كاتب الموضوع :
MALAK
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: راحيل
(الفصل الثالث)
وضعت يدي على ذقني واشغلت نفسي بالنظر الى الاطفال يلعبون هنا وهناك في الالعاب المخصصة لهم داخل المجمع التجاري عل الوقت يمضي ..كانو يلعبون و يلهون هنا هناك بمرح يشاركهم عمار الصغير وهيئ لي بانة اكثرهم ازعاجا وحماسا ..رأيتة يقفز بسعادة مع مجموعة من الاطفال في بيت الكور الكبير وهو يضحك مشاركا طفلة كانت تمسك بيدة ..يالة من طفل نشيط الحركة بالفعل فحينما يكون في مثل هذة الاماكن لا يتمالك نفسة من اللعب المتواصل حتى انه لم يستمع الى ندائاتي ابدا وانا ادعوة الى الخروج ..
نهضت واقتربت من مكانة الذي يتحرك فية بنشاط ومددت يدي الى يدة لعلني اصل الية ولكنة غافلني وابتعد بسرعة الى لعبة اخرى ..قطبت حاجبي فلست استطيع ان انهرة هنا وانا في هذا المكان المزدحم بالناس ..كتمت غيظي ووقفت قليلا انتظر ان يلتفت الي ولكن دون فائدة ..ضربت جبهتي بخفة وقد تسلل العرق اليها من خلال النقاب ..اشعر برغبة في العودة للمنزل ولكن كيف لي ذلك وذلك المشاكس لا يستمع الي ..
امسكت بهاتفي الخليوي وهممت ان اتصل على رؤى لاستعجلها ولكنني سمعت صرخاتة من خلف الالعاب هنالك جفلت كثيرا ولكنة ظهر امامي فجأة وهو يضحك ..
ناديتة للمرة الاخيرة وكالعادة تجاهل ندائي فنظرت الى ساعتي مرة اخرى وقد بدوت متمللة الى حد كبير وضيقة الصدر بعض الشئ فلقد تركتني رؤى متعللة بأنها تريد ان تجرب اللون الاخر من نفس الفستان الذي اشترتة لزواج ابن عمي ..كم هي مترددة وصعبة الاختيار لقد كنت اشعر بانني امام مهمة صعبة عندما اتيت معها برفقة ابو محمد فؤاد شقيقنا الاكبر ..
عدت الى مكاني واصطدمت قدمي بالكيس الموضوع على الارض فظهر قليلا من طرف الفستان ..ان ذلك الزواج سوف يتم بعد يومين ..اي يوم الاربعاء القادم ..تحسست الكيس ببطء لست مقتنعة كثيرا بهذا الفستان ولكنني لا احب ان اتردد كثيرا في شراء شئ ما ..اخرجت قليلا من طرف الفستان البنفسجي الشيفون اللامع ووضعتة على كفي لارى مرة اخرى ان كان يناسب لون بشرتي السمراء ..في الواقع لم احبة كثيرا على بشرتي فلم اتعود اصلا ان ارتدي هذا اللون الكاتم قليلا من الالوان ..فبشرتي لايناسبها ويظهر جمالها الا الالوان الفاتحة ..
بيد انني ايضا شعرت بكثير من التعب وانا ادخل المحل العاشر في هذا المجمع الكبير ..فرؤى لاتستطيع تمالك نفسها من رؤية تلك الاشياء التي اراها عادية وغير ملفتة للنظر ..انها تعشق الموضة وتتفنن في اختيار كل مايمت اليها بصلة ..
_مارأيك بهذا الحذاء الذهبي انه يناسب فستانك ..
اشحت بوجهي وانا اراقب عمار ممسكا بيد خالة..
_لا احتاج لدي مايناسب الفستان ..
تحركت الى الجهة الاخرى من المحل لتختار حذاء خفيفا كانت قد اعجبت بة عند دخولها المحل ..يالهي انها لاتمل ابدا على الرغم من انها اختارت جميع ماتحتاجة الى تلك الحفلة ..ولكن طاقتها الكبيرة خاصتا في هذة الاماكن لاتزال مشتعلة ومتوهجة..اقتربت من فؤاد الذي كان يحمل عمار بين يدية مداعبا اياه ..
_سوف اذهب بعمار الى محل الالعاب ذاك ..!!
