كاتب الموضوع :
العمر الماضى
المنتدى :
الارشيف
رد: رواية الملاك الأسود بقلم .. العمر الماضى .. الفصل الرابع عشر
حان الان موعدنا الرسمى مع الجزء الاول من الفصل الاخير ارجوكم حاولوا حبس انفاسكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس عشر (الجزء الاول)
شعر نديم أن قلبه قد اقتلع بقسوة لم يمت إنما توقف قلبه عن النبض عن
الاحساس بالحياة لماذا فعل بها ذلك ألا يكفيها ما عانته وما تعانيه،لقد اكتمل
بها القتلى من عائلتها ولكن بيده هو .
_هل هذا مجنون أم ماذا؟
التقطت أذنيه هذا الهتاف من أحد المدعويين فالتقط عقله الفكرة وبدأ
بالصراخ وتحطيم كل ما تطوله يداه وتمادى حتى أنه أمسك سيدة عجوز
وصرخ بوجهها فبدأ الجميع يصدق فعلا أنه مجنون باستثناء نادية التى
كانت تحترق من الغيظ والغيرة أيضا فحفل زواجها المزعوم انتهى بفضيحة
حتى قبل عقد القران وظهر لها بما لا يدعو للشك أن نديم يعشق حورلا يحبها
فحسب كانت تظن أنه يحبها هى لكن يريد تأديبها واشعارها بالذنب لأنها
تركته قبل ذلك .
وليكن الانتقام منهما هو الحل ولكن نديم ليس زوجها السابق فحسب إنما
والد طفلتها الوحيدة بماذا ستواجه ابنتها عندما تكبروهى تعرف جيدا مما
تسمعه عما قد يفعله الانجليز اذا قبضوا على أحدهم ،ولكن ما لبثت ان زين
لها شيطانها أن لا توشى بنديم لكن بحور فحسب وامتلئ قلبها حقدا ولكن ما
أفاقها من أفكارها هى يد نديم التى شدتها بعنف وجرتها وراءه وسط تخوفات
الجميع من أن يؤذيها ذلك المجنون
لمعت عينيه بشراسة لم تعهدها فيه
_اسمعينى جيدا لا تظنى للحظة أننى سأتركك لابتزازى وفعل ما تريدين
والشعور بلذة الانتصار بعدها تكونى واهمة ،أنا لن أتزوجك حتى لو قتلت أو
شنقت هل تفهمين؟
ربما كنت أحبك فى السابق لكنى الان لا أبغض فى الدنيا أكثر منك
امتقع وجهها فلم يهتم واستدرك
_إذا ما حدث شئ لنادية أو تم الابلاغ عنها صدقينى فأنا لن أتورع عن قتلك
بيدى هاتين هل تفهمين ؟
ثم دفعها فجأة فاختل توازنها وهى تنظر فى أثره بغير تصديق لكنها ما لبثت
أن تراجعت مذعورة عندما عاد إليها مرة أخرى
ضاقت عيناه وهو يخبرها
_أنت لا تعلمين سوى القليل جدا عنا ولكن ما أريد اخبارك به إننا لا نتورع
عن قتل الانجليز فلن نفكر لحظة اذا ما أردنا تشويه وجهك هذا فهمتى ؟
تركها مرة اخرى وغادر بيتها الواسع وسط نظرات الناس وامتعاضهم
وتساؤلهم عما كان يريده المجنون من العروس التعيسة بنظرهم
أما هى فكانت تشعر بالذعر الحقيقى مما قاله نديم عن تشويه وجهها والتى
تحسسته لا اراديا فأغمضت عينيها وهى تتخيل قباحتها وقتها اذا ما نفذ نديم
تهديده.
.......................................
عندما خرجت حور شعرت أنها قد ضربت ألف صفعة وجلدت بالسياط كانت
تشعر أنها ثملة لكن بكؤوس الحزن والألم والحسرة عما يحدث لها ،أول ما
فعلته كان هو الذهاب الى شقتها وسط نظرات الناس المستهجنة لارتدائها
بذلة رقص هكذا دون احترام أو خجل لم تهتم كعادتها حتى لم ترد على من
وجه لها اهانة أو عبارة استنكاروكل ما فعلته عندما دخلت الى شقتها هو
الاستحمام كأنها تحاول ازالة بعض من همها وتوضأت وصلت لله سبحانه
وتعالى لعله يغفر ذنوبها ثم نهضت وارتدت ملابس حمزة واطمأنت على
سكينها بمكانه ثم غادرت الشقة.
