كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
الجُـــزء الثاني - أزهرت بهطولك
صباح الجمال يا أزهاري الرائعات
صباح ما يليق إلا فيكم..
صباح عبير الي تقول لكم >> فكروا زين وحلقوا بخيالكم..
بس مثل ما عودتكم.. الغموض كل ماله في الفترة الاخيرة يختفي إلى أن يتلاشى بإذن الله…
في نقطة ذكرتها رميةٍ وصابت في شبيهة القمر..
قربي قربي لك نجمة يابعدي..
ما راح اذكرها الآن لكن احتمال على بارت 26 يتضح..
بالنسبة لفتني ذكائك يا الشيماء.. تستاهلين نجمة على سؤالك ذكي
والي يتضح لك قريب..
آمال قربي شنطتك.. لان فعلا اجدتِ وهي موضوع شراكة الأرض بين الغيث والفياض.. وليه هالأرض خصوصا رعد جادل عليه السنين طويلة..
اسعدتني جميع تعليقاتكم .. بس بعد في نجوم اخرى
للاسف الاتصال ما كان لا من الجموح ولا من رعد
بنشوف من مين !!؟
***
بعد تزينوا الليلة..
معزومين على
زفاف احب اثنين على قلبي
( الجموح & السمو )
لو اقول لكم ولا 5 مرات اعيد وازيد بتعديلات هالجزء لأول مرة اكتب وانا مبسوطة العادة اكون متأثرة واجمد قلبي..
بس هالمرة الابتسامة ما تفارقني.. عسى الله يبسطنا دوم بذكره..
مالكم في طويلة..
النجوم نبي هالمرة أحدٍ ينتبه لها
وقراءة ممتعة
لا تلهيكم رواية عن الصلاة
***
(25)
" الفرح لحظة ، والرضا حياة "
لعيونها ... بس لعيونها
قلبي سراب بدونها ..
قلبي سراب ... وعيني سراب
ما اقول أعشقها بعقل...
مجنونها...
البارحة مريت في أحلى الفصول
صيف وشتاء..
وناظرتها..
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها..
قمري .. يا شمس الذهب
سفري وراء عيونك تعب
قلبي تعب... وصبري تعب
ومن الهدب لين الهدب...
بحر ومراكب من لهب
أمواج تبحر برضاه ..
وأمواج تلعب بي غضب
للشاعر/ بدر بن عبدالمحسن
***
في المستشفى
تحديداً مكتب السمو
بصوت غريب " وعليكم السلام.. هلا مين معي.. "
بغموض " معك سارة.. أم محمد... "
بعقدة حاجبي لأجلس على الكرسي..
وبهدوء " سارة طليقة أبوي.. "
ابتسمت " عليك نور.. وشلونه محمد.. له فترة ما عاد يمر بي... "
استغربت " ما عليه.. بس ممكن افهم ليه الاتصال!؟ "
سارة بصوت ثقيل " ما نسيت وقفة أمك، حاولت اقترب منها واعتذر.. بس ما بيدي حيلة.. لذلك إذا تقدرين تشوفين موعد مع الوالدة... أرجوك لا تقفلين الخط.. لازم اعطيها امانة... "
باستغراب " وش امانته؟! سموحة اعذريني، بس ما اقدر اكلمك أكثر من كذا... "
بسرعة تردف " لحظة لا تقفلين الخط.. ترى بصعوبة حتى وصلت لرقمك.. أنتِ بس بلغيها كلامي.. وإذا وافقت عطيني خبر.. هذا رقمي احفظيه عندك.. "
***
بعد يومين
والدتي المهرة أم خالد والتي جهزت غرفة سامي...
والذي عارض بأن يأتي له احد...
خطوات المهرة الموجعة .. وصوت بكاءه .. يشعر بأنه وحيد..
أم خالد المهرة والتي تجلس على الكرسي الجانبي.. وتتأمل أخي سامي الذي كان مستلقي على سريره بكل حب وحنان.. امسكت يده
وبهدوء " تكفى يا أمك اكل لك لقمة.. حرام عليك تعب قليب أمك... "
سامي بقهر " يُمه الله يخليك لي.. مابي شيء.. مابي شيء... افهموا... ليتني مت.. ليتني مت... ورى تقهروني كذا.. مابي شيء.. ابي اجلس بروحي.. "
مسكته المهرة و بدمعة الرقيقة " بسم الله عليك من الموت.. بسم الله عليك.. لا تضيق صدري يا سامي.. يُمَه كلنا معك... ما حنا تركينك.. "
***
تنهدت بتعب " تعالي يُمه.. خليه يرتاح شوي... "
سامي بغضب " مابي أحد تسمعون... مابي احد.. اخرجوا.. اخرجوا.. "
المهرة أم خالد ببكاء " الله يصبر قلبه.. ذا ما هوب أخوك سامي، ذا واحد مبدلينه.. لا هو ولا فكره... "
ابتسمت " وش له ذا الكلام وأنا أقول المهرة ما احدٍ يساوي ثقلها ورزانتها.. أثره كله كلام... "
بغضب ضربت كفوفها " لا بالله ما أنتِ صاحية يا السمو.. أي ثقل وأي رزانة.. هذا أخوك القعدة عسى الله يصبرني ويصبره... تعالي هنيا.. "
لنجلس في الصالة.. وسماع صوت ماهر المعقيلي يشرح القلوب...
جلست بهدوء مقابلة لها " آمري يا عيون وروح السمو.. سمي.. "
ابتسمت بتعب " ترى طيحة سامي ما تأثر على زواجك... ابوك يقول باكر بجي ولد عمك ويتم كتبة الكتاب.. وزواج مثل ما اتفقنا.. يوم سبعة شوال.. يقول انه يوافق تاريخ سبع يوليو..."
ابتسمت لها بمحبة " طيب يمُه الي يشوفه أبوي واخواني، ماني معترضة.. وحمدلله اني عندي رصيد إجازة.. "
وبتردد " يُمه عندي موضوع.. ودي استفسر عنه... "
المهرة أم خالد " اسلمي... "
نظرت لعينيها مباشرة وأردف بهدوء " أم محمد سارة دقت علي قبل يومين، وتقول أبي اقابل أمك ضروري.. وانه في شيء لازم يوصل لك أمانة ومن ذا الحكي... "
المهرة أم خالد بحدة " إذا دقت عليك.. لا تردين عليها.. وإذا قابلتك اسفهيها.. أي بالله سفيه يا أمك ما يردون عليه.. ولا عاد تسألني يا السمو.. أنتِ سامعة... "
اقتربت منها وقبلت رأسها " ابشري .. ابشري.. ولا كأن صاير شيء يا بعدي... تأمريني على شيء قبل ما اروح لدوامي... "
المهرة أم خالد " متى راجعة... ؟ وراك بكره كتبة كتاب.. "
تنهدت وبابتسامة " تسع صباح أكون هنا.. يلا حبيبتي... اسلم عليك.."
