الجُـــزء الثاني - أزهرت بهطولك
مساء الجمال يا أزهاري الرائعات
مساء محمل بفرحة وطن.. وعسى الله يديم ديارنا
هي لنا دارٌ وحنا شعبها الي بها نفخر..
***
آمالي تساؤلاتك كلها جميلة في محاور قادمة يتضح لك كل شيء
أتمنى أجد ردود تحفزني ارجع اكتب من اول وجديد..
الإحباط وصل لذروته عسى الله يكفيني شره..
***
وقراءة ممتعة
لا تلهيكم رواية عن الصلاة
***
(26)
" على الميهاف ، والليالي المُره "
سافري كان يرضيك السفر
جربي لو ورى ليلي صباح
بدلي الرمل بأمواج البحر
واتبعي الغيم تحملك الرياح
سافري لين تبكين المطر
واضحكي لين ما يضيق البراح
ولا تعبتي وحسيتي بضجر
خلي الشوق لديارك جناح
أرجعي في ابتساماتك عذر
مثل ما الدمع في عيني سماح
انتي العين من طول النظر
وانتي القلب من كثرالجراح
***
في الظهيرة
بقسم الجموح
بعد ما أخذت حماماً دافئ.. ارتديت فستان بقصة انيقة .. باللون العاجي ارتديت طقم الألماس الناعم
تركت ليلي طويل متناثر على كتوفي.. جلست على كرسي تأملت ملامحي المنعكسة أمام المرآة، وزعت كريم المفضل من شانيل على اليدين..
التفت بـ عيني ونظرتُ إلى وجهه، تأملت ملامحه الساكنة ، كان نائماً ابتسمت بخطوات هادئة..
طبعت قبلة خجولة بوجنتيه " الجموح.. اصحى.. "
شعرت بأنفاسه الهادئة، غارق بنومة لذيذة
وضعت كفي على وجهه ، ما زال نائماً..
بمشاكسة " ما أسرع ما نمت..! "
وفي اللحظة واحدة فتح عينه
وبخبث " اجل تلوميني بالنوم.. وش هالزين! على وين؟ "
بخجل واحمرار طفيف بوجهي " الجموح نسيت انك عازمني على مطعم.. "
الجموح بتلاعب وهو ينظر لـ ارتباك صف الاهداب
وبهمس بإذني " ماله داعي مطعم، تعالي نكمل نوم انا محتاج راحة من تعب العمل.. واظن أنتِ بعد تحتاجين.. وإلا وش قولك! "
ابتسمت وأنا التقط مكره " ما عندي أي مانع! بس ما أنت جوعان؟ "
الجموح بحب وهو يلف خصلة باصبعه و يشدها " اجل ننزل تحت بمطبخ امي.. وتطبخين الغداء.. "
ابتسمت بهدوء " ابشر يا ولد عمي.. بغير ثوبي والبس ثوب مناسب.. "
ابتسم بارتياح " أجل أنا انتظرك بصالة.. "
بتنهيدة " ما تدري يا الجموح ! على كثر انشغالي بالمستشفى إلا إصرار أمي المهرة بتعلم طبخ.. أجل تبي تختبرني
لك ما تبي... "
وعلى عجالة ارتديت ثوب صيفي من قطن البارد بأزهار ربيعية باللون الاصفر.. رفعت شعري لذيل حصان ووضعت وشاح بطباعة أوراق الشجر.. باللون البياض
وارتديت حذاء مفتوح الأصابع باللون البياض
خرجت من الغرفة النوم وأجده يقلب بهاتفه بملل..
***
رفعت نظري وارى حضورها اللافت.. ها هي تتهادى بخطوات واثقة مبتسمة.. تدخلين بأنوثة متوقدة، عنقك جامح كفرس أصيلة.. وضعتك تحت الاختبار فـ هل تنجحين يا السمو! فستانها رقيق يبعثر كياني..
وبداخلي اثرثر " اذكر ربك كأنك ما شفت خير.. "
ابتسمت السمو بخجل " الجموح هو في احد في البيت غيرك أنت وميره.. "
بنبرة هادئة " جدتي سحابة.. وجدي الخيال.. وعيال اعمامي بس ما أحد يجي ذا الحزة.. "
نزلنا للمطبخ وهي تقلب بالأدوات وهي تجهل
مطبخ والدتي..
