المنتدى :
القسم الرياضي
كابيللو .. رائع في الأندية وتائه مع المنتخبات
جاء تأهل روسيا إلى بطولة الأمم الأوروبية كدليل اتهام جديد يوجه إلى فابيو كابيللو، بعد أن ترك المدرب الإيطالي مهمة تدريب الروس في يوليو/تموز الماضي وهم يواجهون خطر الغياب عن الحدث القاري، بعد أن أخفق من قبل مع المنتخب الإنجليزي.
وقبل كابيللو (69 عاما): في 2012 العرض الروسي المغري، الذي كان سيجعل منه الأعلى راتبا بين مدربي منتخبات العالم، كما كان سيمنحه فرصة استعادة مكانته بعد رحلة غير موفقة مع الإنجليز.
وإذا كانت الهزيمة أمام ألمانيا في دور الستة عشر لمونديال جنوب أفريقيا 2010 بأربعة أهداف لواحد، في مباراة سجل فيها فرانك لامبارد هدفا صحيحا لم يحتسب، قد مثلت ضربة قاسية للفريق، فإن استقالته عقب قرار الاتحاد الإنجليزي بسحب شارة قيادة المنتخب من جون تيري لأسباب تتعلق بالعنصرية، كانت هي سبب رحيله الرسمي عن المنصب.
رحل كابيللو، الذي كان قد فاز بالعديد من الألقاب كمدير فني لميلان ويوفنتوس وروما وريال مدريد، عن المنصب قبل أشهر من بطولة الأمم الأوروبية في أوكرانيا وبولندا، التي كانت إنجلترا قد تأهلت إليها تحت قيادة المدرب الإيطالي.
ورغم إعلانه أنه لن يعود للتدريب، قبل عرضا روسيا يسيل له اللعاب من أجل الثأر لنفسه، وتأهل بصورة رائعة إلى مونديال البرازيل 2014 ، تاركا وراءه البرتغال وقائدها كريستيانو رونالدو لخوض الملحق.
كانت الأمور تبدو في أفضل حال بالنسبة للروس، لكن أبناء كابيللو لم يتمكنوا على الأراضي البرازيلية سوى من التعادل في مباراتين وخسارة ثالثة، في أسوأ نتيجة على مستوى مشاركات البلاد في بطولات كأس العالم، سواء تحت اسم روسيا أو الاتحاد السوفييتي.
اعتبارا من ذلك الحين، أحاط الجدل بكابيللو نتيجة تراجع أداء لاعبيه فضلا عن ارتفاع راتبه، الذي لم يعد الاتحاد الروسي للعبة قادرا على سداده.
واتهم الإيطالي بتقييد حرية اللاعبين، وباستخدام خطط باتت قديمة في عالم الساحرة المستديرة، وبهوسه بالدفاع عن مرماه، وباستدعاء العديد من اللاعبين الذين يفتقدون لخبرة اللعب الدولي.
كان رد كابيللو أنه لم يتم التعاقد معه من أجل قيادة الفريق إلى البطولات الكبرى فحسب، لكن أيضا لتجديد دماء فريق وطني لبلد كان في طريقه لتنظيم مونديال 2018.
وتسبب احتقان الأجواء نهاية الأمر في تراجع نتائج الفريق في التصفيات المؤهلة إلى أمم أوروبا، لذا فضل الاتحاد والمدرب إنهاء التعاقد بصورة ودية.
في ذلك الحين، كانت روسيا تحتل مركزا غير مؤهل إلى البطولة القارية، وفي أفضل السيناريوهات، كانت ستبلغ الملحق الذي يحمل ذكريات سيئة لجماهيرها، بعد أن خرجت منه على يد سلوفينيا في طريق التأهل إلى جنوب أفريقيا، رغم أنها كانت تتمتع بقيادة الهولندي المخضرم جوس هيدينك.
بحثت وزارة الرياضة عن مدير فني ينتشل الفريق من عثرته، والوحيد الذي كان مستعدا لخوض التحدي دون الحصول على قرش واحد في المقابل كان ليونيد سلوتسكي المدير الفني لسسكا موسكو.
ومع تتويجه مرتين بطلا للدوري الروسي مع فريق الجيش موسم 2012/2013 و2013/2014 وتصدره عن جدارة للموسم الجاري، رغم أن أقوى منافسيه زينيت سان بطرسبرج يتمتع بدعم عملاق الغاز شركة (غازبروم)، بدا سلوتسكي دون منازع المدرب الأفضل في البلاد.
بمجرد توليه المهمة، أوضح أن مرحلة التجارب قد انتهت وأن من سيمثلون المنتخب من الآن فصاعدا سيكونون هم الأفضل على صعيد الخبرة الدولية، بصرف النظر عن أعمارهم.
تناسى اللاعبين الشبان الذين منحهم كابيللو الفرصة، وأجلس على مقاعد البدلاء من لا يلعبون أساسيين مع أنديتهم، وراهن على الحرس القديم.
أسفرت النتيجة عن أربعة انتصارات متتالية -أهمها كان على السويد في موسكو بهدف- منحت بطاقة التأهل المباشر للمنتخب إلى يورو 2016 بفرنسا، خلف النمسا التي لم تلق أي هزيمة في المجموعة السابعة.
نجاح لا شك فيه، بعد أن راهن القليلون على روسيا في أعقاب تعادل في موسكو أمام مولدافيا، لكن مستقبل المنتخب لا يزال محاطا بالشكوك.
ففضلا عن لاعبين مخضرمين مثل سيرجي إجناشيفيتش والأخوين بيريزوتسكي ويوري جيركوف ورومان شيروكوف، يملك الفريق لاعبين في مستهل مشوارهم مثل آلان دجاجويف وألكسندر كوكورين وأرتيوم دزيوبا ودينيش تشيريشيف.
لكن تعاقب الأجيال الذي سعى كابيللو لإرسائه ذهب أدراج الرياح، بعد أن غاب العديد من اللاعبين الذين منحهم الإيطالي فرصة اللعب الدولي.
تأهلت روسيا إلى أمم أوروبا، البطولة التي حققت أكبر نجاح فيها بالتأهل إلى نصف النهائي عام 2008 ، لكن في المقابل لم يعد واضحا شكل الفريق الذي سيمثلها وهي تستضيف مونديال 2018 ، لكن ذلك لم يعد ذنب كابيللو.
|