كاتب الموضوع :
simpleness
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
ماضٍ
المَوت يَرفض اختراق حياته مُزيحاً يده عن عُمره الواقف على أعتاب التاسعة عَشَر..يراه شارهاً سيفه مُهدّداً،يَغمض عينيه و يسبل يديه مُستعداً لارتفاع الروح..لكنُّهُ يُبغاته ليقتطع عِرقاً آخر مُعيداً إحياء معزوفة الألم المُتخذة روحه خِدراً لها..هو يُريد ذاك الموت حقيقة،يُريده أن ينتشله من الحفرة التي يزداد عُمقها مع مرور الأيَّام..الوضع أصبح أكثر بؤساً،فلم يعد يلتحف بغطاء السماء و الشمسُ عن عينه باتت غَريبة..لا يتذكر كم من الأشهر مَضت و عقله غير قادر على حساب ما فاته من أيَّام دراسته..،في خندقٍ أسموه "سجن" كان جسده يقبع..أو لنقول بقايا جسده..فموسم التعذيب و التنكيل و الإرهاب الذي عاشه أنهاه جثَّة تَتَقَلَّب في جوفها الروح بوَهن..رأسهُ مائل على الحائط المُستند عليه..ينظر بعينين تتوشحان غُربة وضياع من بين القُضبان..رجل مرفوعة ركبتها و الأخرى مُرتخية على الأرض حتى لامس جانب قدمها العارية الأرض المُتصلّبة فوق صلابتها من البرد القارس..،دمعٌ تخثَّر وسط عينيه يرفض العودة لمُستقره كما يرفض الانحسار عن موضع عدستيه..و كأنَّهُ ببقائه يُواسيه على بَليَّته التي امتطت الزمن لرسو جَبلاً أمام مُستقبله..ذاك المُستقبل المُنتحرة أحلامه على يد مَخفية لا يعلمها..،كان جسده يغيب أسفل قميص أزرق داكن و سروال له اللون نفسه دون قطعة أخرى تقيه من الهواء المُحَمَّل بشذرات جليدية..،عقله سابحٌ في الخواء و الصَمتُ ما كان يتكلم داخله..لا فكرة و لا حروف تتشابك لتكوين كلمة قد يُحاول لسانه إطلاقها طلباً للخلاص..فهو قد استنزف كُل مُصطلحات النجدة و الإذلال من أجل الفِرار من حُكمٍ وُجّهَ لهُ زوراً..،يداه تغفوان في حضنه و حول رسغيهما نَحَت القَيد آثاره القاسية..،كان يعيش الإجرام بلا جريمة و هذا ما نكى قلبه المُضمحلة نبضاته من الظُلم..،خطوات صوتها الثقيل يمرق السَمع كانت تقترب..لم تصدر منهُ أيُّ حَرَكة حتى أهدابه لم تتصافق..جُمــود حاد يلتبسه..،صوت انفتاح الزنزانة اتبعهُ صوت تشارك مع الأصوات التي غابت عن مسامعه،:كيف حالك موهاميـد ؟
لو كان ذا شعور لغرق في الضَحِك على سؤاله الأرعن..هل هو بهذا السؤال يُريد استفزازه؟ يُريد صَبَّ القهر على جراحه ؟ لماذا أصلاً هو هُنا ؟!..و كأن ذاك كان يسمعه،فهو اقترب حتى جلس أمامه ليقول،:لكَ مني سلام من هاينز،انهُ مُشتاق لك كثيراً
لم يلتفت لهُ حتى،و ذاك لم يكن يتوقع اهتماماً منه،فهو أتى عالِماً بحجم المأساة التي يعيشها..نَطَقَ بهدوء،:لقد مضت ثلاثة أشهر على وجودك هُنا،ألا تُريد الخُروج ؟
صَمْـــت..،ناداه مُتسائلاً،:هل تسمعني موهاميـد ؟أريد أن اسألك عن شيء
