كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
أزهرتُ بهطولك – الـجُزء الثاني
" حدثوني عن الصبـــــــــاحِ.. فإنيِّ
أعشقُ الصبحَ في عيون الحبيبِ "
*
*
*
صباح الخيرات و المسرات..
ابشركم بشارة وبنفس الوقت قلبي حزين
لا يفصلنا على نهاية سوى ثمان اجزء…
وكلها مكتوبة .. تطمنوا..
اشتقت للـ قديمات والجديدين حياكم الله في أزهرتُ..
عاد ودي اوزع نجوم للي يستحقونها .. شدوا الهمة يابنات..
وش بعد ياعمر.. الجُزء الثاني من رواية أزهرتُ نتناول فيها
مشاعرهم و نتعمق أكثر فيهم.. وابشروا بدلال والدلع..
اشكر شكر الكبير لقارئتي جميلة آمال العيد جعلني ما اذوق حزنك والله
لا خلا ولا عدم على الدعم ...
هذرت واجد ...
*
*
*
" شعور القلب "
(30)
في المستشفى الكئيبة في إحدى الحجرات الطوارئ..
ليل تشتت بالحنين.. وفزع من هول المصيبة جاء لـ يشعرني بألم..
أنا ها هنا أمٌ فقدت طفلتيها .. وجئتُ أحارب ضخم الحياة صعبة ! أنا ها هُنا صمـاء لا أحسن مسامعهم..
فتحت عيناي مجددًا .. وهناك يقف رجلًا عسكريًا ..
أردتُ أن اصرخ لكن كمامة الأكسجين تمنع صوتي.. ابعدتها حتى انهض وارفع نفسي جالسة
الممرضة سعودية ..
" من فضلك ارتاحي.. جسمك من كل مكان مضروب. وغير كذا لقيناك مغمى عليك.. "
بكيت بشهقة " الله يخليك خليني اخرج ... "
" سامحيني.. شرطة برا... "
بإنهيار " لا إلا شرطة ... الله يخليك.. خليني اخرج.."
***
واقف أمام الباب .. انتظر لحظة استيقاظها .. بعد أن خرجت الممرضة
" وش صار ؟؟؟ "
" رافضة تدخل.. "
" عطتك اسمها.. "
" رافضة تتكلم.. ماعلى لسانها الا خروج .."
" ما كان معها اي اثباتات ؟؟ "
" مع الاسف.. اضطريت اعطيها ابرة مهدئة... حالتها صعبة .."
بعد أن تكلمت مع رجل الاجرة والذي اخبرني بأن دخلت لسيارة وهي تبكي بشدة... من ثم اغمى عليها..
تنهد بيأس .. " من فضلك أول ما تصحى تبلغيني .. أنا واقف هنا في الممر.. "
الممرضة " تمام.. "
***
صرخ عليهما بقرف " اسكتواااااا "
وما على لسانهم الا " مـاما.. مـاما.. "
مشعل " وجع يوجعكم… اسكتوا ولا رميتكم مثل امكم… "
حينما وصلت للمنزل ترجلت سريعًا لاخذهم الى والدتي
" وش ذا يا مشعل؟!!!"
"معيهم يسكتووون"
ام مشعل " وانت وش لي بعيالك قم ضفهم لامهم…"
" افنان بنفصل عنها قريب…"
لتدخل اختي وبنبرة يملؤها الخبث "وراه تخلي الخاينة تلعب من وراك.. افا بس يامشعل !!! ماهقيتها منك صراحة…"
بقهر وغبن نظرت لعيونها الواثقة …
" وش شايفه عليها انتي.."
بضحكة دلع ثقيلة " ودك تسمع فضايح مرتك… ارقى معي فوق واعلمك…"
مشيتُ معها ، واذا بوالدتي تصرخ " خذ عيالك صجوني بحنتهم…"
***
بعد ساعة ..
التاسعة مساءً ..
العسكري الذي كان واقفًا على الباب.. قد اقترب ودخل لاعدل طرحتي .. بدموع قهرت مافي روحي
بضياع " يا أختي جاوبني.. خصوصًا انتِ متعرضة للتعنيف.. وممنوع تخرجين من هنا الى بعد ما تتعافين بإذن الله.."
الابرة التي خدرتني قاومتها بكل قوة.. بصوتي ثقيل من فعل الابرة، ودوخة مستمرة..
