهي من مشاكلها سريعا

لأتفرغ أكثر للقسم هنا فهوا أيضا بحاجة للكثير من العمل "

جلست على حافة السرير وقالت " أعانك الله بني ومدك بالعافية

كنت أريد التحدث معك بشأن رغد "

تنهدت وقلت " موضوعها شائك يا أمي فشقيقا مصطفى الأكبران وقفا

مع والدتهم وأنتي تعلمي أن أمور الحضانة في بلادنا معقدة ومشددة "

ثم تابعت بضيق " سحقا مات قبل أن تحكم المحكمة لم أتوقع هذا أبدا "

قالت بحزن " قضاء الله وحكمته "

مررت أصابعي على قفا عنقي وقلت " كان لدي الأدلة الدامغة

على ضربه لها واستهتاره وتجارته أي كان سيكون أمام المحكمة

أب فاشل لن يحلم بحضانتها لكن قدر الله سبق كل شيء "

قالت بهدوء " والحل الآن فشقيقتك ستصاب بالجنون إن استمر

الوضع هكذا "

تنفست بقوة وقلت " هناك حل واحد وعلى رغد أن ترضى به

إن كانت تريد ابنتها "

قالت باستغراب " وما هوا ؟ لا تقل ترضى ببسام لأنها حينها

ستخسرها بالتأكيد "

هززت رأسي بلا وقلت " بل خالد , فمعه فقط لن يأخذ منها ندى

أي أحد ولا حتى جدتها بما أنه سبق وتحدث عن خطبتها وهوا

عم ابنتها ولن يكون لهم حجة حينها "

هزت رأسها بحيرة وقالت " هل تضنها ستوافق عليه ؟؟

أنا لا أعتقد "

حركت كتفاي بتعب وقلت " عليها أن توافق أو تنسى ابنتها

وتتزوج وتلتفت لحياتها فحتى المال لم يوافقوا عليه "

تنهدت بأسى وقالت " وأنت ماذا عن قرارك الجنوني ذاك "

قلت بجدية " قراري ليس جنونيا ولن أتراجع عنه "

قالت باستياء " لكن خالك رفعت لم يعجبه ذلك وغضب "

قلت بلامبالاة " القرار لي وحدي وأنا لم أطلق ابنة شقيقه كما

يريد وقد تحدثت معه بالأمس وكل شيء يسير على ما يرام "

قالت ببرود " أخبرها إذا أم ستدخلها عليها بلا سابق إنذار

لتشهد انكسارها بأخرى تشاركها فيك "

قلت بضيق " أمي أنا لست مجرما حد أن أفكر هكذا وترجمان

أعتقد لا يعنيها ذلك بل أجزم على ذلك , وفي ماذا ستشاركها

وأنتي تري حالي أنام في غرفة لوحدي "

وقفت وقالت " كم أخشى من عواقب كل هذا "

ثم قالت مغادرة جهة الباب " سأتركك تنام وترتاح أزعجتك

بما فيه الكفاية "

ثم خرجت وأغلقت الباب فتوجهت للنور أطفأته وعدت للسرير

وارتميت عليه وأغمضت عيناي بتعب أسحب البطانية على

جسدي المرهق ونمت سريعا




*~~***~~*



جلست متأففا بعدما مر كل هذا الوقت والنوم لم يقرب جفناي وكيف

سيغمض جفني بعد كل ذاك الاشتعال , لا أعلم لما غضبت هكذا من

مجرد أني لم أجدها متضايقة بسبب ما رأتني عليه ووجد ؟؟ لا تعلم كم

يضايقني برودها وتعاملها معي كفرض واجب عليها , كشيء ستحاسب

عليه فقط , جلست ورميت اللحاف من على جسدي وغادرت الغرفة

ونزلت السلالم ووجهتي كانت باب المنزل فشيء ما كان يدفعني بقوة

للذهاب لتلك الغرفة وذاك الملحق ككل مرة يصل فيها ضيقي حده

الجنوني , وما أن وصلت نصف الصالة حتى لمحت ضوء المجلس

المتسلل من بابه الشبه مفتوح وبدون أدنى تفكير ولا قرار مني

توجهت بخطواتي هناك وفتحت الباب أكثر ودخلت



*~~***~~*




قفزت جالسة بفزع من نومي حين رن هاتف ما وضننت أني أحلم

حتى استوعبت أن هاتفي لازال لدي وقد أعطاه لي البارحة فرفعته

أنظر للرقم الغريب الذي يضيء شاشته وفي هذا الوقت المتأخر من

الليل !! هل هذه دُرر يا ترى ؟؟ لكن مستحيل ما سيجعلها تتصل بي

الآن ؟ ما أن عاود الرقم بالاتصال حتى فتحت الخط قاطعة على

الهواجس حبائلها ووضعته على أذني لتنفتح عيناي على اتساعهما

من الصدمة بسبب صوت المرأة التي قالت فورا " مرحبا آسر "

بقيت جامدة كالتمثال الحجري أحاول استيعاب شيء من

هذا حتى قالت تلك " آسر هل تسمعني "

قلت بصوت مخنوق " من أنتي "

لتصمت سوا من صوت أنفاسها وكأنها تفاجئت بي ثم قالت

بنبرة استغراب " أنتي التي من تكونين وأين آسر "

شعرت بالأرض تدور بي واستوعبت الآن معنى كلامه حين قال

أن أبنه لن يتأخر أكثر , هل هذه زوجته ؟؟ هل تزوج علي

قالت عندما طال صمتي " هل أنتــ... "

ولم أتركها تنهي جملتها لأني أغلقت الخط عليها وانهرت باكية



المخرج
بقلم الغالية أيفا رمضان


لزلنا في قلب العاصفة لزل المركب يسير بنا أصبحنا تائهين في وسط البحر على يمينا مستقبلنا وعلى شمالنا ماضينا وفي المنتصف حاضرنا وأمواج البحر تعصف بنا والبحر يشتد علينا فل تمشي رياح بما تشاء ول يشتد بنا البحر كما يشاء ولتعصف أمواجة بنا و أن خلفت اوجاع وكانت كاوجاع مابعد العاصفة فبنهاية نحن حصون من جليد مركبنا أسر وسرينا سراب وشراعنا ترجمان ومرسنا أيااس وقائدنا أوس وبوصلتنا درر فمهما عصفت الحيااااة بنا فوجهتنا واحدة وكل من يحول أن يعترض طريقنا للجحيم هو ومن يمسك بيدة


نهاية الفصل ..... الفصل القادم مساء الأربعاء إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 03-02-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل التاسع والعشرون)

 



