كاتب الموضوع :
العمر الماضى
المنتدى :
الارشيف
رد: رواية الملاك الأسود بقلم .. العمر الماضى .. الفصل الخامس عشر ج 1
كانت حور تنظر على أحر من الجمر أن ترى قاتل عائلتها وجها لوجه بعد كل
هذه السنوات ،كانت تفرك يديها بعصبية شديدة وهى تنظر ناحية الباب وفى
لحظة ساد الهرج لوصوله ،كان المكان معتاد على استقبال الانجليز فى
رمضان وغير رمضان لكن أن يصل أحد بهذا المستوى ووجوه الجنود
حازمة غير ثملة كان هذا ما أقلق الجميع
دارت عيناه بالمكان كالصقر فجاهدت حور رغبتها بالنظر إلى عينيه مباشرة
كى تقول له ها أنا ذا ، عندما رأته شعرت برجفة تسرى بجسدها كله هكذا
يبدو إذن قبيح كصوته وهيئته سمرته التى اكتسبها من جو مصر تزيده قبحا
ودمامة تثير الغثيان بنفسها .فنهضت متظاهرة أنها تغادر المكان فرآها
_اقبضوا على هذه البنت
تراجعت وكأنها ستهرب لكن كلابه انقضوا عليها على الفور وكبلوها
ووضعوا أصفادا وراء ظهرها ثم اقتادوها إلى الخارج .
أما هو فقد لمعت عيناه بجزل عندما رآها وهتفت نفسه بجملة قبيحة تشبهه
_أن روبرت محق فى اندفاعه وذهابه معك .
لكنه لن يبدى شيئا مما يعتمل فى نفسه الآن إلا عندما تكون فى فبضته فعليا
وهذا لا يعنى سوى شئ واحد اقتيادها إلى قبو منزله وربما سيفعل ذلك أيضا
عندما يقبض على البقية فقبو منزله يردد الصدى بشكل رائع خصوصا عندما
يصرخ أحدهم من الألم.
كانوا رؤساؤه يعرفون بساديته لكن يتركونه لأنه يستخلص أى معلومة
يريدها حتى لو استعمل أى طريقة ولأنهم أحيانا يخافون من ثورات
المصريين عليهم فهم يتركون بعض الأسرى له وعندما يسأل أحدهم عنهم
بشكل يثير الضجة فالحجة دائمة حاضرة
_ليسوا موجودون فى سجوننا
وبهذا فالكولينيل هارى هو غطاء غير رسمى لعمليات التعذيب الشنيعة التى
يقومون بها لاستخلاص المعلومات .
اقتادها أحدهم إلى داخل القبو وجعلها تجثو أرضا حتى ينزل لها الكولينيل
وحذرها من التحرك قيد أنملة وإلا عرضت نفسها للقتل ،خيل إليها أنها قد
رأت نظرة شفقة بعين العسكرى الذى اقتادها للأسفل لكن حتى ولو كان
صحيح فبماذا ستنفعها الآن ولماذا لم يشفق عليها أحد منذ ثلاث سنوات .
تطلعت للمكان حولها فشعرت بأنها غريبة عنه فأغمضت عينيها لتشم رائحته
التى تعرفها جيدا فارتجفت شفتيها وهى تستعيد ذكرى عمرها ثلاث سنوات .
استيقظت لتجد نفسها لا ترى شيئا وشعرت بالعصابة الموجودة على عينيها
،حاولت التحرك فلم تستطع فيديها مكبلتان للخلف،كانت ترتجف من الخوف
بل الرعب فطفلة بمثل عمرها وتشهد موت أخيها مذبوحا وتستيقظ لتجد
نفسها كذلك ملئها رعبا ، وبعد قليل سمعت جلبة ناحية الباب فازداد شعورها
بالخوفوالارتجاف وكانت تتحسس الأصوات بأذنيها.
_اذن لقد استيقظتى؟
كان صوته منفرا للغاية وحركته ثقيلة كأنما يعانى إصابة ما فى ساقه .
كانت تلعب تلك اللعبة مع حمزة كانا يغمضان عينيهما ويقولان من الشخص
بتمييز خطواته .