كتمت صوتي.. باختناق سوى دموع هي التي تحكي حجم المآساة. !
الممرضة سعُودية " ياختي تجاوبي معنا.. لا تخافين انا هنا معك. .. وكلنا معك راح نساعدك بس عطينا فرصة.. "
حينها القيت عليهم كلمة واحدة
" بناتي.... "
" بإذن الله نقدر نلقاهم .. بس عطيني طرف خيط.. "
ببكاء داخلي وألم.. ألم بروحي يسكنني
" تكفى وأنا بوجهك.. لا تعلم احد.. خذوني لبيتي.. الله يخليكم.. مابي اجلس هنا... "
الممرضة " ياختي اقلها علميني عن اسمك.. "
اهمس بطرف يدي أمسح دموعي " أفنان .. "
كنتُ اشهق ولا زلت اشهق كلما تذكرت رحيل مشعل مع طفلتاي .. العيش بدونهما مؤسف لي.. مرهق ..
ابتسمت لي بحنو " طيب أفنان.. انا بصراحة أول مرة اشوف وحده تقاوم ابرة .. بالعادة ماتكونين واعية الا عقب ٨ ساعات وهذي اقل شيء.. "
" شلون انام وبناتي موب عندي.. الله يخليك خلي شرطة تبعد.. أنا ابي اخرج .. على تعهدي ابليز... "
الممرضة السعودية " لا حول ولا قوة إلا بالله.. ياختي لا تخافين.. وهذا هي دكتورة لمياء جات .. "
دكتورة لمياء " خلينا شوي.. ولو سمحت يا أخ .. بدون محارم مفروض ماتدخل هنا... ممكن تتفضل برا... "
ليخرج رجل العسكري معتذرًا ..
بحنو لمياء تتقدم لي.. وتمسك بيدي وبثقة " شوفي حبيبتي كثير من حالالتك يجون هنا.. واغلبهم خايفين مثلك.. بعطيك الأمان.. اللي عرفته أنك أفنان عمر ! "
بغصة " الغانم.. "
لـ تتفاجئ بغصة " عيدي من فضلك .. "
باختناق " أفنان عمر الغانم .. "
لـ ترتجف دكتورة وبنظرات مصدومة ..
" معليش عيدي مرة ثانية ...
" أفنان عمر غازي الغازي الغانم... "
ابتسمت لي بحنو " أفنان .. ثقي تمامًا راح اكون منصفة معك.. بس علميني.. مين اللي ضربك بهذا شكل... "
وفي خاطرها تردد " معقولة عمي يعنفها كذا.. بس لحظة هي قالت انها لها بنات.. "
بغصة وتعب ودوار " أبي بناتي... الله يخليك الشرطة لا تدري عن الموضوع تكفين دكتورة... "
بغضب عميق بداخلي " لا حول ولا قوة إلا بالله.. استهدي بالله وارتاحي.. مارح اعلم احد.. تطمني.. أفنان.. الابرة اللي اخذتيها مفروض تساعدك على راحة وتنامين.. "
بغصة " موب قادرة انام.. بناتي عمرهم سنتين .. ابليز... "
" ابشري ولا يهمك بإذن الله بنحصلهم.. اسمائهم.. "
" وسن و روان... "
بعدها غبت في ظلام دامس... يسحبني لنوم عميق...
لمياء بنت عاطف .. الثمانية والعشرون عامًا ..
***
دكتورة لمياء " من فضلك .. المريضة واضحة تحت التهديد.. بس أنا اشوف امرها.. "
رفعت حاجبي بحدة " دكتورة لمياء .. هذا عملي.. لذلك لابد تعطيني اسمها كامل.. التحقيق بطلب من ذا المشفى .. واكيد مشفى مرموقة ما راح تسكت عن قضية التعنيف .. لذلك اصدقي القول معي.."
" المريضة أفنان عمر غازي الغازي الغانم .. "
اهتز ما بداخلي حينما وجدت الاسم الوالد ليس بغريب فهو صديق والدِي خليل .. ابتسمت بنخوة ..
" ولكِ اللي تبينه.. عطيني وقت فقط واوصل الموضوع لابوها.. ذا اكبر واحد بالمحاماة …"
***
في طرف الآخر
كان يستغفر ممسك سبحته يتأملها ..