امسكت عمار من يدة وتحركت خارجا لم استطع البقاء اكثر هناك فقد تسلل الى نفسي الاكتئاب وانا ارى تلك الفساتين المعروضة بشتى الاشكال والالوان ..يكفي انني من الداخل تعتمل في رغبة بان اترك كل شئ واعلن رفضي مرة اخرى للذهاب ..لولا يقيني بان موشح والدتي الطويل سوف يبدأ من دون نهاية لفعلت ذلك ..
انتشلني ظهور صغيري فجأة أمامي ..ادخلت الفستان بسرعة الى الكيس وزفرت وانا اتناول كأس عصير البرتقال امامي الذي كاد ان يسقط بعدما حركة عمار قليلا وهو يشرب كأس عصير الرمان الذي يفضلة كثيرا ..اين انت يافؤاد فلقد ضقت ذرعا بسبب مكوثي الطويل وحيدة هنا ..والان بدى يتسلل الي بعض التوتر ليتني استطيع الاعتذار عن الذهاب الى هذا الزواج برمتة فلست احبذ ابدا في الاونة الاخيرة الذهاب الى اماكن مزعجة ومملوءة بالاشخاص ..وللحق فان ذلك الشعور يزعجني اكثر مما يزعج من حولي ولكن لا حيلة لدي في ذلك ..
_اااااخ...!!!!
تراجعت على الكرسي الذي اجلس علية وانا اسمع رؤى تجلس بجانبي وتزفر بصوت عاليا وهي تحرك نقابها وتغمض عينيها ..القيت اليها بنظرة مستخفة من طرف عيني وانشغلت بالمراقبة من دون اي ردة فعل حقيقية مني ..ففي صدري الكثير من الكلام الاقرب الى التهزئ والاستنكار ..فلقد تأخرت علي كثيرا مايقارب الساعتين وانا انظر الى ساعتي وحيدة انتظر الفرج..وضعت الاكياس الثلاثة على الطاولة وامسكت انا بكأسي كي لا يسقط من على الطاولة ..ووضعته على قدمي لان اكياسها الكثيرة لم تترك مجالا لاي شئ اخر..
_لقد سقطت فردة حذائك..!!
اشرت الى الحذاء الاسود االلامع الواقع بجانب قدمي وركلتة قريبا منها لكي تتناولة ..لكنها لم تصدر اي حركة وهي لاتزال تتنفس بصوت عاليا قليلا ..وتهمهم ببضع كلمات لا افهما ..حركت كتفي واشحت عنها مصممة على عدم خوض حديث عقيم معها ..وبحركة مفاجأة منها تناولت مني العصير لترتشفة كلة من وراء نقابها ..!!!
_ايتها المفجوعة ..!!
ضحكت بعد ان سمعت توبيخي ..
_ان الجو قاتل ياشقيقتي ..!!
أتكات على الطاولة وصوبت اليها سبابتي ..
_انه ذنبك ..!!يافاشنيستا زمانك !!
ثم وباستنكار لم استطع اخفاءة..
_الا تشبعييين من التسوق !!!
همت بان تتناول كأس عمار ايضا متجاهلة كلامي ..
_انه لطفلي يامفجوعة..!!
وضعت يدها على وجهها ممثلة انني جرحت مشاعرها ..
_يالك من شقيقة قاسية !!
ثم وبرجاء جعلني استغرب من تحولها ..
_ارجووك اشعر بالعطش !!
رق قلبي لها وانا اسمع صوت كحتها ..
_خذي ولكن لاتشربية كلة ..
شربتة دفعة واحدة ثم قلت بارتيااح..
_ياالهي لقد جف حلقي بالفعل ..!!!
وضعت يدي علتى جبهتي ..
_يااالهي انني لا اصدق!!
ثم وبلهجة ساخرة على الرغممن غيظي ..
_الا تريدين ان نشتري لك المزيد ..!!
اشاحت بيدها وهي تعتدل ..
_اشكرك بالفعل فقد ذهب فؤاد لاحضار بعض العصائر والفطائر ..
وبكل براءة ..
_ماقصرتي !!!
ومسدت معدتها طويلا قائلة ..
_اشعر بالجوع !!!
هززت راسي بيأس ..
_لافائدة منك ابدااا!!!
قطع محادثتنا صوت هاتفي الخليوي رفعته الى ناظري لارى الساعة اذ سمعت صوت الاذان يرتفع منه من برنامج الاذان الذي وضعتة ..!!
_انه الاذان ..!!
