كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
الفصل الرابع
***
إنها والله لأيام ثِقال..
ولكن رحمة الله رافعه لكل ثِقلْ ..
***
(16)
" اللحظات الجديدة .. دائماً تكون مبهرة.. "
الليلة إحساسي غريب
عاشق وانا مالي حبيب
حبيت كل الناس لاموني
حبيت كل الناس باعوني
قلت أحب الحب أحسن
قلت أحب الحب أضمن
لا أحن .... ولا أتوه
ولا بعد في يوم أحزن
رضيت بأقداري ونصيبي
صرت محبوب الحبايب
وصار كل عاشق حبيبي
الليلة غير
شعوري غير
أشواقي غير
حتى الأغاني غير
صدري سما ... واحساسي طير
بس طيفك ماتركني
ظل ساكن تحت جفني
كان وافي...كان يذكر وإنت ناسي
إنت وينك ؟
كان هذا الفرق مابيني وبينك؟!
جيتني تشكي الزمن
وجيتك أبي أدفى
لقيت في قلبي وطن
ولقيت فيك منفى
لشاعر رحمة الله عليه: طلال الرشيد
***
هذا الليلة كان من المفترض أن أكتب الشعر أو حتى كلاما يصف شعورنا. ها نحن نقف متقابلين .. صوتك .. عيناك.. شفتاك .. ملامحك .. كلها تتأمر علي في لحظة اشتياقٍ.. وتظهر ما كنتِ تحاولي إخفائه في حكيك
وضعت يدي على رأسك وأردد " اللهم اجعل فتنتيك في عينك .. اللهم اجعل راحتي في احتضانك .. اللهم اجعل حبي لها صادقاً .. "
تداعب أرنبة أنفي بأطرافِ أصابعها ، تحسس خشونة ذقني ، مغمضة العينين
واهمس بحب " المهره .. ألف مبروك يا حبيبتي "
فتحت عينيها ، وآه " الله يبارك في حزني يا الفياض "
ابتسمت " يا بعد روحي ويا كل من أشوفه .. يكفي قلبك حساس يا المهره .. نفتح صفحة جديدة، وش قولك "
اخبرهم عنا.. يروق لك هذا التعب الذي يكسوني..
" أهم شيء ما تخسر كبريائك .. تبقى مغرور بذاتك يا أبو محمد "
صوتكِ الجاف .. عيناك الملبتان بالماء .. أننا نحن ما زلنا نحن..
" يا حبيبتي ليه هالدموع ، ما قلت لك نبدأ بداية جديدة .. ننسى اللي راح "
ضحكت " خسارتي كل شيء يبتدي فيك يا الفياض ينتهي بك .. "
" تعودت عليكِ حبيبتي، حبنا توه ابتدأ.. يكفي عتاب.. أنت عروسي الليلة .. "
ضحكت بتعب " طيب والعروس ما يكون لها حق الاختيار في شريك حياتها .. أقلها موافقتها وإلا أنا غلطانه .. "
ابتسمت وقبلت جبينها " لك الحق بالموافقة أكيد .. واخذته من رسالة عتيقة، أذكرك بها ... "
اجبته والحيرة واضحة على ملامحي .. " أي رسالة !! "
ابتسمت بمحبة " قلت لي في أول رسالة تجمعنا ، ما راح أنساك.. أنا أنت.. وأنت أنا .."