المهرة أم خالد " الله يحفظ يا أمك.. خلي راجو يسوق زين ولا يسرع، و نيني خليها معك لا انتهى دوامك تجي معك.. "
قبلت رأسها وبحب " ابشري... "
***
خرجت وصعدت السيارة متجهة للمستشفى، وأسمع صوت رنين هاتفي...
ابتسمت بمحبة " يا القاطعة والله... حي هالصوت.. "
سديم بحب " يا عُمري.. سامحيني والله على ذا القطاعة.. وشلونك يا السمو.. "
نظرت للنافذة بحزن " حمدلله على كل حال.. والله نفسية أمُي واخوي سامي عسى الله يصلح الحال... أنتِ الي طمنيني عنك... وكيفها خالتي أم سيف.. "
سديم " بخير والله.. خلينا نتقابل قريب.. في كوفي او أي مكان أهم شيء يكون منعزل عن الناس.. "
ضحكت " اووووه يا سديم باقي على هدوئك ... يالله الخيرة بس... ترى بكره عقد قراني ..."
سديم بفرحة " عسى الله يبشرك بالخير، ومبروك مبروك يا بعد قلب سديم.. لا هذا يبي حفلة ما راح تعديها كذا.. "
اجبت بحزن " كان ودي بس مع ظروف أخوي سامي صعبة.. ما في حفلة ولا عندنا يشوفني إلا بيوم الزواج... بس لازم نتقابل ، الخميس يناسبك.."
سديم " معزومة عند اهل حمولتي.. لكن ما يخالف بكلم أبو سلطان ماهوب رافض بإذن الله .. يلا حبيبتي ما أطول عليك... "
اجبت بمحبة " الله يحيك.. في امان الله.. "
***
قبلها بيومين..
الغيث الذي ساعدني بارتداء عباءتي.. نظرت لوالدي بحزن
وبهدوء " يُـبَه... "
رعد ويتصنع الابتسامة " مبروك .. مبروك وبعدين ما لحقتِ إلا تطحين هاليوم!... "
نظرت له بدهشة وصدمة ، ويردف
" تراها كثير تطيح يا أبو عبدالله.. يعني لا تشيل همها...
محرومة من حنانك يا والدي...
أبو عبدالله " يا عمي.. بنتك لو انها مليانه حزن وهموم.. والله انها على قلبي مثل رمح عيونها.. هذا الغالية.. "
ابتسم رعد " عسى الله يوفقكم.. أجل تعشا حالف عليك.. "
أبو عبد الله بثقل " ما له داعي.. أبي اسري بيتي وأخذ زهرة... "
رعد بخبث " على راحتك... "
***
خرجت واستند بيد الغيث، حتى أودع البيت الحزين.. بهدوء وصعدت السيارة... لأجلس بتعب..
وسريعاً يصعد أبو عبدالله ويجلس بجانبي.. اغمضت عيني بتعب
أبو عبد الله بخوف " ترى بأخذك للمستشفى.. وجهك ويدينك كلها مزرقة.. "
بخوف أردفت " لا والي يسلمك.. أكره المشفى.. "
أبو عبد الله " يا بنت الحلال.. هذا واضح وضوح الشمس ضربة يدين!! "
وبصدمة " أبوك يضربك يا زهرة... "
بلعت ريقي ونظرت لعينه بحزن " لا.. مثل ما قال طحت أنا.. "
أبو عبدالله " لا تخافين ولي خلق هالقلب الي يحبك.. تقولين لي صدق.. "
لتبكي بحزن " وش بتستفيد لا عرفت... "
الغيث ويمسك يديني ويشدها بقوة " راح أخذ حقك.. أبوك صحيح.. "
لأهز رأسي بانكسار " مع الأسف.... "
اتسعت عيونه وتغير لون وجهه ، وابيضت يداه
" يا قهري والله انه ما يبات الليلة إلا وأنا مأخذ حقك... "
برجاء " وأنا بوجهك يا أبو عبدالله.. أبوي رجالٍ كبير.. ولا ابي اجرجره بالمحاكم.. أنا رضيت بالي كاتبه ربي... "
أبو عبدالله " تنسينه ذا مو أبو.. سمعتيني يا زهرة تنسينه نهائياً... "
حرك سيارة، واتجه لمنزله... وقف سيارته ترجل وفتح بابي وأمسك بيدي...
نزلت بهدوء، وابلع ريقي بخوف...
***
أبو عبدالله الغيث " هذا بيتي.. وبيتك.. سامحيني ما قدرت احجز لنا اوتيل.. "
بخجل " لا وشوله تكاليف.. بس مرتك موافقة اني اجلس هنا! "
ضحك أبو عبدالله الغيث " مثل ماهو بيتها هم هو بيتك.. برجلك اليمين... "
دخلت وانا ابتسم له.. وسميت بالرحمن والتوتر أخذ مني، لأجد أمامي صالة بالممرات الكبيرة..
أبو عبدالله " يا أم عبدالله.. يا الجود... "
الجود تقف مقابلة لي وتبتسم بحزن
" ترى جهزت لك غرفتك... و ألف مبروك.. مبروك يا زهرة... "
بصدمة وأشد على عباءة الرأس وبنبرة وجع " الله يبارك فيك... "
الجود وهي تغصب نفسها على الابتسامة
" و ابد يا الغيث عشاك جاهز بدارك... "
الغيث والذي اقترب من الجود وقبل رأسها ويديها
" عسى عيني ما تبكيك... كثر الله خيرك يا أم عبدالله.. ترى مثل ما أنتِ لك في البيت وهي بعد لها حقوق، وإن شاء الله مانيب مقصر مع احد.... "
الجود أم عبدالله بوجع " من يومك ما تقصر ورايتك بيضاء.. "
***
صعدت معه للغرفة.. وإذا به أجده يجلس على الأريكة
" حبيبتي.. خذي راحتك.. وإن شاء الله بكره ننزل تأخذين بعض الأشياء الي تحتاجينها ... "
زهرة " كثر الله خيرك... بس ممكن طلب.. "
الغيث بحب " أنتِ تأمرين يا عيون الغيث.. "
ضحكت برقة " تسلم.. واضح أن بنت عمك تحبك.. ليه أخذتني، مابي إلا صدق... "
الغيث " الحقيقة انا قبل ما أخذها .. قلت لها اني أحب بنت الجيران ولا بقلبي عشق غيرها.. شاورتها إذا أنتِ موافقة كذا روح بدون قلب.. ما راح أضيمك.. "
وبحزن " واضح انها مكسورة الخاطر... "
الغيث " والله أنا الي مكسور الخاطر.. يلا ترى اخذت لك لبس مدري إذا القياس يناسبك... "
بهدوء " ما تقصر.. "
***
في الوقت الحالي..