الفصل الثلاثون


ما أن وصلت نصف الصالة حتى لمحت ضوء المجلس المتسلل

من بابه الشبه مفتوح وبدون أدنى تفكير ولا قرار مني توجهت

بخطواتي هناك وفتحت الباب أكثر ودخلت فوجدتها نائمة على

الأريكة تجمع كفيها تحت خدها وكأنها طفلة لأول مرة تنام بعيدا

عن حضن والدتها , اقتربت منها بهدوء يشابه هدوء ملامحها

الحزينة ووجنتيها المتوردة من برد هذا المكان الذي تنام فيه بلا

غطاء , اقتربت أكثر ونزلت مستندا بقدماي عند وجهها وكانت

دمعتها لازالت معلقة برموشها فابتسمت بحزن ومسحتها بإبهامي

ثم جلست على الأرض متكئا بالأريكة التي تنام عليها خلفي وسندت

رأسي للأعلى فلامس أسفل معدتها فشعرت بوخزه قوية في أعماقي

أيقظت شعورا دفينا طمرته خلف مشاعري من أعوام , هززت

رأسي بقوة وأمسكت عيناي بأصابعي مغمضا لهما , لا يا أواس أنت

لا تريد طفلا يكبر هنا في أحشائها لا تريد هذا فقد تموت قريبا

يقتلك جدها ويأخذهما ليلقى ابنك ذات مصيرك , لن يحدث

ذلك حتى يموت ذاك الوحش أو يسجن للأبد


*~~***~~*


بقيت أحدق بها وهي تنظر لي بتوجس وريبة تنتظر ما سأقول

فتنهدت وقلت " رغد لا أمل لك في ابنتك إلا بحل واحد "

قالت من فورها " ما هوا وسأفعله فورا "

قلت " متأكدة "

قالت بريبة " ما تقصدين يا أمي ؟ لما لا تكوني واضحة

وقولي ما لديك "

تنهدت مجددا وقلت " تحدثت مع إياس وقال أن قوانين البلاد

تقف في صفهم بما أن والدها توفي وهم رفضوا حتى المال

مقابلا للتنازل فالحل الوحيد في زواجك مـ... "

قالت مقاطعة لي " إن تزوجت فستكون حجتهم أقوى يا أمي

وستنتقل الحضانة لك ولن يرضوا بذلك ولا أنا أريد تركها "

قلت بهدوء " ليس إن كان الزوج من أهلها "

نظرت لي بادئ الأمر بعدم استيعاب ثم صرخت واقفة على

طولها " لا خالد لا "

هززت رأسي وقلت " لا حل غيره أمامك وهوا سبق وطلبك "

قالت بذات صراخها ملوحة بيدها في الهواء " لا لن أرجع لذاك

المنزل وتلك العائلة أبدا "

وقفت وأمسكت ذراعاها وأجلستها وجلست وقلت " لن يجدي

الصراخ في شيء وفكري بعقل يا رغد "

نزلت دموعها وقالت بحسرة مشيرة لنفسها " هذا ظلم يا أمي

ثم كيف أتزوجه وهوا شقيقه وكنت أراه كإياس طوال

سنين عيشي معهم "

مسحت دموعها وضممتها لحضني وقلت " هاتي حلا غيره

يا رغد , هل تضني أننا نريد أن ترجعي لهم ؟؟ لا أبدا ولكن

لا حل أمامنا وإياس لم يعلن يأسه إلا وهوا يعلم جيدا أنها

مسدودة من جميع الجهات "

تعلقت بحضني ودفنت وجهها في صدري أكثر وقالت ببكاء

" كيف يا أمي كيف ؟ أنا لم أقتنع أبدا بطلبه ذاك وأجزم

أن أمرا ورائه "

مسحت على شعرها وقلت " ما كان ليجبره أحد ولا شيء على

خطبتك وقبل حتى أن يطلقك شقيقه , وسببه كما قاله أن لا يأخذوا

ندى منك وأن لا تبقي بدون زواج كل حياتك فوافقي من

أجلك وأجل ابنتك يا رغد "



*~~***~~*


لا أعلم كيف سيطر النوم على جفناي في هذا المكان البارد وعلى

هذه الأريكة الغير مريحة بل وبذاك المزاج السيئ لكني أعي جيدا

أني استيقظت بسبب تسلل البرد لأطرافي وشعرت بشيء ثقيل على

رحمي وضننت أنها دورتي الشهرية قد اقتربت حتى فتحت عيناي

جيدا واكتشفت أنه ليس ما ضننت وبقيت على وضعي واستلقائي أنظر

للجالس على الأرض باستغراب ويبدوا نائم أيضا , مجنون فهوا لم

يشفى من الرشح بعد وينام هنا في البرد وعلى الأرضية الرخامية

أيضا ! بل ما أنزله إلى هنا وهوا من طردني من الغرفة ثم لحق بي

شعرت بقلبي نبض بطريقة غريبة لا أفهمها ! هل وضعنا الآن السبب

فيها أم شيء كعارض مرضي بسبب البرد ؟ لا أعلم ولا أفهم ! أخرجت

إحدى يداي من تحت خدي ومددتها ببطء جهة رأسه وفي ذهني يتكرر

كلام عمته حين قالت لي أن أُمسّد على شعره وأمسح عليه وأن ألعب

بخصلاته إن فعلها يوما ونام به في حجري وسأكتشف حينها جزئا

من خبايا شخصية أواس , لكن ما أن وصلت أصابعي لشعره حتى

قبضتهم وأعدت يدي , لم أستطع كيف أفعل هذا وهوا منذ قليل كان

يزمجر بي غاضبا وقال أني وسيلة لغاية فقط , نظرت لجانب وجهه

المسترخي وتنهدت بأسى من وضعنا وحياتنا ومن مشاعري الآن نحوه

فهل أشفق عليه ؟ هل حقا أعذره هل يمكن أن أنسى كلامه ذاك ؟؟

مسحت دمعة نزلت من طرف عيني لحظة ما تحركت شفتيه وقال

وعيناه ما تزالان مغمضتان " هيا لنصعد للغرفة فالمكان بارد

عليك هنا "

كان مستيقظا إذا وأنا من ضننت أنه نائم , اعتكفت في صمتي لأني

إن تكلمت سيغضب ولن أجني شيئا إن قلت له أنت طردتني للبرد

عندما طال صمتي فتح عينيه ثم دار برأسه وهوا لازال متكئا

وقال ناظرا لي " هل سمعتِ أم أعيد "

لم أجبه ولم أزح نظري من على عينيه فمد يده لي وقال

" هيا دُره تحركي "

أعدت يدي تحت خدي مع الأخرى وقلت بهمس " لا أريد "

ابتعد عني حينها ثم وقف وقال بحزم " ستصعدين أو

أخذتك لها بنفسي "

أخرجت حينها يداي وتمسكت بقوة بالمسند الجانبي للأريكة حيث

كنت أتكئ عليه برأسي , وشددت عليه ممسكة له بهما ودسست

وجهي هناك وقلت " لن أغادر لأي مكان "