ضحكت بعفوية ، وبأطراف اصبعي مسحت دمعة " كانت كلام طفلة .. ما بعد فهمت الحياة زين .. "
نظر لعيني وابتسم " هي فاهمة أني أعشقها ، وأني بعوضها عن كل الليالي اللي راحت واللي بتجي .. بنتظرك بالصالة حبيبتي "
" يوجعني .. لا تقول الحب يداوينا ، ما عدت اثق بك .. أنا مرهقة الليلة اعيفني "
امسك بمعصمي ونظر لعيني " المهـره .. كبرنا على العناد .. "
ابتسم بسخرية " بفهم كيف تزوجت غيري ؟ قلبك اللي يحب ما يخون يا الفياض .. ما يخون ولو تمر عليه سنـين "
بطول بال " يا بنت الحلال .. السنين مرت علينا وأنتِ ترفضين .. وش سواة ماهو من حب تزوجتها وأنت خير العارفين.. "
بأسى " ما عدت أعرفك والله .. أجهلك .. أبي اسألك وأبيك تجاوبني "
بابتسامة تغضيني " أنا افداك أنا كلي لك .. "
نظرت بعينه " السنين اللي مرت وأنت مثل الغايب عني .. ايه لا تناظرني كذا !! أبي اسألك تحس بالذنب معي قدام هالسنين .. أنا مهرتك صح .. مهره طفلة السهر معك .. تذكر أحلامي معك ، بيت الرمل يجمعنا بالبحر ، كل الأعوام قتلت كل شيء قديم"
لتحتضني، قلبي المنهك ، انتحب على ضريح حبنا ، سلبت مني سعادتي يا الفياض ، ما عدت أنا المهره الطفلة ، ما عدت تزهر في أيامي .. يارب الثبات..
" اششش .. هِدي يا عيون الفياض وقلبه وروحه .. أنا أشوفك واقرأ ملامحك ، اتركي عنك هالوجيعة اللي تتعبنا .. أنتِ راحتي والله .. بعدين ما هو حرام عليك تسأليني هالسؤال ..! "
تعاملني الآن بكل الجحود والنكران أنا التي غرقت بك حتى أهلكت بحبك
" ما فادني جوابك هذا ، تعارضني .. "
بعقدة حاجبيه أجاب " ما اعارضك يا المهره .. أي ظلم وأي عقاب ، ليه تهربين من أحضاني .. أنا فياضك والفيض تعب ، والله تعبت من هالشوق والليالي سود .. "
دعني إذا أهزم كل خيبابتي بك ، وأعلن فوزك بالحب
" أجل لملم ما تبقى مني .. خلي أنوثتي تعود ، طفولتي وشبابي .. لأن الأمل منك شاب يا الفياض والله شاب "
ضحكت " آه منك.. زمن يدواينا ويجدد عشقي فيك ، عطيني فرصة "
انكسار ، تلو الانكسار " أخاف أن اعطيتك فرصة ، تطعني من جديد، ترى ثقتي بك مهزوزة .. "
تميل وتقبل الوجنتين " التقينا ، والحب فينا بيجدد ميثاقه .. تعرفين أني مشتاق لك .. أنا اقولها لك .. يا المهره أهذي بك بكل مرة أتخيلك ، أحلم أنك ملكي بدون ما تلمس يديني يدك ،بدون ما تهمس عينك في قلبي كلمات غزلك .. طيب كل هذا على جنب .. ما ودك بمحمد ثاني "
ابتعدت عن حضنه " تعايرني أني ما تزوجت بغيرك ، وما كنت أم .. "
بغيض " وش دخل هذا فيذا، حبي أنا ودي بمهره تشبه حتى روحك العنيدة .. "
رفعت حاجبي " مانيب عنيده .. ممكن تتركني "
نظرت بثوبها (الأوف وايت) المطرز بالدانتيل، وشعرها الأسود ملفت ، لقد شل حالي ، وكأني لأول مرة أرها .. جلست على المقعد
" خذي راحتك.. "
***
بعد ربع ساعة
لم يكن حالي سهلاً ، التوتر ، الرعشة ، تذكرت تصافح يديه ، وبدون أن أشعر أحسست بالأمان ، كما أن شيئاً لم يكن ، ملامحه الحادة والشيب ، دمعت عيني لرؤيته
" لهالدرجة شاب الحُبْ فينا يا الفياض .. ياربي وش سواة ، ماني قادرة انسى .. يارب الهمني صواب .. المهره .. المهره خلاص صرت حلاله .. حلال الفياض .. كم عمري واحد وثلاثين .. كم سنة مرت .. وش فيني ليه يوجعني .. كل شيء فيه يوجع .. ولا بعمري نسيتك حتى اتذكرك ، وبعمري أنت يا الفياض ، هالحب يقتلني ، ما عادني قادرة ، يقولون خليك العاقل الرزين ، أي عقل ورازنه .. يا ناس مقهوره .. مغبونه ، وبكل بساطة يقول .. أنتِ خير العارفين .. مين قال له أنه اعرف ، مالقى إلا هي.. طيب وبعدين .. بعدين يا المهره أنتِ كبيره ما أنتِ حرمه صغير .. وش سواة .. طال انتظارك وطال صبري ، والحين جيت ، يارب وش هالعذاب اللي احس فيه .. "
الآن جئت كي تعانق جروحي .. وتتوج يدي بمحبس العمر ، يجعلني أما ، ويجعلك أباً للمرة الثانية .. هل القدر مكتوب لي أنك نصيبي .. لكن كيف اغفر لك ، وأنا المحروقة .. نعم أحبك لكن هناك مشاعر بداخلي باردة
رفضك سبب لي مرضاً، غفرت لك مرة وعفوت عن ظلمك..
