كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
**لقد كان في مناوبة منذ الامس لذا لم يتمكن من الذهاب الى حيث اراد ، فمنذ اخبرته سارة ان زوجها قد عاد من المانيا وهو لا يكف عن التفكير ان عليه ان يقابله ليعلم كيف اصبح ؟ وما الذي يفكر فيه بالتحديد ؟ ما ادهشه حقا ان شقيقته اخبرته انه يدرس عندهم في الجامعة وانه قد حصل على الدكتوراة في الهندسة شئ غير متوقع ، ولكنه يعلم انه كان شديد الذكاء لذا فان الامر ممكن .......................شئ آخر يشغل باله وهو زوجته وتقلباتها ، انها تبدو غريبة فقد لمحها عدة مرات تنظر اليه بطريقة غريبة ، كما ان الابتسامة البلهاء بدأت تعلو وجهها في كثير من الاحيان ، انه حاليا لا يملك وقت لاي عبث فاهتمامه الاول هو انهاءرسالة الدكتوراة يكفي انه انساق خلفهم في زواج متعجل لم يكن هذا وقته ابدا ، وهو لن يهدر لحظة اضافية من اجل تقلبات الاستاذة فرح .................حتى اعترافها المزعوم عليها ان تؤجله في الوقت الحالي !!!!!!!!!!!!!!!فمهما كان هذا الاعتراف فانها من الممكن ان تغيره بعد ذلك فهي من النوع المتقلب .............ولكن ما يعجبه انها ابدت تحسن ملحوظ في الاهتمام بالبيت وبما يخصه من اشياء حتى في مذاكرتها اصبحت افضل ، وهذا بالتأكيد يمثل جو اكثر تشجيعا لراحته الذهنية لولا ما تقوم به من محاولات طفولية يحاول ان يظهر نفسه غير منتبه لها !!!!!!!!!!!!!لقد لاحظ وجود ورقة مثنية فوق حقيبته ولكنه تظاهر بعدم ملاحظتها ربما الورقة كانت تحوي اعترافها المزعوم ................على كل حال ان قراره حاليا هو عدم اصدار احكام نهائية في هذا الوقت ، فليفرغ هو من مناقشته وهي من العام الدراسي وبعدها لكل حادث حديث!!!!!!!!!!!!!!!!!!استقل سيارته ليتوجه الى الكلية القريبة من المستشفى ، اوقف سيارته بالموقف الخاص بالاساتذة .....ليتوجه بعدها سيرا على الاقدام الى المبنى القريب .....................كانوا قد انهوا محاضراتهم الثانية وكانت تجلس مع صديقاتها على احد المقاعد الموجودة في الحديقة حين لمحت السيارة الرمادية التي تعرفها ...............سيارة شقيقها احمد ..........كان قد خرج من السيارة وبدأ في السير باتجاه مبنى اعضاء هيئة التدريس فقالت بصوت رقيق جعله يلتفت (احمد)...............استدار الى حيث تقف سارة مبتسما ليجدها تقول له (اهلا بك نورت كليتنا المتواضعة )...............ضحك برصانة ليقول (وكأني لست موجود على بعد امتار منها كل يوم واحيانا اقضي الليل ايضا )....................قالت باعتراض (ولكن رغم ان المسافة قريبة الا اني لم اصادفك حتى منذ بدأت بالدراسة )..................قال بهدوء (وها قد حدثت المصادفة ، والان يا صغيرتي الجميلة ما رأيك في دعوة على الغداء بعد ان انهي المقابلة )...............قالت مبتسمة بشحوب (ومن التي سترفض دعوتك يا طبيبي الوسيم ).............قال بابتسامة مشجعة (ان الشرف لي يا جميلتي ، لا تقلقي سيكون كل شئ على ما يرام )................ودعها مواصلا طريقه بينما عادت الى صديقاتها الفضوليات لتقول ولاء (ان شقيقك الطبيب في الحقيقة اكثر وسامة من الصور ، وانت ايتها الخائنة لم تستطيعي ان تجعليه يخطبني ).............