كاتب الموضوع :
العمر الماضى
المنتدى :
الارشيف
رد: رواية الملاك الأسود بقلم .. العمر الماضى .. الفصل السادس
بسم الله الرحمن الرحيم بعتذر عن عدم وضع الفصل فى القالب المخصوص له لانى تأخرت فى تعديله وارجو تقبل اعتذارى عن اى خطأ املائى فى فصل اليوم
اتفضلوا الفصل السابع
الفصل السابع
تناثرت بقايا الطبق عندما سقط من يد زينب على الأرض التى تبادلت النظرات
القلقة مع عزيزة فعبارات سعاد الصغيرة المهللة بوجود أمها هذا لا يعنى سوى شئ واحد أن كابوس نادية الزوجة السابقة لنديم قد عاد،ابتلعت زينب
ريقها فى توتر وعاودت النظر إلى عزيزة بابتسامة باهتة متوترة فاقتربت
منها الأخيرة وربتت على كتفها مطمئنة وهمست بها
_ربما جاءت لرؤية سعاد فقط
_ربما
تساؤلات عدة انطلقت برأسها
_لماذا عادت الآن ؟تلك النادية بعدما مر كل ذلك الوقت ؟
خرج نديم وبصحبته رقية التى بدت مندهشة من وجود نادية فى شقتهم التى
خرجت يوما وهى تصيح غاضبة أنها لن تعود إليها مرة أخرى ،أما والدة
نديم فقد بدت مستاءة تماما من تلك الزيارة ولم تحاول حتى إخفاء استيائها
من نادية ،لم يكن أحد يشعر بالسعادة بتلك الزيارة سوى سعاد الصغيرة التى
بدت سعيدة تماما بكمية الأرواح (البونبون) ونبوت الغفير (العسلية )
والألعاب التى أحضرتها والدتها .
شعر نديم بمشاعره مبعثرة بين تأثره بفرحة الصغيرة بوالدتها وبين قلبه
الذى شعر ولو للحظة أنه اشتاق لنادية لكن ذلك الاحساس لم يستمر سوى
لبرهة من الزمن ولفظه نديم ووجد راحته فى ذلك كأنما قلبه كان يخدعه
بنبضة زائفة ،بدت نادية متأثرة هى الأخرى واغرورقت عيناها بالدموع
وهى تمطر وجه صغيرتها بالقبلات إلا إنه بالأخير هتف بها بصرامة جعلتها
تنهض من على ركبيتها
_ماذا تريدين يا نادية ؟
حدقت بنديم للحظات الذى بدا لها أكثر وسامة من ذى قبل وأكثر وقارا
،ابتلعت ريقها بوتر صحيح إنها قد أخطأت بحقه لكنها لم تتوقع تلك الطريقة
الجافة فى تعامله معها ،حتى إن والدة نديم لم تمهلها لتجيب حتى وسألتها
بحدة
_لماذا عدتى يا نادية ؟ألم يكن هذا البيت مكانا لا تريدين العودة إليه مهما
حدث ؟
على الفور ارتسمت على وجه نادية ابتسامة واسعة وهى تقترب من والدة
نديم فاتحة ذراعيها لتحتضن الأخيرة وهى تهتف منافقة
_كيف حالك يا خالتى لقد افتقدتك بشدة أنتى والبنات ،لم تكن خالتها فعليا إنما
نادتها باللقب الذى اعتادت أن تناديها به عندما كانت زوجه ابنها ،لكن الست سعاد
لم تعطها الفرصة حتى لتقترب منها وأشاحت بوجهها فابتلعت نادية
ابتسامتها وتراجعت عن احتضان المرأة ،كانت أحاسيس عدة تنتابهم فى تلك
اللحظة بدءا من سعاد الصغيرة السعيدة بعودة والدتها لكنها تنظر إليهم
جميعا بحيرة الآن لأنهم يتحدثون هكذا إلى أمها التى سمح لها والدها
بالاحتفاظ بصورة صغيرة لها تنظر إليها من آن إلى آخر وتقبلها أيضا
،ورقية التى لازالت على دهشتها من وجودها ، زينب وعزيزة فتشاركا نفس
الإحساس بالترقب والقلق ،حتى إن قلب زينب كان يخفق بعنف ،ماذا لو
استطاعت نادية استعادة نديم ؟لم تأت بالتأكيد من أجل ابنتها التى تركتها
مسبقا ،أما نديم ووالدته فسيطر عليهما احساس بالغضب لماذا عادت الآن
؟بعدما تركت بيتها وأسرتها وتسببت فى جرح لا يندمل لنديم ،كيف تستطيع
