كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
صباح الجمال.. صباح الانتقال للجُزء الثاني
من رحلة أزهرت بهطولك...
* للمعلومية أن كان في تشابه في الأحداث فهي محضة أفكار تراودني منذ زمن
سواء كقضية المهرة والفياض، أو قضية ذكرتها...
في حكايات أخرى بقصص أخرى تابعة لأزهرت بهطولك
الأحداث القادمة راح تصادف زمن لفترة معينة..
حاولت أني اختمها في 30 بارت.. لكن الأحداث متشبعة.. وطويلة
في احد بيقول كان بإمكانك تختصرين هالمشوار كله.. بس الهدف من هالكلام كله إني أكون وصلت لقضية حساسة.. وأكون بإذن الله أجدت فيها...
والهدية تستاهل لـ آمال العيد
مالكم بطويلة...
البارتات راح تمتد إلى 42 بارت.. وتونا بأول الطريق..
قطعنا نصف الأول، وباقي لنا النصف الثاني
اهم شيء طرحي في هذا إني أكون وصلت ولو القليل من مشاعر أبطالنا...
هذرت واجد.. تحملوني..
لا تلهيكم رواية عن الصلاة..
قراءة ممتعة..
الجُــزء الثاني - رواية أزهرت بهطولك
" الحياة لا تعرف الانتظار، إما أن تمضي أنت، أو تمضي هي "
( ٢٢ )
الما ركـد والجريد الغض .. ما هـزّه … نسـايمٍٍ والـزمـن لا جـا ولا راحي
جمحت يا مهر حظي وأثر بك فـزّه … ما طـوّلت كلها غـارة ومشـواحي
لو كنت رمحٍ ٍ بكفّي كان با هـزّه … لاشـك من هـو عليه أهوش بسلاحي
ولو كنت بيرق عقيدٍ ويـن أبا رزّه … وأطـول طويلٍ أشوفه .. هضبة جراحي
يا سـيّد الناس .. شمسك مالها حـزه … تعبت أمـاري بشمعي وضي مصباحي
من مس نورك جبينه يبشـر بعـزّه … ومـن مـر غيمك عتيمه بارقـه لاحي
يا سـيّد النـاس .. كلٍ لابس ٍ بـزّه … صعبٍ نفرّق ما بين الخبل والصاحي
كم واحدٍ مـر .. قال عيـوني تخـزّه … هو ما درى إني عمى عن قاصر أشباحي
أنـا عيـوني تتـل النجم .. وتكـزّه … عن حـارك الفلك .. هذي عادة رماحي
وما ألوم حظي .. تعب من كثر ما دزّه … لو هـو لغيري ..نسـاه الهم .. وإرتاحي
بدر بن عبد المحسن
***
بعد ان خرجت منها مسرعاً لأمسك خط الرياض ، على أذان الفجر بعد أن أتممت الصلاة، ركنت سيارتي أمام المنزل جدتي… ترجلت وضعت المفتاح وأدير مقبض الباب ….
لأجدها على ساحة تقف مرتدية لباس الصلاة..
تقدمت منها… لتبكي بفرح
" الفياض يا جدتك.. حياك حياك.."
وبغضب
" كلمة وحدة وابي جواب!! ولا نضحك على بعضنا.."
بهدوء تردف " خير وراه جاي بشرك كذا… وانا احسب انك متلهف على شوفتي…"
بغضب
" هو انتِ خليتي فيها اللهفة! الحين جاوبيني وش علاقتك بالمهرة!!! بالأساس وش جاب سيرة طلقيتي هي اشتكت لك لا سمح الله.. "
بكذب " اي ما انت مصدق دق عليها… واسمعها بنفسك.."
وانا شياطين الدنيا تتلبس فيني الآن
" الحين يا أم عواد توصل فيك المواصيل وتروحين لزوجتي وتقولين لها والله طليقة زوجك تبكبك تبي ولدها ومن هالكلام الي ماله اي صحة من الأساس، وش تبين توصلين له… فهميني لأني نفسي عجزت افهم معك…!"
