*انها تشعر بالقلق منذ الصباح وكذلك طوال اليوم الماضي هل سينفذ ذلك المجنون ما اخبرها به ويذهب لخطبتها ؟.........كانت منذ الصباح صامته على غير عادتها بينما فرح هي التي ظلت تتحدث طوال الوقت ...........انها حتى لم تخبرها بما حدث اول امس في منزلها فهي حتى الان غير متيقنة ان كانت تلك الاحداث حقيقية ام مجرد وهم !!!!!!!!!!!اوصلتها فرح وزوجها ليتفاجئ والداها بعودتها ..........ولكنهما لم يعلقا عندما اخبرتهما ان زوج فرح اتى من عمله مبكرا وهي رفضت ان تظل في المنزل اثناء وجوده ............شئ اخر يحيرها تلك الحوارات المتبادلة بين والديها بصوت خافت والتي تتوقف حال اقترابها ترى ما الذي يخططان له ؟.........هل فعلها حقا ولكن متى واين ؟ ولماذا لم تتسرب اي اخبار حتى الان ؟!!!!!!!!!!!!!!!!كانت فرح تتحدث بسعادة اصبحت ملازمه لها منذ ان تجدد لديها الامل بوجود مستقبل لزواجها !!!!!!!!!!قالت لها (سها ما رأيك ان نذهب الى محل ..........لقد علمت ان لديهم قمصان نوم ولانجيري رائعة ).............نظرت اليها بسخرية وهي تقول (انظروا الى الانسة المحترمة فرح وهي تتحدث عن قمصان النوم واللانجيري!!!!!!!!ما الذي ستفعلينه عندما يتم زواجك بالفعل ؟ لا بد انك ستتركين كل الحياء ومشتقاته )............قالت لها بتذمر (سخيفة ........ساعقد اتفاقية مع امك للايقاع بك وتزويجك رغما عنك للدبلوماسي الذي خطبك )...............قالت لها (انظروا من التي تتكلم ؟ الانسة فرح المتزوجة مع ايقاف التنفيذ )............اخرجت لسانها لها وهي تقول (افضل من ان اكون عانس مثلك )..............ثم اردفت بلهجة حالمة (اقل من ثلاثة اشهر واذهب الى شهر عسل حقيقي هذه المرة ............اتمنى ان تنتهي سريعا!!!!!!!!!! لانني لا اكاد ارى احمد خلال الايام الماضية ..............انه معظم الوقت بالجامعة لانه يكثف جهوده بشكل كبير للانتهاء من الدكتوراة )...............قالت لها بفضول (اظن ان زوجات الاطباء يعانين كثيرا بسبب انشغالهم الدائم ).................قالت فرح بهدوء (ربما ولكن بما انني حاليا مشفولة في دراستي والمذاكرة يمكنك ان تقولي انني لم ابدأ في المعاناة.......................................... ......وجدها تقترب منه وفي عينيها لمعان الانتصار قال لها (بسرعة هاتي ما لديك ).................لقد كلف هند الفتاة التي كانت معجبة به ولكنه لم يكن يهتم بها فقد كانت ماديا في نفس حالته وربما اقل ..........ولكنه وضع فرح نصب عينيه تلك الفتاة المولودة وفي فمها ملعقة من ذهب وهو كان قصده شريف وهو الزواج الذي سيكفل له وضع مادي افضل ويجعله يسكن في مكان لم تطأه قدماه من قبل !!!!!!!!!!!!!ولكن الغبية لم تستطع مواجهة اهلها وهو رفض الهرب لانه كان سيجعله يخسر كل شئ وسيكتسب عداوة والدها ويتحمل مسئوليتها ايضا .......لذا اعجبته فكرتها اكثر فهو لا يهمه ان حصل عليها وهي مطلقة على الاقل كان ساعتها سيظهر بمظهر المضحي في سبيل الحب ..........ولكن الغبية احبت زوجها الثري ورمت السنوات التي ضيعها جوارها وراء ظهرها وقد توعدها بالانتقام........ لذا استغل هند المحبة له في تتبع اخبارها والتجسس على كلامها مع تلك المجنونة سها ...........ويبدو انها اخيرا قد سمعت شئ مهم .........قالت له بتشفي (دعنا نجلس في مكان هادئ )............وصلا الى مكان هادئ في الحديقة لتقول بعدها (ان الغبية فرح لم تتم زواجها حتى الان ويبدو انهما اتفقا على تأجيل الموضوع حتى يذهبا الى اجازة شهر عسل جديد بعد نهاية الاختبارات )..............برقت عينيه والعديد من الافكار الشيطانية تمر برأسه ليقول لها (احسنت هند يبدو انك تستحقين حبي )..............ربما يكون افضل انتقام ان يوقع بها في فخ صغير ثم يحصل عليها اولا انها حقه من البداية !!!!!!!!!!وعندها ستضطر للطلاق حتى لا تفضح نفسها امام زوجها ...........كما انه يستطيع بسهولة ان يصور ما سيحدث بينهما ويهددها بالصور حتى تتزوجه ............برقت عيناه ببريق ذئبي وهو يفكر في كيفية تنفيذ هذه الخطة التي راقته كثيرا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!........................ ...........****

انها لم تذهب لزيارته بالامس كما طلب منها فليس عليها تنفيذ اوامره !!!!!!!...............كما انها لم تفعلها صباح اليوم ايضا ..........ولكن لم لا يكف عقلها عن التفكير في هذا الموضوع ؟ كما ان الظروف لا تساعدها ........بالامس لم تكن الاخبار قد وصلت الى الطلاب ........ولكن اليوم مع تغيبه عن محاضرتهم سألوا وعلموا ما حدث والجميع لا يكف عن الحديث حول الموضوع كما انها تفاجأت من وصلات البكاء التي انطلقت من بعض الفتيات تأثرا بما حدث للاستاذ الوسيم ...........كما انه حتى الشباب لم يخجلوا من اظهار تأثرهم .....................والعجيب ان حادث اطلاق النار قد اضاف حوله هالة بطولية غريبة ..........عجيب هو الانسان عندما يفسر الاحداث وفقا لهواه !!!!!!!!!!فالمفترض ان الاصابة في حادث اطلاق نار يجعل الشخص موضع شك وليس بطل !!!!!!!!اتفق مجموعة من زملائهم على زيارته في المستشفى وكانت نهى اول من اصر على الذهاب يبدو انها لا تزال تصر على الايقاع به !!!!!!!!!!!وجدت نفسها تقول فجأة (ساذهب معكم )..............نظرت اليها المحموعة بدهشة فهي لم تهتم من قبل باي نشاط كما ان طبيعتها المحافظة لا تجعلها تذهب بزيارة الى اي رجل حتى ولو كان استاذها !!!!!!!!!!!!قبل ان يفتح اي شخص فمه بالاعتراض وجدت سامر يقول بابتسامة عريضة (بالتأكيد يا سارة يسعدنا ذهابك معنا )...............