في تمام الرابعة والنصف مساءً...
رائحة البخور.. والعود...
البدر يقترب مني..
ويهمس " السمو.. هذا الشيخ يناديك... "
من خلف الباب..
اجبت " سم يا الشيخ.. "
المأذون " هل تقبلين الجموح بن رائد الخيال زوج على كتاب سنة الله ورسوله.. "
بخجل " قبلت .. بس عندي شرط يا شيخ... ولا أبي يسمعه الي هو "
البدر بقهر " السمو... "
المأذون " من حقها.. كلم الجموح ولا هنت الجموح وحده، نسمع الشرط... "
في ثواني حتى يأتي الجموح..
المأذون " ها بنتي وش شرطك.. "
السمو بابتسامة " سجل يا عم.. ما يمنعني من تكملة العمل، ولا يعارضني.. ويسجل القصر النفود بإسمي... "
الجموح اتسعت عينه.. بصدمة
وفي خاطري " يا بنت العم.. تدرين أكثر شيء تعبت عليه.. كل شغلي وشغفي حطيته بـ ها القصر... زين يا بنت الفياض.. أجل تبين تلوين ذراعي.. ما عليه الوعد لا اجتمعنا.. "
الجموح بثقل وهدوء " جاك.. يا بنت العم "
البدر بقهر وهو يقف بجانب الجموح وبغضب " يا شيخ.. السمـــو ... "
وهي ترتجف من خلف الباب وبنبرة واثقة " بس يا الشيخ هذا شرطي.. "
المأذون " يا ولدي هل أنت موافق على شروط السمو بنت الفياض الغانم.. وهل تقبل الزواج بها على سنة الله ورسوله.. "
ابتسم بقهر " قبلت يا شيخ... "
***
وقع الجموح، وابتعد.. متجه لمجلس الرجال..
حين اخذت الدفتر الكبير وافتح الباب .. لأجد اختي السمو تقف بثقة وهادئة بشكل لا يقبل تشكيك بها
وبغضب " تعالي وقعي.. "
***
ابتعدت سريعاً ، حينما فتح الباب ودون أشعر رأيت البدر يمسك بيدي قبل أن اهرب..
بغضب " السمــــــــــو.. على وين ناسيه اني فيه اثبات عقد قران تعالي وقعي.. "
ابتسمت بهدوء واخفي الوجع واقرأ اسمه الذي يتراقص طرباً..
الزوج:
الجموح رائد الخيال .. وتوقيعه جامح مثل اسمه..
امسكت بالقلم وأنفاسي تطبق علي بقسوة..
ورقة لتجمعني بك في الحلال…
وقعت.. وهربت مسرعة ..
***
لتشدني يدين أصايل ، ونظرة وصايف..
أصايل " ها نقول مبروك.. "
وصايف تبتسم لي وتضمني بحنان " الف الف مبروك يا السمو.. "
ابتسمت لها بخجل " الله يبارك فيك.. "
شدتني أصايل بجنون وهي تشير للخادمة نيني بتشغيل الـ CD زفة..
وتهمس وهي تقدم لي باقة الورد الجوري..
أصايل " هذا هديتنا البسيطة بيني وبين وصايف.. مبروك يا احلى بنت خالة بالكون كله.. "
انظر لها بحب " لا خلا ولا عدم.. "
مشيت بهدوء على انغام الزفة.. للصالة وخالتي البتول والدتي المهرة تصفيقهما وصوت ( زغاريط )
فستاني وردياً قصيراً لحفلة هادئة
***
على الجانب الآخر
في مجلس الرجال
المأذون " ألف مبارك يا ولدي.. الله يوفقكم.. استأذن.. "
جلست بجانب عمي الفياض، الذي كان يجلس في صدر المجلس والذي يبارك لي... وأنا كل عقلي وتفكيري عندها
" وش قصدها بحركة القصر.. وهي عارفة قصة قصر النفود بذات!!! وش قصدك يا السمو.. تبين تلغين صلاحيتي وفي مكاني وفي أرضي بعد!! طيب العمارات العملاقة الي تعبت وبنيتها بيديني.. ما جات عينك.. إلا على قصر النفود!! "
ابتسمت " يا شيخ ولا عليك امر تتعشا معنا.. "
الفياض وهو مبتسم " اي والله صادق تعشا وعين من الله خير يا شيخنا.. "
المأذون " كثر الله خيركم.. والله اني مستعجل.. اعذروني.. "
بهدوء " معذور يا شيخ.. معذور.. "
ابتسمت بتهكم وامسك يد العم الفياض
وبحب له بهدوء اردف " الا يا عمي.. ما يخالف نقدم زيجة عقب أسبوعين... "
ضحك الفياض " يا ولد ماهوب متفقين وش الي جد عليك... "
خالد بخبث وهو يرمي نظراته " القلب يا أبوي لا هوى... "
ابتسمت بغيض لخالد " ها يا عم.. أنا جاهز.. "
الفياض " بس يا عمك.. لزوم اخبر السمو.. "
لأقاطعه وأقبل كفيه ، وأنفه " أنا ابي ابلغها بطريقتي.. أنت بس عزم.. وتبشر بالي تبيه.... "
الفياض أبو محمد بفرحة " ابشر.. ابشر... يا البدر خلي المقهوي يصب القهوة لـ نسيبك و ولد عمك.. "
البدر عينه تلتقي بعيني..
ليقف مبتعد " ابشر يا الغالي.. "
ابتسمت بداخلي... " دواك يا بنت الفياض.. أجل تبين أكون مجبور وعلى أرض الواقع... "
***
بعد انتهاء الليلة هادئة.. اتجهت لغرفتي واخذت البجامة الصوفية باللون القهوة داكنة
مشيت لدورة المياه واسترخي كل هذا التعب.. مجهدة من المستشفى والملكة سريعة..
