كاتب الموضوع :
IMANECRAZYGIRL4
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: البديلة الجاهزة
الفصل الرابع:
ـياقوت مابال ذلك الهاتف انه لايتوقف عن الرنين،اجيبي من فضلك فيداي مشغولتان بتحضير الدجاج.
ـانني قادمة يا امي،من هو هذا المهووس،الذي كسر لنا طبلة ادننا على هذا الصباح.
ـالو،اهذا انت يا ياسر،ماذا ؟وكيف حالها،اخبرني ارجوك ،كن دقيقا قليلا،قل ما الذي وقع لاختي بالضبط؟حسنا نحن قادمون لنلتقي هناك اذن.
امي ،استجمعي قواك قليلا واستشهدي بحكمة الله وسماحته،لقد تعرضت غيثة لحادث مروري،هذا كان ياسر قبل قليل،هو اتصل بنا وهو في طريقه الى هناك.
حسنا،خذي نفسا عميقا،واهدأي يا امي ولا توتري اعصابي،هي ستكون بخير والجنين ايضا اقسم لك،لذا علينا ان نتحلى بالايمان .
هذه الشجاعة المزورة كانت تخفي هلعا وخوفا حقيقيان وراءهما فقط السيدة حبيبة وحدسها الامومي من استشعر ذلك ففجرت تلك الطاقة السلبية من جبل المخاوف ذاك عبر نهر متدفق من الدموع.
لتكفي عن هذا البكاء الهستيري،هي حية،انا متيقنة من ذلك.
كل امال ياقوت ووالدتها تناترت كذرات رمل بفعل مهب ريح عاتية،عند وصولهم الى باب المشفى وقرائتهم لوجه ياسر الكئيب،وهكذا اسدل الستار عن هذا الفصل من حياة غيتة،ليعلن الحداد عن المرحومة بعد مراسم دفنها،تلك الانسانة الخلوقة التي يشهد لها جميع المعارف بالسمعة والسيرة الحسنة والقلب الابيض.المعجزة الكبرى كانت نجاة الرضيعة التي اطلقت صرخة الحياة دقائق فقط قبل ان تودع والدتها العالم نفسه الذي تطأه هي بخطوات متعترة.
صحيح ان اغلبكم يشعر بالاسف والحنق،لغياب عدالة القدر في هذه الواقعة،فبعد ان بدأنا نتلمس القليل من التغيير في الحالة النفسية لغيثة،التي صنعت باسبوع كل ما كانت ترهبه طيلة حياة بأكملها،وبعد ان صفقنا لها جميعا لتحليها للمرة الاولى بالجرأة لمجابهة حصن مخاوفها العال القمة،وبعد ان انزلنا قبعاتنا ،الكل في اشارة واضحة لتقديرنا وتشجيعنا لمبادراتها،فقد لكي نصدم بعدها بهذا المصير القاتم.
طبعا لا احد منا توقع ما ستؤول اليه نوبة الثورة هذه،لم يتخيل اسوء المتشائمين منا نحن المتفرجون،في اسوء السيناريوهات فظاعة،انها ستخلط بين الاستقلالية والتهور،وستندفع بالتالي بعيدا في طريقها الغير المعبد ،لشم عبق الحرية.
القدر لهو حقا لشيء غريب،انه يمهل الفرص تلو الاخرى للكثير من من لا يستحقها ،بينما يستكثرها على العديد منا حتى في اشد حاجتنا اليه.لذا اقرأوا اشاراته بتمعن،ولا تنتظروا منه الرحمة،وتعلموا ان لا تكبحوا انفسكم طويلا،بل انزلوا تلك الاحلام البائسة من ادراج خزاناتكم،وامسحوا عنها الغبار،لان العد العكسي لتحقيقها بدأ الان.
//////////////////////////// ///////////////////////// ///////////////////
حبيبة لم تتقبل ابدا ان فلذة كبدها الكبرى،قد فارقت الحياة وهي بريعان شبابها مخلفة ورائها طفلين.
