ثم اناس لهم تلك القدره الخرافيه على للمشي فوق قلوب الآخرين
دون الشعور بالذنب
*احلام مستغانمي*
تجلس بجواره امام التلفاز وقد غرق المكان بضحكاته بين الحين والآخر على مشاهد المسرحيه ، كانت تضع كتاب في حجرها وقد ارتدت نظارتها اللتي تزيد من عذوبة ملامحها ، وتنضر للفراغ ، شعرت بنقرات اصابعه على كتفها، التفتت وهي تراه غارق فالضحك ويشاهد احدى
برامج الكوميديا الأمريكيه:
شوفي شوفي كيف يجون يبون يطفون الحريق يطلع لهم هههههه
حاولت ان تبتسم مجامله لكن لم تستطيع ، التفت اليها مستغربا هدوئها:
وش فيتس ؟
نظرت اليه مطولا ثم التمعت عينيها بالدموع وهي تحاول اخفائها:
مافيني شي، بس مبطين ماجلسنا ع التلفزيون مع بعض
استغرب تعلقها به رغم مايفعله معها ، احتضن كتفيها وهو يقربها منه ، خجلت فهي منذ زواجها احتكاكها به قليل جدا بل يقتصر على واجباته كزوج لم تعاد ابدا ان يكون حنونا او رومانسي ابدا ،تنهد وهو ينظر اليها:
كنت مشغول لكن هالفتره احاول اكون معاك وقت اطول
حاولت تصديقه،لكنه لم تستطع فمنذ اخر مره وهي تراقب تصرفاته جيدا وهي تراه يخاف عندما يصله اتصال امامها ويرتبك ويحمر وجهه ، يطيل المكوث فالخارج مدعي بأنه مع اصدقائه ، رائحة العطر النسائي المتشبثه بثيابه تزداد يوما بعد يوم والأدهى انها رأت على ثوبه شعر نسائي ذهبي !! وعندما سألته قال انها امرأه اصطدمت به اثناء السير (رباه أأصدق قوله؟ ام اصدق عيناي ؟):
العنود شفيتس تسرحين واجد وش يدور بمختس ؟
فاجئته بسؤالها:
سعود دائما تقول انك ندمان انك اخذتني واني غلطت عمرك اللي مستحيل تنساها (ابتلعت ريقها وهي تشعر ان ما ستقوله امواسا جارحه تمر عبر حنجرتها) واني حارمتك من الخلفه بسبب عقمي ، (رفعت عينيها له بتساؤل) وش مصبرك على ذا كله رغم انك ماتحبني (قالت كلمتها الأخيره بصوت موجع مرتجف)
نفض يديه عنها وهو يضرب رأسها بأصابعه:
انا مدري وش جوا هاللي يسمونه راس ، ما اشوف غير تنكه ،مدري شلون جامعه هالشهادات وذا راستس
صدت عنه وهي تعاتبه:
لاتقلل مني وانت تعرف تعليمي وتعرف كيف وصلت له
وقف وهو غاضب وينتزعها من مكانها بقوه ويقربها من وجهه:
شوفي عيوني ، طالعي فيها ، وش تقول؟
صدت عنه ودموعها تشق طريقها على خدها ،لكنه امسكها بفكها وهو يجبرها ع النظر فيه:
عيوني تقول ما اكرهتس بس ما احبتس ،يعني تقدرين تقولين اخوان او اصحاب بس مو زوج و زوجته او حبيب وحبيبته عمري ماحسيت بهالشعور، بس مقدر اطلقتس لأنتس بنت عمي منقود طلاقي لتس يالعنود افهمي
عندها لم تحتمل وهي تنهار بين يديه :
طيب ليه تخوني ما استاهل والله ما استاهل،حتى لو ماتحبني لاتخوني.