رأيت دبلة في خجل.. تذكرت نظرة البدر المصدومة
وداخلي يثرثر " شرطت هالشرط لأجل ما توافق يا الجموح .. ولد عم لكن اجهل كل تفاصيلك.. ما انكر اني شفت قصر النفود ، ولك ان تتخيل شفته اعلان موزع بين زميلات العمل.. "
" بالله ماهوب مزيون.. وش ملحه يا ناس.. والله انه ذكي من نظرته الواثقة ذا لو يتقدم لي اني أوافق بدون قبله.. "
وثرثرة موجعة لقلبي " يا بنات ما لاحظتوا شي
كأنه في عرق شوي من دكتورة السمو .. "
واخرى ترد بحماس " اي والله.. العرق ما يموت ابد.. تهقون يقرب لـ السمو.. "
لتهمس من تحدثت وفتحت بداية الحديث " يا بنات ما شاء الله قصر بهالفخامة يسويه واحد سعودي منا وفينا والله انه كفو… "
اغمضت عيني بوجع… ارتديت البجامة المريحة .. وخرجت وانا اجفف ليلي الطويل
لأجد البدر مشتعل لـحد الاحتراق .. أمسك بيدي
وبغضب " خيـر .. خيـر يا السمو.. وش ناوي عليها .. فهميني يا بنت ابوك.. لاني قلبتها يمين يسار عجزت ابلعها منك… "
بلعت ريقي ونظرت بعينه الحادة ممتلئة غضب " اكسري نظرك يا بنت.. انهبلتِ يوم انك تشرطين على ولد عمك.. من متى إن شاء الله... من متى يا السمو.. "
وبثقة وبألم من مسكته لذراعي " ما طلبت إلا حقي.. ما هوب تقولون وافقي على ولد عمك.. بعدين لو سمحت يا البدر هذا شيء خاص فيني وبالجموح.. مالك حق تتدخل فيه... "
البدر بجنون وهو يدور حول نفسه " أنتِ العاقلة الرزين وش خليتي لناس المهبل ! هــــا!... وش خليتي لهم!.. "
لم يجد أي رد من طرفي ..
البدر " هذا يدل على شيءٍ واحد يا بنت أمي وابوي.. أن الجموح شاريك... لو ما سمعت بصدفة كان الله العالم.."
نظرت له بحزم " البــدر قلت لك هذا شيءٍ خاص فيني ، وفي الجموح اخرج منها الله يخليك.. أنت أخوي الكبير ولا ابي اجرحك... "
ضحك بسخرية البدر " هو أنتِ خليتِ فيها جرح.. هذا جروح وميثاق يا بنت الفياض... ابي اخرج قبل ما أجرم فيك.."
بوجع وضعت رأسي فوق الوسادة.. لملمت اللحاف كحضنٍ في ليلة شتاء باردة
صوتك الاسمر حين قال " جاك.. يا بنت العم.. ليه وافقت يا الجموح ليه؟! "
***
خلال أسبوعين من ترتيبات والحجوزات…
ارى تجهيزي… ودموع والدتي المهرة …
وانا احضنها " يُمه.. مو من بُعد البيت.. بعدين يا قلبي تلقيني بأي وقت وانا عندك.. "
المهرة أم خالد " بفقدك يا نظر عيوني… والله وكبرتِ يا السمو يا أمك لا تنسين امك.. "
وقبلت يدها وحدها " افا ما عاش ولا كان الي ينساك.. "
الفياض " يا حبيبتي ما يصير كذا وانتِ يا أبيك عسى مو قاصرك شيء… "
حضنته وابكي بحضنه " يا بعد روح السمو.. والله مو ناقصني شيء.. انا الي بفقد اعز اثنين بحياتي كلها… يبه دخيلك ما تنساني.. "
الفياض ابو محمد ضحك وهو يمسح على ليلي الطويل
" يا ابيك وشوله انسى ضي عيني… وامك ضي قلبي… عسى الله يوفقك ويسخر لك يا بعد أبيك.. "
ابتسمت له بحب " آمين.. "
***
في صباح تمام التاسعة والنصف…
في برج المملكة…
استيقظت بأرق … لأجد وصايف ، وأصايل أمامي..
قبلت الوجنتين وتبتسم
وصايف " صباح الخير يا اجمل والطف بنت عمه بهالكون… "
اصايل وبلهجة مصرية " صباحية مباركة يا عروس… "
ضحكت بحب لها " الله يبارك فيكم يارب، والفال لكم…. "
أصايل بجنون ترفع يديها " آمين عاجلاً غير آجل.. "
وصايف " استحي الحيا يصيح عندك يا أصايل… حبيبتي السمو عساك نمتي.. "
بأرق " بعد ما عطيتني بناودل نايت، ما نمت… والحين حاسه بكسل… "
وصايف " ما يخالف نطلب سيرفر ويجيب الفطور هنا.. "
أصايل تختصر " نعم يختي.. لا ماعليه يا السمو هذا فرصة ما تكرر.. تغسلين وجهك المزيون ثم نفطر وعقبها نصور هذاك سلفي الحلو يختي ذكريات تبينها تعدي كذا بساهل… "
ضحكت " طيب طيب.. يا أم ذكريات.. بصلي الضحى وننزل مع بعض … "
بعد عشر دقائق نزلنا الى صالة الافطار … وارى ما لذ وطاب.. لكن خمول النوم مسيطر علي … حاولت ان استفيق … وجدت فرحة أصايل.. ولا اريد حرمانها .. جلست بهدوء على طاولة الطعام … اخذت القليل من رشفة الماء …
وبكسل " بنات والله خلاص احس شوي وانام هنا… "
وصايف " ولا يهمك.. يلا أصايل خلينا نمشي … "
أصايل " حرام عليكم بعدني ما فطرت.. ولا لقطت ولا صورة… "
بثقل صداع " خلاص خذوا راحتكم … انا بروح انام لي شوي… وصايف والله حلفت ما تقومين.. بعدين انتم وراكم وقفة واستقبال معازيم… "
ابتعدت لأصعد للطابق واصل للجناح الملكي …
اثناء وصولي لغرفة نوم… ارتديت بجامة باللون الكراميل لأنام براحة….
***
المهرة أم خالد " بسم الله عليك … السمو يُمه.. اصحي يا ماما… "
فتحت عيني بثقل واجد والدتي ، ورأسين بفضول
" يُـمَـه.. وش صاير ؟! "
المهره أم خالد " خوفتي عليك بنات خالتك .. قومي صحصحي الكوافيرة على وصول… "
نظرت الى اعلى وارى ساعة تشير الا رابعاً مساء…
وبصدمة " وش ذا.. كل هالوقت نمت ولا حسيت على نفسي.. "
المهرة أم خالد " أهم شيء انك ارتحتِ... "
اجبت بهدوء، وابعد اللحاف و أرتدي زوجين من سليبر الفرو
" حمدلله.. ابي الحق على صلوات الي راحت علي.. "
ماهي إلا وبالفعل دقائق حتى أصايل ترحب بالكوافير...