انتظر منهُ رد لكن مُحَمَّد كان كمن قد سُلِبَت جميع حواسه..واصل مُتسائلاً،:هل تتذكر عملية السطو على المتجر الذي كُنت فيه بداية قدومك لبرلين ؟ "وقف حاشراً كفيه في جيب بنطاله مُواصلاً حديثه دون أن ينتظر جواب و هو يتحرك ببطئ في أنحاء الزنزانة" رُبما ظَنَنَت أنَّ بقدوم الشرطة قد تم القضاء على العصابة "نَظَرَ لهُ بعيني الصقر الحاذق مُردفاً" لكن الذي لا تعلمه أنَّ لا نهاية لهذه العصابة،هُم قد يفوق عددهم المليون مُتوزعين على بُلدان العالم "بابتسامة قال و حاجبه يرتفع على صهوة ثقته" قد تراهم في بلدك أيضاً
خَطى ليعود إليه جالساً أمامه ليهمس،:موهاميد،لم ينتهِ الأمر بعد قُدوم الشرطة،شُركاءهم يعلمون أنَّك رأيت وجوههم،و يعلمون أنَّك سمعت الحديث كُلّه،هُم استطاعوا القضاء على عامل المتجر،لكن وصول الشرطة منعهم من القضاء عليك "قَبَض على سلاسل القيد الحديدية مُردفاً من بين أسنانه و عيناه تخترقان وجه مُحَمَّد" التجأوا لأسهل الطُرق و لكن أقساها،توريطك بتهمة الإرهاب،و ساعدهم كونك عربي و مُسلم
تَرَك القيد ليتلَقَّف قميصه بكلتا يديه يهزّه بعُنف عَلّهُ يصحو..استدار لهُ ببرود لتتضح لهُ معالم وجهه الكئيبة،الجروح ببعثرة تسكن طيَّاته و شعر لحيته قد أنبتهُ الإهمال..عيناه جاحظتان باحمرار مُفزِع..شعره تتطافر منه شعيرات قصيرة نمت بعد حلقٍ قريب..إمارات القهر و التعذيب قصائد نَعي تسبح فوق ملامحه..كان كمن هُدّم وطنه بيد الحَرب و كان الناجي الوحيد من بين أحبّائه..،نَطَقَ هامساً و العين في العين،:خلاصك بين يدي موهاميـد،أعدك أن احميك منهم و سأجعلت تُعاود إكمال دراستك..بل أنني سأساعدك على لقاء عائلتك،لكن
الدمعة تلتمع حائرة وسط عينه،تنتظر باقي حديثه لتُقرر مصيرها..أكمل هو بهدوء،:لكن عليك أن تعمل لأجلي
،:مُحقق آستــور انتهت الخمس دقائق
استدار للسجَّان وهو يُحرّك رأسه بالإيجاب..عاد ببصره لمُحمَّد مُتسائلاً،:ماذا قُلت ؟
كان جوابه أنَّهُ رَفعَ يديه مُبعِداً كفيه عنه ليعود إلى استناده و تأملاته الميّتة..وقف آستور مُبتعداً بعد أن رأى الجواب..هَمسَ بقهر قبل أن يخرج،:سوف تندم
و مع إغلاق الباب أعلنت الدمعة عن قرارها النهائي عابرةً طريق خدّه البارد الذي أصبحَ بلقعاً يفتقر لدفئ يد حانية..توالت الدمعات و الحُزن يُجريها عذاباً يُحرقه..غريباً هو تتلقفهُ أيديهم بلا رحمة،يُساومونه من أجل حُريته و يعدونه بخلاصٍ يجعله عبداً تحت أقدامهم..عيناه تسلقتا سماء رجاءاته هامساً من قعر ضُعفه و قِلَّة حيلته،:يـــ ـارب
,،
حاضر
،:والله تبيهم خذهم ما تبيهم اتركهم غيرك يقدر يدفع
بمُحاولة أخرى،:انت بس لو تنقصني دينار
وضع يده على خصره مُعَقّباً ببرود مُستَفِز،:حبيبي شكلك مو مجرب البحر،احنا نشوف الموت عشان نصيد هالسمج،و تجي انت تبيه بنص السعر "أشار بيده بلا مُبالاة نصفها وقاحة" اقول توكل توكل
ابتعد الرَجُل و هو يُتمتم بحنق من هذا البائع الأهوج..،هو جَلسَ على مقعده ماسحاً جبينه بالخرقة المَرخية على كتفه..التفت لصديقه الذي كان ينظر لهُ بتعَجُّب و علامات سؤال تحوم فوق رأسه..نَطَقَ باستنكار،:انت كل اللي يشترون تحاجيهم بهالأسلوب ؟
أجاب ببرود و هو يسند ظهره مُرخياً قدميه على الأرض،:ايــه و شنو فيها يعني ؟!