عندما اخبرت صديقاتها بما ستفعله نظرن اليها بدهشة لتقول ندا بعدها وهي تضع يدها فوق جبينها (انتظري يا فتاة حتى اتحقق هل انت مريضة ام لا ؟)...........قالت بملل (كفي عن هذا )..........كانت ايمان من رد فقالت (سارة هل انت حقا ذاهبة لزيارة الدكتور محمد ما اعلمه انك لا تطيقينه !!!!!!!!!)...........قالت بسرعة (الانسان يغير رأيه باستمرار ............سارت مبتعدة فيما تلاحقها نظراتهن !!!!!!!!!!كانت نهى تكاد تقتلها بنظراتها لتقترب بعدها منها وهي تقول (يبدو انه لا احد غيري يدرك انك تحومين حول محمد ولكني احذرك انه لي وستندمي ان لم تبتعدي )...............تذكرت انها سبق وان رأتها داخل مكتبه ....ردت عليها بسخرية (منذ متى ازلت لقب دكتور عنه ؟ ثم كما اعلم هو لم يرتبط بك بعد ويمكن ان يقال ان الصيد لا يزال في البحر ينتظر الصياد )...............اسدلت الفتاة اهدابها لتقول بعدها بحقد (انت مخطأة لقد خطبني ونحن سنقيم الحفل ما ان يشفى ).................الفتاة الغبية تجعل احلامها واقع تريد فرضه على الاخرين )................هزت كتفيها بلامبالاة وهي تقول (عندما يلبسك دبلته سابتعد الى اقصى مكان ممكن ).................لا ينقصها الا هذه التي ظلت تدعي الرقة والصمت والاحترام لسنوات لتأتي الان وتنافسها على الشخص الذي تريده .............لقد اعجبها منذ البداية عمره الصغير ومنصبه ووسامته وجسمه الرياضي...........كما ان كونه عائد من المانيا للتو احاطه بجو من الغموض من وقتها!!!!!!!!!!كما ان نظرات البنات المحيطة به قد جعلته هدف يستحق الفوز به .............وهذه الحمقاء لن توقفها بالتأكيد فسارة وان كانت تنتمي لعائلة ثرية فانها هي ابنة عميد الكلية اي ان مستقبله في يد والدها !!!!!!!!!!!!!!!وصلوا الى حجرته ليجدوه وحيدا كانوا قد احضروا معهم باقة من الازهار وعلبة من الشيكولاته وضعوهما على المنضدة الموجودة جواره ..........نظرت سارة حولها لترى الكثير من باقات الازهار في الغرفة لتصبح شبيهه بمحل بيع الزهور...........كان الطلبة يتبادلون الكلام معه لتلاحظ نظراته التي اتجهت اليها بما يشبه التوعد لتخلفها عن الحضور ..........شئ ما جعله يتوقف كانت تنهى قريبة منه تحدثه بصوت منخفض !!!!!!!!!ترى ما الذي تقوله له ؟ وكيف يقبل هو بتقربها منه في حين انه متزوج ولا يكف عن الادعاء انه يريد الاستمرار معها ؟ّ!!!!!!!!!!يبدو ان شئ ما تلبسها اليوم وجعلها تتصرف خلافا لطبيعتها المعتادة ........اقتربت من السرير وهي تقول بابتسامة ماكرة (عذرا على المقاطعة ولكن اريد ان اسألك عن شئ دكتور )............ابتسم بتسلية وهو يقول (لا تقلقي سنكمل حديثنا فيما بعد والان ما هو السؤال ؟)...........قالت بهدوء (متى ستعود الى العمل ؟ انت تعلم اننا متأخرين بالفعل ).............كانت نهى من اندفعت في الاجابة لتقول (ما الذي تقولينه يا سارة اهم شئ هو صحة الدكتور !!!!!!!ثم وكأنها توجه كلامها اليه فقط قالت : ان سارة تهتم كثيرا بالدراسة لقد كانت الاولى في السنوات السابقة )............قالتها باحتقار وكأن الاهتمام بالدراسة يعتبر نقص في الانثى !!!!!!!!!!رد هو وقال (انه شئ جدير بالاعجاب وانا اطمئنك انه لن يمضي اسبوعان حتى اعود)............كان الغيظ يبدو واضحا على الفتاة التي شعرت انه جعل الاخرى تهزمها لذا قالت بتهور (هذا اكثر شئ اتمناه ان تعود الينا حتى دون ان تتعب نفسك في الشرح )..................اضافت بعدها (اقصد الى الجامعة ).............بعد ذلك كان الشباب هم من يحدثونه ليعلنوا بعد قليل انهم لا يريدون ارهاقه فتخرج نهى بغضب !!!!!!!!!!!!كانت سارة في المؤخرة عندما فاجأتها عبارته (سارة انتظري اريد ان احدثك في امر ما ).............شعرت بالدهشة من انه قال ذلك امام باقي الطلاب ..........ولكن يبدو انها لم تكن الوحيدة فقد استدارت نهى بحدة وعلامات الذهول ترتسم على وجهها ليقول هو في حسم (سارة فقط ).............لتخرج الاخرى كالعاصفة مغلقة الباب خلفها ..........رغم انها متضايقة من تصرفه الا ان تأثير التصرف على نهى اسعدها كثيرا انها شريرة اليس كذلك ؟..........اقتربت من السرير وجلست على الكرسي الموضوع امامه ثم قالت وهي تخفض عينيها (ما الشئ الذي اردت التحدث معي عنه ؟)..............قال بهدوء (لقد تخلفت عن الحضور بالامس واليوم ايضا رغم انك وعدتني )..........قالت باعتراض (انا لم اعدك بل انت من قررت وتصورت اني سانفذ )............قال مظهرا الاسف (وانا من ظننت انك ستشفقين على شخص مريض وتنفذين الطلب الذي كان سيساهم في شفائه )............قالت بتفكير (التزم بتعليمات الاطباء وصدقني هذا سيفيدك اكثر ).............قال بتذمر (على الاقل اعطيني رقم هاتفك ).......... عقدت حاجبيها ليقول لها باقناع (ان تبادل ارقام الهواتف اصبح يتم في مرحلة التعارف الان..........وعليك ان تقدري حالتي وانا عاجز عن الحركة وكل ما اطلبه هو حديث هاتفي )............امسكت الهاتف الموضوع جواره وسجلت عليه رقمها وهي تقول بضيق (يمكنك ان تكون لحوحا ).............ابتسم وقال (سارة لا تكوني صعبة هكذا )............قال بتردد وهويتململ (لقد تعبت من هذا الوضع واريد ان اعدل جلستي )............نظرت اليه محاولة فهم قصده .........لتجده بعدها يقول (ان كان ذلك سيزعجك نادي الممرضة )............قالت بعبوس (ساحضر لك ممرض )...............قال بهدوء (الموجود هنا ممرضات فقط )...............ستحضر له واحدة لماذا تهتم من الاساس ان هذا عملهن !!!!!!!!!!!دون ارادة منها قامت وامسكت بالوسادة وحاولت وضعها خلفه دون ان تلمسه !!!!!!!!!