كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
.....................الفصل السابع ..............................
وقفت انجي في الشرفة تتطلع حولها ،لقد غطت الثلوج المنطقة تماما ، لم يعد هناك مع اللون الابيض الا المنازل ............كان منظرا مذهلا فالارض بيضاء نقية تبدو كعروس ترتدي فستان زفافها..............سمعت صوت خطوات تقترب نحوها لترى سيف يقف بجوارها وهو يقول : ان المنظر مذهل . مارأيك أن ننزل لنلعب ؟ ................قالت له مبتسمة : فكرة جيدة ، ثم غمزت بعينها قائلة : هل تستطيع التزلج على الجليد ؟ .........رد عليها وهو يمط شفتيه : للأسف لا هل تستطيعي أنت ؟ ............اومأت برأسها دلالة على المعرفة .................ليكمل بعدها : اذا عليك أن تعلميني.................ردت في حماس : بالتأكيد سترى أنه أكثر الأشياء متعة............واندفعا للبحث عن الاحذية الخاصة بالتزلج لتجد بغيتها وتهتف به : وجدته هاهو حذائي وأنا صغيرة سيناسبك ، وهاهو أخر كبير ...............هيا ارتدي معطفك وسأحضر أنا ايضا معطفي ..............أومأ برأسه وجرى ليحضر المعطف .................عادت وقد أحضرت معطفها لتراها واقفا مع سلمى وهو يقول : لا تكوني مفسدة للمتعة ان جيجي ستعلمنا التزلج ..................هزت سلمى رأسها برفض وهي تقول : انه يبدو مخيفا ومن الممكن أن نسقط ...............قال من بين اسنانه : جبانة ..............قالت انجي في تحذير : من الخطأ أن تقول هذا على أختك ...........اتركها ولنذهب نحن ..............استدار موافقا لتجري سلمى خلفهم قائلة : سأتي لأشاهدكم ..............ساعدتها في ارتداء معطفها وهي تنظر اليها انها طفلة جميلة ربما تملك عيون زرقاء مثلها هي وأمها ولكن ملامحها مختلفة وعيناها هادئة ، بينما عيناها هي جامحة، ولون الشعر مختلف ليس اشقر مثل أمها أو أسود مثلها ، ولكن كستنائي........وسيف يبدو وكأن الجزء الانجليزي لم يؤثر به بشعره الاسود وعيناه السودوان الواسعتان .............انهما حتى مختلفان في الشخصية أكثر ..........من يراهما لن يخمن أبدا انهما تؤام ................خرجت وبدأت في التزلج شاعرة أنها تستعيد أحساس مذهل انها تشعر وكأنها تحلق في الفضاء............ارتدى سيف حذائة وامسكت باحدى يديه وهي تشرح له كيف ينجح في التزلج بمفرده وبمضي بعض الوقت كان قد استطاع ان ينطلق بمفرده وهو يطلق صيحات السرور ............مما جعل سلمى تقول في غيرة : أريد أن أجرب أنا أيضا ...................لتبدأ في تعليمها حتى نجحت في التزلج حتى أنها في النهاية لم تكن راغبة في الدخول الى المنزل ..............................توجهوا الى الداخل من الباب المفتوح على المطبخ تجنبا لعاصفة السيدة جونسون اذا سقط شيئا من ملابسهم ليفسد المفروشات ...............جلسوا حول المنضدة لتحضر لهم السيدة السندويتشات والشيكولاته الساخنة ، انها طيبة رغم مظهرها الصارم نظر اليها سيف في جدية وقال : جيجي هل تجيدين اللغة العربية ؟ .............قالت : بالتأكيد انني اتكلم بها معك الان ..............كان والدها قد حرص منذ صغرهم على مخاطبتهم داخل المنزل باللغة العربية ، حتى ان امها قد تعلمت اللغة العربية قبل مولدها حتى ، فكبروا وهم يتحدثون اللغتين ............وقد فعلوا ذلكمع الصغيرين حتى ..............رد عليها : لست أقصد الحديث وانما القراءة والكتابة................هزت راسها نافية وهي تقول : لا لم نتعلمها في المدرسة ............رد عليها بفخر : ولكني أتعلمها الان ............جذب انتباهها لتقول له : حقا وأين ذلك ؟..................قال لها : في المركز الاسلامي أنا وسلمى نتعلم اللغة العربية والقرآن .................فكرت انه شئ جديد فوالدها لم يفعل ذلك معها هي وعماد ، أحست بنفس شعور سلمى منذ قليل انها بالتأكيد الغيرة من أن يتعلم سيف شئ جديد وهي لا ............................سألته : هل يمكن للكبار ان يشاركوا في أخذ الدروس ؟ ليرد : بالتأكيد ان هناك الكثير من الكبار يدرسون معنا عليك الالتحاق بالدروس ولا تقلقي سأشرح لك ما فاتك............ردت في اخترام مبالغ فيه : سأكون شاكرة لك طوال حياتي................هل أصبحت تجيد القراءة ؟ ........................: لا ليس تماما ...................استفسرت : كيف تتمكن من حفظ القران؟ ..............: انني استخدم برنامج المصحف المعلم ..................فكرت ان هذا الولد ذكي جدا وربما يحتاج لنوع خاص من التعليم .................................................. .................................................. .....
