كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
لفصل الثامن والاربعون ................نظر نحوها مفكرا وقال (اعلم لقد اخبرتني ....ان وافق والدك على حضورهما ساذهب واحضرهما بنفسي )...........نظرت الى الارض في احباط تشعر انها تدور في حلقة مفرغة ولا سبيل للفكاك منها ..........يشعر ان تعلق زوجته باشقائها مبالغ فيها او ربما يكون طبيعي بسبب تغيبها عنهما لفترة طويلة ويبدو ايضا ان الطفلين متعلقين بها بشكل كبير............رفعت نظرها اليه تسائله قائلة (انا لم اجد هاتفي هل هو معك ام انني فقدت الحقيبة خلال الشجار ؟)...........قال دون احساس بالذنب (لا تقلقي انه معي )...........قالت بسخرية (هل الاحتجاز يتضمن ايضا عدم الاتصال بالعالم الخارجي ؟ ام ربما يكون هاتفي قد اعجبك لذا تحتفظ به )..............مط شفتيه دون مبالاة ليقول (هذا يتوقف على نوع الاتصال ..........ثم اكمل يمكنك ان تقولي ان لونه الوردي رائع )...........كان يبتسم مع نطقه الكلمات وهذا جعلها تشعر بالحنق هي اساسا لم تختره ولا تحب اللون الوردي ولكن كان اختيار سلمى واشترته ارضاءا لها نظرت اليه بسخرية وقالت (ربما اخذته بديلا عن هاتفك الذي نجح ولد صغير في اخذه منك ).............لمعت عينيه ببريق مستمع ليقول بعدها بصوت خافت (ولكني حصلت على ما اريده اكثر من الهاتف )...........بادلته النظر بسخط ليقول بعدها (اذا فقد اخذته منه؟ )..........ردت بسخرية (والساعة والمال ايضا ......هل هي عادة ان تحصل على النساء مقابل المال ؟)..........قال بسخرية غاضبة وهو ينظر اليها وكأنه يعريها من ملابسها (جيد انك اخذتها انها حقك على كل حال ).............يبدو انها لن تستطيع اهانته دون ان يرد عليها في نفس اللحظة ولكن الحقير سيحصل على جزاءه مهما كانت النتيجة ............كانت امامه وعينيها تلتهبان ببريقهما الازرق ليدرك فور ان رفعت يدها نيتها فيمسك يدها بقوة آلمتها ويقول بغضب (اياك ...........هل ازعجتك كلماتي حقا ؟.........على كل حال انت من بدأتي ........ان كلماتك تعني اتهاما لي بفعل احد الكبائر........ وحتى في احسن تفسير للكلام يعني انني غير قادر على ارضاء زوجتي وعلي تعويضها ماديا )............قال وهو ينهض من مكانه بتصميم (الان هي سنعود الى المنزل ...........صمت لحظات ليكمل بعدها يا زوجتي )............شعرت بالتوتر الشديد جراء كلماته المتوعدة يبدو انها اغضبته بالفعل كما انها تعلم ان محاولتها صفعه لن تمر هكذا .......يبدو ان القاعدة التي لديه نحوها على الاقل افعلي ما تريدين
ولكن تحملي العاقبة وعلى ما يبدو هي تخطت احد خطوطه الحمراء !!!!!!!ركبت الفرس بشرود وعندما وصلا الى الاسطبل طلب من السائس ارجاع الخيول الى مكانها ............اتجها بعد ذلك الى المنزل في صمت فتح الباب فدخلت هي اولا ثم تبعها مغلقا الباب خلفه........... واتجه الى المطبخ فاخرج زجاجة عصير وكأسين وعاد اليها ثم ناولها احدهما قائلا (الجو اصبح حارا لذا العصير سيكون جيدا).............تناولتها بصمت وعندما انتهت قالت وهي تأخذ نفسا عميقا (انا اعتذرعن الكلام الذي قلته )...........نظر اليها بجمود ليقول بعدها (اعتذارك مقبول والان هيا الى الاعلى )............تشعر بتصميم في عينيه وفي كل جزء منه وكأنه حسم امره وهذا يزيد من خوفها عادت تقول (انت قلت انك قبلت الاعتذار لذا ليس هناك داعي ل .........)