كاتب الموضوع :
MALAK
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: راحيل
((رواية راحيل ))
_ان اسمك غريب بالفعل ...
التفت الى تلك المرأة بلطف بعد ان اعطيت طفلي بعض قطع البسكوت المحبب لدية..
_ههه ومالغريب فية..
ثم ابتسمت بشحوب واكملت وانا انظر الى طفلي يبتعد...
_انه يعجبني ...
ثم استدركت قائلة ..
_وانت بماذا اسميك...!!
حملت طفلها الرضيع بين يديها وقالت ..
_اسمي نعيمة ..
ثم قالت بعد ضحكة ..
_اعلم بانه اسم قديم ولكنة يعجبني ...
وبمرح عذب ..
_والاهم انه يعجب جدتي ..
واقتربت الي هامسة..
_ان والدي يعشق اسم والدتة ..
ابتسمت بمرح لتلك المرأة التي تجلس بجانبي على كرسي الحديقة العامة ..من يصدق انني للتو اتعرف عليها ..حسنا مر زمن طويل قبل ان اجد في نفسي الرغبة في التعرف على احد ما ..حتى انني بالكاد عرفت نفسي عندما استرسلت معها في الحديث...
مضى حقبة حسبتها دهرا وانا اشعر بانني لا استطيع ان ابدأ حديثا مع اي شخص اخر حتى شقيقاتي ووالدتي ..بت دائمة الصمت حتى في وسط الصخب الدي يحدثونة باجتماعهم ..ومع محاولات فؤاد المتكررة كنت ابدو معهم اكثر نفورا وغرابة..ثم لا البث ان اسرع الى غرفتي اعتصر مخدتي لابكي طويلا ..
تنهدت بعمق وانا انظر الى ابني عمار ذو الثلاث سنوات يلهو بشكل مستمر حتى انه تارة يقف على المرجيحة وتارة يقفز منها ..المسكين لقد تحملني كثيرا وتحمل مزاجي العكر في الشهور الماضية ..حتى بات ينفر مني ايضا ..
استندت على الكرسي الخشبي وانا اسمع تلك المرأة بين الحين والاخر تهدهد طفلها الصغير ..لحظات وغاب صوتها عني وانا استرجع ذكريات مضت ..استرجعتها بسرعة جنونية وكانها تحدث الان..لازال شبح تلك الذكريات يطاردني..لا زلت اخال في بعض الاوقات بانني لا زلت اعيش في ذلك المكان المقرف الاشبة بالمقبرة ..
ههه ..من يسمعني اصفة بالمقبرة سوف يظن ان بي مس من الجنون او ربما يصفني بناكرة الجميل !!..على كل حال لم تعد تلك الذكريات تفزعني بالشكل الجنوني الذي كنت عليه ..ولعلني بت اكثر تصالحا مع مواقف وصور تبدو لي غائمة في بعض الاوقات ..
لا اعلم لماذا ولكنها باتت لا تشكل موضعا للفزع والحزن الطارئين حالما تتوارد ..فلقد مر على اخر يوم لي في ذلك المكان سنة ونيف ..لا اعلم ربما كانت عام وسبعة اشهر او حتى ثمانية ..فما عدت اهتم بان اعد الايام..يكفي بانني اعيش بعيدا عن ذلك الجحيم..فاذن لا يهم كم ساعيش وكم مضى على تركي اياه مادمت حرة ...
_اااااامي!!!!!
فزعت وانا انظر الى طفلي يقفز امامي بفوضوية ..
_اااامي!!!
امسكتة من كتفة وقد علاني بعض الارهاق ...
_عمار كفى !!...
رايت دموعا تنزل من عينية الجميلتين الواسعتين ...وتشكل خطوطا على بشرتة البيضاء الشفافة ..حتى ان ارنبة انفة الحادة قد اهتزت وجعلتني اشعر بشي كالبركان في داخلي ..
للحظات اصبحت في شبة غيبوبة..عيناه تجبرانني على الغرق فيهما الى درجة الاختناق ..ليتك يا صغيري لم تاخذ شيئا من ملامحة ..حتى صوتك الشقي يبدو وكانة نسخة مصغرة من صوتة الرجولي كباقي ملامحة ..مددت كفي الى وجهي واغلقت عيني بقوة ...
_راااح!!!!!ّّّييييللل...!!
هتفت بلووعة وسددت اذني
...
_اترررركني !!!
استفقت على كف تلك المرأة ..
_راحييل اخت راحييل ...!!!
استدرت لها وقد بلل العرق نقابي ..
_هااااا...!!!
اشارت الى قدم طفلي ..
_انظري الى ركبة صغيرك...
التفت الية بنظرات مشتتة ..تلمست ركبتة بتوتر..
_مابك؟؟؟
احتضنني بالم قائلا ببكاء..
_لقد أذيت ركبتي ..
ابعدتة عني بسرعة لانظر الى الجرح الغائر في ركبتة ..
_ياالهي انها تنزف...
احترت ماذا افعل ..اعطتني تلك المراة منديلا يخص طفلها الرضيع واوصتني بان اضغط على الجرح كي يتوقف ..فعلت مثلما قالت لي وانا احاول ان اركز طويلا لدرجة ان الارهاق الذي يلازمني بمجرد اي اجهاد ذهني هاجمني مرة اخرى ...اعتصرت جبيني بكفي واغمضت عيني مرة اخرى ..وباليد الاخرى كنت اضغط على الجرح واسمع انين عمار الذي يجلس ملتصقا بي ..يالهي لماذا اعاني من هذا الدوار الذي يكاد يفقدني عقلي ..لقد رحل كل شئ الا بضع ذكريات حمقاء غبية وصداع عنيف يصاحبة دوار لا ينفك يبارحني...
_الوو فؤاد لو سمحت تعال بسرعة ...!!!
على الجانب الاخر كان شقيقي الاكبر يتكلم باهتمام..
_ماذا هنالك..؟؟
اجبتة بتوتر وانا لازلت انظر الى ركبة عمار..
_عمار أذى ربكتة والجرح ينزف!!!
قال بسرعة قبل ان يغلق ..
_لاباس اعطيني ربع ساعة لاصل...
وضعت الهاتف الخليوي بجانبي وامسكت بكتف عمار..
_لاباس ..انك بخير...!!
|