كان معتز منهمك في العمل ، على الرغم من أنه لم يكن يشعر بالراحة فهو يفضل العمل في الهواء الطلق ، ولكنه اضطر للعمل داخل المرأب بسبب الامطار الغزيرة في الخارج على مايبدو انها نوة قوية للغاية ...............كان يعمل بنفسه خاصة وان العطل في يخت سعيد الكاشف معقد ، فلم يستطع ان يترك العمل للعمال ويكتفي بالاشراف ...............انه حقا لايدري ما سر ارتطامه بهذه العائلة ، فبعد مشاكله مع احد افرادها في القاهرة تحديدا رامز الكاشف ها هو يضطر للتعامل مع احد أفراد العائلة مرة أخرى ، لقد شك ان الامر متعمد لكنه جمع المعلومات عن سعيد الكاشف ليجد انه غير راض عن تعاملات ابناء عمه الموجودون هناك .ثم من سيخمن ان معتز سليمان الذي يعمل في مراب ويعيش في شقة متواضعة هو نفسه معتز السعيد....................ولكن على كل حال سينهي العمل ليخرج الرجل من حياته الى الابد..............................قاطع انهماكه في العمل صوت صادر من شخص قريب وعلى ما يبدو هو صوت انثوي ، شعر بالدهشة فهذا المكان لا تأتي اليه الاناث ................اعتدل ليتمكن من رؤية الشخص الموجود .............ليعتريه بعض الشك فعلى الرغم من الصوت الا ان الهيئة الموجودة أمامه كانت هيئة شاب صغير ..............حذاء رياضي بنطلون جينز وجاكت وكاب يغطي الرأس........................ليكمل نفس الصوت : هل أنت الاسطى معتز ؟ ..............ابتسم بسخرية قائلا: تحت أمر حضرتك.................ليجد الواقف امامه يقول : أنا شيرين الكاشف ، وقد أتيت لأسألك عن مدى التقدم في اصلاح اليخت ..فعندما اتصلت أخبروني أن العمل لم ينتهي بعد ...............رد عليها : للاسف لم ينته لانه كان بحالة سيئة ولذا فكما ترين ................عقدت ما بين حاجبيها قائلة : وكم من الوقت سيحتاج ؟ ..........ذكر لها تاريخا ............لتصرخ بعدها هاتفة ولكن هذا مستحيل................رفع حاجبه مستنكرا : مستحيل ؟...........قالت بسرعة : أنا لا أستطيع الانتظار أنا احتاجه بعد أسبوع بالضبط لاني سأقيم فوقه حفل يوم ميلادي.............فكر ساخرا هل تظن هذه المدللة أن الكون يسير وفق هواها ، ثم من المجنون الذي يفكر في اقامة حفل فوق يخت في هذا الوقت من العام !!!!!!!!!!!!!!!رد بلهجة حاسمة : أنا لن أستطيع أن أفعل شيئا يا آنسة ................ردت بازعاج : يمكنني أن أعطيك أي زيادة تطلبها ولن أخبر والدي ، ولكن ............قاطعها وهو يقول من بين أسنانه لا داعي لهذا الكلام والأفضل أن تنصرفي الان ، فكما ترين المكان مملؤ بالرجال ..............قالت في غيظ : من تظن نفسك حتى تقوم بطردي ..........قاطعها مرة أخرى في صرامة : أنا أملك المكان وانتهى الامر .....................خرجت غاضبة لتندفع الى سيارتها وتصل الى مقر عمل والدها وتندفع كالعاصفة وهي تقول : لقد أساء هذا الوغد معاملتي ،عليك أن تعاقبه يا أبي انه متعجرف وبغيض من يظن نفسه؟............قال والدها : اهدئي أولا والتقطي أنفاسك من الذي اغضبك الى هذه الدرجة؟.................قالت بغيظ : انه المعتوه الذي يصلح اليخت ...........قال والدها في استنكار : هل ذهبت الى المرأب؟.............. ردت : أجل لقد أردت أن أعرف متى سينتهي.، ولقد أهانني وطردني من المكان................قال والدها : ان لديه حق لقد كان ذهابك الى هناك خطأ منذ البداية ............قالت معترضة : ولكني أريد أن أقيم حفل ميلادي فوقه لذا .................قاطعها في صوت حاسم : انسي الموضوع ان الجو غير ملائم لذا فكري في مكان مناسب............................................. ................................................