وبتوتر " وش فيني كذا.. اهِدي يا السمو.. هذا يوم الحلم الي وأنتِ صغير تبين تكوني أميرة... هذا هو تحقق الحلم... "
لأرى دخول سديم... مع المساعدتين واحتفالها بالبالونات.. والعلب الكبيرة الموضوعة فوق طاولة
ضمتني لحضنها وبكت " مبروك ألف مبروك يا قلب صديقتك... "
ضحكت بفرح و خجل " الله يبارك فيك حبيبتي.. ذا الي تقول مانيب جايه.. ومسافرة... "
سديم " شفتي كيف كنت أبيها مفاجأة لك... يلا.. أنا جيت اسلم عليك، بروح للصالون تأخرت... "
بدمع رقيق " مشكورة يا سديم.. عساني ما انحرم منك.. "
سديم بوجع " عاد وش سويت... يلا يا أصايل، وصايف خلينا نمشي.. المساعدات علمتهم بكل شيء.. أنتِ الي عليك الليلة تكوني أميرة .."
أصايل " ما شاء الله .. ما شاء الله وش هالزين يا سديم.. عسى الله يرزقني بصديقة مثلك... كفيتِ ووفيتِ والله.. "
سديم " ولو ما سويت إلا الواجب... بقابلك بالقاعة.. لا توترين... "
***
في تمام الساعة العاشرة والنصف مساءّ
بقسم الرجال
صوت الفرح ينتشر بكل مكان، مع رائحة العود والبخور...
كنت واقف عند الباب المدخل، لأسلم على المعازيم... وبجانبي عمي الفياض، وأبنائه الأربع...
البدر " ها يُبه.. العشاء جاهز.. "
الفياض أبو محمد " زين يا أبوك.. أشرف على العشاء، ولا تقصر معهم..
البدر " ابشر "
وبهدوء " وانت يا محمد شف لي درب.. ودق على خالتك.. "
محمد " يا أبوي.. هذا خالتي تأكد علي .. زين .. ابشري.. سلام .."
الفياض ابو محمد أمسك بيدي وبمحبة " ها يا عمك نشوف عروستك.. "
ابتسمت له " توكلنا على الله... "
***
بعد مرور ساعة ...
كنت جالسة بهدوء على الأريكة...
" بسم الله عليك.. وش هالزين يا السمو.. عز الله ولد عمك.. بيغرق انشهد غريق عسى الله ينجيه... "
ضحكت وصايف " وأنتِ صادقة غرقان بحبك يا السمو، الله يوفقكم ويزين حظكم.. زفتك على وشك تبتدي.. "
سديم " أي بلاها توتر.. كل الي تحت من جماعتك وتعرفينهم ما احدٍ غريب... "
بهدوء، وتوتر " إن شاء الله... أمُي المهرة وشلونها.."
أصايل " والله كأنها القمر.. الليلة عروستين ماهوب وحده.. "
ضحكت " الله يسعدك يا أصايل.... "
وصايف " يلا يا السمو خليك عند البوابة.. "
حانت اللحظة... وقفت أمام الباب.. ومع صوت اللحن والإيقاع، المساعدات واللاتي فتحن الباب.... لأرى الحضور ومن بينهم والدتي المهرة... الإضاءة .. والقاعة التي تملئ بالفخامة مع الورود وكأنني بغابة مليئة بالسحر، ثريات الطويلة... ، مشيت بشكل تتابعي...
ومن هنا انفتح الباب.. ليدخل كلا من والدي، واخواني...
نزل الجموح بكل ثقة وهدوء.. مرتدي البشت، ويمسك يدي ويقبلها بهدوء، ومن ثم قبل الجبين حتى انزل رأسي بكل شموخ له...
ليهمس بابتسامة " مبروك.. يا السمو.. "
بخجل رفعت عيني له " الله يبارك فيك... يا الجموح وأنت بعد مبروك.."
بحب " الله يبارك لي فيك.. هو أنتِ السمو صدق.. "
بخجل " أي السمو يا الجموح.. "
قدم يده اليمنى، لأقدم له يدي اليسرى بأطراف أصابعي
وصعد قبلي للكوشة وأخذ بيدي بالفستان الثقيل...
حينها تقدم كلاً من الاخوة على زفة شامخة، والفرح بعيونهم...
سامي الذي كان يجلس على كرسيه المتحرك...
يضحك بفرح ويدمع عينه... لأقف وأمشي نحوه.. وقبلت يده وجبينه..
سامي " مبروك يا قلبي.. مبروك يا الجموح.. والله أجمل ما رأت عروس يا السمو... "
الجموح وهو يخفض جناحه " الله يبارك فيك يا سامي... "
ابتسمت له برقة عيني تدمع، رؤيته وهو جالس على الكرسي بلا حول ولاقوة
" احلى من بارك لي والله.. "
سامي بحب " يا ويلك يا الجموح لو عينها بكت... "
الجموح وهو يشير على
أنفه " على هالخشم.. "
محمد يقبل رأسي ويحضني " الف الف مبروك يا اخوك.. "
بخجل " الله يبارك فيك يا أخوي.. "
محمد بغمزة وتهكم " اجل ما بغيت توافقين على شايبنا.. "
الجموح ضحك " اقول يخيك تلاحق على عمرك وتحصن.. "
محمد بضحكة " ما عليه يا النسيب..لاحق على الهم.. عسى الله يوفقكم.. ويسعدكم.. "
البدر وخالد ومحمد يرقصون على صوت المطربة...
***
ضحكت برقة " وه وه.. الحين وراه ما يأخذني هالبدر.. وش هالزين... "
وصايف ضحكت " اذكري الله يا أصايل... بسم الله عليهم.. هيبة وشموخ وإلا السمو.. يا ربي تحميها من هالعيون... "
أصايل " ألف من ذكره.. بس انا بقول لعميمتي المهرة.. الحين الوحدة منا لزوم تختار رجلها... انا عاجبني الله يحفظ هالزول.. عسى عيني ما تبكيه... "
وصايف غرقت بالضحك... " فضحتينا... غطي عيونك... عساه الحيا... "
أصايل " خليني اتمقل بشيخ الشباب... يختي الحياة حلوة وراه مضيقتها..."