مما جعله يقول لها بتذمر (كنت استطيع فعل ذلك بنفسي ..........المطلوب هو ان تمسكي بي حتى استطيع رفع نفسي لاصبح في وضع قريب من الجلوس )................فعلت ما طلبه فامسكت باحدى يديه وهي تحاول جذبه الى الخلف فاضطرت للامساك بذراعه من الاعلى بينما اتكأ هو على الاخرى رافعا نفسه ..........لقد اثر اقترابها منه الى هذا الحد كثيرا على اعصابها كانت تكتم انفاسها لتمنع نفسها من الارتجاف وهي تلمسه ............وعلى الرغم من كونه يرتدي ملابس المستشفى الا ان هذا لم يمنعها من الشعور بعضلات ذراعه المفتولة وانفاسه القريبة ورائحة النظافة التي تشع من جسمه.........رغم ان الامر لم يتعد لحظات الا انها عند اعتداله اخيرا اسرعت بالابتعاد الى اقصى مسافة لتجده يقول برقة (شكرا لك )..............................*********

كانا قد انتهيا من الاجتماع والذي ضم مدراء المصانع والشركات بالاضافة اليهما ............انه لا ينكر ان حازم قد تحمل عبأ كبير اثناء فترة غيابه وانه ادار الامور على افضل وجه............ ولكن هو اراد ان يتواصل مع الجميع حتى لا يفوته اي شئ حدث اثناء غيابه ..............لقد عاد معتز بالامس فاخبره عما فعلته ريهام وانها ذهبت الى منزل والدي حازم !!!!!!!!!لم يضايقه هذا ولكنه فكر انها لا تزال تعاند كطفل يضطر لاطاعة الاوامر دونا عن ارادته فيقوم بالالتفاف حولها حتى يثبت لنفسه انه لم يستسلم !!!!!!!!!!!!ولكن على كل حال هذا شانهما وعلى حازم الانطلاق من هذه النقطة ..........فهو لن يذهب مثلا الى منزل والديه مخبرا اياها انها لم تنفذ اوامره بدقة !!!!!!!!!!!!كان حازم يراجع احد الملفات حين قال له (مبارك عودة زوجتك ).............نظر اليه مبتسما بسخرية ليعود فينظر في الملف ثم يقول له (لماذا لم تخبرني انك ستعيدها بهذه الطريقة ؟)..............قال له ساخرا (لا تقل ايها الحساس انك قد تأثرت باجباري لها وانك لم ترغب في اعادتها منتظرا ان تتخذ القرار بنفسها )..............قال ببرود (بل ساقول لك لماذا لم تفعلها منذ سنوات ؟)............قال ضاحكا (يمكنك ان تقول ان تقديري لاستطاعتك كان مبالغا فيه ........لقد ظللت طوال الوقت اقول لنفسي لا تتسرع ان حازم قادر على فعلها ..........ولكنك ظللت طوال الوقت تقول انك ستعطيها الوقت الذي تحتاجه دون جدوى ).............عاد يقول (هل تضايقت انها ذهبت الى منزل والدك ؟)..............قال بهدوء (بالتاكيد لا ............يمكنك ان تقول انه خلال ايام سانهي فرش وتشطيب الدور الخاص بي وحتى يتم ذلك ساعود الى حجرتي القديمة )..............ضحك بصوت عالي وهو يقول (احترس من ان يراك احد والديك وانت تتسلل الى غرفتها )................قال بمرح (لا تقلق سافعلها بعد تأكدي من نومهم )................لقد غادر بالامس الى شقته لان اليوم كان لديهم اجتماع مهم ولم يكن يستطع التأخر او التغيب ...........ولكنه اخبرها انه سياخذ لها اجازة وكذلك اخبرها الا ترسل عمر الى المدرسة ............واليوم هو سيذهب الى مدرسته حتى يغير المكان الذي سيأخذه منه الباص وبعدها الى شقته ليأخذ بعض الملابس التي يحتاجها بما انه سينتقل الى هناك ..............قال له باهتمام (اخبرتني ريهام انها لن تعود الى منزلك وهي تريد ملابسها وملابس عمر وكتبه )................قال مبتسما (اذا فهي لا تزال غاضبة ...........ساجعل سارة تجمع لها ما تريد ثم ساجعل احد العمال يوصلها هناك ...........وسوف اتي لمصالحتها )..................قال بابتسامة (اعانك الله ان غضبها سئ )...........قال بهدوء (معك فقط لانك تدللها ).............قال معترضا (انا احبها وهذا يجعلها تتدلل على اكثر من اي احد اخر ............انت لا تعرف لانك لم تحب ).................الم يعرف ؟ لقد عرف بكل تأكيد وفعل ما يقوله حازم بالتحديد تصرف مخالفا لطبيعته فقط ليريحها ويرضيها .............وهو الان يتمنى ان يترك كل شئ خلفه ويذهب الى لندن ليظل جوارها حتى تنهى دراستها ويعيدها معه !!!!!!!!!!!الا يظل كل يوم مستيقظا فوق فراشه وهو يتأمل صورها مانعا نفسه بالقوة من الاتصال بها !!!!!!!!!!وحتى عندما ينام تظل تلاحقه في احلامه ..........احيانا تكون احلامه حولها بريئة واحيانا اخرى لا !!!!!!!!!!!كانت هناك ابتسامة فوق شفتيه لاحظها حازم الذي نظر اليه في تعجب وقال (اين ذهبت ؟.............لم يرد فقال له : لا تقل الى باريس)..............قال والابتسامة لم تغادر شفتيه (بل الى لندن ).............عقد حازم حاجبيه ليقول بعدها متعجبا (هل هي لندن ام باريس ؟).............ضحك وقال (انها ليست فزورة انها تعيش في لندن ولكنا كنا سويا في باريس )................. قال حازم (هل هي انجليزية ؟)..............اجاب (نصف انجليزية نصف مصرية ).............قال بفضول (انت لن تخدعني بالادعاء انك تعرفت عليها مؤخرا فالحساسية من لندن تصاحبك منذ مدة طويلة ).............قال بتفكير (ولماذا تريد ان تعلم ؟)...............قال باستسلام (دعك من هذه النقطة !!!!!!!!لماذا لم تحضرها معك )............قال مبتسما (ساحضرها بعد ثلاثة اشهر تحديدا بعد ان تتم دراستها )............وجده يضحك ليقول بعدها مستنكرا (هل تحب تلميذة ؟)................قال بحنق (انها تدرس الطب وانت تعلم ان دراسته تستغرق كثيرا )................غير الموضوع قائلا (لماذا اذا اعدت نهال ؟).............قال باشمئزاز (لقد عادت من تلقاء نفسها وانت تعلم ما نمر به في هذه الفترة لذا لم ارد فتح جبهات اخرى ..........ولكن سينتهي كل شئ قريبا).................................انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ...**************************