نهضت لاعدل عبائتي ونقابي وحانت مني التفاتة الى الجانب الاخر من الالعاب وانا اقول شيئا ما لرؤى ولكن الحروف فجأة توقفت على شفتي المرتجفة بشدة عندما رأيت ذلك الشئ ..
امسكت بطرف الطاولة ودقات قلبي تلقائيا قد بدأت بالتسارع ..انه يقف على مقربة منا بالفعل انني اراة يتحرك واسمع صوتة ..!!
ليس كل ذلك خيالا او كابوسا ..انه وياللهول حقيقة مادية تقبع هناك على الجانب الاخر ..سمعت ضحكتة تتعالى وهو يمسك بطفلة مااا ..كدت ان استفرغ مابداخلي كلة وانا اسمع ضحكتة المقززة تصل الى مسامعي ..نعم انه هو انتابتني حالة من الذهول اخرستني وجعلتني كأنني صنم جامد ليس بة حياة ..!!
فقط كانت ثمةحرقة في عيني ولهاث في صدري جعلني اختنق اختنق اختنق الى درجة الموت ..وضعت يدي على فمي ودموع حارة بدأت تتسلل الى جفوني ..لم اشعر بكل من حولي بعدها فقد عاودت النظر الية لارى مكانة خاليا فتحت عيني بقوة وانا ابحث هنا وهناك ...كنت كمن رأى شبحا مخيفا اتلفت يمنة ويسرى ..!!استندت على كتف رؤى وبدورها ضمتني الى احضانها وهي تراني بهذة الحالة المزرية سمعتها تردد بخووف قبل اعن اغيب تماما عن الوعي !!..
_راااحييل ..!!!
لست ادري كم من الوقت مضى وشقيقي فؤاد ايقاضي من حالة الاغماء التي انتابتني فجأة ومن دون سابق انذار ..بالنسبة لهم على الاقل !!!!كان يضرب خذي المبلول بالماء الذي رشة على وجهي وهو يركز النظر الي علني استفيق ..حاوطني بذراعية بسرعة عندما سمع همهماتي الضعيفة الذي اطلقتها حين استيقاظي ..
في الحقيقة لم استوعب اي شئ بادئ الامر فقط كنت اوزع نظرات تائهة غريبة عليهم زادت من خوفهم علي ..وضعي كمن كان تائها في ملكوت عالم واسع غريب لايمت الى هذة الارض بصلة ..في داخلي وحشة هائلة كبيرة كنت اخفيها طويلا في زوايا صدري المتعب ..باتت تظهر الان وفي هذة اللحظات وكأنها تخنقني !!
حتى انني شعرت بحلقي يضيق والهواء يتناقص من حولي مما دفعني الى السعال عدة مرات ..اشار فؤاد الى رؤى لاخذ ابني في الكرسي الامامي لانة شعر بانني اكاد افقد قدرتي على التنفس ..فتح باب السيارة ليسمح للهواء البارد نوعا ما في الخارج ان يدخل ..ثم اعتدل هو ليعينني على امالة راسي جيدا لكي يتسنى لي التنفس بشكل اكثر راحة ..
اغمضت عيني للحظات وانا اشهق للحصول على هواء ..
بالم حاولت ان اعدل نفسي على كرسي السيارة المخمل وانا اضع يدي على راسي ..ولكني تأوهت بصوت اعلى وانا اشعر بالم ينتاب ذراعي اليسرى كلها فاعدتها الى حيث كانت ..هم عمار بان يمسك يدي مرة اخرى من الامام الا ان فؤاد حاول منعة ..فانهار وبكى هو ايضا ..
_دعة يافؤاد لابأس !!!!
تمتمت بكلمات ضعيفة الى فؤاد ووضعت كفي على ذراعة ..سمح له بان يمد يدة فقط من دون ان يقترب الي شعرت باصابعة الصغيرة الباردة تتلمس كفي ..القيت نظرة ناعسة تعبة علية وابتسمت تلقائيا عندما رايت صفحة وجهة تطالعني ..!!فترك حضن خالتة ليرتمي في حضني غير عابئ بتحذيرات خالة القلقة ..
_حبيبتي راحيل هل انتي بخير ..
كانت رؤى تمد يدها لتضعها على ركبتي وتسالني بقلق ..ليتني اعرف ماذا حل بي ياشقيقتي كل الذي اعرفة بانني سقطت فجأة على ارض صالة الالعاب الذي كنا فية مع عمار ..عندما!!!