قالت بسخرية (ولاء كفي عن الرجل لقد اصبح متزوج )..............قالت باستنكار (حتى شقيقك الاخر تزوج ، لست ادري ما النفع الذي يعود على من صداقتك )...................ان ولاء ميئوس من اصلاحها لذا قالت لها (ربما ساوقع لك باحد اقاربنا ).............قالت مبتسمة (اعلم انك لن تتخلي عني )...................................توجه الى حيث يوجد مكتبه طرق الباب ليصله الصوت الحازم (تفضل )..............دخل بعدها بثقة ليقف امام المكتب الذي يجلس عليه الاخر مشغولا بشئ امامه ...............لقد تغير اصبح شكله اكثر نضجا وهدوءا وثقة بالنفس كما ان الحلة الرسمية التي يرتديها تضفي عليه نوعا من الوقار يتناقض مع سنه الصغير!!!!!!!!!!!!!!!!!!!رفع عينيه لتقعا على الشخص الواقف امامه والذي يراه للمرة الاولى منذ سنوات طويلة ..............لم يتوقع ان يبادر احدهم بالقدوم اليه في مكان عمله .................وكذلك لم يتوقع ان يكون احمد فلطالما كان ذلك الشخص الهادئ نائيا عما يحدث لهم .............وكأنه يترفع عن ان ينزل الى مستواهم ..............كانت المرة الاخيرة التي رآه فيها حينما كان في سنته النهائية في دراسة الطب ولكن هو الان في الثلاثين ويبدو مختلفا شكلا على الاغلب ولكن معالم شخصيته ثابته .................قام من فوق مقعده مرحبا به وقال (اهلا بك دكتور احمد تفضل )...................واشار الى الكرسي المقابل له ..............لم يمد يده لمصافحته ولكن جلس مباشرة ................مؤكد ان سارة هي من اخبره عن عودته ............ومن ناحية اخرى هذا افضل من التعامل حاليا مع يوسف والذي يبدو له التعامل بالاسلاحة احد الحلول المطروحة .................كان قد علم انه غير موجود في البلاد في الوقت الحالي وربما هذا هو ما جعل سارة تستعين باحمد لحسن حظه !!!!!!!!!!!!!!بادره قائلا بتهذيب (حمدا لله على سلامتك ، يبدو انك قد حققت انجازات رائعة خلال هذه الاعوام )...................رد عليه بتهذيب مماثل (شكرا لك )................اكمل بتقدير (انت حتى سبقتني في الحصول على الدكتوراة )...................قال بتقييم صريح (بما ان حياتي كانت فارغة الا من ناحية الدراسة يمكنك ان تقول اني لم اضع اي لحظة وهذا ادى الى توفير الوقت ، كما انهم في الخارج غير مقيدين بالروتين او بالمدى الزمن المحدد ).............أومأ برأسه موافقا ، هو نفسه كان يريد السفر لاكمال دراسته في الخارج وكان يعلم ان هذا سيختصر له الوقت ويعطيه خبره وتفوق اكبر ولكنه تراجع عن الفكرة رغم ان شقيقه اصر وقتها على سفره ، ولكنه تمسك برأيه فهو لم يكن سيترك له المسئولية كاملة ويرحل ، يكفي ان تخصصه البعيد عن اعمال العائلة جعل مساندته محدودة.................قال محاولا سبر اغواره (وما خططك الاخرى بجانب العمل في الجامعة ؟)...................رد بثقة قائلا (خلال ايام سافتح مكتب خاص بالتعامل بالمباني ذات القيمة الاثرية ترميمها وتحديثها وغير ذلك ).................ابتسم بتقدير وهو يقول (مجال جيد ويحمل قيم اخلاقية عالية فالحفاظ على التاريخ هو اول دعائم بناء المستقبل ).............اومأ برأسه موافقا فتابع داخلا الى صلب الموضوع (وماذا بالنسبة للامور الاخرى ؟)