الفصل السابع والثلاثون ................... يوم طويل اخر في الجامعة!!!!!!!!!! انها لا تدري ما الذي اصابها بالجنون وجعلها تدرس الطب من الاساس ؟!!!!!!!!!!!!لماذا لم تختار مجال غير معقد مثل الفنادق او حتى الطبخ؟.......... كان يمكنها وقتها ان تقدم برنامج تلفزيوني وتصبح من المشاهير وتحصل على الكثير من المال!!!!!!!!!!وبعدها تفتح مطعمها الخاص ............منذ اختفاء عماد والذي علمت بعدها انه قد سافر وهي تعيش وحدها .........ولكنها وعلى عكس المعتاد لم تنجرف الى اي فعل غير لائق!!!!!!!!!!! ربما في وقت سابق كانت ستستغل الفرصة على الاقل وتخرج ...........لكنها الان لا تذهب الا الى الجامعة والمشفى الذي تتدرب فيه ...................ثم في اخر اليوم الى دروس اللغة العربية التي التحقت بها واختارت الكرس المكثف ................لقد توعدت سيف بالهزيمة وانها ستسبقه وتتفوق عليه !!!!!!!!!وقد اخذت الموضوع بمنتهى الجدية ............وهي لا تكتفي فقط بالدروس بل تستغل اي وقت فارغ وتستمع الى فيديوهات للتعليم وكذلك تحاول حفظ بعض السور القصيرة عن طريق برنامج (المصحف المعلم )...........لقد ارادت هي ايضا السفر الى مصر ولكنها في النهاية لم تفعل !!!!!!!!!السبب الاول لانها علمت ان يوسف وعائلته يتواجدون معظم الاوقات وهي حتى الان غير مستعدة لكشف شخصيتها او للمواجهة ...........ومن جهة اخرى ليس هناك اي مجال للتغيب عن دراستها فقد استنفذت كل مرات الغياب !!!!!!!!!!علمت من والدها انه استعاد وعيه وحالته الان جيدة وهي تريد ان تكلمه ..........بالتأكيد عليها ان تفعل ...........لقد تجنبت الاتصال بالامس محاولة اقناع نفسها ان عليها ان تتركه لبعض الوقت ، حتى لا تؤدي المكالمة الى انفعاله او توتره وهو ما لن يكون في صالحه في هذه المرحلة ............ولكن عليها اليوم ان تفعلها !!!!!!! هل ترددها يرجع الى كونها لا تزال حاقدة عليه ؟ ام لانها تخاف ان تفتح على نفسها الالام القديمة ؟ لا تستطيع ان تحدد !!!!!!!!!!لقد حصلت على رقم هاتفه بالفعل وكل ما عليها ان تفعله هو ان تجري الاتصال !!!!!!!!!!جلست على الاريكة في وضع مريح ثم امسكت الهاتف وضغطت اتصال ...........وصلها الصوت من الجهة الاخرى قائلا عندما لم تتكلم (مرحبا من المتصل ؟)............استجمعت شجاعتها لتقول بعدها بصوت خافت سمعه بالكاد (انا انجي )..............كانت والدته واخته شذى موجودتان معه بالحجرة وكانت امه تحاول اطعامه بالقوة !!!!!!!!!!انها لم تكتف بتناوله تفاحة واحدة ويبدو انها تريده ان يتناول طنا من التفاح !!!!!!!!!!!شذى ولاجله تخلت عن مذاكرتها الغالية والتي كما قالت (في هذه المرحلة الحاسمة حيث يكتب القدر مستقبل كل طالب !!!!!!!!!) انه لا يدري اين ذهبت الطفلة التي تركها منذ سنوات ..............يبدو انها تلاشت ليجد بدلا منها هذا الكائن الثرثار الذي يدعي فهم كل شئ .........والان هاهي اخته الاخرى تتصل !!!!!!!!!!يبدو ان هذه الاصابة كانت في صالحه !!!!!!!!!!!وقد حلت له كثير من المعضلات التي ظن انها غير قابة للحل !!!!!!!!!!رد بصوت هادئ (مرحبا حبيبتي كيف حالك ؟)...............ردت قائلة (انا بخير الاهم الان هو انت هل اصبحت افضل ؟).............قال (الحمد لله كما يقال مسألة وقت واعود افضل مما كنت )..............وجدها صامتة فقال (هل تظني انه بعد شفائي سيكون الجو لديكم في انجلترا ملائما للزيارة )............فهمت قصده هو يسألها ان كانت ستتقبل وجوده ؟ ويخبرها انه يريد ان يراها ..............بماذا عليها ان تجيب ؟ هي تعلم انها ستكون ظالمة ان صدت مبادرته .....ثم انها كانت منذ ايام مع يوسف الجاني الاكبر او البطل وسيكون رفضها غير عادل .......قالت بهدوء (انجلترا تكون رائعة خلال الربيع وخاصة لندن )..............تنفس بعمق لقد وافقت حمدا لله ..........قال (ما اخبار الدراسة معك لقد علمت انه لم يبق الا القليل وتنضمي للسرب )...............انه يحاول اثارتها حتى تخرج من دائرة الكلام المهذب وتكون على طبيعتها !!!!!!!!!!قالت قابلة للتحدي (ان تكون جزءا من جماعة الاسود افضل من ان تكون ملك الخراف )............ضحك بهدوء ليقول بعدها (من تقصدين بالخراف ؟ ثم ان المهندسين هم عماد الرقي والتقدم ........)..........قالت ساخرة (اجل بالتأكيد )............قال (ما الذي لديك ضد المهنة ؟).............قالت بامتعاض (ليس ضد المهنة ولكن بعض من يشغلونها )............قال بتفكير (يمكنني ان اقول انني واحد من هؤلاء البعض ترى من ايضا ؟.........قال بعدها بخبث : لا تقولي انك تقصدينه ان وصفه بالخروف لن يروقه بالتأكيد !!!!!!!!!!).............قالت بمكر (هل تظن انه يفضل ان يوصف بالذئب ؟)............ابتسم وقال (عليك ان تعرفي بنفسك )............هو لا يعلم اي شئ عن مشاعرها تجاه يوسف ولكن ما وصله هو كلام والده وكذلك فان موقفها المتشدد تجاهه دل ايضا على مدى الاذى الذي تعرضت له!!!!!!!!!!لقد اراد ان يخبره عن الطفلين قبل اصابته ولكنه لم يتح له الفرصة وهو يظن ان هذا ربما يدل على انه ليس عليه ان يتدخل رغم انه للان لا يزال على موقفه ...........,,,,...................*******