لتسقط بطولها…
" كذا بعد هالعمر صرت ام عواد … عشقك هالبلا الي ابتليت فيه اللهم يا كافي نستك ميمتك… ها على وش شايفه نفسها بنت الغازي… على وش ها!!! ما تقول لي …"
بغضب
" تبيني اقول لك قتلتي حفيد حفيدك… اي لا طالعيني كذا…. وش استفيد انك ربيتيني على الكذب والخيانة ….. يومك تقولين محمد يبي امه…. الي اساسا له اسبوعين هناك وهو عندها !!!!! ليه اللف والدوران ها… وراه ما تحكين…."
بكت أم عواد…
" والله يا وليدي …."
بغضب
" لا تقولين وليدي.. ماني ولدك هذا أولاً، وثانياً انسي إن لك حفيد اسمه الفياض… ان شاء الله لو هي جنازتي مابي اشوف وجهك مره ثانية ….. سمعتيني مابي اشوف وجهك……"
ابتعدت عنها موجوع بشكل مريب … وهي تصرخ بقهر
" يا الفياض يا جدتك لا تروح… لا تخليني لوحدي الفيــاض…."
***
بعد مرور اسبوع
بالرغم من أنني كنت متعبة جداً.. كنت أخطط لجعل أيامي معك سعيدة يا الفياض.. بدأتها بزيارة والدتي المزن.. والتي أتت من مصر معافاة وبصحة وسلامة..
وجدتها تضمني لحضنها…
" دخيلك يُمَـه يكفي بكي… ابي ارتاح قبل ما امشي… مابي اخر صورة تكون حزينة.."
المزن " انتبهي. على نفسك… ماهقيت بشتاق لك كذا يأمك دقي علي كل شوي.."
بحب " ابشري.. هذا هو الفياض يزهم علي.. يلا يُمه لا اوصيك على نفسك… "
***
والدتي عواطف جلسنا مقابلاً لها...
نظرت لنا بابتسامة " ديم وريم لا تأخذون نفس الفكرة عن زواجي بأبوك… ترى يدين اصابعكم مهيب وحده.."
ديما " ادري فديتك والحمد لله سعود مهو مقصر… لا تأخذين همنا يا الغالية.."
ابتسمت حينها " اي والله ياسر حاطني بعيونه عسى عيني ماتبكيه… بس بعد يُمه ولهنا عليك والله.."
والدتي عواطف بهمس" ما عليه يا أمك ابوك مهو ناوي يطلق… وانا بعد مابي اشوفه الي سواه بحقي مهو قليل…"
***
الرياض
منزل الغازي، تحديداً بدار الغازي
وأجلس على طرف سرير، مقابلاً أمسكت يديك...
وبهدوء " يا الغازي مهما يكون هذا إلهام أختك.. وادري بالي صار لك … بس ادمح زلتها هذا هي بنفسها جات لك واعتذرت… والي يخليك لي سامحها… لا تنسى وصية عمي عسى الله يرحمه ويغمد روحه الجنة …"
ليسمح دمعة " كسروني هالأخوات… ماني شمتان فيها لكن يا أم غازي قلبي يأكلني عقب ما الله اخذ امانته تطلب السماح وينها يوم اقولها مالكم حق عندي…"
المزن " اذكر الله يا ابو غازي والي فات مات.. واحنا عيال اليوم… اكسب انت الأجر… وربي مهو مضيع تعبك…"
وابتسم لها " لا إله إلا الله … الله يجزيك خير يا المزن من يومك قلبك كبير… عساك هالقوة…"
المزن " شفت المهرة اول مرة اشوفها سعيدة اللهم لك الحمد… يالله لك الحمد… وغازي حمدلله هذا هو ربي هداه ورايح ياخذ رضا مرته عواطف عسى الله يهديهم ويصلح ما بينهم… "
الغازي بهم " الله يهديه… يلا اجل لي خوي الناصر ابي اقابله بالنخيل … "
المزن " الله الله في نفسك يا الغازي… "
***
متعب " يا طويل العمر .. ترى له اسبوع خلنا نسير عليه.. ولو من بعيد.. "
ابتسمت " لا ابيه ينهبل اكثر… اتركوه وشف لي وين منيع … أنا عارف انه بيد عمر.. ابيك الحين تدق لي عليه ضروري… "
متعب " سم طال عمرك … "
***
لا يزال منيع مكتف الأيدي والأرجل فما ما كان بمقدوره إلا أن يبصق دماً
على نعالي.. هنا اشتعلت غضبا ورحت أركل منيع بكل قوة بلا توقف... أركل وأركل إلى أن فقد منيع وعيه...