قال و هو يتكئ بمرفقه على فخذه،:اللي فيها انك جذي ما بتبيع "بنصيحة أكمل" سايسهم، فاوضهم روح مني مناك لين تتفقون على سعر يرضي الطرفين
تَراجع للخلف و هو يُحَرّك رأسه بقلّة حيله و ضحكة صديقه تعتلي بقهقهة ابتسم لها و عيناه تجولان على فوضى الناس الشعواء المشهور بها "سوق السمك" أعاد بصره إليه عندما نطق من بين ضحكاته،:اقول رائد بلا تفلسف علي "ارتفع حاجبه بثقة مُردفاً" ترى اقدر اتفلسف مثلك،سقف الأسعار و الأرضية السعرية محددة سعر السمج "أشار لنفسه و هو يُكمل" و انا انسان امشي على القانون لا انزل و لا ارفع السعر على كيفي
بسُخرية عَقَّب،:ماشاء الله عليك انسان قانوني و نظامي،مادري من اللي قبل شهر دافع له كفالة لأنه بغى يذبح له واحد
وقف و هو يقول،:عاد بدينا اللحين بعايرني "رنا لهُ بحدَّة مُردفاً" لا تخاف اذا صار عندي برجعهم لك
وقف ضاحكاً و هو يضرب كتفه بقبضته مازحاً،:يله عاد لا تسوي فيها حساس
أبعد يده بنفور و هو يستاءل من طرف أنفه،:و بعدين انت ليش جاي لي اهني ؟ "أشار لملابسه باستهزاء" لا وبعد كاشخ و جاي تتبخر بالسمج
بَلَّل شفتيه دون أن يُجيبه و عيناه مُتعلقتان على وجهه بابتسامة مُحبَّة تُناقض أفعال صديقه النافرة منه..أتى لهُ يُريد أن يشكو ضيقه الذي أوزعتهُ كلمات زوجته في صدره..لسانه لا يُطلق شكواه إلا له..و نفسه لا ترتاح في حديثها إلا معه..لكن يبدو أنَّ الوقت و المكان غير مُناسبان..،نَطَق و هو ينظر لساعة معصمه،:بس جذي قلت امر عليك قبل لا اروح الشركة "رفع يده مُلوّحاً و هو يتراجع للخلف" في أمان الله
استدار مُبتعداً خاطياً خطوتان..و قبل أن ينخرط مع أفواج الناس التفت لصوته العالي،:مرني الطرَّاد بعد ما تخلص شغلك
ضَحَكَ و هو يُلَوّح لهُ من جديد قبل أن يواصل طريقه..على الرغم من قساوته و أسلوبه الخالي من اللباقة إلا أنَّهُ يحمل في صدره قلب طفل بريء لا يقوى على ترك أحبّائه في ضيق..،
,،
ارتوت من كأس انتقامها تُصمِت عطشها المُنادي بصُراخ بالذي يُعيد كرامتها المهدورة على يد امْرأة اخترقت حياتها على غفلة منها،لم تَكُن مُقصّرة أبداً، لكن دخولها المُوحش مثل شتاء قارس جعلها كالذي فَقد عَقله تدور حول زوبعة من شكوك وُجّهت سهامها نحو ذاتها..هي نفسها،رسمت شكوك تقصير حول أنوثتها..حفرت حتى تقَطَّرت الدماء من عينيها قبل أصابعها،مُنَبّشة عن سوء فعال دفَعهُ للتَعلُّق بتلك..،أيُّ جُرأة كانت تملك ابنة الخامسة عَشر لتُلاحق رَجُل يكبرها بعقد كامل؟..تغاضت عن خاتم الزواج المُحاوط بنصره،أشاحت وجهها عن صورة ابنته الأولى الغافية وسط محفظته..أتتهُ بلا خَجَل تخط كلمات امتنان و تقدير و حُب تافه لحروفه..ظَنَّت في البداية أنَّها إحدى الواقعات في غرام قلمه المُناصر الأنثى،و هي منهن كانت أيضاً..لكنَّها تمادت و كلمات التقدير صَيَّرتها الأيَّام شَكوى،بَوحٌ و طَلبُ خَلاص..لا تدرِ هل عاكسها الطريق و بدل أن يُلقيها أمام مكتب طبيب نفسي ألقاها عند مكتب زوجها ؟ أمَّ القَدَر أراد أن يمتحن قلب زوجها ؟ قلبه الخائن الذي انعقد بثوب امْرأة غيرها..نَهلَ من نهرها و صال و جال بين مدائنها الأنثوية دون أن تُكبّله ذكرياتهما و تلك الهَمسات التي لطالما نَثَرها بخدر على مسامعها..،ابتسامة سُخرية تَمَكَّنت من شفتيها و هي ترى رواياته الماضية تسكن زاوية المكتبة مُستسلمة لغُبار النسيان..نَسيها و نَسي ما بَصقه نفاقاً بين صفحاتها..هو المُحارب و المُدافع عن المرأة الخاسرة في معركة الرَجُل رفع رايته مُطالباً برأسها..،بَلَّلت شفتيها و هي تخطو إلى أريكة مكتبه البُنية..جلست عليها و هي تتكئ بمرفقيها على فخذيها مُتقدمة في جلوسها للأمام شابكة أصابع يديها ليستقر فوقهم ذقنها عائدة بذاكرتها إلى قبل يومان..،
،
لَطَّخت شفتيها بلون ارجواني داكن تناسق مع فستانها الأصفر الضيق على جسدها النحيل قبل أن تقول و هي تنظر لأختها من المرآة،:صراحة مادري متى هو بيفاتح أهله في الموضوع "التوت ملامحها بقلق و هي تستدير مُردفة" و صراحة خايفة من ردة فعلهم،يعني هم كلهم اهل في بعضهم و جنان تصير بنت عمه
اقتربت منها تقف عند المرآة بحانبها رافعة يدها تثبت خصلتها بمشبك الشعر على الجانبين و هي تقول ببرود،:و خير يا طير بنت عمه ؟ ماهو اول واحد يتزوج بعد ما يطلق،يعني يوقف حياته عشان طليقته بنت عمه "بضحكة مُستهزأة أكملت" شهالتفاهة !