أنظر الجنون الذي يسكنني ، أنظر إلى المرآه، ملامحي المرهقة ، حضورك كان متعب .. ذهبت لأفتح دولاب وأجد الكثير من تجهيزي السابق، أرتدي فستان الأرجواني الساتان ، أسرح شعري ، على شفتي أمرر حبتي توت ، وأطوق جيدي بعقد من لؤلؤ .. اضع عطري وتدمع عيني ، أمسحها سريعة
***
توقف النبض وأنا اتأملها كيف تمشي نحوي ، وقفت وأشدها إلي، تبتعد اشدها اكثر والبسمة لم تفارق ثغري " هو أنتِ المهره وإلا خيالها .. "
***
في الجهة الاخرى
ألتمس نبض قلبي وأردد بخوف " يمه هونت مابي اروح .. "
ضحك غازي " كل من راح بيته .. يلا ياسر مهو مقصر معك بحطك بعينه .. "
نظراتها اللامعة بتموج العسل والبندق ، خجلها اللذيذ وابتسم بحب " ما عليها خوف ياعمي .. يلا استأذنكم .. "
عمتي تردف وتمسح دموعها " الله يسعدكم ويوفقكم يارب .. "
***
أمسكت يدك ، وأطيل النظر في تفاصيل الحناء " ريم يلا حبيبتي سيارة تنتظرنا .. "
تبكي وهي تحضن والدتها " ما بعد شبعت من ريحتك يمه.. "
عواطف " لا تلطعين زوجك.. هالله الله في نفسك يمه .."
رمت نقابها وخرجنا متوجهين إلى البيت... وانا امسك بالمقود
" ريما ترى ما اعض .. ليه هالخوف كله"
وبإرتباك تجيب " بشتاق لها .. "
تمتد يدي وتملس يديك الباردة " حبيبتي بترجعين وتشوفينها مره ثانيه ، ما راح احرمها منك "
ريما " صدق ياسر.. "
قبلت كفها الصغيرة تحط كعصفورة في راحتي ، وأرى مدى الفرق بيننا
" أي يا بعدي .. أنا ياسرك وش فيك ... "
دردشت معها طول طريق لأضيع الخوف الذي تشعر به الآن .. وبعد نصف ساعة قد وصلت، ترجلت وفتحت بابها
" برجلك اليمين .."
بعد مرور ربع ساعة
أذوب ببطء فتتخدر حواسي ، باللون الأحمر أمرر على فمي، أعترف كلما حاولت تغيير لون الأحمر ، شكل أظافري ، دسست في دولابي فستان مخملي أحمر ، زوجين جديدين من الاحذية الفراء ، أخذت من درجي الحُلي الذهبي ، الأساور الذهبية التي تزين معصمي ، عطر قوتشي ، شعري الغجري والتي تركته على طبيعته ...