اشارت له امه انها تريد ان تحدثها فقال لها (انجي امي تريد ان تحدثك )...........انها تعلم ان رد فعلها تجاه ما حدث لها كان فيه تجنى على بعض الناس ومن ضمنهم العمة زينب .........تلك المرأة التي كان يجب ان تشعر تجاهها بالكره لانها كانت ابنة زوجها من امرأة اخرى ولكنها لم تفعل هذا !!!!!!!!!!!بل على العكس لقد منحتها الحنان والاهتمام اللذان لطالما شعرت بالاحتياج اليهما ..........كما انها وفي شقتها حصلت على افضل اوقات مراهقتها وطفولتها .....وهي ايضا تدين لها بتعليمها كيف تستطيع ان تعيش كشخص حي وليس دمية بلا روح !!!!!!!!!!!بالاضافة الى ان الطبخ والتنظيف وكل صور الاعتناء بالمنزل تعلمتها منها كانت تقول لها مازحة (يبدو ان صور زوجة الاب التي في المسلسلات حقيقية فها انت عمتي تعامليني معاملة العبيد )..............لتضحك هيا وتقول لها (اصمتي يا فتاة والا جعلتك تنامين في حجرة الفئران لتكتمل الصورة )...............شئ واحد رفضت ان تتعلمه وهو القراءة والكتابة لتعلم في النهاية انه كان عليها ان تستجيب فها هي تسعى لتعلمهما الان!!!!!!!!!!وصلها صوتها الهادئ العميق (كيف حالك يا ملك ؟ اشتقت اليك كثيرا )............مجرد سماعها الصوت جعل مشاعرها تتفجر !!!!!!!!!ليأتي بعدها الاسم الذي لم تنادى به لسنوات فيجفلها !!!!!!!!!!قالت محاولة تمالك اعصابها (بخير عمتي وانا ايضا اشتقت اليك ).............قالت بلوم (لقد انقطعت مرة واحدة بعد سفر محمد حتى انني لم افهم سبب هذا الانقطاع !!!!!!!!!!حتى المكالمة الهاتفية توقفت عنها ايضا .......... كما اني وجدت رقمك قد تغير )............قالت (انا آسفة عمتي ولكن مرت ظروف صعبة لم استطع وقتها التواصل مع اي شخص )................من الواضح ان محمد لم يخبر امه عما حدث لها بسببه ..............كان يستمع الى كلمات امه والتي تلوم خلالها ملك هو يعلم ان امه معذورة فقد احبتها كثيرا واحزنها جفائها وهو لم يستطع اخبارها بكل التفاصيل ..........هي ايضا لا تعلم سبب هروبه !!!!!!!ظنت انها مشكلة كبيرة ولكنها لم تعلم انها اغتصاب ولم تعلم ايضا انه تزوج !!!!!!!!!!لطالما شعر ان امه كائن مثالي مع بعض الضعف........ ما يجعلها غير قادرة على تحمل مثل هذه الاحداث المفجعة !!!!!!!!!!!!!!فتح الباب دون ان يطرق ليجد الشخص الذي توقعه معتز بالتأكيد من يدخل بهذه الطريقة ..........اشار اليه بالصمت حتى تستطيع امه الحديث ............لذا جلس على الكرسي الموجود جواره دون كلام .............كانت العمة زينب كما اعتاد تسميتها تتحدث مع ملك هل هي انجي ؟..........تأكد من الحديث الدائر انها هي .......ليجد بعد ذلك دموع العمة تتساقط هل انجي تقول كلام مؤثر مما جعل العمة تبكي انه لا يصدق!!!!!!!!!!!اعادت العمة الهاتف الى محمد ليقول هو فجأة (دعني اكلمها ).............لم ينتظر ان يخبرها بل التقط الهاتف ليقول بعدها مباشرة (كيف حالك حضرة الدكتورة ؟)..............صوت من هذا ؟ بالتأكيد انه الذي يتحدث دون استئذان ويختطف الهاتف بهذه الطريقة معتز السعيد !!!!!!!!!قالت بسخرية (افضل منك يا مهندس )............ضحك وقال (لا ادري ما الذي حدث لك ولاخوك بعيدا عن تأثيري اكتسب كلاكما لقب دكتور )..............قالت (اكيد ابتعادك كان من حسن حظنا )................قال بخبث (لم ابارك لك على الزواج يا زوجة اخي )..............شعرت بالتوتر هل يعرف ؟ هل يأخذ الامر ببساطة ؟.............اكمل دون انتظار للرد ليقول بمرح (كنت اعلم دائما انك لست هينة ولكن ان توقعي الرأس الكبيرة شخصيا يدل على تطور مبهر )...............يظن انها اوقعته ؟ لا تستطيع ان تفهم ما الذي يعرفه بالتحديد ولكن على كل حال عليها التزام الحذر!!!!!!!!قالت ساخرة ( بما انك تعلم انني زوجة شقيقك الكبير عليك ابداء الاحترام الكافي والا ستعاقب )...........قال (اشعر بالرعب من الان يا طنط ).............قالت بمزاح (احمد الله ان والدك متوفى والا كنت اوقعته هو وكنت عندها ستضطر بمنادتي ماما )...........قال بتسلية (الم تعلمي ان جدي على قيد الحياة فاتك ذلك يا جدتي ).............قال بعدها بجدية ( تعالي فور انتهاء الدراسة ان يوسف يحتاج وجودك وصدقيني سترتاحين معه كثيرا )............انه يظن ان شقيقه حزين لفراقها ربما يكون هذا صحيح بطريقة ما ولكن شقيقه نفسه يظن انه يريد فتاة اخرى !!!!!!!!!!اغلقت المكالمة قائلة (يكفي هذا يا مستغلين لقد اجهزتم على رصيدي ).............قال بخبث ( هل اطلب من الرأس الكبيرة ان يشحن لك ).............قطبت حاجبيها وهي تقول (اياك )............ضحك قائلا (تفضلين اخذ حقك نقدا )..............اغلقت الخط دون ان ترد .............سلم على العمة زينب والفتاة الاخرى والتي فوجئ بانها شذى الصغيرة !!!!!!!!!!قال لها (اخر مرة رأيتك كنت ...........)...........واشار بيده علامة على ضآلة الحجم ............قالت باعتراض (انا الان في الصف الثالث الثانوي شهور واصبح في الجامعة ويجب عليك ان تحترمني )...............ما دامت في الصف الثالث الثانوي عليه احترامها بالتأكيد فهي في عمر زوجته ............ربما هذا شئ جيد قال لها باهتمام (هل المدرسين الذين يدرسون لك جيدين ؟).............قالت بتكبر (بالتأكيد فانا اختار الافضل )...............قال لها (انا اريد الاستعانة بهم في التدريس لزميلة لكم )...............قالت وكأنها تحادث شخص غبي (وهل تظن ان احدا منهم لديه دقيقة فارغة ؟)............قال محاولا التحمل (ما الذي تقترحينه ؟).............لم تقدم مقترحاتها مباشرة بل قالت له (ولماذا هي نائمة حتى هذا الوقت ؟).............اللهم طولك يا روح قال بنفاذ صبر (انها من الاسكندرية وكان لديها مدرسين هناك ولكنها اضطرت للانتقال هنا )..............اومأت بفهم قائلة ساكلمهم واسألهم ان كان من الممكن اضافتها للمجموعة ).............قال (ساكون شاكرا لك جدا ولكن ارجو ان يكون ذلك الان حتى لا تضيع مزيدا من الوقت )...............................................************