قالت بقلَّة صبر و هي تتناول إحدى الفرش المصفوفة بترتيب على التسريحة،:انتِ مو فاهمة يا أنفال " نظرت لها و الحُزن يُحَلّق طائراً فوق جفنيها المُعانقهما كحل مُلتوي" اهله كانوا رافضين الطلاق و بعد ما تطلقوا كلهم حاولوا يرجعونهم لبعض و انا خايفة هالمرة "أخفضَ القلق رأسها هامسةً" خايفة فيصل يطاوعهم
ارتفع حاجبها باستنكار و هي تُعَقّب بحدَّة،:و ليش ان شاء الله يطاوعهم ؟ ليش السالفة هي لعبة ؟ يوعدش بالارتباط و بعدين يروح يرجع طليقته ! لو الأخ يفكر ياخذش زوجة ثانية ؟!
ضَمَّت شفتيها و عدستاها تتخبطان على المساحيق أمامها..أرختهما قبل أن تزدرد ريقها و التَوجس أخذ مأخذه منها..رَمَشَت بطريقة مُتتالية و هي تسمع صوت أنفال الواضحة الشك في نبرته،:ياسمين تحجي في شي ما ادري عنه ؟
بَلَّلَت شفتيها و هي تُدير وجهها بتوتر بعيداً عن شرارات اختها..لكن أنفال بتصميم قَبَضَت على ذقنها مُعيدة وجهها إليها لتتساءل بحدَّة،:شنو خاشة عني ؟ في شي صح ؟!
دَعَكَت خدها بساق الفرشاة و هي تنطق ببحَّة،:فيصل عنده بنت من جنان
شهقة صَدمة انفلتت منها لتتفرع على إثرها أغصان قلق أخرى من بين ملامح ياسمين التي قالت،:أنفال شهالشهقة،ترى عادي يعني و اصلاً جَنـى تحبني و متعودة علي
تساءلت بعدم استيعاب،:و من هي جَنى ذي ؟
ارتفع حاجباها مُجيبة،:بنت فيـــصل !
تساءلت بحنَقَ أثار استغراب ياسمين،:و بعدين وينها ذيك عن بنتها تاركتها ؟
أجابت بتوضيح،:فيصل أوهم جنان ان البنت ماتت و ظل خمس سنين عايش معاها في لندن بدون لا احد يدري بوجودها "تساءلت بذات استغرابها" و بعدين انتِ شلون تدرين انها ما بينها وبين بنتها صلة ؟
بهدوء أجابت تُبعد عنها الشُبهة،:و لامرة سمعت منش ان جنان جاية لندن،و بما ان البنت عند فيصل وهو مستقر هناك فيعني لازم تسافر تشوف بنتها
هَمهمت بتفهم و هي تعود لإنهاء زينتها قبل أن يأتي الناس لحضور العشاء المُقام على شرفها بمُناسبة حصولها على شهادة الماجستير..،أنفال غابت مع اللون الأحمر الذي ضَبغت بهِ شفتيها،امتزجت أفكارها السامَّة به مُتحلّلة مع حدَّته و قسوته..مثل دماءٍ تفيض من القلب نتاج جُرحٍ عميـــق أساسهُ الحِرمان.. وليسَ أيُّ حرمان،ابتسمت لنفسها بخبث و الأفكار تُواصل مسيرها في جوفها..حرمان الأم من ابنتها.. و لا أحد أعلم من الأم نفسها عن شدَّة هذا الوجع..،
،
،:شنو تسوين اهني ؟
أخفضت يديها قبل أن تقف بصمت قاصدة الخارج..مَرَّت من جانبه دون أن تُلقي عليه بنصف نظرة، و قبل أن تتجاوزه امتدت يده حاكمة قبضتها على ذراعها العارية،شَدَّها إليه وسط مُحاولاتها للتملص منه لكنَّ يده الأخرى تَمَكَّنت من ذراعها الثانية..قَرَّبها إليه هامساً،:لين متى بتظلين على هالحال ؟ "فَصَلت بين كلماته تنهيدة مُثقلة بمشاعر تائهة تبحث عن قرار يُعيد لها توازنه،أكمل بهَمس ضَعَّفَ الضنى بحَّته"ادري اني غلطان و ما استاهل الغفران،بس ارجوش لا تعامليني و كأني مو موجود،جذي تزيدين تعبي تعب
أرفع الكبرياء حاجبها و هي تُجيبه بهمس ألبستهُ الارتعاشات لحنٌ كئيب،:رووح لجنـ ـان خلها تشيل التعب عنـ ـك
أرخى جبينه على جبينها هامساً بتأنيب،:أنفــال