لقد دخلت الى حالة من الانكار التام،فرفضت كاول اجراء يبدر عنها بعد ايام من الغيبوبة الاختيارية ان تمنح ملابس غيثة للمؤسسات الخيرية،وجه غريب هو الذي يطل على المنزل كل صباح،انه نفس الوجه بذات الملامح،غير انها اصبحت اشد حدة،خطوط التجاعيد التي دلت في يوم من الايام على وقار سنها انحفرت بعمق لتبصم عن معاناة حقيقية الوجود ونفق مظلم من الالم،هي اتبعت وسيلة الدفاع الوحيدة للمنكوبين ،ضعفاء الحيلة،الا وهي الاتهام،فالكل في نظرها شارك في مامرة اغتيال ابنتها الطاهرة،ابتداء ا بزوجها عبد السلام،الذي طيلة احدى وتلاتين سنة تفنن في ممارسة فن التعذيب الشفهي،لم يصل ولو لنصف ما تعرض له على يديها في ظرف اسبوع، مرورا بياقوت الاخت الانانية التي لا تعرف كيف تشاطر وتقاسم انشغالات غيثة،انتهاء ا عند ياسر الزوج النكرة الذي لم يعلم ابنتها قيادة السيارة.الاسوء في الموضوع ان اصابع الاتهام طالت حتى ذلك المخلوق البريء ،عمران الذي يلعب بشقاوة الشيطان بدل ان ينام ويترك امه لتستريح،اما الرضيعة فهي ذلك العلم الاحمر الذي يلوح به لاي ثور هائج وسط قطيع باحدى ساحات مالغا الاسبانية المشهورة بفن المصارعة،لقد رفضت رأيتها فكيف بالقبول بالعناية بها.
ياقوت وجدت نفسها فجأة مسؤولة عن زمرة من عديمي النفع،والدها ذلك الرجل المتكبر،الحديدي المشاعر اسقط قناع التسلط اخيرا ليكشف عن نظرات الاب المعذب،وأيمن ذراعه اليمين الذي لا يتحرك الا باشارة من سبابة اصبع والده،انشل كما لو كان قمرة قيادة باخرة تعطل محركها الالكثروني بغتة،اما امها فقد دخلت في اضراب عن الطعام مفتوح الامد ،تقتصر خلاله على شرب الماء في افضل الحالات.عمران ابن السنتين،الطفل الذي لم يعهد صحبة ياقوت ولا غياب امه استمر بمناشدتها عبر البكاء وترديد الكلمة الوحيدة التي يتقنها اريد دبي،ياسمين كما كانت تتطلع غيثة في حياتها لتسميتها،الرضيعة هي العضو الوحيد الذي يذكر الجميع بان عجلة الحياة يجب ان تستمر بالدوران.
////////////////////////// ///////////////////////////////// /////////////////////
لقد مرت اكثر من ثلاثة اشهر لم يصادف فيها ولو خيالها ،ولولا مكالمات الهاتف الليلية لاصابه مس من الجنون.
كم عدد المرات التي قاد فيها سيارته الى امام المنزل الذي تقطن فيه،عابرا تلك الكلوميترات الفاصلة بين المدينتين في زمن قياسي للاولمبياد،لينتظر هناك ،عيناه معلقتان بالشرفة كالاحمق لساعات حتى ينبلج الفجر،فيتراجع عن سلوكه المتهور الذي ينويه،فباي حق سيذهب ليعزي هناك وبماذا يعرف عن نفسه.
لكن اكتر ما يشغل باله ماخرا هو صوتها الغريب طيلة الاسبوع الماضي،لقد كان باردا مشبعا بالمرارة والانهزامية. التي لم يعهدها فيها،مثقلا برائحة الجبن الجديدة كليا عليه،لقد اجلت لقاءهما ثانية ،لذا فهو يشعر بالقلق لاول مرة،هو لا يحبذ هذا الوجه الجديد،لم يتعرف عليه،لم يعهده،لان بكل بساطة يخيفه.
|