كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
........................الفصل الخامس.........................
...توجهت فرح بعد مغادرتها للجامعة الى شركة والدها لتكون المبادرة من قبلها ، فهي تعلم أنها اذا ذهبت الى المنزل فان والدتها ستفاتحها في موضوع خطبتها من الدكتور أحمد ، لذا فالافضل ان تبدأ هي ....................دخلت عبر بهو الاستقبال الواسع حتى وصلت الى الطابق الخاص بوالدها ، حيث مكتب السيدة نوال سكرتيرة والدها ، كانت تجمعها بالسيدة علاقة مودة فهي سكرتيرة لوالدها منذ كانت طفلة ، ولكنها اكتفت بتحية عابرة مما اثار دهشة السيدة التي لم تعتد منها ذلك، ولكن حالتها لم تكن مواتية لتبادل الاحاديث....................دخلت الى المكتب الواسع مقبلة والدها ، الذي استقبلها مبتسما وهو يقول : الحمد لله انتهيت أخيرا من اختباراتك المزعجة ، هل أجبت جيدا يا فتاة ؟............ قالت وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها ، فربما يفيد بعد المزاح في ذلك:أنت تعلم سيد بابا أنني دائما أفعل ، ربما عليك القلق على شخص آخر . ..............ضخك والدها وهو يعرف انها تقصد شقيقها حسام فهو لا يهتم بالدراسة ، وربما يذهب الى اختباراته دون ان يفتح كتابا............ولكنه اكمل : أنا بالتأكيد أقلق من هذه الناحية ، ولكن ما يقلقني في هذه اللحظة هو المبلغ الذي أشعر أنك أتيت لتطلبيه . ...............كانت تدرك أن والدها يمزح فهو لا يبخل عليهم بأي شئ وينفذ كل طلباتهم ، وربما أكثر من اللازم ، لذا قالت :دع هذا القلق ليوم آخر ، لانني جئت لأحدثك في موضوع مختلف...........رد والدها مستفهما : موضوع آخر ؟ ...........قالت بسرعة قبل أن تخونها شجاعتها : ان زميل لي يريد التقدم لخطبتي........................رد والدها مضيقا ما بين عينيه : ولكنك تقريبا مخطوبة........... ردت بصوت خافت وقد بدأ القلق يزيد بداخلها : مخطوبة لمن ؟ كيف يكون هذا وأنا لا أعرف؟ ..........قال والدها بهدوء : لأننا أجلنا هذا حتى تنتهي امتحانتك حتى لا نشغلك عنها..، وانت مخطوبة للدكتور أحمد السعيد ، أنت بالتأكيد تذكرينه لقد قابلناه في النادي ............ ردت عليه وقد فقدت أعصابها: وهل لمجرد أني رأيته مرة يصير خطيبي ، انا حتى لم أقول رأيي ، ويبدو أن اللقاء لم يكن عارضا ، لقد أتى ليعاين ويعطي رأيه ................... رد والدها : وربما عندما رأك أعجب بك ، ولكن ليس هذا جوهر الموضوع .المهم أنه تقدم اليك عريس ممتاز تفخر به كل العائلات ، وأنا شخصيا أوافق عليه ولن أسمح لك برفضه جريا وراء أوهام لا طائل منها ............ردت في ذهول : أوهام ، أي أوهام ، أنا أحب زياد وهو يحبني ومن حقنا أن نرتبط .................... رد والدها بصبر نافذ : ومتى سيكون زميلك هذا جاهز للزواج انه مجرد طالب ليس له عمل حتى ، ربما سيساعده أهله ،ما حالة عائلته المادية؟....................ردت وهي تشعر أنها تخسر معركتها : انهم أناس عاديون ، ولكن والده اشترى له شقة في مدينة جديدة ...............قال والدها : أي مدينة ، وكم مساحة الشقة؟ .................. ذكرت اسم المدينة ومساحة الشقة في صوت منخفض فهي تشعر أن الوضع يزداد سوءا ................لتفاجئ بوالدها يصرخ بها: انه مكان مقطوع شبه صحراء ، ثم ان حجرتك أكبر من مساحة الشقة ..................ليقول بعدها في لهجة حاسمة : أنت تفكرين الان أنني ألعب دور الوالد الشرير الذي يريد التفريق بينك وبين حبيبك ، ولكنك ستدركين فيما بعد أن هدفي الاول والاخيرهو سعادتك ، ثم ان الرجل الذي اخترته لك يشهد الجميع باخلاقه ......... قام والدها ووضع يديه فوق ذراعيها وهو يقول : وافقي لاجلي يا حبيبتي وصدقيني لن تندمي............................................. .................................................. ................................كان سرير سارة يبدو وكأن عاصفة من الاوراق قد ضربته امسكت باحد الملازم وهي تفكر انه لحسن الحظ أن هذه آخر مادة ، فلقد نفدت طاقتها ولم يعد لديها قدرة على تحمل المزيد ، فوجئت باندفاع ريهام الى داخل الحجرة وهي تقول لها : لن أ عطلك يا سارة خمس دقائق فقط . ..................