*كانت تلعب مع شقيقها الصغير اياد حين جاء والدها من الخارج وقال لها (سها تعالي الى المكتب فانا اريدك في امر هام )................انه شئ مقلق فهذه الجدية والاجتماع الذي يطالبها والدها به لا يبشران بالخير !!!!!!!!!!!ترى هل اسفرت تحرياته عن شئ ضدها ؟...........هل سيذكر الاتهامات ام سيجعلها تعترف بنفسها ...........انها تحب اباها عندما يكون الاب الحنون الذي تعرفه ام عندما يتحول الى رجل الشرطة مثل هذه اللحظات فانها تشعر بالرعب !!!!!!!!!!!دخلت خلفه مغلقة الباب فقال لها (اجلسي )..............بدأ بالحوار قائلا (انا لم اتدخل من قبل في اي موضوع يتعلق بتقدم اي شخص لخطبتك ولكنني هذه المرة ساتدخل ).............ترى ما الداعي لهذه المقدمة الطويلة وما السر وراء تحول موقف والدها ؟..............هل العريس من طرفه هذه المرة ؟.............ثم ما الذي حل بالجميع وجعلهم يرغبون في خطبتها ؟..........احدى صديقاتها قالت لهم (ان اخر صف في الجامعة هو قمة الهرم في الخطوبات فالفتاة تكون في سن معقول وقاربت على انهاء الدراسة .....فيشعر العرسان انها مناسبة وكذلك الوالدين !!!!!!!!!!!اذا هي في مرحلة عنق الزجاجة نحو اقفال موضوع الزواج الى الابد ستعاني ولكن عليها ان تنتصر !!!!!!!!!!!!استئنف كلامه ليقول بعدها (ان ما يهمني هو سعادتك وان تحصلي على الافضل والرجل الذي تقدم لك كذلك ..........واشعر انني ساظلمك ان جعلتك تضيعينه )............(لقد قابلته هو ووالده وانا اعرف والده شخصيا منذ سنوات فنحن من نفس المحافظة وكان جده من افضل الناس ...........كما ان والده كان فخرا لنا جميعا ما يمكنك ان تقولي انه احد اعلام المحافظة )...........(الشاب ايضا اعجبني وله مستقبل باهر بأذن الله .......كما انه يملك ما ترغب به اي فتاة وسيم حالته المادية جيدة ويعيش في الخارج ).............يبدو وانه قد فعلها لقد خطبها من والدها وعلى ما يبدو فان حديث والديها الهامس كان يدور حوله !!!!!!!!!اكمل والدها (لقد سألت عنه في لندن ايضا والجميع يمدحه )...........ما هذا ؟اليس من المفترض ان توافق اولا ثم بعدها يتم السؤال عن العريس ؟!!!!!!!!!!!!ثم كيف اخبر الناس والدها انه شخص جيد لما لم يذكروا شيئا عن جنونه او وقاحته مثلا ؟!!!!!!!!!!!!قال والدها (ماذا قلت يا حبيبتي ؟)...........لقد تكلم معها بطريقة تجعلها لا تستطيع الاعتراض اذا ماذا تقول ؟............قالت ما ظنته سبب جيد (ولكن بابا انا لا ارغب في الابتعاد عنكم والعيش في الخارج )..............قال باقناع (حبيبتي يمكنك ان تأتي كثيرا ونحن ايضا سنأتي كما انه من الممكن ان يأتي للعمل هنا ..........انه سيأتي اليوم وعليك ان تقابليه وانا اعلم انك لن تخجليني امام الضيوف )..............ما الذي يمكنها ان تقوله لقد وافق والدها بالفعل على قدومهم ؟!!!!!!!!!وهي من كانت تظن ان امها متسلطة ولكنها في النهاية اكتشفت انها مسكينة !!!!!!!!!فكل ما تفعله هو الكلام!!!!!! بينما والدها ينفذ مباشرة !!!!!!!!!هل ستتكرر حكاية فرح والتي كانت تستنكرها بشدة معها !!!!!!!!ومع طبيب اخر هو صديق زوجها ..........هل الصداقة تجعل الاقدار تتشابه ؟ولكنها لن تستسلم ولن تجعل من نفسها ضحية اخرى ..........فرح كانت تريد الزواج من شخص اخر ولكنها لم تكن معترضة على موضوع الزواج نفسه اما هي فترفض المبدأ من الاساس !!!!!!!!تشعر ان الجميع يتعجب من موقفها فوالداها متفقان ولم تتعرض لمشاكل اسرية تدفعها لهذا الموقف .........ولكنها تعلم لما هي كذلك لقد ماتت صديقة طفولتها مريم بسبب والديها اللذان كانا يتشاجران فاندفعت باكية لتصدمها سيارة مارة ...........وهي لن تكون السبب في مأساة جديدة ..........قالت بخفوت (لا تقلق يا ابي ).............في المساء نزلت من الطابق العلوي الى الاسفل مرتدية فستان انثوي بامتياز يعلوه جاكت قصير وينسدل حتى كاحليها جعلها لون الفستان مع الزينة الخفيفة التي تضعها وشعرها الذي تركته باكمله منسدلا ووضعت في احد جانبيه كلبسات صغيرة على صورة زهور فضية ..........لتكون الصورة النهائية كامله كما يفترض بعروس !!!!!!!!!!!لم يكن وحده الموجود بل كان معه شخص وقور تقريبا في سن والدها تشع منه الهيبة ولا يشبهه الا قليلا............ يبدو انه والده الدكتور عبد الرحمن !!!!!!!!!لاحظت ايضا باقة الازهار الكبيرة التي تعبر عن طلب زواج مثالي .............جلست بتوتر ليحدثها والده قائلا (مرحبا يا ابنتي .........سعيد بالتعرف عليك )...........لم تملك الا ان ترد بخجل والذي انتابها بشكل مفاجئ لتقول (مرحبا بك ).............في اليوم التالي لقدومهما اخبره عماد انه قرر الزواج وقد وجد العروس ويرغب في ان يخطبها على الاقل قبل ان يسافرا !!!!!!!!!لم يستطع ان يعرف متى رآها فقد غادر المستشفى في وقت متأخر ليخبره في الصباح بهذا !!!!!!!!!!!عرف منه من تكون والمعلومات حول والدها ...........ولم يعترض فقد كان والدها شخص جيد وينتمي الى عائلة معروفة ..............لقد كلم والدها والذي اعطاهم موافقته وطلب منهما الحضور اليوم ...............بمضي بعض الوقت قالت امها لتتيح الفرصة لهما للكلام (سها خذي عماد ليشاهد الحديقة )............نظرت الى امها وعيناها تلتمعان شررا ليبتسم هو حينما لاحظ النظرة المصوبة !!!!!!!!لقد ظن ان الفتاة التي رآها تلك الليلة قد اختفت وحلت محلها هذه الهادئة حتى رأى هذه النظرة !!!!!!!!