....................قال بهدوء (لا تقلق من جانبي انوي الالتزام بكل شئ ، وصدقا ليس لدي اي نوايا سيئة )..............قال وعلامات التفكير العميق تظهر على وجهه وكأنه يختار كلماته بعناية (انت تعلم حساسية الوضع لذا اتمنى ان تراعي هذا )...................قال مستفسرا (هل اشتكت سارة لك مني ؟)....................هز رأسه نافيا ليقول بعدها (لا لم تشتك ، ولكن من جهة اخرى لا يمكننا التظاهر انه ليس هناك شئ خطأ ولكن انا اطلب منك فقط ان تلتزم بمسافة معقولة )...................نظر اليه ساخرا فيبدو ان اعصابه التي يحاول ضبطها ستفلت في النهائية ليقول (وما الذي تظن ان وضعي كاستاذ لها قد يحققه لي من مزايا ، انت تعلم ان اي تعامل هنا يكون تحت انظار الجميع ثم اكمل بتحدي ..................ولا تنسي يا دكتور انني في النهاية زوجها )...........................نظر اليه بحدة ليقول بعدها (يبدو انك الذي نسيت سبب هذا الزواج )..................قال وعيناه تشتعلان ( لم انس ، ان كل حياتي قد انقلبت في لحظة بسببه لذا في كل لحظة من لحظات الغربة والوحدة والنبذ ، ظل معلقا كالسيف فوق عنقي ليذكرني ان هذا ما جنته يداي ).....................اكمل بعدها قائلا (انا لن احاول ادعاء براءة لن تصدقها أواقول اني لم اكن بوعي او اني كنت ضحية مؤامرة لا اعلم ابعادها حتى الان ، فانا لا زلت اردد لنفسي ان ما يفعله الانسان حتى دون وعي هو شئ موجود بداخله في لحظات الوعي ويستغل لحظات انعدام السيطرة فينطلق الوحش الكامن في اعماقه ).................نظر اليه بشفقه فيبدو ان ما حدث قد ترك اثره على الجميع وادخلهم في دائرة لم تنته من التشتت والحزن .............فحتى هو لم يكن يومها الا مراهق وكونه تخطى كل هذا يدل على ان هناك شئ جيد بداخله .................قام من مكانه ليقول بعدها (سيكون علينا ان نلتقي كثيرا للمرور عبر كل حلقات مسلسل الخطوبة والزواج لذا الى اللقاء ).................وقف هو ايضا ثم قال بهدوء (اظن ان الوضع سيكون افضل ان استطعت جعل سارة تجتاز الحاجز النفسي الموجود بيننا )...............نظر اليه بتقييم ليقول بعدها (انا لن اصدر حكم نهائي في هذه المرحلة ولكن على الاقل اوافقك في هذه النقطة لذا يمكنك ان تأتي معنا لتناول الغداء فقد دعوتها وربما سيمكننا الادعاء انكما لا زلتما في مرحلة التعارف السابقة للخطوبة )...............قال موافقا (هذا جيد بالتأكيد )...............سار الى جواره متجهين الى الاسفل لتشعر تلك المنتظرة بالاسفل بالدهشة ثم تقترب منهما وتمسك بيد شقيقها طلبا للدعم .............قال لها بهدوء وهو يتبادل النظر بينهما (ساتصل بفرح لنأخذها في طريقنا )....................قالت (بكل تأكيد ).............تركها ليبتعد قليلا وتجد نفسها في مواجهة الاخر الذي قال مبتسما (يبدو اننا سنتناول الغداء سويا ).................اخفضت رأسها ناظرة الى الارض لتقول (لم اتصور ان تكون هذه نهاية مقابلتك مع احمد ).................ثم اضافت ساخرة (يبدو ان لديك قدرة كبيرة على الاقناع ).................نظر اليها مبتسما ليقول (ربما كنت تفضلين ان تنتهي المقابلة على اثار الدماء واللكمات التي تغطي جسدي)...............