أرجعت رأسها للخلف لتحمي حواسها من سطوة أنفاسه العَطِرة،نَطَقت و عيناها تذرفان قصائد الحَسرة و القَهر،:شنو أحمد ؟ اذا انت تعبان انا من زمان مت من التعب و انتهيت "تنَشَّقت عذاباتها الماضية مُواصلة" سنين و انا ساكتة اجمّع في قلبي و متحملة مراهقتك وياها عشان عيالي،لكن موقفها يوم شفناكم انا و بنتي ذبحني،و كأنّك ملكها ما كأنك كنت لي قبلها و هي اخذتك مني
فتح فمه يُريد ينطق لكنَّها لم تسمح لهُ مُواصلة بحرقة بانت مآسيها على وجهها،:يوم رحت لها المكتب من كلمتين عرفت انها للحين تحب طليقها،معقولة انت ما حسيت ؟! "مال رأسها بتساؤل ساخر و هي تُتابع هروب عينيه" ولا داري بس ساكت خايف تخسر ست الحسن و الجمال ؟
نَفَرتهُ للخلف مُبتعدة عن لمساته لتقول بحدَّة اجتذبت حواسه من شدَّة ثقتها،:أحمد بنتهم طلعت عايشة ما ماتت،و اذا تبي تتأكد اسألها،و صدقني،صدقني يا أحمد بتبدأ تتحجج ببنتها و بتجيب ألف حجة و حجة عشان بس تتطلق منك و ترجع له، و قول أنفال ما قالت
استدارت خارجة من المكتب لتتركه يتخبط بين كلماتها و وحل شكوكه التي غَزت روحه مُنذ عودة فيصل..مَشى بثقل للأريكة التي احتوت جسدها قبل دقائق..ألقى بنفسه عليها مُطلِقاً زَفرة طويـــلة مُشبَّعة بضياع أصبح موطنه الأزلي مُنذ أن تداخلت حياة جنان بحياته..كان نصف مُتيقن من أنَّ قلبها ينوي الرضوخ لحُكم ذاك مُجدداً،و الآن بعد ما نفثتهُ أنفال أصبح مُتقيناً بالكامل أنَّها ستُلقيه و ستُلقي سنواته من أجل الظفر بقلب فيصل..،
,،
ماضٍ
السَماء تدور بسرعة فائقة حتى تَكَوَّنت بؤرة سوداء وسطها اجتذبتهُ للغرفة التي يَعتلي فيها صوت الموسيقى..ها هو الآن يغرق بين الألحان نفسها،صوتها يرتفع بإزعاج يُنبهه بارتفاع رائحة دم ضحية جديدة..أدار رأسه و الألمُ يُحيك خيوطه بين خلاياه،كان ضوءٌ أحمر أغمض عينيه بوجع من شدَّته..فتحهما ليُحركهما ببطئ يميناً..وجه حبيبته أشرق أمامه..شَدَّ شفتيه راسماً ابتسامة ذابلة لرؤيتها..اشتاقها طوال غيابه،كانت بلسمه أثناء تعذيبه،هي دواءه و بذكرها يُضّمَد جراحه..انتبه للذين خلفها..طائراه البريئان،حضنه لم يرتوِ من منبعهما الصافي و أسفاً أنَّ الموت قد وصل للتَرَاقِ مُختزِلاً سنينه معهما التي رسمها بأناملهما الصغيرة..،أغمضَ عينيه يبحث عن الحُرية التي أخبره بها ذاك البشري ذو الروح الحيوانية..تَحَرَّر من الأصوات مُنصِتاً بتركيز لصدى نبضاته..يشعر بها تتلاشى شيئاً فشيء..لحظة من هو ذا ؟ اقترب أكثر و ضوءٌ أبيض يرتفع من هذا المَلقي..انحنى ينظر إليه لترتعد أوصاله بفزع..هذا هو مُلقى ! اذاً هذا هو الموت ؟ و لكن قلبه لا زال ينبض..استدار مُتتبعاً الصوت..بدأ يجري باحثاً عنه..الظلام على جانبيه و من أمامه ضوءٌ مع اقترابه يبتعد..،
،:بو يوسف تسمعني ؟
إنَّها حبيبته..يُريد ان يفتح عينيه ليراها لكنهُ لا زال يجري ! هل هي خلف هذا الضوء المُبتعد ؟ هل هي الحُرية التي نادى بها ذاك ؟ تَعثَرت قدماه و سقط على وجهه..تأوه بألم باسطاً كفّه على الأرض ليرفع جسده..شهقة حــادة ارتفعت من صدره حاملة معها نصف أنفاسه اللاهثة..الظلام تَلاشى و أتت الشمس مُحتلَّة مكانه ناشرة أشعتها على الجثث الصريعة أمامه،وجوه غريبة و ملامح نَهَبَ الموت عيشها..تَلَفت بضياع يبحث عن كائناً يَجُر النَّفَس مثله.. و فوق قمَّة التل المُكونته جثثهم رأى أحدهم..وقف مُقترباً منه،كان يرتدي معطفاً أبيض و بين يديه أنابيب اختبار تنضح منها محاليل تسيل على الأجساد لتحرقهم مُخلّفة سواداً و رائحة عَفنة بدأ يسعل منها..مع اقترابه عيناه يزداد اتساعهما،فهو استطاع أن يُمَيّز ساعة معمله الخاص التي أهدتهُ إيّاها زوجته حين افتتاحه..هذه نظارته و حاسوبه..لماذا هو هُنا بين هؤلاء الأموات ؟! استدار يُنَبّش عن جواب لكن يد مُبهمة الهويَّة أحجبت عنهُ النَفَس ليغيب في اختناق مُوجع انقطعت معه أصوات النبضات..صوت حبيبته و وجهي ابنيهما..،