تقسم انها شعرت بيديه تتصلب على عضديها الممسك بها ونبضات قلبه قد توقفت للحضه من شدة الفزع ، اعتصر عضديها بين يديه وهو يرص على اسنانه بغضب ويتحدث:
حسني الفاضتس ، انا ما اخونتس ياقليلة الحيا ، اصلا الشرهه موب عليتس الشرهه علي اللي مخلي طلعة ربعي وجاي اجلس معتس، اصلا شايفه شكلتس شلون صايره مهمله ومتنفخه من كل اتجاه لكن صدق غبي ( انهى حديثه وهو يلقيها على المقعد ويخرج)
انتحبت يشده وهي تتذكر اللذي حصل للتو x( يا الله انا لست شقيقته انا زوجته لماذا لا يفهم ، لماذا لايرى فيني زوجه، اتسخر من انتفاخي ،ذالك اﻹنتفاخ لم يكن سوى اثر لﻷبر المحفزه للتبويض ،تؤلمني في جسدي وترهقني كل هذا لأجلك لأجل الا تشعر بالنقص في غياب طفل يحمل اسمك، انني افعل ما بوسعي لأجلك ،وانت ماذا فعلت لأجلي ، سوى الوشم بيديك على جسدي و قلبي )
خرج من الغرفه يود الخروج لكن استوقفه صوتها للمكسور:
اﻹنتفاخ اللي تقوله ومقززك عشانك، عشان ماتحس بالنقص اللي تعايرني فيه كل مره
التفت اليها متسائلا:
وش قصدتس وضحي
ابتعلت غصتها:
هذا كورس ابر منشطه عشان احمل
لم تنهي جملتها حتى تراه امامها وقد امسك بشعرها من الخلف بقوه :
ومن سمح لتس تاخذين شي من وراي ، اصلا من قال ابي عيال منتس
اغمضت عينيها بشده (يكفي ،يكفي ارجوك، ماقلته اليوم كافي على تدميري اعوام عديده،من اين لك كل هذه القسوه يا هذا) حاولت الإبتعاد وهي تمسك بكفه تحاول التقليل من شده:
خلاص فك شعري تقطع فككككه
اقترب من وجهها وهي يتحدث بفحيح كفحيح الأفعى:
شفتي هالمنشطات اللي ماخذتها من وراي و فرحانه فيها خلها تفيدتس ، يحرم علي ما المستس لين تنزل دورتس ، كذا مزاج عشان تعرفين تسوين شي بدون شوري (يقصد حقه الشرعي) انهى حديثه وهو يدفعها للخلف لتسقط ويرتطم جنبها بحافة الطاوله الزجاجيه ، بكت كما لم تبكي من قبل ، اي قلب يحمله هذا الرجل ، لم اكن انوي ازعاجه اردت ان اتعالج لكي انجب له ، لايود ان اكون اما ﻷطفاله لايود ذلك(عندما وصلت لهذه الفكره اجهشت في البكاء وهي تلقي برأسها على قدميها ) تشعر بالإختناق من هذه الحياه القاسيه ، والدها لم يشعرها يوما بمعنى الأب الحقيقي فهو قاس ومتسلط حتى لو كان يخفي خلف هذا حنانه فهو لايكفي فتزويجها لهذا الرجل هو اعظم ذنوبه اللتي لاتغفر ، و والدتها لم تهنأ بها ،ليتها امامها الآن لشكت لها قسوة رجالها الأثنين ،لدفنت رأسها فحضنها حتى تنام ثم تستيقض متفائله ، من تذهب له سئمت كل هذا، تود ان يشاركها احدا جروح قلبها ، ان تشتكي المها مطولا ثم تجد الحل عن احدهم ، ان تنهار باكيه فتجد صدر يحتوي انهيارها ، (تنهدت وهي تقف) توضأت ثم فرشت سجادتها وهي تصلي وترها وقد انهارت بين يدي خالقها تشكو له ذنبها عندما طلبت منه ان يرسل لها من يحتوي احزانها وهو سبحانه القادر وحده على هذا ،دعته مطولا بالصبر حتى استكانت نفسها ، خلعت لبسها وهي ترتدي بيجامه من الحرير الأسود مكونه من قطعتين وقد ارتسم عليها نقوشات باللون الأبيض ، رأت بجامتها تشتد من جهة صدره وقد ازداد حجمه هذه الفتره اثر المنشطات، دمعت عينها بسرعه ، ولكنها نهرت نفسها وهي تتجه لهاتفها وتقوم بتشغيل سورة البقره والسديس يتلوها بسكينه وتنغط في فراشها وتخلد لنوم عميق *فهذه حيلتها الدائمه على قلبها المجروح،كثرة النوم)