عمر " ها منيع هذاني عندك قول وش شرطك! "
منيع بتعب، ويفتح عينه بصعوبة " ترى الكادر هو الي مسؤول عنا… واحتمال كبير يوصل لك… تراك ما تعرفه… "
عمر بصدمة " الكادر منهو يكون!!! "
في تلك الأثناء، أقتحم علينا رجل…
يعلو أنينه..
ابتسم الكادر " اي يا عمر ادري تأكلها بقلبك…"
انصدم " سـالم… انت سالم… "
حضني وهو مبتسم
" قصدك الرقيب سالم يا عمر…"
منيع بصدمة وهو صامد رغم كل جروحه
ليردف" الرقيب سالم انت مو الكادر!! وانت مهو متعب اليد ثانية للكادر!! هيـه وش فيكم تكذبون انتم!!؟ "
الكادر بسخرية " خذوه احجزوه… مع الاسف ألأعبيك من زمان مكشوفة وجاء الوقت الي تأخذ فيه جزاك… "
منيع " يا الخاين لعبة فينا لعبة وسخة… رعد ما راح يخليك تسمع، والله لا يقلب طاولة عليك وقول ما قال لك منيع… "
عمر " انت وينك كل هالمدة… معقولة كنت ماسك هالقضية … بس عرفت تلعبها صح… "
بحزن " الله يرحم الفارس… ما كان ودي يمسك هالقضية الحساسة وخصوصا كنت موجه من العميد …. الله يرحمه… "
عمر " حمدلله على سلامتك… وعز الله انك جبتها يا ولد عبدالله.. "
الكادر " سامحني بس كنت لازم امثل هاللعبة الوصخة واكون بصفهم عشان ما يشكون بشيء، وترى تهديدات ورسائل مافيها منها اي صحة… كله تلفيق… وحمدلله حاتم ومسجون، ومنيع باقي رعد… بس مشكلة هالرعد مخه داهية…. لكن وين بيروح… "
عمر " مسموح وانا اخوك… هو لو مخه داهية استفاد منه. لكن شكوى لله… "
***
تعلم هدوئي يا سعود.. لكنك ربطت تلك الضحكة بموقف حصل مع صديقك.. أضحك ، فاليوم المواقف أو مفاجأة ستحصل الآن...
ضحكت " يوه دمكم ثقيل يا سعود .. حرام توه عريس.. "
ضحكت من قلب " والله لو تشوفين كيف كان يهدد مت مت ضحك انا وياسر… ربي ريحك والا هي كانت مردودة علي.. "
ابتسمت لي بحب " سعود… احم ترى قريب واصير أم… "
مسكني وبصدمة " صدق … انتِ حامل.. "
وهي تهز برأسها علامة القبول
" الله يبشرك بالخير يا وجه الخير… وانا اقول انقبلت بوظيفة الاحلام… اثره تباشير ولدنا …. "
دمعت عيني " تستاهل حبيبي …. ربي ما ضيع لك تعب ، وفكك من مديرك الي مدري وش أسميه!!"