،
هي كانت تنتظر عند غُرفة العمليات،مُستندة على الحائط بإعياء..ذراع تحتضن ابنها و ذراع مُلتفة حول ابنتها..رغبة بالاستفراغ تحوم بالقرب من حلقها..و كأنَّ أطرافها بين السماء و الأرض تنتظر سقوطاً مُدوياً يُحيلها كائناً منزوع الروح..منظره وهو مُضرجاً بدمائه تُعاد شريطاً أمام عينيها..كيف غارت الجراح في جسده و الدَمُ قد أخذ مأخذه من ملامحه..أنَّاته لا زالت ترتفع من حولها صامَّة مسامعها..بأي حال كان أثناء غيبته ؟ أيُّ أرضٍ احتوت تأوهاته و أيُّ ليلٍ احتفظ قمره بآلامه ؟ رعشتها تمازجت مع ارتعاشات طفليها..دمعة سقطت من على مُنحَدر الأسـى عابرة أسمال وجهها المخطوف بهلع..،
،:مريــم
رفعت عينيها للصوت القادم أمامها..احتضنتها لتُفرغ دموعها على صدرها.. بعد أن غاب دفئ أهلها عنها لم يبقَ لها سواها..خَنَقَت الشهقات حتى لا تُرهب طفليها هامسةً،:اخذي ملاك معاش البيت خليها تنشغل ويا حور ابيها تنسى منظر ابوها
ابتعدت عنها تنظر لعينيها المُنهكتين مُجيبة،:اكيد باخذهم انتِ لا تحاتين
أعادت جُملتها بصيغة أخرى،:اخذي ملاك،بس ملاك
عُقدة استنكار بانت بين حاجبيها و هي تتساءل،:ليش بس ملاك ؟! اعطيني يوسف بعيد عن جو المستشفى
استنشقت نفس عَميق قبل أن تُجيب،:ابيه يكون وياي اذا طلعوا ابوه من غرفة العمليات
باعتراض قالت،:حرام عليش يا مريم الجاهل بيتعب و كفاية اللي شافه المسكين
قَرَّبت رأسها لتهمس في أذنها بغصَّة مريرة،:ما اقدر اقعد ويا ابوه بروحنا،صالح طلقني قبل لا يسافر
,،
حاضر
مساءً
كان للمسبح كلمته،احتوى جسده المحموم قهراً و احتضن حركاته المُضطربة،أفرغ بين المياه الإشارات السلبية التي اجتذبتها روحه من اعترافها المُوجِع..ببرود نَطقتها ناحِرة ذكرياتهما المنحوتة في ذاكرة قلبه..تناست مَحبّته و تغاضت عن جُرحه الذي لم ينم على موسيقى الفراق..لا زال يصحو ينتظر منها دواء..لكنَّها نسفته و قَضَت على انتظاراته..اعترفت بالنسيان و تَقلَّدت بوسام القوَّة الذي افتقر منهُ صدره المُشتاق لنومها فوقه..،بين ليلة وضُحاها نَبذت محبّته مُعتنقة حياة أخرى لتعتاد على أيَّامها و كأنّهُ لم يرتبط بها أبداً..تبتسم و تضحك و هو على وسادته يُقلّب جَمر أحزانه..،وَجَّه ضربات عنيفة للماء و هو يسبح بسرعة يُريد بها أن ينسى و لو للحظة وجهها و هي تنطق بكلماتها..صوتها كان يرتدي عباءة البرود التي أغشتهُ بها طيلة الفترة التي انقلب فيها حالها و أصبحت تكرهه و ترفض قربه..،خَفَّفَ سُرعته عندما وصل لبداية المسبح قبل أن يسبح بخفَّة للسُلَّم الجانبي،خَرج منهُ قاصداً المقاعد الجانبية حيثُ تَرك رداء استحمامه..أحاط به جسده و هو يلتفت للصوت الذي أتاه من عند الباب،:عبد الله عسى ما شر شفيك ؟ "اقتربت منه و ذراعاها مُعقودتان على صدرها تتُرجم انعقاد القلق في صدرها،أردفت عندما توقفت أمامه" شفيك تسبح و كأنك تتذابح مع الماي ؟!