انا حبة القمح اللتي ماتت لكي تخضر حبة ثانيه وفي موتي حياة ما .. *محمود درويش*
كان يقف يستقبل المعزين و بجانبه يصطف اخوته و اهل والدته ، يرى والدها يجلس امامه وقد اكتسى وجهه الحزن من فاجعة الخبر، يحاول الصمود فهو طيلة الثلاث الأيام الماضيه لم ينم ابدا ، وقد ارهق بشكل كبير ،شعر بالدوار لكنه حاول ان يسند نفسه دون ان يلاحظ احد ، بدأء وفود المعزين بالخروج واحدا تلو الآخر ،حتى لم يبقى سواهم ، تكلم والدها بشيء من الحزن :
ياولدي عواد بيض الله وجهك اشهد انك وقفت معها وقفة رجال الله يرضى عليك ويعوضك في بنت عمك خير
سمع همس بالدعاء لها بالرحمه من الجالسين ، تحدث بصوت مثقل بالوجع:
ياخال الله اللي عطى والله اللي اخذ والمها غاليه ويعز علي فراقها لكن وش اسوي قسمة الله ماعليها اعتراض ، الله يغفر لها ويجعل ماجاها تكفير لذنبها
وقف خاله وهو يأمره بحنان ابوي:
قوم يابوك ادخل ارتاح على وقفتك من ثلاث ايام ما ارتحت رح ارتاح ياولدي الله يرضى عليك ، ايده الجميع بالكلام وهم ينصرفون للخارج ، قام من مكانه وهو يتوجه الى مدخل فلته ، فتح الباب وهو يشعر باﻹختناق ، اشعر برائحتها تحتضنها زوايا المنزل ، كيف ستكون حياتي من بعدك يا مها من انا بدونك، اللهم اني راض عنها فأعفر لها، توجه لغرفته يود ان يرتاح فمنذ وفاتها لم ينم ابدا ، لكنه عندما فتح الباب صعق مما رأاه ، كانت غرفته قد تغيرت بالكامل وهي تحتضن اثاث جديد بطراز عصري يجمع بين اللونين الأبيض و الذهبي وقد تغيرت كل اماكن قطع الأثاث بل ان حتى الرائحه لم تعد كما كانت لم تحمل رائحة الياسمين الخاصه بحبيبته بل تحمل رائحة العود والبخور ، تذكر من تشاركه المنزل من اول ايام العزاء ، صرخ بأسمها بغضب :
ظبيييييييييه
صعدت الدرج وهي تعلم سبب صراخه كانت مازالت ترتدي عبائتها فهي للتو عائده من منزل والدها بعد ان جلبت بعض المستلزمات الخاصه بها ، وقفت امامه وهي ترا عينيه تقدح بالشرر:
لبيه
صرخ وهو يشير لغرفته بسبابته:
من سمح لتس تغيرين غرفتي ، من انتي تتحكمين فبيتي وانتي توتس داخلته من سمح لتس
اجابته ببرود:
انا سمحت لنفسي ، ماتعرف ان الحي ابقى من الميت
كان يود ان يهشم وجهها بيديه وهي تقف امامه بثقه في وقت ليس وقتها، رفع اصبعه مهدد:
يكون لعلمتس يا ظبيه كوني تزوجتس فهذا شي انفرض علينا وتكلمنا فيه واتفقنا ، بس تعطين نفستس الحق تتدخلين بشي يخص بشي يخص المها لا هنا اقولتس حدتس ، والحين تصرفي ما اقوم الصبح الا والأثاث كله راجع مكان والا و..