الابتسام بتلك البساطة وقد تسببت فى ضياع أسرتها بأكملها من أجل المال
والمظاهر الفارغة
عندما لم تجد نادية ترحيبا لائقا من الست سعاد ارتسمت على وجهها
ابتسامة خبيثة كريهة
مقررة أن تضايقهم جميعا قبل أن تمضى فاقتربت من زينب
_أهلا يا زينب كيف حالك ؟بالتأكيد لم تفتقدينى ؟ها الحقيقة وأنا أيضا لم
أفتقدك
تذكرت زينب فى تلك اللحظة كم افتعلت نادية معها المشاكل من أجل أشياء
تافهة ربما كانت تشعر بحبها لنديم وبالطبع فى تلك الحالة لا تلومها ،وقبل
أن يتسنى لها الإجابة اتجهت نادية إلى عزيزة لبث سمومها
_عزيزة حبيبتى (قلبى عندك )أنا عارفة إن محدش اتقدم لخطوبتك لحد الآن
بس معلش بكرة تتجوزى زى باقى البنات
شعرت عزيزة بالدمع يتدافع إلى عينيها ففرت إلى حجرتها وتبعتها زينب ،
فابتسمت نادية بظفر وعلمت أنها أصابت هدفها فى مضايقة عزيزة الهشة
هى فى الحقيقة لم تقصد مضايقتها هى نفسها على القدر الذى قصدت فيه
مضايقة والدتها التى امتقع وجهها فور سماع جملتها ،كانت خبيثة كريهة
تعلم ذلك لكنها لم تأت إلى هنا لكسب ود أحدهم ،همت والدة نديم بالرد لكن
نديم أشار لها بالصمت راجيا فصمتت رغما عنها لكنه هو نفسه صاح بها
_أظنك يا نادية لم تأت إلى هنا كى تتحدثى إلى زينب أو عزيزة ،ماذا تريدين ؟
جمدت ملامحها للحظة ثم قالت
_ابنتى يا نديم أردت رؤية ابنتى
لم تستطع الست سعاد التملك بأعصابها فصاحت بغضب واستنكار
_أى بنت هذه التى تتحدثين عنها ؟التى تركتها وتزوجتى ،التى قمنا بتربيتها
بدلا منك ؟
أجابتها بجرأة ووقاحة
_أنا لم آت إلى هنا كى أتحدث معك ،أنا هنا من أجل نديم فقط
_نادية تحدثى بأسلوب لائق مع أمى
خفق قلبها بخوف فعلى الرغم من طلاقها منه إلا إنها لازالت تخافه وتهاب
وجوده تماما كما لو كانا لا زالا متزوجان فصمتت على الفور
كان نديم يشعر بالغضب الشديد وشعر أنه سيتهور ويتقدم ناحيتها لصفعها
لكنه تراجع عندما رأى سعاد الصغيرة تنكمش خلف جدتها ،ياإلهى لقد
نسى وجودها تماما فأمر رقية أن تصطحبها للداخل وعندما غابت فى الحجرة
أمسك نديم معصم نادية بغلظة ويدفعها إلى الخارج أمامه
_تريدين التحدث إلي إذن هيا بنا،
أغلق الباب وراءه تاركا أمه تحاول تهدئة الصغيرة التى كانت تصيح وتبكى
أنها تريد والدتها التى لم تبدو مهتمة بها كما تدعى بقدر اهتمامها بنديم
،حاولت نادية أن تفلت يدها منه قائلة بدلال
_أنت تؤلمنى يا نديمى
ابتلع ريقه عندما نادته باسم التدليل الخاص بها عندما كانا متزوجين
وأعادت إليه دفعة من الذكريات الجميلة التى انتهت بخطئها هى وطمعها هى
،لا لا يستطيع أن يسامحها لا يستطيع
كانت تحدق به وتنتقل نظراتها بوقاحةإلى شفتيه فى دعوة صريحة منها
فشعر أنه يقترب منها تلقائيا
_السلام عليكم
انتفضت نادية عندما سمعت ذلك الصوت الأنثوى يلقى عليهما السلام لم تكن
سوى نادية جارتهم التى لم تبد أى اهتمام حتى لو بنظرة لما يحدث فاحمر
وجه نادية بينما شعر نديم بالغيظ وزفر بغضب وهتف لنفسه
_تبا لماذا لا تهتم ؟
كان لا يطيق لمسة نادية عليه ولا حتى نظراتها المثيرة للاشمئزاز لكن عند
خروجه من شقته لمح ظل جارته وراء الباب تستعد للخروج فاقترب من
زوجته السابقة عمدا ليرى ردة فعلها ،هز رأسه بسخرية
_ولماذا تهتم أيها المغفل ؟
.............................................