بخجل " الجموح على الأقل ساعدني ما اعرف اماكن الادوات! "
مع دخول عمتي البتول و الخادمة من خلفها تضع الأكياس على الطاولة.. وبصدمة
البتول " أفا يا ذا العلم ! وش جابك هنيا يا بنيتي !!! "
حاولت ان اتحدث، لـ يسبقني
الجموح وهو يقترب منها يتناول بعض الاكياس منها..
وثم قبل رأسها ويدينها " يا مرحبا .. مرحبا بـ ام الجموح… "
البتول باستغراب " الله يحيك يا أمك وش لكم هنيا؟! "
الجموح بنبرة هادئة " ابد ابي اذوق غداي من يدين حرمتي … "
البتول ترفع حاجبها وبضيق " عسى خير … تو عروس بـ اول أيامها تبي تطبخ لك… قم قم الله يهديك "
شدت خطواتي وابتسمت لها " وشلونك خالتي.. والف مبروك على ميره… وحمدلله على سلامتها.. "
ابتسمت بمحبة البتول " لوني طاب يوم شفتك.. ما عليه يا خالتك انشغلت بـ ميره.. وغداكم انا بـ اللي بزينه.. ما عليك في رجلك…. "
الجموح بضيق " يُمه لا تكسرين كلمتي قدام حرمتي… "
البتول بخبث " اجل قم معي وزع هاللحم في الاكياس … والله نويت ازين لكم كبسة اللحم.. "
الجموح " انا مالي في طبخ.. بعدين الخدم وينهم!! والا ندفع فلوس بدون منفعة.. "
البتول بتهكم " رفعت راسك على زوجتك يا الجموح ..اجل انا برفع كلمتي عليك يا ولد بطني .. "
الجموح ابتسم وهو يقبل رأسها " لك عيوني يا أم الجموح … مثل ما ودك بوزع اللحم.. "
حاولت اكتم ضحكتي … بعد ان غسلت اللحم وضعت شرائح البصل على القدر الضغط ، حتى تنضج ثم وضعت اللحم وقلبت حتى يتغير لونه… ومن ثم البهارات وقطع الطماطم وقلبت الى ان وضعت معجون طماطم و سكبت الماء الموزون من ثم اغلقت القدر..
غسلت يديني مباشرة.. وجدت خالتي البتول تشير للخدامة بقطع بعض الخضار و تجهيز صواني..
اخذت من المحارم الورقية ومسحت بعض العرق على جبيني ووجهي.. الذي تغير لونه..
***
تأملت وقوفها على النار وحتى أصغر تفاصيل الملعقة التي تقلب فيها اللحم.. وابتسم بداخلي …
واردف " وشلونها ميره.. عسى ما توجعت! "
البتول " الله يهدي ولد عمك … حمدلله انها طيبه لأجل كذا جيت هنيا ابي ازين لها عيشه (اكل) ترد عافيتها.. "
اقتربت السمو " والله متشوقة اشوفهم… ما شاء الله تبارك الله.. "
بخبث " عقبالنا بـ اربع … "
لتغص… واشد كوب الماء الموضوع فوق طاولة الطعام..
ابتسمت بتهكم " سمي.. "
ضحكت البتول وبحب " عسى الله يوفقكم ويرزقكم من فضله.. يا خالتك قومي.. انا بكمل الباقي .. "
السمو بخجل " فديتك خالتي ترى ما فيها شيء والله .. ما بقى شيء ويجهز الغداء … ان كان ودك اسوي اكل ميره تراها بنت عمي الوحيد واغلى من روحي.. "
البتول بمحبة " ما تقصرين جعلك العافية.. "
بعد ساعة..
استأذنت برقي واخذت حماماً سريعا وها هي تجلس بجانبي على الارض .. قدمت لها طبقي لتضع بعض الرز و اللحم..
وبتلذذ وانا التهم ما بصحن..
