كاتب الموضوع :
لامارا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: في عيونك المنفى / للكاتبة abrarj
* الفصل العاشر*
بعد مرور يومان من الأحداث الماضيه ، يجلسx في احد مساجد دبي وقد تبين عليه الحزن ، لم يخبر احدا بما اخبره الطبيب سواها ، وليته لم يخبرها ابدا فقد نحرته ردة فعلها ، تمنى لو انه ترك المهمه لإبنه فهد ، لكنه لايريد ان تتخذ قرارها تحت ضغط احدهم ، فإذا كان قد غلط في اجبارها المره الأولى لن يجبرها الآن على أي شيء ، عاد بذاكرته لأول يوم رأها فيه ، بعدما خرج فهد وابناء عمه توجه للطبيب وهو يسأله ليلقي الصاعقه اللتي دمرته تماما: والله ياعمي الحج مش عارف أأولك ايه ، دا ضربها قامد اوي ، هو بيشرب او حاقه ، فيه حد بيضرب ست حامل بالشكل ده !!
جحضت عيناه بصدمه ، لم يستطيع استيعاب اللذي قاله ابدا ، حامل ، ابنتي حامل بعد سنوات الإنتظار تلك ، تحشرج صوته بألم ، فهو لم يستطع ان يشعر بالسعاده لسماع خبر حملها : وش تقول حامل ، كم هي فيه ؟
الدكتور بعدم فيهم: آه حامل ، انتو ماتعرفوش ؟
زفر بضيق : كم هي فيه ، بأي شهر يعني
الدكتور : آه دي فالأسبوع الثامن ، يعني بألها كدا شهرين بالزبط
شعر بالدوار ، كيف يظربها هكذا وهي تحمل ابنه ، ان لم يكن هناك رحمه في قلبه لأجلها فلتكن لأجل ابنه ، يالله ما اوسع رحمتك ، بالرغم ان الحمل الآن غير مناسب لكن حكمة الله انسب من كل اعتقاداتنا الخاطئه: الحمل فيه شي !
الدكتور: الصراحه لا لحد دلوئتي سليم خالص ، الظرب كان على الجزء العلوي ، ماكانش في ضرب جامد ع البطن او الظهر ، بس دا مايمنعش ان الحمل يتضرر ، بص انا مش خايف من استمرارية الحمل خالص ، دي حاجه بتاعت ربنا واحنا حنديها مثبتات لحد مانتطمن عليها وحتستمر عليها لمدة ثلاث شهور القايه ان شاء الله
تنهد بضيق: تقدر تسافر معاي السعوديه
الدكتور: لا خاالص ازاي تسافر وهي لسى ببداية الحمل و مضروبه بالشكل الهمجي دا
رأى عواد قادما له ليقل بسرعه: اسمع يادكتور لاتذكر لأحد حملها غيري ، ولا لها حتى ، البنت ماتدري انا اللي بقولها
كان سيعترض ولكنه احترم رغبته وكبر سنه
قضى يومه في حزن شديد لو كان الأمر بيده اجبره ع الطلاق بعد ولادتها وسيربي هو ابنها ويصرف عليه لكن عاهد نفسه الا يتدخل في قرارها ابدا ..