لتنطلق ضحكته مما جعلني ألتفت له بسرعة وصدمة وبقيت أنظر

له بدهشة وهوا يضحك رافعا رأسه للأعلى , لأول مرة منذ عرفته

أراه يضحك ! لا وضحكة حقيقة لتتحول لابتسامة وهوا يهز رأسه

وقال بضحكة خفيفة " أرفعك أنتي والأريكة فما رأيك "

لم أعلق على كلامه وبقي نظري معلق بملامحه المسترخية

وابتسامته المائلة ثم قلت بابتسامة عابثة تشبه ابتسامته

" لا لن تستطيع رفعنا كلينا "

فتوجه نحوي بخطوة واحدة واسعة وحملني رغم اعتراضي وخرج

بي من المجلس ووصلنا السلالم لحظة خروج وجد راكضة لتقف فجأة

وهوا لم يراها طبعا لأنه تخطى ذاك الممر , ألا تنام هذه المرأة ؟؟

يبدوا أن ضحكة أواس أخرجتها , لا وترتدي قميص نوم حرير طويل

نظرت لي بحقد واضح يملأ عينيها فرفعت يداي وتمسكت بعنقه وهوا

يصعد بي أولى عتبات السلالم حتى وصل بي للغرفة وأنزلني هناك

وقال " نامي هنا فالمجرم أواس سيخرج الآن من المنزل "

وتحرك من أمامي ويبدوا يقصد الخزانة خلفي فقلت بسرعة

" لا "

فوقف مكانه ينظر لي باستغراب فدسست خصلات شعري خلف

أذناي أشتت نظري في الأرض وقلت " أعني أين ستخرج هذا الوقت "

قال من فوره " بقي على الفجر نصف ساعة تقريبا وبعدها

سأغادر لعملي "

وكان سيتحرك مجددا فأمسكت بجيب قميص بيجامته المخاط بحرفية

جهة قلبه وقلت " لازال الوقت مبكرا ما ستفعل هناك من الآن "

وكل هذا ونظري في الأرض لا أرى سوا قدمينا وهوا واقف أمامي

ويدي تقبض على جيبه بقوة , لا أريد أن ينزل الآن وتفهم تلك أنه

وضعني ونزل وتُكذب كلامي لها عن سبب مرضه منذ يومين أو

تظن أننا تشاجرنا الآن وتستغل هذا للسخرية مني ككل مرة فقد

تعِبت منها وذقت ذرعا , رفع يده ليدي وأمسكها ففقدت قواها سريعا

وتركتُ قميصه فرفعها لشفتيه وقبلها وقال " سأبقى في المسجد

حتى وقت الصلاة فما تريدين بي "

أنزلت يدي من قبضته لتستقر على صدره وقلت " لا تذهب "

وعضضت شفتي بقوة حين مرر يده على خصري مقربا لي له

فها قد فهم الأمر بشكل خاطئ وفضيع أيضا , طوق خصري

بذراعيه وشدني له وقال " ولماذا ؟؟ "

قاومت خوفي وارتباكي وارتجاف أطرافي فعليا أن لا أتركه يخرج

ليس قبل وقت الأذان , رفعت يداي للأزرار العلوية في بيجامته

وفتحت منهم اثنين ولم أستطع المتابعة فدسست وجهي في صدره

أعض شفتي بقوة فرفع ذراعيه من خصري لظهري وضمني بهما

بقوة وانحنى لأذني وهمس فيها " مشاغبة "

ثم وزع قبلاته عليها وعلى شعري قائلا " كنتِ فعلتها من أول

الليل ورحمتنا من غضبي "

ولم افهم ما عنى بهذا وما الرابط بينهما لكن المهم أنه لم ينزل

أريد حقا أن يعدل بيننا وأن تأخذ ليلتها ولا أنكر حقها فيه مثلي

لكن أكره محاربتها لي بسبب شيء أنا لا يد لي فيه وهي

تعلم ذلك جيدا


*~~***~~*


قضيت أغلب النهار أتحرك في المنزل شعلة مشتعلة من الغضب

ودموعي تتراقص فوق خداي أغلب الوقت , أعددت الغداء بعنف

كدت أسقط به السقف وأدمره بأكمله وكماي ممسحة لدموعي طوال

الوقت , أشعر بالقهر .. بقهر غير طبيعي , كيف يتزوج علي ؟؟

لا وينتظر مولودا منها أيضا وأنا من غبائي صدقت أنه يعنيني أنا

ويعني علاقتنا معا , ما أشده من أمر وما أفظعه فلم أتخيل يوما

أن زواج الزوج قاتلا بهذا الشكل , مسحت عيناي بقوة لحظة ما

لاحظت الظل الذي سد فتحة الباب فنظرت له لا إراديا فكان آسر

واقفا ببذلة الشرطة يديه في جيوبه فعدت سريعا بنظري لما أفعل

وقال هوا " هل لي أن أعلم سبب كل هذا البكاء والغضب

هل نظرتِ لوجهك وعينيك في المرآة "

تجاهلته وفتحت الثلاجة ولم أجب عليه فتابع " هل كل هذا

بسبب لمسة يد فقط , حاضر مولاتي لن يتكرر ذلك "

حملت الصينية وخرجت بها مجتازة له متجنبة النظر لوجهه

ووضعتها على الطاولة ثم غادرت ركضا جهة الغرفة ودخلت

وأغلقتها خلفي


*~~***~~*


بقيت واقفا مكاني أنظر للباب الذي أغلقته خلفها بقوة وتنهدت

بأسى لينفتح بعدها مجددا وخرجت منه وفي يدها شيء ما

وضعته على الطاولة وعادت جهة الغرفة قائلة " خذه لم

أعد أريده ولم يعد يخصني حضرة الضابط "

وأغلقت الباب مجددا بقوة أكبر من سابقتها فنظرت للهاتف على

الطاولة باستغراب , ما علاقته ببكائها المخيف هذا والغضب

المشتعل في عينيها ؟؟؟ توجهت نحوه ورفعته وفتشت فيه وتأففت

بغيظ حين رأيت المكالمة ثم أخذته لغرفتي وأغلقت الباب خلفي

واتصلت بالرقم الذي اتصل فجرا لكن صاحبته لم تجب فأخرجت

هاتفي واتصلت بها منه وما أن انفتح الخط حتى قلت

" ألم أقل لا تتصلي حتى أتصل بك أنا "

قالت من فورها " وما يدريني أن الهاتف ليس لديك لم

تخبرني سابقا بهذا "

تنهدت بضيق وقلت " ماذا قلتِ لها "

قالت من فورها " لا شيء سألت أين صاحب الهاتف ومن

تكون هي ولم تتركني أقول شيئا وأغلقت الخط في وجهي "