نظرت لها بفخر " تسلم يدينك، وكثر الله خيرك حبيبتي.. "
برقة تبتسم " مداخيل العافية حبيبي.. عسى عجبك الاكل خالتي .. "
البتول " الله يكثر خيرك يا بنتي و اعذرينا كلفنا عليك.. "
السمو " افا يُمَه ما بين البنت وامها اي كلافة… "
البتول " جعل من جابتك بطنها الجنة.. سفرة دايمه.. البيت بيتك يا أمك انا بقيل شوي قبل ما يأذن العصر.. "
وبهدوء " خذي راحتك يا الغالية… "
***
ابتسم الفياض وهو يتأمل فرحتي.. ورغم الشيب الواضح بين شعري الا انه يعشق رائحة الحناء ودهن العود تفوح .. رغم سنين التي مرت ما بيننا إلا انه احفظ وقته الآن.. يتناول كوب شاي الاخضر
مبتسم " شفت الفياض صغير الله يحفظ زوله ويخليه لعين ترجيه.. "
ابتسمت بمحبة وانا انظر بملامحه وبنبرة هادئة
أردفت " عسى الله يمتعهم بصحة وعافية.. انت شفت ولدك خالد فرحته ما تسع الدنيا وما فيها.. "
ضحك الفياض ابو محمد وهو يتذكر استقبال خالد المحفوف بالحب والفخر
خالد " يالله انك تحي ولد الغانم.. يالله انك تبقيه.. يا مرحبا ثم مرحبا.. "
ابتسم الفياض ابو محمد وهو يحضن ولده " مبروك اللافي وينه السمي.. وينه..؟! "
خالد بحب " في الحضانة.. تعال ابي اخذك عندهم.. "
الفياض ابو محمد ، يشد خطواته ويقبل رأس ابنة اخيه…
وبمحبة " الف الف مبروك يا عمك.. وحمدلله على سلامتك.. "
ميره بخجل حاولت ان ترفع جسمها..
ليمسكها عمها وبمحبة " ارتاحي يا عمك.. عز الله انك غالية وجبت الغوالي معك … وهديتك لكل واحد من عيالك شقة بـ مخطط المجد.. وشيك رصيد لك.. تستاهلين كل غالي.. "
دمعت عيونها ميره " عسى الله يكثر خيرك يا عمي.. ليه تكلفت يابعدي.. "
الفياض ابو محمد " يا عيون عمك وراه تبكين.. هذا حقك واقل والله.. وانت يا ابو الفياض لا صحت حرمتك وقامت بسلامة تاخذ لها من الالماس والذهب .."
خالد بمحبة " ابشر وسم يا أبو محمد.. "
***
وبحنان اقتربت منها .. سلمت على ميره التي خجلت مني ..
ميره بخجل " سامحيني يُمه ماقدرت اجيك.. "
بنظرة لـ ولدي خالد " مسموحة يا أمك ومبروك ما جبتي.. عسى الله يرزقك برهم.. "
ميره " جعله آمين.. نيري ضيفي ماما وبابا عود.. "
تقدمت الخادمة والتي ترتدي فستان ابيض ناعم.. لتقدم صينية وتقترب مني، تناولت كوب العصير ..
وجلست بالأريكة الجانبية..
وبعض الاحاديث التي لا تخلو من المداخلات وثرثرة طويلة يحكي خالد فيها قصة الحمل ومراحل تعب مع ميره..
***
في الوقت الحالي
الفياض ابو محمد " يا المهرة! وش فيك تونسين شيء! "
بهم اجيب له " ابد يا الغالي .. شوي افكار شاغله رأسي.. انت علمني علومك !! "
الفياض ابو محمد " جاني اتصال من ابو عبدالله .. تزوج حفيدة عمتك منيرة.. "
وباستغراب " مين تقصد.. زهرة بنت رعد.!!!!! "
الفياض بضيق " اي .. الله يهديه بس كبر وبعده ما تغيرت طبوعه.. "
بهدوء " ما هوب اخذ بنت عمه وش جرى له!!! "
الفياض ابو محمد " ما تدرين عن اسرار البيوت.. الا سامي وشلون نفسيته الحين ؟! "
بوجع " الله يهديه مو متقبل حتى الأكل.. ما غير جالس في غرفة السمو.. واخوه محمد ما قصر عسى الله يجزيه خير.. "
الفياض بمحبة وهو يقبل يديني وعيوني و رأسي " عز الله صدق من قال انك عاقل و الرزين.. والا وين وحده تربي ولد طبينتها.. انشهد انك بنت اصول يا بنت عمي.. "
بعذاب " ماله داعي يا ابو محمد.. ولدك محمد ماله ذنب بأمه.. بس لزوم تشوف لك حل معه.. بـ يصك ستة والثلاثين… "
الفياض بتعب من عناد ولده البكر " وش سواة معه مسود وجهي من ذا الموضوع.. كل ما فتحت طاري الزيجة معه يتهرب !!!! "
بهدوء " انا بكلمه وإن شاء الله ما يردني.. "
خرجت متجهة لغرفة السمو.. طرقت الباب، واجد محمد يقف عند المكتبة ممسك بإحدى كتب السمو الطبية يتصفحها.. بملل..