لم يمهلها كثيرا بالتفكير فوجدته يمسكها من ذقنا وشعرت بأنفاسه تلفح
وجهها
_ترى فيما تفكر حلوتى ؟لقد رأيت وجهك هناك بعد أن ذبحت هذا المشاغب
الصغير ،أظنه أخيكى أليس كذلك ؟ لم تجبه لكن صيحته أفزعتها وجعلتها
تنتفض
_أليس كذلك؟أومأت برأسها فى رعب
فهدأ صوته كأنه لم يصح منذ قليل
_كان مشاغبا ولم يرد الافصاح عن مكانك ...ماذا أفعل ؟
كان يتحدث عن ذبح حمزة كأنما لم يفعل شيئا فاستشعرت بشاعته ومدى
ساديته .
استدرك قائلا جعل بطنها تنقبض تريد افراغ محتوياتها
_كان الجميع يسعى لحمايتك مما أثار مخيلتى وجعلنى أبحث عنك على الرغم
من أنها ليست عادتى ........أووه إننى أكذب هذه من عاداتى فأنا أعشق
العذارى وصغيرات السن مثلك حلوتى
ومال ناحيتها ليطبع قبلة خفيفة على خدها فحركت رأسها بعنف
فقهقه ضاحكا
_مشاكسة مثل أخيكى تماما وهذا يعجبنى ...
بدأ فى تحسسها وهى تحاول الافلات منه قدر ما استطاعت فاقترب منها
ليهمس ببشاعة
_لولا أن مساعدى المخلص صعد يومها وأخبرنى ببدء تجمع الناس بقوة
تحت بيتكم لم أكن لأصحبك إلى هنا فأنا استمتع فى أى مكان
،صمت للحظة يتذكر فيها ما حدث وقتها
بعدما ذبح حمزة ووجدها سال لعابه وهو يراها بفستانها الأبيض وجمالها
الذى لم يخفيه فقدان وعيها وبدأ بالفعل بتحسسها لكن وصل مساعده ميشيل
وهو يهتف
_سيدى لقد بدأ الناس بالتجمع أكثر هيا بنا
مسح شفتيه وهو ينظر إليها
_احملها من أجلى فأنا لا أستطيع تركها دون ترك علامتى الخاصة
ابتسم ميشيل بخبث وهو يفهم قصد سيده لكنه مالبث أن هتف بقلق
_والمصريين سيدى ؟
_اقتل كل من يعترض طريقك
وبالفعل هبط ميشيل السلالم للحظة يعطى الأوامر لقتل كل من يعترض طريقه
والكولينيل ثم صعد ثانية لينزل حاملا حور الفاقدة الوعى ولم يجرؤ أحد على
التدخل من فوهات البنادق المصوبة ناحية الجميع دون استثناء.
_لكنك تستحقين حلوتى
شعرت بالموت يقترب منها عندما لفحتها أنفاسه
_ابتعد عنى أيها القذر
جن جنونه عندما نعتته بالقذارة وبدأ فى صفعها بقوة كادت تفقدها وعيها
لولا توقفه فى اللحظة الأخيرة
_لا لن أفقدك الوعى فلحظة مثل هذه تستدعى وعيك كاملا حلوتى !
لم تفهم ما يقصده إلا عندما شعرت بحيف ملابسه وهو يخلعها ويهتف بجزل
مريض
_هذه سترتى العسكرية رائعة أليس كذلك؟
ارتجفت شفتيها فخبط جبهته بكفه
_أووه يا لغبائى نسيت أنك معصوبة العينين ،هاهى
قربها من أنفها كان عطر ربما لو شمته فى لحظة عادية لقالت أنه عطر جيد
لكنها لم تشم سوى رائحة الدماء ،دماء حمزة ووالديها ومحمد ،رائحة لن
تنساها عمرها كان لسترته رائحة الموت
تلاحقت أنفاسها وهو يصف لها ملابسه القطعة تلو الأخرى ثم توجه إليها
وهو يهمس بأذنها
_أنت عروسى اليوم
حاولت التملص منه لكنها لم تستطع وكانت تصرخ لكنه كان يضحك
بهستيريا كلما علت صرخاتها
_ابتعد عنى ى ى ى ى
كان يضحك كشيطان وهو يستمع لتوسلاتها تارة وشتائمها تارة أخرى
.................
.....................
..................