مررت أصابعي في شعري وزفرت بضيق , لهذا إذا كادت تقتل

نفسها من كثرة ما بكت , قالت في الطرف الآخر " اتصلت بي

بعدها بساعة ولم أجب عليها , تصرف أنت في الأمر يا آسر

وأفهمها على مهل "

قلت ببرود " حسنا حسنا فلا تتصلي حتى أتصل بك أنا "

ثم أنهيت المكالمة معها وهززت رأسي , هذا من مكالمة فقط ماذا

إن أحضرتها لها هنا ماذا كانت ستفعل بنفسها , خرجت من الغرفة

وتوجهت لغرفتها طرقت الباب كثيرا وبلا فائدة فأدرت المقبض وكان

مفتوحا ففتحته ودخلت فكانت تجلس على الأريكة يد تمسح خديها

بعنف والأخرى تمسك بها طرف قميصها الشتوي بقوة وتشهق بعبرة

كنت سأضعف وأتوجه نحوها وأضمها في حضني لكني تمالكت

نفسي وتماسكت وقلت " لما لا تقولي ما يبكيك "

لم تجب طبعا فارتسمت ابتسامة على شفتاي وقلت بتلاعب

" من يراك يضن أن زوجها تزوج عليها "

أولتني ظهرها فورا ولم تعلق فأمسكت ابتسامتي وقلت " خذي

هاتفك إذا لتكلمك زوجة أواس فقد تحدثت معه في الأمر "

خرجت حينها من صمتها وقالت بضيق " لا أريده قلت لا أريد

فخذه من وجهي أو قسما حطمته لقطع "

ابتسمت واتكأن على إطار الباب برأسي أنظر لها وقلت بتلاعب

" غدا أيضا لدي عمل ولن آتي وستضيع منك الفرصة "

قالت حينها بسخرية وقد عادت لمسح دموعها " أجل صدقتك

لما لا تبقى فيه أسبوعا "

ضحكت بصمت وقلت " فكرة جيدة , سأفكر بها "

أغلقت حينها أذنيها وقالت ببكاء " فارقني يا آسر لا أريد

سماع صوتك هل تفهم "

توجهت نحوها وأمسكت رسغيها وأبعدت يداها عن أذنيها وقلت

" حسنا فتوقفي عن البكاء ستمرضين على هذا الحال "

ثم قبلت خدها لتنتفض واقفة ولازالت مولية ظهرها لي فقلت

مغادرا " كلها قبلة صغيرة لما كل هذا الجزع ؟ "

ثم خرجت وتركتها , ستهدأ فيما بعد ونتحدث في الأمر فالآن لا

يمكن التفاهم معها , جلست على الطاولة واتصلت بأواس وأخبرته

أنها ستتحدث معها في الغد بعد عودتي ثم تناولت غدائي وغادرت

المنزل لقسم الشرطة


*~~***~~*


أشرت لها على الدلو والهاتف على أذني فرفعته وخرجت به

وقلت لمن فتح الخط في الطرف الآخر " هل أخبرتهم

بموعد رحلتها لأخذها "

قال ضاحكا " مهلك علينا لا تقفز لنا من الشرفة وتختطفها "

خرجت خارج المخزن وقلت بضيق " لا مزاج لي لدعاباتك

فأخبرهم أني حجزت لها وسأكون هناك نهاية الأسبوع

لأخذها فلتجهز نفسها "

قال من فوره " لا تتزوج شقيقتي بلا حفل زواج أو غيرنا رأينا "

قلت بسخرية " من يسمعك يضنني أتزوج للمرة الأولى

هيا وداعا هناك مكالمة دخلت أهم من ثرثرتك "

قال ضاحكا " وداعا إذا "

فصلت الخط عليه وأعدت الهاتف لأذني قائلا

" مرحبا أمين هل وصلت "

قال من فوره " نعم ونزلت من السيارة حالا

وجلبتهم معي , أين أجدك "

نظرت لسدين التي خرجت مبتعدة تحمل الدلو تسير به ببطء

وقلت بمكر " أدخل وسيدلك أول من تصادفه من العمال "

قال من فوره " حسنا "

وأنهى المكالمة فأعدت هاتفي لجيبي وغادرت قائلا بضحكة

" لقاء بلا مقدمات ويا محاسن الصدف "


*~~***~~*


وصلت قرب باب المنزل فوضعت الدلو أرضا ونظرت لساقاي

المتسخة , ما هذه الحالة المزرية ؟ علمت الآن لما صرف إياس

أغلب العمال هنا .. ليستعين بنا بدلا عنهم طبعا , مسحت وجهي

بظهر كفي لأكتشف أني لطخته بالطين أيضا فقلت بتذمر " الحق

على الزوج الذي تركني لكم عامل مزرعة ولم يأخذني من هنا "

" عذرا أين أجد إياس هنا "

قفزت ملتفتة بشهقة لأقف متسمرة أنظر للشاب الطويل الواقف أمامي

بملامح دقيقة تنفع لفتاة فم صغير وأنف مستقيم وصغير عينان عسليتان

وثياب مرتبة بل وأنيقة ورائحة عطره انتشرت في المكان وكأننا في

الداخل وليس في الهواء الطلق , حتى شعره وكأنه سرحه عند مصفف

شعر , تراجعت خطوتين للخلف بصدمة أريد أن أقول أي شيء وضاعت

الحروف مني وتيبست قدماي حتى عن الهروب فاقترب الخطوتين التي

ابتعدتهما وقال بذات جموده " أنا أمين أين أجد شقيقك هنا "

فتحت فمي حينها مصدومة ثم نظرت للأسفل أعض شفتي بإحراج

وأشتم نفسي لتقع عيناي على بنطلوني المرفوع والملطخ بالوحل

وقميصي المربوط , يا إلهي ما هذا المنظر المخزي أبدوا أمامه

وكأني شحاذة , رفعت رأسي ونظري قليلا لكن ليس لوجهه وقلت

وأنا ألعب بطرف القميص بين أصابعي المتسخة " عند مخزن

المعدات , تابع سيرك شمالا وستصل "

مد حينها يده لوجهي فأغمضت عيناي بقوة لأشعر بطرف شعري

يتحرك للأمام ففتحتهما ونظرت جانبا فظهرت لي أصابعه تُخرج

قشة طويلة من شعري فكدت أبكي من الإحراج ثم رماها بعيدا

قائلا " وهل تتحركين أمام العمال هكذا ؟ "

هززت رأسي بلا فورا وقلت بتوتر " لا ... هم ... أعني لا

يأتون هنا أبدا "

هز حينها رأسه بحسنا وغادر فوضعت يدي على جبيني أتحسس

حرارتي ثم هففت بيدي على وجهي وقلت " ما أروعه يا بشر ما

كل هذا الثقل واللامبالاة "