سعود " يرحم والدينك لا تجبين طاري هالمدير كرهني في عيشتي عسى الله لا يسامحه كرفني كرف الويل… "
" وينه هو… حبيب أبوه من الحين؟ "
ضحكت " توه نتفة بعده ما كبر فيني… "
***
تركتك تتحدث يا ياسر طيلة الليل، وكنت أسمع لك بحب..
" ها نقول مبروك ترقية حبيبي… "
ضمني بحضني " اللهم لك الحمد… اللهم لك الحمد … هذاني بنقل هنا عندك برياض شفت كيف رضا رب العالمين والوالدين…"
بحب أردفت " تستاهل حبيبي تعبت واجتهدت.. ربي ما ضيع لك تعبك.. "
احتويت حاجتك للكلام يا ياسر.. وطوقتك بإنصات حتى غلب عليك النعاس، ونمت من دون سابق إنذار، لأن التعب أنهك عينيك وجسدك...
***
مر أسبوع بعد زيارتي لك، وكانت الساعة الثامنة لأذهب إليك
وأجد الصدمة تحتفل بي...
رعد " اطلع من بيتي يا الغيث اطلع مالك مره عندي.. "
بغضب " يا عم مالنا الا اسبوع وش الي تغير!!! "
رعد بخبث " انت اهملت الموضوع انا عطيتك مهلة يومين… ويلا من غير مطرود …. الباب يسع جمل…"
***
بعد حصول سوء الفهم ما بيننا يا شيخة ، إلا أنني ابتسمت ابتسامة عريضة، لأفتح حقيقة الأحاديث وأخبرك جميع الحقائق...
كنت وقتها جلسة على الأريكة الفردية بغرفتك..
سالم " ها يا شيخه بعدك زعلانه على أخيك.. "
شيخه وهي تمسح دموعها " لا يا اخوي الا بيض الله وجهك وانا اللي اعذرني ما كنت ادري بالي صاير معك… حمدلله انك حول اهلنا … اللهم لك الحمد… "
ابتسمت " يستاهل الحمد… ها يا أم عبدالله… هذاني عندك ولاني متحرك مكان آمري وتدللي.."
هيا أم عبدالله " يالله لك الحمد.. يالله لك الحمد الي بلغتني بشوفتك.."
سالم " ها حنين ما ودك نفرح فيك… ترى متعب مهوب عشان خوي ازكي فيه.. لا والله رجال نشمي … وابد خذي راحتك في تفكير ، واذا الله كتب ما بينكم نصيب فالله الحمد والمنه… "
حنين " دام انه خويك.. ما راح يكون بعيد عن اخلاقك، وانا موافقة… "
***
بعد مرور تسعة وعشرون عامًا..
خطوط يدي، تجاعيد جبيني، كلها دليلاً على أني كبرت
أتأمل فستانها الكحلي الداكن بأزهار رقيقة ناعمة، طرحتها الزيتية والتي تبرز ملامحها الجميلة، يديها المتكأ على الوجنتين… ابتسامتها العذبة..
المهرة بحب
" للحين تنظر لهالصورة يا أبو محمد…"
نظر لي الفياض وبمحبة يقبل يديني
" ايه هذا هي الي ولعت بي وشلون ماتبين أتأمل الصورة… الله يخليك لي ولا يحرمني من شوفتك علي…"
ضحكت له
" ترى بعدني شباب لا يزيغ عينك هنا والا هنا…"
ضحك بصوت عال…
ابتسمت
" مساكم الله بالخير …"
الفياض " مساك الله بالرضا والسرور تعال يا محمد تعال شف خالتك وش تقول!!!"
قبل رأسي ويديني
وبخجل " يا خالتك شفت ابوك يقول اني كبيرة… "
ابتسمت لهم
" والله انك زين كله الله لا يضرك يا ابوي بس هو خالتي المهره مالها شبيه.."