قالت من بين اسنانها (هذه اشجار وهذه ازهار وانا لا اعلم اسمائها وهكذا كما ترى فقد انتهت الجولة الكبرى سريعا )!!!!!!!!!!..........استدارت لتعود ولكنه امسك يدها موقفا لها ليقول (انت تعلمين ان والدتك ارادت ان نتكلم )............نظرت الى يدها التي تحيط يده بها لتقول بعدها بحنق (وانا لا اريد )..........قال مبتسما (هذا سئ فكما تعلمين فترة الخطوبة للتعارف والتقارب وها انت ترفضين هذا التقارب !!!!!!!!!)............قالت بغيظ (اي خطوبة ؟ انا لم اوافق عليك يا هذا !!!!!!!!!!)...........قال ضاحكا (هذا مؤسف ولكن عليك ان تفعلي فعقد الزواج سيتم بعد يومين ولن يكون من الجيد ان تكون العروس رافضة ).............قالت بجنون (عروس ماذا ؟ ما تستحقه هو عرسة تقرصك )............ضيق حاجبيه وهو يقول (ماذا ؟ما معنى عرسة)..........قالت (انها احد الزواحف ثم كيف تريدني ان اتزوج من شخص لا يعرف العرسة ؟)............قال (ولماذا تريديني ان اعرفها هل هي حيوانك الاليف ؟).............حدقت اليه بنفاذ صبر وقالت (الا تفهم هل اتهجئها لك انا.......لا ..........اريد .........الزواج ...........منك او من اي شخص آخر )...........قال بجدية (لغتي العربية ليست جيدة ولكن عليك انت ان تفهمي جيدا............ انك بالنسبة لي اصبحت زوجتي بالفعل ما ان اعطى والدك كلمته لي لذا الامر منتهي ).......................****
......انها ومنذ عدة ايام قد انتظمت في الدروس مع تلك الفتاة شذى...... يخرج بها السائق ومعه احد الحراس وينتظران حتى يعيدانها مرة اخرى ............لقد اصبح بينها وبين الفتاة علاقة جيدة حتى انها جاءت معها الى القصر ليذاكرا سويا .............وايضا هي ذهبت الى شقتهم .....الفتاة من النوع الذي يمكن ان يطلق عليه موس ...........فهي ملمة بمعظم المناهج كما انها حلت جميع انواع المسائل من قبل ..........وهناك ما قد يعتبره البعض عيبا ولكن في حالتها يعتبر ميزة ..........فالفتاة مغرورة بمعلوماتها وتحب الاستعراض !!!!!!وهذا يفيدها فهي دائما ترغب بالشرح لها وافهامها وهي فعلا قادرة على الشرح ..........وبهذا تتمكن من تعويض بعض ما فاتها !!!!!!!!!!!كما ان المدرسين الذين يدرسون لهم جيدين بل منهم من هو افضل من استاذتها السابقين !!!!!!!!!!!!هي نفسها لم تعد كالسابق تتعامل مع الدراسة بلا مبالاة ولكنها الان مختلفة.......... فبدلا من الاستغراق في الحزن والذي تعلم انه لن يفارقها طوال حياتها قررت ان تحقق هدف والدها وتتفوق كما اراد ان تكون الابنة التي يفخر بها وان تمثل امتداد جيد له ..........كما انها تدعو له دائما في صلاتها وعندما تستلم ميراثها ستقوم بعمل صدقة جارية له فقد علمت ان هذا هو ما ينفع الميت ...................من ناحية اخرى فانه ومنذ ان انتقلا الى القصر ومعتز قد استقل بحجرة النوم الاخرى الموجودة بالجناح ...........يبدو وان شهر العسل قد انتهى او انه عاد الى واقعه المختلف والتي هي ليست جزءا منه !!!!!!!!!بكل تأكيد هذا افضل لها فهي من الاساس لم تكن ترغب بهذا النوع من الاهتمام !!!!!!!!!!امسكت بالكتاب وهي تحاول انهاء الجزء المتفق على مذاكرته هذا اليوم ...........شئ اخر اسعدها وهو معرفة سارة لمناهج الرياضيات والفيزياء والتي هي اصعب الاشياء بالنسبة لها ...........لذا فانها ما ان تبدأ بمذاكرة احدى المادتين حتى تنتقل الى حجرة سارة ...........وهذا ما ستفعله فور انهاء هذا الجزء ........................................بعد مرور ساعة كانت تدخل حجرتها لتجدها تستقبلها مبتسمة وتقول لها (رياضة ام فيزياء ؟)............اجابتها قائلة (الاغلس...فيزياء بالتأكيد )............رغم ان فرق العمر بينهما يزيد قليلا عن ثلاث سنوات الا انها تشعر انه اكبر ...........ربما لانها تشعر انها قد تركت المرحلة الثانوية منذ دهر ....او ربما للنظرة الطفولية التي تعلو وجه الفتاة ..........والتي تشعر انها احيانا تذكرها بعمر والذي تحب شيري بالفعل ان تلعب معه وهو ايضا اصبح يعشقها ..ربما الفتاة كانت تتمنى ان يكون لها اسرة اخوة كبار وصغار وهي الان تعوض ما فاتها !!!!!!!!!اما بالنسبة لها ونظرا لكل الاحداث العاصفة التي مرت بحياتهم في الفترة السابقة فانها تشعر انها تائهة في كل تلك المناهج وخاصة انها تشعر انها لم تجب جيدا في الاختبارات التجريبية ...........هل ستستطيع التعويض؟ عليها ان تفعل بالتأكيد قبل الاختبارات الاساسية .............كانت قد شرحت لشيرين بعض الاجزاء لتقوم بعدها الفتاة بالتطبيق ........حين ارتفع صوت هاتفها لتشعر بالتعجب من الاسم الذي يعلوه ........لقد اتصل بها عدة مرات من قبل ولكن هذا يكون في ساعة متأخرة وليس الان .........ترى ما الذي يريده ؟............فتحت الخط لتجده يقول لها مباشرة وبصوت صارم (سارة اريدك ان تأتي حالا )...........قطبت جبينها وهي تقول (ماذا ؟)...........لم تكن قد ذهبت ثانية بعد تلك الزيارة مع زملائها والان لماذا يبدو مصمما هكذا ؟!!!!!!!!!!قال بنفاذ صبر (قلت لك تعالي الان انه امر مهم كما انني لا زلت في المستشفى اي لا داعي للتفكير في نوايا سيئة ).............قالت (ساحضر )............انهت مع شيري الجزء الذي تريده لتتجه بعدها الى المستشفى ثم تطرق الباب وتدخل لتجده يقول لها (اجلسي )............جلست وهي تشعر بالاضطراب مفكرة ما الشئ المهم الذي تحدث عنه ؟..........لم يدعها للحيرة كثيرا فقد اخرج ورقة بها اسماء للمواد التي تدرسها وبجانب كل مادة هناك رقم مكتوب ..........لقد خمنت ماذا تكون يبدو انه حصل على درجاتها والتي رغم كونها تشير الى نجاحها الى انها لم تكن جيدة ..........