مسح وجهه بضيق وهو يتذكر ردة فعلها ، اخبرته ظبيه انها استيقظت وتسأل عنه ، امر ظبيه بالإنصراف لأنه يريد ان يختلي بها ، انصاعت لأمره وهي مكرهه فهي خافت ان يضغط عليها للعوده اليه ، تقدم منها وانحنى يود تقبيل جبينها لكنها ابتعدت عن شفتيه وهي تسحب كفه وتمطره بوابل من القبل المختلطه بدموعها ، احتظنها بلطف ولأول مره يحتظن احدهم فقد كان لايعبر عن مشاعره ابدا حتى عند زفافهم ، همس بضيق: سامحيني يا ابوتس سامحيني مادريت انه رخمه والله اني جبرتس عليه توقعته مثل ابوه رجال ومثل علومه الغانمه قدامنا مادريت ان ذي سواته فيتس
بكت بشده وهي تشعر بدفء حضنه و كلماته ، كم تمنت ان ترتمي على صدره كثير وتبكي مطولا ، لكن والدها كان يخذلها دائما ، مدت يدها السليمه وهي تحتظنه وتقبل كتفه: مسموح يبه مسموح جعل يومي قبلك
تركها تفرغ حزنها و ألآمها على صدره حتى هدت قليلا ، ابعدها عن صدره وهو ينظر لعينيها يحاول ان يستشف ردة فعلها : العنود وانا ابوتس بقولتس كلام و اسمعيني زين ، اول شي تراتس غاليه والله انتس اغلى من عيوني واني ما ارخصتس ، بس قلت توتس عروس وجايه تشكين اكيد انتس تدلعين بغيت اشدتس و اخليتس تعرفين مالتس بعد الله الا هو وتعرفين كيف تخلينه مايشوف غيرتس لكني غلطت ولا ثمنت الرجال زين ، والله يوم دق علي اني مانويتها صلح ابد ، وقلت مابيبرد خاطري الا طلاقتس منه لكن وانا ابوتس بعد كلام الدكتور قلت الخيار لتس
عقدت حاجبيها بخوف: وش قال الدكتور ؟
زفر بتوتر : العنود يا ابوتس انتي حامل في شهرين
وضعت كفها على شفتيها وهي تشهق بعنف، توقعت كل شيء كل شيء مرض ربما او عاهه مستديمه الا ان يكون حمل ، الا ان يكون فرحه وسط كم هائل من الأحزان ، بكت وهي لازالت غير مصدقه ، أيعقل ان يواسي الله احزاني بهذا الطفل ، ان يعوض صبري الطويل المتعب ، رأت والدها يمعن النظر في وجهها ، ابتسمت بين دموعها الغزيره وهي تهمس: الحممدلله الحمدلله يبه ، كنت بموت عشان اسمع ذا الكلمه انا حامل انا (لكنها تذكرت شيئا قد غاب عنها، طفلي و الضرب ، فأنا لازلت في شهري الثاني ماللذي حل به ، نظرت لوالدها بخوف) يبه و الظرب اللي جاني (اختنقت بدموعها) ضعيف الحمل صح !
ابتسم يطمنها: لا يا بوتس الحمل سليم وكل شي بخير وبيعطونتس مثبتات (اردف ) يا ابوتس بعد اللي سواه فيتس اللي مايتسمى ودريت انتس حامل ما ادري وش بخاطرتس ، بس اول شي اسمعي اللي عندي ، كانتس تبينه يطلقتس ، فأبشري يطلقتس ورجله فوق رقبته و ولدتس لاتخافين عليه غلاه ازود اللي امه العنود ، ولدتس فبيتي ماهوب جاينه قصور ابد ، وبقعد انا واياتس بدبي لين تخلصين 6 شهور ويستقر وضعتس ونعود الرياض ، وان كانتس تبين تردين له ابشري و بشروطتس اللي تبينها و يسويها من فوق خشمه والا والله ان يجيه نفس ماجاه من فهد و ازود و ان اخليه يخيس فالسجن لين يعرف ان الله حق
انحنت تقبل كتف والدها: الله لا يحرممي منك يبه ، انا برجع له لي ..(كانت ستكمل لولا انه وضع كفه على فمها) فكري وانا ابوتس واستخيري ومثل ماقلت لتس ولدتس في عيني لو بغيتي الطلاق لاتشيلين همه ..
x
تجلس بصمت بين شقيقيها ، تشعر بفرحه كبيره ولكنها مكسوره ، فقد دمرها سعود بفعلته ، تمنت ان يفعل بها اي شيء الا ان يلقيها خارج المنزل وكأنها لاتنتمي له ابدا ، خافت فعلا ان تكون فالخارج في هذا الوقت المتأخر من الليل وهي تشعر بالعجز في جميع اطرافها ، بكت مطولا بعدما اخبرها والدها بحملها وهي تشكر الله كثيرا ان صغيرها لم يتأذى ابدا بعد ان كشفت عليها طبيبة النساء والولاده اخبرتها ان جنينها في وضع صحي جيد ولكن تحتاج لبعض المثبتات ، لكنها استغربت وهي تخبر الدكتوره انها حاضت الشهرين الماضيه كيف تكن حامل وهي تحيض ! لكن الطبيبه اجابت على استغرابها بأن هذا مايسمى بالحمل الغزالي وهو ان تحيض المرأه فالأشهر الأولى من الحمل ، استغفرت الله مطولا لتلك الصلوات الفائته وهي تظنها حائض ، تشعر بسعاده استغربها اشقائها ، فهل هناك إمرأه تظرب بتلك الطريقه الوحشيه وتبتسم ، ولكنها قررت ان تلقي القنبله عليهم وهم منشغلين في اعدادات هاتف ظبيه: انا حامل
توقفت يده عن العمل وهو ينظر لها بصدمه: تقولينه صادقه !