الفياض " لا والله بنت الغازي مالها مثيل.. على وين طالع!!! "
بهدوء
" بعد وين يا يبه رايح للمصنع … انت تركت لي هالأرض ولازم اكون قدها … وإلا وش رأيك يا أبو محمد.. "
الفياض " كفو يا سنافي … عز الله ما راح شبابي عبث … يا أبوك أبيك تدق على اختك السمو للحين ما رجعت للبيت قلبي وأكلني على بنيتي…"
بغضب المهرة
" انا قلت لك عندها مناوبة هو انت نسيت شغلك يا ابو محمد…. "
الفياض بهم " لا والله ما نسيت عشان كذا خايف وقلقان عليها… دق على السمو.. "
***
جلست على الكرسي وبتعب أزفر… سمعت رنين هاتفي
واجيب بصوت مرهق
" يا لبى الي يتصلون هلا بعيون ابوي وطوايف ابوي.."
الفياض بقلق " يا أبيك ما خلص دوامك.. ساعة ٢… "
ضحكت بتعب " يا ابو السمو يرضيك يعني اترك المرضى وارجع البيت… انت تعرف حُب العمل يمشي بدمي والله.. انفداك تطمن ترى السمو طيبه وبخير.. بس عندي حالة حرجة ولازم اجلس… أمي المهرة وشلونها.."
المهرة بعتاب " يا أمك … أبيك قلقان عليك.. أكلتي لك شيء … تراني أرسلت أكلك مع السايق…"
بحب " اي يُمه فديتك وصل وعينت من الله خير.. يلا حبيبتي بقفل هذا هم ينادوني… "
المهرة " في امان الله ياروحي… "
***
محمد " ها تأمروني على شيء قبل ما امشي.."
المهرة " اي يا وليدي ترى جدتك تنتظرك … قبل لا تمشي للمصنع خذ لك هالحافظات وعطها …"
التفت لها ابوي الفياض " يا أم السمو.. انا ما حكيت ما تجيبن طاريها.. "
ابتسمت له بحب " يا ابو محمد مهما يكون.. الظفر ما يطلع من اللحم، ومهما تنكر تبقى جدتك ترى العمر يروح وما يبقى إلا العمل الصالح.. "
محمد " ها يبه موافق اخذ هالأكل الطيب.. "
الفياض بضيق " اي توكل على الله.."
***
في احدى مستشفيات الرياض
تحديدًا في مكتب السمو
" يا دكتورة السمو.. دكتورة السمو من فضلك.."
لألتفت وبهدوء " نعم يا خالة… آمريني.. "
أم أحمد " ما يأمر عليك الظالم.. يا بنيتي وليدي للحين ما صحى… له خمس سنين وهو بهالغيبوبة الله يكفينا شره… مهو تقولون الطب تطور وراه ما يقوم… "
ابتسمت لها " ابد يا خالة ماله إلا رحمة رب العالمين.. ولدك عبدالعزيز الحادث قوي عليه يا خالة.. مؤشراته الحيوية كله تقول أنه تعرض لكسور وصدمة قوية برأسه.. ادعي له وعسى الله يكتب له الصحة والعافية…"
أم أحمد " يا بنيتي … مالي من بعد الله إلا هو وأخوه أحمد… طلبتك يا بنيتي تقفين حوله وتهتمين به شوي…"
بمحبة " ابشري.. منيب مقصرة معه إن شاء الله… وبعدين يا خالة ربك يحي العظام وهي رميم بس قولي يارب… "
أم أحمد " عسى الله يوفقك ويرزقك بالي تتمنيه.."
بمحبة " جزاك الله خير يا خالتي.. عن إذنك.. "
***
تنهدت وأنا أحاول أن يستيقظ من نومه الثقيل... أغلقت التكييف البارد...
بهدوء أردف" الله يهديك يا فيصل.. فيصل يا أمك قوم… "
" يا يُمه خليني انام لي شوي… والله شوي واصحى.."