عقدت نادية حاجبيها عندما رأت نديم يقترب من المرأة بذلك الشكل الحميمى
فشعرت بشئ من العصبية يتسلل إليها ،ترى من هذه ،هزت رأسها بعنف
كأنها تريد نفض تلك الأفكار التى راودتها عن رأسها فمالها ونديم وبما يفعله
ثم زجرت نفسها بقسوة وتذكرت قوانينها التى سنتها لنفسها
_أفيقى لا تفكرى حتى بالأمر
_اياكى والمشاعر تسلل إليك سدى الأبواب فى وجه أى نبضة غريبة تخفق
يوما فى قلبك ،لا مشاعر لا حب لا شئ سوى سوى البحث عن هدفك فى هذه
الحياة .
......................................
جلس نديم بمواجهة نادية التى بدت قلقة فسألها بصرامة
_ماذا تريدين يا نادية ؟وأرجوكى لا تحاولى إهانة ذكائى فأنت لم تأت لرؤية
سعاد كما تدعى
ابتسمت وهى تجيبه بدلال
_أنت كعادتك يا نديم لا أستطيع أن أخفى عنك شئ حتى ولو حاولت نعم رؤية
سعاد ليست السبب الرئيسى إنما هو أنت
هتف باستنكار وهو يسألها
_أنا ؟
حاولت الاعتدال فى جلستها لتقترب منه أكثر
_لقد طلقت يا نديم
لم يبد أى دهشة لكنه اكتفى بمط شفتيه بسخرية ثم سألها
_ولماذا ؟هل وجدتى رجلا آخر يملك بيتا أفخم وسيارة أحدث وأسرع ؟
كان يسخر منها ووصلتها إهانته كما أراد تماما فامتقع وجهها لكنها ما لبثت
نفسها واتسعت ابتسامتها
_نديم ألا تذكر أيامنا الخوالى ؟ثم غمزت بعينها
شعر بالاشمئزاز ناحيتها وهى تعرض نفسها بهذا الأسلوب الفج عديم الحياء
_وماذا تريدين يا نادية أن أعيد معك الأيام الخوالى التى بعتها أنت باختيارك
،أنا لم أتغير كما أن حالتى المادية لم تتغير كثيرا فلن أؤمن لكى المعيشة التى
تطمعين فيها وتتمنيها ،ىه ثم إننى لازالت أكفل إخوتىعزيزة ورقية إن كنت لا
تذكرين بالإضافة لزينب أيضا
هتفت به
_آه زينب التى تحبك وترفض الزواج حتى الآن أملا أن تتزوج بك
_هذا ليس من شأنك ولم لا على الأقل هى تحبنى وأنا لا أملك بيتا كبيرا أو
سيارة غالية الثمن
شعرت أنها مالت بالحديث إلى منحنى لا تريده فحاولت أن تتظاهر بالهدوء
_نديم على أى حال ليس هذا موضوعنا ،لقد جئت إليك لأخبرك بأمر طلاقى
وشئ آخر أيضا
نظر إليها بتساؤل فاستدركت
_لقد أصبحت الآن أملك سيارتى الخاصة وبيت واسع كما ذكرت تركها لى
يقى بعدما اكتشفت زواجه بأخرى قبلى وعندما اكتشفت هى ذلك أدركت أنه
إنسان أنانى وجبان وعاد إليها لكنه ترك لى البيت والسيارة كما ذكرت ،وأنا
أعرض عليك الآن أن نعود معا ونتزوج مرة أخر لكن هذه المرة ليست فى
شقتك إنما فى بيتى مع سعاد ابنتنا ليلتئم الشمل مرة أخرى ،قالتها بلهجة
استعطاف لكنه لم يأبه لذلك وصاح بغضب لفت انتباه من حوله
_وأمى وإخوتى ماذا عنهم ؟ثم ماذا سأكون أنا (جوز الست مش كدة ؟)عن
إذنك
وتركها بالكازينو تعانى الاحراج التى سببتها نظرات الناس التى حدقت بها
عندما تركها نديم وغادر .
ولكنها هتفت لنفسها بحنق
_لا يا نديم لن أتركك مرة أخرى
........................................