*~~***~~*


نظرت لهاتفي مجددا ثم قفزت من على الطاولة وتوجهت للنافذة

ووقفت أمامها فقال الذي كان يدفن وجهه في دفتر المحاضر أمامه

" تعالى آسر أنظر لهذه لقد تعبت منها ولم أستطع فهمها "

فتحت النافذة ليلفح وجهي الهواء البارد ثم سرعان ما أغلقتها وقلت

" أتركني وشأني يا محمود , أواس أمامك في المكتب الآخر "

قال بعد ضحكة صغيرة " كل هذا توتر بسبب جلسة المحكمة ؟؟

لما لم تَحظرها معهم لترتاح "

نظرت لهاتفي مجددا ثم دسسته في جيبي وقلت " لا يمكنني ترك

عملي فأنت تعرف أن الجلسة تأخذ ساعات ثم أنا هنا بحال أفضل

لا أريد أن أصرخ وأدمر كل شيء إن كان حكمهم جائرا "

عاد لتقليب الأوراق قائلا " أنت تعلم أن القضاء تحسن كثيرا ولن

يحكموا لك إلا بالعدل فتوقف عن الدوران لقد أصبتني بالحوَل "

تركت النافذة وعدت جهة الطاولة وجلست أمامه ونظرت لساعتي وقلت

" ساعتان ونصف ولم يتصل المحامي أخاف أن في الأمر ما يخيب

الآمال لذلك لم يتصل بي ولا أستطيع الاتصال به فقد يكون

لازال في الداخل "

وضع القلم وقال " أنت تعلم أن جلسات المحاكم تأخذ هذا الوقت

وأكثر فاصبر يا رجل مـ... "

ليقاطع كلامه رنين الهاتف فأخرجته من جيبي فورا وأجبت

قائلا " ها بشر يا جـ... "

وما أنهيت جملتي حتى قال ضاحكا " مبارك لك يا آسر "

قفزت حينها واقفا وقلت بصراخ " رائع جميل وأخير بشرك

الله يا جواد بشرك الله بكل الخير "

قال من فوره " انتظر لتسمع باقي الحدث "

توجهت للنافذة مجددا والتصقت بأنفي بها أستمع له وهوا يقول

" بما أن المال لوالدتك وهوا من استثمره وله وريثة وهي ابنة

شقيقه فالحكم كان لكما بالنصف في كل شيء ومشروط أيضا "

قلت من فوري " لا بأس ولكن بما اشترط "

قال بهدوء " لا يبيع أحدكما إلا للآخر وعلينا غدا أن نبدأ في إجراءات

حصر الإرث وسأبدأ من اليوم في الأمور التي لا تحتاج وجدكما "

مسحت بأصابعي طرف شفتاي وقلت " هل يلزم فعلا حضورها الآن "

قال من فوره " إلا إن حصلت منها على ورقة توكيل فكما تعلم خرج

الأمر عن سيطرتنا بحكم المحكمة ولم تعد وليها بحكم الزوج كما في

الإجراءات السابقة وعليها الحضور أو أن تجلب توقيعها على الورقة "

قلت بصوت منخفض " جهز لي الورقة وسأقوم بكل شيء "

قال بريبة " آسر أنت جربت الظلم وأكل الحق ولا أعتقد أنك

ستفعلها مع زوجتك فهذا حقها "

قلت بجدية " أبدا تنقطع يدي ولا أفعلها وسأوقع لك على ورقة

تسقط وكالتي على مالها بعد أقل من شهر ولن أقرب منه شيئا

فقط هناك أمر خاص أريد التأكد منه أولا ثم سأعطيها حقها "


*~~***~~*


بقيت أغلب الصباح أتجول في الطابق السفلي وأفكر في حل آخر

لجلبه للمصيدة فيبدوا أن تلك الحشرة سلبت عقله وسحبته لها , أواس

يضحك وبصوت مرتفع !!! عشت معه لعامين كاملين وحتى قبل أن

يتحول لوحش معي لم أسمع ضحكته العالية وحتى الابتسامة كنت

أتسولها منه تسولا ولا شيء لديه سوا البرود والتعجرف والصمت

والغضب ألا مبرر وألا محدود , لا ويحملها للأعلى فما الذي أنزلها ؟

قلبَتْ حالك يا أواس توقعتك ستزمجر غاضبا وستنزل فورا وتغادر

المنزل فأذكر سابقا فعلت مثل هذه الحركة وتمنعت عنه بشقاوة ونزلت

واختبأت منه وكانت النتيجة أن ثارت براكينه ونام غاضبا أما الآن فأراه

لم ينزل إلا بعد الأذان بوقت مسرعا ليلحق الصلاة , آآآخ يا غيظي منه

عشت معه في نكد وبرود وتجاهل والآن جاءت هذه لتقلب حاله في أشهر

فقط , تحركت جهة الممر الآخر عندما فقدت الأمل في نزولها وذاك غادر

لعمله بالتأكيد والأرجح لن نراه طوال اليوم لأنه حتى وجبة الغداء لا يتناولها

هنا أغلب الأوقات حتى في أيام عمله , توجهت لغرفة عمته وطرقت الباب

ودخلت فعليا التغيير من مخططاتي , ما أن رفعت رأسها ورأتني حتى

قالت مبتسمة " مرحبا يا وجد ظننتك غاضبة مني ولن تأتي "

لو كان كذلك لجئتِ بحثا عني يا كاذبة , اقتربت منها وجلست أمامها

وقلت مبتسمة " عندما أخبرتني الخادمة بالأمس كنت على وشك

النوم ثم نسيت وعندما تذكرت الآن أتيت "

قالت بذات ابتسامتها " لا بأس يا ابنتي فأنا لم أعد أراك ولا

حتى على طاولة الطعام "

وضعت ساق على الأخرى وقلت " لم أكن أريد إزعاج فخامتها

فيبدوا أنها لا تطيقني وتكره اقتراب أواس مني "

نظرت لي بصدمة بادئ الأمر ثم قالت " لا دُرر ليست هكذا أبدا

أنتي فقط لم تعرفيها جيدا "

حقيرة مثلها كما أعرفك , قلت بابتسامة أوسع " معك ممكن أما

أنا فلا تنسي أني أشاركها ذات الزوج "

تنهدت وقالت " لكنك زوجته قبلها يا وجد "

حركت كتفي بلامبالاة قلت " لو رأيتها كيف غضبت منه فقط

لأني اقتربت منه بالأمس لما كان هذا كلامك "

نظرت لي بعدم استيعاب فقلت " أنتي عمته ومؤكد يحبك ويحترمك

أواس ظلمني كثيرا وشك بي وأنا بريئة وحاولت التحدث معه

وإصلاح ما بيننا ومسامحته على قسوته معي لكنه يرفضني

فتحدثي معه فأنا أريد فعلا أن ترجع حياتنا كالسابق "