محمد اقترب منه وقبل جبيني..
و بمحبة " انورت الدار يا خالتي.. "
تأملت في ولدها سامي والذي كان نائم بملامحه والذي يتضح عليه الازعاج..
مسكت يده " وانا بوجهك يا ولدي ما تردني.. "
محمد بحمية " جاك يا الغالية.. "
ابتسمت بتهكم " انت قلت لي جاك يا الغالية.. اليوم نروح انا وأبيك يم ولد اخوي سطام ابو رفيف.. ونخطب لك.. "
ابتسم محمد وبفطنة " لويت ذراعي يا خالتي لكن لي شرط .. اذا كانت مثل زينك منيب رافض.. "
ضحكت على خبثه " وش عرفك انها تشبهني هي الوحيدة من بين عيال اخيي.. الي خذت مني.. لك ما تبي.. اجل قم يا خالتك نروح لمحل الذهب والألماس.. منها اخذ هدية لحرمة اخوك ام الفياض.. و هدية لعروسك.. "
محمد وهو يشير على انفه " على ذا الخشم.. بس بعد يا خالتي ما هوب حلوة بحقي ما استشير الوالدة.. "
بضيق " معك كل الحق.. واذا ودك انشدها منيب رادتك.. "
محمد " بيض الله وجهك يا خالتي.. "
***
في المساء..
بمجلس الرجال..
سطام ابو رفيف " يا مرحبا بـ عميمتي .. يا هلا باللحية الغانمة.. حي الله ابو محمد.. انورت واسفرت واستهلت وامطرت.. "
ضحك الفياض بترحيب الحار " الله يبقيك يا ابو رفيف .. انشد عن علومك.. وشلونك وكيف دنيا معك.. "
سطام ابو رفيف " من الله بخير.. انت من بعد اخذت عميمتي المهرة ما عاد تنشاف . وسنين تركض.. "
الفياض ابو محمد " شفتي كل من يسأل عنك.. والله هي الي تعيي.. تقول ما بخاطرها تخرج من بيتها.. "
سطام بخبث " اي يا عميمة من لقى احبابه نسى اصحابه سقى الله ذيك الايام.. ما غير مقابلة جدتي المزن عسى الله يرحمها ويغفر لها.. "
نظر الفياض بقلق، و سطام بزلة لسانه… ابتسمت لهم بهدوء واخفي الوجع بقلبي
أردفت " الله يرحمهم جميع.. يا ولد اخوي انا طيبه.. حمدلله وان كان ودك تعال عندي.. اخواتي الله يهديهم كل من لاهي بحياته.. "
سطام بوجع من وجعيتي " لا بالله باقي للحين متأثرة بوفاتهم.. "
دمعت عيوني لأمسحها سريعاً " الموت مكتوب على الجبين وكل واحد ما يعرف يومه.. عسى الله يحسن خواتيم اعمالنا.. "
ابتسم الفياض بمحبة " أجل يا أم خالد اقلطي عند الحريم.. عندي كلمة رأس مع ابو رفيف.. "
بادلته الابتسامة " ابشر يا الغالي.. "
***
بداخل الصالة
الجوهرة والتي تبخر البيت .. تقدمت لي وهي ترحب فيني بكل حب..
وبفرحة " يالله اني تحي خالتي.. يا مرحبا يا مرحبا يا الغالية.. "
ابتسمت لها وانا اجلس على اقرب كرسي..
وفي المقابل كانت تجلس والدته.. سارة بثقل وحدة.. تلعب في طرف عباءتها وتأكل بنفسها..
سارة أم محمد بهدوء " وشلونك يا أم خالد .. "
نظرت لها بوجع وبرد بارد " من الله بخير.. "
سارة أم محمد بخبث " ربك يريد ان نجتمع بولدي بمحمد هو الي يجمعنا من بعد هالسنين طويلة.. "
صمت من جهتي ، وبتجاهل وارد على ترحيب الجوهرة..
وبهدوء " الله يبقيك يا بنت اختي.. وشلونك يا الجوهرة وشلون بنيتنا رفيف.. "
الجوهرة تبتسم " طيبين ما علينا خلاف.. مبروك زواجكم.. ومبروك ما جاكم.. "
بهدوء " الله يبارك فيك العقبى على رفيف .. وينها ما اشوفها .. "
لتنزل من السلالم.. بخطوات واثقة وهادئة..