نكست راسي لتتلاقى عيني بعيني صغيري عيني لأراهما تفيضان دموعا تتلاحق بسرعة على خذية الناعمين ..!!!
_راحيل هل استقفتي تماما !!؟؟
رفعت راسي الى شقيقي وشعرت بة يربت على كتفي بلطف وكأنة يقول لي لاشئ مخيف بعد الان ..ترى هل بدوت امامك طفلة خائفة !!..على الرغم مني تسللت الدموع الى عيني مرة اخرى وبدأت اشهق بتعب وانا اضع يدي على فمي !!
كنت احاول فقط ان اكبح سيل الدموع الذي انهار كالسيل الذي لايمكن ايقافة !!بدوت من الداخل خجولة جدا من نفسي وهم يحيطونني بهذا الخوف وكأنني شخص تائه لايعرف طريقة ..املت براسي الى الخلف وذاكرتي المنهكة تعود بي بالوراء الى ايام ضبابية قاسية قد مضت ..!!!
يالهي ان شهقاتي تتعالى بسرعة جنونية بدل ان تخفت وتنضب لا أستطيع السيطرة على نفسي الجانحة ودموعي المتمردة ..وكأنني متابع لفلم رعب لايستطيع الا ان يتفاعل معة او يشاركة بعض احداثة المريعة ..!!!الغرفة المظلمة !!الحركة المتخفية هنا وهناك ..!!ثم !!!؟؟؟
_لست المذنبة ابدااا !!؟؟
مر يومان كنت اشعر بتعب بين الحين والاخر في جسدي يجعلني اقضي معظم وقتي على الفراش ..ازداد الم يدي التي اصيبت بالرض الخفيف حتى مع وضع الكمادات الدافئة عليها ومع ذلك ولم اكلف نفسي عناء الذهاب الى الطبيب لفحصها او اخذ علاج مناسب ..
فأنا بطبعي انفر كثيرا من اروقة المستشفى واكرة رائحة المطهرات القوية فيها فأنها تشعرني بالغثيان ..لذلك اكتفيت بالعلاج المنزلي لها والذي كان يخفف قليلا الالم في بعض الاوقات وبعضها كان يزداد بلا هوادة ..!!فلااجد مفرا من الهرب منه الا النوم المتقطع ..
على الجانب الاخر بت كعادتي الاخيرة والذي مالبثت ان غادرتها حتى رجعت اليها ..اكثر انطواء ووحدانية خاصتا بعد الذي فعلتة في المجمع التجاري ..فلا زال الخجل يراودني ويجعلني اتلاشى في ملابسي كلما حضر فؤاد لرؤيتنا في اليومين السابقين ..كنت ارى كلاما كثيرا في عينية عندما تسقط نظراتي علية فجأة ..فأهم بالاختباء خلف باب غرفتي الموصدة ..
كم تمنيت ان لا يجلدني بتلك النظرات المتسائلة التائهة فلست اقوى على مجابهتها ولا الأجابة عليها ..عليك ان تكف عن فضولك القاسي ياأخي فلست املك جوابا شافيا يروي عطش حيرتك وحيرة من حولي ..!!كل ماعرفة ان رؤية ذلك ال!!!(الشخص) !!!قد احدثت فجوة سوداء كنت قد ردمتها منذ زمن !!؟؟
في مقر عملي كنت قد جلست على مكتبي للتو واضعة حقيبتي البنية على طرف المكتب وانا اقلب في بعض الاوراق الموضوعة امامي ..لقد حضرت بوقت مبكر على الرغم من كون نومي كان متقطعا وتتخللة بعض الاحلام الغريبة والكوابيس !!لم اجد فائدة من المكوث على الفراش ..فهربت منه الى مكتبي ...!!!
رفعت خصلات من شعري المشوشة قليلا الى الوراء فلقد ضايقني وجودها امام عيني ..ليتني اهتممت قليلا بتصفيف شعري جيدا هذا اليوم ..ولكن على غير عادتي فقد رفعت شعري الاسود الطويل باهمال بمشبك اسود وتركت تلك الخصلات تتمرد قليلا من دون اهتمام مني ..
ان مزاجي اليوم يخلو من اي بادرة حماس على عكس شقيقاتي ندى ورؤى اللتان جهزتا كل شئ يحتاجانه اليوم للصالون !!نعم فلقد حضرت ندى مع اطفالها من احدى المدن التي كانت ترافق فيها زوجها الذي يعمل هناك ..والتي تقع في الجهة الغربية من المملكة لحضور حفل الزفاف ذاك ..!!