....
عندما سمعت عزيزة باب شقة حور يغلق سارعت الى الباب كى تراها وتعتذر
لها عما حدث فعزيزة لا تحكم بما تراه لكن بما يقوله قلبها حتى وإن كان ما
تراه أو تسمعه العكس تماما كما إن صلاح أخبرها أنه كان مخطئ بحقها وأنه
يجب على الكل موافقة نديم على الزوج منها فعل هذا كاعتذار بسيط عما فعله
مع حور فى الشقة وما جناه بحق صديق عمره الذى خان أمانته.
لكن عزيزة عندما فتحت الباب لمتجد حور وعندما نظرت الى السلم لم تجد
سوى ظهر رجل حليق الشعر فى مواجهتها
_من هذا؟
مطت شفتيها باستغراب ثم عادت الى شقتهم مرة أخرى .
.....................................
اكتست عينا حور بتصميم يشبه ذلك الذى كان فى عينيها أول مرة قررت فيه
الانتقام من الانجليز ولكن هذه المرة سيكون الانتقام لها ليس لعائلتها
،أغمضت عينيها للحظات وهى تتذكر كلمات نديم أن تخلص النية لله فدعت
الله سبحانه وتعالى أن يتقبل انتقامها هذا جهادا فما فعلوه بها لا يغتفر.
شعرت بغصة قوية بحلقها وحزنا قويا يعتصر قلبها،كانت بحاجة لمن
يحتضنها كانت خائفة ومذعورة كانت كطفلة أضاعها أبويها ارتجفت للحظات
ثم قررت أن تزور الست فاطمة لتراها وتبثها بعض من أحزانها التى أثقلتها
ولم تعد قادرة على حملها .
طوال الطريق وجدت نفسها تذكر الله وتستغفره سبحانه فشعرت ببعض
الراحة حتى وصلت الى السيرك فعرفها بعض ممن كانت تعمل معهم كحمزة
ورحبوا بها واكتفت هى بايماءة من رأسها فهى لم تعد تقوى حتى على
الحديثولكن لم يندهش أحد فهذه هى طبيعة حمزة الأخرس
سأل عن الست فاطمة فقالوا أنها فى حجرتها التى لم تعد تغادرها الا قليلا
بعدما مات اسماعيل
لم تكن حور تحبه ولكنها شعرت بالحزن قليلا من أجله فهو فى النهاية قد
علمها التصويب بالسكين لولاه بعد الله ما عرفت كيف ستقتل الانجليز ،هزت
رأسها بأسى وهى تحدث نفسها ساخرة
_هه أحد الأحزان
طرقت باب فاطمة فدعتها للدخول
_من .........حمزة ؟
تهللت المرأة لوجودها كثيرا فما عن رأتها حور حتى ارتمت بأحضانها بقوة
فشعرت المرأة أن ابنتها التى لم تنجبها قد ابتلاها الله حزن جديد،أغلقت
باب حجرتها وأجلست حور بجوارها وحدقت بها للحظات
_كيف حالك يا ابنتى ؟
ارتجفت شفتاها بقوة وارتعش كفها وأجهشت بالبكاء فسارعت فاطمة
باحتضانها بقوة
_ماذا هناك يا حور أنا لم أرك تبكين هكذا من قبل حتى عندما أتيتى إلى هنا
أول مرة
كانت حور تبكى بحرارة وهى تقول
_لقد كسرت يا أمى ،لقد تحطم ما بقى منى
_حدثينى يا ابنتى ماذا حدث؟
كانت عيناها لا تتوقف عن الدموع لكنها صوتها ثبت قليلا وابتسمت كمن
اصابته لوثة وأشارت إلى قلبها
_لقد أحببت هل تصدقين؟
ودون انتظار لجواب فاطمة كأنها تحدث نفسها
_نعم أحببت خنت والدى ووالدتى وأخى وكل من قتلوا لأننى أحببت
كانت فاطمة تشعر للأسى من أجلها فحور تبدو محطمة تماما وقلبها يعانى
فحاولت أن تسرى عنا
_أنت بالنهاية فتاة يا حور وأنت لا زلت صغيرة ولكى الحق فى الحب
كالملسوعة انتفضت من حضن فاطمة ووقفت وهى تصيح بمرارة شديدة
_لا ليس من حقى لا تقولين ذلك،ليس من حقى شئ،لقد قتلت عائلتى
....وماذا فعلت انا ها ...أحببت ونسيت ما أعيش من أجله
ن...نع....نعم لابد أن الله يعاقبنى لأننى نسيت عائلتى
بدأ أنفها ينزف وفاطمة تنظر إليها بخوف شديد عليها كانت فى حالة قاتمة
من الحزن تتحدث كأنما أصيبت بالجنون
وتتأتأ فى حديثها ،وتضع يدها على قلبها وتلاحقت أنفاسها بشكل غريب
استشعرت فيه فاطمة الخطر عليها فاقتربت منها وربتت على كتفها
_اهدأى قليلا يا ابنتى ان شاء الله كل شئ له حل
نزعت نفسها من فاطمة وحدقت بها للحظات كأنها لا تعرفها ثم عادت
للصياح مرة أخرى
_لا تقولين لى أهدأى أ...أن....أنا مخطئة
خبطت جبهتها بأصابعها كمن يفكر بأمر ما ثم أشارت بسبابتها كمن وجدها
_حسنا كل شئ له حل أنت قلتى ذلك صحيح؟
س........سأعووود للرقص ثانية فى أماكنهم لأقتلهم وأنتقم منهم ن....نععم
سأفعل ،سأرقص لهم هكذا
وبدأت بالفعل بالدوران والتمايل كأنها ترقص
_ماذا قلتى ؟ههل أصلح؟
كانت فاطمة تبكى من قلبها على ما يحدث لحور فهذه البنت القوية الرائعة
التى التقتطها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات لم تبكى ما حدث لها وما فعله
الانجليز وبها وعاشت فى مجتمع السيرك كحمزة لم يرها يوما أحد ضعيفة أو
مهزومة هكذا لابد أن قلبها لم يعد يحتمل الأحزان امتلئ عن آخره فنزف
حزنا وألما
ابتسمت حور وهى تحث فاطمة على الحديث
_لم تقولى رأيك هل أصلح؟
_كفاكى يا ابنتى
_كفانى لماذا؟ ألا يعجبك رقصى أم لن يعجب الانجليز؟
واستمرت فى التمايل بشكل أوجع فاطمة وهى تراها تهز ذراعيها وعينيها
تهطلان دموع وأنفها ينزف بغزارة ثم فجأة سقطت فاقدة الوعى
شعرت باللوعة وبكت فاطمة بحرارة عليها فلابد أنها لم تعد تحتمل ما تفعله
بنفسها لابد أن ألمها فاق سنها الصغير وقلبها البض
مسحت على رأسها وهى تنتحنى تقبلها
_لابأس يا حبيبتى لا بأس إن شاء الله سيفرج همومك
اتسعت عينيها أن حور حرارتها مرتفعة للغاية كأن رأسها تغلى
نادت فاطمة على أحدهم ليساعدها على حمل حمزة الى سريرها المتهالك
رغم أنها لا زالت نحيفة إلا أن فاطمة لم تعد تقدر كما فى السابق.
ابتسمت حور وهى تقترب من زهرة والدتها وأمها اللذوان بدوا مشغولان
عنها
_أمى ......أبى
استوقفتها يد زهرة وأشاحت بوجهها عنها
_ماذا هناك يا أمى لماذا تشيحين بوجهك عنى ؟
_ابتعدى عنى لقد تخليت عنا وهذه هى النتيجة وفجأة اصطبغ كل شئ باللون
الأحمر وظهرت الذئاب لتهجم على والديها وسمعت صراخ حمزة معهم
ومحمد وصرخت
_أمى ى ى ى ى حمزةاااااااااا
وفتحت عينيها فجأة لتطالعها عيون فاطمة القلقة فمنذ أن فقدت الوعى لم
تكف لحظة عن الهذيان ومناداة ووالدها ووالدتها،ربتت على رأسها برحمة
وهى تهمس بها
_اهدأى يا ابنتى شافاكى الله وعافاكى اهدأى...منهم لله اللى كانوا السبب
.................
فى ذلك الوقت عاد نديم لبيته لتواجهه أمه بصياحها
_تزوجتها يا نديم؟
لم توافق أمه أبدا أن يعود لزوجته السابقة ولم تذهب معه إلى بيت نادية
لتحضر الحفل وحسنا فعلت فكر نديم
_أمى أرجوكى أنا لا أستطيع التحدث الآن ولكى ترتاحين أنا لم أتزوجها
شعرت أمه فعلا بالراحةلكن كان هناك ما يحيره فسألته
_ما هذه الغرابة التى تحيا فيها بالأمس كنت تقاتل من أجل أن تتزوج
الراقصة واليوم تذهب لزوجتك السابقة لتعيدها بالأمس كنت تقاتل من أجل
أن تتزوج الراقصة واليوم تذهب لزوجتك السابقة لتعيدها إليك هل تعانى
الجنون
زفر بغضب وهو لا يريد أن يتحدث إلى أمه عن شئ
_ارتاحى يا أمى لم أعيد نادية إلى عصمتى ولن أتزوج بحور
لوت شفتيها بتساؤل
_حور؟
_أقصد نادية جارتنا
سخرت منه
_ولماذا هل عدت إلى عقلك أخيرا
ذم شفتيه بغضب
_أمى أرجوكى
ثم تركها وتوجه إلى غرفته وهو يلوم نفسه بعنف
_ليته لم يفعل ذلك بحور ترى أين هى الآن ؟
أجابته طرقة عزيزة على الباب
_تفضلى
_وضعت يدها على كتفه وابتسمت بحنان
_كيف حالك يا نديم؟
أومأ برأسها
_الحمد لله على كل حال
_سمعت حديثك مع أمى لن تعيد زوجتك السابقة وفهمتها لماذا لن تتزوج
بنادية جارتنا وأنت كنت متمسك بها للغاية
امتلأت عيناه بالدموع مما أفزع عزيزة فهى أبدا لم تر أخيها الكبير ضعيف
حتى فى موت والده كان صلبا ومتماسك للغاية
_لقد أضعتها يا عزيزة خسرتها بغبائى وغرورى
_ماذا حدث ؟
كان لا يستطيع أن يحكى شيئا فنظر لها فحسب
ثم قال
_يكفيكى أنت تعرفى عزيزة أننى لم ولن أحب مثلها وهى أشرف وأطهر مما
تظنين
أومأت برأسها
_نعم أشعر بذلك نديم فأنا بالفعل لا أراها كما يراها الجميع
...........................
لم تعافى حور من الحمى تماما لكنها صممت أن تغادر السيرك وتسيطر على
رأسها فكرة واحدة فقط إن كانت بعد كل هذه السنوات لم تستطع الوصول إلى
قاتلها فستظهر أمامه ستقدم نفسها إليه ستسعى هى إليه وتجبره على
الظهور بنفسه .
احتضنت الست فاطمة بقوة وهى تودعها
_ادعى لى يا أمى
_أنا أفعل يا ابنتى لكن أنت لست بصحة جيدة
لوت حور شفتيها بابتسامة باهتة للغاية
_سيبيها على الله
.......
قررت حور أن تعود إلى الملهى الذى سمعت فيه صوت الضابط الانجليزى
،فالخيط الوحيد الذى تملكه هو تلك المرأة هند التى قابلت الضابط وجها
لوجه وتعرف شكله جيدا وحتى إن كانت فى المرة السابقة لم تحدد أوصافه
بدقة فهذه المرة ستفعل بإذن الله
.
ذهبت إلى الملهى وبحثت عن المرأة التى تدعى هند لم تكن موجودة لكنها
وصلت بعد قليل من وصول حور إلى المكان
اقتربت حيث كانت المرأة وألقت عليها السلام فى خفة فحدجتها المرأة بنظرة
خاطفة وهى تعقد حاجبيها ثم عادت تنظر إليها مرة أخرى
_ألست حليق الرأس الذى شهر السكين بوجهى المرة السابقة ؟
حاولت حور الابتسام
_عفا الله عما سلف يا ست هند أنا جاى طالب السماح
ثم أخرجت من جيبها نقودا وضعتها بيد المرأة التى لمعت عيناها طمعا
،صحيح لم تكن أموالا كثيرة لكنها كانت ما تملكه حور
_عربون محبة يا ست هند
_من ايد ما نعدمها
،لكن فيما كنت تريد هذا الضابط الانجليزى بهذا الشكل ؟حمدت حور الله فى
سرها لأنها لم تضطر للبحث عن كلمات تجرها والمرأة للحديث عن الضابط
_لا شئ فقط لقد قابل أحد الضباط أخى وضربه وظننت أنه ذلك الضابط لأن
صوته مشابه لمن ضرب أخىولهذا كنت عصبى يومها اعذرينى
_آه عذرك معاك يا خويا
_قلتى إن الضابط كان يسأل عن بنت عيونها زرقاء وشعرها أسود ؟
خدمها القدر أن المرأة ثرثارة التى بدأت تحكى بحماس أن الضابط الانجليزى
عرض عليها مئة جنيه(مبلغ كبير للغاية وقتها) إذا ما استطاعت أن تتوصل
لمعلومات عن هذه الفتاة
عقدت حور حاجبيها وقد لمعت عيناها فخطتها تسير على ما يرام ،تظاهرت
بالدهشة وهى تجيب الست هند هذه
_يا دين النبى ميت جنيه حتة واحدة
_آه بيقول أنها سرقت منه فلوس كتير أوى
_لكنه سرق منى عمرى
هكذا فكرت حور بمرارة
ابتسمت حورمتظاهرة بالسخرية من الضابط
_واسمه إيه بقى اللى ضحكت عليه البنت دى
ظهر على المرأة علامات التفكير
_لم يقل اسمه لكنه أعطانى رقم تليفون اتصل به لو رأيت تلك الفتاة
ثم قامت بأخراج الورقة من ملابسها
اختطفت حور الورقة دون أن تهتم باعتراض المرأة ،لمعت عيناها بجزل
وهى تحفظ الرقم عن ظهر قلب ،عندما اعترضت المرأة مرة أخرى بقولها
أنها ما كانت يجب أن تتبس ببنت شفة معه وهى لا تعرفه الا الآن
هتفت حور بطريقة رجولية
_لا اطمنى يا ست هند محسوبك جدع لو لقيت البت دى هقسم معاكى الميت جنيه
..................
فى نفس الوقت قرر نديم أن يبحث عن حور فقلبه دونها بلا خفق وبلا حياة
،سيبحث عنها أولا فى الملهى الذى اعتادت أن تذهبه كحمزة ،وضع يده
بجيبه ليطمئن على العلبة الصغيرة التى تسكن جيبه فمنذ أن قرر أن يبحث
عنها ذهب إلى أحد الصاغة (بائعى المجوهرات) واشترى له ولها دبلتين
ليلبسها خاصتها فى اللحظة الأولى التى يراها فيها ولن يسمح لها
بالاعتراض مرة أخرى فهى منه وهو منها،سيساعدها فى الانتقام من
الانجليز سيكون معها ليرتاح قلبها ،خرج من البيت فخفق قلبه وهو ينظر
تجاه بابها واختلجت عضلة من فكه وهمس وهو يشير إلى بابها
_وحشتينى
وبنظرة أخيرة ودع بابها وانطلق ليبحث عنها
...........................
_أريد أن أقابل المسئول هنا
صاح سعد بالعسكرى الانجليزى الذى يحاول منعه
_قل له أن لدى معلومات خطيرة عمن فجروا الكامب وعلى ما يبدو أن
الكولينيل هارى التقطت أذناه كلمة تفجير الكامب من مكتبه فخرج ليرفع
العسكرى يده بالتحية ويدخل سعد الى مكتبه بابتسامة صفراء
_تفضل يا عزيزى
جلس سعد بارتباك لأول مرة يدخل مكتب أحد الانجليز
ضاقت عينا الكولينيل
_قلت أن لديك معلومات عن تفجير الكامب
أومأ سعد برأسه
_نعم
_عظيم هات ما عندك
أخبره سعد عن نديم وعن صلاح وعن حور أيضا دون أن يشعر بتأنيب
الضمير ولو للحظة فالحقد الذى ملئ قلبه بعدما رفضه نديم كان أكبر من أى
مشاعر جيدة بداخله واكتمل الأمر عندما قابل رقية وهى عائدة من مدرستها
وقالت له
_أنها لا يشرفها أن ترتبط بمثله وأن نديم قد أخبرها بكل شئ
فامتلأت نفسه غضب على غضب وعمي قلبه وبصيرته معا وطمع أيضا أن
تكون هناك مكافأة مالية
كان الكولينل هارى يحدق به صحيح أنه كان بلا أخلاق وعديم الرحمة إنما
نفسه تشمئز من الخونة
كان يستمع له بهدوء بارد كعادة الانجليز
وبعدما انتهى من أسئلته
_حسنا سعد شكرا لمساعدتك لنا
نظر له سعد بتوجس ثم قال بجرأة طامعة
_ومكافأتى ؟
ابتسم هارى بامتعاض حاول أن يخفيه
_آه بالطبع
ثم فتح درجه الخاص فسال لعاب سعد ظنا منه أنه على شفا مكافأة ضخمة
ولكن ما كان من هارى إلا أن ألقى إليه بعض القروش فاتسعت عينا سعد
وبدأ بالصياح بهيستريا
_ما هذا لقد قدمت معلومات قيمة ما هذا
نظر له هارى نظرة جمدت الدم بعروقه
_لا ترفع صوتك يا هذا
_جون
كان ينادى على العسكرى ببابه وعندما دخل الأخير أشار إليه باشمئزاز
ناحية سعد
_أخرج هذا الحثالة من هنا
جن جنون سعد وظل يصيح
_لا لقد قدمت لكم معلومات قيمة لا يمكن ذلك
ظل على هذا الحال حتى اختفى صوته عن هارى الذى أخذ نفسا طويلا قبل
أن يرفع سماعة هاتفه الذى كان يرن بلا انقطاع لكنه لم يستطع الرد بسبب
ذلك المصرى الحقير
_هيلو
أجابه صوت أنثوى
_أنا هند من الملهى
_هند ؟ آه ماذا تريدين
_إن الفتاة التى تبحث عنها هنا
سألها بحماس شديد
_حقا؟
_حقا ولا تنس مكافأتى
_بالطبع بالطبع
يبدو أنه يوم حظه أن يقبض على مفجرى الكامب هكذا بضربة واحدة.
.........
أغلقت حور سماعة الهاتف وقلبها يخفق بعنف فعما قليل ستكون هى
وقاتلها فى مواجهة بعضهما البعض
كانت تلك خطتها فلم يعد فى مقدورها أن تنتظر أن تسقطه الصدفة بيدها
ستجعله هو من يأتى إليها ،حدثت هند عن عمد عنها كى تكون بذاكرتها
القريبة وقامت بالاتصال بهارى لضمان أن تقع فى قبضته سواء بابلاغها
عن نفسها أو اذا فكرت هند فى التبليغ عنها
وعندما تكون فى قبضته ستقتله حتى ولو كان ذلك آخر ما تفعله بحياتها
ستزج بيدها فى جحر الحية لتصطادها حتى وان لدغتها الأخير ،وعلى الفور
اتجهت الى حمام الملهى لتغير ملابسها وتضع شعرها المستعار لتخرج الى
صالة الملهى وتجلس فى مكان واضح للعيان ،ربما يبدو أن ما تفعله هو
الجنون المطبق لكنها يأست أن يقع قاتل أهلها فى قبضتها ،اطمأنت على
سكينها بربتة من يدها وانتظرت
.........
أقسم نديم بينه وبين نفسه أن يحب حوريته إلى آخر العمر ويدافع عنها
ويدفع عنها أى أذى حتى ولو كان الثمن حياته قلبه يحدثه أنه سيراها الآن
وسيجدها باملهى الذى اعتادت التواجد به لكن عندما اقترب من الملهى وجد
أن موجة من الفوضى تعم المكان وكذلك بضع سيارات عسكرية انجليزية
فخفق قلبه بقوة ،كان أمنه يستوجب الابتعاد عن المكان ولكن قلبه حدثه أن
هناك ما يسوء فاقترب أكثر وكانت صدمته الحقيقية عندما وجد أحد العساكر
الانجليز يدفع حور المكبلة يديها خلف ظهرها والتى بدت مستسلمة تماما كأن
لا شئ فى العالم يهمها ،كاد قلبه يتوقف وشل بمكانه من المفاجأة ومن
المصيبة التى يراها أمام عينيه،لكن ما جعل عينيه تتسعان حقا برعب حقيقى
من المصير الذى ينتظر حور.فكر بالتدخل لمحاولة انقاذها لكنه تراجع بآخر
لحظة لأن تدخله لا يعنى سوى شئ واحد تعريضها للاذى،فانتظر بقلب فارغ
مغادرة السيارت ثم اطلق لساقيه الريح.
وصل لصلاح وهو يلهث بشدة
_صلاح لقد تم القبض على حور
نظر له صلاح بدهشة وهو يعقد حاجبيه فى تساؤل
_حور من ؟
_نادية هى حور هى نفسها حمزة لقد تم القبض عليها
_انا لا افهم شيئا
صاح به نديم
_لا يهم فيما بعد سأخبرك بكل شئ يكفى أن تعرف
أن نادية قد تم القبض عليها من قبل الانجليز
اتسعت عينا صلاح
_ماذا؟
_ه...هل تعرف سقطتت فى قبضة من ؟
_من؟
_الكولينيل هارى رامون
اتسعت عيناه رعبا
_ماذا هارى رامون؟الاعرج السفاح؟
(انتهى الجزء الاول
قراءة ممتعة
|