بترحيب " وشلونك يا بنت الغالين؟! "
قبلت رأسي وبحب " ياه عميمه لك وحشة والله.. وشوله قاطعتنا!! "
بضيق " شف قليلة الخاتمة انا الي قطوع والا أنتم يا كافي اسروا على عمتكم شف وش هي محتاجة.. الله يرحم ايام اول ما يجمعنا الا بيت ابوي الغازي عسى الله يرحمه.. "
وهما " آمين .. "
سارة أم محمد بقهر " الا بسألك يا المهرة .. ما الله كتب لك تجيبين خلفة من بعد سامي.. خبرك احنا الحريم نجيب فوق سبع.. "
وبهدوء مستفز لها " الله يحفظهم عيالي .. ما عليهم قصور.. وربك هو المعطي.. "
سارة أم محمد بشماتة " اجل كلام ناس صدق انتي اجهضتي لك طفلين.. "
الجوهرة بحدة " يا ام محمد احشمي المكان الي انتِ فيه! وماله داعي كثرة الهرج!!! "
سارة أم محمد وبنبرة مستفزة " وش قلت يا كافي.. ما علينا انا جايه اليوم لأجل نظري عيوني ولدي وبكري محمد الي ما أحدٍ مثله.. الله يحفظه تاجر من يومه صغير و بعد ماسك حلال ابوه واخوانه يعني بسم الله عليه "
ضحكت وبثقل" الله يوسع صدرك يا أم محمد.. أجل يا الجوهرة نبي نشرب القهوة من يدين عروستنا .. "
رفيف بخجل وهي تسكب القهوة بالفنجال لتشدها سارة
وبعبث وغيض " سبحان الخالق المهرة مصغر!! "
رفيف " مشكوره.. "
سارة أم محمد بقهر " على وش تشكريني !! روحي قدمي لعمتك بس.. "
رفيف بضيق وهي تلف لي وشد فنجال القهوة وابتسم لها
بمحبة " ما عليك في العذال.. انتِ علميني وشلون دراستك؟! "
رفيف " خبرك عتيق عميمه انا تخرجت على دفعتي الأولى بمرتبة الشرف … "
بفخر " ما شاء الله تبارك الله زين .. زين.. اجل ما قدمتي على وظيفة!! "
سارة أم محمد بتدخل " وش وظيفته تجلس ببيت رجلها ما هوب مقصر معها … "
نظرت لها بحدة " اقول يا سارة وراه ما تقضبين لسانك.. بعدها ما صارت حرمة ولدك.. "
سارة أم محمد بثقة " من عيونها موافقة.. "
***
بمجلس الرجال ..
والدي ابتدأ بدفة الحديث .. وانا اعدل نسفة شماغي بتوتر ..
الفياض ابو محمد " اليوم جايين لك طالبين يد بنتك رفيف لولدي محمد… "
سطام أبو رفيف " والله وزين النسب.. من ناحيتي موافق بس لزوم اشاور البنت.. "
الفياض ابو محمد " ابد من حقك.. "
سطام " دام كذا مالك الا تتفضل على العشاء، ولا معاذير يا ابو محمد ..
ضحك الفياض أبو محمد وبمحبة " لا بالله منيب رادك .. "
سطام أبو رفيف " أي هذا الكلام زين.. "
***
في بيت الغيث أبو عبدالله
كانوا جمعياً متجمعين على طاولة الطعام مستعدين لوجبة العشاء..
جلس الغيث برأس طاولة ومن يمينه زوجته الجود أم عبدالله.. ومن شماله جلست أنا بهدوء.. اعتدت على الوحدة لذلك لزمت صمت..
كانت تسكب له كوب من عصير البرتقال.. من ثم وضعت بعض من المرق في طوفرية ..
الجود بثبات " تفضلي يا زهرة لا تستحين.. "
زهرة " أكرمكم الله.. مير مالي هوى في الأكل... "
لأنهض واسحب الكرسي لأدفعه قريبًا من الطاولة..
الغيث برفعة حاجب
وبصوت صارم " اجلسي بعدك ما اكلتي شيء.. "
بهدوء وتعب نفسي " ما قصرتوا.. لكن ما ودي آكل.. "
الغيث " اجلسي.. لا تستحين.. أم عبدالله بنفسها طبخت لنا العشاء.. "
بوجع جلست وأقلب الملعقة بطبق الأرز..