" تبي ابوك يصحى ويهاوشك.. قم الله يهديك.. مهو كافي تركت صلاة الفجر.. قم يا أمك.. "
فيصل وهو يبعد اللحاف
" هذاني قمت.. بعدين وشوله هالتذكير … اساسا مانمت الا بعد ما جيت من صلاة الفجر… يلا بلبس على سريع واكل من فطورك زين… "
ضحكت أمي مهياف…
" ترى أبوك ما يصحيك عشان دوامك.. لا يا أمك … الخوف اول وتالي من ربك…"
عمر وصوته الجهوري " يلا يا أم فيصل.. ما صار فطور… "
مهياف " يلا هذاني عندك.. الهمام يا ولد… "
فيصل " اه منك .. ما تبين الحب يزعل … كناري الله يحفظكم لي.. يلا يُمه روحي يمه… تلاقيه الحين معصب وعاقد نونه…"
مهياف " اها بس ما ارضى على ابوك… "
أسفل في الصالة
" كل هذا عشان يصحى يا ولد قم.."
مهياف " الله يهديك يا أبو فيصل… حاسب على صحتك معك ضغط ترى.. هذا هو بسم الله على وليدي … "
فيصل " صبحك الله بالخير يا الغالي.. "
عمر بضيق " صبحك الله بالنور، وراه تأخرت على دوامك.. "
فيصل " يُبه بعده ما جات ٦.. بعدين تطمن يا الغالي.. صليت فرضي ورجعت نمت لي شوي.. "
عمر بهدوء " بارك الله فيك.. أجل قم افطر ومر على اخيتك أفنان شف هذا هي محتاجة شيء.. "
فيصل " على أمرك… "
***
ضحكت " والله يا شيخة يا انهم انصدموا… لو دريت بس كيف وجهيهم… "
شيخة بمحبة " يحق لهم ينصدمون، بس كيف اقنعت العميد وهو كان رافض المبدأ من بداية القصة!!! "
سالم " حاولت معه مره ومرتين وخمس ، وعلى سادس ربي هداه ووافق، وحمد لله … كل ما احكي القصة للطلاب العسكرية ابيهم يأخذون درس… "
شيخة " ما انسى وقتها دولة كرمتك بأجمل تكريمه… وهذا انت بس يا خيتك بعدك ما استقريت واخذت لك مره… "
سالم " مين قال لك اني افكر اتزوج …. ربي ما الله كتب لي خلفة… ولا ابي اظلم بنات الناس معي… وحمد لله هذا هم العز و زين… اعتبرهم بغلاة عيالي… الي لو الله كتب وجبتهم ما راح احبهم كثر محبة العز والزين…"
شيخة " عسى الله يخليك لنا ولا ننحرم منك… "
سالم " ويخليك لنا يا ام العز… والله يرحم امي هيا.. لها فقده… "
شيخه " اي والله.. الله يرحمها … ابي اجيب لك الفطور… "
سالم " ماله داعي… بفطر هناك بالمركز … تحتاجين شيء وانا أخوك.."
شيخة " خيرك سابق يابعدي.."
سالم " أجل اسلم عليك…"
***
في عطلة الصيف
تحديداً في مزرعة الوالد الفياض بن الغانم
كان طريقي إليك.. يا المهرة الجامحة، وأنا أغرق بعينكِ.. أغرق بحبك ولن أنجو...
ولا أرى رجلاً كأبي الفياض.. في قسوته الحنونة، لن أجد مثل عتابه المحب ولن أحصل على رجلٍ يناديني بابنتي سواه...
خالد اخي الذي يقود بنا نحو المزرعة والتي تبعد 200 كيلو عن الرياض...
وأنا أضع رأسي أمام والدي الفياض..
خالد وهو يضرب رأسي " ارجعي رأسك وراء.."
الفياض بعتب " على هونك يا خالد.. وأنتِ يا أبيك خلي أخوك يشوف طريقه.. "
ضحكت بمحبة وأنا أمسك يدين والدتي المهرة " يُـمَه حتى أبوي بصف خويلد.. "
ابتسمت " الله يهديك.. "
خالد بتهكم " أصغر عيالك تناديني خالد.. ما كأني رجال قدامك.."
