كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
...............................الفصل التاسع ........................................تعالى صوت جرس الباب ليشعر معتز بالحيرة فمن الذي سيأتيه في هذا الوقت المتأخر ..........فتح الباب ليرى أمامه شخصا غاب عنه لسنوات . انه أحمد !شعر أن الوقت قد تلاشى وأن الزمن عاد للخلف ..........ربما يكون هناك صور متعددة للعلاقات الانسانية ولكن تبقى رابطة الدم بالتأكيد هي الأقوى ..........أن يكون هناك أشخاص تعرفهم منذ يوم مولدك شاركوك في رحم أمك وكانوا حولك دائما ..........وترى أحدهم بعد كل هذا الوقت شئ مفرح ومؤلم مبهج وصادم ............هتف بدون تصديق : أحمد ..................نظر اليه أحمد بابتسامته الهادئة قائلا : ألن تدعوني للدخول .......واستطرد : ان الجو في هذه المدينة بارد جدا لقد تجمدت ...........كان ينظر اليه وهو لا يعي ما يقول ...........لذا دخل أحمد مباشرة لأن أخاه لا يزال في ذهوله وأغلق الباب خلفه .............جعل الصوت معتز يفيق من ذهوله ويندفع معانقا أخاه بقوة كبيرة ليبادله عناقه وهو يشعر أن حالته غير طبيعية .........ابتلع غصة في حلقه وحاول السيطرة على نفسه وهو يقول : اشتقت اليك يا شقيق .............هز معتز رأسه وقال :أنا لا أستطيع أن أصف لك شعوري ...........نظر اليه أحمد معاتبا : ان مكاننا لم يتغير منذ غادرت وكان من السهل عليك أن تأتي ، بينما أنت لم تستقر في مكان ، وحتى بعد بقائك هنا كان علينا أن نبتعد ونطمئن عليك من بعيد حتى لا تهرب مرة أخرى .....................قال معتز معترضا : أنا لم أكن أهرب ، لقد أردت أن ابتعد فقط لان وجودي معكم لم يسبب الا الكوارث ....................رفع أحمد حاجبيه بعدم تصديق قائلا : وبما تفسر اختفائك الدائم كلما عرفنا مكانك ................قال معتز : لان وصولوكم الى مكاني كان ترجمة للنفوذ الذي يتمتع به شقيقنا العزيز .............واكمل ساخرا : حتى ظني انني نجحت هذه المرة كان مجرد وهم ، ربما لو كنت شاب عادي يقع في المشاكل ويتلقى عقابه مثل الاخرين لم أكن لأتمادى حتى تصل مصائبي الى داخل بيتي وتضر أقرب الناس لي .............قال أحمد باستنكار : هل تلوم يوسف لانه كان يخلصك من المشاكل التى فعلتها في مراهقتك ، ان هذا بالتأكيد ظلم ، هل كنت تريد منه أن يتركك تسجن وألا يحميك من بطش الاخرين .......................قال معتز في تصميم : ربما وقتها كان الضرر سيقع علي فقط .......................أوقف أحمد استغراقه بالحديث بقوله : من الأفضل لك أن تعيد تقييم الأمور حتى لاتظلم غيرك وربما تظلم نفسك أيضا ....................لقد كان معتز في السادسة عشر عند وفاة والديهم في الحادث وقد مثل الامر بالنسبة له صدمة عنيفة ظل صامتا لفترة قصيرة دون أي رد فعل لينطلق بعدها وكأنه يتفنن في صنع المشاكل والتصادم مع الاخرين من يراه وقتها كان سيرجح أنه كان يحاول الانتحار بطريقة غير مباشرة ، ومما جعل الأمور تستفحل أنه لم يكن وحده فقد وجد الصديق الذي ماثله في الذكاء والتهور وكان بدوره يملك عقده الخاصه ..............لقد بدا وكأن لا شئ يقف أمامهما ........مراهقان في قمة الذكاء والجنون الشجاعة والتهور والتمرد على كل شئ وأدى هذا الى اكتسابهما كثير من الاعداء اتصف بعضهم بالخطورة ................