وجدته يقول بانزعاج (ان هذه درجاتك لقد ذهلت عندما رأيتها انها اقل كثيرا من مستواك المعتاد ...........ما الذي حدث هذه المرة ؟)............قالت بتوتر (انت تعلم انها غير مهمة..........) ............قاطعها قائلا (قد تكون غير مهمة ولكنها مؤشر على الوضع العام ........واريد ان اعلم السبب )...........قالت بخفوت (الوضع لم يكن مستقرا كما اني كنت اتعرض للكثير من الضغوط.................)..............قاطعها ثانية (وهذه الضغوط تتمثل بي ..........اسمعيني جيدا ستأتي كل يوم في الصباح كما سبق وطلبت منك ........ولكن هذه المرة لا مجال للرفض وسيكون معك احد المواد في كل مرة .........مفهوم )............قالت باعتراض (ولكنها ليست تخصصك )...........قال بتأكيد (لقد انهيت دراستي منذ حوالي شهرين هل تظنين اني قد نسيت ؟..........نفذي ما قلته فقط )..............اومأت برأسها وهي تفكر ان ما يعرضه عليها يتمناه جميع زملائها فمن ذا الذي يحلم بدكتور يشرح له كل ما لا يفهمه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...........................**

.ان سها صامتة منذ الصباح لا تفهم بالضبط ما الذي حل بها ..........فبعد سلسلة من الايام التي شعرت خلالها باختلافها عن المعتاد يأتي اليوم فيتوج باقي الايام وقد انتابتها حالة من الخرس التام ............حاولت جرها مرارا الى الحديث دون جدوى !!!!!!!ولذا لم يعد امامها الا ان تنتظر ان تتكلم بنفسها ..............شعرت بالتعجب من جلوس تلك الفتاة هند بالقرب منهما .......انها منذ مدة طويلة لا تستسيغ هذه الفتاة فلطالما رمتها بنظرات كارهة حاقدة دون ان تدرك السبب !!!!!!!!!والان تحاول التقرب منها ..........هي بشكل عام لا تحب احراج احد لذا تحاول الا تصدها ............قالت لسها (انا جائعة ساذهب لاحضار بعض الساندويتشات قبل بداية المحاضرة المتبقية )............أومأت لها لتقوم هي بينما الاخرى جالسة ..........وهي عائدة وجدت هند تقول لها مبتسمة (كيف حالك يا فرح ؟ اريد ان اتكلم معك ).............قالت لها وهي تجلس فوق احد المقاعد الخالية (بالتأكيد تفضلي).............قالت لها (انا اعلم انك متعجبة من تصرفاتي معك الان وربما في السابق ايضا ..........انا لا انكر انني كنت اكرهك بسبب حب زياد لك........... لانني كنت احبه اما بعد زواجك فاني شعرت بالندم على تصرفاتي السابقة واردت الاعتذار منك )................قالت لها (لا بأس يا هند لا تهتمي لم يحدث شئ )...........وجدتها تكمل (ولكن صدقيني ان ابتعادك عن زياد كان افضل لك فلقد عرفته على حقيقته ان كل ما يرغب فيه هو التسلية دون ان يهتم بجرح مشاعر الفتاة التي يعلقها به ).............عقدت حاجبيها وهي تفكر لماذا تكلمها الفتاة عن هذا الموضوع معها هي بالتحديد !!!!!!!!!!!وجدتها تكمل باكية (انه لم يراعي حتى وضعي الخاص وان امي مريضة بمرض خطير وان ابي رجل متزمت قد يقتلني ان شعر بأي شئ )...........قاطعتها بعدم فهم لتقول (هند لم يعد يربطني بزياد اي شئ ومهما كان ما تقولينه فانه ليس لدي اي سلطة عليه )................قالت لها وقد بدأت في البكاء (ولكنه كان يقول انه سيحبك الى الابد ولن يكون هناك اخرى قادرة على ملأ مكانك لذا ......)..........قاطعتها (هند انا امرأة متزوجة ولا استطيع الكلام مع شخص غريب عني بالتأكيد ستجدين حل )...........قالتها وهي تقوم من مكانها لتجد الفتاة تنتحب وهي تقول (ربما سيكون انتحاري افضل )..........لتسقط بعدها فاقدة الوعي ......وتجد فتاة اخرى لا تعرفها ولكنها تبدو مألوفة تقول لها بلهفة (ما الذي حدث لهند ؟)............اجابتها بارتباك (لا اعلم لقد فقدت وعيها فجأة )...........نظرت اليها بريبة وهي تقول (دون سبب ؟!!!)............ثم انخفضت محاولة افاقتها ولكنها لم تستجب فقامت وقالت (انت تملكين سيارة اليس كذلك)............نظرت حولها محاولة ايجاد سها او اي شخص تعرفه فهي متوترة وغير مرتاحة ولكنها لم تجد احد .............لتقول لها الفتاة بتأنيب( هل سنتركها تموت وتظلين تتلفتين حولك ).................لم تجد بدا من الاستجابة فقربت السيارة ..........لتقوم هي والبنت برفع هند ووضعها في الخلف ..............كانت ستتجه الى المستشفى الجامعي حيث يعمل زوجها ولكن الفتاة صرخت بها (لن نذهب بها الى هذا المستشفي ليتركوها حتى تموت سنذهب الى مستشفى خاص )...............سارت في الاتجاه الذي ذكرته الفتاة لتتجه الى الطريق السريع حيث يمر القليل من السيارات والذي كان خاليا في الوقت الحالي..........ولكن الفتاة قالت لها فجأة (توقفي اشعر بالغثيان ).............لم تكد توقف السيارة حتى شعرت بكل شئ حولها يتغير فهند الفاقدة لوعيها افاقت فجأة لتمسك بها من الخلف والفتاة الجالسة جوارها تمسك ذراعها بعنف لتغرس فيه شئ ما ويختفي كل شئ حولها ...................كانت تشعر بالم شديد في رأسها حتى انها لم تستطع فتح عينيها الا بصعوبة ليفاجئها الشخص الواقف امامها بينما هي ملقاة فوق فراش متوسط الحجم وقد بدت عيناه اشبه بعيون الشياطين ليقول لها بتشفي (ها نحن ذا يا حبيبتي سويا ..........انا اعلم انك تريديني مثلما اريدك لذا لم افعل شئ وانت فاقدة للوعي بل فضلت انتظارك )..............انهاها ليقترب منها ببطء نازعا التيشيرت الذي يرتديه ......بينما استطاعت اخيرا ايجاد صوتها لتصرخ بصوت مرتفع (لااااااااااااااااااااااااااا).................... ............... !انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ..........................