قالت بحزن " وأنا أريد ذلك أكثر منك لكنك تعرفين أواس جيدا لا

أحد يتحكم في أفكاره وقراراته ومفتاح كل ما تريدين لديك وهوا

زوجك ولا توجد أنثى لا تملك أسلحة تكسب بها الرجل "

لويت شفتاي وقلت " أجل أعلم لكن تلك لا تترك لي مجالا وكأني

لست زوجته مثلها ولي فيه حق مثلها وأكثر "

هزت رأسها بقلة حيلة ولاذت بالصمت فوقفت وقلت " ظننت بأنك

ستساعدينني لكن يبدوا أنك كابن شقيقك سحرتكم تلك الدُرر بألاعيبها "

ثم غادرت متجاهلة ندائها المتكرر لي وخرجت وأغلقت الباب , حمقاء

ولا فائدة ترجى منك , ومن غبائي ظننت أني سأجد بها منفعة ونسيت

أني لم أجدها حتى وقت كانت ابنتها تلك تتحرش بزوجي علنا في السابق

*~~***~~*


قالت بتألم " آي نعم هنا دلكيه جيدا يا ترجمان "


تأففت وقلت وأنا أعيد لها ياقة قميصها " تعبت يداي , ثم أنا

لست أقل تعبا منك لقد تحطم ظهري اليوم مثلك "

أغلقت زر بيجامتها وقابلتني قائلة " على إياس أن يجد حلا

غيرنا فنحن لن نتحمل هذه الأعمال "

أغلقت علبة كريم تدليك المفاصل وقلت " لا أعلم كيف يصرف

أغلب العمال ويجعلنا ننظف جميع الحظائر تلك ؟؟ شقيقك

هذا لا عقل لديه بالتأكيد "

قالت وهي تحرك رأسها وكتفها " قال إن تركهم أو جلب من

يقوم بكل هذا العمل فلن تكفي الأموال لباقي مخططاته للمزرعة

والخيول وهوا قسّم العمل لأيام كي لا يتعبنا لكننا من غبائنا أردنا

إنجاز أغلبه في يوم واحد وها هي جاءت النتيجة "

رفعت خصلتي بطرف أصبعي لأدسها خف أذني وقلت

" جربي نصيحتك الرائعة إذاً "

رمت يدها في وجهي بلامبالاة ثم قالت " لا تصدقي من

رأيت اليوم "

نظرت لها ببرود وقلت " من غير الخيول والوحل "

ضحكت وقالت " الشجر والشمس أيضا "

ثم ماتت ضحكتها وقالت " ترجمان هل أخبرتك أن حالك

لم يعجبني اليوم ونحن في الخارج "

هززت رأسي بلا وقلت " لم تخبريني ولا أريد أن أعلم ولا أجيب "

تنهدت وقالت " لو أستطيع الدخول لرأسك يا ترجمان "

تجاهلتها ولم أعلق , هل كنت مسخرة وملاحظة لهذا الحد ؟؟ لا أنكر

أني تضايقت من تجاهله لي اليوم تحديدا ونحن نعمل في الإسطبلات

رغم أنها عادته من مدة لكن منظره اليوم وثيابه المتسخة وعمله الجاد

وبنشاط وهمة جعلاني تأملته للحظة فأمسك بي حينها ونظر لي ببرود

أحرق أعصابي وعكر مزاجي لباقي اليوم , هه مغرور وصدّق نفسه

حقا , أيقضني من شرودي يداها التي صفقت أمام وجهي وقالت

" أين وصلتِ سيدة ترجمان "

دفعت يداها من أمام وجهي وقلت " وهل تدعي أحدا يسافر لمكان "

انفتح باب الغرفة حينها دون أن يطرق أحد ودخل منه إياس فنظرت

له باستغراب والتفتت سدين لترى من الداخل , غريب ما هذه الزيارة

لغرفتي الليلة فهوا لم يفعلها سابقا قط أم أنه يريد سدين !؟؟ لكن إن

أرادها فعلا فلما لم يناديها من الخارج كعادته ؟ اقترب منا وقال ناظرا

لها " سمعت أن ظهرك يؤلمك وكتفك وعنقك , ألا تؤلمك كليتك

واللوزتين أيضا "

قالت ببرود " نعم اسخر مني , ليس لأنك رجل وتتحمل تظننا

نحن النساء مثلك وإن حدث لي شيء ستتحمل النتائج وأخبر

صديقك حينها أنك سبب إعاقتي "

ابتسم بسخرية وقال " ابشّرك إذا أنه قال لي اليوم بأنه

سيشتري مزرعة ويضعك فيها "

شهقت سدين حينها وتابع هوا بمكر " ما الذي قلتيه له

اليوم قرر هذا القرار "

فشهقت مجددا وقالت " من قال لك أنه رآني ؟ وما هذه

المزرعة التي سيضعني فيها "

قال بابتسامة ساخرة " يبدوا يريدك امرأة حقول وسيعيد صياغتك

مجددا أو أن مظهرك المزري اليوم أعجبه "

وضعت يديها وسط جسدها وقالت " لا عند هنا ويكفي , أقسم

إن فعل ذلك فلن أغادر معه من هنا , هل هي فوضى "

دفع جبينها بإصبعه وقال " الفوضى أن تبقي هنا وقت

يريد أخذك ولن أقبل بها طبعا "

ثم نظر لي فأبعدت نظري عنه على صوته قائلا " هيا رافقتك

السلامة أريد أن أتحدث مع ابنة خالك "

خرجت حينها سدين تتمتم بغيظ من زوجها ذاك وأغلقت الباب

خلفها فرفعت نظري له أنتظر الجواهر التي سيتحفني بها فشغل

نظره بأظافر يده وقال " هناك أمر لم أكن أريد أن تعلميه من الناس

أو أن تعتقدي أني أتعمد فعلها حين تريه بنفسك "

بقيت أنظر له بجمود ولم أحاول تفسير شيء فوضع يده في

جيبه ونظر لي وقال بجمود أكبر " أنا تزوجت وسأحضرها

هنا نهاية الأسبوع على الأرجح "

حاولت جهدي أن لا أبدي ملامح الصدمة رغم أني شعرت فعلا وكأن

ثمة من دفعني بقوة وضربني في الجدار خلفي لكن لن أعطيه مناه لن

أصرخ وأعترض وأزمجر فيه غضبا لن أحطم كل شيء وأرميه بكل

ما تصله يدي والأكثر لن أبكي ولا يتوقعها مني , حركت كتفي بلامبالاة

على نظره الجامد الثابت على عيناي وقلت " أنت حر وهذا يخصك

ولا تنسى باقي اتفاقنا "