كانت تنتحب بقوة ولم تعد تقوى حتى على الحديث ،مسح شفتيه بكفه ،لم
تكن تراه لكن قلبها كان يفعل فشعرت بالغثيان الشديد ثم بدأت تتقيأ فصاح بها
_ما هذا أيتها العفنة ؟مصرية قذرة
........
_كفاكى يا .........
عقد حاجبيه
_ما اسمك ؟
كانت جزعها مقوص بشدة نتيجة لتقيؤها ولم تجبه فصاح بها ممسكا
بشعرها
_قولى ما اسمك ؟هيااااااااااا
خافت من موجة عذاب أخرى فقالت بوهن
_ح..........حور
هور (حور) اممم ما معنى ذلك حلوتى ؟اممم حور جمع حورية اذن اسمك
يعنى
Angel
ضحك ضحكة خفيفة وهو يقول لها
_ إنه يناسبك تماما أيتها العروس
كم تكره هذا اللقب ،عروس؟أى عروس تلك لا يمكن لها أن تكون كذلك ؟
(black angel)_لكن أظنه يليق بك أكثر
الملاك الأسود فأنتى تحملين شراسة لم أعهدها كمهرة برية لا أحد يستطيع
أحد ترويضها لكنى سأستطيع
صمت للحظات شعرت به يقترب منها
_لماذا لا تبكين ها ؟
شعرت بالرجل أنه مهووس تماما وهو يسألها عن ذلك فارتجفت
ضحك وهو يقول لها
_لكنى سأجعلكى تبكين
ثم همس بأذنها
_لأننى أحب صوت البكاء
ثم عاد للضحك ثانية كالمجنون وغاب لبضع دقائق لم تسمع فيها سوى
صوت طقطقة غريبة كأن هناك من يشعل نارا فى المكان وفجأة
_ها حلوتى ألا تريدين معرفة ماذا أفعل ؟
هزت رأسها بالنفى
همس بها
_ستعرفين فى الحال
وبدأ بتعرية كتفها
_هذا وشمى الخاص
شعرت بالحرارة تقترب من جسدها
فاستدرك وهو يشعر باللذة لملامح الرعب التى ترتسم على وجهها
ساخن كالجمر ليترك أثرا لمدة أطول
ارتعبت للفكرة وهى تفكر أنه سيوشمها كالبهائم
_عزيزتى أريدك أن تصرخى بقوة .......ها .؟....اتفقنا ؟
أقسمت وقتها ألا تصرخ أبدا لكن الألم كان أقوى منها كطفلة فصرخت
وصرخت وكانت تسمع ضحكاته تعلو وتعلو وهى يستمع إليها فعرفت أنه
مجنون تماما حتى عندما انتهت من الصراخ وهى تلهث وعيونها متورمة
من البكاء سمعته يقول
_ما رأيك أن ترقصى معى قليلا ؟
ضرب جبهته بكفه
_يا لغبائى لقد نسيت أنك مقيدة ......لا بأس سأرقص معكى أنا
ثم نزل على ركبتيه فى مستواها وأمسك كتفيها
_لا ......لالا..لاااااااااااا
كان يغنى على طريقته كأنما يرقص معها فعليا وهو يهز كتفيها يمينا ويسارا
_أرجوك اتركنى ى ى ى لماذا تفعل هذا ؟
كأنما ضربت وتر عنده فانتفض
_لماذا أفعل ذلك ؟ لماذا؟
ثم أمسك ذقنها بقوة جعلتها تبكى أكثر
وقال بصوت لن تنساه ما عاشت أبدا ،كان صوتا يشبه الفحيح ويقطر حقدا
وحقارة لا مثيل لها
_سأقول لكى ........لأننى ......لأننى ...