ولكنه لا يستطيع لوم يوسف على انقاذه الدائم لمعتز فهو أيضا كان تحت نفس الظروف كان في ذلك الوقت شاب صغير بالكاد انهى دراسته وذهب مع أصدقائه في رحلة فاصلة بين فترة الدراسة والعمل ليصدم بوفاة والديه فيعود ليجد نفسه أصبح مسئولا عن أربع أشقاء وعن أعمال متشابكة ليس له أي خبرة بها ..........وليس هناك بديل فلا أحد من أقاربهم يفهم شيئا في هذه الامور .........وفي ظل عدم خبرته وكثرة الطامعين والمنافسين الذين استغلوا الفرصة واعتبروه فريسه سهلة ولقمة سائغة ، نجح في النهاية ولكن ذلك ترك بصمته على شخصيته ..........أصبح يبالغ في حمايتهم كما أن ردود أفعاله تجاه أي شئ يتعرض له اخوته أصبح مبالغ فيها وعنيفة أحيانا كان هو يدرك ذلك على عكس معتز .................قال مغيرا مجرى الحديث الذي لن ينته : لقد اتيت لأني لم أتخيل أن أحنفل بزفافي دون وجودك...............قال معتز وقد تغيرت حالته ربما هناك أشياء مبهجة حتى الان : مبارك لك يا أخي متى سيكون الحفل ؟............قال أحمد وهو لا يزال محتفظا بابتسامته : بعد ثلاثة أيام ...........شعر معتز بالسعادة فعلى ما يبدو أن أحمد أصبح مثل باقي البشر يتزوج ويحب ويبدو أنه يحلق بين الغيوم لقد كان أحمد طوال الوقت مثال للشاب النموذجي في كل شئ متفوق هادئ مؤدب ..................قال بسعادة حقيقية : سأتي بالتأكيد فأنا لا أستطيع تفويت زفافك يا طبيب...........قال أحمد بتصميم : لن أغادر دونك ستأتي معي وتساعديني في التجهيزات كما يفعل كل الأخوة .............مط معتز شفتيه وقال هناك بعض الامور العالقة مادمت مصر انتظر معي انهيها غدا صباحا وبعدها نغادر أومأ أحمد برأسه موافقا ودخل الى حجرة النوم ليحظى ببعض الراحة قبل العودة............***********وصلت فرح قبل الموعد المحدد بعدة دقائق ، لقد اضطرت للخروج في هذا الوقت المبكر لتتمكن من الافلات من الحصار المقام حولها حتى وقت الزفاف ، انها لم تستطع الاكتفاء بحديث الهاتف في مثل هذه الامور الهامة ، لذا أصرت على أن تتقابل هي وزياد ، لقد تعبت من كثرة التفكير في الفترة السابقة لقد اتخذت قرارات عنيفة في البداية مثل الهرب أو الزواج لتضعهم أمام الامر الواقع ولكن بعد عودة شئ من التعقل الى رأسها تراجعت انها مغتاظة من أباها وربما يستحق ذلك بعد التهديدات التي أطلقها لكن المشكلة أن الضرر لن يقع عليه فقط ، ماذا عن شقيقتها الصغيرة نغم بكل رقتها هل ستتحمل أن تصبح منبوذة بسبب الفضيحة ...........وماذا عن شقيقها انه لن يستطع رفع رأسه أمام الناس ، وربما يمتد الاثر الى باقي بنات العائلة .انها بالتأكيد ليست أنانية لتقبل بهذا ..............وحتى بالنسبة لها لربما يتبرأون منها ولا يسمح لها بالاقتراب منهم وهذا ما لا تستطيع تحمله .........كما أن أباها ربما ينفذ تهديداته لزياد .............فيصبحا منبوذان من كلا العائلتين ..............اذا فالأفضل أن تتجه للخطة الثانية ، ولكن عليها الان اقناع زياد بها وهي متأكدة أنها لن تعجبه وسيرفض بالتأكيد ولكن ما البديل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!استفاقت من شرودها على صوت اقتراب زياد . رفعت رأسها لتتفاجأ بهيئته الغريبة لقد طالت لحيته وشكله مرهق ويبدو مختلفا عن زياد المعتاد .................جلس ليقول لها : كيف حالك ؟....................ردت عليه قائلة : الحمد لله وأنت ، يبدو عليك الارهاق .................رد ساخرا : ربما لأني لا استطيع النوم عندما يخطر ببالي أنك بعد يومين ستكونين في أحضان رجل غيري .....................قاطعته بحدة : زياد ................