" وين اختك ورجلها؟؟؟ "
" مدري يُبـه.. "
ابو فيصل عمر " فيصل قم شوفها وينهم بطوا علينا… "
ابتسمت له وانا اخفي قلق " ابشر هاللحين ادق على ابو روان وشف وش سالفة .."
" اي وانا ابوك.. افنان بالحيل مشتاق لها…"
رنين هاتف والدِي
" معي طويل العمر دكتور محامي عمر بن غازي الغازي الغانم…"
" اي مين معي؟؟؟ "
" الرقيب عبدالمجيد بن خليل.. "
ابتسم عمر والدي " ونعم والله.. آمرني ياولدي بغيت شيء.. "
" بنتكم المصون في المستشفى .. ومع الاسف متعرضة للتعنيف… "
قفز من مكانه بقلق " وش هو؟؟ "
" والله ماكان ودي ابلغ حضرتكم.. لكن بنتكم المصون ماتتجاوب معنا .. "
حاول ان يمسك اعصابه " ياعمك عطنا وش اسم المستشفى ؟؟! ايه مسافة الطريق ياولدي ماقصرت ياعبد المجيد … عساك سالم.."
نظرت له " علامك يُبـه…"
" فيصل قم وانا ابوك اخيتك بالمستشفى… قليل الخاتمه معنفها ومأذيها.. "
***
في المطعم ..
تناولت كوب قهوة .. ومن ثم نظرت الي … بعينين مدعجة برموش طويلة من خلف النقاب .. ساحرة
" اي .. قدمتي اجازة؟! "
نظرت لي بعنين باردة
" باقي.. بكره امر عليهم واقدم… "
***
فكه المشدود بغضب مكتوم ..
" ماله داعي.. جهزي لي اوراقك .. "
" عسى ماشر … "
بنبرة أمر " جهزيها وبدون سؤال.. "
تنهدت واذا بشاشة هاتفه تضيء
" رد .. اكيد في شي مهم … "
تجاهل الهاتف ليعطيها مغلق .. وبصراحة
" الجموح انت تكلم بنات… "
حينها ضحكة بصوت صاخب .. مكان مغلق اردت ان انهض
" اسبقيني لسيارة .. رايح دورة المياه.. "
" اي قل انك بتكلمها ليه لف و دوران ؟!!! "
شغفها ثائر ساحر.. للمحةٍ اختلستها أثناء خروجها .. نظرت جنونها ..
عرفتُ جيدًا بأن شعور الغيرة لذيذة .. بدون اتزان أو قيود ..
حاولت أن اغضب منها إلا انني ضحكت ..
***
اخذت مفتاح سيارته لاخرج من المطعم وكل مافيني غاضب منه …
( يبي يجنني تو مالنا يومين ويكلم عادي … بدون لا حيا ولا مخافة الله… ايه سمو ودك ياخذون رجلك وانتي باردة مبردة … )
صعدت سيارته .. من القهر ضربت المرآة الامامية حتى تخدش .. وجلست بهدوء في المقعد… وهو خرج حينما جلس بجانبي انتبه للكسر
" عسى يدينهم للكسر وش قلة الحيا ذي… "
" يو حبيبي.. اكيد ناس مقهورة … "
التفت لي بخبث
" وش سمعت تو ؟ "
بتوتر " وش ؟؟ "
ابتسم وهو يشغل المذياع .. بصوت راشد الماجد - ابيك وما ابيهم ولا غيره سكن قلبي وعيني -
" الجموح قفله… موب وقته.. "
يُدندن بمزاج رائق " حبيبي عود ليّ "
حرك سيارة .. مسك اصابعي حتى يضمها بكل حنو
" السمو حبيبتي.. وش رأيك تستهدين بالله وتفكرين ثاني مرة... "
بغيض منه " افكر في شنو ؟؟ "
" قصر النفود بيعيه علي … وانا شاري بالمبلغ اللي ودك فيه؟ "
نظرت له بقهر " بشرط …"
***
" يمه حبيبتي خلاص انا بسهر على عزوز .. خلصت رسالتي .. وعندي بريك ربع ساعة …"
أم احمد بحب " ياقلب امك حور.. تعشي ورقي نامي.. انا جالسة مع عزوز لاتخافين عليه.. "
تنهدت " يعني مافي اخفف عنك شوي "