ابتسمت: ايه والله صادقه
قام بسرعه وهو يقبل جبينها ويبتسم بفرح: ويازينه اللي انا خاله الف مبروك الله يتمه لتس على خير
ابتسمت له: الله يبارك فيك يالمغرور وعقبال مانفرح فيك (التفتت لظبيه المصدومه و قد امتلئت عينيها بالدموع) وانتي ما بتباركين لي
قفزت وهي تحتضنها وتبكي بشده: يممه ياعمري انا ،ماني مصدقه ،واخيرا يالعنود الحمدلله الحمدلله
تأثرت لردة فعلها الرقيقه، فهي قضت 5 سنوات مع حسن و 6 اشهر مع عواد ولم يتبين حمل حتى الآن ، لكنها لاتشكي ابدا ، فعندما كانت تناقش شقيقاتها في طرق الحمل و الادويه اللتي تستخدمها ، كانت ظبيه صامته جدا ولا تتحدث مطلقا ، وقد منعت الكلام في هذا الموضوع بتاتا ، فهي ان كانت تضيق منه وتحاول ان تمنعه الا انها كانت غالبا ما تشكي للجازي وظبيه لكن ظبيه لا احد يعلم عن حياتها شيئا ابدا ، ربتت على ظهرها: ولدي يالخبله ماصدقت به قومي
سحبها فهد بخفه وهو يبتسم للعنود: كم انتي فيه الحين
اشارت بأصابعها: شهرين
فهد بحنان: الله يتمه على خير ونفرح فيه
همست: آمين
ايقضتهم ظبيه من سكرة اللحظه: و سعود!
نظر لها فهد بتوجس: برجع له
غضب فهد: تمزحين انتي ! وش ترجعين له وهو بغا يذبحتس والله ماترجعين له
تنهدت بضيق وهي تشعر بصعوبة الموقف: فهد انا برجع له لكن بشروطي و هو اول مستقوي لأنه قد ضربني وابوي رجعني بس الحين شاف ردة فعلكم والله ماعاد يتجرأ يعيدها
ضاقت عينيه وهو يعيد كلمتها : ضربتس و ابوي رجعتس !! ليه وين كنت محد قالي !!
توترت فعلا: خلاص راح يافهد خلنا بمشكلتنا الحين
يعلم ان هناك شيئا تخفيه لكنه لن يجادلها فهي متعبه ولكنه لن يرتاح حتى يعلم ماذا حصل ،تنهد بقهر : ليه ترجعين له ، محنا بعاجزين عنتس انتي و ولدتس
العنود: فهد الحين الوضع غير ، ولدي ما ابيه يعيش بين ام واب منفصلين ، ما ابيه يحس بالنقص بين عيالكم ، بكره تتزوج وتخلف ويشوف حياتكم بيبدا يفقد وجود الأب
فهد: وانا بصير مثل ابوه و احسن يالعنود ، والا تبينه يشوف امه تنهان وتنطق كل مره !
زفرت وهي تنظر لظبيه تريدها ان تساعدها ، ظبيه: فهود ياعمري انت ماتقصر بس ألعنود كبيره وعاقله وتعرف وش تبي وهي تتحمل قرارها
رفع حاجبه: و الله لو عاقله ما وافقت ترجع له عقب سواته
العنود امسكت كفه بحنان: فهود والله انا استخرت من علمني ابوي اني حامل وراحتي اني اربي ولدي او بنتي بيني انا وابوها
فهد: هذا قرارتس وانتي مسؤوله عنه (رفع سبابته امامها) لكن والله ثم والله لو ادري انه بس يرفع صوته موب يمد يده وانتي تسكتين انتس ماعاد تشوفين وجهي
انتفضت بخوف: اعوذ بالله من حلوفك ، والله ماعاد اسكت مايحتاج ذا التهديد
توقفت ظبيه وهي ترتدي نقابها: انا بطلع لعواد اشوف وش يبي واجي
بعد ان خرجت سألها فهد: ابوي اللي جبرتس ترجعين ، لاتكذبين !
العنود: لا والله بالعكس قالي لو تبين الطلاق يطلقتس ورجله فوق رقبته
تنهد بضيق: كلنا معتس بس انتي الا ترجعين ليه وانا اخوتس
العنود بغموض: هذي راحتي يا فهد
فهد: ان شاء الله ماتندمين على قرارتس
.
.
.