اتمنى ان تكون رؤى قد جهزت اغراضي مع اغراضها فليست لدي الرغبة في ترتيب اي شئ حتى انني اتمنى ان ادع ذلك الفستان البنفسجي الثقيل لأرتدي اي شئ امامي ..الاهم ان يكون خفيفا ومريح فلست بحاجة الى ثقل اكبر بالاضافة الى ثقل يدي ..!!
كنت انظر الى هاتفي بين الحين والاخر وفي داخلي رغبة بأن اتصل اليها واحدثها بأن تخرج معها لي اي فستان ماعد ذاك ..تراا هل ارتدي الفستانى الصيفي الازرق الذي اشتريتة في العيد السابق لم ارتدية الا مرة واحدة فقط!!وهل سيعجب ذلك والدتي المتشددة جدا في هذا الموضوع ..
تراجعت بسرعة عندما تذكرت نظرات الاعجاب منها على ذلك الفستان والتي قوبلت بالبرود والامبلاة مني على حد قولها ..حركت يدي ببطء لازال الالم يرافقني اينما حللت ..وضعت كفي الاخرى عليها ومسدتها قليلا انني اشعر بوجع يكفي بحيث يزاحم اي شعور اخر!!..
_الم تحضر بعد؟؟
قطبت حاجبي ونظرت اليها ..
_؟؟؟
أشارت الى المكتب الخالي ..
_لقد تأخرت !!
اغمضت عيني بتعب ..
_ربما لديها مايشغلها..!!
تركت ملفا ما على طاولتها ورفعت يدها لي ملوحة ثم خرجت من المكتب تاركة اياي مع الهدوء السائد في اجواء المكان ..!!يبدو بالفعل وكأن شيئا ينقصة هنا ولايحل هذا النقص ولايسدة الا تلك الغائبة ..!!تراا لماذا بات التأخير عادة دخيلة عليها ..منذ ذلك اليوم الذي وردتها فية المحادثة وحالها قد تغير فباتت على الرغم من محاولاتها الدؤوبة في التركيز في عملها تعتليها نبرة شرود وحيرة ..ليتها كانت موجودة هنا لأضافت بعض الحماس والحيوية فلست اشعر برغبة في العمل اليوم ابدااا..!!
مع العلم ان لدي تصميمين لمناسبتين متقاربتين علي تسليمهما بعد مايقارب الاربعة ايام ..اوووه يالهذا التعب اكاد اغاق عيني من أثر النعاس الذي راودني فجأة بعد نسمات الهواء المعتدلة البرودة التي تأتي من النافذة ..ان الشتاء بات على الابواب تاركا للصيف المشتعل فرصة للراحة ..!!
نهضت من على المكتب لاتجة الى النافذة المطلة على الحديقة الصغيرة في الخارج ..لفحتني نسمات الهواء والتي كانت تحمل تأثيرا مخذرا بالفعل ..اشعرني منظر النباتات الصغيرة المتراقصة ببعض الراحة ..تكتفت على الرغم من التعب والالم وتجاهلت تلك النغزات في يدي تاركة لوشاحي الاسود الذي يعتلي رقبتي بأن تتراقص اطرافة مع تراقص الهواء ..!!
_راحيل ؟؟!!
التفت الى الوراء جافلة ..
_نعم !!؟؟
السيدة امال بابتسامة باهتة..
_الا تخشين ان تصيبك تلك النسمات بالبرد؟؟
ضحكت ببطء ..
_كلا انها منعشة !!
بدورها اجابتني بضحكة باهتة وجلست على مكتبها ..
_لقد احضرتة اذن؟؟
نظرت الى الملف الموضوع للتو..
_نعم لقد احضرتة للتو؟؟
وجهت كلامها الي مرة اخرى ..
_هل انهيت التصاميم اريد ان أراها ..
تلعثمت قليلا واعتدلت في وقفتي..
_ليس بعد!!!
اشارت الى مكتبي ..
_انهيها رجاء اريد ان اسلمها !!؟؟
لم اتحرك من مكاني والتفت مرة أخرى الى الحديقة..
_ليست لدي رغبة !!
أتاني صوتها متفاجأ من الخلف ..
_نعمممم !!!
كانت تلك الكلمات المترددة على شفتي ولكن !!!
_ان هاتفك يرن !!!
|