حَشَرَ يداه في جيب الرداء ليُجيب بابتسامة تخلو من علامات السعادة..لم تكن سوى ابتسامة سُخرية على حاله،:قاعد احاول انسى،قالت لي انسى،قلت يمكن اذا سبحت انسى
عَقَّدت حاجبيها بعدم فَهم و هي تتساءل،:عبدالله ماني فاهمة شنو تقصد،و من هذي اللي قالت لك انسى ؟!
بقهر يحوم في قلبه أجابها،:بنت عمش،تقول هي نستني و تبيني اللحين انساها
أصدرت صوت مُستنكر من بين شفتيها قبل أن تقول بتأنيب،:عبدالله ما خلصنا من هالسالفة ؟ اللي باعك بيعه،و مادام بلسانها قالت لك انها نستك انت بعد انساها ليش مألم قلبك
الماء يُقَطّر من شعره فوق وجهه مُتخذاً عمل الدموع التي أبت أن تعبر بوابة عينيه..بخيبة هَمسَ و عيناه تتعلقان بعينيها بألم،:حتى انتِ يا غيداء حتى انتِ،و انا اللي كنت اظنش فاهمة قلب اخوش
رفعت يدها ماسَّة كتفه لكنَّه تراجع للخلف بنفور واضح ناطِقاً بلسان الحسرة،:اذا تبوني انسى علموني،للأسف قلبي ما يعرف ينسى اللي حبهم بصدق
ألقت بنفسها على المقعد الخشبي و زفراتها ترتفع بحيرة و هي تراه يخرج للحديقة..مَسَحَت على خدَّها تُزيح قليلاً من الغُبار الذي تراكم لفترة فوق موضوع طلاقه من نور..الطلاق الغريب الذي طلبته نور باصرار أثار تَعَجُّب الجميع..عدا والدتها ! أخفضت يدها إلى حُضنها..عُقدة تَكَوَّنت بين حاجبيها و هي تلمح سواد بين أصابعها..لانت العُقدة عندما تَذّكّرت الرسمة التي كانت تعمل عليها مُنذُ الصباح..يبدو أنَّ الصابون لم يفي بالغرض..وقفت تُريد الخروج و لكن بعد الخطوة الثانية عادت لتقف و هي ترفع يديها أمام عينيها تنظر باتساع مَذهول من الفكرة التي قفزت فجأة في عقلها..حديث والدها قبل دقائق مع والدتها عاد لينحشر وسط مسامعها..كان يُخبرها بالوليمة التي سيعقدها غداً في منزلهم بمناسبة زواج علي و جود،كعادته يتصيد أي سبب ليجتمع بالعائلة في منزله..اذاً الجميع سيأتي..و نور بالتأكيد..أخفضت يديها و عَزمٌ غريــب لوَّح من عينيها..هَمسَت قبل أن تواصل مشيها،:بنسى علاقتنا يا نور وبمشي ورا كلام امي،بشوفها صادقة و لا قاعدة تظلمش
,،
على جُنح الليل واصل مَسير وحدته،يُعاين ثغرات روحه المشروخة مُنذ الطفولة،كانت والدته ضماده لفترة ثُمَّ انزوى عن علاجها لضيقٍ بدأ بغرابة يتكالب خانقاً حياته..تلك الرغبة التي تزوره حينما تحتدم ذكريات الماضي في روحه،الرغبة في تمثيل دموعه و شَرح مُعاناته على هيأة ضربٍ ينساب كتخدير في عروقه..،حاول مراراً على مدار ثمانية عَشَرَ عاماً ان يتخلص منها لكن دون نتيجة..و حــوره المُحنَّاة بدماء عُنُقِها أكبرُ دليل..،زَفَر ضَجره و هو يُواصل تغيير قنوات التلفاز دون أن يستقر على إحداهن..و حقيقةً أنَّ مزاجه لن يتسيغ أيٌّ منها..في النهاية رَمَى جاهز التحكم بملل على الطاولة أمامه..،أرجع رأسه للخلف رافعاً وجهه لسقف غرفة الجلوس الواســـعة..حَرَّك عينيه على الثُريات الأنيـقة و التي تحكي كريستالاتها اللامعة عن تَرفها..أخفض رأسه طابعاً نظراته على زوايا المَنزل بأكمله..حكاية ثراء فاحش يرويها أب زوجته..ابتسم بسخرية على حاله،فهو لم يُساهم بفلس واحد في بنائه ! التفت لصوت جرس المنزل الذي لَبَّت الخادمة ندائه سريعاً..عَقَّد حاجبيه و هو يقف باستغراب من الداخل..نَطَق و هو يقترب،:عَمي ؟
