حان الان موعد تنزيل فصلنا العزيز استعدوا وكالعادة اعتذر عن الاخطاء


بسم الله الرحمن الرحيم
(الفصل الثالث عشر )
لم تخبر حور نديم بشئ مما دار بعقلها من ذكريات فأدراج ذكراها لا تفتحها

لأى شخص سوى نفسها وفقط لتزكية نار الانتقام بداخلهاالتى لم تخبو أو

تضعف للحظة من الزمن ولا يعنى أن نديم عرف حقيقتها أنها تثق به بهذه

السهولة ويرى ما بداخلها واضحا صحيح أنها تشعر ببعض الاطمئنان ناحيته

وعينيه تشبه عينا والدها ودفئهما ولكن مالها ونديم وعينيه .

احترم نديم صمتها الطويل دون محاولة مقاطعة ما يدور بداخلها فقد شعر أن

بداخلها بحر ثائر تحاول السيطرة عليه فعينيها كانتا تتغيران من الأزرق

الصافى إلى غيوم ملبدة فعلم أنها تتذكر ماضيها وما يحمله من آلام نعم إنه

يعلم أن هناك شئ ما يؤلمها فلا أحد يتخلى عن نفسه من أجل لا شئ .

لكنه بالأخير ابتسم وقلبه لا يكاد يهدأ

_تدرين شيئا ؟

نظرت له بتساؤل

الحق يقال لقد أهشتينى تماما والى الآن أشعر بتلك الدهشة لكونك وحمزة

واحد لكن ما يشعرنى بالارتياح حقا بل قولى بالسعادة أن اسمك ليس نادية

كما كنت تدعين،حور إنه أجمل اسم قد أسمعه يوما وهو مناسب لكى تماما

حور! نعم لا يليق بكى أن تكونى حورية واحدة .

لم يكن يدرى وهو يقوها أن هذه بالضبط كانت كلمات والدها لها والتى ما

كان دائما يرددها على مسامعها ويدللها بقوله ،ارتجف قلبها لذكرى لكنها ما

لبثت أن تمالكت نفسها سريعا ولم تعد ملامحها توشى بشئ مما يدور بداخلها

كان نديم يراقبها ويراقب كيف تتغير ملامحها ولون عينيها بين اللحظة

والأخرى كأنها تصارع نفسها.

سألها فجأة

_لكن ما يحيرنى هو لماذا تلجأ فتاة للعمل ضد الانجليز ؟بل وتتنكر أيضا فى

زى رجل أيضا بل وتحلق شعرها لذلك السبب بينما تتباهى النساء بشعورهن

كان يقصد بذك نادية زوجته السابقة التى دائما ما كانت تتباهى بشعرها أمام

أختيه اللتان يمتلكان شعرا متوسط الجمال

حدقت به للحظات وهى تفكر ربما لو لم يحدث لها ما حدث لها ولعائلتها

لكانت الآن من تلك النساء اللاتى يتباهين بشعورهن

حدقت به مرة أخرى وعقدت حاجبيها بقوة

_هل قتل عائلتى سبب كاف؟

امتقع وجهه وهو يسمع منها أن عائلتها قد قتلها الانجليز وشعر بالشفقة

ناحيتها فرقتها التى تتنكر خلف الحزم والغموض وواجهتها الصارمة لا

تحتمل أبدا أن تحمل كل تلك الآلام فخلف الابتسامة ألف دمعة وخلف الضحكة

تتنكر قهقهات الألم.

ولكن من يدفع الانسان للتخلى عن نفسه؟ لبيع وجهه مرغما ليشترى الأقنعة

إلا الألم والآهة ،للحظة تذكر المهرجين مجرد أقنعة لوجوه ضاحكة ابتسامة

كبيرة يرسمها اللون الأحمر واضحة لتخفى تحتها أى عبوس ،واللون

الأبيض بكثرة وبسخاء لإخفاء العيون إذا ما فكرت دمعة بالانفلات من زمام

القناع فكثرة

الألوان البيضاء تخفى عن الناس الحقيقة ،ربما لو صرح لحور بتلك الأفكار

التى تدور بداخله لعرف أنها بالفعل عملت لفترة فى السيرك وقد تستطيع

أيضا ابهاره ببعض الحيل السحرية ،كان يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه

وهو يرى الحزن عميقا فى عينيها عندما صرحت له بسر آخر وهو قتل

الانجليز لعائلتها ،شعر أنه يريد ضمها اليه لتشعر إنه بجانبها وستطيع أن

يمسح حزنها خفق قلبه بقوة إنه يشعر بحبها يتسلل إلى قلبه كأشعة الشمس

فى فجر كل يوم فى هذه الدنيا دائم وسرمدى وينمورويدا حتى يسطع نوره

قويا بالنهاية

حور أنا ..........