ريما وديما اللاتي يتميزن بنجمة الليلة البارقة..
ريما " والله وكبرتِ يا السمو، شفتي كيف فرحة عميمتي المهرة.. عسى الله يديم افراحهم.. "
ديما وهي تمسح دموعها " أي والله.. "
***
لتتقدم خالتي البتول، وقبلت يدينها وجبينها " الله يبارك فيك يا خالتي... "
البتول وعينيها التي تبكي " مبروك يا أمك وعسى الله يوفقكم ويزين حظكم.. يا الجموح توصى في بنت عمك، حطها بعينك، وأنتِ بعد يا السمو هالله الله في وليدي... الله يوفقكم.. "
اقترب الجموح ليحضن والدته " يا جعلني فداك ، يُمه وشو له ذا البكي.. بعدين وش ها الزين... "
البتول أم الجموح " دموع الفرح يا أمك.. حمدلله حمدلله الي ربي بلغني هاليوم.. "
المهرة أم خالد " مبروك يا خالتك.. مبروك... "
قبل رأسها وبحب " الله يبارك فيك يا خالتي.. والله يحق له عمي الفياض يحبك هالكثر... "
الفياض " أها يا عمك.. صون بنت عمك وحطها مابين قلبك وعيونك... "
ابتسمت بثقل " سم وابشر... ترى في وسط قلبي حفرتها السمو بنت الفياض يا عمي.. أنا بـ انتظرها بسيارة.. "
الفياض ابو محمد " الله يوفقك يا عمك.. "
البدر الذي يقف بجانبي، والدتي تساعدني بارتداء العباءة..
بتوتر " يُمَه فديتك اضحكي يا المهرة.. يا نور عيني واسعدي.. خلي الفرحة بعمري تبتدي... "
بكت المهرة وحضنتها " عسى الله يوفقك يا أمك... عسى الله يوفقك.. "
وبداخلي من توتر " يُمه... وين بروح.. لالا.. لالا.. ما اتفقنا على كذا.. احس نفسي أني بحضر حفلة عادية وأنا الي عازمتهم.. يا ويلي... ماهوب انتِ العروس اللي قايمه بالحفل كلها.. والله اني خبل.. هدي ولد عمك ماهوب غريب.. "
البدر ابتسم بحنان " السمو.. يلا تتأخرين على زوجك.. حاولي.. تكونين سعيدة.. "
نظرت لـ البدر وابتسمت له بتوتر ، يدي على قلبي..
ابتعدت بهدوء لأودعهم، وأمشي نحو سيارة...
البدر وهو يساعدني حتى اصعد في المقعد خلف المعقد السائق.. وبجانبي يجلس الجموح، والذي أمسك بيدي..
بهدوء وخجل " الجموح.. اترك يدي.. ماهوب قدام أخوي.. "
ابتسم الجموح بخبث " يا البدر، مثل ما اتفقنا.. "
البدر بفرحة " تم.. "
تحركت السيارة ذات زينة وكأنها هي العروس، والبدر الذي اكتمل .. زفة صوت البواري ...
ضحكت ودمعت عيني " شفت يا بنت الفياض، وحقننا حلمٍ لك.. "
بخجل " عسى الله يسعدك يا البدر... "
الجموح بابتسامة هادئة " اشهد انها الليلة تفرق ما بعدها وقبلها.. "
***
اثناء وصولنا لمنزل عمي رائد .. تقدم البدر وهو يفتح لي الباب...
البدر " ها يا أخوك انبسطي واسعدي.. ولا تفكرين بأمك وأبيك.. هم بالحفظ والصون.. "
بكت عيني " عسى الله يخليك ذخر لنا يا أخوي.. "
البدر وبهمس " الجموح ترى أخذت رقة الفياض كلها.. عاد ما يحتاج أوصيك عليها.. "
الجموح بثقل وهدوء " أبشر.. يلا يا السمو... "
***
دخلت بهدوء.. على القسم الخاص بي .. وبتعب من ثقل الفستان... الجموح الذي اغلق الباب من خلفه.. وابتسم
جلس بتعب ثقيل على قلبه " السمو.. "
نظرت لعينه، ليتأمل نقوش الحنا على بياض الكفوف..
قبل يديني ، وأخذ يده وضعها فوق رأسي
" اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، و أعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها علي.. "
الجموح بصوت هادئ و مخملي " قومي حبيبتي.. نصلي.. "
بتوتر وخوف " الجموح.. ممكن طلب.. "
رأيت خوفها... زينة ملامحها الناعمة، العينين بكحل السواد.. الأهداب التي ترتجف ، و الوجنتين كما الورد، والشفتين ناعمة صغيرة... الأنف الشامخ... رقيق كصفاء وعذوبة الماء... ملامحك يا السمو.. نعومة على شموخ...
***
وبداخلي، حرائق " لكن الجموح ما ينسى طعنتك لي.. وفي قصري.. الي تعبت فيه من السنين.. الي تجهلين عنه دراستي بالهندسة الديكور الداخلي.. وأول لبنه اشتغلت على القصر كل من يمر منه ينبهر.. لكن دواك عندي "
بثقل وأنا أرمي الغترة على الأريكة، وأفتح أول زرين.. خلخلت أناملي بشعري...
وبهدوء " قومي نصلي... "
***
بارتباك وأنا أرى طوله، بشته الذي يعطيه هيبة الجموح.. عينيه الهادئة، أنفه البارز وذقنه الحليقة ... توترت
" إن شاء الله.. "
خجلها يكسر حدة الكلام.. كنت احتاج شعور داخلي يخبرني بأن بنت العم اخذتني بحب..
***
لطفه وهدوءه ، وضعت باقة الورد التوليب على طاولة الصالة، والتحقت به
" الجموح ممكن تعطيني دقائق.. "
ابتسم الجموح بغموض " توضي ، وصلي بعبايتك.. لا تفتحين فستانك ابي أشوفه عليك.. "
لأقول بصوت خافت خجول " ابشر.. "
" ياربي وش هالشعور.. ما يصير يخليني ارجع انام.. تعبت من هاليوم الطويل.. "
بعد عشر دقائق، وإذا بي اجده يجلس على الأريكة المخملية باللون البياض..
" تعالي يا السمو لا تستحين... "
أمسك بيدي.. ويضع بعض المويسقى..
ويهمس بإذني " ممكن بعد إذنك هالرقصة.. "
بهدوء " الجموح، وش ها الجنون! ..."