ابتسم له و هو يُرَتّب غترته البيضاء على كتفه بأناقة..اقترب من مكان وقوف يُوسف ليقول،:شلونك يا ولدي من زمان ما شفتك "بضحكة أضاف و هو يجلس بجانبه على الأريكة البيجية" ما كأن نشتغل في الشركة نفسها لا و زوج بنتي بعد
ابتسم بحرج مُجيباً،:و الله يا عمي انشغلت شوي وو
قاطعهُ بنبرة تَعَلَّقت بمقصد مُعَيَّن،:و بعد انشغلت في حادث حور اللي من جت بيتنا ما شفتك زرتها تتطمن عليها
هَزَّ رأسه هامساً وهو يُشيح وجهه عن نظراته المُتفحصة،:بزورها ان شاء الله
صَمَتَ و عيناه تتأملان أصابعه التي يدعك بها باطن يده بتوتر لم يغب عن بصر والد حور الذي نَطَقَ بهدوء،:مُمكن اسألك سؤال ؟
حَرَّك عينيه إليه،:اي اكيد عمي
و هو مُستقر بعدستيه على وجهه يُريد أن يلتقط ردَّة فعله بدقة،:انت للحين تشرب أدويتك ؟
ابتسـامة واثقة شَدَّت شفتيه و هو يرى التَجَهُّم الذي ابتلع ملامحه..أصابعه جَمَّدها سؤاله و عيناه تكادان تسقطان من محجريهما..ازدرد ريقه و تصافق سريع استولى على أهدابه..صوته عاد،:جاوبني يا يوسف
زَفَرَ بتعب و يده ترتفع لتتخلل أصابعه خصلاته و باعتراف،:صراحة يا عمي من زمان موقف شرب
مال رأسه مع ميلان صوته على مُنحدر التأنيب،:ليش يا ولدي ؟ مو الدكتور حذرك من قطعهم،جذي تخرب على نفسك و على اللي حولك "تساءل بحذر" و حادث حور مو طيحة مسبح صح و لا انا غلطان ؟
زَمَّ شفتيه بإغماض رَسم لهُ صورة النَدم و التي كانت الجواب على السؤال..زَفَرَ و هو يُدير وجهه جانباً مُتمتماً،:استغفر الله،الله يهديك يا يوسف "وَقفَ مُوجّهاً الحديث إليه" انا بتصل للدكتور احجز موعد خل نشوف حل لوضعك،مو كل مرة تقطع الأدوية نقدر نصلح الوضع "وضع يده على كتفه ليقول بهدوء" اذا تبي تكمل حياتك بشكل طبيعي نفذ كلامه..مع السلامة
تَلَقَّفت يداه وجهه بقهر فور خروجه..مَسَح بعُنف عليه يُترجم ضيقه الأكبر..استقرَّ بهما على رأسه ضاغطاً بقوَّة يُعاقب أفكاره الواهية التي أسقطتهُ على سرير المَرض..يَكره ضعفه أمام تلك الأدوية،لا يُريد أن يَكون مُستسلماً لها.. هو طبيعي،فقط يحتاج أن يُقحم عقلاً جديداً مكان عقله،بذاكرة نظيفة لم تُلوثها دماء موت أبيه المُبهم..أغمض عينيه و أصوات تلك الليلة تعود بضوضائها المقززة المُرتفعة لسببها حُموضة معدته..ازداد الأمرُ سوءاً و رائحة الدماء تخترق أنفه بقسوة لينحني بضعف مُستفرغاً ما بجوفه على الأرضية الرُخامية..اجتذبتهُ الأرض لتستقبل حرارة جسده المُسعرة و بطنه لم يتوقف عن إفراغ حمولته..و كأنَّ سكاكين تقتطع أمعائه،الوجوه تتراقص أمام عينيه،الدماء ببطئ قاتل تسري فوق ذراع والده..همسات مُشوشة تداخلت بغوغاء مُثيرة جَلبة مُخيفة في نفسه..بُكاء والدته و صُراخ ملاك التي تَلَطَّخ فُستانها بدم والدهما..صوت سيارات الشُرطة ملأت المكان و الناس بتجمهُر يخلو من رحمة أحاطوا منزلهم..الصُحف وَثَّقت الخَبر،و محطَّات الإذاعة لم تخلو برامجها من مُلابسات "الانتحار"،همسات الجيران كانت خناجر تقتطع مشاعرهم المَسلوبة الفَرح..كُل شخص و كُل شيء كان يتكلم عن جريمة والده..السماء..القَمر و الشمس،الزهور و كُرة القدم التي كان يلعب بها مع الأطفال..حتى المدرسة لم تنسَ ذكره.. و إلى الآن لا زالت روحه تذوي من سكين موته..،
يتبع
|