..........امسك بوجهها يرفعه اليه ليقول بصوت هادئ (حبيبتي هذا ليس عقاب فعلى كل حال لابد لهذا ان يحدث ........لانه سيظل بيننا يمثل حاجزا لذا علينا ان نجتازه )............امسك بيدها ليشعر بارتجافها فيتنهد ........عليه ان يجعلها تدرك ان المخاوف فقط في عقلها من اجلها اولا قبل ان يكون من اجله ..........لف ذراعه حول ظهرها لتسير معه حتى وصلا الى الحجرة في الطابق الاعلى .........كان يشعر بانها ليست معه انما انتابتها حالة من الشرود ......جلس امامها ليقول بعدها بصوت عميق وهو يمسك يدها (انا اعلم انك شجاعة وستواجهين مخاوفك وتتغلبين عليها )...........ابتسم عندما رأى ما يبحث عنه بريق التصميم ظهر في عينيها عاد وقال ( هذه المرة سنبدأ بداية صحيحة هيا قومي وتوضأي )............قالت بدهشة (اتوضأ)...........كان رده ايمائه موافقة اتجهت الى الحمام ونفذت ما قاله ثم خرجت لترتدي الملابس التي تصلي بها لتجده يعود ويبدو انه ايضا توضأ ...........رآها عندما دخل لترتسم على وجهه ابتسامة فحتى بالحجاب لم تكن تقل فتنة قال وهو يفرش السجادة (سنصلي سويا )..........عندما انتهيا وجدته يضع يده على رأسها ويدعو ليقول لها في النهاية (الصلاة والدعاء سنة في بداية الزواج لذا يمكنك ان تقولي اننا حصلنا على بداية جديدة ).............شعرت انها غير قادرة على الرد او السخرية فما فعله في هذه اللحظات أثر فيها بشكل كبير .........قامت بشكل آلي وخلعت ملابس الصلاة ثم جلست على طرف السرير ليجلس هو بجوارها ويقول لها برقة ( لا تخافي وثقي بي فقط )..............هل عليها ان تفعل ؟ يبدو ان هذا هو ملخص قصتهما معا الثقة وربما كلمة اخرى قالها منذ قليل ان تسامحه ..............ابتسمت بشحوب لتقول بعدها (ربما احتاج الى مهدأ كالمرة السابقة )..............هز رأسه نفيا وقال ( انا اثق فيك لا تخبريني انك لست واثقة في نفسك )............كان يلمس وجهها برقة ليعود فيضع يده في شعرها مستنشقا عبيره ثم يقول بصوت مبحوح (لا تعلمين كم ظلت هذه الرائحة تعذبني لسنوات )..............كان يقبلها بنعومة ورقة قبلات احستها مثل رفرفة اجنحة الفراشات ليضع يده خلفها ويجعلها تستلقي على الفراش بينما يلمسها بنعومة لتبدأ في التحليق وتشعر بنفسها اصبحت بلا وزن .........مع ازدياد لمسته جرأة كانت تشعر بخوف يقطع عليها حالتها الحالمة .......لتجده يمسك بيدها ضاغطا لها ومشجعا وكأنه يلتقط تلك الاشارات فور ان تصدر عنها .................رجفه انتابتها عندما حانت اللحظات الحاسمة لتجده يهمس في اذنها (اهدأي حبيبتي لم يبق الى القليل )...........بعض الدموع تسللت من عينيها ليس بسبب الالم او الخوف حتى ولكن كانت وكأنها صدى او انعكاس لتجربتها الاولى معه ........تتمنى ان تكون اخر دموع تتعلق بهذا الماضي ..........شعرت بانامله تمسح دموعها برقة فنظرت اليه وكأنها تتأكد من شئ ما .......ربما من الجيد ان الامر تم في وضح النهار وهي كانت تراه جيدا ......... انها تظن ان اكبر مخاوفها كان مرتبطا بالظلام وانها لم تستطع رؤيته ........لا اراديا وجدت نفسها تضع وجهها في صدره ليلف ذراعه حولها محتضنا لها ويقول (ها انت تختبئين بين ذراعي الوحش يا صغيرة ).............نظرت الى عينيه القريبة منها لتقول بخفوت ( وماذا افعل ان كان الوحش وسيما هكذا )............ضحك بصوت عالي ليقول وهو يقبلها على جبهتها ( فتاة جيدة .......يمكنني ان اقول مبارك الشفاء يا حلوتي )............***************