ثم ضحك بقوة وبتسلية
_لأننى سأقتلك بكل تأكيد ولن يعلم أحد شئ
_أفعل ذلك لأننى فقدت ساقى هذه بسبب أحد المصريين
أدركت أنها كانت محقة أنه يعانى خطبا ما فى ساقه
_كمين فقدت بسببه ساقى ،ألا تسمعين خطواتى العرجاء
ثم صاح فجأة
_ولهذا أنا أكرهكم أيها المصريون أكرهكم
........قطع حديثه وهو ينظر إليها
_لكنى أحب المصريات
ثم انطلق ضاحكا وهو يردد
_(ارخى الستارة اللى فى ريهنا لهسن جيرانا تجرهنا
(ارخى الستارة اللى فى ريحنا لأحسن جيرانا تجرحنا (أغنية مصرية قديمة )
_أهب هذه الأغنية كثيرا
اقترب منها ثانية وهو يقول لها
_ما رأيك لو أريكى ساقى ؟ها ؟لقد بترت وهذه التى أمشى بها طرف صناعى
ودون أن يسمع ردها كالعادة بدأ فى خلع ساقه الصناعية وعلى ما يبدو أنها
عملية صعبة عليه فقد كان يلهث عندما انتهى ثم قربها منها وهو يهتف
_هذه هى إن تكونى تصدقين ما أقول
كان يجلس إلى جوارها ثم بدأ بارتداء ساقه الصناعيه مرة أخرى واقترب
منها ثانية وهو يهمس مرة أخرى
_ما رأيك لو نعيد ما فعلناه مرة أخرى حلوتى ؟
فهمت ما يعنيه
_فبصقت بوجهه غير ابهة لما قد يحدث لها
فاتسعت عينيه وهو يتنفس كثور وصفها عدة مرات قبل أن يشد شعرها
بقسوة ثم لمعت عيناه وارتخت يده عن شعرها وهو يمس
_إن لكى شعر جميل
ثم شده مرة أخرى وهو يقول بصوت كريه
_ما رأيك لو أخلصك منه ؟
ثم نهض من إلى جوارها وغاب قليلا ثم عاد بماكينة حلاقة من أحد الأدراج
كأنما أعد هذا القبو خصيصا لأدوات التعذيب
وبدأ بحلاقة شعرها وهى تتوسل إليه ألا يفعل ولا تزيده توسلاتها إلا ضحكا
واستمتاع وبعدما انتهى كانت هى تبكى فاقترب من وجهها
_ما رأيك الآن ؟
كانت تشعر بالألم فى رأسها جراء الجروح التى خلفتها الماكينة
_قولى ما رأيك الآن ؟ها ما رأيك أجيبينى حلوتى
ذمت شفتيها بتصميم ولأنها لم يعد لها ما تخسره هتفت به
_أيها الوغد القذر
استشاط غضبا وهتف بها
_يبدو أن شعرك لم يؤدبك أيتها المصرية واستدار عنها ليعود وبيده سوط
وفك قيود يدها وهو يطرحها أرضا على بطنها وبدأ فى جلدها،كان صراخها
يصل إلى عنان السماء وكذلك كانت ضحكاته الكريهة وتذكر قلبها قول الله
سبحانه وتعالى
_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )
رددتها ورددتها وعلا صوتها وفجأة انقطعت ضربات السوط على ظهرها
وسمعت سقوط جسد بجانبها وأحدهم يساعدها على النهوض كان صوتا
أنثويا
تأوهت والمرأة تمسكها من كتفيها لتنهضها وتقول لها
_لا تخافى هيا لا وقت لدينا
أوصلتها للباب ثم بدأت بفك العصابة من على عينيها
_من أنتى ؟
قالتها حور وهى تشعر بالضعف الشديد
_أنا خادمة فى هذا البيت هيا سأساعدك على الهرب ،صراخك يملئ الدنيا ،ولكن انتظرى أولا أن ترتدى هذه الملابس حتى لا تلفتين النظر بفستانك الممزق
ساعدتها على ارتداء ما جلبته من الملابس ثم ناولتها فستان زفافها فنظرت له بألم شديد ولكن المرأة حثتها على الاسراع
_هيا اااا
سارت معها وهى تترنح من الألم
حتى أخرجتها المرأة من المكان وبما بقى لها من قوة جثت ارضا وحفرت بكل قوتها لتدفن فستانها ومعه نفسها وقلبها واملها فى الحياة وكل شئ فهى فقدت كل شئ حقا .
دعت الله أن يساعدها على الوصول إلى أى مكان بعيد وهى تقسم فى نفسها انها ستقتله يوما ما حتى لو كان ذلك اخر شئ ستفعله فى حياتها
،كانت متألمة ،وجروحها تقتلها ،أعانها الله أن تمشى وتمشى
وتمشى حتى وصلت إلى خيمة كبيرة لا تعرف ماهى اهتزت الأشياء من
أمامها واسودت الدنيا فى عينيها وسقطت مغشيا عليها .
(انتهى الجزء الثانى )
|