بغموض " شفتي يوم شفتك جامحة على الفرس والفكرة تدور برأسي.. "
ضحكت له " طيب أنت شايف ثقل الفستان... "
وضع جبينه على جبيني ويهمس برقة " اشششش.. تمايلي.. بس "
الجموح " أنتِ عيونك هالعتيم سبحان ربي خالقه.. البدر كان يقصدك بهالبيت... "
بخجل العذارى " الجموح "
الجموح بتعب " اشش.. لا تخربين اللحظة.. وبعدين عندي القمر مالي ومال النجوم.. "
بتوتر " الجموح.. اسمعني.. "
بكلام رومانسي " يا عيون الجموح وقلبه.. ليه ما تعرفينه يا بنت العم أنا عاشقٍ لك.. و ها القصر الي بنتيه وشقيت عليه.. مراحل عمري كلها لأجل هدية زواجنا... بس مثل كل مرة تسابقين الخيل.... "
وهو يلبس ثوب العاشق الملهوف...
بوجع " طيب أنا وش يعرفني أنك بتكتبه بإسمي.. بعدين يا الجموح ما عرفتك إلا عقب ما شفتني ذاك اليوم.. انت غبت كل هالسنين بدراستك.."
شد معصمي ويضغط بقوة... " السمـــو ! الي ما تعرفينه القصر مطلوب للسياحة.. وأنا رفضت.. لكن عناد لك بوافق على عرضهم.. ولا تفتحين فمك بكلمة.. "
اقترب مني ويميل ليقبل العنق ، العقد الالماسي.. ينحره من الوريد.. للوريد
فستانها المنثور بقطع كرستالات لامعة ، البياض الذي يلف جيدها..
ليلها الطويل مفتوح وكأنها خلقت بهذا الجمال الرباني..
اغمضت عيني " الجموح.. هو انتِ ليه موجعة.. "
بحزن " يا الجموح.. لحظة.. "
الجموح يبتعد ، وهو يرى رجفتي الواضحة...
جلس بتعب على الكرسي
" بنام... تصبحين على خير... "
ودمعي المختنق بالمحاجر...
نظرت له وبهمس " عشمتني بأفراح ودنيا وناس.. والحين كذا تردني وتهجرني.. "
ضحك بخبث " نعم.. أنا أنتظرك هنا.. معك خمس دقائق.. بطلب لنا العشاء... "
وبتهكم " لا تتأخرين... "
***
سامي بحزن " يُمَه عادي انام اليوم في غرفة السمو.. "
المهرة أم خالد " اي يابعدي.. عادي يا أمك.. ممكن تخليني اساعدك.. "
وهو جالس على الكرسي، محمد الي يدفع الكرسي المتحرك بهدوء
" خالتي انا بجلس معه وبهتم فيه بعد .. اذا ما عليك امر يا خالتي بس تصحيني لصلاة الفجر.. "
المهرة أم خالد " زين.. مثل ما تبون.. "
***
كنت نائمة بهدوء.. حاولت أن أمشي باتجاه دورة المياه... وأخذ نفس عميق... بعد ان وضعت الزيت العطري على البانيو ، اشعلت الشموع، وبوجع أحاول ان استرخي...
" تنفسي يا ميره.. الله يوفقك يا قلب أختك.. ما عليه حمدلله .. حمدلله الي قدرت اشوف زواجك، ولو فيديو على الجوال.. تنفسي بعمق... "
المياه الحارة والبخار الذي يتصاعد...
عضيت أسفل شفتي بوجع " آه يارب... لا لا هذا شكله طلق يا ميره.. دقي على خالد... "
لكن لم استطع القيام، واكتم الوجع... حاولت بشقة الأنفس.. لأسحب الروب و أرتديه... مشيت حافية القدمين فتحت دولاب وأخذت ثوب مريح... لممت شعري لأجلس على نهاية طرف السرير، اتصلت على خالد... وبعد رنين متواصل...
خالد بخوف " ميره حبيبتي.. عسى مو تعبانه... "
وانا أهمس له بحب واكتم الوجع " أنا طيبه.. ها كيف زواج بشر.. "
خالد ابتسم " الحمدلله من أجمل ما يكون... هذاني قريب وأكون عندك... "
لأصرخ " أه حاول تستعجل.. بولد يا خالد.... والله بولد"
وهو بحنان يغرقني به " يا عيون خالد.. تنفسي مثل ما وصتك دكتورة.. وين الخدم عنك... "
وأنا أشير لميري والتي أتت مهرولة
" يس مدام... "
ميره بصوت مرهق " عطيني الجوارب، وعبايتي.. وشنطة البيبي بسرعة... "
ميري " اوك مدام... "
خالد بخوف " خليك عالخط يا عيوني... تكلمي.. أي شيء... لا تسكتين... "
ضحكت بوجع لتدمع عيني " الله لا يخليني منك يا عيون ميره... يارب... يارب.... خـــــــــــــــالد.. أبي أمي.. الله يخليك أبي أمي الحين... "
خالد بخوف وتوتر " سمي سمي.. "
***
على الجانب الاخر
أخذتها " خالتي أنا الي بوصلك معي.. خلي سايق كومار يروح... "
البتول أم الجموح بعتب " أي زين يا وليدي.. يا خالتك ميره وينها ما جات حضرة زواج اخيها و بنت عمها... "
خالد بتوتر وهو يحرك سيارة " والله مدري وش أقول لك لكن يا خالتي.. ميره حامل وعلى وشك ولادة... وهي هي حامل بــ أربع توأم وأنا الي اصريت عليها ما تعلمك.. خفت عليك... "
البتول " يا عميري يا بنيتي.. عسى الله يصلحك يا خالد وهذا شيء يتستر عليه... "
خالد " بعد يا خالتي كنتِ وقتها برا السعودية ولا بغيت أقلق رأسك... "
البتول " الله يهديك و يصلحك.. يا خالتك ها الأمور يبي لها تروي.. وعسى ماهي موجوعة.. يا قليبي على بنيتي .."
احاول اكتم الخوف والقلق " بإذن الله انها طيبه.. "
***
بعد أن وقفت سيارة، لأدخل على الفيلا، صعدت السلالم... وجدتها على السرير تتألم... جسدها والعرق على الجبين... وجهها المحمر
أمسكت يدها الحارة " بسم الله عليك... هاتي نيري الكرسي... "
قبلت رأسها، وسريعاً توجهت للمستشفى...
***
يدينه ممسك بيدي...