كانت فرح تسير في خطتها بنجاح فها هي تقوم بدور العروس على أكمل وجه ، تشتري الملابس والجهاز وحتى أدوات الزينة ............ونظرا لرضى والدها عنها فقد احضر لها من باريس حقيبة بها ملابس للنوم من ارقى بيوت الازياء في باريس والاخرى بها اغلى انواع البرفانات والمكياج ، اما بالنسبة لفستان زفافها فقد اختارت التصميم وسيكون الفستان المصمم على يد اشهر المصممين في العالم موجود قبل الزفاف ....................والان ستذهب مع والدها ووالدتها لرؤية الفيلا التي ستسكن فيها بعد انتهاء مهندس الديكور منها................لقد كانت في منطقة هادئة وراقية شعرت بالاعجاب منذ دخلت الى الحديقة ، وفي الداخل شعرت بشئ مختلف لقد توقعت ان الديكورات ستشبه الفنادق والاماكن الرسمية التي تنشئها مجموعة السعيد ولكن فوجئت بجو حميمي وكأن هناك من قرأ أفكارها ونفذها ........................وشئ آخر اعجبها بشدة لقد كان يوجد في الدور الاول قاعة ضخمة بداخلها حمام سباحة بحجم معقول .............لقد كانت تحب السباحة ولطالما تمنت وجود حمام سباحة داخلي لديهم حتى لا تكون مكشوفة عند السباحة ..................قال لها أحمد : ان السباحة هي رياضته المفضلة وانه حصل على الميداليات فيها ، ولذا كان أهم شئ بالنسبة له هو وجود مكان للسباحة . ثم ضغط على احد الازرار لتجد السقف ينفتح ، لم تتمالك نفسها لتقول في دهشة : مذهل انه بسقف متحرك.................رد عليها سعيدا بتجاوبها : هو أيضا يحتوي على نظام تدفئة............................................. .................................................. ............سارة اتصلي به الان ............قالت سارة في عناد : لا ليس الان لم يمض الوقت الكافي بعد ..............كان أحمد قد أوكل لريهام مهمة ديكورات الفيلا التي سيعيش فيها بعد زواجه ، ولقد أعجب الجميع بما نفذته ....................ريهام منذ البداية قد طلبت منه عدم اخبار فرح عن أنها ستقوم بديكورات وفرش الفيلا لتعرف رأيها في النهاية دون أي مجاملة ...............وهي الان تنتظر مثل الطالب الذي ينتظر نتيجة الثانوية العامة التي سيتوقف عليها مستقبله ................ان سارة تعتقد أن شقيقتها موهبة بالفعل ورغم ما تبديه الان من توتر الا انها وقت العمل كانت تمتاز بالثقة بالنفس دون اي تردد ، كما ظهرت لديها الميول المعتادة لدي العائلة من تسلط واصدار للاوامر لقد كان العمال يطيعونها دون اي تمرد ...............لقد طلب أحمد منها أن تذهب معهم لترى رد فعل فرح بنفسها ولكنها تراجعت في النهاية ، لذا فلتعاني من الانتظار ..........................كانت ريهام لا تستطيع الجلوس في مكان انها أولى خطواتها العملية ، انها لم تصدق نفسها حين أوكل اليها أحمد المهمة الكاملة في تصميم الديكور واختيار الاثاث والمفروشات ، لقد عرضت عليه ان يشاركها هو وخطيبته في الاختيار ولكن اخبرها ان الوقت ضيق وهما مشغولان ...........لذا كان عليها ان تستغل الفرصة وتظهر أفضل ما لديها لتستحق هذه الثقة ..............لقد حسمت أمرها ستلتحق بالشركة بعد الزفاف مباشرة ، وهذا النجاخ سيعطيها دفعة قوية بالتأكيد .............عاد أحمد يبدو عليه السرور ليأخذها بين ذراعيه ويدور بها قائلا : شكرا لك يا حبيبتي .لقد فعلتي أكثر مما كنت أحلم حتى ..............قالت بانفاس متقطعة : دعنا منك ما يهمني هو راي العروس هل اعجبتها ؟................. رد عليها ضاحكا : وهل رايها أهم من رأيي ............ قالت : بالتأكيد..........رد عليها في غيظ : لقد كانت مبهورة .................................................. .........................