***
رفعت عيني واجد عيون المحدقة لزهرته للحب.. وفي داخلي حرائق..
أردفت " واضح مالك نفس.. يا أبو عبدالله المره ما ودها تأكل اتركها على هواها.. "
رمى الملعقة وقف..
وبغضب " سديتوا نفسي... "
نظرت لعيون زهرة المتعبة.. والمجهدة...
ورغم ذلك شعرت بقلبي يتقطع على وضعها..
زهرة بتعب وذبول " سامحيني يا بنت الأجواد.. أنا فعلاً دخيلة عليك.. واعتذر منك.. انا ما أستاهل أكون هنا.. انتِ فتحتي لي بيتك ورايتك بيضاء ما قصرتي.. "
عبدالله باستغراب " وش قصدك من هالحكي كله! "
زهرة بثبات وصوت مرهق " أبي منك شيء واحد.. أبوك يطلقني.. "
الجود باستغراب " وش طلاقه ؟ يا بنت الحلال عيني من الله خير.. "
زهرة بتعب " يا أم عبدالله مثل ما قلت لك.. أنا مالي قعود هنا.. لزوم اروح لأهلي.. اترخص عنك.. "
***
عبدالله " الحين ذا أبوي بعقله.. المرة واضح انها مضروبة وتعبانة.. "
بهدوء " والله مدري يا أمك.. "
***
في جناح الغيث
دلفت الباب بهدوء.. وبتعب روحي وجسدي.. حاولت أن اصمد ، والاختناق كل ماله و يزيد.. سندت نفسي على الباب واحاول اخذ نفس عميق..
اقترب مني الغيث وبفاجعة " بسم الله عليك.. وش فيك؟ "
حاولت اخذ نفس عميق لأجد نفس ثقيل و مكتوم..
الغيث امسك يدي " زهرة يا مرة وش فيك؟.. "
بتعب " ابي نفس.. جــ ــ يــ ــب دواي مــ ــ ـن شــ ــنــ ــطــ ــنــ ــ ــتــ ــي.. "
الغيث " معك ربو. وراه ما حكيت من قبل الله يهديك بس.. دقائق اجيبه لك.. "
ليخطو سريعاً وهو يمسك بنشطة ويرمي جميع محتوياتها وإذا به يرى جهاز ربو أمسكه بشدة ويضعه على فاهِ..
شهقت ثم خذت نفس عميق حتى اجد ولو بعض قليلاً من راحة..
الغيث بضيق " من متى معك هالحالة؟ "
بصوت متعب " ما هوب شرط احكي لك كل شيء.. انت وعدتني تتركني بحال سبيلي.. وروح ما تنجبر يا ولد عبدالله.. "
وبحدة " وش تهذرين أنتِ.. ما معك حمو! "
وهو يضع باطن يده على جبيني لأبتعد عنده بمسافة
وبضيق " ( امساك بمعروف أو تسريح بإحسان).. لا تخاف منيب راجعة عند أبوي.. "
الغيث حمرت عيونه من الغضب " زهـــــــــــــرة وش فيك ؟ وش الي استجد هاليومين؟ "
بغضب مماثل " اعتقني لوجه لله.. انا مرة كبيرة ولا ولد ولا تلد.. وأنت ربي رزقك يعني ما انت محتاجني!.. "
الغيث مسكني من كتوفي ليهزها وبغضب " وش فيه عقلك ضارب... وش وراك من بلا؟! مين الي غير رأيك علي ميــــــــن؟ "
ببرود " يا ابن الناس.. كان بينا نظرات إعجاب ماهو حب مثل ما تقول.. ومرتك ما تستاهل تحط فوقها شريكة.. وانت ما قصرت بس العيب فيني أنا... أنا مودعة وتعبانة وموجوعة ولا أبي اتعبك زيادة... "
ابتعد يديه عن كتوفي ونظر لي بنظرات موجوعة
وبخوف " وش قصدك مودعة وش تهذرين أنتي... "
بتعب جلست على طرف سرير " طلقني.. وانا بوجهك يا ولد عبدالله انك تطلقني.. "
***
و بداخلي بثرثرة موجعة حد الألم.. " المسافة قريبة وكل الأرض الليلة ما تحمل تعب عنا المشوار.. وهي على المهياف، ومرتني الليالي مُرّ.. أحاول اعدد عمري الموعود ما تدرين يا الغالية أن بنتك أفنان ما عادت مثل ماهي.. موجوعة منه بالحيل.... "