بمرح " وأحلى أخو بدنيا كلها... يلا ما صارت متحمسة للمهرة كثير... "
أثناء الوصول.. نزلت سريعاً، بعد أن رميت العباءة في الصالة، متجهة للأصطبل....
مرتدية الجاكيت الرسمي الطويل ذات طرطان باللون البيج.. والقفازين ذات الجلد باللون البياض.. ليلي الطويل باللون الحناء والتي تركته مفتوح حتى يصل أسفل ظهري.. أمسك بالشكيمة.. " هي قطع معدنية توضع في فمّ الحصان للتحكّم به عن طريق الضغط على جزء أو أجزاء معينة من فمّه ورأسه، وتكون مزوّدة بأقراص دائرية مطاطية تُستخدم لحماية شفتيّ الحصان وزوايا فمه تُسمّى حامي الشكيمة.. "
"يـــــوه يالمهرة لك الشوق ما يعلمه إلا رب العباد... وشلونك؟.. "
تنظرين لي بحنين...
" يابعدي المشتاقين والله... تراك سمية الغالية... إلا لولا الله ثم أنا ما كنت هنا... وش أحكي لك اليوم.. عن قصة أمي وأبوي.. تصدقين يا المهرة كل ما أمُي تحكي لي القصة أتأثر.. ولا كني بنتها... "
سامي من بعيد ينادي...
" السمــــــــــو... "
" ما عليه يا المهرة بنشوف وش نهايتها مع أخوي سامي... "
ألتفت له
" حي الله أخوي سامي.. نور المكان.."
سامي يردف " بعدك إلا تبين تشتركين بالمسابقة.. "
تنهدت " تعرف ومن وأنا صغير حبي للخيل.. وأدري كنت مشغولة بالمستشفى لفترة.. بس مستحيل بأنسى حبي وعشقي الي يسري بعروقي... آمرني وش بغيت!.. "
سامي " أبيك تروحين عند أمي المهرة.. ترى خوياي جايين هنا.. "
بضيق " يعني بصراحة تركت كل أيام الأسبوع وتجيبهم في الوقت المفروض تكون إجازتي وأنت تعرف بالروح أخذ لي إجازة.. "
سامي " ماله داعي هالشغل أساساً.. خير أبوي واجد.."
بهدوء " سامي.. حلال أبوي هو حر فيه.. بعدين أنا ما اشتغل عشان شوي فلوس.. لا بالله .. حب الطب فيني.. وكله أخدم الفئة الي ما تقدر تدفع ريال.. وأنت عارف أساساً أشتغل بمستشفى حكومي الي راتب يا ادوب يغطي راتب شهري من أبوي، ومع ذلك جازفت مهو عشاني بنت الفياض الغانم.. لا يا أخوي الصغير... "
سامي " المهم.. روح يم أمي.. هذا هم على وصول... "
باستغراب " سامي ترى المزرعة لها قسمين، وراك معصب.. "
سامي بضيق " خلاص يا السمو اسمعي الكلام.. لازم اكرره عشان يوصل لحضرة جنابك... "
بضيق " شوف يا أخوي.. انا جيت هنا عشان أتدرب على المهرة.. وما عليه اعتذر من خوياك.. اسلم عليك.. "
***
أمسكت باللجام..
" يلا المهرة.. كوني واثقة أنك قدها وقدود.. يلا سامي أشوفك على خير... "
لأراها تركض من أمامي، وشعرها المتطاير...
***
على الجانب الآخر
هو الطريق الصحيح الذي أسلكه.. ولا زال الاختيار الأصح في حق قلبي.. بربك يا الجموح أهذه عينان أم مجرد من غزل...
عندما وصلت لمزرعة عمي الفياض أبو محمد... ابتسمت بمحبة..
" والله وطال وقتك ... "
وقفت سيارة أمام بوابة المزرعة، جهة المواقف تحديداً...