قاطعته بثقه:
لاتحلف يشي الأثاث تصدقت فيه عن المرحومه مع ملابسها
جن جنونه وهو يهزها من كتفيها:
انتي من ايش مخلوقه هااااه من ايش تكلمي، انا ما ابيتس ما ابيتتتتس فهمتي ، انا مجرد فكرة انتس كنتي لخوي ثم لي تخليني اتقزز ، والله لو مره ثانيه تتدخلين بشي يحياتي ان تندمين ، وروحي دوري لتس وحده من الحجر تقعدين بها لا اشوف وجهتس (انهى حديثه وهو يغلق الباب بقوه جعلتها تنتفض) وضعت يدها على قلبها(يمه بسم الله يخرع لا عصب قسم بالله قلبي بيوقف من الخوف) دخلت الحجره المجاوره وهي تجلس ع السرير وعينيها تمتلىء بالدموع وبخت نفسها(وش فيني غبيه لو بكيت كني بزر ،ماينلام فقد حبيبته واجي اشيل كل شي يرتبط فيها بدون إذنه وابيه يضحك وياخذني بالأحضان اكيد بيهزئني وزين جت بس ع التهزيء، يوم مات حسن انهرت مهما كان بيننا عيش وملح كيف واللي ماتت حبيبته اكيد بيزعل) تنهدت وهي تسند رأسها ع السرير (الحمدلله يا مها سويت اللي تبين تصدقت بكل شي يخصك ،يارب تكونين مرتاحه)
فالغرفه المجاوره يقف اسفل تيار الماء المندفع بشده، وينظر للرف المجاور لايحتوي على عطرها ولا شامبو الياسمين الخاص ،لايرى سوى مستلزماته فقط الآن فقط اجزم انه قد افتقدها ، انحدرت دموعه محمله بألم الفقد ، اتعلمين كم سأشتاقك ، اتعلمين ان غيابك قتل كل رغبه للعيش في قلبي ، لمن انا بعدك ، من سأبحث عنها عند عودتي من سفري ،من سأفتش في جهازي بشغف ابحث عن كلمه قد ارسلتها تطفيء شوقي ، من هم النساء بعدك ؟
خرج وقد احمرت عيناه وقد ارتدى بجامه هي من اشترتها له، استلقى على سريره الجديد ،سحب المخده المجاوره وهو يحتضنها يبحث فيها عن رائحة الياسمين لاكن لايجد سوى ريحة العود ،القاها بعنف وهو يغطي عينيه بذراعه ويتذكر احداث سابقه قبل ثلاثة ايام ،
كان قد اصطحب ظبيه للمستشفى وهاهم في طريق العوده ولكن قبيل وصولهم المنزل اتاه اتصال من المستشفى ليعود بسرعه محدثا صرير قوي من عجلات السياره وسط ذهول ظبيه ، كان المتحدث طبيب المها فهو يدعوه للحضور بعد انتكاس حالها المفاجيء بل انه قال له انها ربما تكون تحتضر ، نزل بسرعن وتلك تركض خلفه هلعه وجدها يحاولون انعاشها بصدمات القلب مره مرتان ثلاث اربع لكن لاجدوى كان ينقل نظره بين جسدها اللذي يرتفع بشده ثم يقع اثر الصدمات ثم ينظر لشاشة تخطيط القلب اللتي تحمل ذات النتيجه السلبيه ، عندها رأى الطبيب وهو يغطي وجهها بتلك القطعه البيضاء اللتي تستر جسدها ابعد الطبيب وهو يقترب منها وينتزعها من فراشها ويزرعها بين اضلعه ويهمس بعدم تصديق:
المها المها قومي لاتروحين تكفين قومي
شعر بها تحاول تخليص المها من بين يديه ( عواد فديتك اذكر الله، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)
جلس وهو يحتضن رأسه بين يديه :
ياويل حالي عقبتس يالمها ياويل حالي الله يرحمتس ويغفر لتس الله يصبر قلبي على بلواه الله يصبر قلبي
مدته بشماغه اللذي سقط ارضا وهي تربت على كتفه:
لاتجزع يا عواد قل يارب لاتقول ياويلي قول يارب
قام وهو يدعي لها مطولا انحنى عليها وقبل جفنيها النائمين بسلام.