انتقلو لمنزلهم الجديد منذ يومان وانفصلت اخيرا عن ام ماجد ، استأجر لها شقه صغيره مكونه من صاله وحجرتين و مطبخ تحظيري صغير مكشوف على الصاله ، تناسبها جدا هذه الشقه ، ولكن مايرعبها حقا هو جلوسها بمفردها لم تجلس من قبل بمفردها ابدا ، لكنها لاتستطيع اخباره فهي من طلبت هذا ، تنهدت بضيق فجلوسها بمفردها افضل بكثير من مرافقة ام ماجد ، شعرت بالجوع اتجهت للمطبخ الصغير ، فتحت الثلاجه لترى علب العصائر وبعض المعلبات و الخضروات ، اشتهت ان تطهو احدى الأطباق العراقيه لكنها لازالت تجهل طريقة اعدادها فقد كانت والدتها هي من تتكفل بأمور المطبخ والمنزل ، رأت ان المطبخ مكتمل تماما لاينقصه شي ابدا ، اخرجت هاتفها من جيبها وهي تجلس ع الكرسي الطويل اللذي امام الطاوله تصفحت فالإنترنت عن طريقة البرياني اللتي تطهوه والدتها بإتقان شديد ، توقفت وهي تعد كل شيء قبل البدء كما فالوصفه السابقه ، ضحكت بعدما رأت منظر المكان اللذي يعم بالفوضى ، اعادت ترتيبه ، ثم اببتدت فالطبخ ، سمعت صوت باب الشقه ، التفتت بخوف لكن هدأت بعدما رأت راشد هو من فتح الباب ، تقدم قليلا وهو يلقي السلام لترد عليه بنعومتها الطبيعيه ، سألها بفظول : وش تسوين
ابتسمت بخجل: برياني
راشد بإستغراب: قلتي قبل ما تعرفين تطبخين !
عفراء: ي ما اعرف اطبخ هواية ، بس اخذت الطريقه من النت
جلس ع الصوفا وهو يلقي بهاتفه ع الطاوله امامه ، كان بودها ان تسأله لماذا اتى ، لكنها خجلت فعلا فهي لم تعتاد عليه حتى الآن ، عادت للطبخ وهي تسمع صوت التلفاز ،تشعر معه بمشاعر اخويه جميله ،فهو يشكل لها الأمان والإهتمام في غياب ماجد ، التفتت قليلا لتراه قد تمدد ع الكنب و يغمض عينيه بطريقه منزعجه قليلا ،تقدمت منه وهي تسحب جهاز التحكم في الصوت وتخفض الصوت ، ثم اتجهت للداخل و احضرت غطائها الثقيل نوعا ما لأن برد الرياض قد ازداد اكثر من قبل ، وضعت الغطاء عليه وهي ترتبه ، ثم تعود للمطبخ وتكمل الطهو ..
لايعلم حقا لماذا اتى ، لكنه شعر بالمسؤليه تجاهها وهو يتخيلها تجلس بمفردها طوال الأيام للماضيه ، شعر انها بحاجه ماسه لشخص اخر يشاركها عزلتها ، اتجه اليها وهو حقا لايعلم ان كان هذا هو السبب ام شيء اخر ،عندما دخل رأها وهي تلقيه ظهرها ثم تلتفت له بعينين خائفتين ،كان شكلها رقيق جدا وقد توهحت خديها من تأثير النار القريبه منها ، جلس يتابع نشرة الأخبار عله يهرب من تأثير انوثتها ، فهل يستطيع مقاومة فتنة حلاله !
xلكن النعاس داعب عينيه المرهقه ونام ..
انهت الطهو وهي تشعر بخوف من النتيجه وحماس للتذوق في نفس الوقت ، رأته لازال يغط في نومه ، لاتعلم هل تدعوه للعشاء ام تدعه يكمل نومه ، لكنها اخيرا قررت ان تتركه و ستذهب للإستحمام حتى يصحو ،استحمت ثم ارتدت بنطلون جينز و كنزه شتويه باللون الوردي ، جففت شعرها الطويل ثم جمعته اعلى رأسها في دائره كبيره (شنيون) وضعت من عطرها قليلا ثم خرجت ، رأته يتوقف وقد انعقد حاحبيه بألم وهو يدلك مؤخرة عنقه ، اقتربت منه ليفوح شذاها فالمكان: راشك بيك شي !
راشد بضيق وهو يرا شكلعا ورائحة عطرها ويلوم نفسه على المجيء : لا بس شكل رقدتي غلط ورقبتي تعورني
عفراء بنعومه: تريد ادلكها إلك !