على أطراف أصابعي أمشي بخجل نحوه " معليش على الجرأة، بس أنت تعرف لوني المفضل .. "
ابتسم بجنون " صباح الحُبْ.. "
واختم بقبلة ، ومن خلفي دموعي " ياسر .. ترى أنا خوافة.. لبست عشان انسى توتري .. "
بحنان وهو يقبل رأسي " طيب يا روح ياسر .. لا تتوترين أحنا كبار .. أبي كل شيء برضاك ، بس بعد مو حرام تعذيبني بهالحلاوة هذه.. "
ضحكت " سامحني .. "
***
الواحدة ظهراً
يحدث أن اشعر بالفرح بلا قيود .. أن انتقي أجمل ما لدي ، أن أقف طويلاً أمام المرآه .. أن اتنق وكأنني ولأول مرة ألتقي بك يا عُمر، هذه الرائحة الملتصقة بجسدي كعروس انيقة ، الستائر البيضاء تطير بالهواء كالفرشات التي تدور من حولي..
تمد لي يديك " مساء الخير حبيبتي .. "
فستاني الأبيض ، تحتضني من قلبك ، تحولني لحمامة بيضاء ..
بحب اهمس " مساء النور حبيبي .. "
عمر " يلا حبيبتي لازم نلحق على موعد الطائرة .. "
بزعل " بس ما جهزت نفسي عمر.. "
ضحك ويجيب " مين قال ، شنطتك جاهزة .. اذكر وحده تقول ابي اسافر جزر المالديف .. "
اتسعت عيني " لا.. مو لهدرجة كنت امزح وش له نروح له .. ما احب الجزر، وبعدين كنت وقتها صغيرة .. "
عمر " عشر سنين .. أنا اشوف وحده كانت متلهفة لهالمكان .. "
حضنته " شكراً عمري.. "
***
كانت تتناول شرائح التوست المغمسة بالجبن.. وما ان اقتربت منها
حتى رمشت عينيها بصدمة " غـــافر !! .."
ظليت أنظر إليها، والحزن في عينيها " وش تبي.. أرجوك اخرج من حياتي .. "
" حنين حبيبتي ما يهون عليك أكثر من كذا.. سنة خليتك تفكرين فيها على رواق وتتخذين قرارك.. بعدين تنتظرك مفاجأة.. "
تعجبت من كلامي وضحكت " أنت باقي عندك أمل نكون مع بعض .. ترى نسيتك ، "
قاطعتها " لا تقوليها مره ثانية .. أنا جاي لك واعتذر لك.. يا ليت تغفرين لغافرك.. "
ابتسمت حنين ولكن خلف هذه الابتسامة حزن عميق " انا ما استاهلك فـ ليش تعذبنا .. كلن يروح بدربه، ورجاء لا تتوسط لي بـ أحد.. ومع الأسف اقولك ان قصة الحب انتهت يا غافر.. انا طلبت طلاق وانتهينا، والحين عن إذنك .. "
تنهدت " ما خسرت بقد خسراتك يا حنين.. الله يوفقك.. أنتِ طالق.. طالق.. طالق.. ، وسامحيني وحليليني .. "
الأمر معقد جداً في تصور الحدث، أشبه بقتال صدري.. ولطالما سألت الله
كيف يسقي الله حُباً في قلبي يموت ، ابكى يا قلبي فـ وحدك اليوم أنت المنهزم..
اعتذر لصوتي لأنه لم يصل لقلبي ، أعتذر له لأنه أراد ذلك ولم يمكن بمقدرتي تحمل هذا الوادع .. خرج وهو مطأطأ الرأس..
نظر في سلطان وبأسف " انتبه لها، استودعتها الله .. "
وغاب عن عيني، شعرت بحزن وبكاء روحي، كطفلة تريد كل شيء، ولا شيء لها الآن.. أفتقد قوتي أعلم أني قاسية في دقائق ما قبل الأخيرة...
لكن هذه القسوة يا غافر نابعة من حُب والله العظيم.. نابعة من حُب..