أمل ابتسامته وقال " ولا تنسي أنه لن يوافق عليه أحد ولا طلاق

يلوح في الأفق فجِدي حلا لعمتك وعمك ولا مانع لدي "

أمسكت علبة الكريم بطرف أصابعي الملطخة بها ووضعتها

على الطاولة بجانب السرير ثم غادرته وقلت متوجهة جهة

الحمام " لا فرق عندي في شيء "

ثم دخلت وأغلقت بابه خلفي وتوجهت للمغسلة وبدأت بغسل يداي

بقوة كادت تتمزق معها بشرتهما , تتزوج يا إياس هل هذا كان

مخططك إذاً ؟ بل هذا ما كنتم تتكتمون عنه طوال المدة الماضية

وأنا كالبلهاء بينكم , توجهت للمنشفة ونشفت يدي بقوة متمتمة

" لا يعنيك يا ترجمان وللجحيم هوا وهم جميعهم "

ثم خرجت للغرفة الخالية منه وبابها مغلق فرفعت الوسادة

ورميتها على الباب بقوة وغيظ وألحقت بها بالأخرى


*~~***~~*


وقت الغذاء اعتصمت في غرفتي وسريري كي لا أراه فقد يأتي

فهوا يوم عمله يتناوله هنا أغلب الأحيان ولا يمكنني النظر له ولا

وضع عيني في عينه بعد ما حدث فجرا , والأسوأ من كل ذلك أني

تجاوبت معه للنهاية ولأول مرة أفعلها ورغم عبارات الرضا التي

كانت تصدر منه إلا أني أشعر بالخجل وأني ارتكبت جرما لا يجوز

لا أعلم ما أصابني وكأنه ليس من صرخ بي وطردني من غرفته

وقال أني مجرد غرض لوقت معين , شعرت بمقبض الباب يدور

فأغمضت عيناني بقوة مولية ظهري له , يا إلهي هذا ما لم أحسب

حسابه أن يصعد هنا فهوا لا يفعلها سابقا بل يتناول طعامه ويغادر

لعمله فورا , شعرت بثقله على السرير بجانبي فعضضت شفتي بقوة

وحاولت تنظيم تنفسي كي لا يكتشف أني مستيقظة , مرر يده على

خصري ثم قبّل خدي ليرسل قلبي للجنون بنبضاته وهمس بعدها

في أذني " هل أخبرك أحدهم قبلي أنك لا تجيدين التمثيل "

تمسكت باللحاف حينها وغطيت به وجهي لتنطلق منه ضحكة صغيرة

فها هي المعجزات تتالى وبدأ يطربني بسماع ضحكاته , ابتعد عني

ووضع شيئا على الطاولة وقال " هذا هاتفك الجديد وإياك يا دُره ثم

إياك من أن تحدثي به غير صديقتاك أو أن تلمسه يد وجد إن

برضاك أو رغما عنك "

نظرت للفراغ مصدومة من جلبه هاتفي ومن تحذيراته بخصوص

زوجته لكني لم أستطع الكلام ولا تحرك , غادر بعدها السرير

قائلا " لا أعود فجرا وأجدك هاربة مني أيضا أو

دُره الباردة القديمة قد عادت "

ثم غادر الغرفة مغلقا الباب خلفه فرميت اللحاف عني وجلست

وتمددت على بطني مادة يدي لطرف الطاولة في الجهة الأخرى

وسحبت الهاتف الجميل الحديث الموضوع فوقها ثم جلست وأمسكته

أنظر له بانبهار , هذا الهاتف لم أحلم حياتي أن امسك مثله ولم أرى

أشباهه إلا عند الثريات من النساء , لا أصدق أنه فك الحصار عني

أخيرا ولو جزئيا , انفتح الباب حينها فصرخت ورميته وسحبت

اللحاف وغطيت به وجهي على صوت ضحكته الصغيرة داخلا

سحب مفاتيحه من على طاولة التزيين وخرج دون أن يعلق


*~~***~~*


ما أن كان أول المساء حتى غادرت القسم وذهبت للمنزل كي أعود

هناك سريعا ولأني سأتأخر غدا في المحكمة فلن أتمكن من محادثتها

فجرا وقت عودتي فعليا الخروج للمحامي بسرعة ثم الذهاب معه هناك

وسنقضي أغلب النهار في إجراءات حصر الإرث لأني أريد إنهائها

بأسرع وقت وتركت كل شيء مفاجأة لعائلة عمي صابر ولم أخبرهم

حتى الآن بالمستجدات ولا حتى بوقت الحكم حتى آخذهم للمنزل دون

علمهم , وسراب أيضا أريد التحقق من أمر واحد وهوا تغيرها حقا من

أجلي أم قشور ستتطاير ما أن تعلم أني حصلت على المال وسأحرمها

ونفسي منه وبعدها سأعطيها نصيبها وفي كلا الحالتين لكن تصرفها

سيحسم أمرا واحدا وهي حياتنا معا إما سنعيشها كزوجين وفي أملاكنا

الجديدة أو سيذهب كل في حال سبيله , وصلت المنزل وأشعر بحماس

غير طبيعي لم أحاول تفسيره لأني أعرف ما ستكون النتيجة ( بدأت

ترضى عنها يا آسر وتشتاق لها أيضا وويحك إن كنت غرقت في حبها )

دخلت وتوجهت فورا لغرفتها بما أنه لا صوت لها في الحمام ولا المطبخ

فتحت باب الغرفة ببطء ودخلت فكانت محتضنة بطانيتها وجالسة أمام

المدفئة رأسها مائل جانبا وقد غلبها النعاس , كم تتأثر بالبرد هذه المرأة

وظلم حقيقي أن يتربى الإنسان مع أناس لا يشعرون به ولا مشاعر لديهم

ما أن أحصل على نصيبي من المال سآخذها للعلاج ومن حصتي فقط

اقتربت منها تقودني فكرة مجنونة لكنها دمرتها بأن فتحت عينيها ما أن

اقتربت ورفعت رأسها تنظر لي ثم سرعان ما أبعدت نظرها عني للمدفئة

أمامها ولازالت ملامحها غاضبة ومستاءة , جلست على الأريكة التي

تتكئ عليها بظهرها بحيث أصبحت ساقاي ملتصقتان بجسدها ومددت

يداي للمدفئة أمامها واحدة ممدودة جانب وجهها والأخرى مررتها من

الجهة الأخرى لوجهها وسندتها بكتفها بحيث أصبح رأسها بين ذراعاي

وقلت قبل أن تحاول التحرك والابتعاد" ألن تغيري رأيك وتكلمي

صديقتك "

لم تجب وكانت تحاول الوقوف وإبعاد ذراعي عن كتفها فطوقتها

بهمها وشددتها لصدري وهمست " لا تتحركي "