نظر لها بإستغراب: عاددي !!
عفراء ببرائه: ايه عادي
كانت ستقترب لولا انه وقف بسرعه وهي يبتعد عنها قليلا ويتحدث بإرتباك : لا لا لا خلاص
عادت قليلا للخلف وقد استغربت ردة فعله لكنها لم تهتم ، سألته: تتعشى وياي!
ابتسم بتوتر وهو لازال يدعك عنقه من الخلف: اكيد احد يفوت انه يذوق طبختس الأولى
ضحكت بحرج: لا ترا مو لهاي الدرجه ، اطبخ اشياء بسيطه بس البرياني اول مره
نظر لشفتيها العذبه وهي تتغنج بلكنتها العراقيه ، لا يصدق انها ابنة الثامنه عشر فكل هذه الفتنه لاتليق الا بفتاه ثلاثينيه ربما ! يشعر برغبه عارمه بتذوق طعم تلك الشفتين ، لكنه لايستطيع فهناك.حاجز كبير ببنهما ، حاول ان يركز في حديثها لكنه فشل تماما ، تنهد بضيق شديد (وش خلاني اجي لو اني منطق عند اميمتي ابرك لي انا و وجهي ، ياحبي للشقى والله ، انا اشهد ان قربها شقى) رأها تشير بيدها امامه: راشد وين سرحت !
راشد بتوتر: معاتس معاتس ، وش كنتي تقولين ؟
عفراء بإستغراب من شكله: اقولك احط العشاء ع الطاوله لو ع الكاع ؟
راشد: ع الطاوله (اشار لها وهو يتجه لدورة المياه) بغسل ايدي واجيتس
وضغت البرياني في طبق التقديم مع السلطه و العصير ، نظرت له بإستغراب ليس كاللذي تعده والدتها ! لكنها خمنت ان طريقة والدتها مختلف ، وضعت الطعام ثم جلست امامه وهي ترا راشد يجلس امامها ، مد يده وشرع فالأكل ، دققت في ملامحه تريد ان ترى تعبير يدل على رأيه في طعامها لكنها لاترى سوى الجمود في ملامحه ، ابتدت في طبق السلطه كعادتها وعندما انهته ابتدت في تناول البرياني ، ولكنها صعقت تماما من نكهته ، ماهذاااا !! انفجرت ضاحكه وهي ترا راشد يأكل بهدوء ، رفع عينيه بإستغراب وهي تضحك بشده: وش فيتس
عفراء وهي لازالت تضحك: شنو هذا ! مو برياني
عندها ضحك راشد بعدما حاول مجاملتها و عدم احباطها في محاولتها الأولى لكن ما ان رأى ردة فعلها حتى انفرط بالضحك وهو يقول لها: انا قلت خل اسكت واكل مسكينه تعبت وهي تطبخ بس زين عطيتيني مجال اعبر عن الجريمه اللي طابختها
ارتشفت قليلا من العصير تريد ابعاد النكهه العالقه بفمها: اويلي والله سويت نفس المقادير بس ليش هيج نكهته محترق
راشد: محترق ومافيه ذرة ملح و الرز معجن عجن
غطت عينيها وهي تضحك: افشلتي خلص خلص توبه ادخل المطبخ
امعن النظر اليها ، برائتها تزيدها عذوبه وجمال ، لكن كيف ستقبل بها والدته ، فهي فالفتره الأخيره باتت تذكر امامه ابنة خالته الصغرى كثيرا وهي تمتدحها كثيرا، فلو رأت ما رأيت الآن سترفضها فوالدتي كنساء جيلها تؤمن ان الفتاه اللتي لاتجيد امور الطبخ و التنظيف غير صالحه للزواج ابدا ، ابتسم لها: بس محاوله تعتبر جيده
عفراء: تريد اسوي لك ساندوتش
ضحك: لا لا برياني ويكفينا بنطلب لنا من مطعم
عفراء بخجل: والله اسفه ماتوقعت بيصير هشكل
راشد: ان شاء الله اذوقتس طبخي انا عشان تتعلمين
نظرت له بفضول:تعرف تطبخ!!
راشد: افا عليتس ، كل طلعاتنا للقنص انا الطباخ حقهم
تقدمت قليلا وهي تشعر بحماس فهي تفتقد الحديث الشيق مع احدهم منذ غياب اخيها : منو علمك !