أنا احتاج إلى فرصة لأقول " وداعا.. كن بخير غافر.. "
***
السفر.. ذلك الزمن الفاصل بيني وبينها، الذي يحمل معه ذاكرتي التي لا تنسى تلك اللحظات.. تلك الطائرة، العائدة إلى أرض الوطن.. بعد أن أقع على أرض المطار أبكي بشوق أثر ذاك الوادع...
استحق أن افرح الآن وأنا محمل بشهادة التفوق والحائزة على جائزة علمية..
لم جعلتني يا زهرة أشعر بالغربة في قلبي، أرجو أن أرى عينيك لأشبع هذا الشوق المتثاقل على قلبي ...
ابتسم وامشي نحو المنزل، اتأمله بحنين.. بشوق ، ولجت وإذا بي أرى الوالدة جالسة على كرسي، وبجانبها اختي ضياء..
ضحكت وأشير لها بأن تصمت اقتربت بلهفة..
لأرى الدمع ينسكب على وجنتيها وبفقد
" يمه الغيث.. أنت الغيث وإلا طيفه .."
ضحكت واحتضنها بشوق " إلا هو يمه.. اشتقت لكم يمه.."
تجيب بضحك " حمدلله .. حمدلله اللي شفتك سالم.. يمي ضياء جهزي الغداء لأخوك.. "
ضياء " وشلونك يا اخوي.. "
ابتسمت " بخير حبيبتي.. أنتِ طمنيني عنك.. "
العمة حنين والتي شهقت " الغـــيث.. متى وصلت؟ "
واجيب بارهاق " تو.. لا تكلفون على نفسكم.. محتاج أنام شوي. تعبت من المشوار.. "
أمي تجيب بفرح " يابعدي يمي غرفتك جاهزة نام واستريح.. "
قبلت جبينها " تصبحين على خير.. "
وتبتسم" وأنت من اهله.. الله يحفظك.. "
لتأتي من خلفي ضياء.. وبخبث تهمس " ترى زهرة حره.. إن كان ودك تتقدم لها.. "
أمسكت بيدها وأنظر إليها " تقولين صدق.. "
وابتسامتها لا تغادر شفتيها " أي والله .. بس هي عند خالها الغازي .. اللي هو شريك أبوي.. "
اهمس " عمي الغازي العود.. وش وداها هناك؟ "
تقول " ترى سالفة طويلة.. نام وعقب احكي لك.. "
نظرت لها " تعالي بغرفتي واعطيني كل العلوم.. "
مشيت نحو غرفتي، وضعت حقيبة السفر أرضاً ، وجلست على طرف سريري
" أي احكي وش اللي صار.. "
ضياء " أبد والله .. طلع لها عايله كبيرة، الغازي العود يكون خال أبوها رعد.. "
ابتسمت " صدق، وشلون طلع خالها.. في حكاوي قديمة بينهم وإلا وش سالفة .. "
ضياء " اللي فهمته أنها لها خال وعائلة كبيرة... غير كذا كانت جميلة ، أخاف تطير منك... "
بإرتباك " شلون شفتيها ؟ "
ابتسمت بخبث " البارحه كان زواج قريباتها.. يلا عن إذنك بخليك ترتاح"
ابتسمت لها.. " مشكوره ضياء، لا هنتِ اقفلي الباب معاك.. "
وتجيب وهي تغلق الباب " تصبح على خير اخوي.. "
استرخيت على سريري واغلقت عيني ورحت احلق في عالم الأحلام..
***
في الجانب الآخر..
كنت مستلقية في سريري، وابتسمت بتعب.. لأنام قريرة العين..
لكن ودون أن اشعر، وضع يديه ليكمم فمي
وبهمس كالأفعى " اشششش.. لا تناظريني كذا.. لا تطلعين صوتك فاهمة .."
بعنين متسعة، وصوت أنفاسي تتسارع من الخوف وأنا اشير له بأن يبتعد..