نظر اليها والشرر ينطلق من عينيه : هل صدمتك الصورة انه أقل ما يقال وما يحدث...................قالت بنفس الحدة فها هو يقوم بدور الضحية : أنت تعرف اني طلبت منك التفكير في أي حل ولكنك لم تفعل كما أني أخبرتك أن مستعدة للمخاطرة والتضحية بأي شئ ولكن .......................صمتت متنهدة واكملت : ماذا علي أن أفعل أخبرني ............زفر في يأس وقال : أنا حتى لم اتخرج بعد وحتى لو هربنا الى اي مدى سنبتعد ......................اضطرت للكلام أخيرا رغم توقعها للعاصفة القادمة : ساستمر في المسرحية للنهاية سأكمل الزواج ، ولكنه بالتأكيد سيكون زواج مع وقف التنفيذ ، حتى أحصل على الطلاق . وحين أكون مطلقة لن يستطيع أبي أن يتعنت في الشروط أنا متأكدة أني سأكون وصمة عار يرغب في التخلص منها لاول شخص يمر ................قاطعها صارخا : ان ما تقولينه مجرد أوهام ، ليس هناك رجل يرى زوجته أمامه خاصة لوكانت في جمالك ويبتعد عنها أنت لا تعرفين كيف يفكر الرجال !!!!!!!!!!!!!!!!قالت هي : هذا هو الحل الوحيد ، ثم ماذا سيفعل أنا بالتأكيد لن أمنحه نفسي برضاي هل تظن أنه سيغتصبني ، لا أظن ذلك انه يبدو كشخص راق ومتحضر ...................كان يرغب في هذه اللحظة أن يخنقها ولكنه اكتفى بالقول : أنت أدرى فمن سيفهم خطيبك مثلك ..............انها تشعر بالاختناق فهاهو يزيد الامور عليها ظهرت الدموع في عينيها مهددة بالانهمار مما جعله يقول : أنا أسف ولكن انت لا تدركين شعوري وانا أفكر أنك ستحملين اسم رجل اخر وتعيشين معه تحت سقف واحد ان هذا يقتلني كما أني غير مقتنع بكلامك بالمرة ..................زفرت في يأس : اذا يبقى الحل الاخير هو ما فعله روميو وجوليت .....................كان مزاحا بمرارة البكاء واللطم انها لن تنتحر بالتأكيد فهي لن تستبدل مشاكل الدنيا بنار الاخرة.........................******************استيقظ أحمد على أصوات غير مألوفة بالنسبة اليه ، ان عمله جعله يعتاد على النوم تحت أي ظروف ففي أحيان كثيرة يبيت في المستشفى الذي لا تهدأ الحركة فيه ليلا أو نهارا ...............لكن بالتأكيد فان أصوات المستشفى لا تتضمن صوت بائع الفول أو أصوات بائعي الخضار والفاكهة انه لا يعرف كيف تحمل معتز العيش هنا لسنوات !!!!!!!!!!!كانت حياتهم في الاغلب في المدينة واحيانا في الريف عند زيارة الجد أو في مزرعتهم الخاصة ...............ولكن الأحياء الشعبية تعتبر تجربة جديدة بالنسبة له ...............وجد معتز أمامه يقول في مرح : استيقظت يا طبيب .......لقد أعددت لك الافطار..............ابتسم قائلا : ما كل هذا الدلال أخشى أن اعتاد ذلك ............ضحك معتز وقال : هذان اليومان فقط لانك عريس وبعد ذلك ستحضر أنت الافطار للعروسة هذا بالتأكيد اذا خاطرنا باحتمال اصابتها بتسمم غذائي ....................جرى ضاحكا وهو يبتعد عن الوسادة التي ألقاها أحمد عليه ........انه يعرف مدى فشل أحمد في المطبخ ..........تناولا الافطار لينزلا سويا ليذهب أحمد معه لمشاهدة ورشته الحبيبة ...........أوقفهما صوت ناعم ينادي : يا بشمهندس معتز................ التفتا ليجدا هيام أمامهما تقول بابتسامة متألقة في رقة : كيف حالك لم أرك أمس وشعرت بالقلق عليك ...............كان يشعر بالضيق فأحمد لن يترك الفرصة ليضايقه أنا بخير ولكن عذرا فأنا متأخر .............ظهر عليها بعض الحزن فيما أكملا سيرهما ليقول أحمد بعدها : يبدو أن لديك معجبين ................