ام أحمد " لا… يلا .. موب كافي وجهك مرهق من ذا الكتب اللي تقرينها اسمعي كلام وانا امك.. "
قبلت خدها " من عيوني يا احلى ام احمد بالكون كله .. وياحظ عزوز بدلع … "
عبد العزيز بثقل رجل طفولي " اسمي عبدالعزيز موب عزوز.. "
اقرص خدوده وانفه " الا عزوووووز ابو خدود… "
بضيق " رجال كبر عينك وتناديني عزوز… "
حضنته ليبعدني " وه فديت رجال … تصبحون على خير "
خرجت لاذهب نحو غرفتي استعدادًا للكتابة من جديد .. واذا بدخول احمد مغلق باب يشدني عنده بغضب
" وراه خارجه كذا هااااااه !!! "
بخوف منه وعيوني تغرق من الدمع
" يوه احمد والله مدري اذا في احد او لا … بعدين قليل الادب احسبه حرامي وش عرفني انه صاحبك.. "
" ذا المرة مشيتها لك يا حور.. قسم بالله لو عديتها ثاني مرة لا كسر رجولك وحشها حش… "
بغصة " احمد موب ذنبي اذا ماعطيت خبر اقلها ارسل رسالة بجوالي … "
" بعد لك تبررين .. انثبري هنا .. خوي راح يبات هنا قسم الرجال لا اشوفك مقربه صوبه… سمعتي الهرج والا لا.. "
" ابشر ان شاء الله .. "
***
البدر " يمه المهره حبيبتي .. كلمي حبيب القلب يتنازل ذا المرة بسس … افا وانا قلت واسطتي كبيرة .."
حتى يأتي والِدي الفياض و يكزني بالعكاز الذهبي " قم ياسويد الوجه.. قم تتوسط عند امك يالهيس الاربد… "
" افا يالغالي … ذا كلام لي… وينك يا السمو ترققين قلب ابوك.. شايل علي يابو محمد .. افا بس .. "
قبلت رأسه بيدفعني بحدة " ممسى لبراري ومبيت فيه مافي تفهم والا لا.. "
بضيق " سم وابشر … "
" عندك الديوانية انثبر فيها وانت احمد واعزم اللي تبي تعزمه.. "
" خلاص يابو محمد فكها سيرة .. ماعاد اعودها … "
بحده " اي نشوف… "
***
نظرت لها واذا هي شاردة بملكوت اخر
" المهره يأم خالد… "
" سم يا الفياض.. "
" علامك تهوجسين؟! "
تنهدت " تبي صدق.. بنت زهرة قلقانه عليها… هالرعد موب ناوي يعتقها… "
" هو امداك نسيتي … يا المهر هماك قايل لك انها عرست على ابو عبدالله… "
نظرت له بغضب
" انا قلت لي متى!؟؟ أساسًا.. انت مين؟!!! "
قلبي الذي انقبض بألم .. خصوصًا فترة اخيرة لاحظت عليها تصرفات لا تناسب مهره بتاتًا..
بلعت ريقي " الله يهداك الفياض حبيبك وولد عمك وزوجك وابو عيالك … "
هل كنتُ في غفلة عنك يا المهرة !
لتنظر لعيوني بخوف " ماعرفك… "
خرجت الكلمة من المهرة ثم قامت .. أمسكت بيدها
البدر بخوف " يُمَه حبيبتي علامك ؟؟؟ "
نظرتِ إلينا بنظرات ضائعة .. حدقت في ابني البدر
" حبيبتي.. ناظري فيني.. أم خالد.. "
تبدلت ملامحي لخوف شديد " عطني عباية امك يالبدر عجـــــــــــل ... "
المهرة بجنون " أنتم مـين.. وليه هذا ؟؟؟ "
***
نهاية الـجُزء الثلاثون .. من الفصل الثاني..
أتمنى أجد ردود تسعد قلبي و تزهرها
لأني بتأملها بكل امتنان وحُب..
موعدنا القادم بإذن الله يوم الاثنين.. بعد منتصف الليل ..
***
همسة محُبة/ " ” لا تقلق و ربك الله ، ولا تحزن وأمرك بيد الله ، ولا تيأس والأمل كُله في الله ،.” "
***
عمر الغياب / عَـبير
|