رعد " أي ابوك.. وش فيك كذا خايفه.. قومي ولا تطلعين صوتك.. "
اجبت بحزن " يبه.. ليه كذا دخلت، ترى تخوفني صدق.. "
ليشدني وهو يبحث عن عبائتي ليجدها معلقة على الباب،
الغازي وهو يستغفر، يمشي بالممر المؤدي لغرفة بنته المهره.. فتح باب غرفتي
ويجدني بعباءتي.. ويتعجب من أمري
" زهرة وأنا خالك، وش فيك كذا ..؟ وراه لابسه عبايتك.. "
بتوتر اجبت " خالي.. أبوي كان هنا.. "
التفت يمنه ويسره ولا يرى احد " ما اشوف أحد.. تعالي معي يا بنيتي نتقهوا مع خالتك المزن.. "
ابتسمت له " إن شاء الله.. "
التفت وإذا بي لا أجده، أيعقل كانت أوهام..
وجدتها جالسة تمرر عناقيد المسبحة، وتستغفر، وتغير إذاعة الراديو..
المزن " الله جابك يا بنتي.. تعالي حطيه على القرآن.. "
ضحك الغازي " بعدك شباب يا أم غازي.. "
نظرت إلي وبتعجب " زهره يمي وش فيك لبستي عبايتك؟! "
بخجل وانا اجلس بجانبها " مدري يمكن اشتقت للحديقة.. "
الغازي " إلا يا بنتي وش رأيك نروح الحديقة القريبة منا... "
مزنه " والله رأي زين.. خذ معك زهره، مالي شده اتحرك.. "
الغازي " ما احنا مطولين إن شاء الله .. بدق على سطام والجوهرة يجين يجلسن عندك .. "
مزنه " وشوله.. توكلوا على الله.. قبل ما يظلم الليل.. "
الغازي وهو يمسك هاتفه ويضغط على رقم 6 ، ليرى بأن تم الاتصال بسطام
***
على الجانب الآخر..
سطام وبنبرة مزعجة " يـلا يا ام رفيف عجلي.. كل هذا تزيين.. "
ضحكت وبعذوبة أردفت " ياربي .. أنت تعرف رفيف ساعة حتى تلبس، دموع اربع اربع.. "
اخذها مني ليضع قبلة حنونه على خدها " ووووه انفداها، وشلونك يا بابا.. "
تنظر له بعنين كلها براءة..
ليسمع رنين هاتفه، وابتسم " حي الله هالصوت.. هلا أبوي العود.. "
الغازي " وشلونك وأنا أبوك.."
سطام " بخير.. وشلون أمي المزن عساها طيبه.. ترى ماسك طريق وجاين لها، وبمر على أمي.. جاين مسافة طريق بس .. "
الغازي " تمهل بهالسرعة.. "
سطام " ابشر.. في امان الله.. "
ونظر بي " شفتي كيف هات أبوي مستعجل.. يلا انتظرك بسيارة.. "
ابتسمت له " طيب.. بجيب الكيك والقهوة وجايه لك.. "
***
من ثم اتجهت لوالدتي عواطف.. ضغطت لها (الهرن) حتى تخرج وتفتح باب سيارة وتجلس بالمقعد الجانبي..
ابتسمت " هلا والله بـ ام المعاريس.. "
ضحكت بحب " هلا بك يا قلبي.. ، وشلونك يا الجوهرة.. "
وهي تسلم على يدين والدتي " بخير جعلك بخير.. "
والتفت لها " هاتي رفيف هنا.. ها يا الغالية تبين شيء امر على بقالة محتاجين شيء.. "
عواطف أم عمر " لا ، وأنا امك.. بس في حافظات عند الباب.. هاتها معك.. "
ترجلت " على هالخشم يا أم عمر.. "
***
انتظرها بصالة، واقلب القنوات الفضائية.. وبضيق لأرمي الكنترول..