هم بالفعل أن يصارحها بمكنون قلبه لكنها قاطعته بحزم

_والآن وقد عرفت الحقيقة وأننى أنا حمزة سأعود للعمل وحدى

اتسعت عيناه مستنكرا

_تعملين وحدك ؟ بالطبع لا

رفعت عينيها بتحد سافر وسألته بسخرية

_ومن يمنعنى ؟

_أنا سأمنعك
جلست على أحد الكراسى وقد استعادت هدوئها كاملا واستعادت معها

طبيعتها ثم وضعت ساقا فوق الأخرى بشكل استفزه

_وكيف ستمنعنى ؟ستبلغ عن السلطات المصرية أم الانجليزية

ثم صمتت قليلا وهى تتفرسه ثم استدركت

_أم ستخبر الجميع أننى حمزة ؟

عقد حاجبيه لتحديها السافر له

_لا هذا ولا ذاك

نظرت له بتساؤل كاد يصيح بها

_أرجوكى غطى عيناكى عندما تنظرين إلي

مط شفتيه قليلا وهو يتفرسها بدوره

_عملك كحمزة يؤمن لشخصيتك غطاء جيد وكذلك شخصيتك كنادية أما

عملك معنا فأعتقد أنكى فى حاجة إليه أكثر منا

_بمعنى ؟

_بمعنى أنكى تريدين الانتقام لعائلتك صحيح؟

ودون أن ينتظر إجابتها أكمل

_مهما بلغت قدراتك أو ذكائك فأنتى لا زلتى وحدك بمفردك فوجودك معنا

كمجموعة للمقامة يؤمن لكى :

1_العون منا إن أردتى شئ

2_معلومات أكثر والاطلاع على خبايا الانجليز وأماكنهم التى حتما نحن على

دراية أكثر بها

ثالثا وهذا الأهم

وجودك معنا قد يؤمن لكى السلاح والحماية وغيرها من الأشياء التى تتيح

لكى الانتقام منهم حقا لا الوقوع فى قبضتهم

فكرت قليلا إنه محق فى كل كلمة يقولها فوحدها هى أبطء وحذرة بشكل قد

يؤخر أى شئ تفعله طويلا أما معهم فتوفر المعلومات وحدها ميزة قد لا

تحصل عليها وهى تعمل بمفردها فهى تكاد تنبش الأرض بحثا عن قاتل

عائلتها التى لم تره ولو لمرة لكنه سمعت صوته وتعرف ضحكته تعرف وقع

خطواته لذلك هى تبحث فى وجوه الناس فى خطاهم فى أى شئ قد يوصلها

إليه شعرت بالرجفة تتسلل إليها فعقدت ذراعيها لتسيطر على انفعالها فحتى

ولو كان نديم على علم بالأمر فيكفيه هذا وليس من المفترض أن يتعرف على

شعورها وما تحسه وتعانيه

أومأت برأسها

_حسنا أنا موافقة

رقص قلبه فرحا لأنها وافقت فهذا يعنى أنها ستكون بجانبه أو بالأحرى

سيبقى بجانبها .

...
كانت تشعر بالدوار خصوصا وأن جرحها بدأ بالنزف مرة أخرى فنهضت

بضعف وهى تشير إلى الباب فعقد حاجبيه

هل تطرده الآن؟

_أرجوك تفضل الآن لأننى بحاجة للراحة

وبالفعل ترنحت من الدوار فحاول اسنادها فرجعت للوراء كالملسوعة ورفعت

إصبعها محذرة

_اياكى أن تلمسنى

رفع يديه عاليا

_أنا أحاول مساعدتك فحسب

أومأت برأسها

_نعم أعلم ذلك لكنى لا أريد مساعدة من أحد
...........
كانت فى امس الحاجة بالفعل أن يساعدها نديم فهى تشعر بالدوار للغاية

وبدت لها المسافة إلى حجرتها طويلة للغاية ولكنها لن تسمح لنفسها أن

تضعف أو أن يرى ضعفها أحد ،أخذت نفسا طويلا وهى تحاول الوصول إلى

حجرتها وصلتها وهى تلهث كأنما جرت لأميال تطلعت إلى ذراعها وابتلعت

ريقها فى ألم لقد انتشرت بقعة كبيرة من الدماء على ذراعها المصاب ويجب

أن تبدل ملابسها وتغير الأقمشة المحيطة بذراعها وهذا وحده كفيل بإرهاق

مخيلتها قبل جسدها ،بدأت فى مسح الدماء وتطهير الجرح مرة أخرى وهى

تعض على شفتها السفلى بألم وبدأت بربط أقمشة جديدة على الجرح وهى

تكتم آهتها وحالما انتهت كانت تلهث بشدة وهى تشعر بالتعب الشديد يلف

رأسها ،ارتدت باقى ملابسها وهى خائفة أن تقع مغشيا عليها ولكنها حمدت

الله كثيرا عندما انتهت دون أن يحدث ذلك فاستلقت على السرير وبمجرد أن

وضعت رأسها على الوسادة حتى نامت بعمق فكل ما تحتاجه الآن هو الراحة

التامة .
..........
.......