لم تجب فقال مكملا بمزاح (لا تقلقي سيكون ذلك قريبا عندما يعود احد شقيقاك الاخرين فانا على كل حال قد بدأت بالمتحضر)..................قالت بثقة وعيناها تلمعان (اظن ان يوسف سيفعل ما هو اكثر من الضرب ).....................ضحك قائلا (القتل مثلا ، قد يفاجئك ان نتبادل الضرب )..................ردت باستنكار (وما الذي لديك ضده لتضربه ؟)..................يبدو انها لا تعرف باقي القصة اذا ، فعلى ما يبدو ان يوسف تصرف منفردا كعادته ....................اذا فالمفاجأة التي سيحدثها ظهور ملك وطفليها ستكون مدوية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!نظر الى ملامحها المعقودة متذكرا الصغيرة سلمى ، ان الجينات حقا غريبة فلقد تجاوزت الطفلة شكل اخته وطبعها لتصل الى شكل وطبع عمتها الا من لون العينين بالتأكيد ، ولكن هذا لا يمنع ان عينا سارته الذهبيتان والذي اظهر ضوء الشمس لونهما جليا رائعتان ................عاد شقيقها مخرجا اياه من افكاره ليقول (هيا الان ).................نظرت الى حيث سار متجها الى سيارته لتجده يتوقف امام مرسيدس سوداء حديثة ، يبدو انه لا يشكو من نقص في النقود !!!!!!!!!!!!!!!!عندما خرجوا من البوابة الرئيسية كانت فرح معهم بسيارتها ، فكرت ان هذا اهدار فالاربعة يمكنهم ان يستقلوا سيارة واحدة ولكن من ناحية اخرى بما ان الجميع سيعودون الى منازلهم فليس هناك حل اخر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وصلوا الى المطعم الايطالي وكان هناك حالة من الهدوء الغريب تحيط بهم الا من فرح التي ابدت الكثير من الفضول وهي تسألها (من هذا ؟).............قالت بصوت منخفض (اسمه الدكتور محمد عبد الرحمن ).................سألت ثانية (هل هو زميل احمد ؟)................اجابتها (انه ليس طبيب بل مهندس )...........قالت بمكر (ويبدو من القلوب المحيطة برأسه انه معجب بك ).................ابتسمت لتعبيرها ، لقد اصبح لديها مجموعة رائعة من زوجات الاخوة الا من نهال بالتأكيد !!!!!!!!!!!!!!قالت (دعك من هذا واخبريني ما اخبارك مع الطبيب ؟ ).................مطت شفتيها لتقول بهدوء وهي تتنهد (تمام ، الوضع تحت السيطرة )..................لا يمكنها ان تقول المزيد فسارة لا تعلم شئ من الاساس الوحيدة التي تعرف الحكاية هي سها صديقتها ...................رفعت رأسها تستمع الى احمد الذي يجلس على الكرسي المجاور ويقول لها بصوت منخفض (كفي عن الشرود )............رفعت رأسها لتقول مازحة (افكر في اللي ناسيني ).................ضيق حاجبيه ليقول بعدها في حدة (ليس هذا وقت افكارك العظيمة )............هاه ما هذا هل فكر انها تقصد شخص اخر؟ ..................تناولت طعامها بصمت كحال البقية الذين يبدو وان وجودهم سويا جعل الكلام صعبا ..................فتح الباب ليسبقها الى الداخل متجها الى الاعلى مباشرة بينما تنظر في اثره وهي تحاول التفكير في الخطوة القادمة ..............................******************** *****************انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا النه الا انت استغفرك واتوب اليك
|