قال له بثقة فخير طريقة للدفاع هي الهجوم : أنت لم تر شيئا بعد .............ضحك أحمد بصوت عال وقال : يا للتواضع ................وصلا الى الورشة وعرفه بالعمال ثم قال مخاطبا أحد الموجودين : من فضلك يا اسطى سليم اتصل بسعيد الكاشف وأخبره أن اليخت جاهز واذا أراد أن أصحبه في جولة يجب أن يأتي الان لـاني مضطر للسفر لبضعة أيام ........تجول أحمد معه متعرفا على نشاط الورشة وشعر بالاعجاب فهم يستخدمون أدوات حديثة في عملهم لقد أعجب حقا بما حققه أخاه انه يبدو الان أكثر نضجا وفهما للحياة..........وجد الفتى علي يدخل ويخبره أن الفتاة التي جاءت من قبل تنتظره في الخارج ....................خرج بسرعة وهو يحدث نفسه بغيظ لماذا جاءت مرة أخرى ، ولكنها على الاقل لم تندفع الى الداخل مثل المرة السابقة ، ولكن ما يسري داخل الورشة يسري بالتأكيد خارجها فالمكان كله خاص بالرجال لا مكان للفتيات فيه ..............وصل اليها لتبادره قائلة : لقد طلب مني أبي أن أتي لاصحبك في تجربة اليخت لانه مشغول جدا ................نظر اليها باستنكار ولكن انفجاره توقف انه يشعر أنها مختلفة هذه المرة ربما نوعية ملا بسها لم تتغير بنطلون جاكت وكوتشي ( انه يشك أنها تختار ملا بسها من القسم الخاص بالرجال ) ولكن الاختلاف عدم وجود كاب فوق رأسها ليظهر شعرها الذهبي في ضفيرة طويلة ...........انتبه ايضا الى عينيها التي اظهرت الشمس لونهما انهما خضروان تقريبا بلون الزيتون ...........ان الفتاة العاصفة جميلة جدا ولكن صغيرة جدا أيضا انها بالتأكيد مراهقة ..........قال لها باستسلام مصحوبا بالضيق : انتظريني لبعض الوقت ...............ثم نادى : علي ...........اقترب الفتى منه ليقول له : قف بجوار الانسة حتى أعود ولا تسمح لأحد بالحديث معها .............شعرت شيرين بالغيظ الشديد على ما يبدو ان هذا المستبد لن يتغير لقد شعرت كطفلة صغيرة عادت اليها لعبتها المفضلة وعندما أراد والدها الانتظار حتى يعود البغيض من سفره لم تتحمل واخبرته أنها ستذهب للمعاينة ، رفض في البداية ولكنه استسلم بعد الحاحها الشديد ........................انها تعلم ان اباها لا يرفض لها طلب لانها ابنته الوحيدة وليس له غيرها خاصة بعد وفاة أمها منذ عامين .................توجه معتز الى الداخل وأمر العمال باخراج اليخت الى الميناء . وقال لاحمد : يبدو انك ستحصل على رحلة بحرية ..............خرجا معا ليرفع أحمد حاجبيه متسائلا حين رأى الفتاة التي تسير بجوارهم ...................قال معتز : الانسة شيرين ستأتي معنا نيابة عن والدها لتطمئن على اليخت .................شعرت بالدهشة لأنه يتذكر اسمها وصلوا الى داخل اليخت ، لتتجه شيرين الى اليخت وتبدأ بالعبث بالازرار ..................اندفع معتز اليها صارخا : ماذا تفعلين ؟ هل تظنين انه أحد الالعاب الخاصة بك !!!!!!!!!!!!!!ماذا الان لماذا يصرخ بها هذا المعتوه لقد التزمت بالتعليمات ولم تدخل الى ورشته الغالية وهي الان فوق املاكهم ................قالت معترضة : أنا أعلم أنه ليس لعبة ولكني استطيع قيادته جيدا ..................حدق اليها في ذهول : تقوديه !!!!!!!!!!!لا تقولي أنك من كنت تقودينه حينما تحول الى ما يشبه علبة دهستها سيارة !!!!!!!!!!!!!!قالت وقد بدأت تشعر بالخوف : بل انا من كنت أقوده ...........انه يشعر بالرغبة في أن يصرخ وربما أن يقطع شعره بسببها فقال : اذا عليك أن تحمدي الله على نجاتك وان لا تلمسي هذه الازرار باقي حياتك ..........