شعرت بارتجاف جسدها بين ذراعاي لتجتمع كل طاقة جسدي في نقطة

واحدة وكأن ثمة مغناطيس يجدب شفتاي لخدها بجنون لكني تمالكت نفسي

لأني أعلم أين سينتهي ذلك وسيتبع الخد العنق فالشفتين وهذا ليس وقته

حتى أكمل باقي مخططي وأتأكد أولا من صدق مشاعرها , الغريب أنها

لم تعد تمانع وتقاوم وكأن قواها خارت تماما وبدلا من أن أبعد ذراعاي

عنها وجدت نفسي أزيد من شدها لصدري أكثر وأنفاسي القوية تحرك

شعرها ووقع المحظور واستسلمت لجذب خدها المحمر من حرارة نار

المدفئة وما كانت شفتاي لامسته حتى رن هاتفها في جيبي فانتفضتْ

ورمت يداي بعيدا وجلست مبتعدة تنظر لي بعينان مشتعلتان احمرارا

لا أعلم من الغضب أم حبس الدموع , أخرجت الهاتف ونظرت له

فكانت زوجة إياس , لابد وأنه أخبرها بزواجه وإن أخبرت سراب

الآن فستزداد أمورنا سوءا , أعدت الهاتف لجيبي فقالت

" أجب عليها لماذا أعدته ؟؟ "

ابتسمت بمكر وقلت " هاتفك وليس هاتفي فلما أجيب "

قالت ساخرة وحدقتيها امتلأتا بالدموع " والمتصلة

تخصك ولا تخصني "

مددت يدي لجيبي وأخرجت هاتفها مجددا وقلت ونظري عليه

ألعب به في الهواء " إذاً ثمة من تحدث معك به ويخصني أنا "

قالت حينها دون مقدمات " تزوجت يا آسر ؟؟ "

رفعت نظري لها فكانت الدمعة الأولى قد سقطت تتدحرج على خدها

فانهارت مخططاتي حينها ولن أضغط عليها أكثر كي لا نكون في

المستشفى الليلة , نزلت على الأرض مثلها ومددت يدي لها وقلت

" تعالي أخبرك شيئا "

هزت رأسها بلا وزحفت مبتعدة وقد ازدادت دموعها في التناثر على

خديها وقالت بعبرة " لا تكذب عليا يا آسر , ليتك قتلتني وما فعلتها "

كنت سأتحدث لكنها لم تعطني المجال فقد دفنت وجهها في كفيها وبدأت

بالبكاء والنحيب فوقفت وتوجهت نحوها وجلست عندها وشددتها لحظني

وقلت ضاما لها بذاعاي بقوة " توقفي عن البكاء يا حمقاء فأنا لم أتزوج "

قالت بنحيب " كاذب سمعتها بأذني وسألت عنك وقت الفجر فمن تكون "

قبلت رأسها وقلت مبتسما " قسما لم أتزوج عليك يا سراب فتوقفي

عن النحيب لتفهمي مني "

تمسكت بسترة بذلتي بقوة ولم يتوقف شيء من بكائها فمسحت

على شعرها أضم رأسها لصدري أكثر وقلت " ليست زوجتي

يا غبية هذه والدتك يعني خالتي "


المخرج : بقلم المبدعة sloomi


من سراب ل آسر

🌹 يا كثر ماشلت في قلبي عليك🌹

🌹وياكثر ماقلت ما سامح خطاك🌹

🌹من اشوفك ترجف ضلعوي تبيك🌹

🌹واثر هذا كل من حره هواك🌹

قوتي ضعفي وضعفي اني ابيك🌹

🌹وانت عارف اني مااعشق سواك🌹

🌹ابتليت بحب جعله يبتليك🌹

🌹وياعساك تذوق حراتي معاك🌹

🌹حسبي الله علي الهوي وحسبي عليك🌹

🌹الله ياخذني والا الله خذاك🌹



نهاية الفصل ..... الفصل القادم مساء السبت إن شاء الله


مقتطفات صغيرة من الفصول المتقدمة كما وعدتكم

درر


** بصق جانبا ولمس لثته بإصبعه وشتم بحنق ثم قال " لم يسلم شيء

بي من أظافرك يا عربية "



** ضمني لحضنه بقوة وقال " عليك أن تكوني شجاعة القادم يحتاج للكثير

يا دُرة يحتاج لدُرر المؤمنة القوية فلا أريدها أن تحتاج لأواس دائما

كي لا تنكسر إن خسرته "



** ارتجف جسدي بقوة حين همس ذاك الضخم في أذني قائلا

" لا تتحدثي بالإنجليزية مع أي أحد هنا مفهوم "



** مد هاتفه أمام جسده وقال " عليك أن تعلمي أنه أي

صوت يصدر منك سيعرضه للخطر "



** لأجد نفسي في قبضة الواقف خلفي مطوقا عنقي بساعده ويضع

فوهة سلاحه على رأسي بيده الأخرى



** أمسك ذراعاي وقال بجدية " دُرر توقفي عن إيذاء نفسك , إن

كان يريدك سيأتي بنفسه "


سراب


** بقي ينظر لي بصمت ومسدسه موجه لوجهي فقلت بغضب " افعلها الآن

فأنا جزء مما ورثت من تلك العائلة الجشعة محبة المال فتخلص مني أيضا "



** قلت بجدية " هذه هي سراب يريدها معه شريكة يتحملها , لا يريد

يأخذ هوا كل شيء لأني سبق وقلت أني مستغنية عنه من البداية فأخبره

بهذا ما أن تراه "



** ضحكت وقالت " معه حق يغضب كيف تعطي خاتم زواج لطفلة

وهوا من أحضره "



** قال بضيق " جاء شريكك منذ قليل وسكب جميع ما في الخزانات في

الأرض واغرق أرضية المصنع والمعامل بالحليب وأشعل النار في مشتقاته

التي تم أنتاجها خلال هذا الأسبوع "


ترجمان


** أبعدت يداه وقلت " إذاً أنا من سأفعلها "

وتابعت وأنا أنزل السلالم الدائري " وإن كان لك كرامة فطلقني "



** عدت لضرب الجدار بكفاي كلاهما بقوة أردد بعبرة " سحقا يا

ترجمان ما هذا الذي يحدث ؟ ماذا تفعلين الآن ماذا ؟ ماذا ؟ "



** مسحت دمعتاي الجديدتين بيدي وأنا أحاول تثبيته قائلة بعبرة

" إياس لا تفقد وعيك , ما بك إياس ؟ لا تفعل هذا بي "



** " كنتُ قادما لحل الأمر دون أخذها معي لكن أن أرى دمعة

ابنة شقيقي فلن أقف أتفرج "



** قال بذات ابتسامته " وتحبينني "

فصرخت رامية بيدي " أصمت "

ففتح ذراعاه لي وقال " تعالي ويكفي مكابرة "

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية