كاتب الموضوع :
العمر الماضى
المنتدى :
الارشيف
رد: رواية الملاك الأسود بقلم .. العمر الماضى .. الفصل الثالث عشر
جلس وهو لا يشغله سوى حور التى لابد الآن قد فقدت الجزء الصغير من
الثقة الذى بنى بينهما.
فى نفس اللحظة كانت حور تذرع الأرض مجيئا وذهابا كنمرة محبوسة كانت
تشعر بالغضب ليس من نديم وإنما من نفسها كيف جرؤت على اعطاء ثقتها
لمن لا يستحقكيف سمحت لنفسها بالاندماج مع الناس لدرجة أنهم ينزعجون
من طبيعة عملها كراقصة أو غيره.
هل تصيح بهم كل بمفرده أنها ليست راقصة أوعلى الأصح تعمل كذلك لتنتقم
لعائلتها التى قتلت بلا رحمة أو شفقة وعدم احترامهم لها ونظرات الازدراء
التى تملئ أعينهم حتما ستتغير إن عرفوا حقيقتها وأنها بنت عائلة وأصول
كما يقولون
ستحاول قريبا جدا مغادرة ذلك المكان إلى آخر لايعرفها فيهم أحد ووقتها لن
تعرف أحدا ولن تتعامل مع أحد
,..................
بات نديم ليلته فى الاستديو حتى إنه لم يتسحر لليوم التالى ،نهض ليغسل
وجهه ثم أخرج ساعته فخفق قلبه إنه موعد خروج حور لللعمل ترى ستذهب
اليوم أم غضبها منها سيجعلها تلازم بيتها ولكن لم يمض سوى قليل من
الوقت حتى ظهرت أمامه فى اتجاهها لعملها
_نادية ....نادية
لم ليناديها حور فاسمها يخصه وحده هى حويته هو فقط
ذمت شفتيها متجاهلة نداءه فسارع للوقوف أمامها
_أرجوكى اسمعينى
نظرت له باحتقار
_أنا لن أسمع شيئا
لا ستسمعيننى
ختلجت عضلة بفكها ولمعت عينيها كهرة وقالت له بتهديد
_اياك وأن تملى علي ما أفعل
علم أنه لا فائدة من استخدام هذا الأسلوب معها فأخذ نفسا طويلا ثم قال
_حسنا هل أستطيع التحدث معك قليلا؟
_فى ما ؟
_فيما حدث بالأمس أرجوكى
_ماذا تريد أن تقول ؟أنك قد أخبرت زوجتك أنى أعمل كراقصة وبماذا
أخبرتها أيضا ؟بحقيقتى ؟
عقد حاجبه بقوة
_ومن قال أنها زوجتى ؟
_هى من قال ذلك
ذم شفتيه ثم أطلق سبابا
_الحقيرة
_حور إنها ليست زوجتى إنها مطلقتى وأم ابنتى وهى تحاول فقط ان تعيدنى
اليها هذا كل ما فى الامر كما اننى واقسم بالله لم أخبر أحدا بشئ عنكى وحتى
صلاح أقسم أنه لم يخبر أحد
جزء منها شعر بالارتياح لأن نادية لم تعد زوجته واستشعرت الصدق فى
صوته وعينيه فحدقت به للحظات
_وماذا تريد الآن ؟
شعر بتردد كبير لكنه حسم أمره فى النهاية
_حور أنا أحبكى وأريد أن أتزوج بك
خفق قلبها بقوة .حب؟أنها لا تعرف تلك الكلمة ولا تريد معرفتها ربما فى هذه
اللحظة بالذات شعرت بشئ غريب ينتابها لم تحسه من قبل شعرت انها تنتمى
لنديم وتشعر به كما يشعر بها ،احساس لم تجربه من قبل حتى عندما
زوجوها لمحمد ابن عمها رحمه الله لم ترى فيه رجلها وانما وافقت على
الزواج منه لعدم احراج والدها ،احمر وجهها بخجل شديد فهى مهما حاولت
الانكار فهى فى النهاية لها قلب فتاة
ولكنها ضمت قبضتها بشدة محاولة السيطرة على نفسها وهتفت مدافعة عن
اسوار مدينتها التى حصنتها بالجمود من قبل
_انا لست للحب
|