أفسحت لها سارة مكانا لتجلس فيه وهي تقول لها : لا بأس يا حبيبتي فأنا أحتاج لبعض الراحة ............قالت ريهام في شرود : لقد جئت لأسألك عن موعد عودتك غدا . ............ردت سارة :أنت تعلمين أن غدا هو آخر أيام الاختبارات وقد اعتدنا على الخروج بعدها ، لذا فانني سأتأخر.............. قالت ريهام باحباط : اذا لا عليك يا حبيبتي ، اخرجي واستمتعي ولا تشغلي بالك.................أمسكت سارة بيدها تمنعها عن القيام : ولكني أريد أن أعرف ما يقلقك .............ردت عليها شاردة : ان حازم سيأتي غدا لأخذ عمر ......................ان شقيقتها حتى الان لا تزال تهرب من مواجهة زوجها ، ربما المواجهة هي الحل .لذا قالت لها : كل ما عليك هو أن تجهزيه وتخرجيه حين يطرق حازم الباب وسينتهي الامر .......................شعرت أنها لن تستطع الهرب هذه المرة لذا قالت : سأفعل بالتأكيد................فكرت سارة أن شقيقتها تحتاج لتدعيم ثقتها بنفسها في البداية وربما هذا سيساعدها على أخذ قرارها فقالت لها : ريهام ألم تفكري في أن تعملي ‘ أنا أعرف أن العمل سيشغل وقتك ويشعرك بالسعادة .................... ردت عليها : لقد فكرت أن أعمل ولكن وجدت أنني سأضطر للعمل عند يوسف فأنا خريجة فنون جميلة والعمل المناسب هو الديكورات ................ ردت سارة مشجعة : وما المشكلة ؟انه فقط سيعطيك الفرصة ، وبعد ذلك أنت من عليك التعب والنجاح هل تظني أن يوسف سيسمح بافساد العمل ، انه لن يجاملك بالتأكيد.، ام أن المشكلة انك ستقابلين شخصا آخر وقتها ............وأكملت دون أن تمنحها فرصة للرد : ربما عليك الكف عن الهرب ان الموضوع بسيط الا وهو: هل تحبينه حتى الان ؟ هل هذا الحب كاف لك لتتمكني من مسامحته؟ فكري بعمق وفي النهاية ان وجدت أن ذلك غير ممكن انفصلي عنه وأكملي حياتك انك بحق الله في الخامسة والعشرون ، كثيرات في مثل عمرك لم تتزوجن حتى الان ............نظرت ايها ريهام في حيرة هل كبرت سارة الى هذه الدرجة وأصبحت تنظر للأمور بعمق ، ولكن بالنسبة لها فالامور ليست بهذه البساطة حتى لو انفصلت عن حازم هل ستجد شخص يتزوجها من أجل نفسها ؟ أم أن الموضوع سيكون مجرد صفقة أخرى .............نظرت سارة الى شقيقتها الشاردة وهي تفكر في عضب أن الرجال هم سبب كل المعاناة والمصائب.......................................... .................................................. ...........................كانت انجي تجلس بجوار شقيقها عماد في سيارته فقد أصر أن يوصلها الى محطة القطارات بعد أن رفض رفضا قاطعا ان تسافر بالسيارة لان الجو كان مليئا بالغيوم الكثيفة التي تنذر بسقوط الامطار وربما الثلوج ، لم تكد تصل الى هذه النقطة في تفكيرها حتى وجدت الثلج وقد بدأ يضرب مقدمة السيارة والذي لم يكن كثيرا حتى الان ولكن متناثرا.................نظر اليها عماد وهو يقول : ساتصل بأبي ليستقبلك هناك......................ردت عليه في دهشة : لا داعي لهذا ، انني لست طفلة في الخامسة لا حظى بالتوصيل والاستقبال ، لا داعي لتعطيل أبي ، عندما أصل سأستقل سيارة أجرة حتى باب المنزل .............نظر اليها عماد في شك ولكنه لم يعلق ...................حاولت أن تغير من الجو المشحون قليلا فقالت له مبتسمة : عليك أن تستغل فترة سفري وتتعرف على فتاة جميلة ، فلم يتبق الا ترم واحد على تخرجي وعندها ستتخلص من المهمة الثقيلة ..................رد عليها نافيا: وهل تظنين أن وجودك يمنعني عن ذلك ، ان هذا ليس صحيحا ، لو كنت وجدت الحب في أي وقت فتأكدي انه لم يكن سيمنعني شيئا ..................قالت له في شرود : وهل أنت حقا تبحث عن الحب ؟ ربما عليك ايجاد فتاة مناسبة تختارها بعقلك وينتهي الامر ................شعر ببعض الاحباط فعلى ما يبدو أن انجي متمسكة برأيها وترفض تغييره............................................ .................................................