ثم هناك شئ اخر اخبريني كم عمرك ؟.............اجابته في دهشة فلماذا يسأل عن عمرها : ثمان عشر احتفلت بعيد ميلادي الاسبوع الماضي.............انها أكبر مما تبدو ولكن هذا لا يمنع كونها طفلة .................أي أنك وقتها لم تكوني بلغتي السن القانونية لقيادة السيارة حتى !!!!!!!!!!!!!!!!!!ان والدها يدللها بصورة فظيعة ............انه يريد ان يهزها حتى تتحلى ببعض العقل .................ثم يفعل نفس الشئ مع أباها حتى يكف عن تدليلها وتنفيذ كل ما ترغب به انتهت الرحلة وهي تشعر بالانبهار لقد عاد اليخت كأنه جديد كما أن هذا المعتز يقود جيدا . وتعرفت على أخيه انه طبيب . انه بالتأكيد فاشل فرغم تفوق أحمد يبدو أنه فشل واصبح مجرد عامل ............كما انه مختلف عنه فأحمد شديد التهذيب ليس مثل هذا الجلف ......................لاحظ أحمد أن بين معتز وهذه الفتاة شرارات ربما تكون سالبة ولكن هذا لا يعني أنها غير موجودة .................................**************لقد أصر الجد على اقامة جزء من الفرح في البلد لذا سيذهبون هناك للاحتفال بليلة الحنة التي تعتبر حتى أهم من يوم الزفاف وقد ألقى الاوامر بأن يبيتوا في منزله لأن الاحتفال يبدأ من الفجر بدبح الذبائح والتي ينبغي عليهم أن يحضروا ذبحها .................استعد الجميع للانطلاق فقد قال يوسف لا استثناءات فهو لا يريد أن يثير غضب الجد اذا تخلف أحد منهم ............ولكن يبدو أن الاستثناء الوحيد كان للكونتيسة نهال ..........انها تعلم أن جدها لن يسأل عنها فهو لا يطيقها ...............وكان البند الثاني من التعليمات أن الفتيات سيذهبن معهم في السيارات كان التجمع أمام العمارة التي بها الشقة التي يعيشون فيها مع أحمد ...............تعالى رنين الهواتف انهم بالتأكيد يريدون منهم النزول لقد أصبحوا جاهزين تقريبا خرج أحمد من حجرته يلبس جاكت وبنطلون ...........ابتسمت سارة وهي تراه يحمل شنطة فوق ذراعية انها تحتوي على الجلابية البيضاء التي سيرتديها كما يفعل العرسان ............كما ان الموضوع لن يقتصر عليه بل يشمل الجميع ولكن لديهم الحرية في لون الجلابية ...............كان يوسف معتادا عليها حتى انهم عندما يكونون في الارض الخاصة بهم يخرج الى الصلاة بالجلابية ضحكت متذكرة منظر نهال وعيناها تكادان تخرجان عندما رأته .........وكذلك حازم زوج ريهام لقد عاش في الخليج ولذا فالجلابية بالنسبة له شئ عادي ولكن أحمد لم يلبسها من قبل ضحكت بتسلية لا بد أن تراه بها ..............خرجت ريهام وهي مضطربة انها تعرف ان جدها لن يسكت كعادته فهو يستنكر عدم ارتدائها للحجاب وأيضا بالنسبة لعلاقتها بحازم بالتأكيد سيكون الوقت عصيب.................نزل ثلاثتهم ليجدوا سيارة يوسف وسيارة حازم وبجوارهما سيارة غريبة ما أن رأوهم حتى خرج الثلاثة من السيارة لتتضح صورة الثالث انه معتز !!!!!!!!!!!!!!لقد أخفى أحمد عنهما خبر عودته وترك الأمر للحظة الأخيرة كانت احدهما تشعر بالسعادة الشديدة لتندفع اليه وتحتضنه ........بينما الاخرى قد اكتسى وجهها بالشحوب وكأنها تواجه اسوأ مخاوفها ...............ألقت ريهام نفسها بين ذراعية وهي تشعر بسعادة بالغة ان معتز تقريبا توأمها . فالفرق بينهما في العمر سنة واحدة لذا فان تاريخهما المشترك حافل ............دخلت سارة دون كلام الى سيارة يوسف لينظر يوسف اليها بحسرة ويجلس في مقعد القيادة .......