اتصل على والدتي.. لترد علي
وبترحيب " هلا يمه سعود.. وشلونك حبيبي، وكيف الديم معك؟ "
ابتسمت " هلا فيك يمه .. أنا بخير ، ومشكوره على نقصه الغداء .. "
وبمحبة " الله يهنيك يا حبيبي.. هالله الله في ديم يا سعود.. "
نظرت وانا اقلب الجرائد " أبشري يا الغالية، تحتاجين شيء يمه.. تراني بشوفه .. "
ابتسمت وبحنو " يا حبيبي مابي إلا سلامتك أنت وأخوك .. يلا يا سعود أنا وصلت لبيت أمي المزن.. محتاج شيء.. "
وباستغراب " يمه مع مين رحتِ "
غدير " سطام ولد خالك غازي.. ما قصر مر علي.. "
وبتنهيدة " زين.. يلا حبيبتي فمان الله .."
وقفت، وامشي للغرفة لأراها ما زالت نائمة ، ابتسمت لأشد الستائر البيضاء الطويلة ، وافتح النافذة.. مع إضاءة الشمس..
مشيت نحوها لأميل واضع قبله على خدها " ديما حبيبتي اصحي.. خلصت نووم كله.. "
وملامحها المنزعجة " اششش ريم خليني نايمه.. "
ضحكت وبخبث " أفا انا زوجك سعود.. افتحي عينك .."
وأرى حمرة الخدين، وتفتح عينيها السوداء وبرمش متثاقل من النعاس
بنبرة خجل " سعود .. "
نظر في ساعته " شف جات 5 ونص، وأنتِ باقي نايمة، ما ودك نغير جو.. "
لابعد الوسادة " إن شاء الله.. عطني وقت اجهز نفسي .. "
بغيض " أنا هنا بنسدح انتظرك.. "
وبخجل " سعـود.. احم ابي اخذ راحتي .. "
مسك اللحاف وتغطى به " ماني حولك، "
أمشي حافية القدمين، وأرتدي زوجين من الحذاية، اقتربت من الخزانة ، لأخذ بليزر اصفر، مع بنطال جينز.. واتجه لدورة المياه... لأخذ حمام ساخن برائحة اللافندر.. توضأت وجففت شعري.. خرجت وإذا بي أراه قد نام..
ابتسمت، وارتديت ثوب الصلاة، لأصلي العصر.. استغفرت وقلت اذكار المساء.. وقفت متجهة إلى التسريحة لأضع بعض من روج زهري، والبلاشر الخمري، أرفع شعري للأعلى .. مشيت نحوه بتهمل
" سعـود نمت.. "
فتح عينه وابتسم " لا.. وش هالزين .. الاصفر لايق عليك.. "
ضحكت له " جد.. من ذوقك.. "
امسك بي ليرميني بأحضانه " بلاش الرسمية، تراني سعود ولد عمتك غدير.. "
بخجل " إن شاء الله.. بعدين أنا جاهزة.. "
ليقوم " أجل ألبس ثوبي واجيك.. ماني مطول.. "
***
في المساء
حينما استيقظت، وموعد غروب الشمس، يضيء ظلام الليل
كنت جالسة على سجادتي، وادعي بحرقة، وكأن احد مات.. " يمكن صدق هالُحبْ اللي كان بيننا مات.. "
تنهدت واستغفرت كثيراً " انتظره يصحى من النوم، اففف كل هذا نوم، ما توقعتك تنام هالكثر.. ، الفياض اصحى.. "
ابتسم من تحت اللحاف " مين قال لك أني نايم.. ما ضميتي اسمي بدعائك.. "
ابتسمت بارهاق " لا.. في مجال اطلب منك طلب.. "
***
وأنا أرى انزعاجها بوضوح " تأمرين يا روحي.. تدللي.. "
تمسك بخصلتها، وترجعها خلف إذنها " اشقت لأمي.. أبي اسلم عليها.. "
نظرت لها بخبث " بس بعدني عريس ما اكتفيت منك "
وهي بخجل تحاول تخفيه " ما عليه.. بس ابي اتطمن عليها، انت كنت تدري اني كنت حاجزة لمصر علاج لها .."