عاد من تلك الذكرى وقد شعر ببلل يكسو وجنتيه ، هذا حاله كل ليله منذ وفاتها يبكيها كل ليله وقلبه يبكيها الدهر كله ، فما حياته بعدها ، يود الأنفراد بنفسه فتره زمنيه طووويله جدا ، وهذه الأنثى اللتي تقبع فالخارج تعيق هذه الأمنيه ، لم يكن يود اصطحابها فالوقت الراهن، لكن والدها من امر بذالك فهو يرا ان وجودها الأن سيكون لصالحه ، فهو منذ ان انتشر خبر وفاتها حتى امسكه جانبا( ظبيه بتسبقك ذا اليوم للبيت تباريك وتكون قريبتن منك ،والمعزين داخلين وخارجين يبي لهم مره فالبيت ،وانت بعد يبي لك مره منت بقاعد طول عمرك تنوح ع المها) لم يستطع الإعتراض فهو ان اعترض سيكون قليل ذوق ..
لاتقبلي ان يتسلى رجل بتعذيبك من اجل لا شيء .
ثم يعود متى شاء ..
كأن شيئا لم يحدث !
*احلام مستغانمي*
مرت اربع ساعات منذ خروجه ،استحمت وابدلت لباسها ، ارتدت قميص من القطن ذو حمالات رفيعه ويتوقف عند ركبتيها باللون الأبيض ،سرحت شعرها وهي تتألم من جانب خصرها اللذي يتوسطه ضربه قد تحول لونها للون الأزرق اثر سقوطها على الطاوله الزجاجيه، تنهدت وهي ترفع قميصها وتدهنه بكريم عل ان يخف المها وتستطيع الدراسه ، توقفت عما تفعل وهي تشعر بيد حديده قد التفت حول معصمها:
هذا ايش
حاولت نزع يدها:
بركات يدك
تصلب مكانه من منظر البقعه الزرقاء الكبيره ، الا يكفي هذه الصغيره مايحدث ،الا يكفيها ما تحملته منذ 6 سنين ، سيكون الطلاق قريبا اعدك بذالك فأنا احمق يستخدم يديه دائما للتنفيس عن غضبه ، وانت ورده نديه تستحقين التقدير لكن ليس مني، حرر ازارير عنقه وهو يهمس وعينيه مشبعه بالألم:
متى يالعنود ما طقيتس ، ذكريني
ضحكت وهي تقترب منه بشده وسط صدمته ، ثم تضع اصابعها بدلال على عنقه مما زاد استغرابه ، نظرت اليه وقد امتلئت حدقتيها بالدموع لتجيب:
دفيتني ع الطاوله قبل تطلع لصاحبة البوسه (انهت جملتها وهي تضغط بإصبعها مكان اثر قد خلفته تلك )
تلك ثم خرجت وهي تحمل كتابها الملقى ع الطاوله بجانبها)
بعد انهاء كلامها توجه بسرعه للتسريحه وهو يرى انعكاسه عليها ثم يرى تلك البقعه على طرف عنقه ، اللعنه قالها وهو يضرب بكفه على الطاوله ، ماذا اقول لها الآن كيف افسر هذا فأنا كنت اود ان اقوم انا بإخبارها لا ان تكتشف هي سحب نفس وهو يغلق ازرته ، خرج وهو يراها تجلس امام حاسوبها وبيدها كتاب تتصفحه وتدون منه ملاحضاتها على ورقه اخرى ، رأت انعكاس ظلاله على الجدار لاكنها حاولت تجاهله وهي تدعي الإندماج فيما بين يديها ، جلس بجوارها وهو يحاول ان يوصل لها المعلومه بطريقه غير مؤذيه لمشاعرها وهو لا يعلم ان الموضوع بأكمله مؤذي لمشاعر اي انثى فكيف بالعنود:
العنود انا ما اخونتس
نظرت اليه ببرود وهي تود ان تقول له انت كاذب لكن قوتها تخونها كالعاده ،، نظر لعينيها وهو يكمل:
انا مالي بدرب الحرام وانتي ادرى انا متزوج على سنة الله ورسوله
فتحت عينيها بشده وهي تضع كفها على فمها وتنظر له بصدمه (يكذب ، انا متأكده انه كاذب ، كيف يتزوج من امرأه غيري ؟ وانا من لي لمن اشكيه يالله الصبر،يارب خذني اليك ) بكت وهي تهز رأسها بالنفي :
ليييه لييه وش انا مقصره فيه ؟ عشاني ما اجيب عيال ؟ حرام عليك انا ما استاهل قسوتك، لو ماتبيني طلقني تكفى طلقني ابي ارتاح تعبت تعبت(انهت جملتها وهي تنتحب بشده وتضع رأسها ع الطاوله امامها ، فهي في اشد احلامها تعاسه لم تتخيل انه يوما قد يتزوج عليها بل يقول لها بكل برود وكأنها مخلوقه من حديد لاتشعر ، شعرت بدفىء حضنه اللذي طالما تمنته في لحضات حزنها الدائمه معه ولكنها لاتجد سوى الفراغ يحتضنها والآن ينطبق عليه المثل الشعبي(يقتل القتيل ويمشي بجنازته) دفن رأسه في شعرها وهو يهمس لها:
انتي ماقصرتي ولا عليتس كلام بس انا رجال ماناسبتيني مهوب قصورن فيتس بس انا وانتي مانصلح لبعض، صدقيني لو استمرينا بتتعبين مني الحين يوم لتس ويوم لها ترتاحين مني وتخف مشاكلنا
لم يزدها كلامه الا نحيبا اكثر من قبل وهي تشعر برائحة تلك المتشبثه في ثوبه تخترق كل خلايها ، قامت وهي تحرر نفسها منه وتغلق عليها باب غرفتها لتخر على الأرض وهي تضرب صدرها بعنف(ليه ياربي ليه، تعبت والله بموت من حياتي معاه، ياربي تدري اني احبه ما بتحمل انها تشاركني فيه ، يارب الطف بقلبي اللي حبه ، يارب انزع حبه من قلبي، يااااارب) ، اندست في فراشها وهي تندب حضها اللذي جعلها تحبه من بين رجال الأرض، لاتعلم متى احبته و لماذا لكن هذه اللحضه بالذات جعلتها تعلم انها متيمه به وتغار عليه بشده لكن ما الفائده
يجلس بالخارج وقد ضاقت به الأرض ، لم يتوقع ابدا ردة فعلها و لم يراها تبكي بكاء الأموات هذا ، فهو شعر للحضه انا ستفقد الوعي بين يديه من شدة انهيارها، كان اسلوبا جارحا ربما لكن كيف اخبرها حاولت قدر الإمكان ان اكون لطيفا ، تنهد بقهر وهو يتذكر ملامحها عندما اعترف لها، ضرب رأسها (غبببي ،غبببي)
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
تمت ..