مشعل بهدوء " أفنان.. وراه ما تقومين وتجهزين لنا العشاء.. "
بتعب " ما عاد فيني حيل لأمك وحركاتها.. الله يخليك يا مشعل انا تعبت.. أبوي لو يدري بس بالي يصير والله ثم والله ما يخليني على ذمتك يوم واحد.. "
مشعل بضيق " وأنتِ تعتزين بأبوك درينا انه المحامي الكبير.. بس هو تقاعد عن مهنته.. يعني قضيتك بليها واشربي مويتها بعد.. "
بقهر لأرمي جميع الأشياء التي أمامي بالأرض
وبقهر " قلت لك فارق.... ما أبيك تمسي عندي.. اطلع يا مشعل... ما عادني حمل وتعب وشكوك منك... مليت ترى... ارحمني الله يرحم والدينك.. فكني منك ومن بلاوي أمك... "
اقترب مني وهو يمسك شعري وبضعف " يا الخسيسة أمي ما تنطقين باسمها كذا.. وبالعاني مخليك هنا.. مين بـ يصدق انك ما تطلعين مع شباب وتخونني.. "
بقهر ابكي منه وله " كلن يرى الناس بعين طبعه... انقلع عني.... "
مشعل " اسكتي حسك لا يعلي علي يا بنت عمر.. يا اخت فيصل... "
ضربت صدره وبقهر " فيصل خويك كذا تخون الأمانة.. ها! انا تعبت منك.. فكني منك يا مشعل.. الله يخليك فكني.. ما عادني أتحمل منك زود... "
رمى يديني، وخرج مغلق باب الجناح بوجهي.. بكيت كما لم أبكي من قبل
بقهر " الله حسيبك يا مشعل.. يا رب انصرني منهم.. يا رب.. وينك يا أخوي فيصل! وينك يبُه عمر وينك عن بنتك وحيدتك...؟ وينك يُمه مهياف...؟ "
***
في قلب نجد..
ضحك البدر وابتسم له...
البدر " يا ابن الناس وش لك بالكلام الي لا يودي ولا يجيب.. "
تنهدت " بعد وش أسوي لزوم افرح أمي.. بعدين انت يا الهيس يا الأربد ما ودك تركد...! "
البدر وهو ممسك سلاحه، وحاول يقتنص على فريسته..
بهدوء يلتفت لي " ركز بصيد بس.. نبي نتعشا الليلة.. يا أبو إبراهيم على سلامة أخوك.. "
بهدوء مماثل " البـــــدر انتبه.. "
ودون أن يشعر وجد جلدها المميز يتلف حول يده، وإذا بصوت سلاح...
وصوت الآه الموجعة..
***
اغمضت عيني " أحمد.. يا الخبل تقتل ثعبان.. ما تدري انها تدور لها على صيده.. "
أحمد " نعنوبك بغيت تموت! ما أنت صاحي.. قم قم خلني أشوف يدينك.. امحق عشاء بس.. "
ضحكت بوجع " ما فيني شيء يا ابن الحلال.. لا تكبرها وهي صغيرة.. "
لكن وجد بعض بقع الدماء على كم ثوبه...
أحمد " يا رفعة الضغط صدق.. وهذا وش! تستظرف حضرتك.. انثبر هنا ابي اجيب شنطة الإسعاف الأولية وانظف جرحك.. "
بهدوء " احمـــد.. خذني معك للسيارة.. واضح ان الليلة بـ نكون عشاء للبراري.. تسمع صوت الذيب... "
أحمد والذي بدأ يسمع الأصوات بوضوح " عوذه.. معك سلاحك... "
وفجأة دون سابق إنذار.. خمس من ذئاب الجائعة تطوف عليهم من كل جهة...
أحمد " يا ولد! وانا ولد فاطمة.. عز الله متنا يا البدر.. وش يهجدهم؟ "
بهدوء " اهدأ لا يشمون ريحة الخوف فيك.. انت تسمعني.. "
***
نهاية البارت السادس والعشرون
نلتقي مجدداً يوم الخميس المقبل بإذن الله.
***
همسة محبة/ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟
قولوا: اللهُمَ أعِنَّا على شُكرِك ، وذِكرك ، وحُسن عِبادتك. "
***
أختكم: عمر الغياب / عَـبـير