ابتسم: من علمني الصدق مدري لأن كنت اشوف ابوي الله يرحمه وعماني وعيال جماعتنا لاطلعنا البر يطبخون وتعلمت منهم
نظرت له بضيق: ابوك ميت !
راشد: ايه الله يرحمه
لمعت عينيها بحزن: يعني هذا شي مشترك بيننا
راشد: الله يجمعنا بهم بالفردوس الأعلى
تمتمت: امين
غير الحديث: الحين شيلي هاللي يقولون انه برياني على ما اطلب لنا عشاء
ابتسمت بخجل من فشلها امامه ، سألته: تريد جاي ؟
راشد: شاهي والا شبيهه
ضحكت وهي تدعك جبينها: والله جاي مضبوط ، شكلك حتلزم علي سالفة البرياني
ابتسم وهو يقف ويتوجه معها للمطبخ: انا مصدع ابي قهوه
هزت كتفيها بحيره: قهوه عربيه! ما اعرف اسويها !
اتجه للخزانه وهو يخرج ابريق القهوه: شوفي شاري كل شي يتعلق بالقهوه ، ترا القهوه ادمممان بالنسبه لي ، تعالي اوريتس شلون تتسوى
اقتربت بخجل وهي تنظر لترتيبه ودقته فهو يعيد كل شيء لمكانه بعد استخدامه اما هي فقد غرق المطبخ بالفوضى بعد طبخها ، التفت لها وهو يرفع حاجبه بخبث: مطوله تطالعيني !
عضت شفتيها بخجل: كنت اشوف شلون تصلحها
تنهد وهو يشعر ان طاقته بدأت تنفذ، ترك القهوه وهو يتجه للصاله: خليها نص ساعه بعدين طفي النار وبعلمتس شلون تحطينها بالدله
رأته يخرج وابتدأت بالتنظيف ، بعد مرور نصف ساعه اطلت عليه وهو يعبث بهاتفه: راشد
نظر لها: سمي
عفراء: خلصت القهوه
اتجه نحوها وبدأ يعلمها اعداد القهوه وبعد انتهائه اخذت الدله والفناجين وهي تتجه للصاله وهو يمشي جوارها ، ناولته الفنجان ، فأبتسم لها: لا والله صرتي تعرفين تصبين قهوه ، خجوه حلوه
عفراء: الوقت علمني
راشد: ان شاء الله تتعلمين اشياء اكثر مع الوقت
تنهدت بحزن: ني ياراشد هالسنه بالسعوديه تعلمت اشياء اكبر من عمري ، تعلمت افقد اخويَ و اسكت على امه و افقد امي بدون ما ادري عنها اي شي ، اشياء كبرتني بكثير اكثر من تفاهات البدو هذي ، تتوقع لو تعلمت اطبخ و انظف واصب القهوه مثل ما تريدون اني خلص كبرت ! هالأشياء صدقني سهله الواحد يتعلمها وسهله علي كثير بس انا ما اريد اتعلم لأن كان عندي امل اني ارجع لبغداد بس هسة ما اتوقع باقي امل لذلك اليوم قلت اتعلم و اطور من نفسي رضيت او مارضيت هذا واقع وانكتب علي
اقترب قليلا منها ولكنه ترك مساحه فاصله بينهم: عفراء تردين فيني شي اخلاقي ديني
اجابته بصراحه: ما اعرفك ، بس متأكده ماجد ما وافق عليك الا انك تستاهل
ابتسم لصراحتها البريئه: وانا ما امدح نفسي(غمز لها) بس تريني انحب ، احنا عندنا فرصه طويله خلينا نعتبرها خطوبه ونتعرف على بعض ، خلينا نتخيل اننا للحين ما تزوجنا ، خطيب و خطيبته يتقابلون يجلسون مع بعض يكلمون بعض وبعدها لو ما ارتحتي لي والله يا عفراء ان اطلع من حياتس اول مايطلع ماجد
احست بالخجل من اسلوبه اسلوبه الرقيق ، ابتسمت له: تفقنا وانا همينة اريدك تصبر علي اذا ما تعلمت بسرعه
راشد بهدوء: ولايهمتس نصبر على بعض و نتعرف على بعض ولايصير خاطرتس الا طيب
.
.
.