شعر أحمد بالاحراج من حازم فأخته على ما يبدو تريد أن تركب مع معتز فيما يمسك عمر بيد والده ..................حسم أحمد الامر قائلا : سأركب أنا مع معتز حتى لا أكون مثل العزول .............شعرت ريهام بالغيظ منه ولكنها أخفضت رأسها لتخفي مشاعرها وقفت بجوار السيارة مترددة ...............ليقول حازم ساخرا : أنت تعلمين أنني أتشرف بالعمل سواق لحضرتك ولكن بوجود اخوتك سيبدو الامر سيئا.................ركبت في المقعد الامامي وعمر في الخلف ، انطلقوا لتجد حازم يقول : لقد تشرفت سيارتي بركوبك فيها للمرة الاولى هومي ...............رفعت عينيها في دهشة .......انه اللقب الذي كان يطلقه عليها وهي طفلة بينما كانوا يقولون لها ريري كان يقول أن هومي أجمل ................وجدته يبتسم لها ثم قال : هل أنت خائفة ؟ أذكر أنك لا تكوني مرتاحة في وجود جدك .....................انه حقا أكثر شخص يفهمها لذا ردت : أنا أحب جدي ولكن اشعر أنه حاد ولا يراعي المشاعر ربما بسبب سنه المتقدم أو تعوده على السلطة طول عمره !!!!!!!!و أيضا بسبب أنه يتكلم معي دائما عن .............لم تكمل .............ليكمل هو كلامها : يحدثك عن وضعنا ...........أومات براسها ...............ليقول لها : وما رأيك أن نغير هذا الوضع حتى لا يكون عنده دافع وقتها ...............شعرت بالدم يغادرها فقالت : هل تريد أن تطلقني؟..................رد بسرعة : لا بالتأكيد بل أقصد أن نعيش سويا..................انها تتمنى ذلك داخلها ان قلبها بأمرها أن توافق ، كلمة وماذا يحدث بعدها ستعيش مع الشخص الذي أحبته طوال عمرها .......ولكن عقلها صرخ لقد جرحك بشدة ولم يثق بك بل اعتقد انك وشقيقك محتالين ، وما الذي يمنعه أن يفعلها ثانية ...............قالت في خفوت : ليس هذا وقت الكلام عنا الان انه زفاف أحمد ..................أمسك بالمقود بشدة حتى يمنع نفسه من هزها بقوة لتفهم أنه كان غبي وأنه ندم بشدة وأنه سيحصل على فرصته الثانية رغما عنها حتى ، بالتأكيد هو سيفعل .................................................. .................................................. ....................................نظر يوسف الى سارة الجالسة جواره ولكن يبدو أنها في عالم أخر ...........انها يعلم أن رؤيتها لمعتز قد أعادت الى ذاكرتها كل الماضي دفعة واحدة صحيح أنه لم يسئ اليها بشكل مباشر..............ولكن من فعل ذلك هو نصفه الثاني (كما كانا يسميان نفسيهما ) لذا فرؤية معتز كفيلة بايلامها كما أنه هو الذي أدخله الى حياتهم .......لذا فليتحمل ..............مع اقترابهم من المحل الشهير أوقف سيارته وطلب الايس كريم فربما يخفف عنها لطالما كان يقدمه لها عندما تبكي وهي صغيرة ..............انه يتذكر عند وفاة والديهم انها تناولت أطنان منه .................................................. ......اقتربوا من الدوار ليجدوا المنطقة المحيطة قد امتلأن بالمصابيح الملونة بأشكال مختلفة ..........كما أنهم بدأوا بفرش الصوان الذي سيستقبلون فيه المهنئين ....................انه بالتأكيد جو مثالي للاحتفال ربما يشعرهم بالسعادة أكثر من حفل الزفاف الفخم............................................. .........................************************* *****انتهى _سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله الا أنت استغفرك وأتوب اليك
|