خالد " ميره.. انتِ قوية.. استودعتك الله.. "
البتول أم الجموح " كذا يا أمك طاوعين قرار خويلد... الله يقويك يا أمك الله يقويك.. "
ميره بتوجع " يُمه سامحيني .... ادعوا لي.."
البتول أم الجموح " عسى الله يقومك بسلامة.. وتقر عيني بشوفتك... "
دكتورة " لغرفة العمليات... وأنت يا خالد خلص الأوراق... "
خالد بتوتر " إن شاء الله.. إن شاء الله... "
***
يوم جديد..
السابعة صباحاً
مشيت في الممرات ، قلبي هناك عند ميره، وعقلي هنا..
خرجت الممرضة بفرحة...
" بابا.. ما شاء الله كله ولد.. بس واحد بنت... "
وبقلق " مدام كويس... "
الممرضة " كله كويس.. بس يبي راحة... "
***
على الجانب الآخر
بتوتر أرفع سماعة لوالدي..
الفياض أبو محمد " عساه خير.. منهو الي يدق ذا الوقت! "
المهرة أم خالد وهي تستغفر وتسبح على سجادتها..
" إن شاء الله انه خير... "
خالد بفرح " يُبَه... أبشرك صرت جد ولأول مرة يا أبوي... "
بكى الفياض بفرحة " تقوله صادق.. الله يبشرك بالخير.. الله يبشرك بالخير... "
خالد بدموع " شفت صرت أبو الفياض... ومشعل وتركي والمهرة... "
الفياض أبو محمد بصدمة " وش هو!! "
خالد بدمعة الفرح " أي بنت أخوك كانت حامل بـ أربع توأم.. وأنا خفت عليها.. "
الفياض أبو محمد بحب " عسى الله يبشرك بالخير.. هي وشلونها حبيبة عمها، والله أنها حبيبة عمها... وشلونها أم الفياض.."
خالد " طمنتني دكتورة بس بعدني ما شفتها... "
اللحظات الفرح التي تفوت الحزن، تقدمت إليها وأمسكت بيدها وقبلت رأسها...
وبحب أردفت " ها جاء الفياض والمهرة... ومشعل وتركي أحفادك... ميره كانت حامل يا أم خالد... "
بكت المهرة أم خالد " اللهم لك الحمد.. اللهم لك الحمد... عساها ما تعبت.. قوم قوم خلني أشوف أحفادي.... "
ضحك الفياض.. " أجل بلبس ثوبي، وأنتِ جهزي نفسك بمر على سامي وأخذه... "
المهرة أم خالد " سامي نظر عيني نام.. واخوه محمد ما هوب مقصر معه إن شاء الله... "
***
في منزل رائد الخيال
اسمع بعض طرقات على الباب.. نهضت من على سرير، وفتحت باب الصالة.. لأرى العربية المليئة بالمأكولات لذيذة..
بهدوء " مارسيل .. وين ماما كبير... "
مارسيل " ماما سوا في روح مع بابا خالد مستشفى.. "
بقلق " مستشفى! طيب.. طيب خلاص روحي... "
أقفلت الباب... وأنا ادفع العربية.. واضعها في الصالة الداخلية
السمو " ما شاء الله.. خالتي كلفت.. "
مشيت ودخلت الغرفة ، وامسك هاتفي لأتصل على خالد...
واعصابي ثائرة..
السمو " وش فيك..؟ "
وانا اشير لها بالجلوس …
خالد " هلا بالعريس.. حي الله أبو نسب.. "
ابتسمت له " الله يبقيك.. "
ويضحك بفرحة " بس في بعد عرسان صغار استقبلوني اليوم.. "
بعدم فهم " وش عرسان وش صغاره الله يهديك.. أمي عسى ما فيها شيء! "
خالد " إلا فيها فرحة وعيون تبكي... ميرة ولدت... "
اتسعت عينه " يا قليل الخاتمة، هي متى حملت حتى تولد... "
ضحك خالد " بالأول اذكر الله.. "
ضحكت بفرحة " ألف من ذكره.. بس وراه مخيبه طاري الحمل.. غسلت مخ اختي يا خويـــــــــلد... "
خالد بغضب " تعقب والله وأنا أبو الفياض وتركي ومشعل وزيد فوقها المهرة صغيرة... "
بابتسامة رائقة " ما شاء الله.. ما شاء الله وش صف العيال.. اصبر... "
خالد بهدوء " أي لا تنهبل أنت بعد.. خبرك الي عندي بعدهم منصدمين.. ميره كانت حامل بـ أربع توم.. "
بغيض وقهر " ابك يا الظالم المفتري.. ويوم انه انشدك عن اخيتي.. تتعذر لي يا أبو اعذار... "
ضحك خالد " أي بعد ما نلام.. انا الي مفجوع وشوله افجعكم معي... "
***
رأيته غاضباً ، من ثم يبتسم..
" عسى ما شر ؟ وش صاير... "
الجموح يبتسم " ميره ولدت... "
حضنته بفرحة " يا حبيبتي يا بنت عمي.. عسى ما تعبت... "
الجموح بخبث " أي بالحيل تعبان... "
ضربته على كتفه " الجموح... "
ابتسم لي " عيونه... "
بخجل " هو عادي يعني نزورهم.. والله خاطري اشوفهم... "
مسك يديني " وأنتِ بعد تعرفين أنهم توأم... لا لا.. كذا خيانه ما اقبلها ابد..."
ابتعدت عنه... بضحكة " الجموح اعقل... وش خيانته؟ مالي إلا كم يوم من عرفت الخبر.... "
الجموح وهو يمسكني ليشدني، سقطت بأحضانه وجهي الذي احمر سريعاً وتوترت " ابليز يا الجموح اعقل... والله ما سويت شيء... "
وهو يقبل عيوني والوجنتين " طول عمرك شقية.. تتفقين مع اخوك ضدي أنا المسكين ضعيف.. "
ضحكت على جنونه " الجموح وش فيك... ترى جعانه انا.."
الجموح بتهكم " يخسى الجوع.. بس بعد بتتعاقبين.. "
ضحكت عليه " طيب وش عقابي... "
بخبث " يعني عارفة انك اخطيتِ.. "
ابتسمت له وأنا اجاريه " أي زين وش الخطأ طيب.... "
***
نهاية البارت الخامس والعشرون...
القفلة هادئة نوعاً ما..
ملتقانا على يوم الخميس القادم..
واحداث مشوقة...
استودعكم الله ..
همسة محبة/ " قيل للحسين البصري: ألا يستحي أحدنا من ربه، يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ؟
فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تمَلّوا من الاستغفار. "
***
أختكم: عمر الغياب / عَـبَير
|