بعد الأطمئنان على العنود ، عادا للسعوديه بطلب من عمهم ، وصلو للتو وهم يدخلون المنزل ، تقدم صقر اولا وهو يقبل والده ثم والدته ليتبعه شقيقه مساعد بنفس الطريقه ، بعد السؤال عن الحال و الإطمئنان ، سألهم والدهم بضيق : وش وقع بنت عمكم؟
نظرو لبعض بإستغراب فلا احد يعلم سواهم والجازي فقط ، صقر بهدوء: اول شي من اللي علمك يبه ؟
والدهم بنيه طيبه: والله وانا ابوك لقيت حرمتك مستهمه عليك المسيكينه ويوم قلت ليه خايفه عليه قالت انك رحت مع عمك والعيال لدبي عشان اللي مايتسمى ظارب العنود
شعر بحرج شديد امام شقيقه ، فهو اخبره انه لم يقل لها ابدا ، ويبدو انها قد تنصتت لحديثهم كالعاده ، تنهد بضيق لم يخفى عن مساعد ابدا: والله يبه العلم سلامتك ، سعود ضرب مرته و طردها و رحنا له وكان عمي وفهد موب ناوينها صلح ابد لكن العنود طلعت حامل وبترجع
هو هكذا دائما يختصر الأقاويل الكثيره في جمله قصيره ، وكأن وقته الثمين سينفذ ان تحدث بالتفصيل ، هذا ماكن يدور في رأس مساعد وهو يراه يختصر كل الأحداث في جمله قصيره جدا.
مشعل: سود الله وجهه (اكمل بعتب) وليه محد علمني !
صقر: والله يبه عمي مايبيك تدري ثم يضيق صدرك ويرتفع سكرك
تدخل مساعد: والأمور ان شاء الله انها انحلت و عرف ان وراها رجال ينزلون راسه القاع لو عادها
تنهد والده بضيق: حسبي الله عليه والله انه ماعرف قدرها والله لو عندي ولد ثالث اني ما ازوجه من الحريم غيرها
توقف صقر وهو يشعر بالإجهاد: الله يسخره لها و يتغير حالهم مع الولد الجديد
مشعل: وين بتروح وانا ابوك مرت اخوك مجهزه العشاء ، منت متعشي !
(زوجة اخي ، زوجة اخي ،أين زوجتي عن كل هذا ، لماذا لاتتعلم قليلا منها ، هي من تقم بكل مايتعلق بهذا المنزل و كأنها ابنتنا وتلك الغبيه نائمه كالعاده )
ابتسم بضيق: فديت خشمك والله اني شبعان اكلنا بالطياره، و بكره عندي دوام لين العصر
مشعل: الله يوفقك وانا ابوك ، وتراك مقصر في حق مرتك و وبنيتك ، الجامعه ماخذه نص وقتك
شعر بضيق فعلا وهو يشعر بتقصيره لكنه يحاول الهروب من محيط زوجته ، فوجوده بجانبها قد يجعله يخرج اسواء ماعنده : ابشر يبه بحاول انظم وقتي (اردف) تصبح على خير
دخل شقته بهدوء ، وهو يراها كالعاده تغرق بالفوضى ، الوسادات الصغيره الخاصه بالكراسي تقع بجانبها بإهمال ، وصينية شاي على الطاوله بجانبها كيس كبير للفشار ، و بقع قليله من الشاي تنتثر على الكنب ، توجه لغرفة ابنته ، رأها تغرق في نومها العميق و صوت السديس يتلو صورة البقره بالقرب منها كعادتها ، انحنى وهو يقبل شعرها ، ويعدل غطائها ثم يخرج ،دخل الغرف و رأها تجلس امام المرأه و تضع طلاء الأظافر ، عندما رأته ابتسمت: الحمدلله ع السلامه
ابتسم لها مجامله: الله يسلمتس
رأها تتوقف وتتجه للخزانه وتخرج علبة مجوهراتها ، ضحك على افكاره الرومنسيه اللتي جعلته يضن انها توقفت للسلام عليه ، رأته بإستغراب: وش فيك تضحك!
هز رأسه بالنفي: سلامتس ولا شي
رأها ترتدي طقم ماسي قد اصرت مسبقا على شرائه ، رفع حاحبه بإستغراب وهو يخلع ثوبه: وش عندتس تلبسين طقمتس
اجابته دون النظر اليه: معزومين سهره فبيت صاحبتي
ضحك بإستهزاء: لا يا شيخه (نظر لساعته) وبتطلعين الحين مع من ان شاء الله !