بعد عدة ساعات وصلت انجي الى منزل أسرتها كان المنزل واسعا على الطراز الانجليزي التقليدي يرتفع طابقين ويعلوه سقف من القرميد الأحمر ، تحيط به حديقة متوسطة الحجم ولكن في هذه اللحظة كانت النباتات قد اختفت تحت الثلوج ، طرقت الباب لتجد السيدة جونسون مدبرة المنزل أمامها ، دخلت بسرعة لتشعر ببعض الدفء فالمنزل به تدفئة مركزية ألقت التحية على السيدة جونسون ثم قبلتها بخبث فهي تعرف أن السيدة لا تحب ذلك فهي ليست من النوع العاطفي ، كانت السيدة ماري جونسون مثال نموذجي لمدبرة المنزل الانجليزية التي تظهر في الافلام القديمة بشعرها المعقود الى الخلف وملامحها الصارمة ..........................قالت لها مبتسمة : من فضلك احتاج الى شراب ساخن فأنا أكاد اتجمد ...............خلعت قفازيها ومعطفها واعطتهم لها لتجففهم وحركت رأسها ليتحرر شعرها واصلا الى منتصف ظهرها ، وفكرت مبتسمة ان السبب الوحيد لتركها شعرها هو أمها فقد هددتها بالقتل ان تجرأت وقصته.................وجدت جسما صغيرا يندفع اليها لتجد سلمى تهتف : جيجي لقد أتيت أخيرا ................نزلت على ركبتيها وعانقتها بشوق.............رفعت انجي رأسها لتجد سيف واقفا ينظر اليهما وهو يقول بحنق : ألن تكفا عن تصرفات الفتيات هذه ؟.................أمسكت انجي يد سلمى واقتربت منه قائلة : وماذا تنتظر من فتاتين ايها الذكي غير تصرفات الفتيات ؟ ........... رد عليها رافعا احدى حاجبيه : ربما سلمى ، ولكن كنت اظن انك لست فتاة تماما ..................... شهقت في لهجة مسرحية وهي تضرب صدرها بيدها وتهتف :حتى انت يا سيفو لم أكن أظن أنك ستصدمني صدمة عمري هكذا.............نظر اليها بغضب وهويقول : ومن سيفو هذا ، لم يبق الا حرف الدال ويصبح اسمي (سيفود) أي طعاما بحريا ..............اندفعت نحوه بسرعه وهي تحتضنه هاتفه : أجل أنت سيفود الذي سيأخذ عناق وقبلة كبيرة ..............ظل يتخبط بين ذراعيها وبعد أن تركته ظل يمسح وجهه بقوة حتى أصبح أحمر اللون ................ نظرت اليه ضاحكة وهي تقول لسلمى في تواطأ : انظري لقد أصبحت خدوده حمراء كالفتيات ...................انصرف غاضبا وتركهما...............أمسكت سلمى بيديها وهي تقول لها متحمسة : دعك منه الان سنصالحه فيما بعد ، ولكن ماذا أحضرت لي ؟ .....................غمزت لها وهي تقول : عليك التخميين يا صغيرة...................قالت وعيناها تبرقان بالنجوم : هل أحضرت لي ثوب أميرة ...........قالت لها : بالتأكيد فالاميرة يجب أن ترتدي ثوب أميرة ..................فتحت حقيبتها وأخرجت الثوب لتنظر اليه سلمى بانبهار وهي تقول : انه رائع............قبلتها وهي تقول لها :بل أنت الأروع يا أميرة ....وقامت باخراج سيارات السباق لعلها تحصل على رضاء سيف عندما يراهم .................................................. .................................................. ...........................كان يشعر بها تتسلل اليه وتملأ رأتيه حتى يوشك على الاختناق ، والعجيب أنه ليس شئ سئ انها اجمل رائحة شمها في حياته ....................ولكن ما يشعره بالاختناق حقا أنه لا يستطيع أن يتذكر متى شم هذه الرائحة ولا أين ومن صاحبها ، بل بالتحديد من صاحبتها فهو متأكد انها تنتمي لأنثى .......................ورغم ذلك لا يستطيع نسيانها ، ان هذا الحلم تكرر معه لمرات .............وكلما تكرر كلما شعر بازدياد حاجته اليها ، انها رائحة شديدة الجمال والتفرد ، يحتاجها كما يحتاج الهواء الذي يتنفسه . لقد بات يشعر بالم جسدي حقيقي لشدة هذا الاحتياج....................ان أحداث الحلم قد تتغير لكن محورها لا يتغير راى هذه المرة (ان هناك فتاة -أو ربما امرأة _ففي حلمه لم يكن الوجه ظاهر ، ولكنه كان يأخذها بين ذراعيها محتضنا أياها بقوة وكأن حياته تعتمد عليها ، في حين أن العبير المنبعث منها لم يتغير عن كل مرة.................لقد خطر بباله انها ربما تكون لأمه ، ولكنه استبعد ذلك لانه يذكر ان والدته كانت رائحتها حميلة ومحببة للنفس ولكن مختلفة ................... مط شفتيه محدثا نفسه لوكان ما رآه في حلمه هو صورة ، كان يمكنه أن يرسمها أو يجعل الكمبيوتر يقوم بذلك .....................ولكن ماذا عن الرائحة ألم يخترعوا شيئا لذلك ؟......................فكر ساخرا : لربما هذه أول علامات الجنون ولقد بدأت تظهر عليك يا يوسف.............................................. ..................
..انتهى ---
----سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت استغفرك واتوب اليك
|