تشعر بثقل في رأسها وتيبس في اطرافها يبدو وان النوم على هذا الفراش الغير مريح قد أثر بها او ربما تكون الانفلونزا قد داهمتها رغم ان فصل الصيف لا يزال في اوجه .........لا زال الصوت يلح عليها مقاطعا غفوتها اللاارادية (سارة انهضي )............لم لا تبتعد تلك الحمقاء وتتركها في حالها !!!!!!!!وجدت الذراع التي تهزها قد توقفت لتجد يد باردة توضع على جبهتها بينما وصل اليها صوت قلق يقول (هل انت مريضة ؟)............ولاء الحمقاء هي بالتأكيد من تسأل وكأن اكتشافها لحرارتها المرتفعة ليس دليلا كافيا لتعرف تلك الحقيقة الناصعة !!!!!!!!!!استسلمت ثانية لغفوتها لتستيقظ على يدان تحاولان رفع رأسها بينما سمعت صوت يقول (ابتلعي هذه الحبة انها مسكن وخافض للحرارة )...........فعلت ما طلب منها لتشعر بالراحة عندما تم اعادتها للفراش ............المرة التالية التي سمعت فيها الصوت كانت اكثر انتباها واستطاعت فتح عينيها نظرت الى ولاء التي قالت لها (سنخرج الان وانت استريحي لن اتأخر عليك )..........عدلت نفسها ونهضت من فوق الفراش لتقول بعدها (لن اظل وحيدة لقد تحسنت وسأذهب معكم )..........نظرت ولاء نحوها بشك لتقول بعدها (هل انت متأكدة؟!!!!لو كنت خائفة من البقاء وحدك ساعتذر واظل معك ).........هي لا تريد تضيع تلك الزيارة والتي تعتبر الاهم في رحلتهم ...........كان الاكتشاف الاثري الحديث مدار لكثير من الاحاديث وشوقها لرؤيته كبير ....قالت في تأكيد (انا افضل الان ولتتأكدي ساتناول بعضا من الطعام امامك ).............اومأت برأسها موافقة ......استقلوا الباص الخاص بالرحلة وجلست في الخلف كما تفضل ........كان كل باص يركبه احد الاساتذه واليوم كان معهم الدكتور محمد ......صعدت منذ البداية ومن وقتها تريح رأسها على ظهر الكرسي الموجود امامها ولكن رغم ذلك عرفت انه هو ......دكتور حسام رغم وسامته الا ان شخصيته الصارمة تجعل كلام الطلاب معه محدود....... ..وبما ان الاصوات قد علت وكأن هناك تسابق بين الجميع للحصول على انتباه الاستاذ عرفت ان محمد هو الموجود ..........انتبهت على صوت قريب يقول (سارة هل انت بخير ؟)......رفعت رأسها لتجد سامر هو الذي يسأل......... وكأن هذا ما ينقصها ان يأتي للحديث معها امام اعين استاذهم الراصدة رغم ان ما حدث مع الدكتور حسام لم يزل تأثيره حتى الان...........قالت بصوت خافت (الحمد لله )........يبدو ان الرد لم يعجبه فلم يبتعد بل سألها (يبدو عليك التعب ).......قالت محاوله انهاء الحوار (بعض الصداع فقط )...........التقت عيناها في تلك اللحظات بعينان يظهر فيهما الاجرام .........يبدو ان زوجها الموقر لم ينس محاولة سامر السابقة في ان يتواجد معها وهي في مكتبه .........لم تجد حلا الا ان تخفض رأسها ثانية لتهرب من عينيه وفي نفس الوقت يكون هذا اشارة لسامر بان الكلام قد انتهى ............وصلوا الى وجهتهم حيث بدأوا بجولة في كافة الانحاء مصحوبة بشرح وتوضيح من الاساتذة ......كانت قد مرت عدة ساعات جعلتها تشعر بارهاق شديد ومن ناحية اخرى يبدو ان تأثير الدواء قد انتهى .........انها تشعر ان ساقيها غير قادرتان على حملها وبالنيران تخرج عبر اذنيها ورأسها مشتعل ........