على ما يبدو أن سيف سيصبح في المستقبل قائدا وربما حتى رئيس ..........ان لديه تلك القدرة على دفع من حوله في الاتجاه الذي يريده ................فها هما انجي وسلمى تذهبان معه كل يوم لتلقي دروس اللغة العربية بل ان انجي تقوم سرا بالاستماع الى دروس من اليوتيوب لتتمكن من تعويض ما فاتها من دروس وتتمكن من اللحاق به .................انها تشعر ان القراءة باللغة العربية شئ معقد ..........فان طريقة نطق الكلمة بل معناها ايضا يختلف تبعا للتشكيل الذي يعلوها ، فنفس الحروف تشكل عدة كلمات وعدة معاني ، ولكن رغم ذلك فهي لن تتراجع عن المنافسة أو تهرب .....................كانت تقود السيارة فيما يجلس بجوارها سيف وسلمى في الخلف كانوا عائدين من الدرس ، الثلوج توقفت وتم رفعها من الطرق وأصبح الجو أكثر دفئا....................ما ان نزلوا من السارة حتى قالت بسرعة : المسابقة الان من يصل الى المنزل أولا ...............ليندفع ثلاثتهم في صخب ...............فتحت السيدة جونسون الباب بعد الطرق العالي متذمرة ليكملوا اندفاعهم الى الى الداخل غير مكترثين بما تتمتم به بصوت منخفض...................بسبب هذا الصخب لم تتمكن من سماع صوت والدها والشخص الذي يحدثه ..............ما أن وصلت الى الريسبشن حيث يجلسان واتضحت أمامها صور ة الشخص الجالس ، حتى توقفت متجمدة وكأن صاعقة قد ضربتها ، ..................انه هو . بعد كل هذه السنوات عاد مرة أخرى ....مرت سبع سنوات منذ اخر لقاء جمعهما ، وبعدها لم يجرؤ على القدوم ومواجهتها ,...............ومن جهتها كانت قد نسيته أو تناسته ، لقد ألمها هذا مثل الالم الذي يشعر به الانسان حين يبتر أحد أعضائه الذي عاش معه طول عمره وظل يعتمد عليه ، لقد أجبرت حتى أفكارها ألا تقترب منه ، سخرت من نفسها وكأن ذلك قد ساعدها حتى على النسيان ..................قام من المقعد واقترب منها ، نظرتها لم تتغير ولم يظهر لديها أي ردة فعل نفس النظرة المتجمدة ............فكرت : لقد تغير بالتأكيد لم يعد نفس الشاب الصغير لقد تغيرت ملامحه وأصبح أكثر عرضا وظهرت عضلاته لقد كان يمارس الرياضة بالتأكيد ، وملامحه اكتسبت مزيدا من النضج ، ولكنه بالتأكيد وسيم ، انه يشبه والدها كثيرا.................تسلل الى أذنها صوته يقول : انجي . ومد يده ليلمسها ...........ليرسل عقلها برسالة تقول : ابتعدي ...........استدارت بسرعة متجهة الى السلم ..............تكلم بصوت متوسل : انجي أرجوك ......دقيقة واحدة أريد أن أطمئن عليك ................استدارت اليه بوجه ثائر ثم عقدت ذراعيها ناظرة اليه باشمئزاز قائلة وعيونها تطلق شررا : اطمئن يا أخي أنا لا أزال على قيد الحياة ، وقريبا سأصبح طبيبة . يمكنك أن تريح ضميرك ان كان متعبا.................قال بصوت متألم : أرجوك سامحيني أنا لم أتخيل للحظة أن يحدث ذلك ، لقد كان جنون . لو خطر ببالي للحظة أنه قد يفعل بك هذا لكنت انتظرت ولو كان الثمن حياتي ................رفعت يديها لتصفق ببطء : أهنئك على الأداء انك بالتأكيد محمد الذي كان يقول لي انني اغلى من حياته ، هل انتهيت ؟ شكرا لهذا التوضيح ، ولكن رغم ذلك فالواقع لم تتغير . لقد هربت أنت كفأر مذعور بعد جريمتك ، ليقرر ذلك المجنون الانتقام عن طريقي أنا ، وها أنا الان بفضلكما أصبحت أكره حتى نفسي .........................لا تقلق يا أخي أعدك انني حين استطيع التصالح حتى مع نفسي ستكون أنت التالي في القائمة ...............ثم استدارت صاعدة السلالم لتغلق باب غرفتها خلفها في عنف.......................استدار محمد ليجد والده وقد أخفض رأسه علامة اليأس . ويجد طفلان صغيران يحدقان به نظر اليهما وهو يزفر نفسا ملتهبا . لتتوقف عيناه على الطفلة انها تشبه ،!!!!!!!!!!!! ليقفز الى رأسه خاطر مجنون ، ليقول في حدة وهو يشير اليها : أبي انها تشبه .................قاطعه والده : انها تشبه عمتها ..............اتسعت عيناه في ذهول وعقله يقر بالواقع ، ان الامور أصعب كثيرا مما تخيل .......................................انتهى ...............سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت استغفرك وأتوب اليك............
|