العذوب: بتمرني وحده من صاحباتي مع سواقها
ارتدى منامته وهو يسمع حديثها: طيب من مين استأذنتي
تأففت كعادتها فهي تراه متحجر نوعا ما: يا ليل التحقيق ، انت مسافر يعني بأذن من باخذ
ضحك بإستفزاز: كنت مسافر،الحين انا وين ! انا واقف قدامك (اقترب منها وهو يمثل الرومنسيه ويزيل عقدها من على نحرها) للأسف مقدر على فراقتس ،واخاف عليتس من السواقين بهالليل (انحنى وقبل عنقها)
تنرفزت وهي تبتعد عنه بشده : اووف من حركاتك البايخه ذي ، انا وعدت البنات وبروح
ابتسم لها بالرغم من غضبه الشديد لرفضها الدائم له و لكن كل هذا لم يظهر على ملامحه ابدا ، اجابها ببرود شديد: اسف حبيبتي كان ودي اخليتس تطلعين بس قلت لتس مقدر استغني عنتس
انهى جملته وهو يندس في فراشه وهو يسمع تذمرها المعتاد ، ليس ضعيف شخصيه او لايستطيع تأديبها ، لكنه يؤمن ان هذه المرأه لاتليق به ابدا و لن تتأدب مهما فعل ، فهي تخبره دائما ان صفاته وطباعه لاتعجبها و انه يميل للخيال كثيرا حاول تغييرها كثيرا وكسب قلبها لكن لم يجدي نفعا ، فأمرأه سليطة اللسان مثلها تغيرها امر من سابع المستحيلات ، لذالك سيتركها تفعل ماتشاء و سيتزوج بأخرى تسعده وتقدر مشاعره واحتياجه ليست مثل هذي ابدا ..
في الجهه الأخرى ..
بعد ان تناول عشاؤوه برفقة والديه ،صعد لغرفته وهو يشعر بإشتياقه الشديد لها ، دخل الغرفه لتستقبله رائحة البخور و عطر الآفندر اللذي اعتاد على انتشاره في غرفتهما و على فراشهما منذ اول يوم ارتبط بها ، ابتسم وهو يراها تتقدم منه وهي ترتدي قميص حريري باللون الأحمر وقد حررت شعرها اقتربت منه ثم حاوطت عنقه وهي تقبله بعمق: اشتقت لك
حاوط خصرها وهو يبتسم بخبث: لا بنت محمد جايه اليوم بأفعال موب بس كلام
ضحكت وهي تحاوط وجهه بكفيها وتوزع قبلاتها على ملامحه ثم تهمس له: افا عليك بنت محمد ماتلعب الا ع الثقيل
xضحك وهو يعانقها بشده ويهمس بالقرب من اذنها:
وانا والله اشتقت لتس ، وياشين سفره بدونتس
دفعته قليلا عنها وهي تجلسه على كرسي التسريحه ثم تجلس على رجله : ممممم شكثر وحشتك !
مساعد بخبث محاولا اغاضتها: كثر ماوعدني المدير بإجازه وسحب علي
ضحكت وهي تضربه بخفه على كتفه ثم تهمس بالقرب من وجهه:اجل خل مديرك ينفعك
كانت ستقف لولا انه شدد من احتضانه لخصرها وهو يعيدها للجلوس في حجره: لا لا ماينمزح معتس انتي ، خلاص اشتقت لتس والله وبهاليومين بس احس قلبي ذاب من شوقه لتس
مالت قليلا ليسقط شعرها على كتفه: ممم بما ان ضروف السفر ماتساعد تجيب لي صوغه من دبي فأنا قلت نعكس القاعده وانا اجيب لك صوغه وش رايك
ابتسم بفضول واستغراب: حبيبتي وش قاعده تخربطين وش صوغه و ما صوغه
الجازي ببرائه: انا جايبه لك صوغه او هديه اللي تبي
مساعد: اهمممم و ريني اشوف
ابتسمت ليتبين صف اسنانها العلوي وهي تسحب يده ثم تقبلها ثم تضعها على بطنها: هنا هديتك
نظر لها بعدم تصديق: تقولينه صادقه !
ابتسمت بدلال: افا عليك هالأمور ينمزح فيها !
شعر بفرحه شديده بالرغم انه ليس حملها الأول ، لكن مع استقرار حياتهم يحلم بالكثير من الأبناء ، يريدهم ان يكبرو بجانبه ويساندونه في شيخوخته ، هاؤلاء زينة الحياة الدنيا ، احتضنها وهو يقبل نحرها نحرها : الله يقومكم لي بالسلامه ياروحي
احتضنت رأسه بحب شديد: امين يارب و لايحرمنا منك
.
.
.
.
لحد يرد بأكمل ..
|