رأت من بعيد مكان مخصص للجلوس عليها ان تصل اليه حتى تستريح ...........لماذا تشعر وان مقصدها بعيد وكأنها تبحث عن سراب هل ساقيها لا تتحركان ام ماذا ؟..........شعرت في النهاية ان الارض تقترب منها فاغلقت عينيها ولم تشعر بشئ بعدها !!!!!!!!!.........كان يحاول تجاهل وجودها فمنذ بداية الرحلة والامور لم تسر على حسب ما تمنى......... اشخاص كثيرون متواجدون باستمرار ..كما ان القوانين الصارمة التي يتم تطبيقها على كافة الطلبة منعا لحدوث المشاكل تجعل تحركاتها محدودة وفي الاغلب مصحوبة بتواجد جماهيري ......ومن ناحية اخرى هو لا يتوقع منها اي تعاون في التحايل على هذه القوانين !!!!!!!! لقد رأى ذلك السمج زميلها والذي يعتبر نفسه مسئولا عنها وهو يحدثها في الباص وامسك نفسه بالكاد عن حمله والقائه في الشارع .........كان يحاول ان يتتبع حركتها وكأنه يطمئن عليها من بعيد يشعر انها في حالة شرود وعدم انتباه غفلت عينيه عنها وهو يقوم بتوضيح مجموعة من النقاط لبعض الطلبة ..........لينتبه على صوت ارتطام بالارض تبعه التفاف من الطلاب حول الشخص الذي سقط ........لتلمح عيناه الملابس النسائية التي يرتديها ذلك الشخص انها نفس الملابس التي كانت ترتديها سارة !!!!!!!!!.سار بخطوات سريعة ليقول بصرامة للطالب الذي كان يحاول رفعها لتجلس (انتظر )..........ركع جوارها ولمس جبهتها ليجد حرارتها ملتهبة .......رفعها بين ذراعيه بخفة واجلسها فوق احد المقاعد الحجرية الموجودة في المكان بينما وضع ذراعه خلف ظهرها داعما لها .............وجد الفتيات تجمعن حوله بينما ناولته احداهن زجاجة من البرفيوم ............وجدت نفسها تستيقظ او ربما تستعيد وعيها تدريجيا لتجد منظر غريب يحيط بها ......كانت جالسة وذراع محمد خلفها بينما تحيط بها بعض زميلاتها ..........ثم وجدته يقرب بعض الماء ويقول لها في هدوء (اشربي)...........ضعف عام ملأ جسمها ....وعندما قامت محاولة الوقوف وجدت ساقيها لا تستطيعان حملها فعادت الى الخلف ........نظر نحوها بقلق ليقول بعدها بحسم (سأخذك الى المشفى ).........يبدو ان ما حدث قد استدعى الانظار كان حسام يقف ناظرا اليهما ليقول بعدها بهدوء (لا تقلق ساهتم بالطلاب ويمكنك ان تذهب معها )..........قال وعيناه لم يفارقها القلق (شكرا لك ).........ليسمع صوت فتاة تقول (ساذهب معكما ).........انها صديقتها ....واخرى تقول (وانا ايضا ).........نظر بتعجب ناحية نهى هي اساسا ليس بينها وبين سارة اي مودة لماذا الان تريد الذهاب ربما تظن انه ذاهب بها الى النزهة !!!!!!!اقال بحزم (واحدة تكفي ).......اوقفها مسندا اياها لتسير رغم انه يعلم ان الاصح هو ان يحملها فهي في حالة ضعف شديد ولكن لا يريد نشر الشائعات الان ...........يبدو ان حتى محاولته اسنادها ليست صحيحة!!!!!!!!! فقد وجد صديقتها تقترب منه لتقوم باسنادها وهي تقول (من فضلك يا دكتور محمد )..........سار محاذيا لخطواتهما ليشعر انها تترنح وستسقط ثانية ............اقترب بنفاذ صبر يرفعها بين ذراعيه وهو يقول لولاء (اتركيها).............تقدم بها بينما تبعته العيون بنظرات تتراوح بين الدهشة والغيرة والحقد .............سيارته ليست معه لذا نظر شاكرا للطلاب الذين تبعوهم وقاموا بايقاف سيارة اجرة ...................................****************
.
|