ابتسمت بحب " باقي تذكرة موجودة ... "
مسكت يدها، وأنا اتأمل رسوم دقيقة على يدها الناعمة
" أبد والله.. أجلت الحجز بعد أسبوعين سفرتنا لمصر.. "
المهره بلهفة " صدق يا أبو محمد .. "
حضنتها، وأنا اهمس لها بشفافية " أي يا عيون الفياض وروحه، ترى بعدني ماني مصدق انك حليلتي .. "
ضحكت وبدمع " مشكور، وطيب ودوامك.. "
لأمسح تلك الدموع " يوجعني أني ما زلت أحبك أكثر يا المهره.. أما دوامي اخذت إجازة شهرين.. "
المهره " كثيرة، ومواعيد المرضى.. "
واجيب باتزان " شوفي يا قلبي، مواعيد المرضى مع دكتور المناوب.. انتِ قدمي إجازة.. "
وجهها الهزيل من وحشة الحنين " ما اقدر.. أنت تعرف توني معيده جديدة.. "
رمقتها بنظرة عتب " يحق لك تاخذين اجازة عروس ، وإلا أنا غلطان.. "
بأنامل مرتعشة، من ثقل الوجع " طيب مافي مشكلة.. متى نخرج من هنا ..؟ "
ابتسمت بحنو " تبينا نغير جو، لأن بيتنا بعده ما أثتثه ، غير كذا لازم اكون قريب من الوالدة.. "
***
ابتسمت بأسى " عظم الله أجرك في أخوك .. وخالتي سحابه ابي اسلم عليها واعتذر منها .. "
الفياض " تراني عتبان عليك، سنة كاملة وما زرتيها..! "
اجبت له بهدوء " انت تعرف يا الفياض.. لا تتجاهل.. "
كان يشد قبضة يده حتى يتمالك على اعصابه " شلون وافقتِ على أخوي الفارس ؟! "
نظرت له بضيق " ما كنت ادري انه أخوك، وكان عناداً فيك عهدت على نفسي أي واحد يستاهل اني اكون زوجته بوافق عليه.. "
بغضب أردف " المهـــره "
بتعب " يعني وش تبيني اقول لك.. اني ميته عليك ، ما اقدر على فارقك ,,"
بحده " أنتِ وش تبين توصلين له .. تراني واصل حدي معك.. قلنا انك حبيبة وزعلانه ويحق لها، بس ترمين لنفسك لأي واحد... "
ضحكت وبضيق " ليه انت رفضتني.. وانا يحق لي اختار شريك حياتي .."
وبزفرة " صبر جميل والله المستعان... قفلي الموضوع ، ولا نغلط على بعض، ماهي بحلوه لا بحقي ولا وبحقك.. "
***
نظرت له وبحزن " أنا اعتذر منك.. بس مشاعري ماهي بيدي يا أبو محمد.. احنا كبار ونفهم بعضنا.. "
بتنهيدة " الله يصلح الحال.. تعالي قربي.. "
اقتربت منه وحضن يدي وقبلها ،
وبهدوء " جهزي نفسك تسلمين على أمك، ونمسك خط الاحساء.. "
استنكرت " الفياض، اذكر قبل سنه خالتي سحابه تبي تنقل هنا للرياض، وش اللي صار؟!.. "
" اللي صار يا بعدي.. ما قدرت تترك ميمتي.. بنزل تحت اكمل إجراءت الخروج.. "
***
ظل القمر معتليا سماء تلك الليلة.. وساعة بعد ساعة كان يجلس بينهم
وفي مكانهم المعتاد..
" يا الكادر.. ترى للحين ماهم عارفين شيء، ومثل ما قلت لك مثل هالفرصة هذه ما تلقاها ثاني مره.. "
هنا ابتسم رعد " حاتم ومسجون، ومنيع مختفي.. ما بقى إلا أنا وأنت.. "
***
نهاية الجزء السادس عشر.. بداية لأحداث جديدة وموعودة بالأجمل
واعذروني على طول البارت... الأيام القادمة بعوضكم بـ الافضل بإذن الله
***
همسة محبة/ يارب بشّرنا سماع " تم بحمد الله القضاء على الوباء "
***
عمر الغياب/عَـبير.
|