مرت أيام لم يذق فيها سعد النوم وهو يفكر بما قاله والده ونديم وبالأخير
استسلم لمنطقهما وقرر أن يستذكر دروسه جيدا ويضع تركيزه كاملا فى ذلك
حتى ينتهى من دراسته ويعمل كى يكون لائقا برقية التى فعلت المثل وامتثلت
لكلام نديم فعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها ليست متهورة أو مندفعة
وتمتلك عقل راجح ،صحيح أنها لم تستطع منع نفسها من الحزن على ما
حدث إلا أن الوعد الذى قطعه نديم على نفسه بتزويجها من سعد إذا وجده
مناسبا بعد إنهاء دراسته وهى تثق بنديم وبرأيه فهو أخيها ورجلها وفارسها
الأول دون منازع
..........................................................
استمرت لقاءات نديم وحمزة عدة مرات لتدريب الأخير على أستخدام
المسدس والتدريب على إطلاق الرصاص حتى أصبح يجيده نوعا ما فالإجادة
التامة تستغرق بعض الوقت ،كان ندم يشعر بالاعجاب ناحية حمزة الذى
استطاع فى فترة وجيزة تعلم وإجادة التصويب ،كان نهما لتعلم كان يستمع
كثيرا ويتكلم قليلا ثم يفاجئه بتعلم الشئ ،حتى أنه سأل نديم إذا ما كان يعرف
شخصا يعلمه أيضا كيف يصنع قنبلة
مهلا مهلا قنابل هكذا مرة واحدة
_نعم مرة واحدة ألم تقل لى بنفسك أننى أتعلم سريعا ؟
_بلى ولكن هذه الأشياء تحتاج إلى وقت ،مبدئيا لا مانع لدي لكنك بعد فى أول
الطريق على الأقل يجب تجربتك فى مهمة حقيقية وليس إطلاق النيران على
زجاجات فارغة
لمعت عينا حمزة بشدة
_حقا ؟وهل هناك مهمة قريبة
اتسعت ابتسامة نديم لأن حمزة التقط الخيط بذكاء
_إن شاء الله لكن ليس الآن بالتأكيد هناك خطوات وترتيبات لتأهيلك لذلك
قال حمزة فى حماس
_أنا مستعد لفعل أى شئ من أجل أن يقتل الإنجليز حتى ولو الموت
عقد نديم حاجبيه مندهشا أن فتى بعمر حمزة يتحدث عن الموت بكل ذلك
الحماس كأنه لا يعنيه
_الموت ؟كان نديم يستنكر أكثر منه يسأل
_نعم الموت ولما لا أليس فى الموت نهايتنا جميعا ؟أليس هو الحقيقة
الوحيدة فى حياتنا جميعا دون استثناء ؟
_بلى ولكن من يراك تتحدث عن الموت هكذا يظن أنك تريد التخلص من
حياتك أو أنك رجلا فى التسعين من عمره ويأس من حياته ويريد التخلص
منها ،ثم صمت قليلا وسأله ممازحا
_حمزة ؟ألا تملك حبيبة فى مكان ما تخاف عليها وتخاف عليك ؟
كان نديم يتوقع الصمت كعادة حمزة معه لأنه كتوم للغاية لكنه أجابه
_بلى أملك واحدة
تملك الحماس من نديم فلأول مرة يخبره حمزة بشئ عن نفسه
_حقا ؟ما اسمها ،شكلها ،ورفع إصبعه محذرا
_إياك أن تكون كتومة مثلك ولا تبتسم
عندما لم يجب حمزة كعادته صاح نديم بمزاح
_حسنا لقد بالغت فى الأسئلة سأكتفى الآن باسمها هيا تحدث
_اسمها .............
_نعم الا تتذكر اسمها أيضا
فكر حمزة لعدة لحظات
_بلى أتذكر بالطبع .............فريدة هذا هو اسمها
زفر نديم بارتياح لأنه وللحظة تخيل أن من أمامه هو نفسه حمزة التى كانت
نادية تهذى باسمه عندما حملها إلى سريرها
_بالطبع يجب أن تكون فريدة فأنت أيضا فريد من نوعك
...............................
ارتدت نادية ملابسها لتخرج لعملها
اليومى فى المشفى لكنها حرصت قبل أن تخرج كعادتها كل يوم أن تعدل من
وضع شعرها المستعار وتتأكد من وجوده بشكل صحيح فأى خطأ الآن قد
يكلفها الكثير والكثير جدا أيضا .
..............................
(انتهى الفصل )
|