مشيت لأسمع صوت من بعيد...
السمو " المهرة حبيبتي.. أبيك أقوى من كذا.. يلا بهدوء ... "
المهرة بعناد.. تحفر على الأرض..
السمو " يلا انطلقي... كوني المهرة الي احبها"
لتنطلق بأعلى سرعة
وأسمع ضحكها.. الذي شدني لا شعورياً رفعت رأسي، وأتأملها... كتلة جمال تركض على الخيل..
حاولت أن أصرف النظر...
وبداخلي أردد " إليا أقبلت لمت شتات المواليف.. غض النظر يا الجموح.... عوذة منك يا ابليس..."
***
من بعيد، وألمح الجموح الذي يرتدي " ثوب السعودي.. " وساعته الفضية المميزة التي تشدك من بعيد، والخاتم باللون البحر.. موضوع في أصبعه الصغير...
سامي " الجمـــــــــوح.. يا مرحبا.. ياهلا والله.. "
نظرت له بمحبة
" يا مرحبا بك.. كيفك يا سامي.. "
سامي ابتسم " بخير جعلك بخير..."
لأنظر له بغموض " حمد لله... عساه دوم.."
***
أبلع ريقي
" لا.. لا.. المهرة ما اتفقنا على كذا.. على وين هِدي انفدك هِدي..."
حاولت أن أخفف شدة يدي على السرج، لكن كانت غاضبة..
" طيب خلاص في ضيوف.. ليه طلعت من يديني.. ابليز هِدي لا تفضحينا.. المهـــــــــــــــره.. "
صرخة سامي..
" السمـــــــــــــو.. ووجع لا تصارخين.. حاولي تسيطرين عليها.. "
بخوف السمو تهمس " أول مرة تسويها المهرة.. حبيبتي يلا .. كوني مطيعة ليه كذا تعصين حبيبتك السمو... "
***
جموح " وش السالفة! ..."
سامي بوجع " مالي في الخيل.. وهذا هي تمادت ما تسمع الكلام.. الجموح أنت لك خبرة بالخيل.. يا أخيك تكفى لا تموت علي.. بيذبحني أبوي الفياض بدون قبلة.. "
سرعة المهرة المتهورة... تهتز بها الأرض الخصب..
جموح " فين رماح...؟ جيبه يا سامي من الإسطبل... انجز.. "
سامي " رماح له فترة ما تدرب... "
جموح " رماح يعرفني... عجل... "
دقائق وإذا بي أرفع ثوبي بسرعة وأربطه فوق بطني.. خرجت ... بلثام "شماغي الأحمر.."
سامي " حط الخوذة برأسك.. الجموح أنتظر... "
وضعت الخوذة على رأسي... وأمتطي رماح
وابتسم له بحنين وأمسح على شعره باللون السواد
بحب أهمس له " ها عسى ما أنت مفشلني يا رماح.. المهرة تمردت هالمرة... ويبي مين يروضها.."
سامي " سموحة منك يا الجموح.. بس تكفى تلحق فيها... هالمجنونة ما أحد يرد الي برأسها العنيد..."
بداخلي " ما عليه الجامحة مالها مثيل، وإلا وش رأيك يا رماح... سامي لا تقلق.. حاول تكون عند نهاية باب الحرس.. "
سامي بصوت بعيد " انتــــبه.. بكون هناك.. "
ورحت أركض لا أصدق ما أرى أمامي، ولا أصدق بأنها خرجت من أسوار المزرعة... ركضت، وأناديها...
" يلا يا رماح هذا فرصتك تثبت جدارتك... انطلق"
***
نهاية الجُزء الثاني والعشرون، من الفصل الخامس..
القفلة حاولت ما تكون شريرة.. فيس مبتسم..
ملتقانا الخميس القادم بإذن الله
***
همسة أخيرة/ " إن كان لك نصيب في شيء، سيقلب الله كل الموازين لكي تحصل عليه.. "
***
عمر الغياب / عَـبَـير
|